منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18 - 08 - 2021, 01:53 PM   رقم المشاركة : ( 47841 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,195

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


السبت فى اللغة العبرية ” سابات ” معناه “راحة”. وقد أوضح معلمنا بولس الرسول أن السبت بمعناه الحقيقى لن يتحقق فى اليوم السابع. وبدأ بولس الرسول يربط بين اليوم والراحة بقوله فى رسالته إلى العبرانيين: “يعيّن أيضاً يوماً قائلاً فى داود: “اليوم” بعد زمان هذا مقداره، كما قيل: اليوم إن سمعتم صوته فلا تقسّوا قلوبكم. لأنه لو كان يشوع قد أراحهم، لما تكلم بعد ذلك عن يوم آخر. إذاً بقيت راحة لشعب الله. لأن الذى دخل راحته استراح هو أيضاً من أعماله؛ كما الله من أعماله. فلنجتهد أن ندخل تلك الراحة” (عب4: 7-11).

وقوله: “لو كان يشوع قد أراحهم” مقصود به أن أرض الموعد ليست هى أرض الميراث الأبدى. كما أنه بقوله: “يوم آخر” يقصد أن هناك يوماً آخر غير السابع وهو اليوم الأول من الأسبوع الجديد أو اليوم الثامن إذا أضفنا اليوم الأول إلى أيام الأسبوع القديم.

وقد أشار القديس بطرس الرسول إلى الحياة الجديدة وارتباطها برقم ثمانية فى مسألة تجديد الحياة على الأرض بواسطة نوح الذى أنقذه الله من الطوفان، إذ كتب يقول إن الله “لم يشفق على العالم القديم، بل إنما حفظ نوحاً ثامناً كارزاً للبر، إذ جلب طوفاناً على عالم الفجار” (2بط2: 5). وبالرغم من أن ترتيب نوح بين الآباء الأول ليس هو الثامن من آدم، ولكن الكتاب أشار إلى ارتباط نوح الذى به تم تجديد الحياة على الأرض مرة أخرى برقم الثامن (أى الثامن من آنوش) فقال عنه: “ثامناً كارزاً” كما أنه أكّد ارتباط الرقم “ثمانية” بتجديد الحياة مرة أخرى بقوله: “حين كانت أناة الله تنتظر مرة فى أيام نوح إذ كان الفلك يُبنى، الذى فيه خَلَصَ قليلون، أى ثمانى أنفس بالماء” (1بط3: 20). فهو لم يكتفِ بأن يقول إن الذين خلصوا من الطوفان هم عدد قليل، بل حدد العدد برقم “ثمانية”. فالارتباط بين الحياة الجديدة ورقم “ثمانية” يؤكّد أن اليوم “الثامن” هو يوم الحياة الجديدة فى المسيح الذى هو نوح الحقيقى. وقد وُلدت الكنيسة فى حياتها الجديدة فى بداية الأسبوع الثامن بعد القيامة.

 
قديم 18 - 08 - 2021, 01:55 PM   رقم المشاركة : ( 47842 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,195

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




يقول المزمور 117 “هذا هو اليوم الذى صنعه الرب، فلنبتهج ونفرح فيه. يا رب خلصنا، يا رب سهل طريقنا. مبارك الآتى باسم الرب. باركناكم من بيت الرب. الله الرب أضاء علينا” (مز117: 24-27).

ويُقال هذا المزمور قبل إنجيل قداس عيد القيامة المجيد. ونلاحظ اختيار الكنيسة المقدسة لهذا المزمور ليناسب الاحتفال بأفراح القيامة المجيدة.

وتشير الكلمات الخاصة باليوم الذى صنعه الرب والذى ينبغى أن نبتهج ونفرح فيه إلى ثلاث مراحل متتالية:

“يا رب خلصنا”.

“يا رب سهل طريقنا”.

“الله الرب أضاء علينا”.

 
قديم 18 - 08 - 2021, 01:55 PM   رقم المشاركة : ( 47843 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,195

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



الفداء على الصليب.

الدفن فى القبر، وفتح الفردوس، ونقل أرواح القديسين الراقدين على الرجاء من الجحيم إلى الفردوس.

القيامة التى أنارت الحياة والخلود فى فجر الأحد.

لهذا فقول المزمور “يا رب خلصنا” يشير إلى الخلاص الذى تم بذبيحة الصليب.

وقوله “يا رب سهل طريقنا” يشير إلى نقل أرواح القديسين الراقدين؛ من الجحيم إلى الفردوس وهى تسبح مبارك الآتى باسم الرب.

وقوله “الله الرب أضاء علينا” يشير إلى نور القيامة الذى أشرق على البشرية مع إشراقة فجر جديد باكراً جداً فى أول الأسبوع الجديد.

وعندما نقول: “هذا هو اليوم الذى صنعه الرب” عن يوم الأحد الذى قام فيه السيد المسيح وصار باكورة للراقدين فإننا نؤكد أن يوم الرب فى العهد الجديد هو يوم الأحد وليس يوم السبت كما فى العهد القديم.


 
قديم 18 - 08 - 2021, 01:56 PM   رقم المشاركة : ( 47844 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,195

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


“وبعدما قام باكراً فى أول الأسبوع ظهر أولاً لمريم المجدلية التى كان قد أخرج منها سبعة شياطين” (مر16: 9). لقد ظهر الرب بعد قيامته من الأموات لمريم المجدلية أولاً، وأمرها أن تمضى وتخبر تلاميذه عن قيامته من الأموات.

واختار الرب مريم المجدلية بالذات لتكون أول شاهد على القيامة فى يوم الأحد، لأن الرب كان قد أخرج منها سبعة شياطين قبل صلبه وموته وقيامته من الأموات.

هذه الشياطين السبعة تشير إلى روح التعصب اليهودى الذى كان يعتبر أن ما يعمله السيد المسيح من المعجزات فى يوم السبت (اليوم السابع) هو كسر للشريعة الإلهية والناموس الموسوى. فمثلاً حينما شفى السيد المسيح مريض بِركة بيت حسدا فى يوم السبت “كان اليهود يطردون يسوع ويطلبون أن يقتلوه لأنه عمل هذا فى سبت. فأجابهم يسوع: أبى يعمل حتى الآن وأنا أعمل. فمن أجل هذا كان اليهود يطلبون أكثر أن يقتلوه. لأنه لم ينقض السبت فقط. بل قال أيضاً أن الله أبوه معادلاً نفسه بالله” (يو5: 16-18).

وحينما أخرج السيد المسيح من مريم المجدلية سبعة شياطين وظهر لها بعد قيامته فى اليوم الأول من الأسبوع الجديد؛ فإن هذا يشير إلى تحرير كنيسة العهد الجديد من عبودية الحرف الناموسية إلى حرية الروح، أى من عبودية الناموس إلى حرية مجد أولاد الله.

لقد كان اليوم السابع كيوم للراحة هو رمز فقط ليوم الرب أى يوم الأحد فى العهد الجديد. لهذا قال معلمنا بولس الرسول: “فلا يحكم عليكم أحد فى أكل أو شرب أو من جهة عيد أو هلال أو سبت التى هى ظل الأمور العتيدة” (كو2: 16، 17).

إن الإيمان بألوهية السيد المسيح وبأنه هو “رب السبت” (مت12: 8) هو الذى يقود الإنسان إلى قبول يوم الأحد باعتباره يوم الرب فى العهد الجديد.

ولهذا فإن شهود يهوه الذين ينكرون ألوهية السيد المسيح؛ يتمسكون بيوم السبت مثل اليهود ويرفضون أن يكون يوم الرب هو يوم الأحد.

وكذلك الأدفنتست السبتيون الذين انحرفوا فى الإيمان بالسيد المسيح وطبيعته الخالية من دنس الخطية؛ يتمسكون بيوم السبت مثل اليهود وينادون بتعاليم عديدة مخالفة للإيمان المسيحى.

لقد كانت مريم المجدلية رمزاً للكنيسة فى مسألة اليوم السابع واليوم الثامن، وكانت أيضاً رمزاً للكنيسة حينما التقت مع الرب فى البستان بعد قيامته وظنت أنه البستانى لأنه هو آدم الثانى. وفى البستان لم توجد الحية القديمة، بل المعلم الصالح، ونادته مريم المجدلية قائلة: “ربونى، الذى تفسيره يا معلم” (يو20: 16).

فالحية لم تعد هى المعلّم مثلما حدث فى البستان الأول (الجنة) لأنها كانت قد سُمّرت على الصليب فوق الجلجثة حينما حمل السيد المسيح خطايانا مسمّراً إياها على الخشبة مثلما شرح لنيقوديموس “كما رفع موسى الحية فى البرية، هكذا ينبغى أن يُرفع ابن الإنسان لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية” (يو3: 14، 15).

 
قديم 18 - 08 - 2021, 01:57 PM   رقم المشاركة : ( 47845 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,195

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


ولأن يوم الأحد صار هو يوم الرب، أى تذكار قيامته من الأموات وانتصاره على الموت لصالح البشرية.

ولأن التلاميذ كانوا مجتمعين معاً وقد ظهر الرب لهم لأول مرة وهم مجتمعون فى نهاية يوم الأحد الذى بدأ بقيامته وانتهى باجتماعه فى العلية مع تلاميذه، حيث عرّفهم بنفسه، وأراهم آثار الجراحات فى جسده المصلوب القائم.. لهذا فإن الكنيسة تتذكر دائماً موت الرب وقيامته فى احتفالها بالإفخارستيا أى سر الشكر فى يوم الأحد من كل أسبوع.

فى يوم الرب ننال عطية السلام حينما نسمع الكاهن فى القداس الإلهى يقول: {سلام لجميعكم} إنها نفس كلمات الرب حينما منح السلام لتلاميذه فى يوم قيامته من الأموات.

فى يوم الرب نحتفل بالقيامة المجيدة، ويهتف الجميع فى القداس الإلهى {بموتك يا رب نبشر، وبقيامتك المقدسة وصعودك إلى السماوات نعترف. نسبحك نباركك نشكرك يا رب، ونتضرع إليك يا إلهنا}.

وحتى فى القداسات التى تُقام فى وسط الأسبوع، نتذكر قيامة الرب ونحتفل بها وننال عطية السلام.

إن الأب الكاهن فى القداس يبارك الشعب ممسكاً الصليب بيده وهو يقول: “سلام لكم”.. أما بعد حلول الروح القدس، وتحوّل القرابين المقدسة إلى جسد الرب ودمه، فإنه يتنحى عن وسط المذبح قليلاً وينحنى وهو يقول: “سلام لكم” بمعنى أن الرب الحاضر على المذبح بجسده ودمه هو الذى يمنح السلام نحو الشعب، والكاهن لا يبارك أو يرشم بيده بالصليب، لأن الرب نفسه يكون حاضراً فى الوسط فوق المذبح المقدس، مباركاً ومانحاً السلام للجميع.

 
قديم 18 - 08 - 2021, 01:57 PM   رقم المشاركة : ( 47846 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,195

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


هناك فرق بين أن يقول السيد المسيح أنا أمنح القيامة والحياة، وأن يقول “أنا هو القيامة والحياة” (يو11: 25).

لأن قوله “أنا هو القيامة” يعنى أنه هو نفسه سيقوم بحسب الجسد إلى جوار أنه هو ينبوع القيامة بالنسبة للبشر كما أنه هو الحياة كقول القديس يوحنا الإنجيلى “فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس والنور يضئ فى الظلمة” (يو1: 4، 5).

هناك فرق بين قيامة لعازر من الأموات وقيامة السيد المسيح، لعازر أقامه السيد المسيح، أما المسيح رب المجد فقد أقام نفسه بسلطانه الإلهى.

كما أن قيامة لعازر كانت قيامة مؤقتة أعقبها الموت مرة أخرى. أما السيد المسيح فقد قام لكى لا يسود عليه الموت فيما بعد لأنه لم يكن ممكناً أن يُمسك منه.

هناك فرق بين سيارة نضع فيها بضع لترات من البنزين لتعطيها دفعة من الطاقة تسير بها بضعة كيلومترات ثم تتوقف. وبين الينبوع الذى ينبع منه البنزين إذا وجد فى سيارة فإنها سوف تسير إلى ما لا نهاية ولا تتوقف على الإطلاق كما أنها يمكنها أن تعطى وقوداً لباقى السيارات.

إن اتحاد اللاهوت بالناسوت فى السيد المسيح قد أعطى للناسوت إمكانية التحرر من الموت بصفة نهائية بحسب التدبير. ولكن السيد المسيح قد “ذاق بنعمة الله الموت لأجل كل واحد” (انظر عب2: 9). أى أنه أخذ جسداً قابلاً للموت ولم يتدخل اللاهوت لكى يمنع الموت عن الناسوت فى وقت الصلب والفداء. ولكنه فى مسألة القيامة قد برهن على أن الذى مات هو هو نفسه الله الكلمة الذى هو بلا شك أقوى من الموت بحسب لاهوته “وتعيّن ابن الله بقوة من جهة روح القداسة بالقيامة من الأموات” (رو1: 4).

إن القيامة بالفعل كانت هى أقوى دليل على ألوهية السيد المسيح. لهذا قال هو نفسه لليهود: “متى رفعتم ابن الإنسان فحينئذ تفهمون أنى أنا هو” (يو8: 28). أى أن البرهان الأقوى على لاهوته سيتحقق عند قيامته من الأموات بعد أن يصلبه اليهود ويقتلونه معلقين إياه على خشبة. أى حينما يرتفع على عود الصليب.

إن الانتصار على الموت فى جسم بشريتنا لم يكن ممكناً أن يتحقق إلا بتجسد وحيد الآب، الذى هو كلمة الله، الذى اتخذ طبيعتنا البشرية -بلا خطية- لكى يعبر لنا بها من الموت إلى الحياة، لأن الحياة التى فيه كانت أقوى من الموت الذى لنا.

لذلك فهناك علاقة وثيقة بين قول السيد المسيح: “أنا هو القيامة” (يو11: 25) وبين معنى التجسد الإلهى، لأنه بتجسده قد أعطى لطبيعتنا البشرية إمكانية القيامة فى شخصه المبارك.

وعن ذلك كتب معلمنا بولس الرسول: “أقامنا معه وأجلسنا معه فى السماويات فى المسيح يسوع” (أف2: 6). وقال أيضاً: “إن كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس” (كو3: 1).

لقد صار المسيح هو حياتنا كلنا وقيامتنا كلنا.. صار هو “باكورة الراقدين” (1كو15: 20) وصرنا نحن متحدين معه بشبه موته وقيامته فى المعمودية “مدفونين معه فى المعمودية التى فيها أقمتم أيضاً معه” (كو2: 12).

 
قديم 18 - 08 - 2021, 01:58 PM   رقم المشاركة : ( 47847 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,195

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



إننا نستمد الحياة من المسيح الذى أعطانا جسده ودمه لنحيا بهما وقال: “من يأكلنى فهو يحيا بى” (يو6: 57).

المسيح هو {شجرة الحياة التى لا يموت آكلوها}، وحينما يقول: “أنا هو.. الحياة” (يو11: 25) فذلك لأننا نحيا به، كما قال معلمنا بولس الرسول: “لى الحياة هى المسيح” (فى1: 21). وقال أيضاً: “متى أُظهِر المسيح حياتُنا فحينئذ تظهرون أنتم أيضاً معه فى المجد” (كو3: 4).

وكما قال السيد المسيح: “أنا هو.. الحياة” قال أيضاً: “أنا هو القيامة” لأننا نجدد قوة الاتحاد بالمسيح فى موته وقيامته التى نلناها فى المعمودية، وذلك كلما تناولنا من جسده المحيى المصلوب الحى القائم من الأموات.

القيامة بمعنى حياة النصرة على الخطية والنصرة على الموت الروحى تتحقق بالتوبة والاعتراف والتناول من جسد الرب ودمه.

فحينما نتناول من جسد السيد المسيح فإننا نتمتع بالقيامة ونحيا القيامة ونعترف بها بصورة عملية {بموتك يا رب نبشر، وبقيامتك المقدسة.. نعترف} (القداس الإلهى).

إن السيد المسيح القائم من الأموات يكون حاضراً فى سر التناول المقدس ويمنحنا أن نحيا القيامة ونعايشها، لأن سر القربان هو امتداد لذبيحة الصليب أى لجسد الرب المصلوب المقام من الأموات.

البعض يشتاق أن يعيش أحداث القيامة مع مريم المجدلية وبطرس ويوحنا الرسولين وتلميذى عمواس وسائر الرسل والتلاميذ. ونحن نعيشها بالفعل فى القداس الإلهى، بل ونتناول هذه القيامة لأن الرب قال عن نفسه: “أنا هو القيامة”.

لهذا يصرخ الأب الكاهن عند نهاية القداس فى الاعتراف الأخير وهو يحمل الصينية وفيها الجسد المقدس: {يعطى عنا خلاصاً وغفراناً للخطايا وحياة أبدية لمن يتناول منه}.

إننا نتناول القيامة ونتناول الحياة لأننا نتناول المسيح، لهذا ينبغى علينا أن نستعد بالتوبة الحقيقية لأن القدسات تُمنَح للقديسين المستعدين لدخول ملكوت السماوات.

أليس التناول من جسد الرب هو عربون الأبدية.. وهو وسيلة للتمرن على الدخول إلى الحياة الأبدية وملكوت السماوات؟ فكم مرة يدعونا الرب لنختبر قوة قيامته فى حياتنا؟

إن الاشتراك مع الله فى الحياة الأبدية هو العطية الثمينة والعظمى التى طلب السيد المسيح من أجلها قبل صلبه حينما خاطب الله الآب قائلاً بشأن تلاميذه: “أيها الآب أريد أن هؤلاء الذين أعطيتنى يكونون معى حيث أكون أنا لينظروا مجدى الذى أعطيتنى لأنك أحببتنى قبل إنشاء العالم” (يو17: 24).

إن اشتراكنا مع الله فى الخلود وفى الحياة الأبدية هو العطية التى ننالها فى المسيح وبالمسيح، بقوة دم صليبه المحيى الذى نقلنا من الموت إلى الحياة “لأنه هكذا أحب الله العالم، حتى بذل ابنه الوحيد الجنس لكى لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية” (يو3: 16).

وقد شرح معلمنا بطرس الرسول إن اشتراكنا فى الحياة الأبدية يستلزم أن نهرب من الفساد الذى فى العالم بالشهوة مقدرين قيمة الخلاص الثمين، ومتمسكين بالمواعيد الإلهية فقال: “سمعان بطرس عبد يسوع المسيح ورسوله، إلى الذين نالوا معنا إيماناً ثميناً مساوياً لنا، ببر إلهنا والمخلّص يسوع المسيح؛ لتكثر لكم النعمة والسلام بمعرفة الله ويسوع ربنا. كما أن قدرته الإلهية قد وهبت لنا كل ما هو للحياة والتقوى، بمعرفة الذى دعانا بالمجد والفضيلة، اللذين بهما قد وهب لنا المواعيد العُظمى والثمينة، لكى تصيروا بها شركاء الطبيعة الإلهية، هاربين من الفساد الذى فى العالم بالشهوة” (2بط1: 1-4).

إن معلمنا بطرس الرسول يقصد أن حياة القداسة ضرورية لننال الوعد بميراث ملكوت الله. وهذا يقتضى الهروب من الفساد الذى فى العالم بالشهوة، والسلوك فى حياة المجد والفضائل الروحية.

وقد أكّد الرسول بطرس نفسه هذا المعنى فى رسالته الأولى بقوله: “فألقوا رجاءكم بالتمام على النعمة التى يؤتى بها إليكم عند استعلان يسوع المسيح. كأولاد الطاعة لا تشاكلوا شهواتكم السابقة فى جهالتكم، بل نظير القدوس الذى دعاكم، كونوا أنتم أيضاً قديسين فى كل سيرة، لأنه مكتوب: كونوا قديسين لأنى أنا قدوس” (1بط1: 13-16).
 
قديم 18 - 08 - 2021, 01:59 PM   رقم المشاركة : ( 47848 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,195

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



للأسف فإن البعض يحرّفون هذه الآية عند تعرّضهم لها، ويقولون “شركاء فى الطبيعة الإلهية”.. هذا لم يقله الرسول بطرس لأنه لا يمكن إطلاقاً أن يشترك أى مخلوق فى طبيعة الله، أو فى كينونته، أو فى جوهره. ومن يدّعى ذلك يكون قد دخل فى خطأ لاهوتى خطير ضد الإيمان بالله وبسمو جوهره وطبيعته فوق كل الخليقة. كما أن هذا الإدعاء هو لون من الكبرياء سقط فيه الشيطان من قبل حينما قال: “أصير مثل العلى”.. الرب يحمينا من هذا الكبرياء المهلك.

أما قول معلمنا بطرس الرسول: “لكى تصيروا بها شركاء الطبيعة الإلهية” فهو بمنتهى البساطة يقصد أن نشترك مع الله فى ملكوته الأبدى من خلال اشتراكنا فى قداسته حسب الوصية “كونوا قديسين لأنى أنا قدوس” (1بط1: 16). وحتى الاشتراك فى قداسة الله هو مسألة نسبية، ليست مطلقة. فكمال الخليقة هو كمال نسبى، أما كمال الله فهو كمال مطلق. وقداسة الله قداسة طبيعية غير مكتسبة، أما قداسة القديسين فهى قداسة مكتسبة.

إن الرسول بطرس يتكلم عن الاشتراك فى الحياة الإلهية مثل ميراث القديسين فى الحياة الأبدية. فقال: “بمعرفة الذى دعانا بالمجد والفضيلة، اللذين بهما قد وهب لنا المواعيد العظمى والثمينة، لكى تصيروا بها شركاء الطبيعة الإلهية، هاربين من الفساد الذى فى العالم بالشهوة” (2بط1: 3، 4).

إننا نشترك مع الله فى العمل مثلما قال معلمنا بولس الرسول عن نفسه وعن أبلوس: “نحن عاملان مع الله” (1كو3: 9) نشترك مع الله فى الحياة الروحية مثل البركة الرسولية التى يُقال فيها {شركة وموهبة وعطية الروح القدس تكون مع جميعكم}.

“شركاء الطبيعة الإلهية” فى الخلود، فى القداسة، فى الملكوت، فى السعادة الأبدية، فى الحب الذى قال عنه السيد المسيح للآب: “أيها الآب البار إن العالم لم يعرفك، أما أنا فعرفتك. وهؤلاء عرفوا أنك أنت أرسلتنى. وعرّفتهم اسمك وسأعرّفهم ليكون فيهم الحب الذى أحببتنى به وأكون أنا فيهم” (يو17: 26).

إن السيد المسيح يقول للآب إن الحب الذى بينهما؛ من الممكن أن يكون فى التلاميذ. والمقصود نوع الحب وليس مقداره. لأن الآب غير محدود والابن غير محدود، فالحب الذى بينهما غير محدود. أما نحن فمحدودون، وننال من الحب الإلهى على قدر استطاعتنا. وبهذا توجد شركة المحبة بيننا وبين الله. ونصير شركاء الطبيعة الإلهية.. ولكن ليس شركاء فى الطبيعة الإلهية كما يتجاسر البعض ويقولون.

فليرحمنا الرب لكى نشعر بضعفاتنا وخطايانا فلا نسقط فى الكبرياء.

 
قديم 18 - 08 - 2021, 02:15 PM   رقم المشاركة : ( 47849 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,195

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لقد ترك السيد المسيح صورته مطبوعة على المنديل “Mandilum” وعلى الكفن المقدس. وقد انطبعت بصورة معجزية تذكارًا للأجيال. وعنها أخذ الفنانون على مدى العصور مثال صورة وجه السيد المسيح.

ويحرص الأرثوذكس البيزنطيون فى الفن الخاص بأيقوناتهم أن يكون وجه السيد المسيح أقرب ما يكون للوجه المطبوع على المنديل وعلى الكفن المقدس.

لقد ترك السيد المسيح للأجيال المتعاقبة كلامه مدوناً فى الأناجيل المقدسة وصورته على المنديل والكفن المقدس لأنه سبق أن قال لتلاميذه: “إن أنبياءَ وأبرارًا كثيرين اشتهوا أن يروا ما أنتم ترون ولم يروا وأن يسمعوا ما أنتم تسمعون ولم يسمعوا. ولكن طوبى لعيونكم لأنها تبصر، ولآذانكم لأنها تسمع” (مت13: 17، 16).

إذن فقد طوّب السيد المسيح فى العهد الجديد كلاً من الرؤية والسمع لِما يخص أعماله، وأقواله، وظهوره، وتعاليمه.

وعن هذه الطوبى كتب القديس يوحنا الرسول فى رسالته الأولى “الذى سمعناه، الذى رأيناه بعيوننا، الذى شاهدناه ولمسته أيدينا من جهة كلمة الحياة” (1يو1: 1).

وقد حفظت الكنائس الأرثوذكسية هذا التقليد الرسولى الذى استلمته الكنيسة من السيد المسيح.

وصارت الكنيسة تحتفل وترفع البخور وتوقد الشموع أثناء قراءة الإنجيل المقدس لأنه كلام السيد المسيح. ويقول الشماس: {قفوا بخوف أمام الله، وانصتوا لسماع الإنجيل المقدس}. ويقول الأب الكاهن: {مبارك الآتى باسم الرب؛ ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح..}. كما أنها صارت تحتفل وترفع البخور وتوقد الشموع أو القناديل أمام أيقونة السيد المسيح؛ وبخاصة أيقونة الصلبوت التى تحمل ذِكرى آلامه. والتى يصل الاحتفال بها فى يوم الجمعة العظيمة إلى الذروة.

ويتلو ذلك تكريم أيقونة الدفن فى نهاية الصلوات إلى فجر الأحد حينما يبدأ تكريم أيقونة القيامة لمدة أربعين يوماً وتضاف إليها أيقونة الصعود فى عيد الصعود إلى صلوات رفع بخور أحد العنصرة فى يوم الخمسين.

وبهذا يسير الأمران معاً: الرؤية (للأيقونة)، والسمع (عند قراءة الإنجيل) تماماً كما قصد السيد المسيح “طوبى لعيونكم لأنها تبصر، ولآذانكم لأنها تسمع” (مت13: 16).

أليست الكنيسة ككل هى أيقونة السماء على الأرض. فكيف لا تحوى أيقونة للسيد المسيح؟!.

وكما إننا لا نقدم العبادة لكتاب الإنجيل كما لو كان هو الله الكلمة وليس كلمة الله المدوّنة فى الكتب المقدسة، هكذا فنحن لا نعبد أيقونة السيد المسيح وكأنها هى السيد المسيح نفسه.

إن تكريم الأيقونات Veneration of Icons لا يتعارض إطلاقاً مع الوصية. ففى الوصايا العشر قال الرب لشعبه فى القديم “لا تصنع لك تمثالاً منحوتاً ولا صورة ما مما فى السماء من فوق وما فى الأرض من تحت وما فى الماء من تحت الأرض. لا تسجد لهن ولا تعبدهن” (خر20: 4، 5). أى أن ما نهى عنه الرب فى الوصية هو عبادة الصور والتماثيل التى يعبدها الوثنيون وكأنها الآلهة التى يُقدّم لها السجود.

ولكن من الجانب الآخر؛ أمر الرب موسى النبى بأن يصنع من خراطة الذهب كروبين (أى ملاكين) فوق غطاء تابوت العهد يتجهان الواحد نحو الآخر؛ وينظران نحو غطاء التابوت ويبسطان أجنحتهما (انظر خر37: 6-9) حتى تلامس أجنحة الواحد منهما الآخر فوق غطاء التابوت.

وكان تابوت العهد فى قدس الأقداس. وكان مجد الرب يتراءى لموسى فوق غطاء التابوت تحت جناحى الكروبين؛ وكان موسى يسمع صوت الرب وهو يكلّمه “من على الغطاء الذى على تابوت الشهادة من بين الكروبين” (عد 7: 89).

وفى عهد سليمان الملك عند تدشين الهيكل فى أورشليم حينما “أدخل الكهنة تابوت عهد الرب إلى مكانه فى محراب البيت فى قدس الأقداس إلى تحت جناحى الكروبين. لأن الكروبين بسطا أجنحتهما على موضع التابوت وظلل الكروبان التابوت وعصيه من فوق” (1مل8: 6، 7)، قيل “أن السحاب ملأ بيت الرب. ولم يستطع الكهنة أن يقفوا للخدمة بسبب السحاب لأن مجد الرب ملأ بيت الرب” (1مل8: 10، 11).

وكان العابدون من الشعب يدخلون إلى الهيكل وهم يرددون: “أما أنا فبكثرة رحمتك أدخل بيتك وأسجد قدام هيكل قدسك بمخافتك” (مز5: 7). لم تكن العبادة تقدَّم للكروبيم؛ بل للرب الساكن فى بيته المقدس والساكن فى السماوات، والذى سماء السماوات لا تسعه.

وكان فى القدس مذبح البخور والكهنة يبخرون فى وجود تابوت العهد والكروبيم (انظر 1مل 6: 23-28) ونقش الكروبيم على ستور خيمة الاجتماع وعلى جدران الهيكل “وجميع حيطان البيت فى مستديرها رسمها نقشاً بنقر كروبيم ونخيل وبراعم زهور من داخل ومن خارج” (1مل6: 29). “والمصراعان من خشب الزيتون ورسم عليهما نقش كروبيم ونخيل وبراعم زهور” (1مل 6: 32) ولم يعتبر هذا كله مخالفاً للوصية..

إن الأيقونة المدشّنة بالميرون هى {ميناء خلاص لكل من يلجأ إليها بإيمان} (من طقس تدشين الأيقونة) هى مثل جهاز التليفون إذا تم توصيل الحرارة إليه وتحمل رقم القديس صاحب الأيقونة.

الصلاة تصل إلى السماوات. والبخور هو العلامة المنظورة للصلاة فى الكنيسة وشركة الصلاة مع القديسين. وقد أبصر يوحنا فى سفر الرؤيا فى السماء حول العرش الإلهى الأربعة وعشرين قسيساً وفى أيديهم مجامر من ذهب يرفعون بخوراً الذى هو صلوات القديسين (انظر رؤ5: 8).

وإيقاد الشمع أمام الأيقونة هو لتأكيد أن السيد المسيح هو نور العالم. وبالنسبة للقديسين أن حياتهم كانت منيرة بالمسيح الذى قال أيضاً لتلاميذه: “أنتم نور العالم” (مت5: 14).

وتظهر أهمية الشموع بصفة خاصة حينما توجد كنيسة بلا تيار كهربائى فى الصلوات المسائية والليلية، أو التى فى الصباح الباكر جداً. وهذا كان الوضع إلى عهد قريب قبل اختراع التيار الكهربائى.

إن الأيقونة فى الكنيسة فى حال مثل هذا بدون الشمع أمامها؛ لا يراها أحد من الناس وتكون الشمعة هى تقدمة حب نحو من أناروا العالم بقداستهم.

وعند قراءة الإنجيل أيضاً تضاء الشموع لنفس الأسباب ولأن الإنجيل قد أنار العالم، والسيد المسيح قد “أنار الحياة والخلود بواسطة الإنجيل” (2تى1: 10). أى بواسطة بشرى الخلاص بموت السيد المسيح وقيامته.

ولا يفوتنا هنا أن نشير أنه فى كلٍ من التقليد الأرثوذكسى الشرقى والبيزنطى قد تلازم تكريم الأيقونة مع تكريم الإنجيل المقدس. لأن السيد المسيح ترك لنا صورته على المنديل والكفن وكلامه فى الإنجيل، ولم يترك تمثالاً مجسّماً لصورته. ومن هنا لم تُدخِل الكنائس الأرثوذكسية التمثال فى تقليدها وطقوسها التى تجرى داخل الكنيسة فى أثناء الصلوات المقدسة.

إن للتمثال أبعاد ثلاث (طول-عرض-ارتفاع). أما الأيقونة فلها بعدين، وبعدها الثالث هو عمق أو علو روحانية صاحب أو صاحبة الأيقونة.
 
قديم 18 - 08 - 2021, 02:16 PM   رقم المشاركة : ( 47850 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,195

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كتب معلمنا لوقا الإنجيلى فى سفر أعمال الرسل عن ظهورات السيد المسيح لتلاميذه بعد القيامة: “الذين أراهم أيضاً نفسه حياً ببراهين كثيرة بعدما تألم وهو يظهر لهم أربعين يوماً ويتكلم عن الأمور المختصة بملكوت الله” (أع1: 3).

لم يصعد السيد المسيح بعد قيامته مباشرة إلى السماء، بل مكث على الأرض أربعين يوماً وهو يظهر لتلاميذه، لكى تفرح الكنيسة بعريسها السماوى فى قيامته المجيدة وتصبح القيامة يقيناً حقيقياً فى ضمير الكنيسة وذاكرتها.. لأن القيامة هى مصدر القوة والرجاء وموضوع الشهادة فى حياة الكنيسة، إلى أن يأتى الرب فى مجيئه الثانى للدينونة واستعلان ملكوت الله.

عاشت الكنيسة أحلى أيامها والعريس الممجد بالقيامة معها، يفرحها ويعزّيها ويمسح أحزانها.. يقويها ويشجعها.. يعلمها ويشوقها لأمجاد السماء.. ويتكلم معها عن الأمور المختصة بملكوت الله.. ملكوت الله الذى يبدأ فى قلب الإنسان بقبول سكنى الروح القدس فيه.. وينتهى بدخول الإنسان إلى الملكوت السماوى ليبتهج مع المسيح فى مجده.. أى فى شركة ميراث القديسين فى النور.. فى فرح لا ينطق به ومجيد.

فى نهاية الأربعين يوماً أبصرت الكنيسة عريسها منطلقاً نحو السماء، ليدخل إلى المجد كرئيس كهنة أعظم، شفيعاً فى المقادس السمائية. مع الوعد بإرسال الروح القدس ليس بعد هذه الأيام بكثير. وهذا ما حدث فى اليوم الخمسين.

هذا العدد الأربعين له دلالة عميقة، إلى جوار لزوم بقاء المسيح القائم أياماً عديدة ليبرهن على قيامته للتلاميذ.

لقد صام السيد المسيح أربعين يوما، كما صام موسى النبى أربعين يوماً، وكما صام إيليا النبى أربعين يوماً. ولقد مكث الشعب الإسرائيلى أربعين سنة فى برية سيناء، منذ خروجهم من أرض مصر إلى أن دخلوا أرض كنعان.

“وكان الزمان الذى ملك فيه داود على إسرائيل أربعين سنة. فى حبرون ملك سبع سنين، وفى أورشليم ملك ثلاثاً وثلاثين سنة” (1مل2: 11).

وكان عمر موسى أربعين سنة حين هرب إلى البرية (انظر أع7: 23)، ومكث فيها أربعين سنة يرعى الغنم (انظر أع7: 30)، ثم دعاه الرب وصار قائداً ونبياً لشعب إسرائيل أربعين سنة ثالثة فكانت كل أيام حياته مائة وعشرين سنة (انظر تث34: 7).

وفى مناداة يونان على مدينة نينوى للتوبة قال لهم منذراً: “بعد أربعين يوماً تنقلب نينوى” (يون3: 4). وكان يونان رمزاً للسيد المسيح فى مناداته للعالم بالإيمان والتوبة وقبول خلاص الله بالفداء.

وفى أيام نوح جلب الرب طوفاناً على الأرض لسبب كثرة شرور الناس ومعاصيهم، وجدد الحياة على الأرض مرة أخرى بواسطة نوح وبنيه “وكان المطر على الأرض أربعين يوماً وأربعين ليلة” (تك7: 12)، “وكان الطوفان أربعين يوماً على الأرض وتكاثرت المياه ورفعت الفلك. فارتفع عن الأرض” (تك7: 17).

هكذا غمرت أمجاد القيامة الأرض أربعين يوماً حتى ارتفع الفلك الحقيقى-جسد ربنا يسوع المسيح- الذى به صار خلاص العالم كله وتجديد الحياة على الأرض مرة أخرى.

إن رقم أربعين من الناحية العددية هو رقم عشرة مكرراً أربع مرات أو هو رقم أربعة مكرراً عشر مرات أى مضروباً فى عشرة
  • فرقم أربعة يشير إلى أربعة اتجاهات الأرض: المشارق والمغارب.. الشمال والجنوب. ويشير إلى صليب ربنا يسوع المسيح المكون من أربعة أذرع (#). ويشير إلى عرش الله حيث الأربعة أحياء غير المتجسدين، والذين لهم صورة الإنسان (إشارة إلى التجسد الإلهى)، وصورة العجل أو الثور (إشارة إلى الذبيحة الخلاصية)، وصورة الأسد (إشارة إلى القيامة)، وصورة النسر (إشارة إلى الصعود).

وكذلك يشير إلى الأناجيل (أى البشائر الأربعة التى دبر الرب كتابتها من أجل الكرازة بالإنجيل فى كل أرجاء المسكونة. وإذا عدنا إلى عرش الله والأربعة الأحياء غير المتجسدين: فالذى له وجه إنسان يشير إلى إنجيل متى والذى له وجه العجل يشير إلى إنجيل لوقا والذى له وجه الأسد يشير إلى إنجيل مرقس والذى له وجه النسر يشير إلى إنجيل يوحنا.
  • ورقم عشرة يشير إلى الكمال العددى. ومن مضاعفات رقم عشرة تتكون جميع الأعداد الكبيرة كالمائة والألف والعشرة آلاف والمائة ألف والمليون.. وهكذا..

فرقم أربعين يشير إلى عمل المسيح من أجل الكثيرين فى أرجاء المسكونة كلها من مشارق الشمس إلى مغاربها ومن الشمال إلى الجنوب.

وفى صومه الأربعينى صام من أجل المسكونة كلها.

وعلى الصليب سُمّر الكاهن والذبيح من أجل حياة العالم كله.

وفى بقائه أربعين يوماً على الأرض بعد القيامة بقى من أجل المسكونة كلها.

وكل ما عمله السيد المسيح بتجسده وموته الكفارى وقيامته وصعوده، فهو من أجل حياة العالم وخلاص العالم كله.. ليس لليهود فقط بل للأمم أيضاً.. لكل من يقبل محبته ويؤمن به ويطيع وصاياه وتكون له الحياة الأبدية.
 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:53 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025