منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16 - 07 - 2021, 03:22 PM   رقم المشاركة : ( 45811 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,078

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




التعليم عن الوداعة وعدم مقاومة الشر فى خدمة السيد المسيح

قيل عن السيد المسيح بفم إشعياء النبى:
“هوذا فتاى الذى اخترته، حبيبى الذى سرت به نفسى. أضع روحى عليه فيخبر الأمم بالحق، لا يخاصم، ولا يصيح، ولا يسمع أحد فى الشوارع صوته. قصبة مرضوضة لا يقصف، وفتيلة مدخنة لا يطفئ. حتى يُخرج الحق إلى النصرة، وعلى اسمه يكون رجاء الأمم” (مت12: 18-21).
لا يخاصم ولا يصيح ولا يسمع أحد فى الشوارع صوته.
المقصود بالخصام هنا، الجدال المصحوب بالغضب، والصياح، والكراهية، والكلمات الجارحة، والذى يؤدى إلى العداوة المتبادلة.
لهذا أوصى معلمنا بولس الرسول: “فأريد أن يصلى الرجال فى كل مكان، رافعين أيادى طاهرة، بدون غضب ولا جدال” (1تى2: 8).
كان السيد المسيح يدافع عن الحق فى وداعة عجيبة. لم يكن يهدد أو يتوعد، بل كان يثق فى قوة الحق فى ذاته.. لأن الحق يهدر مثل الرعد فى قلوب المقاومين.
وقد واجه السيد المسيح مواقف كثيرة تدعو إلى الغضب، واحتمل الكثير من الإهانات. ولكنه كان يواجهها بالاحتمال، ويجاوب بطريقة الإقناع الهادئ، كما ذكرنا من قبل عن أسلوبه فى الحوار.
كان السيد المسيح يدعو تلاميذه أن يتعلموا من أسلوبه هذا ويقول لهم: “احملوا نيرى عليكم، وتعلّموا منى لأنى وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم” (مت11: 29).
وبنفس هذه الروح أوصى بولس الرسول تلميذه الأسقف تيموثاوس أن يتجنب الخصومات فى دفاعه عن الحق فقال: “والمباحثات الغبية والسخيفة اجتنبها، عالماً أنها تولد خصومات. وعبد الرب لا يجب أن يخاصم، بل يكون مترفقاً بالجميع، صالحاً للتعليم. صبوراً على المشقات. مؤدِّباً بالوداعة المقاومين، عسى أن يعطيهم الله توبة لمعرفة الحق. فيستفيقوا من فخ إبليس. إذ قد اقتنصهم لإرادته” (2تى2: 23-26).
بالطبع يجب أن يدافع الأسقف عن الحق، ويجب أن يؤدِّب المقاومين، ويجب أن يعزل العضو الفاسد، لئلا يؤثر على بقية الأعضاء. لأن “خميرة صغيرة تخمر العجين كله” (1كو5: 6).
ولكن ما صنعه السيد المسيح، وما أوضحه بولس الرسول، هو أن أسلوب الدفاع، وأسلوب التأديب، ينبغى أن يكون فى إطار الوداعة، وبروح الاتضاع التى تليق بالراعى.
الصراع الحقيقى هو مع إبليس، وليس مع الخطاة، أو مع المقاومين. والراعى الحكيم يهدف إلى تخليص الذين اصطادهم إبليس لإرادته. وهذا لا يتم بالدخول فى عداوة مع من يرغب الراعى فى تخليصهم.. بل بترفقه بهم، وصلاته من أجلهم، ومحاولته إقناعهم، وأحياناً بتأديبه لهم بروح الوداعة. كما لا يجب التفريط فى باقى الرعية، وحمايتهم من التأثير الضار.
أسلوب الصياح والتهديد والدخول فى المعارك الكلامية الصاخبة، لا يتناسب مع اتضاع السيد المسيح كخادم للخلاص.
لهذا قيل عنه “لا يخاصم، ولا يصيح، ولا يسمع أحد فى الشوارع صوته” (مت12: 19).
” قصبة مرضوضة لا يقصف ” (مت12: 20)
بترفقه بالخطاة، وبترفقه بالمقاومين، كان يطيل أناته عليهم، لعله يقتادهم إلى التوبة.
لهذا قيل عنه “قصبة مرضوضة لا يقصف، وفتيلة مدخنة لا يطفئ، حتى يُخرج الحق إلى النصرة” (مت12: 20).
كم من نفوس خلّصها السيد المسيح بترفقه وطول أناته، مثل زكا العشار، والمرأة السامرية، واللص اليمين، ومثل قائد المئة الذى صلب السيد المسيح، والذى اعترف بألوهيته بعد الصلب مباشرة بقوله: “حقا كان هذا الإنسان ابن الله” (مر15: 39). وكثيرون غيرهم ممن ذكرت أسماؤهم فى الأناجيل أو كانوا فى وسط الجموع الصاخبة التى صرخت: اصلبه اصلبه..
هذه الفتائل المدخنة هذه القصبات المرضوضة كان السبب فى وصولها إلى معرفة الحق أو فى تحررها من سلطان الخطية، هو وداعة السيد المسيح واتضاعه فى خدمته لها.
عدم مقاومة الشر
قال السيد المسيح: “لا تقاوموا الشر. بل من لطمك علىخدك الأيمن فحوِّل له الآخر أيضاً” (مت5: 39). وقال: “من أراد أن يخاصمك ويأخذ ثوبك فاترك له الرداء أيضاً” (مت5: 40)، وليس المقصود بكلمة لا تقاوموا الشر أن لا نقاوم الخطية فالكتاب يقول: “قاوموا إبليس فيهرب منكم” (يع4: 7)، فمقاومة الشر بمعنى مقاومة الخطية.. ليس هو ما قصده السيد المسيح بقوله لا تقاوموا الشر، بل كان يقصد بالشر المشاجرة والعدوان مع الآخرين. وقد قال الكتاب أيضاً: “إن جاع عدوك فأطعمه وإن عطش فاسقه لأنك إن فعلت هذا تجمع جمر نار على رأسه، لا يغلبنك الشر بل اغلب الشر بالخير” (رو12: 20، 21). والرب يجازيك لأنه مكتوب: “لى النقمة أنا أجازى يقول الرب” (رو12: 19).
ويدعونا أيضاً بطرس الرسول أن نتشبه بالسيد المسيح “الذى إذ شُتِم لم يكن يَشتم عوضاً وإذ تألم لم يكن يهدد بل كان يسلم لمن يقضى بعدل” (1بط2: 23). عندما شُتِم السيد المسيح لم يكن يَشتم عوضاً بل سلّم لله الآب. ونتيجة لذلك عندما قام من الأموات كل الذين شتموه صاروا فى خزى وخجل. لأن الذى شتموه قد انتصر على الموت، والذى قالوا عنه أنه مجدِّف ومضل أُعلن لهم أنه هو رئيس الحياة وقدوس القديسين، من خلال انتصاره على الموت وقيامته المجيدة.. فالذى شَتَم هو الذى صار مخزياً وليس الذى شُتِم.
وبهذا قدّم لنا السيد المسيح تطبيقاً عملياً فى حياته لِما علّم به تلاميذه والجموع.
اغلب بالمحبة وروح الوداعة
لقد احتمل السيد المسيح الخزى فى لحظات الآلام والصلب، لكن بعد هذا تحول كل ذلك إلى مجد.. فعندما قال السيد المسيح: “لا تقاوموا الشر” كان يعلم أن هذا الكلام هو من أجل منفعتنا. لأن من يقاوم الشر فالشر يؤذيه.. وعندما قال السيد المسيح: “أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم” (مت5: 44) كان يقصد أننا نغلب أعداءنا بالمحبة، لأن الذى يغلب عدوك هو محبتك أكثر من عداوتك وكراهيتك.
الإنسان الذى يستخدم العنف هو إنسان لا يستحق أن يكون مسيحياً. بل تكون نتيجة عنفه؛ أذيته هو أكثر
مما يستطيع أن يؤذى غيره. فالعنف لا يعطيه نصرة أو مجد كما يتصور إنما يسبب له أذية أكثر مما يتوقع. فوصايا السيد المسيح ليست لتقييدنا كما يفتكر البعض، أو يقول أن الوصية صعبة. لكن الحقيقة أن السيد المسيح يسعى لأجل منفعتنا، لأنك إن فعلت ذلك ينجيك من الشر الذى يمكن أن يؤذى روحك.
اغلب الشر بالخير
“لا يغلبنك الشر بل اغلب الشر بالخير” (رو12: 21)، فإذا قدّمت محبة للذى يخاصمك، تغلبه بمحبتك وتكون أنت الذى انتصرت. لكن بدلاً من أن تنتصر بقوة السلاح تنتصر بقوة الخير وقوة الحب الساكن فيك. وإذ يأمرنا السيد المسيح بهذا لا يدعونا أن نكون جبناء أو أن نخاف، فهو الذى قال: “لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد وبعد ذلك ليس لهم ما يفعلون أكثر” (لو12: 4)، وهو الذى شجّع أولاده أن يصيروا شهداء كالشهيدة دميانة والأربعين عذراء.. أين الجبن هنا؟!
الإنسان المسيحى مستعد أن يواجه الأباطرة والحكام وينال إكليل الشهادة إذا طُلب منه أن يتنازل عن مسيحيته، كما طُلب من القديسة دميانة أن تبخر للأصنام أو تسجد لها ولكنها دفعت والدها مرقس والى البرلس إلى أن يصير شهيداً، بل وصارت هى أيضاً أميرة بين الشهيدات.
مفهوم الشجاعة فى المسيحية
المسيحية لا تدعو الإنسان إلى الخوف، أو إلى الجبن، بل تدعوه أن يكون قوياً شجاعاً، ولكن الشجاعة ليست أن يحمل سلاحاً، ولا يطمئن لشئ يحميه إلا السلاح. فيبدو فى الظاهر أنه شجاع لكنه فى الحقيقة من الداخل لا يجد سلاماً أو طمأنينة.
أما القديسون فيشعرون دائماً بعدم خوف.. لماذا؟ لأن “ملاك الرب حال حول خائفيه وينجيهم” (مز33: 7). الإنسان القديس أو الإنسان المؤمن، بل الإنسان المسيحى الحقيقى، يشعر أن الملائكة تحرسه، ويشعر أن أرواح القديسين تحرسه وتشفع من أجله. فيشعر بالطمأنينة ويصدّق كلمات السيد المسيح الذى قال: “بل شعور رؤوسكم أيضاً جميعها محصاة” (لو12: 7)، و”شعرة من رؤوسكم لا تهلك” (لو21: 18)، بذلك يشعر أنه ليس بحاجة إلى أن يرخِّص سلاحاً كى يحميه. فاستخدام السلاح هو إلقاء وقود على النار، بينما الكتاب المقدس يقول “لا يغلبنك الشر بل اغلب الشر بالخير” (رو12: 21).. أفضل سلاح تستخدمه هو سلاح المحبة، سلاح الوداعة.. السيد المسيح قال: “طوبى للودعاء لأنهم يرثون الأرض” (مت5: 5).
الودعاء يرثون الأرض
ما معنى أنهم يرثون الأرض؟ الإنسان الوديع يكون محبوباً من جيرانه، ومحبوباً من أهله وبحبه هذا يستطيع أن يرث الأرض، لأن كل الناس صاروا مِلكاً له. وإذ يحبه الناس يصيرون مِلكاً له أى يملك على قلوبهم، فأنت تملك جارك وتملك بيته وتملك حقله وتملك كل شئ فيه.. وكيف ذلك؟ لأنه يحبك وإذا أحبك فأنت تملك كل شئ.. البغضة تجعل الإنسان منبوذاً مكروهاً غير مرغوب فيه. هكذا فإن كل من يكره يخسر، بينما ينجح كل من يحب.
أعظم سلاح يستخدمه الإنسان لكى يغلب عدوه هو سلاح الحب وليس سلاح الكراهية.. ويقول القديس يوحنا ذهبى الفم: [أفضل وسيلة تتخلص فيها من عدوك هى أن تحول هذا العدو إلى صديق] وبذلك تكون قد تخلّصت منه -ليس بالقضاء عليه، أو بقتله، أو أذيته- لكن تخلّصت منه كعدو إذ حولته إلى صديق، وصار هذا الصديق يحبك فلم يعد عدواً على الإطلاق. كما أنك تكون قد كسبت صديقاً جديداً وهكذا يتزايد عدد الذين يحبونك.
 
قديم 16 - 07 - 2021, 03:28 PM   رقم المشاركة : ( 45812 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,078

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




قيل عن السيد المسيح بفم إشعياء النبى:
“هوذا فتاى الذى اخترته، حبيبى الذى سرت به نفسى. أضع روحى عليه فيخبر الأمم بالحق، لا يخاصم، ولا يصيح، ولا يسمع أحد فى الشوارع صوته. قصبة مرضوضة لا يقصف، وفتيلة مدخنة لا يطفئ. حتى يُخرج الحق إلى النصرة، وعلى اسمه يكون رجاء الأمم” (مت12: 18-21).
لا يخاصم ولا يصيح ولا يسمع أحد فى الشوارع صوته.
المقصود بالخصام هنا، الجدال المصحوب بالغضب، والصياح، والكراهية، والكلمات الجارحة، والذى يؤدى إلى العداوة المتبادلة.
لهذا أوصى معلمنا بولس الرسول: “فأريد أن يصلى الرجال فى كل مكان، رافعين أيادى طاهرة، بدون غضب ولا جدال” (1تى2: 8).
كان السيد المسيح يدافع عن الحق فى وداعة عجيبة. لم يكن يهدد أو يتوعد، بل كان يثق فى قوة الحق فى ذاته.. لأن الحق يهدر مثل الرعد فى قلوب المقاومين.
وقد واجه السيد المسيح مواقف كثيرة تدعو إلى الغضب، واحتمل الكثير من الإهانات. ولكنه كان يواجهها بالاحتمال، ويجاوب بطريقة الإقناع الهادئ، كما ذكرنا من قبل عن أسلوبه فى الحوار.
كان السيد المسيح يدعو تلاميذه أن يتعلموا من أسلوبه هذا ويقول لهم: “احملوا نيرى عليكم، وتعلّموا منى لأنى وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم” (مت11: 29).
وبنفس هذه الروح أوصى بولس الرسول تلميذه الأسقف تيموثاوس أن يتجنب الخصومات فى دفاعه عن الحق فقال: “والمباحثات الغبية والسخيفة اجتنبها، عالماً أنها تولد خصومات. وعبد الرب لا يجب أن يخاصم، بل يكون مترفقاً بالجميع، صالحاً للتعليم. صبوراً على المشقات. مؤدِّباً بالوداعة المقاومين، عسى أن يعطيهم الله توبة لمعرفة الحق. فيستفيقوا من فخ إبليس. إذ قد اقتنصهم لإرادته” (2تى2: 23-26).
بالطبع يجب أن يدافع الأسقف عن الحق، ويجب أن يؤدِّب المقاومين، ويجب أن يعزل العضو الفاسد، لئلا يؤثر على بقية الأعضاء. لأن “خميرة صغيرة تخمر العجين كله” (1كو5: 6).
ولكن ما صنعه السيد المسيح، وما أوضحه بولس الرسول، هو أن أسلوب الدفاع، وأسلوب التأديب، ينبغى أن يكون فى إطار الوداعة، وبروح الاتضاع التى تليق بالراعى.
الصراع الحقيقى هو مع إبليس، وليس مع الخطاة، أو مع المقاومين. والراعى الحكيم يهدف إلى تخليص الذين اصطادهم إبليس لإرادته. وهذا لا يتم بالدخول فى عداوة مع من يرغب الراعى فى تخليصهم.. بل بترفقه بهم، وصلاته من أجلهم، ومحاولته إقناعهم، وأحياناً بتأديبه لهم بروح الوداعة. كما لا يجب التفريط فى باقى الرعية، وحمايتهم من التأثير الضار.
أسلوب الصياح والتهديد والدخول فى المعارك الكلامية الصاخبة، لا يتناسب مع اتضاع السيد المسيح كخادم للخلاص.
لهذا قيل عنه “لا يخاصم، ولا يصيح، ولا يسمع أحد فى الشوارع صوته” (مت12: 19).
” قصبة مرضوضة لا يقصف ” (مت12: 20)
بترفقه بالخطاة، وبترفقه بالمقاومين، كان يطيل أناته عليهم، لعله يقتادهم إلى التوبة.
لهذا قيل عنه “قصبة مرضوضة لا يقصف، وفتيلة مدخنة لا يطفئ، حتى يُخرج الحق إلى النصرة” (مت12: 20).
كم من نفوس خلّصها السيد المسيح بترفقه وطول أناته، مثل زكا العشار، والمرأة السامرية، واللص اليمين، ومثل قائد المئة الذى صلب السيد المسيح، والذى اعترف بألوهيته بعد الصلب مباشرة بقوله: “حقا كان هذا الإنسان ابن الله” (مر15: 39). وكثيرون غيرهم ممن ذكرت أسماؤهم فى الأناجيل أو كانوا فى وسط الجموع الصاخبة التى صرخت: اصلبه اصلبه..
هذه الفتائل المدخنة هذه القصبات المرضوضة كان السبب فى وصولها إلى معرفة الحق أو فى تحررها من سلطان الخطية، هو وداعة السيد المسيح واتضاعه فى خدمته لها.
 
قديم 16 - 07 - 2021, 03:29 PM   رقم المشاركة : ( 45813 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,078

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


عدم مقاومة الشر
قال السيد المسيح: “لا تقاوموا الشر. بل من لطمك علىخدك الأيمن فحوِّل له الآخر أيضاً” (مت5: 39). وقال: “من أراد أن يخاصمك ويأخذ ثوبك فاترك له الرداء أيضاً” (مت5: 40)، وليس المقصود بكلمة لا تقاوموا الشر أن لا نقاوم الخطية فالكتاب يقول: “قاوموا إبليس فيهرب منكم” (يع4: 7)، فمقاومة الشر بمعنى مقاومة الخطية.. ليس هو ما قصده السيد المسيح بقوله لا تقاوموا الشر، بل كان يقصد بالشر المشاجرة والعدوان مع الآخرين. وقد قال الكتاب أيضاً: “إن جاع عدوك فأطعمه وإن عطش فاسقه لأنك إن فعلت هذا تجمع جمر نار على رأسه، لا يغلبنك الشر بل اغلب الشر بالخير” (رو12: 20، 21). والرب يجازيك لأنه مكتوب: “لى النقمة أنا أجازى يقول الرب” (رو12: 19).
ويدعونا أيضاً بطرس الرسول أن نتشبه بالسيد المسيح “الذى إذ شُتِم لم يكن يَشتم عوضاً وإذ تألم لم يكن يهدد بل كان يسلم لمن يقضى بعدل” (1بط2: 23). عندما شُتِم السيد المسيح لم يكن يَشتم عوضاً بل سلّم لله الآب. ونتيجة لذلك عندما قام من الأموات كل الذين شتموه صاروا فى خزى وخجل. لأن الذى شتموه قد انتصر على الموت، والذى قالوا عنه أنه مجدِّف ومضل أُعلن لهم أنه هو رئيس الحياة وقدوس القديسين، من خلال انتصاره على الموت وقيامته المجيدة.. فالذى شَتَم هو الذى صار مخزياً وليس الذى شُتِم.
وبهذا قدّم لنا السيد المسيح تطبيقاً عملياً فى حياته لِما علّم به تلاميذه والجموع.
 
قديم 16 - 07 - 2021, 03:30 PM   رقم المشاركة : ( 45814 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,078

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


اغلب بالمحبة وروح الوداعة
لقد احتمل السيد المسيح الخزى فى لحظات الآلام والصلب، لكن بعد هذا تحول كل ذلك إلى مجد.. فعندما قال السيد المسيح: “لا تقاوموا الشر” كان يعلم أن هذا الكلام هو من أجل منفعتنا. لأن من يقاوم الشر فالشر يؤذيه.. وعندما قال السيد المسيح: “أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم” (مت5: 44) كان يقصد أننا نغلب أعداءنا بالمحبة، لأن الذى يغلب عدوك هو محبتك أكثر من عداوتك وكراهيتك.
الإنسان الذى يستخدم العنف هو إنسان لا يستحق أن يكون مسيحياً. بل تكون نتيجة عنفه؛ أذيته هو أكثر
مما يستطيع أن يؤذى غيره. فالعنف لا يعطيه نصرة أو مجد كما يتصور إنما يسبب له أذية أكثر مما يتوقع. فوصايا السيد المسيح ليست لتقييدنا كما يفتكر البعض، أو يقول أن الوصية صعبة. لكن الحقيقة أن السيد المسيح يسعى لأجل منفعتنا، لأنك إن فعلت ذلك ينجيك من الشر الذى يمكن أن يؤذى روحك.
 
قديم 16 - 07 - 2021, 03:30 PM   رقم المشاركة : ( 45815 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,078

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


اغلب الشر بالخير
“لا يغلبنك الشر بل اغلب الشر بالخير” (رو12: 21)، فإذا قدّمت محبة للذى يخاصمك، تغلبه بمحبتك وتكون أنت الذى انتصرت. لكن بدلاً من أن تنتصر بقوة السلاح تنتصر بقوة الخير وقوة الحب الساكن فيك. وإذ يأمرنا السيد المسيح بهذا لا يدعونا أن نكون جبناء أو أن نخاف، فهو الذى قال: “لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد وبعد ذلك ليس لهم ما يفعلون أكثر” (لو12: 4)، وهو الذى شجّع أولاده أن يصيروا شهداء كالشهيدة دميانة والأربعين عذراء.. أين الجبن هنا؟!
الإنسان المسيحى مستعد أن يواجه الأباطرة والحكام وينال إكليل الشهادة إذا طُلب منه أن يتنازل عن مسيحيته، كما طُلب من القديسة دميانة أن تبخر للأصنام أو تسجد لها ولكنها دفعت والدها مرقس والى البرلس إلى أن يصير شهيداً، بل وصارت هى أيضاً أميرة بين الشهيدات.
 
قديم 16 - 07 - 2021, 03:31 PM   رقم المشاركة : ( 45816 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,078

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


مفهوم الشجاعة فى المسيحية
المسيحية لا تدعو الإنسان إلى الخوف، أو إلى الجبن، بل تدعوه أن يكون قوياً شجاعاً، ولكن الشجاعة ليست أن يحمل سلاحاً، ولا يطمئن لشئ يحميه إلا السلاح. فيبدو فى الظاهر أنه شجاع لكنه فى الحقيقة من الداخل لا يجد سلاماً أو طمأنينة.
أما القديسون فيشعرون دائماً بعدم خوف.. لماذا؟ لأن “ملاك الرب حال حول خائفيه وينجيهم” (مز33: 7). الإنسان القديس أو الإنسان المؤمن، بل الإنسان المسيحى الحقيقى، يشعر أن الملائكة تحرسه، ويشعر أن أرواح القديسين تحرسه وتشفع من أجله. فيشعر بالطمأنينة ويصدّق كلمات السيد المسيح الذى قال: “بل شعور رؤوسكم أيضاً جميعها محصاة” (لو12: 7)، و”شعرة من رؤوسكم لا تهلك” (لو21: 18)، بذلك يشعر أنه ليس بحاجة إلى أن يرخِّص سلاحاً كى يحميه. فاستخدام السلاح هو إلقاء وقود على النار، بينما الكتاب المقدس يقول “لا يغلبنك الشر بل اغلب الشر بالخير” (رو12: 21).. أفضل سلاح تستخدمه هو سلاح المحبة، سلاح الوداعة.. السيد المسيح قال: “طوبى للودعاء لأنهم يرثون الأرض” (مت5: 5).
 
قديم 16 - 07 - 2021, 03:31 PM   رقم المشاركة : ( 45817 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,078

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


الودعاء يرثون الأرض
ما معنى أنهم يرثون الأرض؟ الإنسان الوديع يكون محبوباً من جيرانه، ومحبوباً من أهله وبحبه هذا يستطيع أن يرث الأرض، لأن كل الناس صاروا مِلكاً له. وإذ يحبه الناس يصيرون مِلكاً له أى يملك على قلوبهم، فأنت تملك جارك وتملك بيته وتملك حقله وتملك كل شئ فيه.. وكيف ذلك؟ لأنه يحبك وإذا أحبك فأنت تملك كل شئ.. البغضة تجعل الإنسان منبوذاً مكروهاً غير مرغوب فيه. هكذا فإن كل من يكره يخسر، بينما ينجح كل من يحب.
أعظم سلاح يستخدمه الإنسان لكى يغلب عدوه هو سلاح الحب وليس سلاح الكراهية.. ويقول القديس يوحنا ذهبى الفم: [أفضل وسيلة تتخلص فيها من عدوك هى أن تحول هذا العدو إلى صديق] وبذلك تكون قد تخلّصت منه -ليس بالقضاء عليه، أو بقتله، أو أذيته- لكن تخلّصت منه كعدو إذ حولته إلى صديق، وصار هذا الصديق يحبك فلم يعد عدواً على الإطلاق. كما أنك تكون قد كسبت صديقاً جديداً وهكذا يتزايد عدد الذين يحبونك.
 
قديم 16 - 07 - 2021, 03:32 PM   رقم المشاركة : ( 45818 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,078

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




التعليم عن العطاء فى خدمة السيد المسيح

مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ
هذه العبارة الجميلة قالها الرب يسوع المسيح أثناء خدمته على الأرض، ولكن لم يكتبها الإنجيليون الأربعة بل ذكرها القديس بولس الرسول إذ قال: “متذكرين كلمات الرب يسوع المسيح أنه قال: مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ” (أع20: 35).
وهذه العبارة بالصورة التى دونت بها؛ تدل على أن الأناجيل الأربعة لم تذكر كل كلام السيد المسيح، ولكن كان هناك تقليداً شفاهياً تناقله التلاميذ وصار مشهوراً بينهم.
ومن المعلوم طبعاً أنه لم يكن من السهل تدوين كل كلمة قالها السيد المسيح على مدى ثلاث سنين وأربعة أشهر. ولكن الأناجيل ذكرت أقوالاً منتقاة بحسب حكمة إلهية فى إلهام كُتَّاب الأناجيل لتدوين ما كتبوه فى أناجيلهم الأربعة.
وبالنسبة لمعجزات السيد المسيح فهى أيضاً لم تسجل كلها فى الأناجيل الأربعة. ولذلك قال القديس يوحنا فى الأصحاح قبل الأخير من إنجيله: “وآيات أُخر كثيرة صنعَ يسوع قدام تلاميذه لم تكتب فى هذا الكتاب” (يو20: 30). وكذلك قال فى الأصحاح الأخير: “وأشياء أُخر كثيرة صنعها يسوع إن كُتبت واحدةً واحدةً فلست أظن أن العالم نفسه يسع الكتب المكتوبة” (يو21: 25). لقد أرشد الروح القدس كُتّاب الأناجيل فى اختيار ما ذكروه من المعجزات لحكمة إلهية معينة.
حول العطاء
لقد أوصى السيد المسيح فى تعاليمه بعدم محبة المال. وأوضح أنه من العسير أن يخدم الإنسان الله والمال. وكذلك أوصى بالعطاء بلا حدود فى قوله: “من سألك فاعطه، ومن أراد أن يقترض منك فلا ترده” (مت5: 42). وكذلك فى قوله: “من سخرك ميلاً واحداً فاذهب معه اثنين” (مت 5: 41). وأوصى بالعطاء بلا مقابل فقال “أقرضوا وأنتم لا ترجون شيئاً” (لو6: 35).
ووعد السيد المسيح بمجازاة من يتنازل عن ممتلكاته فقال: “كل من ترك بيوتاً أو.. أو حقولاً من أجل اسمى يأخذ مئه ضعف ويرث الحياة الأبدية” (مت 19: 29).
وقيل عن السيد المسيح إنه يحب المعطى المسرور “المعطى المسرور يحبه الله” (2كو9: 7).
وفى قول السيد المسيح: “مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ” (أع20: 35) تحذير من الأنانية، ومن محبة النصيب الأعظم، ومن محبة العالم كقول القديس يوحنا الرسول: “إن أحب أحد العالم فليست فيه محبة الآب” (1يو2: 15). وكذلك فى قول السيد المسيح ترغيب فى العطاء الذى يجلب السعادة الروحية للمعطى إذ أنه يتشبه بالله فى عطائه. الله الذى وهب الخليقة نعمة الوجود، والذى منح الإنسان نعمة العقل والنطق والخلود، والذى يفتح يمينه ويشبع كل حى غنى من رضاه، والذى سعى فى طلب الضال وتعب من أجل خلاصه، ومنحه نعمة النجاة، ويقوده بروح قدسه حتى يحصل على الحياة.
حقاً إن من يعطى بمحبة وسرور وسخاء يصير شبيهاً بالله.
بولس الرسول وكلمات الرب
إن بولس الرسول لم يكن قد آمن بالسيد المسيح حينما صعد السيد المسيح إلى السماء. وبهذا لا يكون قد استمع بنفسه إلى تعاليمه الإلهية أثناء وجوده على الأرض. ولكنه كان بالطبع يصغى بشغف –بعد أن آمن- لكل ما حكاه الذين عاصروا هذه التعاليم. وقد تأثر كثيراً حينما سمع هذه العبارة نقلاً عن السيد المسيح أنه “مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ”. عاش بولس الرسول بهذا المنهج وقال: “حاجاتى وحاجات الذين معى خدمتها هاتان اليدان” (أع20: 34).
وقال أيضاً: “فضة أو ذهب أو لباس أحد لم أشته” (أع20: 33).
كان معلمنا بولس الرسول كم وينبوع من العطاء الذى لا يتوقف وكان يقول عن نفسه وعن الآباء الرسل: “كفقراء ونحن نغنى كثيرين. كأن لا شئ لنا ونحن نملك كل شئ” (2كو6: 10).
كان لا يبخل بمحبته على أحد.. بل كان عجيباً فى محبته حينما قال لأهل كورنثوس “كلما أحبكم أكثر أُحَب أقل” (2كو12: 15). أى أنه كلما زاد فى محبته لهم كانت محبته المتزايدة تُقابَل بحب أقل منهم، لأنهم لم يدركوا أبعاد هذه المحبة التى كانت تتجه أحياناً نحو النصح، وأحياناً نحو التأديب، من أجل خيرهم وخلاص أنفسهم. ولكنه على العموم لم يكن يبالى بردود الفعل فى مقابل محبته، لأنها محبة لم يمكنها إلا أن تحب، ولا تتوقف عن الحب.
هناك أشخاصٌ يتوقفون عن المحبة إذا لم تُقابَل محبتهم بالعرفان. ولكن حتى الحب ينطبق عليه كلمات الرب يسوع التى قالها “مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ”. ألم يكن هو أيضاً الذى قال: “إن أحببتم الذين يحبونكم فأى أجر لكم، أليس العشارون أيضاً يفعلون ذلك؟!.. فكونوا أنتم كاملين كما أن أباكم الذى فى السماوات هو كامل” (مت5: 46-48).
فلسَي الأرملة
إنها قصة عجيبة حدثت فى وجود الرب يسوع فى الهيكل: جاءت أرملة فقيرة وألقت فلسين قيمتهما ربع. فدعا تلاميذه وقال لهم: “الحق أقول لكم إن هذه الأرملة الفقيرة قد ألقت أكثر من جميع الذين ألقوا فى الخزانة. لأن الجميع من فضلتهم ألقوا، وأما هذه فمن إعوازها ألقت كل ما عندها، كل معيشتها” (مر12: 42- 44)
والأسئلة التى قد تتبادر إلى الذهن عند قراءة هذه الواقعة المؤثرة هى كما يلى:
أولاً: كيف تتبرع أرملة فقيرة فى خزانة بيت الرب وهى تحتاج إلى مساعدة؟!
ثانياً: كيف تتبرع بكل ما عندها، كل معيشتها. مع أن الناموس طالبها بالعشور فقط؟!
ثالثاً: لماذا سمح السيد المسيح لهذه الأرملة أن تفعل ذلك، ثم تخرج وليس معها ما تقتات به وهى أرملة فقيرة؟!
رابعاً: لماذا لم يأمر تلاميذه بمنحها مبلغاً من المال لمساعدتها بعد أن صارت لا تملك شيئاً بل “ألقت كل ما عندها، كل معيشتها” (مر12: 44)؟
إن القصة قد بدأت هكذا: “جلس يسوع تجاه الخزانة ونظر كيف يلقى الجمع نحاساً فى الخزانة. وكان أغنياء كثيرون يلقون كثيراً فجاءت أرملة فقيرة وألقت فلسين قيمتهما ربع” (مر12: 41، 42).
أراد السيد المسيح أن يلقن تلاميذه درساً فى العطاء، وأن يعطيهم فكرة عن مقاييسه التى تختلف عن مقاييس عامة البشر.
أراد أن يفهموا أن قيمة عمل الإنسان فى نظره لا تتوقف على حجم هذا العمل، ولكن على المشاعر والدوافع التى تقترن به، وأن كل فضيلة تخلو من الحب والاتضاع لا تحسب فضيلة عند الله.
لاشك أن هذه الأرملة قد امتلأ قلبها بمحبة الله ولهذا أعطت كل ما عندها، كل معيشتها. وبالفعل عاشت الوصية التى تقول “تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك” (مت22: 37).
وفى تواضعها لم تخجل من أن تضع قدر ضئيل جداً من المال فى وسط الأغنياء الذين يملكون الكثير ووضعوا نقوداً كثيرة. لقد عرَّضتْ نفسها لسخرية واحتقار الآخرين، ولكن دافع الحب عندها جعلها تقدم أقصى ما عندها حتى ولو بدا ضئيلاً فى أعين الآخرين.
لقد عاشت هذه المرأة الوصية بغض النظر عن حالتها الشخصية، فبالرغم من فقرها الشديد، إلا أنها أرادت أن تنال بركة العطاء وتقديم العشور؛ ولكن ماذا تكون عشورها؟!.. ربما لا توجد عُملة متاحة من النقود تساوى عُشر الفلسين وحتى لو وُجدت فإنها أرادت أن تقدم تكريماً لرب الجنود يتخطى الحد الأدنى للعطاء وهو العشور.. لذلك “ألقت كل ما عندها، كل معيشتها” (مر12: 44)، ولسان حالها يقول: {اقبل يا رب تقدمتى المتواضعة التى لا تليق بجلالك.. ولكن هذا هو كل ما عندى}.
موقف السيد المسيح
كان عطاء هذه المرأة عظيماً جداً فى عينى الرب لذلك لم يعترضها ولم يمنعها ولم يجرح مشاعرها بأن يمنحها صدقة فى ذلك التوقيت بالذات..
كانت الملائكة تسبح بتسابيح البركة وكان المشهد عظيماً اهتزت له أعتاب السماء على مثال سلم يعقوب حاضراً بملائكته الأطهار صاعدين ونازلين وسجّل الإنجيل المقدس هذا المشهد العجيب ليكون عبرة للكنيسة فى جميع الأجيال.
إنها أنشودة حب ابتهج لها قلب السيد المسيح وأراد أن يلفت أنظار تلاميذه ليقفوا مبهورين أمام هذا المشهد العظيم الذى كان حضوره فيه هو مصدر جلاله وعظمته.
وخرجت الأرملة الفقيرة بكل وقار القداسة، محاطة بجماهير الملائكة الذين اجتذبهم حب هذه المرأة وتواضعها.
إن هذه الأرملة الفقيرة التى كانت غنية بمحبتها وتواضعها هى رمز للكنيسة التى ترملت بعد خروجها من الفردوس وقال لها الرب بفم إشعياء النبى: “لا تخافى لأنك لا تخزين. ولا تخجلى لأنك لا تستحين. فإنك تنسين خزى صباك وعار ترملك لا تذكرينه بعد. لأن بعلك هو صانعك رب الجنود اسمه ووليك قدوس إسرائيل إله كل الأرض يُدعى. لأنه كامرأة مهجورة ومحزونة الروح دعاك الرب، وكزوجة الصبا إذا رذلت قال إلهك. لحيظة تركتك وبمراحم عظيمة سأجمعك. بفيضان الغضب حجبت وجهى عنك لحظة، وبإحسان أبدى أرحمك قال وليّك الرب” (إش54: 4-8).
لاشك أن الرب قد أحسن كثيراً إلى هذه المرأة الأرملة الفقيرة بعد خروجها من الهيكل وتولاها بعنايته بعد أن قدّمت له كل ما عندها.. كل معيشتها.
وهكذا أيضاً الكنيسة من خلال القديسة مريم العذراء قد قدّمت كل ما عندها بكل الحب والاتضاع، جسداً وروحاً إنسانياً عاقلاً اتخذه الرب ناسوتاً كاملاً من العذراء مريم ليدخل به مع البشرية فى عهد جديد. وكان الجسد والروح الإنسانى اللذين اتخذهما الرب هو ما يرمز إليه فلسَي الأرملة اللذان لهما أعظم قيمة فى عينى الرب “ألقت أكثر من جميع الذين ألقوا فى الخزانة” (مر12: 43).
وهكذا نسمع الرب يقول هذه الأنشودة الشعرية بفم إشعياء النبى: “أيتها الذليلة المضطربة غير المتعزية: هأنذا أبنى بالإثمد حجارتك وبالياقوت الأزرق أؤسسك وأجعل شُرفك ياقوتاً وأبوابك حجارة بهرمانية وكل تخومك حجارة كريمة وكل بنيك تلاميذ الرب وسلام بنيك كثيراً” (إش54: 11- 13).
بعد ميلاد الرب البتولى من العذراء مريم بفعل الروح القدس، صار السيد المسيح هو كل ما عندها، كل معيشتها. وليس للعذراء مريم فقط بل للكنيسة كلها، كان السيد المسيح هو كل ما عندها، كل معيشتها كما نقول فى أوشية الإنجيل {لأنك أنت هو حياتنا كلنا}.
وجاء يوم الفداء وقدّمت العذراء مريم راضيةً على الصليب ابنها الوحيد ناسوتياً، وقدّمت الكنيسة كل ما عندها، كل معيشتها فى خزانة الرب.. وقَبِلَ الآب تقدمة البشرية إليه، التى هى نفسها عطية الآب للبشرية.. وكانت أعظم تقدمة.. وكان سلم يعقوب.. وكان رضى الآب.
 
قديم 16 - 07 - 2021, 03:32 PM   رقم المشاركة : ( 45819 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,078

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ
هذه العبارة الجميلة قالها الرب يسوع المسيح أثناء خدمته على الأرض، ولكن لم يكتبها الإنجيليون الأربعة بل ذكرها القديس بولس الرسول إذ قال: “متذكرين كلمات الرب يسوع المسيح أنه قال: مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ” (أع20: 35).
وهذه العبارة بالصورة التى دونت بها؛ تدل على أن الأناجيل الأربعة لم تذكر كل كلام السيد المسيح، ولكن كان هناك تقليداً شفاهياً تناقله التلاميذ وصار مشهوراً بينهم.
ومن المعلوم طبعاً أنه لم يكن من السهل تدوين كل كلمة قالها السيد المسيح على مدى ثلاث سنين وأربعة أشهر. ولكن الأناجيل ذكرت أقوالاً منتقاة بحسب حكمة إلهية فى إلهام كُتَّاب الأناجيل لتدوين ما كتبوه فى أناجيلهم الأربعة.
وبالنسبة لمعجزات السيد المسيح فهى أيضاً لم تسجل كلها فى الأناجيل الأربعة. ولذلك قال القديس يوحنا فى الأصحاح قبل الأخير من إنجيله: “وآيات أُخر كثيرة صنعَ يسوع قدام تلاميذه لم تكتب فى هذا الكتاب” (يو20: 30). وكذلك قال فى الأصحاح الأخير: “وأشياء أُخر كثيرة صنعها يسوع إن كُتبت واحدةً واحدةً فلست أظن أن العالم نفسه يسع الكتب المكتوبة” (يو21: 25). لقد أرشد الروح القدس كُتّاب الأناجيل فى اختيار ما ذكروه من المعجزات لحكمة إلهية معينة.
 
قديم 16 - 07 - 2021, 03:33 PM   رقم المشاركة : ( 45820 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,078

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


حول العطاء
لقد أوصى السيد المسيح فى تعاليمه بعدم محبة المال. وأوضح أنه من العسير أن يخدم الإنسان الله والمال. وكذلك أوصى بالعطاء بلا حدود فى قوله: “من سألك فاعطه، ومن أراد أن يقترض منك فلا ترده” (مت5: 42). وكذلك فى قوله: “من سخرك ميلاً واحداً فاذهب معه اثنين” (مت 5: 41). وأوصى بالعطاء بلا مقابل فقال “أقرضوا وأنتم لا ترجون شيئاً” (لو6: 35).
ووعد السيد المسيح بمجازاة من يتنازل عن ممتلكاته فقال: “كل من ترك بيوتاً أو.. أو حقولاً من أجل اسمى يأخذ مئه ضعف ويرث الحياة الأبدية” (مت 19: 29).
وقيل عن السيد المسيح إنه يحب المعطى المسرور “المعطى المسرور يحبه الله” (2كو9: 7).
وفى قول السيد المسيح: “مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ” (أع20: 35) تحذير من الأنانية، ومن محبة النصيب الأعظم، ومن محبة العالم كقول القديس يوحنا الرسول: “إن أحب أحد العالم فليست فيه محبة الآب” (1يو2: 15). وكذلك فى قول السيد المسيح ترغيب فى العطاء الذى يجلب السعادة الروحية للمعطى إذ أنه يتشبه بالله فى عطائه. الله الذى وهب الخليقة نعمة الوجود، والذى منح الإنسان نعمة العقل والنطق والخلود، والذى يفتح يمينه ويشبع كل حى غنى من رضاه، والذى سعى فى طلب الضال وتعب من أجل خلاصه، ومنحه نعمة النجاة، ويقوده بروح قدسه حتى يحصل على الحياة.
حقاً إن من يعطى بمحبة وسرور وسخاء يصير شبيهاً بالله.
 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:52 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025