![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 4631 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الصوم والتوبة
لقداسة البابا شنودة الثالث ![]() لأن الصوم هو بلاشك فترة توبة. وتداريب التوبة كثيرة نذكر منها : 1- التركيز على نقطة الضعف أو الخطية المحبوبة: وكل إنسان يعرف تماماً ما هى الخطية التى يضعف أمامها، ويتكرر سقوطه فيها، وتتكرر فى غالبية اعترافاته. فليتخذ هذه الخطايا مجالاً للتدرب على تركها أثناء الصوم. وهكذا يكون صوماً مقدساً حقاً. 2- وقد يتدرب الصائم على ترك عادة ما : مثل مدمن التدخين الذى يتدرب فى الصوم على ترك التدخين، أو المدمن مشروباً معيناً، أصبح عادة مسيطرة لا يستطيع تركها، كمن يدمن شرب الشاى والقهوة مثلاً. أو الذى يصبح التفرج على التليفزيون عادة عنده تضيع وقته وتؤثر على قيامه بمسئولياته. كل ذلك وأمثاله تكون فترة الصوم تدريباً على تركه. 3- وقد يتدرب على تركه خطية كالغضب أو الإدانة : وهى من الخطايا المشهورة التى يقع فيها كثيرون. وربما تشمل التداريب مجموعة من خطايا اللسان تعود الإنسان السقوط فيها، فيدرب نفسه فى الصوم على التخلص منها واحدة فواحدة. اسكب نفسك أمام الله، وقل له: نجنى يارب من هذه الخطية. أنا معترف بأننى ضعيف فى هذه النقطة بالذات، ولن أنتصر عليها بدون معونة منك أنت، لتكن فترة الصوم هذه هى صراع لك مع الله، لتنال منه قوة تنتصر بها على خطاياك. درب نفسك خلال الصوم على هذا الصراع. وما أسهل أن يضع أمامه آيات خاصة بالخطية : فمثلاً يذكر نفسه كلما وقع فى خطية النرفزة بقول الكتاب : "لأن غضب الإنسان لا يصنع بر الله" (يع 2:1). ويكرر هذه الآية بكثرة كل يوم، وبخاصة فى المواقف التى يحاربه الغضب فيها. ويبكت نفسه قائلاً: ماذا أستفيد من صومى، إن كنت فيه أغضب ولا أصنع بر الله؟ |
||||
|
|||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 4632 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() سأل ملحدٌ صديقًا له اهتدى إلى المسيحية
![]() هل حقًا أصبحتَ مسيحيًا ؟! - نعم . - إذن قل لي كم سنة عاش المسيح على الأرض ؟ - لستُ أعلم . - في أي بلدة ولد ؟ - لستُ أعلم . - كم معجزة صنع ؟ - لستُ أعلم . - إنك حقًا غريب ، تقول إنك انتميت إلى المسيحية و لا تعرف أية معلومات عن مؤسسها ؟!! - معك حق ، إني مقصر في ذلك حقًا ، ولكنني أعرف شيئًا واحدًا : أنني بعد ما عرفت المسيح تغيرتْ حياتي . |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 4633 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الـصـــــوم
![]() قداسة البطريرك مار إغناطيوس زكا الأول عيواص تعريفه: الصوم هو زهد اختياري، ودلالة على طاعة اللّه وشرائعه والعمل بفرائضه تعالى وذلك بالانقطاع الإرادي عن تناول أي طعام أو شراب مدة معينة من الزمن، ثم تناول مأكولات خفيفة في مقدارها، خالية من الدسم، فيقتصر الصائم على أكل الحبوب، والبقول، والفواكه، وزيوت النبات ويمتنع عن أكل اللحوم ونتاج الحيوانات باستثناء السمك وسائر الحيوانات المائية، وعسل النحل، لأن النحل حيوان بغير شهوة. درجاته: يقول العلامة ابن العبري (1286+): «الصوم درجات ثلاث فهو عام، وخاص، وخاص للغاية. أما الصوم العام فهو أن يمتنع الإنسان قطعياً عن الأكل والشرب النهار كله، ويأكل الحبوب والبقول مساءً، أو يمسك عن أكل لحوم الحيوانات ومنتجاتها فقط وذلك نهاراً. ولهذا الصوم قوانين... لأنه قد يمتنع الكثيرون عن الطعام عرضاً فلا يعدّون بين الصائمين. أما الصوم الخاص فهو صوم المتوحدين... والصوم الخاص للغاية، هو صوم الكاملين الذين يقرنون الصوم عن الطعام، وصوم الحواس، بصوم النفس عن الأفكار الرديئة. والشرط الوحيد لهذا الصوم هو استئصال كل فكر دنيوي من أعماق القلب. ولئن كان بلوغ هذه الدرجة صعباً جداً لكنه يسهل بالتمرين كما قيل: والنفس راغبة إذا رغّبتها: وإذا تُرَدّ إلى قليل تقنعُ. القصد منه: إن القصد من الصوم هو إضعاف قوة الجسد الشهوانية، وترويض الإرادة على ضبط نزواته، وإتاحة الفرصة الثمينة للروح لترتفع عن الأرضيات إلى السماويات فتتنقّى، وتتطهّر، وتعبر عن محبتها للّه تعالى وتفضيلها الحياة الروحية على الجسدية، وبذلك تغلب الروح الجسد، وبهذا الصدد يقول الرسول بولس: «وإنما أقول اسلكوا بالروح فلا تكملوا شهوة الجسد، لأن الجسد يشتهي ضد الروح والروح ضد الجسد، وهذان يقاوم أحدهما الآخر، حتى تفعلون ما لا تريدون» (غل 5: 16و17) وقوله أيضاً: «إن عشتم حسب الجسد فستموتون، ولكن إن كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد فستحيون» (رو 8: 13) ويقول صاحب المزامير: «أذللت بالصوم نفسي» (مز 35: 13) وإذلال النفس هو النوح الذي ذكره الرب وهو يصف الصوم لتلاميذ يوحنا بقوله: «هل يستطيع بنو العرس أن ينوحوا ما دام العريس معهم» (مت 9: 15) وهذا الاذلال وذلك النوح هما أمر واحد وهو العلامة الواضحة للتوبة الحقيقية التي تعتبر الغاية المهمة من الصوم المقبول لدى اللّه، وأحد شروطه أيضاً. فلا يصوم الجسد عن الطعام أو الشراب أو بعضه، فحسب، بل تصوم النفس أيضاً مع الجسد عن الخطية وتجنبان معاً أسبابها. وهذا ما يُفهم من أمر الرب على لسان النبي يوئيل القائل: «ارجعوا إليّ بكل قلوبكم بالصوم والبكاء والنوح، مزّقوا قلوبكم لا ثيابكم وارجعوا إلى الرب إلهكم لأنه رؤوف ورحيم» (يؤ 2: 12). الإعفاء من الصوم: يفرض الصوم على المؤمنين البالغين والأصحاء، ويعفى منه الشيوخ، والأطفال، والرضع، والمرضى، والمرضعات، والمرأة النافس، والحامل، وإعفاء هؤلاء المؤمنين من الصوم ليس عن ترف بل عن ضرورة. الصوم في أسفار العهد القديم من الكتاب المقدس فرض اللّه تعالى على الإنسان الأول صوماً عندما أوصاه في جنة عدن قائلاً: «من جميع شجر الجنة تأكل أكلاً، وأما من شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها، لأنك يوم تأكل منها موتاً تموت» (تك 2: 16و17). وحيث أنّ الإنسان لم يحفظ وصية اللّه، وكسر فريضة الصيام، عاقبه اللّه، وطرده من جنته إلى أرض الشقاء. علماً بأن طعام الإنسان الأول كان في جنة عدن طعاماً صيامياً يقتصر على البقول والحبوب وثمار الأشجار ودليل ذلك قول اللّه لآدم وحواء: «قد أعطيتكم كل بقل يبذر بذراً لكم يكون طعاماً» (تك 1: 29) وبعد الطوفان فقط سمح اللّه للإنسان بشخص نوح بأكل لحوم الحيوانات (تك 9: 3). ومارس آباء العهد القديم، الأنبياء، والأبرار، والأتقياء، فريضة الصوم، تقرّباً إلى اللّه بالإيمان والأعمال الصالحة. فقد جاء في الكتاب المقدس عن النبي موسى أنه قبل أن يتسلّم لوحَيْ الوصايا من يد اللّه، صام أربعين يوماً وأربعين ليلة، لم يأكل خبزاً ولم يشرب ماءً (خر 34: 28) وجاء عن النبي إيليا إنه إطاعة لأمر الرب «أكل وشرب وسار بقوة تلك الأكلة أربعين نهاراً وأربعين ليلة إلى جبل اللّه حوريب» (1مل 19: 8). وتجنّب النبي دانيال أكل اللحوم وشرب الخمر وهو يقول عن نفسه: «لم آكل لحماً ولم أشرب خمراً ولم يدخل في فمي طعام شهي» (دا 10: 2و3). ومن قصة دانيال ورفاقه نعلم أيضاً أنهم اقتصروا على أكل القطاني، ورفضوا أطايب الملك (دا 1: 8 ـ 17) فكانوا مثالاً للصائمين الذين يقتصر طعامهم الصيامي على البذور والبقول والفواكه. أما النبي حزقيال فقد أمره الرب قائلاً: «وخذ لنفسك قمحاً وشعيراً وفولاً وعدساً ودُخناً وكرسَنَّة (كمون) وضعها في وعاء واحد واصنعها لنفسك خبزاً كعدد الأيام التي تتكئ فيها على جنبك ثلاث مئة يوم وتسعين يوماً تأكله. وطعامُك الذي تأكله يكون بالوزن... وتشرب الماء بالكيل...» (خر 4: 9). ![]() ولما أنذر النبي يونان أهل نينوى بحسب أمر الرب قائلاً: «بعد أربعين يوماً تنقلب نينوى، آمن أهل نينوى باللّه ونادوا بصوم ولبسوا مسوحاً من كبيرهم إلى صغيرهم، وبلغ الأمر ملك نينوى فقام عن كرسيه وخلع رداءه عنه، وتغطى بمسح، وجلس على الرماد ونودي وقيل في نينوى عن أمر الملك وعُظمائه قائلاً: لا تَذُقِ الناس ولا البهائم ولا البقر ولا الغنم شيئاً، لا ترع ولا تشرب ماء. ولتغط بمسوح الناس والبهائم ويصرخوا إلى اللّه بشدة ويرجعوا كل واحد عن طريقه الرديئة وعن الظلم الذي في أيديهم. لعل اللّه يعود ويندم ويرجع عن حُمُوّ غضبه فلا نهلكُ. فلما رأى اللّه أعمالهم أنهم رجعوا عن طريقهم الرديئة ندم اللّه على الشرّ الذي تكلّم أن يصنعه بهم فلم يصنعه» (يو 3: 1 ـ 10). الأصوام القانونية: وقد مارس بنو اسرائيل فريضة الصوم في كل أجيالهم، وخاصة بقصد التوبة والعودة إلى اللّه. كما فرض اللّه عليهم، بوساطة أنبيائه وأوليائه، أصواماً في مناسبات شتى من ذلك ما جاء في سفر اللاويين، ما قال الرب: «ويكون لكم فريضة دهرية أنكم في الشهر السابع في عاشر الشهر تُذلِّلون نفوسكم، وكل عمل لا تعملون، الوطنيُّ والغريب النازل في وسطكم لأنه في هذا اليوم يكفر عنكم لتطهيركم من جميع خطاياكم أمام الرب تَطهُرونَ» (لا 16: 29و30). كما ورد في سفر النبي زكريا قول الرب: «إن صوم الشهر الرابع وصوم الخامس وصوم السابع وصوم العاشر يكون لبيت يهوذا ابتهاجاً وفرحاً وأعياداً طيبة فأحبوا الحق والسلام»(زك 8: 19). الصوم المقبول يقترن بالرحمة: أما مفهوم الصوم المقبول لدى اللّه في العهد القديم، فيتضح من قول الرب على لسان النبي اشعيا القائل: «أليس هذا صوماً أختاره حلّ قيود الشر، فكّ عقد النير، واطلاق المسحوقين أحراراً، وقطع كل نير، أليس أن تكسر للجائع خبزك، وأن تُدْخل المساكين التائهين إلى بيتك، إذا رأيت عرياناً تكسوه وأن لا تتغاضى عن لحمك» (أش 58: 6و7). صوم يومين في الأسبوع: وكان اليهودي النقي يصوم يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع كما يتّضح من مَثل الفريسي والعشار الذي ضربه الرب يسوع. (لو 18: 10 ـ 14). الرؤساء يفرضون أصواماً: كما أن رؤساء شعب العهد القديم كانوا بين حين وآخر في وقت الشدة، يفرضون على شعبهم أصواماً، كما فعل عزرا الذي قال: «وناديت بصوم على نهر أهْوَالكي نتذلل أمام إلهنا لنطلب منه طريقاً مستقيمة لنا ولأطفالنا ولكل ما لنا... فصُمنا وطلبنا ذلك من إلهنا فاستجاب لنا» (عزرا 8: 21و23) ويذكر الكتاب المقدس أنه قد فُرض صوم سبعة أيام على بني اسرائيل حِداداً على الملك شاول وبنيه (1صم 31: 13). ![]() الأصوام الخاصة: وصام داود النبي وتذلل أمام الرب، علّه يحظى بشفاء ابنه (2صم 2: 21) وهكذا مثل داود كان يفعل الأفراد والجماعات بممارسة أصوام خاصة يفرضونها على أنفسهم باختيارهم بين الفينة والفينة ليرحمهم الرب ويخلّصهم من التجارب التي تطرأ عليهم. الصوم في المسيحية: أما في العهد الجديد فقد سنّ الرب يسوع شريعة الصوم بصومه أربعين نهاراً وأربعين ليلة (مت 4: 2) «لم يأكل شيئاً في تلك الأيام، ولما تمّت جاع أخيراً» (لو 4: 1و2). ولم يكن الرب يسوع بحاجة إلى صوم وإنما صام ليعلّمنا الصوم، وأعطانا هذه الفريضة مبيّناً لنا قوتها الروحية خاصة إذا قرنّاها بالصلاة، فيغدو الصوم مع الصلاة سلاحاً روحياً ماضياً، يفتك بعدونا الروحي إبليس وجنده، وقد كشف لنا الرب ذلك بقوله: «وأما هذا الجنس فلا يخرج إلا بالصلاة والصوم» (مت 17: 21). وفي معرض ردّه على سؤال تلاميذ يوحنا، الذين اعترضوا على عدم صوم تلاميذه، قال الرب: «هل يستطيع بنو العرس أن يصوموا والعريس معهم، ما دام العريس معهم لا يستطيعون أن يصوموا، ولكن ستأتي أيام حين يرفع العريس عنهم فحينئذ يصومون في تلك الأيام» (مت 9: 14و15 ولو 5: 35) واعتبر كلام الرب هذا تفويضاً منه إلى تلاميذه لتحديد مواعيد الصيام. وبناء على هذا التفويض ابتدأ الرسل الأطهار، والتلاميذ الأبرار بالصوم بعد صعود الرب إلى السماء، فصاموا في مناسبات شتّى وبأساليب متنوعة ونقرأ عنهم في سفر أعمال الرسل ما يأتي: «وبينما يخدمون الرب ويصومون قال الروح القدس افرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه فصاموا وصلّوا ووضعوا عليهما الأيادي ثم أطلقوهما» (أع 13: 2و3) والرسول بولس يفتخر بحرصه على ممارسة فريضة الصوم بقوله: «في كل شيء نظير أنفسنا كخدام اللّه في أتعاب في أسهار في أصوام» (2كو 6: 5). وإن الرب يسوع الذي فوّض إلى رسله القديسين ممارسة الصيام حين رُفع عنهم العريس السماوي، أي بعد صعوده له المجد إلى السماء، فوّض إليهم أيضاً بإلهام روحه القدوس، تقديس يوم الأحد بدلاً من السبت اليهودي، وانتخاب الأساقفة والقسوس والشمامسة وطريقة رسامتهم أي تكريسهم بوضع الأيدي عليهم، أي القيام بطقس رسامتهم الكهنوتية، كما أن روحه القدوس الذي حلّ عليهم يوم الخمسين ألهمهم بتنظيم الطقوس وخدمة أسراره المقدسة الضرورية لتدبير كنيسته. وكان الرب قد بيّن كيفية الصوم المقبول عند اللّه، وهو يحذّر تلاميذه من الرياء والنفاق قائلاً: «ومتى صمتم فلا تكونوا عابسين كالمرائين، فإنهم يُغيِّرون وجوههم لكي يظهروا للناس صائمين. الحق أقول لكم أنهم قد استوفوا أجرهم. وأما أنت فمتى صمت فادهن رأسك واغسل وجهك لكي لا تظهر للناس صائماً بل لأبيك الذي في الخفاء فأبوك الذي في الخفاء يجازيك علانية» (مت 6: 16 ـ 18) ولا يعني الرب بقوله «متى صمتم» أي لكم ملء الحرية في أن تتمسّكوا بفريضة الصوم أو ترفضوها، وإلا لكان قوله أيضاً «متى صليت» (مت 6: 5) تعني أن لك الحرية أيضاً في أن تتمسّك بصلاة أو ترفضها، وأنه لا يجب أن تكون هناك أماكن للعبادة، ولا صلاة جمهورية، ولا دعوة لهذه الصلاة ولا مواعيد لها. فالمسيح وضع مبدأ الصوم والصلاة وفوّض إلى كنيسته تنظيم أوقاتهما وتعيين المواعيد المناسبة لما فيه صالح المؤمنين. أما الأصوام الخاصة فيفرضها الإنسان على نفسه زيادة في التقوى تماماً كما يصلّي صلاته الفردية الخاصة. أما كتبه الرسول بولس في رسالته إلى أهل الإيمان في كولوسي قائلاً: «لا يحكم عليكم أحد في أكل أو شرب أو من جهة عيد أو هلال أو سبت التي هي ظل الأمور العتيدة وأما الجسد فللمسيح. لا يخسركم أحد الجعالة راغباً في التواضع وعبادة الملائكة متداخلاً في ما لم ينظره مُنتفخاً باطلاً من قبل ذهنه الجسدي...»(كو 2: 16 ـ 18) فالرسول بقوله هذا يحذّر المؤمنين من ظلال اليهود وفئة من المتنصرين منهم، الذين كانوا لا يزالون متمسّكين بالآراء اليهودية، فلم يعترفوا بقرارات مجمع أورشليم الأول المنعقد سنة 51 والذي قرر عدم الالتزام بالختان وغيره من المبادئ اليهودية، واكتفى بالنهي عن أكل ما ذبح للأصنام، والمخنوق والدم، والامتناع عن الزنا (أع 15: 20). وإن الرسول بولس في معرض توصيته الزوجين على وجوب المحافظة على الحقوق الزوجية، بيّن لنا أن على الزوجين الامتناع عن المعاشرة الزوجية خلال أيام الصيام بقوله: «لا يسلب أحدكم الآخر إلا أن يكون على موافقة إلى حين لكي تتفرغوا للصوم والصلاة، ثم تجتمعوا أيضاً معاً لكي لا يجرّبكم الشيطان لسبب عدم نزاهتكم» (1كو 7: 5). ويعترض بعضهم على ممارسة الصوم بقوله إنه ضد أمر الرب القائل: «ما يدخل الفم لا ينجّس الإنسان بل ما يخرج من الفم هذا ينجس الإنسان» (مت 15: 11) فمن الواضح أن الرب لا يعني بقوله هذا ألاّ نصوم، وهو الذي بيّن لنا كيفية الصوم المقبول لدى اللّه. إنما أراد بقوله تفنيد اعتراض الفريسيين على تلاميذه عندما وجدوهم يأكلون دون أن يغسلوا أيديهم حسب الغسلات الطقسية الفريسية التي كانوا يعتبرونها ضرورية لتنقية الإنسان قبل تناول الطعام، فمهما كانت يداه نظيفتين، عليه أن يمارس تلك الطقوس الشكلية ليعتبر نظيفاً. كما كانت لهم طريقتهم الخاصة بغسل الطعام، فما لم تطبق كانوا يعتبرون الطعام غير طاهر. فدحض الرب يسوع آراءهم الباطلة، وبيّن لهم أهمية نقاوة القلب قائلاً: «ما يدخل الفم لا ينجس الإنسان بل ما يخرج من الفم هذا ينجّس الإنسان» (مت 15: 11) وهذا يعني أن ما يخرج من قلب الإنسان الخاطئ من أفكار أثيمة، وأقوال بذيئة وأعمال مشينة هي التي تنجّس الإنسان. فالصوم إذن وضع إلهي، وترتيب سماوي، مارسه الرب يسوع بنفسه وعلّمنا أن نتمسّك به وفوّض إلى رسله الأطهار ليحددوا مواعيده وكيفية ممارسته ليكون خير وسيلة يعبّر بها المؤمنون عن إيمانهم بالرب وتمسّكهم بفرائضه وتفضيلهم الروح على الجسد والحياة الملائكية على العيشة المادية الدنيوية. ترتيب الأصوام في العهد الجديد سنّ الرب يسوع شريعة الصوم، وتسلّمه الرسل منه مبدأً روحياً. أما مناسباته، ومدته، وكيفيته فهي ضمن مسؤولية الكنيسة التي منحها الرب سلطاناً روحياً عندما قال لرسله الأطهار: «من يسمع منكم يسمع مني، والذي يرذلكم يرذلني، والذي يرذلني يرذل الذي أرسلني» (لو 10: 16). وقوله أيضاً: «وإن أخطأ إليك أخوك فاذهب وعاتبه بينك وبينه وحدكما. إن سمع منك فقد ربحت أخاك وإن لم يسمع فخذ معك أيضاً واحداً أو اثنين لكي تقوم كل كلمة على فم شاهدين أو ثلاثة. وإن لم يسمع منهم فقل للكنيسة. وإن لم يسمع من الكنيسة فليكن عندك كالوثني والعشار. الحق أقول لكم كل ما تربطونه على الأرض يكون مربوطاً في السماء وكل ما تحلّونه على الأرض يكون محلولاً في السماء» (مت 18: 15 ـ 18). وقوله له المجد لمار بطرس هامة الرسل: «وأعطيك مفاتيح ملكوت السموات. فكلّ ما تربطه على الأرض يكون مربوطاً في السموات. وكل ما تحلّه على الأرض يكون محلولاً في السموات» (مت 16: 19) بهذا السلطان الروحي الذي نالته الكنيسة من الرب، رتّبت الأصوام القانونية العامة، وألزمت الاكليروس والشعب التمسّك بها فصاروا تحت طائلة الخطية إذا لم يطيعوا أوامرها، لأن السماع منها هو السماع من الرب، والتمرّد على أوامرها يُعدّ تمرداً على الرب. فمارس الإكليروس والشعب، منذ فجر المسيحية، الصوم الذي هو الانقطاع عن الطعام والشراب في مدة حددتها الكنيسة، وامتنعوا عن اللحوم ومنتجاتها عند الإفطار في أيام الصيام، واتّفقت كل الكنائس الرسولية في كل مكان في العالم على تقديس مبدأ الصوم واعتبرته دائماً، وضعاً إلهياً وفريضة مقدّسة. صوم الفصح: إن أول صوم وضعته الكنيسة هو صوم الفصح الذي يسمّى أيضاً صوم الآلام ، فيه ينقطع المؤمنون عن الطعام والشراب من عصر يوم الجمعة العظيمة ذكرى آلام الرب وصلبه وموته وإلى ما بعد نصف ليلة أحد القيامة وذلك للمشاركة بالآلام المحيية، التي تحمّلها ربنا يسوع المسيح من أجل خلاص البشرية، ولنشاركه آلامه من أجلنا إتماماً لقول الرسول بولس: «أم تجهلون أننا كل من اعتمد ليسوع المسيح اعتمدنا لموته، فدفنا معه بالمعمودية للموت حتى كما قام المسيح من بين الأموات بمجد الآب هكذا نسلك نحن أيضاً في جدّة الحياة. لأنه إن كنا قد صرنا متّحدين معه بشبه موته نصير أيضاً بقيامته» (رو 6: 3و4). وكانت الكنيسة تمارس هذا الصوم وتحتفل بذكرى آلام الرب يسوع وموته وقيامته كل ثلاث وثلاثين سنة، ولما رأت أن الكثيرين يولدون ويموتون دون أن يحظوا بمشاهدة هذه الذكرى، احتفلت به سنوياً. ومع تمادي الزمن أضيفت إلى هذا الصوم الأيام الأربعة السابقة له، فصار أسبوعاً كاملاً دعي أسبوع الآلام وكان يصام حتى العصر انقطاعاً عن الطعام والشراب ويفطر فيه على الخبز والماء المملح، ويصام في أيامنا أيضاً انقطاعاً عن الطعام إلى الظهر أو إلى العصر ثم يتناول الصائمون طعاماً صيامياً يقتصر على الحبوب والبقول والفواكه، وخالياً من اللحوم ومنتجات الحيوانات وحتى الحلويات مشاركة بآلام الفادي الذي عند عطشه أعطوه خلاً ممزوجاً بمرارة. ![]() بوشر بالصوم الأربعيني في القرن الثالث للميلاد وألحق به في الربع الثاني من القرن الرابع صوم أسبوع الآلام الذي كان يصام قبل ذلك التاريخ بمدة طويلة. فصار الصوم الأربعيني سبعة أسابيع مع أسبوع الآلام. وفرض الصوم الأربعيني تذكيراً للمؤمنين بجهاد الرب يسوع، وصومه في البرية، والرب الذي لا يحتاج إلى صوم استهل تدبيره الإلهي العلني بالجسد بالصوم فصام أربعين يوماً وأربعين ليلة وجاع أخيراً (مت 4: 2) ليعلّمنا الصوم والجهاد الروحي ضد إبليس. وقد ظفر بإبليس المجرّب، وأعطانا أيضاً أن نغلبه باسم الرب، بل كشف لنا مرة سر النصر الروحي بقوله: «وأما هذا الجنس فلا يخرج إلا بالصلاة والصوم» (مت 17: 21). وكان المؤمنون يصومون الصوم الأربعيني انقطاعاً عن الطعام والشراب حتى العصر، ثم يفطرون متناولين الطعام الصيامي المقتصر على الخبز والماء المملح والبقول والحبوب والفواكه والزيوت النباتية فقط. وكانوا خلاله خاصة يوزّعون الصدقات على الفقراء. بهذا الصدد يقول مار أفرام السرياني (373+) في القرن الرابع: «صُمْ (أيها المؤمن) الصوم الأربعيني وتصدّق بخبزك على الجائع، وصلِّ سبع مرات يومياً كما تعلمت من (النبي داود) ابن يسّى». ونصّت القوانين الكنسية على وجوب ممارسة المؤمنين كافة الصوم الأربعيني المقدس وحكمت على المخالفين من ذوي الرتب والدرجات الكهنوتية والعلمانيين بالعقوبات الكنسية الصارمة. ويستثنى من الصوم الانقطاعي يوما السبت والأحد، ففيهما يُحتفل بالقداس الإلهي وبعد القداس يتناول الصائم طعاماً صيامياً. وفي هذا الصدد جاء في قوانين الرسل: «كل من يصوم يوم الأحد أو السبت ما خلا سبت البشارة (النور)، إن كان إكليريكياً يُجرّد من رتبته، وإن كان علمانياً يُفْرز» وقال العلامة ابن العبري (1286+) في كتاب الحمامة (ب2ف6) الذي ألّفه لفائدة الرهبان والنسّاك الذين لا مرشد لهم: «يجب أن يحلّ الصوم في أيام السبوت والآحاد وذلك حفظاً للقوانين». وتقديساً ليوم الأحد لا تبدأ كنيستنا السريانية المقدسة أي صوم من الأصوام فيه، فإذا صادف ذلك فإكراماً ليوم الرب، نبدأ الصوم صباح يوم الإثنين، وينقص بذلك عدد أيام ذلك الصوم في تلك السنة يوماً واحداً. ومنعت إقامة ولائم الأعراس في الصوم الأربعيني، بموجب قرار مجمع اللاذقية عام 364 كذلك منع ذلك المجمع الاحتفال فيه بالقداس الإلهي وبتذكار الشهداء إلاّ في يومي السبت والأحد ـ واستعيض عن القداس في أيام الصوم بطقس رشُم كُسُا رسم الكأس أو ما يسمّى بالقداس السابق تقديسه ـ الذي أدخله إلى كنيستنا في أوائل القرن السادس البطريرك مار سويريوس الكبير (538+). فلا يحتفل بالقداس الإلهي في الصوم الأربعيني إلاّ أيام السبت والأحد ما خلا أربعاء نصف الصوم وجمعة الأربعين وخميس الفصح وسبت البشارة (النور) وإذا وقع عيد البشارة في الصوم فيحتفل فيه بالقداس الإلهي حتى لو صادف وقوعه في جمعة الآلام العظيمة ويتناول المؤمن بعد القداس الطعام الصيامي. وبهذا الصدد نصّ القانون الخامس من الباب الأول الفصل الخامس من كتاب الهدايات لابن العبري ما يلي: «إن الكنيسة تعيّد عيد البشارة في اليوم الذي يصادف وقوعه» وذلك كونه أساس الأعياد السيدية. وعليه فإننا لا نحوّل هذه الأعياد من يوم إلى يوم على الإطلاق. وإننا لا نتناول طعاماً صيامياً إكراماً للصوم في جمعة الصلبوت أو سبت البشارة (النور) ونصلي الصلاة المفروضة وإذا وقع عيد دخول السيد المسيح إلى الهيكل في اثنين الصوم الكبير فيحتفل بالقداس الإلهي ولئن كان ذلك نادراً كما وقع عام 1915 وكما سيكون عام 2010 فإذا كان ذلك يجب أن يحتفل فيه بصلاة العيد وتقدّم فيه الذبيحة الإلهية صباحاً حسب العادة. وأما صلاة الصوم فتصلّى عند الظهر ثم يفطر المؤمن أي يحلّ صوم الإمساك عن الطعام. أما صلاة الغفران (شوبقونو) فتؤجل إلى صباح اليوم التالي. وقد حرمت الكنيسة شرب الخمر وسائر المشروبات الروحية خلال أيام الأصوام. إن الكنيسة المقدسة لا تبغي بتخصيص أيام للصوم، تمنع فيها تناول هذا الطعام أو ذاك، كون هذا الطعام محرّماً وذاك محللاً، في هذا اليوم أو ذاك. بل هي تهدف إلى إخضاع إرادة المؤمن للّه تعالى بالعفة وممارسة الفضائل السامية، وخاصة فضيلة الطاعة لأوامر اللّه التي تصدر على لسان عبيده أحبار الكنيسة الذين منحهم سلطان الحلّ والربط ليشرّعوا القوانين، ويضعوا الأحكام والنظم لما فيه خير المؤمنين ولتمجيد اسم اللّه القدوس. وحيث أن الكنيسة هي أم رؤوم، ومعلمة صالحة، لا تحمّل المؤمنين أعباء ثقيلة لا يستطيعون إلى حملها سبيلاً، متذكرة قول الرب: القائل: «وويل لكم أنتم أيها الناموسيون لأنكم تُحمِّلون الناس أحمالاً عَسِرَة الحمل وأنتم لا تَمَسُّون الأحمال بإحدى أصابعكم» (لو 11: 46) فمن هذا المنطلق فسّح الطيب الذكر البطريرك الياس الثالث (1932+) في أكل السمك في أيام الصوم الأربعيني، وسمح لأبناء الكنيسة في أميركا أن يصوموا الأسبوعين الأول والأخير فقط من الصوم الأربعيني بالإضافة إلى أيام الأربعاء والجمعة. وفسّح لهم في الإفطار بقية أيامه. وفسّح الطيب الذكر البطريرك أفرام الأول برصوم (1957+) في مثل هذا إجابة إلى ملتمس الكنيسة في الهند فضلاً عن تخفيفه الأصوام الأخرى للجميع وذلك عام 1946م وسمح الطيب الذكر البطريرك يعقوب الثالث (1980+) بصوم الأسبوعين الأول والأخير من الصوم الأربعيني فقط بالإضافة إلى أيام الأربعاء والجمعة للإكليروس والشعب، وفسّح لهم في استعمال جميع الأطعمة في بقية أيامه وذلك عام 1966 كما فسّح في إقامة الولائم والأعراس والعماد والقداس والتذكارات في جميع الأيام التي تتوسّط الأسبوعين المذكورين. يأتي تفسيح أسلافنا البطاركة الميامين، للمؤمنين بتقليل أيام الصوم الأربعيني، من باب الرحمة بهم لئلا يكسروا الوصية ويكونوا موضع غضب اللّه تعالى ـ لا سمح اللّه ـ فمن استغلّ هذا التفسيح لا يخطئ ويعتبر في عداد مَن لم يكسر الوصية. أمّا من صام أيام الصوم الأربعيني وأسبوع الآلام كلها فيضاعف اللّه له الأجر. وعلى ذوي الرتب والدرجات الكهنوتية الكبرى والصغرى، ما عدا الشيوخ فيهم والمرضى، أن يقيموا من أنفسهم قدوة صالحة للمؤمنين ليتمثّلوا بهم بحفظ أحكام الرب وشرائعه المقدسة، بالتزام فريضة الصوم الأربعيني المقدس وأسبوع الآلام المحيية، كما مارسها آباؤنا الأولون القديسون منقطعين عن الطعام والشراب من منتصف الليل حتى بُعيد منتصف النهار وأن يتناولوا بعدئذ طعاماً صيامياً خالياً من الدسم «والزفر» وحبذا لو مارس المؤمنون كافة فريضة الصيام بهذه الطريقة المثلى. صوم يومي الأربعاء والجمعة من كل أسبوع: اتّخذت الكنيسة المقدسة منذ أواخر القرن الأول للميلاد صوم يومي الأربعاء والجمعة من كل أسبوع، بدلاً من صوم يومي الاثنين والخميس الذي مارسه الأتقياء من اليهود، كما يتبيّن ذلك من مثل الفريسي والعشار (لو 18: 12). ويصوم المسيحيون يوم الأربعاء لأن فيه دبّر اليهود المؤامرة لإلقاء القبض على الرب يسوع وقتله. أما يوم الجمعة فيصومونه لأنه فيه صلب اليهود الرب يسوع فمات على الصليب لأجل خلاصنا. وقد ورد ذكر هذا الصوم في الكتاب المسمى (تعليم الرسل) الذي يُعزى تأليفه إلى أواخر القرن الأول أو بدء الثاني للميلاد وفي تآليف بعض آباء القرون الأولى للميلاد كما توجب قوانين الرسل على جميع الإكليروس والشعب التمسك به تحت طائلة الحرمان والفرز. وجرت العادة منذ أجيال سحيقة ألاّ تصوم الكنيسة أيام الأربعاء والجمعة الواقعة بين عيدي القيامة والعنصرة. وألاّ تصومهما أيضاً إذا وقع فيهما عيد سيدي أو مريمي أو عيد القديس شفيع الكنيسة المحلية أو تلك المنطقة. وجرت العادة في الأجيال المتأخرة السماح بعدم التمسّك بصوم أيام الأربعاء والجمعة الواقعة بين عيدي الميلاد والغطاس (الدنح). كما أن المؤمنين في أبرشيات العراق لا يصومون أيام الجمعة الواقعة بين صوم نينوى والصوم الأربعيني المقدسة وهي: جمعة الكهنة وجمعة الموتى المؤمنين الغرباء، وجمعة الموتى المؤمنين كافة. ونصوم الآن يومي الأربعاء والجمعة انقطاعاً عن الطعام حتى الظهر ثم نتناول الطعام الصيامي. أو نتناول الطعام الصيامي صباحاً وظهراً: ويستحسن أن نقتصر على الطعام الصيامي يوماً كاملاً من المساء إلى المساء يومي الأربعاء والجمعة كما كان يفعل آباؤنا منذ فجر المسيحية. صوم الميلاد: يرتقي تاريخ وضع هذا الصوم إلى ما قبل القرن الرابع للميلاد، ونفهم ذلك من قراءاتنا ميامر مار أفرام السرياني (373+) وأناشيده التي نظمها في القرن الرابع. ويمارس هذا الصوم استعداداً لاستقبال ذكرى ميلاد الرب يسوع بالجسد. وتذكاراً لما كنا عليه قبل الميلاد من العيش في حزن الخطية، وظلام الجهل، وعبودية إبليس، وتذلل الخليقة بانتظار الخلاص، فولد المخلص وفدانا بتجسّده. فنصوم هذا الصوم لنتنقى نفساً وجسداً، فنستحق استقبال ذكرى ميلاد الفادي، كلمة اللّه المتجسّد، كما صام موسى قبل أن تسلّم كلمة اللّه المكتوبة أي شريعة العهد القديم. وكان عدد أيام هذا الصوم قديماً أربعين يوماً فخففته الكنيسة إلى خمسة وعشرين يوماً ثم في عام 1946 وبموجب قرار مجمع حمص خفّفه الطيب الذكر البطريرك أفرام الأول برصوم إلى عشرة أيام بدؤها اليوم الخامس عشر من شهر كانون الأول ونهايتها يوم عيد الميلاد المجيد الواقع في 25 كانون الأول. صوم الرسل: سمي كذلك من باب تسمية الشيء باسم واضعه. فالصوم يصام للّه وحده، ويصام هذا الصوم اقتداء بالرسل (عب 13: 7) الذين صاموه إتماماً لقول الرب يسوع: «ستأتي أيام حين يرفع العريس من بينهم فحينئذ يصومون» (مت 9: 15) فبعد صعود الرب يسوع إلى السماء، وحلول الروح القدس على التلاميذ، ابتدأوا بالصوم وبهذا الصدد جاء في سفر أعمال الرسل ما يأتي: «وبينما هم يخدمون الرب ويصومون» (أع 13: 2) وكانت مدة هذا الصوم تطول وتقصر بالنسبة إلى الحساب الشرقي لعيد الفصح، فكان يبدأ في اليوم التالي لعيد العنصرة وينتهي في يوم عيد هامتي الرسل مار بطرس ومار بولس. وقد خففته الكنيسة عبر الأجيال وصارت مدته الآن ثلاثة أيام تبدأ في السادس والعشرين من شهر حزيران وتنتهي بعيد هامتي الرسل مار بطرس ومار بولس في 29 منه وذلك بموجب قرار مجمع حمص عام 1946م. صوم العذراء: نستقبل بهذا الصوم عيد انتقال السيدة العذراء إلى السماء. ويصام اقتداء بها، أو تمثّلاً بالرسل الأطهار الذين صاموه عند نياحتها. وكانت مدة هذا الصوم خمسة عشر يوماً وبموجب قرار مجمع حمص سنة 1946 أصبح خمسة أيام تبدأ في العاشر من شهر آب وتنتهي في عيد انتقال العذراء في الخامس عشر منه. وقد أصدر الخالد الأثر البطريرك أفرام الأول برصوم منشوره البطريركي في 7 كانون الأول من عام 1946 ألغى بموجبه عدد أيام الصيامات القديمة للميلاد، والعذراء والرسل المذكورة في كتاب الهدايات لابن العبري ووضع الحدود الجديدة التي رسمها فصار قانوناً يعمل به. صوم نينوى: سمي كذلك لأن أهل نينوى كانوا أول من صامه طلباً لرحمة اللّه ومغفرته واقتداء بأهل مدينة نينوى في الأجيال الساحقة الذين سمعوا بإنذار اللّه الذي جاءهم على لسان النبي يونان، فصاموا جميعاً الإنسان والحيوان، الكبير والصغير استعطافاً للّه فرجع الرب عن حمو غضبه وندم على الشر الذي كان مزمعاً أن يصنعه بهم (يون 3). ويرتقي تاريخ هذا الصوم في كنيستنا إلى ما قبل القرن الرابع للميلاد، ونستدل على ذلك من ميامر مار أفرام السرياني (373+) وأناشيده. وكان عدد أيام هذا الصوم قديماً ستة، أما الآن فهو ثلاثة أيام فقط تبدأ صباح الاثنين الثالث قبل الصوم الكبير وكان قد أهمل عبر الأجيال، ويذكر مار ديونيسيوس ابن الصليبي (1171+) أن مار ماروثا التكريتي (649+) هو الذي فرضه على كنيسة المشرق في منطقة نينوى أولاً، ويقول ابن العبري نقلاً عن الآخرين أن تثبيت هذا الصوم جرى بسبب شدة طرأت على الكنيسة في الحيرة فصام أهلها ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ مواصلين الصلاة إتماماً لوصية أسقفهم فنجاهم اللّه من تلك التجربة. وعن السريان أخذ الأرمن هذا الصوم ويدعونه «سورب سركيس». كما أخذه الأقباط على عهد الأنبا أبرام السرياني بطريرك الاسكندرية الثاني والستين. وهذا الصوم محبوب جداً لدى السريان ويطوي بعض المؤمنين أيامه الثلاثة دون طعام أو شراب ثم يتناولون القربان المقدس في اليوم الثالث ويفطرون على الطعام الصيامي حتى صباح الخميس. أما بقية المؤمنين فينقطعون عن الطعام حتى الظهر أو العصر ويتناولون طعام الصيام. ويقترن الصوم بالصلاة التي تتلى بلحن الصيام الأربعيني. وإذا صادف فيه وقوع عيد دخول السيد المسيح إلى الهيكل الذي نحتفل به في 2 شباط عادة، فيحب أن نحتفل به بصلاة العيد ثم نقدم الذبيحة الإلهية صباحاً حسب العادة أما صلاة الصوم فتتلى عند الظهر ويحلّ صوم الإمساك عن الطعام بعد القداس ثم تناول الطعام الصيامي |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 4634 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() من أنا؟
من هو الإنسان ![]() لنيافة الأنبا موسي أ سقف الشباب من هو الإنسان وذكرنا الآتي: 1- أنا الإنسان... المخلوق الحر 2- أنا الإنسان... المخلوق علي صورة الله 3- أنا الإنسان... المفدي بالدم الإلهي 4- أنا الإنسان... هيكل الروح القدس 5- أنا الإنسان.. وريث الملكوت لقد رسم الرب لنا طريق الخلاص, وتدبيره العجيب في قوله: 'لما جاء ملء الزمان, أرسل الله ابنه مولودا تحت الناموس, ليفتدي الذين تحت الناموس, لننال التبني. ثم بما أنكم أبناء, أرسل الله روح ابنه-,' إلي قلوبكم صارخا يا أبا (abba) الآب. إذا, لست بعد عبدا بل ابنا. وإن كنت ابنا فوارث لله بالمسيح' (غل 4:4-7). وهكذا يكون تدبير خلاصنا كما يلي : ملء الزمان التجسد الفداء التبني الملء بالروح ميراث الخلود. * لاحظ تعبير 'وارث لله بالمسيح'... أي أن ميراثنا ليس هو الملكوت فقط, بل الملك أيضا.. بمعني أننا كأولاد لله, سيهتف كل منا مع عروس النشيد: 'أنا لحبيبي, وحبيبي لي' (نش 3:6). * ويهتف الرب - في اليوم الأخير - مناديا أولاده: 'تعالوا يا مباركي أبي, رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم' (مت 34:25)... إن الملكوت الأبدي معد للإنسان من قبل خلقته, أما النار الأبدية فهي معدة لإبليس وملائكته (مت 34:41,25)... والبشر الذين يذهبون إليها, هم من اختاروا أن يرفضوا الله, ويعيشوا في الخطيئة, (أمارتيا Amartia = التهديف الخطأ), وهكذا يفصلون أنفسهم بأنفسهم عن إلهنا المحب. * 'من يغلب يرث كل شئ, وأكون له إلها, وهو يكون لي ابنا' (رؤ 7:21). لذلك 'مبارك ومقدس من له نصيب في القيامة الأولي (التوبة), هؤلاء ليس للموت الثاني (الأبدي) سلطان عليهم' (رؤ 6:20). وهنا نختتم مسيرتنا بالخلود, وبالحياة مع الله في الملكوت... فما أسعد الإنسان بكونه إنسانا, فهو يري الأشياء 'التي تشتهي الملائكة أن تطلع عليها' (1بط 12:1), ثم يرث الأمجاد التي وعدنا بها الرب حين قال: 'من يغلب فسأعطيه أن يجلس معي في عرشي, كما غلبت أنا أيضا وجلست مع أبي في عرشه' (رؤ 21:3). وهذا وعد السيد المسيح له المجد: 'أنا قد أعطيتهم المجد الذي أعطيتني, ليكونوا واحدا كما أننا نحن واحد' (يو 22:17), ويقصد بذلك مجد التبني, ومجد الكهنوت, ومجد التقديس, ومجد الجسد النوراني, وليس - بالطبع - المجد الإلهي الخاص بالله وحده, والذي قال عنه الرب: 'مجدني أنت أيها الآب عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم' (يو5:17). فهذا هو مجد اللاهوت, المجد الأزلي, الذي كان للابن منذ الأزل, وتخلي عنه مؤقتا حينما تجسد وفدانا, ثم عاد إليه مرة أخري. إن مجد اللاهوت خاص بالله وحده, فهو الذي قال: 'مجدي لا أعطيه لآخر' (إش 8:42)... وهكذا 'إن كنا نتألم معه لكي نتمجد أيضا معه' (رو 17:8)... 6- أنا إنسان... وسأظل إنسانا!! بمعني أنه رغم كل ما يمنحه الله للإنسان من نعم مثل: التبرير - والخلاص - والتقديس - والتمجيد إلا أنه إنسان, وسيظل إنسانا إلي الأبد لا يختلط بجوهر الله!!. ومع أن الرب قال لنا بنفسه: 'أنا قلت أنكم آلهة' (يو 34:10) إلا أنه أضاف قائلا: 'لكن مثل الناس تموتون' (مز 7:82). 'آلهة' هنا... معناها 'شركاء الطبيعة الإلهية' (2بط 4:1), 'عاملان مع الله'(1كو9:3). ولا تعني إطلاقا تلك البدعة الحديثة التي استوردها البعض من كنائس غير قبطية, والتي تنادي بأننا 'شركاء في الطبيعة الإلهية'... 'شركاء في الثالوث'... 'شركاء في اللاهوت'... 'نأكل ونشرب اللاهوت' فهذه كلها أمور خاطئة إذ سيظل الإنسان إنسانا والله إلها... لا نشترك في طبيعته ولا في جوهره الإلهي!! هذا 'الخلط' بين الله والإنسان مرفوض منذ قديم الزمن, حتي في شخص ربنا يسوع المسيح الذي رغم اتحاد اللاهوت بالناسوت في شخصه المبارك, إلا أن ذلك الاتحاد كان وسيظل 'بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير'... ظل اللاهوت وسيظل لاهوتا, والناسوت سيظل ناسوتا إلي الأبد دون خلط ولا امتزاج. لذلك فالذين يتحدثون عن 'تأله ناسوت المسيح' هم مخطئون بلا شك! ملحوظة: يرجع في ذلك بالتفصيل إلي كتاب 'بدع حديثة' لقداسة البابا شنوده الثالث... فليعطنا الرب أن نتمتع بأمجاد شركة الطبيعة الإلهية والميراث الأبدي, دون أن نتجاوز حدودنا الإنسانية لنخلط أنفسنا باللاهوت غير المحدود والأزلي, القادر علي كل شئ, والموجود في كل زمان ومكان... له كل المجد!. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 4635 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الطريق الكرب للحياة المسيحية للقديس ثيوفان الحبيس ![]() منذ أولى خطواته في الحياة المسيحيَّة يقابل الإنسان صعوبات جمَّة. وكلَّما كَبُرَ كلَّما تعاظمت الصعوبات. وقد قال الربُّ هذا مرَّةً: "ما أضيق الباب وأكرب الطريق الذي يُؤدي إلى الحياة"(مت14:7). فالذي،بالتالي، يقرِّر أن يختطَّ هذا الطريق ويعبر من هذا الباب، عليه أن يتسلّح برجولةٍ كبيرة، ليواجه بانتصارٍ كلَّ هجماتٍ فكريَّة، تصرفات، عوائقَ وتجاربولهذا، فأنتم الآن أيضاً تقدّموا إلى الأمام بشجاعةٍ، ببطولةٍ وثبات. اركضوا بدون أن تعودوا إلى الوراء. اركضوا مثل بولس الرسول الذي كان يقول: "إذاً أنا أركض هكذا كأنَّه ليس عن غير يقينٍ"(1كو26:9). أي,أركض هكذا بعيونٍ تتطلّع إلى النهاية, وإلى أيَّةِ نهاية؟ إلى تلك التي تتوقون إلى الوصول إليها أنتم أيضاً, إلى معاينة الله,إلى شركته وملكوته. فالذي يجاهد بشجاعةٍ ضدَّ أهوائه ويحفظ الوصايا الإلهيَّة بأمانة، شخصٌ كهذا وفقاً لتقدُّمه الروحيّ يُنقّي قلبه. وبمقدار ما يتنقّى بقدر ما يقترب إلى الربّ، الذي وعَدَ, وهو يرغب بأن يسكن فيه ويتّحد به: "إليه آتي وأجعل عنده مقاماً"(يو23:14) إنَّ "الباب الضيّق" لا يعجبنا، و"الطريق الكَرِب"(مت14:7) لا يعجبنا كذلك. نحن نريد الباب الرَّحِب والطريق الواسع, ونحن نطلبها من الرَّب بتنهّداتٍ ودموع. فهل هو ،إذن، لا يسمع تنهّداتنا؟ أفلا يبصر دموعنا؟.... بَلى، إنَّه يُبصر ويسمع ولكنّه يتوق لخلاصنا وليس لدمارنا، ونحن في دربِ الأحزان الضيِّق الوعِر نتذكَّر اللهَ ونلتمس معونته بتواضع. وحالما تطأ أقدامنا في طريق الملذَّات الواسع السهل، ننسى الله وننقاد إلى الهلاك الأبدي. بولس الرسول، بسبب معرفته لفائدة الضيقات، كان يفرح بآلامه. وهو ذاته يؤكّد لنا بأنّنا نستطيع التغلّب على كافة المصاعب بمعونة المسيح الذي أحبّنا، بالإضافة إلى ذلك فنعمة الله وقوَّته تظهران في كمالهما وتسكنان فينا حين بالضبط نتواجد في حالة الضعف، الانزعاج، الحزن، المرض والضيق. طبعاً، غير المؤمنين لا يوافقون على هذا التأكيد الذي يفصِح به بولس الرسول، ذاك التأكيد الذي تثبِّته خبرة المؤمنين خلال الزمن. وبالتالي يغرقون في ظلمة الجهل التي تغطِّي، كما يُقال، حياتنا الأرضيَّة. وهاكم السبب، بما أنَّهم يعيشون بدون إيمان، فهم يَصِلون إلى قعر الحزن، الفراغ النفسي، اليأس، وحيناً يبلغون حدَّ الانتحار.... وغلطهم الكبير يكمن في اقتناعهم بأنّ هدف الإنسان ينحصر ضمن الحياة الأرضيّة. ولكنَّه لا ينحصر هنا. ببساطةٍ حياتنا تبدأ على الأرض وتستمرُّ بعد الموت. الحياة الحاضرة إنما هي فترة تهيئةٍ قصيرةٍ للحياة الأخرى، للحياة الأبدية. وكيف تتم هذه التهيئة؟ بشكل رئيسيِّ من خلال الصَّبرِ الشجاعِ في الضِّيقات، في الحرمانات وفي الآلام. الشخص الذي يفهم معنى الحياة على هذا الشكل، لن يطارد الرَّاحة الباطلة. بل سيهتمُّ بأمرٍ واحدٍ فقط: ألا وهو كيف سيكتسب من الضيق ثماراً أكثر، ثماراً لن يتذوّقها على الأرض وإنما في السَّماء. الشخص الذي أدخَلَ النظريَّة التفاؤليَّة تجاه الحياة الأرضيَّة هو بوذا. ومن البوذيّة تَعَلَّمَها ويُعَلِّمُها اليوم في بلدنا ليف تولستوي الأحمق. هذا الإنسان ومن يشبهونه يعتقدون أنهم يقدرون أن يفهموا الحقيقة مستندين فقط على عقولهم. ولكنّ الحقيقة المختصة بالحياة والعالم قد كشفَها الله قبل قرون طويلة ويحفظها أناسٌ مؤمنون من كافة أصقاع الأرض ككنزٍ جزيل الثمن. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 4636 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() أضواء على وهب الأعضاء
![]() ليس هناك، بين المؤمنين، موقف واحد من موضوع وهب الأعضاء. هناك آراء وجدل. كلٌ يسعى إلى تسخير النصوص المقدّسة لدعم موقفه. ثمّة مَن يتحمّس وثمّة مَن يحبِّذ وثمّة مَن يتحفّظ وثمّة مَن يرفض. التباين في الآراء، في الوقت الحاضر، قد يُغني النظرة إلى الموضوع. لكنْ ليس ما يشير إلى إمكان وضع حدّ للجدل القائم في المدى المنظور. السبب هو أنّ المسألة ملتبسة. ففيما تطغى حجّة الطابع الإنساني على الطروحات المحبِّذة للوهب والزرع، تسود فيها النظرة الماديّة إلى الأعضاء، ويُغَضّ الطرْف، بالكامل، عن الحقيقة الروحيّة للجسد. عندنا أنّ الإنسان روح في جسد. هذان يتّحدان في كل خليّة من خلايا الإنسان. حتى بعد الموت ليس ثمّة عضو خِلواً من ذاكرة تتمثّل فيها هوّية الإنسان وترسو ترسّبات الروح. موضوع هذه الذاكرة، كما نقل إلينا أحد أبنائنا المطّلعين على المستجدّات العلميّة، بات أمراً يَنظر إليه العلماء بالكثير من الجدّية. من هنا أنّ وجه الالتباس في المسألة المطروحة أنّ وهب الأعضاء وزرعَها لا ينتمي إلى النظرة المسيحيّة للوجود وكيفية تعاطيه بل إلى نظرة أخرى هي، بالأحرى، دهرية. طبعاً في الأمر وجهة إنسانية تنتمي إلى النظرتَين معاً. ولكنْ فيما الإنسانوية الدهرية قائمة في ذاتها، نلقى الإنسانوية المسيحيّة قائمةً في الله. الغرض من الأولى هو الإنسان. الغرض من الثانية هو الله. في سعينا إلى الله، الموضوع موضوع قداسة أولاً، موضوع تألّه، موضوع اقتناء لروح الله. الإنسان، بكلّيته، عندنا، هو موضع سكنى روح الله فيه: جسدُه، كلُّ عضو من أعضائه، كلُّ خليّة من خلاياه. قد تموتُ من أجل الناس محبّةً كما فعل معلِّمك، قد تبذل كل ما لديك، لكنّك لا تستطيع أن تُشرك أحداً في جسدك لأنّه مكرّس لله وقد جعله الله له هيكلاً. إلى هذا الفكر بالذات تنتمي إنسانويتُنا المسيحيّة. وهب الأعضاء وزرعها، في الواقع البشري العلمي المعيش اليوم، حيادي من جهة هذا الطرح. هذا الطرح لا يعنيه في شيء. همّه الأوحد أن يستعمل ما تيسّر له من أعضاء بمثابة قطع غيار ولو لجأ إلى المشاعر الإنسانية ابتزازاً. من هنا صعوبة، لا بل استحالة إمكان التوصّل إلى تفاهم، في العمق، بشأن الموضوع المطروح، بين كافة المهتمّين به. على أنّ إلحاح الموضوع، من الناحية الإنسانية، يفرض وضعاً حرجاً ولو لم يكن بالإمكان صياغة موقف مبدئي منه. لا يمكنك كإنسان مؤمن أن تكون بلا موقف يمدّك، في آن، صوب المتألّمين، وأنت واحد منهم، ويشدّك إلى ربّك، في إطار تدبيره الخلاصي لك. هذا لا يمكن، في نظرنا، أن يأتيك من موقف عام مبرَّر عقائدياً محبِّذ لوهب الأعضاء يمكن أن يصدر عن كنيستك، ولو نادى به أسقف، أو حتى مجمع مقدّس. هذا يأتيك، في الحقيقة، من عمق علاقتك بالله متى واجهك الموضوعُ شخصياً، في كل حرجه وإلحاحه، في نفسِك أو في أحد أحبّتك وأصدقائك. لا تعود مقاربتك للموضوع، إذ ذاك، نظرية بل كيانية. تلجأ إلى ربّك لتلتمس لديه جواباً في موقف حرج يخصّك لا تجده في الكتب. والمسائل الحرجة في حياة المؤمن ما أكثرها! هذه له، في شأنها، روحُ الله كتاباً حيّاً في كل حين! دونك، على ذلك، بعض الأمثلة. ثمّة مواقف اتّخذها العديد من القدّيسين في مناسبات حرجة لا يمكن قبولها في الأحوال العادية ولا تعميمُها، ومع ذلك كانت بإلهام من الله. الانتحار، مثلاً، أمر مرفوض كنسياً. رغم ذلك، في أوضاع خاصة، اعتبر الآباء القدّيسون الانتحار عملاً إلهياً. فالقدّيسة بيلاجيا البتول المعيَّد لها في 8 تشرين الأول انتحرت لتحفظ عفّتها من الجنود الذين أُرسلوا للقبض عليها كونها مسيحيّة. قال عنها الذهبي الفم: "إنّ موتها قد تمّ لا نتيجة حادث طبيعي بل بأمر من الله". والقدّيس سرجيوس رادونيج الروسي، المعيَّد له في 25 أيلول، بارك الدوق ديمتري إيانوفيتش لمّا أراد الخروج لمحاربة قبائل التتار. قال له: "سوف تنتصر بعون الله وسترجع معافى كريماً". إذاً بعون الله! هل كان هذا إشعاراً إلهياً يجيز الحروب ضدّ الشعوب غير المسيحيّة بعامة؟ لا أظن! تلك كانت وضعية خاصة لا يمكن القياس عليها. والقدّيس الشهيد نسطر، المعيَّد له في 27 تشرين الأول، أخذ بركة القدّيس ديمتريوس، ثمّ تصدّى للهّاوش المصارِع وقتله. هل بات القتل مقبولاً أو مبارَكاً في الكنيسة في كل حال؟ طبعاً لا! موضوع وهب الأعضاء وزرعها هو من هذه الموضوعات الشخصية الحرجة، غير المقبولة في ذاتها، ولكنْ تفرضها الظروف ويُقبل عليها المؤمن بعد تحكيم ضميره في المسيح وإعمال الصوم والصلاة حتى يكون الكيان مرتاحاً للتدبير المتَّخَذ بيقين يُعطى من فوق. نقول هذا وندرك أننا إن لم نكن على حرص كاف فإنّنا سنوجد، من حيث لا ندري، مساهمين، في المدى الأخير، في إرساء نظرة إلى الوجود قوامها عبادة الإنسان لنفسه. لذلك لنكن واقعيّين ولنُقرّ بأنّ وهب الأعضاء وزرعها أعقد بكثير، في عالمنا، من أن يقتصر على الوجه الإنساني الذي له. ثمّة تجارة عالمية ومفاسد لا حصر لها ومافيات وفلسفات مريضة واستغلال للشعوب الفقيرة يرتبط بوهب الأعضاء ويسعى إلى تسخير ما له من وجه إنساني لأغراض خسيسة. من هنا أنّه إذا سألني أحدهم ما إذا كان مناسباً له، كنسياً، أن يشترك في حملة التبرّع بالأعضاء لتحفّظت! لكنْ إذا ما جاءني مَن هو بحاجة إلى كِلية، أو مَن أخوه بحاجة إلى كِلية وسألني: "ماذا أفعل؟" لقلت له: "تعالَ نصوم ونصلّي ونترك لله أن يلهمنا حسن التدبير". هذا متى استبان لنا نُقبل عليه براحة قلب لأنّه وحده الله المجيب في الأزمات التي تواجه البشرية أفراداً وجماعات! وهب الأعضاء وزرعها، في نظرنا، هو موضوع ضمير شخصي بالدرجة الأولى. هذا نترك للمؤمنين أن يحدّدوا موقفهم منه بالصوم والصلاة ومؤازرة الآباء الروحيّين |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 4637 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الإستنارة الروحية ![]() " مستنيرة عيون أذهانكم" ( أف 1 : 18 ) + ترمز الظلمة إلى حياة الخطية ، التى يفعلها الأشرار بعيداً عن النور ، لأنها مخجلة ، وتجلب العار لفاعلها ، وتحرمه من عالم النور . + والمسيح هو نور العالم وشمس البر ، ويستمد منه أولاده نوره ، كما أن كلمته المقدسة هى نور للنفس السالكة فى ظلمة العالم ، كما قال الكتاب : " الوصية مصباح ، والشريعة نور " ( أم 6 : 23 ) . وقال المرنم للرب : " سراج لرجلى كلامك ونور لسبيلى "( مز 119 : 105 ) + ويرمز النور إلى السلوك فى الحياة المقدسة ، والقدوة الصالحة للناس : ![]() " أنتم نور العالم ، فليضئ نوركم ( سلوككم المبارك ) قدام الناس ، لكى يروا أعمالكم الحسنة ، ويمجدوا أباكم الذى فى السماوات "( مت 5 : 14 ? 16 ) " كونوا بلا لوم وبسطاء ( أنقياء القلب ) أولاد الله بلا عيب ، فى وسط جيل مُعوج وملتو ، تضيئون بينهم كأنوار ( قدوة ) فى العالم"(فى 2 : 15) + ونحن نطلب من الرب ، فى صلوات الساعات ( الأجبية ) ونقول كل يوم : ![]() *" أنر قلوبنا وأفهامنا ، أيها السيد الرب ...... الخ " . + فالحاجة ماسة إلى طلب الإستنارة الروحية للقلب والذهن ، من الروح القدس ، ومن مداومة ممارسة كل وسائط النعمة والخلاص . ![]() + ولذلك فالحاجة ماسة إلى الإستنارة ، بناء على رجاء القديس بولس " مستنيرة عيون أذهانكم" ( أف 1 : 18 ) . + فليست العبرة بالبصر الحاد ، ولكن بالبصيرة ( الإستنارة الذهنية بنور الروح القدس ) . أى الحكمة الروحية اللازمة . + وكثيرون لهم عيون ولا تبصر ، ولا يفكرون فى عالم المجد والمستقبل الأبدى ، بل كل همهم النظر إلى الماديات والشهوات ، وقد أعمى الشيطان عيونهم ( يو 12 : 40 ) ، ( رو 11 : 10 ) وأضلهم عن طريق الحق ، بالإنشغال بالنظر للماديات ، دون الروحيات ( جا 2 : 10 ) ، وليت الرب يفتح أعين غير المؤمنين ، على حقائق الإيمان والخلاص ، بدلاً من السلوك فى طريق الظلمة الأبدية ، وكما طالب به المرنم وقال : " اكشف عن عينى ، فأرى عجائب من شريعتك" ( مز 119 : 18 ) . + وكان القديس " ديديموس الضرير " فاقد البصر ، ولكن الله أعطاه استنارة الداخل ، وشهد عنه القديس جيروم بأنه كان أعظم من كتب عن الروح القدس ، وقد أمتدحه القديس أنطونيوس ، وقال عنه : " إن الله أعطاه بصيرة روحية رأى بها نور اللاهوت " . + فاطلب ( يا أخى / يا أختى ) من الرب ومن كل القلب ، أن ينير عقلك ، ويعطيك حكمة ونعمة دائمة ، وارتبط بكل وسائط الإستنارة الروحية ، والعملية ، واستفد من كل خبرات النفوس ، التى أنارها الروح القدس ، وأعطاها نعمة وحكمة ، وخبرة ، لربح النفوس ، لا كسب الفلوس ، والسعى لربح الفردوس . |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 4638 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() بولس مُلهم الشبيبة
حديث لأخوية الشبيبة قبل تكرسها (الرميش في 20/12/2008) ![]() مـــقدمـــة في حديثي اليكم سأحاول أن أتوقف، ليس على أهمية بولس الرسول في الكنيسة فقط بل، وخاصة على أهمية بالنسبة للشبيبة محاولا أن ألملم معكم بعض جوانب شخصيته الفذّة التي تلهم شبيبتنا اليوم، ودون أن أغفل عن تعاليمه الخالدة وأهميتها بالنسبة للمسيحيّة وللمسيحيين. روح الشباب والهمة التي لاتتعب وإرادة التغيير ليست الصفات الوحيدة التي تطالعك في قراءتك لبولس الرسول بل هناك محطات فريدة في حياة هذا الانسان طبعته وجعلت منه سخصية فذة هذه المحطات تداخلت في حياته ونسجت سخصيته وصقلت مواهبه وألبست بولس خصائص عديدة سأستعرض بعضها في مايلي. 1- بولس المتطرف يقال عن الشبيبة أنها متطرفة دائماً وترفض الحلول الوسط وإذا عدنا الى المشهد الأول الذي يظهر فيه بولس في الكتاب المقدس فنصون برؤيتنا له مشاركاً في رجم استفانس. انت تمسكه متلبّساً بالقتل لا بل بأفظع الجرائم. وبدء معرفتك بشاوول هو تطرّف انسان يكره الناصري واتباعه ولا يتراجع عن قتل واحد منهم الى ان ينتهي منه تماماً ويستحصل على رسائل وتوجيهات لسوق الجماعات المسيحية والأفراد الى السجون وتشريدهم والتنكيل بهم حتى لو كلّفه ذلك متاعب السفر وأخطاره الى دمشق الوثنية. والغريب ان هذا التطرف في الكراهية سينقلب تطرّفاً في الحب لا بل في العشق لذلك الناصري عينه الذي حاول ان يمحو ذكره من بين البشر. أما تطرّفه في اضطهاد الكنيسة الناشئة فسينقلب هوساً وحماساً وأسفاراً شاقّة وأخطاراً وسجوناً ولداً وعطشاً وإذلالاً وأمراضاً في سبيل نشر الانجيل الذي تنادي به هذه الكنيسة. ( 2كو 11/16-33). وهو أيضاً متطرف في مخاطبته ومعاملته من يبشّر. فكان يصرخ في وجه الغلاطيين ويدعوهم أغبياء. (3/1). ولا يتراجع عن إذلال نفسه ليرتفع القورنثيين (2كو 11/7) مردداً على مسامعهم. " وحده الله يعلم كم أنا أحبكم". وحنانه على كنائسه هو حنان الأم التي تتوجّع عند الولادة لتتكوّن في أولادها صورة المسيح (غلا 4/19) ولشدّة هذه الحنان يرغب بولس في ضمّ الذين بشرّهم الى قلبه، ولا يتوقّف عند هذا الحد بل يتجاسر ويقول: أحنّ اليكم جميعاً حنان المسيح يسوع ( فليبي 1/7-8) وهل من اعتراف أصدق من اعتراف بولس الذي يود أن يراق دمه سكيباً في سبيل ابناء بشارته: " فلو سفكت دمي قرباناً مع ذبيحة ايمانكم وخدمته، لفرحت وابتهجت" (فل 2/17). ننهي هذا المشهد بالعودة الى ما قلناه أعلاه عن عشقه للناصري فهو يتكلم عنه بفيض جوارح الولهان المتيّم حتى انه لا يخاف من ان يقع في التناقض. وهل من تضّاد أبلغ من اعتبار الموت ربحاً واختزال الحياة كلّها بلحظة لقاء مع الحبيب: " فالحياة عندي هي المسيح والموت ربح" (فل 1/21) ويبلغ التطرف لا بل التضاد الذروة في وصفه للحبيب فليبي وفي كولوسّي عندما يؤكد على ان المسيح هو ابن الله الذي أخلى ذاته وصار عبداً طائعاً حتى الموت والموت على الصليب. ( فل 2/6-11). 2- بولس الانسان الجديد والمتجدد دائماً. اذا كنا توقفنا سريعاً على تطرّف بولس في أكثر من محطة في حياته فلا يغيب عن ذهننا مطلقاً ان الكلمة التي كانت تخرج من فمه كسيف ذي حدين، فكانت تارة ساحرة عندما يتدفق الحب من قلبه، وطوراً قاسية ولاذعة ومشوبة بالتحدي عندما يلزم الأمر([1]) لقد أكّد بولس بكلمات فريدة وجسورة: " المسيح هو الحيّ فيّ " غلا (2/20) وهكذا ينسب حياته الى المسيح فنفهم عندئذ كيف ان المسيح امتلك حياته لأن هذا الأخير قبل المسيح في أعماقه عندما آمن بالخلاص الذي يحمله. وصار ايمان بولس شغفاً بالمسيح وحياة حميمة معه وعلاقة فريدة به، تقاس بكثافة وعمق وبثقة كلية وتسليم كامل. هذا الايمان حرّر بولس من الشريعة المفروضة فرضاً ( غلا 3/19) والعاجزة من أن تعطينا الحياة(غلا 3/11، روم 7/10-11) او تدخلنا في علاقة واثقة مع الاب (راجع غلا 3/21-31) وجعل منه انساناً جديداً ومتجدداً باستمرار. والايمان بالمسيح يسمح لبولس ان يصرخ: المسيح حرّرنا لنكون احراراً فاثبتوا، اذا، ولا تعودوا الى نير العبودية ( غلا 5/1) والى عالم القاصرين والعالم الشرير (غلا1/4) لقد اختبر بولس في حياته معنى الانسان الجديد من ايمانه بالمسيح. وعرف كيف ان الايمان وحده يضع الانسان، مهما كان مصدره، في حالة الاستفادة من وعود الله، وهذا يعني ان كل الامتيازات الدينية والعرقية والاجتماعية وحتى الجنسية قد تمّ تخطيها في المسيح الجديد وبصليبه. فبالصليب دخل الله مجدداً بقوته الخلاّقة في تاريخ البشر ( غلا 3/4-8) وصنع كل شيء جديداً. وهذا الجديد ألا تعشقه شبيبتنا؟ لقد وعى بولس فضل المبادرة الالهية التي قضت بأن يرسل الله ابنه، مولوداً لامرأة مولوداً في حكم الشريعة ليفتدي الذين هم في حكم الشريعة فنحظى بالتبني(غلا4/5-4) ومع هذا التبني أرسل الله ابنه الوحيد الى قلوبنا، الروح الذي ينادي يا ابي يا ابي (غلا 4/6) وبفضل ذلك لم نعد عبيداً قاصرين بل ابناء وارثين. أجل لقد ربط بولس حالة المسيحيين بحالة المسيح. بالمسيح حصل بولس على كينونة جديدة وحصل عليها مع كل المؤمنين بالتبني. ان التبني الذي أنعم الله بنا عليه بيسوع المسيح ابنه الوحيد، ليس وضعاً قانونياً شبيهاً بما يحصل عليه في التبني البشري بل هو ولادة جديدة بالله، بنوة الهية لم يكن الانسان ليحلم بها على ما تؤكده رسالة يوحنا الاولى: " انظروا اي محبة خصّنا بها الآب لندعى ابناء الله وأننا كذلك( 1يو3/1) لقد اختبر بولس بالعمق كينونة الانسان الجديدة الذي تخوّل المؤمن ان يعيش تحت نعمة الله بيسوع المسيح الذي وهبنا التبني. وهذه الحقيقة الكبرى تحذّرنا من الوقوع في الشكليات الدينية الفارغة ومن انزلاق الايمان في الطقوس وحسب، والادّعاء المتكبّر والفارغ بالاكتفاء وبالاستحقاقات الشخصية، ورفض الانفتاح على الأوضاع الجديدة، والخوف من التقدّم بجرأة على دروب الحريّة، والبلوغ أخيراً الى نضج أبناء الله. من كالشبيبة تفتش عن هذه المفاهيم الجديدة والمتجددة دائماً؟ من كالشبيبة تتوق الى كسر فئوية، فالفئوية بحد ذاتها انغلاق على الآخر؟ من كالشبيبة المؤمنة، الملتزمة بالانجيل وبتعاليم بولس تعرف ان البشارة المسيحية لا تشبه أية ثقافة، ولا تخضع لأية مؤسّسة ولا لأية تنظيمات، بل هي تشملها كلها، واذا اقتضى الأمر، وعند الضرورة، تجابهها كلها كما فعل بولس العظيم مع الشريعة؟! وأخيراً ان كينونة المسيحي الجديدة هذه كما وصفها بولس وخبّرها تنفتح على كل ما هو شمولي وترفض كل تشرذم وتقاسم وانقسام. ألم يؤكد الرسول ويقول:" لم يعد هناك لا يهودي ولا يوناني ولا عبد ولا حرّ، لا ذكر ولا انثى، لأنكم كلكم واحد في يسوع المسيح " (غلا 3/22). نقول اخيراً ان التجديد الذي حققه المسيح بفدائه ليس هو فقط تجديد روحي وأخلاقي بل تجديد "وجودي" كامل يطال جذور الوجود البشري والكون بأسره. 3- بولس الحرّ والداعي الى الحرية لا شك في ان الحرية هي الأغلى على قلوب شبيبتنا، وفي كل مرة نتكلم عن الحرية يخطر على بالنا ما قالته عن الحريّة "La Grande Demoiselle " احدى بطلات الثورة الفرنسية والتي راحت هي أيضاً لهذه الثورة التي قامت من أجل الحرية:" أيتها الحرية كم من الجرائم ترتكب باسمك: ففي لفظة حرية كثير من الالتباس، ولكن ماذا يقول بولس عن الحرية في رسالته الى أهل رومة يصرخ بولس قائلاً: " الآن، تحرّرنا من الشريعة "، لأننا مُتنا عما كان حتى نعبد الله في نظام الروح الجديد، لا في نظام الحرف القديم (روم 7/6) ولقد سبق لبولس أن أكّد في رسالته الى أهل غلاطية ان المعمّدين هم أبناء ابراهيم من الأم الحرة، لا من الأم الأمّة، وهم كذلك أبناء اورشليم العليا. ومن حيث ان المسيح حرّرهم، لذا لا عودة الى العبوديّة (غلا 4/31و5/1) فالحرية هي تحرّر والحرية هي حياة بنظام الروح لا بنظام الجسد والحرية هي عطيّة الله لنا. لذلك يعتبر بولس ان المسيحي لا يمكنه ان يسلك في الخطيئة سيما وأن الخلاص بالمسيح حرّره من صفات الانسان العتيق وكسر قوة الخطيئة والشر ولهذا فكل مسيحي هو بالأساس مدعو الى التحرّر من كل العبوديات وبالأخص عبوديّة الخطيئة. الحريّة اذاً هي دعوة المسيحي الأولى، " الدعوة الحقّة " ! وهذه الدعوة تعني ان يكون المسيحي حرّاً من الخطيئة ويخصّ الله اي ان يكون قديساً( روم 1/7). وهذه الحريّة، وبالمفهوم البولسي " لا تعاش مجتزأة بل بكاملها وبكليتها فلا تسخّر للجسد الذي يحدّها ويهلكها ولا لما هو دنيوي، فأعمال الجسد تمثّل الخطر الذي يشوّه الحرّية في المسيح". ليست الحرية خروجاً عن الاعراف والقوانين، ولا هي التضحية بكل واجب أخلاقي. الحرية ليست التصرف دون مانع او رادع بل هي التصرف بحسب الحب الالهي، لأن المسيحي غير حرّ تجاه حب الله له ووصاياه الالهية. لا بل ان الشريعة الالهية هي بذاتها الحرية، فشريعة الله هي ميراثنا وهي ترجمة لحب الله لنا:" من أحبني سمع كلامي فأحبه أبي، ونجيء اليه ونقيم عنده " (يو 13/23) كما انها تعبير عن حبّنا له ": اذا كنتم تحّبوني عملتم بوصاياي( يو 14/15). بالنهاية، الأبناء يرثون صفات أبيهم السماوي، ومنها " الحرية الالهية " هذه الحرية أعطيت لنا بدم المسيح القائم من الموت والحي أبداً. ولأنها حريّة الهية فهي تتطلب ثورة ضد حرية الجسد، وتمرداً على ما هو ميل نحو الأمور السفلى لأنها، بالأساس، مترفعة عن الميول والغرائز والنزورات الجسدية (روم13/9). هذه الحرية هي أخيراً في خدمة المحبة الأخوية، والمحبة الحرة، هذه الحرية هي بالنهاية في خدمة النعمة الالهية. 4- بولس المحب والمحبوب لقد وعى بولس أكثر من غيره محبة الله المجانية تجاهه. لقد عرف هذا المضطهد لكنيسة المسيح ان نعمة الله هي في أساس ارتداده وهي الأساس في كل محبة بين الله والانسان. الله يبادر والانسان يتلقّى، لذلك نسمعه يصرخ في رسالته الى الرومانيين: " لكن الله برهن عن محبته لنا بأن المسيح مات من أجلنا، ونحن بعد خاطئون، فكم بالأولى الآن بعدما تبررنا بدمه... (روم 5/8-9) حب الله لنا سابق لكل أعمالنا لأنه مجاني ولا يبتغي اي مقابل. هذا الحب المجاني، يقدّره الشباب خير تقدير. أما النفوس الكبيرة فتعرف ان عليها هي أيضاً ان تحبّ بمجانية وبسخاء وأيضاً بحرية. نعم، بفضيلة " المحبة الحرة " يصير المسيحي عبداً للمحبة: " عليكم ان يصير بالمحبة بعضكم عبيداً لبعض " (غلا 5/13). اذا وصية " الحب الالهي " هي خدمة بمحبة، ومحبة حرّة، وحرية الهية من هنا تلتقي مجدّداً الحرية مع المحبة والمحبة مع الحرية. واذا كان لبولس ان يختصر معنى الحرية والمحبة والخدمة بعبارة تجمع الشريعة القديمة والجديدة فيقول كما قال سيّده:" أحبب قريبك مثلما تحبّ نفسك" (غلا 5/14). بينما يبدو الناس عكس ذلك، وكما على أيام بولس وأهالي غلاطية، فهم ينهشون بعضهم البعض، ويأكلون بعضهم البعض حتى الموت، فيدمّرون جماعتهم ومجتمعهم بأنفسهم وشعارهم المفضّل: " إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب". فهل تختار شبيبتنا اليوم ان تعود الى شريعة الغاب بعد الفي سنة من المسيحية؟ ان حب القريب هو الصفة الأهم للمسيحي وهو مركز حياته ونبض قلبه. كل عمل نقوم به يجب ان يكون تعبيراً عن حب الله لنا وحبّنا له وللقريب:" اعملوا كل شيئ بمحبة" (1 كو16/14). ان الحب هو أهم عطايا الله لنا، وهو أول ثمار الروح المقدس:" المحبة، الفرح، السلام، طول الأناة، الطيبة، الأخلاق، الأمانة، الوداعة، العفاف...( غلا 5/22-23) الحب هو أكبر النعم التي يجب تنميتها فتثمر كل ما هو حنان ورأفة ولطف وتواضع ووداعة وصبر( كولو 3/12 ? 14). بالنهاية يدعو بولس الى عدم الانصياع الى أهواء الجسد التي تجعل المسيحي ينهش أخية ويبتلعه في وجوده وشخصه وكرامته، وبالتالي ينهش بنوّته الالهية، فمن شأن رغبات الجسد ان تؤدي الى كل خطيئة وفقدان المسيحي للحرّية الحقيقية. اما اذ طلبنا من بولس ان يساعدنا في تنمية المحبة والحرية معاً فإنه يحيلنا على مدرسة الروح القدس. وحده الروح ينمّي فينا الحرية الالهية والمحبة الخادمة. الحرية الالهية تدمّر شهوات الجسد والمحبة تدرّب على الارادة الروحية... والروح يساعدنا في معركتنا المتواصلة بين الانسان الجديد والانسان العتيق. وبانتظار رجوع يسوع الأخير نصلي الى الروح كي يملأنا من ثمار البر لمجد الله وحمده( فيلبي 1/9-11). 5- بولس رجل الالتزام والتضامن غالباً ما يضع بولس الرسول المعمّدين الجدد أمام اختيار حياتي لتحديد موقفهم المبدئي. ومن هنا منطقيّة الالتزام في السلوك الذي نستطيع التعبير عنه ضمن اختيارين:" اما... وإما "([3]) فإما أنت مع شريعة المسيح، واما مع شريعة العهد القديم، اما ان تعيش حياة الروح... واما ان تعيش بحسب الجسد. هذا الاختيار المعروض على الانسان يذكّرنا بأقوال السيد له المجد عندما كان يطلب من سامعيه! اما الله... واما المال(مر10/23...) اما الطريق الضّيقة واما الطريق العريضة (متى 7:13...) الخ.... بالنسبة للأخلاقية المسيحية، التي توسّع بها بولس خاصة، ليس للحلول الوسط او للمواقف المزدوجة، مكان. ولعلّ خير تعبير عن ذلك، ما جاء في سفر الرؤيا: " إني عليم بأعمالك، فلست بارداً ولا حاراً. وليتك بارداً او حاراً! أما وانت فاتر، لا حار ولا بارد، فسألفظك من فمي" (رؤ3/15-16). من هنا يضع بولس المسيحيين أمام اختيار وحيد والالتزام به فيقول للغلاطيين. مثلاً: " فإذا كنا نحيا حياة الروح، فلنسر أيضاً سيرة الروح " (غلا 5/25) بقوله: "فلنسر أيضاً سيرة الروح، يغدو بولس " شرطي سير "على حد قول أحدهم وهكذا يتحوّل عمله الى توجيهنا نحو الالتزام بوجهة السير الصحيحة. والسير في الروح ومعه يتطلب التواضع والوداعة والابتعاد عن الحسد... وكلها فضائل تقي صاحبها من الانزلاق ومن الحوادث الخطرة في مسيرته الروحية. ما يميّز بولس في تعليمه انه، ككل ملتزم، منطقي مع ذاته. فنجد في كل رسالة من رسائله صدى لما يقوله في رسالة أخرى. ففي رسالته الى الرومانيين، يعود ويلزمنا بمسيرة الروح التي حدّثنا عنها في غلاطية، لأن شريعة الروح الذي يهب الحياة في يسوع المسيح قد حرّرتني من شريعة الخطيئة والموت(...) عليّ أن أسلك لا سبيل الجسد، بل سبيل الروح.(راجع روم 8/2و5). وبما أن بولس هو رجل الالتزام، والالتزام هو دائماً إلتزام بالآخرين فليست المسيرة الروحية عند بولس، مسيرة أنانية، فردية، بل هي مشاركة مع الآخرين. لا بل هي عملية اصلاحية مفروضة على الجميع، فإذا زلّ أحد، مثلاً، فعلى الملتزمين أن يهبّوا لنجدته وإخراجه من فخ الشرّ( 2 تسا 3/14-15) ولكن " بروح الوداعة " أي أصلح أخاك أيها الشاب بلطف وليونة فبولس يحذّرك من الغرور ويقول لك " لئلا تجرّب أنت ايضاً، فكلنا معرضون للوقوع في شرك الخطيئة". ولعلّ مفهوم الالتزام عند بولس يذكّرنا بما كان يردّده الأب بيار: اننا لا نستطيع أن نكون سعداء بمفردنا، اي بمعزل عن الآخرين. كذلك يقول بولس لا نستطيع ان نعيش حياة الروح بمفردنا، اي بمعزل عن الآخرين. من هنا مسؤولية واحدنا تجاه الآخر، ومن هنا أيضاً التضامن والمشاركة والوحدة في الحياة الروحية، لأنك لو أردت أن تصل بمفردك الى السماء فلن تصل ابداً ومن معنى وجود كل أخوية! جاء في أحد الكتب التي تتحدّث عن متسلّقي الجبال أن متسلّقي الجبال الثلجية يقومون برحلتهم الاستكشافية، معاً ويكون واحدهم موثوقاً الى الآخر بحبل خشية الانزلاق او الضياع. وتقع على متقدم المسيرة مهمة فتح الطريق وشدّ سائر رفاقه من ورائه. وعندما يتعب المتقدم يأخذ مكانه رجل آخر حاملاً عنه عبء المسؤولية. يدعوك بولس أيها الشاب وأيتها الشابة ان تكونا على رأس قافلة متسلّقي القمم فهل لبّيتما النداء وكنتما على استعداد، كما يوصيكما بولس، " بحمل أثقال " الآخرين( غلا 6/2 )! وكم أثقال في حياة الجماعة التي تنتميان اليها فها انتما مستعدان لمدّ العون ولزرع الخير والبسمة والتفاؤل في محيطكما؟ . 6- بولس رجل التعايش لقد ركّز بولس في رسائله على عرض المبادئ من جهة، وعلى كيفية تطبيقها عملياً، بحيث يحيا المسيحي عاملاً ضمن الجماعة الى ما غايته السلام والبنيان المتبادل " فيسّبح الجميع " الله أبا ربنا يسوع المسيح بقلب واحد ولسان واحد. ولكن لا تمضي الحياة المسيحية على أيام بولس ولا حياة الجماعات المعمّدة حديثاً بدون صعوبات واشكاليات ومعظمها يتعلّق بالتعايش الأخوي بين المؤمنين المسيحيين من أصل يهودي، وبين من هم من اصل وثني. هذه الثنائية وما اليوم التعددية الثقافية محكوم على شبابنا ان يتعايش معها اليوم لا بل ان يتفاعل معها ليبقى الوطن، كما قال عنه البابا يوحنا بولس الثاني، رسالة تعايش وانفتاح وحوار بين الديانات والحضارات، ومن كشبيبتنا في أخوياتها تستطيع حمل هذه الرسالة واغنائها وعيشها بقناعة وسلام؟. لقد كان التعايش صعباً وهشّاً، بين مسيحيي روما، وظهر عدم قبول الآخر، بحيث أرادت كل فئة أن تجبر الفئة الأخرى، بالعيش حسب قوانينها وطريقتها. لقد أصبحت الكنيسة الرومانية تواجه خطر الانقسام الى جماعتين، تنحدر الأولى من أصل يهودي، وتمارس ايمانها بيسوع محافظة على شريعة موسى التي تغلق الباب في وجه كل وثني راغب بالانضمام الى جماعة المسيحيين. والأخرى تعود الى جذور وثنية قطعت كل الروابط بينها وبين المسيحيين من أصل يهودي. إن خطراً كهذا ليس بسيطاً، لأنه قادر على نسف أهم الأسس للحياة الكنسية. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 4639 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() أعدوا طريق الرب ![]() للقديس يوحنا الذهبي الفم " أعدوا طريق الرب إجلوا سبيله مستقيماً " أما السابق يوحنا المعمدان فعندما أتى بدأ رسالته قائلاً: " إصنعوا أثماراً تليق بالتوبة" إن السابق أتى لكي يعد الطريق لا أن يقدم للناس عطية المغفرة، بل بالحري ليعد نفوس أولئك الذين سينالون هبة الهبات. ولكن القديس لوقا البشير يضيف شيئاً أكثر فهو لم يكتف بأن يعطي بعض بل كل النبوة : " كل واد يمتلئ وكل جبل وأكمة ينخفض ، وتصير المعوجات مستقيمة والشعاب طرق سهلة، ويبصر كل بشر خلاص الله"( لوقا 3: 5،6 - أش 40: 4، 5 ). " كل واد يمتلئ وكل جبل وأكمة ينخفض وتصير المعوجات سهله "، هذا هو إفتتاح طريق الخلاص الرحب ثم إنه يبين الغاية من كل هذا قائلاً : " حتى يرى كل بشر خلاص الله " فهو يعني بها نوع الحياة الفاسدة التي كانت: عشارون ( ظلمة ) زناة، لصوص، مشتغلون بالسحر: الذين كانوا قبلاً معوجين في طرقهم، ومن ثم دخلوا الطريق المستقيم، كما قال الرب نفسه: " الحق أقول لكم: إن العشارين والزانيات سيسبقونكم إلي ملكوت السموات " ( متى 21 : 31 ) ذلك لأن هؤلاء كانوا قد آمنوا به. ويتكلم النبي عن نفس شيء ولكن بتعبيرات أخرى: " الذئب والحمل يرعيان معاً " ( أش 65 : 25 ) فهو يعني بالطبائع المتباينة التي للحيوانات العجم، يعني تباين طبائع الناس ، وينبئ كيف أنها ستأتي معاً إلي حياة واحدة متآلفة مستقيمة وهنا أيضاً كما فعل سابقاً يعطي العلة لهذا قائلاً: " إن القائم ليحكم الأمم، إياه تترجى الشعوب"( أش 10: 10 ، متى 12: 21 ) الذي يقصد بهذا به نفس المعنى عندما يقول: " وكل بشر سيرى خلاص الله "، مبيناً بهذا أن قوة وعرفة الإنجيل ينبغي أن ينادي بهما إلي أقاصي الأرض وهذه ستؤول إلي تغيير جنس البشر من الطرق البهيمية وشراسة النفس إلي وداعة ولطف الخلق. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 4640 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() كيف استيقظت هذا الصباح ؟ ![]() هل نمت نوما ً هادئا ً مريحا ً ؟ هل انتابتك احلام مزعجة ؟ كثيرون يشعرون بالخوف والقلق وهم يذهبون للنوم في فراشهم ليلا ً ، يخشون النوم والاحلام . في الليل وحدنا في الفراش وسط الظلام تنتاب البعض الافكار والهواجس والمخاوف . قد يكون الظلام يخفي لصا ً يعتدي علينا . قد يهاجمنا أرق يقلق مضاجعنا . قد يفاجئنا مرض ٌ أو تعب ٌ يمزق اجسادنا . قد تراودنا احلام مزعجة تطرد سلامنا . عندما ننام نكون في حالة ضعف واسترخاء يجعلانا عرضة لما يخيفنا ويطرد نومنا ، لكن الله يقول لك بلسان سليمان الحكيم " إِذَا اضْطَجَعْتَ فَلاَ تَخَافُ ، بَلْ تَضْطَجعُ وَيَلُذُّ نَوْمُكَ.لاَ تَخْشَى مِنْ خَوْفٍ بَاغِتٍ ، وَلاَ مِنْ خَرَابِ ... " ( امثال 3 : 24 ، 25 ) .ما اجمل هذا الوعد ، لا خوف وقت رقاد ، نوم هادئ واضطجاع لذيذ . هذا ما يعدنا به الله الذي يسهر علينا حين ننام لا ينعس هو ولا ينام ، حتى في المرض عند انحراف الصحة عندما يحتوينا الفراش ويحبسنا فيه وسط طعنات الالم ، وسط انين المعاناة ، وسط صرخات التعب يقول لك الله لا تخف ، نم في فراشك في أمان ، الله حولك ومعك . الملوك والقادة والرؤساء ينامون في قلق برغم الحراس الملتفين حولهم ، يخشون سهما ً يطير نحوهم يقتلهم يخشون رصاصة تنطلق تفتك بهم . أما نحن ، انتَ وانا وانت ِ فحولنا يد الله تحيط بنا تحفظنا وتحمينا . نم مطمئنا ً هادئا ً فالله يسهر عليك ، نم نوما ً لذيذا ً فالله معك ، وحين ينبلج نور الصباح تستيقظ نشطا ً قويا ً في صحة وعافية وحتى لو شاب نومك حلم مزعج ، كابوس ثقيل طرد الهدوء من نفسك فسوف تشرق الشمس ويأتي الفجر فيزيل آثاره ويمحوه من ذاكرتك . في السجن وسط الحراس ، ورجلاه مقيدتان بالسلاسل ويداه مربوطتان كان بطرس نائما ً غارقا ً في نوم ٍ عميق ٍ لذيذ ، حتى حين جاء الملاك وملأ نوره الساطع حجرة سجنه لم يستيقظ كان نومه عميقا ً لذيذا ً واضطر الملاك ليوقظه أن يضرب جنبه حتى يتنبه ( اعمال الرسل 12 ) . في اعماق السجن في غياهب الأسر ، في الظلام ، في القيود ، في انتظار الاعدام ، كان نائما ً نوما ً هادئا ً عميقا ً لذيذا ً . الله نفسه كان يحرسه وهو نائم وأمره الملاك ان يقوم وقام من النوم الهادئ وسقطت السلاسل وتكسرت وتمنطق ولبس نعليه ولبس ردائه وخرج من الابواب التي تفتحت أمامه . هكذا يفعل الله لك يعطيك نوما ً هادئا ً وسط المخاطر ويمد يده إن شاء ويطلقك من كل أسر ويخرجك ويحررك . |
||||