منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10 - 07 - 2021, 11:24 AM   رقم المشاركة : ( 45301 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,078

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

من هو ملاك الرب الذي ظهر لبلعام؟



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



كما ذكرنا سابقًا فإن كلمة “ملاك” باللغة العبرية (ملاخ) تعنى مرسل أو سفير أو مفوض ولا تعنى بالضرورة أحد الملائكة العاديين مثل الملاك ميخائيل أو الملاك جبرائيل. وعبارة “ملاك الرب” هي في النص العبري (ملاخ يهوه) أي “سفير يهوه” واستخدمت في بعض المواضع للإشارة إلى السيد المسيح في ظهوراته السابقة للتجسد، مثل ظهوره لمنوح والد شمشون وجدعون وغيرهما.

ونلاحظ أن الله قد أتى إلى بلعام ليلًا وقال له “تعمل الأمر الذي أكلمك به فقط” (عدد22: 20). ثم حينما لاقاه ملاك الرب في الطريق قال له “إنما تتكلم بالكلام الذي أكلمك به فقط” (عدد22: 35) ففي كلتا الحالتين الله هو المتكلم، وملاك الرب هو المتكلم، لأن السيد المسيح هو الذي تكلم مع بلعام في كلتا الحالتين في ظهوراته السابقة للتجسد الإلهي. فالسيد المسيح هو الذي يمكن أن يأخذ لقب “سفير الرب” لأنه مرسل من الآب.

عندما وصل بلعام قال لبالاق الملك “الكلام الذي يضعه الله في فمي به أتكلم” (عدد22: 38).

وبعد أن أصعدت الذبائح على سبعة مذابح “وضع الرب كلامًا في فم بلعام وقال ارجع إلى بالاق وتكلم هكذا” (عدد23: 5)

وبدأ بلعام يبارك الشعب فقال له بالاق “لتشتم أعدائي أخذتك وهوذا أنت قد باركتهم. فأجاب وقال أما الذي يضعه الرب في فمي احترص أن أتكلم به” (عدد 23: 11، 12). وهذا يؤكد أن ملاك الرب الذي تكلم مع بلعام هو الرب الإله. وتكرر الأمر ثلاث مرات في مباركة الشعب. وفي المرة الثالثة كان روح الله على بلعام “فنطق بمثله وقال: وحى بلعام بن بعور. وحى الرجل المفتوح العينين. وحى الذي يسمع أقوال الله” (عدد24: 3، 4).

وبالرغم من كل هذه البركات والنبوات إلا أن بلعام قد جعل الشعب يخطئ بمشورة رديئة.
 
قديم 10 - 07 - 2021, 11:25 AM   رقم المشاركة : ( 45302 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,078

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


السيد المسيح في رؤى بلعام


تكلمنا عن ظهورات السيد المسيح لبلعام بن بعور وغضبه عليه، وتحذيراته له، وعدم تمكن بلعام من أن يلعن الشعب بروح النبوة. ولكن يتساءل البعض: لماذا حمى غضب الرب على بلعام عندما انطلق لمقابلة بالاق ملك موآب، مع أن الرب في المرة الثانية سمح له بالذهاب؟!

وللرد على هذا التساؤل نقول إن بلعام كان نبيًا للرب ولكنه كان محبًا للمال ويتصرف بحماقة كما شهد الكتاب المقدس عنه (انظر 2بط 2: 15، 16).

في نبواته لم ينطق بشيء مخالف لما يريد الرب أن يُقال، ولكنه في مقاصده الشخصية ونواياه كان ميالًا لمحبة المال بصورة أغضبت الرب عليه ووضعته في مصاف الحمقى والمخالفين. وقد وصل به الأمر أنه قد أشار على الملك بالاق الموآبى بمشورة رديئة أسقطت عدد كبير من شعب إسرائيل في الزنى وعبادة الأوثان وتسببت في غضب الرب عليهم وسقوط أربعة وعشرين ألفًا من القتلى بالوباء، مع أن بلعام لم يقبل أن ينطق بلعنات إلهية على هذا الشعب قبل أن يشير على بالاق الملك بمشورته الرديئة. بل بالعكس لقد بارك الشعب عدة مرات بحسب كلام الرب. ثم حل عليه روح الرب وتنبأ عن تجسد السيد المسيح بنبوءة في منتهى الروعة، ذكر فيها أنه قد رآه بروح النبوة من بعيد.

في بداية الأمر منع الله بلعام من الذهاب مع رسل الملك وبالفعل لم يذهب إليه. فعاد الملك ووعده بوعود مالية أكبر بكثير، فعاد يسأل الله إن كان يذهب فسمح له.

وهذا درس للجميع في عدم محاولة سؤال الله عن شيء ضد مشيئته والإلحاح عليه في الطلب سعيًا وراء تحقيق المآرب والشهوات الشخصية.

وأمام إلحاح بلعام في الذهاب وافق الله ولكنه أمره بألاّ ينطق إلاّ بالكلام الذي يضعه في فمه، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وفرح بلعام وشد على أتانه وذهب مع رسل الملك، وفي الطريق لاقاه السيد المسيح في ظهور من ظهوراته السابقة للتجسد وشرع في أن يقتله ثلاث مرات وأنقذه الحمار.. وفي المرة الثالثة بدأ الحمار ينطق بكلام كأنه إنسان بطريقة معجزية موبخًا بلعام. وكان ذلك كله لكي يظهر السيد المسيح له أنه غاضبٌ عليه وعلى مسلكه المحب للمال مع تحذيره من أن ينطق شيئًا مخالفًا لما يضعه في فمه.

وبالفعل نفَّذ بلعام أوامر السيد المسيح حرفيًا؛ وبارك الشعب ولم يلعنه، بل وتنبأ عن تجسده في ملء الزمان. ولكنه اكتفى بحرفية تنفيذ الوصية. أما قلبه فلم يكن مع السيد المسيح مثلما قال الله “هذا الشعب يكرمني بشفتيه وأما قلبه فمبتعد عنى بعيدًا” (مر7: 6).

من الناحية الرسمية نفَّذ بلعام الوصية، ولكنه بقلبه وفكره ومشورته لم ينفذها بل عمل عكسها. والله لا يخدعه بالطبع التنفيذ الشكلي للوصايا بل قال “يا ابني أعطني قلبك ولتُلاحظ عيناك طُرقي” (أم 23: 26).
 
قديم 10 - 07 - 2021, 11:26 AM   رقم المشاركة : ( 45303 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,078

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ما ورد في العهد الجديد عن بلعام



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


في سفر الرؤيا قال السيد المسيح لملاك كنيسة برغامس: “عندك هناك قومًا متمسكين بتعليم بلعام الذي كان يعلِّم بالاق أن يلقى معثرة أمام بنى إسرائيل أن يأكلوا ما ذبح للأوثان ويزنوا” (رؤ2: 14).

وفى رسالة يهوذا الرسول يقول عن الناس الأشرار: “ويل لهم لأنهم سلكوا طريق قايين وانصبوا إلى ضلالة بلعام لأجل أجرة وهلكوا في مشاجرة قورح” (يه 11).

وفى رسالة بطرس الرسول يقول عن المعلمين الكذبة الذين يدسّون بدع هلاك: “لهم قلب متدرب في الطمع، أولاد اللعنة. قد تركوا الطريق المستقيم فضلّوا تابعين طريق بلعام بن بصور الذي أحب أجرة الإثم. ولكنه حصل على توبيخ تعديه إذ منع حماقة النبي حمار أعجم ناطقًا بصوت إنسان” (2بط2: 14-16).

ويتضح من هذه الآيات التي وردت في العهد الجديد أن بلعام قد أشار على الملك بالاق أن يرسل نساءً زانيات في وسط محلة بنى إسرائيل ليسقط الأجناد في الزنى وعبادة الأوثان. فيحل غضب الرب عليهم. وهذا بالفعل هو ما ورد في سفر العدد عما فعله الملك إذ أرسل نساءً زانيات وضرب الرب الشعب بالوباء لسقوطهم في الخطية “وابتدأ الشعب يزنون مع بنات موآب. فدعوْن الشعب إلى ذبائح آلهتهن فأكل الشعب وسجدوا لآلهتهن” (عد 25: 1، 2).
 
قديم 10 - 07 - 2021, 11:29 AM   رقم المشاركة : ( 45304 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,078

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لا أبتغي إلا وجهك لا أبتغي إلا رضاك ،

وغايتي في هذه الحياة ان اعيش لأجلك

وليس لي أمنية اخرى سواك ،

فأنت الذي خلصتني وانت الذي احييتني

وانت الذي فديتني فحياتي

وعمري وكل ما فيَ فِداك .
تصبحون على وجه يسوع




وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 10 - 07 - 2021, 11:29 AM   رقم المشاركة : ( 45305 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,078

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


رؤية بلعام عن تجسد السيد المسيح


بالرغم من الوضع المأساوي الذي فعله بلعام إلا أنه قد سبق فتنبأ عن ظهور السيد المسيح بالجسد في ملء الزمان. وهذا يجعلنا لا نتكل على مواهب الروح القدس مثل موهبة النبوة لأن السيد المسيح قد أكّد على أهمية حفظ وصاياه وأن كثيرين سيقولون له في اليوم الأخير: “أليس باسمك تنبأنا وباسمك أخرجنا شياطين وباسمك صنعنا قوات كثيرة؟” فيقول لهم: “إني لم أعرفكم قط اذهبوا عنى يا فاعلي الإثم” (مت 7: 22، 23).

وكانت نبوة بلعام هكذا “فكان عليه روح الله. فنطق بمثله وقال: وحى بلعام بن بعور وحى الرجل المفتوح العينين. وحى الذي يسمع أقوال الله الذي يرى رؤيا القدير.. وهو مكشوف العينين. ما أحسن خيامك يا يعقوب مساكنك يا إسرائيل..! أراه ولكن ليس الآن، أبصره ولكن ليس قريبًا، يبرز كوكب من يعقوب ويقوم قضيب من إسرائيل فيحطم طرفي موآب ويهلك كل بنى الوغى” (عد24: 2-5، 17). والمعروف أن كوكب يعقوب الذي ظهر في ملء الزمان هو السيد المسيح.
 
قديم 10 - 07 - 2021, 11:30 AM   رقم المشاركة : ( 45306 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,078

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


ظهور السيد المسيح لجدعون


اشترط جدعون أن يعطيه الرب علامة على أنه سوف يكون معه للانتصار على جيش المديانيين الذين جاءوا بمئات الألوف بينما كان مع جدعون عدد أقل منهم بكثير.

طلب جدعون أن يضع جزّة الصوف على الأرض المتسعة بحيث تمتلئ الجزة بندى الليل وتبقى الأرض المحيطة بها كلها جافة بلا ندى. وقد حقق له الرب طلبه. وكان هذا إشارة إلى تجسد الله الكلمة في بطن العذراء القديسة مريم دونًا عن كل البشر. كما أنه إشارة إلى اتحاد اللاهوت بالناسوت المأخوذ من العذراء مريم بالروح القدس لتجسّد الكلمة دون أن يحدث ذلك مع أي طبيعة بشرية أخرى أي خصوصية ناسوت السيد المسيح وتفرده بالاتحاد باللاهوت.

عاد جدعون فطلب من الرب أن ينزل الندى في الليلة التالية على كل الأرض المتسعة، ولا ينزل على جزة الصوف بحيث تبقى جافة. وعاد الرب فحقق له طلبه وتمت هذه العلامة أيضًا. وكانت رمزًا لحلول الروح القدس على كل شعوب الأرض الذين آمنوا بالسيد المسيح واعتمدوا على اسمه دونًا عن الأمة اليهودية الرسمية التي رفضت الإيمان بالمسيح. ولذلك قال لهم “هوذا بيتكم يترك لكم خرابًا” (مت23: 38، لو13: 35).

ومعروف طبعًا أن عبارة “جبل صهيون” ترمز إلى كلٍ من العذراء مريم وإلى أورشليم التي بنى هيكل الرب فيها مثل قول المزمور “صهيون الأم تقول إن إنسانًا إنسانًا صار فيها، وهو العلّى الذي أسسها” (مز86: 5). لذلك فجزة الصوف هي نفسها قد رمزت في المرة الأولى إلى العذراء مريم، وفي المرة الثانية إلى الأمة اليهودية التي ملأها الغرور بهيكل الله الذي كان مجرد رمز لأمجاد العهد الجديد في المسيح يسوع.

قبل هذه الأحداث كان السيد المسيح قد ظهر لجدعون ضمن ظهوراته السابقة للتجسد.
 
قديم 10 - 07 - 2021, 11:31 AM   رقم المشاركة : ( 45307 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,078

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

تحت شجرة البطمة



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




وردت قصة هذا الظهور العجيب للسيد المسيح في أحد ظهوراته السابقة للتجسد في سفر القضاة كما يلي:

“أتى ملاك الرب وجلس تحت البطمة التي في عفرة التي ليوآش الأبيعزرى. وابنه جدعون كان يخبط حنطة في المعصرة لكي يهربها من المديانيين. فظهر له ملاك الرب وقال له: الرب معك يا جبار البأس. فقال له جدعون: أسألك يا سيدي إذا كان الرب معنا فلماذا أصابتنا كل هذه.. والآن قد رفضنا الرب وجعلنا في كف مديان. فالتفت إليه الرب وقال اذهب بقوتك هذه وخلّص إسرائيل من كف مديان أما أرسلتك” (قض6: 11-14).

بعد ذلك مباشرة دخلت المسألة في مرحلة ثانية أن جدعون أراد أن يتأكد أن الرب هو الذي ظهر له والذي ذكر عنه السفر باللغة العبرية أنه “ملاخ يهوه” (ملاك الرب = سفير يهوه) وأنه هو “الرب”كما ورد في النص السابق (قض6: 14).

قال جدعون للرب “أسألك يا سيدي بماذا أخلّص إسرائيل. ها عشيرتي هي الذُلَّى في منسى وأنا الأصغر في بيت أبى. فقال له الرب إني أكون معك وستضرب المديانيين كرجل واحد. فقال له إن كنت قد وجدت نعمةً في عينيك فاصنع لي علامة أنك أنت تكلمني. لا تبرح من ههنا حتى آتى إليك وأخرج

تقدمتي وأضعها أمامك. فقال: إني أبقى حتى ترجع” (قض6: 15-18).

وبالفعل دخل جدعون “وعمل جدي معزى وإيفة دقيق فطيرًا. أما اللحم فوضعه في سل، وأما المرق فوضعه في قدر، وخرج بها إليه إلى تحت البطمة وقدّمها” (قض6: 19). ونلاحظ أن جدعون قد قرّب التقدمة إلى الجالس تحت شجرة البطمة وتعامل معه على أنه هو الرب.

“قال له ملاك الله (بالعبرية “ملاخ إلوهيم”) خذ اللحم والفطير وضعهما على تلك الصخرة واسكب المرق ففعل كذلك. فمد ملاك الرب طرف العكاز الذي بيده ومس اللحم والفطير فصعدت نار من الصخرة وأكلت اللحم والفطير وذهب ملاك الرب عن عينيه، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. فرأى جدعون إنه ملاك الرب فقال جدعون: آه يا سيدي الرب لأني قد رأيت ملاك الرب وجهًا لوجه. فقال له الرب السلام لك لا تخف لا تموت. فبنى جدعون هناك مذبحًا للرب ودعاه يهوه شَلوم (بالعبرية أي الرب سلام)” (قض6: 20-24). لقد أدرك جدعون أن سفير يهوه الذي ظهر له هو ظهور للرب، ولذلك خاف أن يموت لأنه رآه. فطمأنه الرب وأعطاه السلام. فبنى مذبحًا للرب في الموضع الذي قبل فيه السيد المسيح تقدمته عند الصخرة ودعا اسم المذبح “الرب سلام”.

لذلك لا نعجب أن السيد المسيح قال لليهود “فتشوا الكتب لأنكم تظنون أن لكم فيها حياة أبدية، وهى التي تشهد لي. ولا تريدون أن تأتوا إلىّ لتكون لكم حياة” (يو5: 39، 40).

كيف يمكن أن يفسر اليهود أن “سفير يهوه”المذكور في الأسفار المقدسة هو هو نفسه يهوه الله إلاّ إذا كان سفير يهوه هو الابن الوحيد الذي أرسله الآب في ظهورات العهد القديم وفي تجسد العهد الجديد حينما كلّمنا الله في ابنه وليس من خلال الأنبياء والقضاة كما في العهد القديم.
 
قديم 10 - 07 - 2021, 11:32 AM   رقم المشاركة : ( 45308 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,078

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


ظهور السيد المسيح لمنوح وزوجته


كان ظهورًا عجيبًا لزوجين من الأبرار في العهد القديم، وقد وردت قصة هذا الظهور في الأصحاح الثالث عشر من سفر القضاة، إذ تبدأ القصة كما يلي: “ثم عاد بنو إسرائيل يعملون الشر في عينيّ الرب؛ فدفعهم الرب ليد الفلسطينيين أربعين سنة. وكان رجل من صرعة من عشيرة الدانيين اسمه منوح وامرأته عاقر لم تلد” (قض13: 1، 2).

وقد ظهر السيد المسيح للمرأة وقال لها “ها أنت عاقر لم تلدي، ولكنك تحبلين وتلدين ابنًا.. فدخلت المرأة وكلّمت رجلها قائلة: جاء إلىّ رجل الله ومنظره كمنظر ملاك الله مُرهب جدًا، ولم أسأله من أين هو، ولا هو أخبرني عن اسمه” (قض13: 3، 6).

نلاحظ هنا أن المرأة قد شاهدت رجلًا يكلمها ولكن منظره كمنظر ملاك الله مُرهب جدًا، بمعنى أنه سفير إلهي لأن كلمة ملاك في اللغة العبرية (ملاخ) كما أوضحنا سابقًا تعنى “سفير أو مفوّض أو مُرسِل” ولا تعنى بالضرورة أحد الأجناد الملائكية مثل الملاك جبرائيل مثلًا، فمنظر السيد المسيح المرهب عند ظهوره قبل التجسد قد عبّر عنه البعض بأنه كملاك الله، وعبّر عنه البعض بأنه “شبيه بابن الآلهة” (دا3: 25) مثلما قال نبوخذ النصر الملك عندما رأى السيد المسيح في وسط الثلاثة فتية في أتون النار في مملكة بابل وسجل ذلك دانيال النبي في سفر نبوته.

وبعدما أخبرت امرأة منوح زوجها بما رأته وسمعته “صلى منوح إلى الرب وقال أسألك يا سيدي أن يأتي أيضًا إلينا رجل الله الذي أرسلته، ويعلّمنا ماذا نعمل للصبي الذي يولد. فسمع الله لصوت منوح” (قض 13: 8، 9).

وبعدما ظهر السيد المسيح أيضًا لزوجة منوح التي أسرعت ودعت زوجها وتكلّم معه بكل ما هو مطلوب للصبي الذي يولد كنذير للرب، قال له منوح: “دعنا نعوِّقك ونعمل لك جدي معزى” (قض13: 15).

فأجاب السيد المسيح قائلًا “ولو عوقتني لا آكل من خبزك، وإن عملت محرقة؛ فللرب أَصعِدهَا. لأن منوح لم يعلم أنه ملاك الرب. فقال منوح لملاك الرب: ما اسمك حتى إذا جاء كلامك نكرمك. فقال له ملاك الرب: لماذا تسأل عن اسمي وهو عجيب؟” (قض13: 16-18).

المقصود بملاك الرب هنا كما أوضحنا هو “سفير الرب” الذي في هذه الواقعة هو “الابن الوحيد” أي “السيد المسيح” الذي قال عنه الرب بفم إشعياء النبي “لأنه يولد لنا ولد ونعطى ابنًا وتكون الرياسة على كتفه ويدعى اسمه عجيبًا مشيرًا إلهًا قديرًا أبًا أبديًا رئيس السلام” (إش9: 6).

لقد سأل يعقوب أب الآباء السيد المسيح عن اسمه عندما صارعه طوال الليل عند مخاضة يبوق. فقال له السيد المسيح “لماذا تسأل عن اسمي؟” (تك32: 29).

وحينما سأل منوح أيضًا كما ذكرنا “ما اسمك؟” أجاب السيد المسيح: لماذا تسأل عن اسمي وهو عجيب. ولا غرابة في ذلك. فقد قال الآب عن ابنه “يدعى اسمه عجيبًا” (إش9: 6)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. بل أكثر من ذلك لقد تساءل الكاتب في الأصحاح الثلاثين من سفر الأمثال عن الله وعن ابنه، فقال “من ثبَّت جميع أطراف الأرض ما اسمه وما اسم ابنه إن عرفت؟” (أم 30: 4).

إن اسم الله الذي أُعلن في العهد الجديد هو “الآب”، واسم ابنه الذي أُعلن في العهد الجديد هو “يسوع”. وقال الملاك الذي أعلن الاسم: إن سبب ذلك إنه “يخلص شعبه من خطاياهم” (مت1: 21) لأن اسم “يسوع” في اللغة العبرية هو يهوشع أي “يهوه خلّص”بمعنى “الله خلّص”.

بعد ذلك “أخذ منوح جدي المعزى والتقدمة وأصعدهما على الصخرة للرب، فعمل عملًا عجيبًا. ومنوح وامرأته ينظران. فكان عند صعود اللهيب عن المذبح نحو السماء؛ أن ملاك الرب صعد في لهيب المذبح، ومنوح وامرأته ينظران، فسقطا على وجهيهما إلى الأرض. ولم يعد ملاك الرب يتراءى لمنوح وامرأته حينئذ عرف منوح أنه ملاك الرب. فقال منوح لامرأته نموت موتًا لأننا قد رأينا الله” (قض13: 19-22).

إذًا فحينما عرف منوح أن السيد هو ملاك الرب؛ لم يكن المقصود ملاكًا عاديًا لأنه قال “قد رأينا الله” (قض13: 22). إذًا لقد فهم منوح أن سفير الرب هو المسيح، أي هو الله الابن الذي ظهر له ولزوجته التي طمأنته بقولها: “لو أراد الرب أن يميتنا لَما أخذ من يدنا محرقة وتقدمة. ولَمَا أرانا كل هذه، ولَمَا كان في مثل هذا الوقت أسمعنا مثل هذه” (قض13: 23).

إن صعود السيد المسيح في نار الذبيحة؛ قد أشار إلى تقديم نفسه صعيدة ومحرقة وقربان لله أبيه عند تجسده في ملء الزمان “المسيح الذي بروح أزلي قدّم نفسه لله بلا عيب” (عب9: 14).
 
قديم 10 - 07 - 2021, 11:33 AM   رقم المشاركة : ( 45309 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,078

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


السيد المسيح على عرشه

الذي رآه إشعياء هو السيد المسيح قبل تجسده من العذراء مريم. رآه جالسًا على عرشه في الهيكل ويطير حوله السرافيم يسبّحون تسبحة الثلاثة تقديسات، وشَعَر إشعياء بالخوف لأنه إنسان خاطئ وعيناه قد أبصرتا الملك رب الجنود.

وقد وصف الموقف كما يلي:

“رأيت السيد جالسًا على كرسي عالٍ ومرتفع وأذياله تملأ الهيكل. السرافيم واقفون فوقه لكل واحد ستة أجنحة: باثنين يغطى وجهه، وباثنين يغطى رجليه، وباثنين يطير. وهذا نادى ذاك وقال: قدوس قدوس قدوس رب الجنود مجده ملء كل الأرض. فاهتزت أساسات العتب من صوت الصارخ وامتلأ البيت دخانًا. فقلت ويل لي إني هلكت لأني إنسان نجس الشفتين وأنا ساكن بين شعب نجس الشفتين لأن عيني قد رأتا الملك رب الجنود. فطار إلىّ واحد من السرافيم وبيده جمرة قد أخذها بملقط من على المذبح. ومس بها فمى وقال إن هذه قد مسّت شفتيك فانتُزِع إثمك وكُفِّر عن خطيتك” (إش6: 1-7).

ونلاحظ في هذا النص الملاحظات التالية:

1- إن السيد الجالس على الكرسي العالي يحمل لقب “الملك رب الجنود”وهو من ألقاب الله الخاصة به وحده.

2- إن الذي رآه إشعياء ليس هو الآب السماوي لأن يوحنا الرسول الإنجيلي يقول: “الله لم يره أحد قط؛ الإله الوحيد الجنس (عبارة “الإله الوحيد” بحسب أقدم النسخ والترجمة القبطية) الذي هو في حضن الآب هو خبّر” (يو1: 18) والمقصود بقوله “الله” في هذا النص هو “الله الآب”. بينما يقول إشعياء: “لأن عيني قد رأتا الملك رب الجنود” فالذي رآه هو الابن بالتأكيد.

3- إن الذي رآه إشعياء هو واحد من الأقانيم الثلاثة لأن الملائكة (السرافيم) قد سبّحوا قائلين: “قدوس قدوس قدوس رب الجنود مجده ملء كل الأرض”، ويستحيل أن تُقال تسبحة الثلاثة تقديسات إلاّ للواحد من الثالوث القدوس.

4- إن الكرسي العالي في هذه الرؤيا لم يكن في السماء بل على الأرض. لأنه يقول عن السيد الجالس أن أذياله تملأ الهيكل، كما أن التسبيح قيل فيه فقط أن “مجده ملء كل الأرض”ومعروف طبعًا أن مجد الرب يملأ السماء أيضًا. ولكن هذه الرؤيا كانت على الأرض. كما ذُكر اهتزاز أساسات العتب وامتلاء البيت دخانًا. وكل هذا يدل على أن الرؤيا كانت في هيكل الرب في أورشليم في ذلك الزمان. يُضاف إلى ذلك وجود المذبح وعليه الجمرات المتقدة؛ وهذا أيضًا كان في خدمة الهيكل بأورشليم.

5- إن تطهير فم إشعياء بجمرة من على المذبح يرمز إلى سر الافخارستيا حيث يؤخذ التناول من جسد الرب ودمه من على المذبح بواسطة الكاهن. ويُعطى خلاصًا وغفرانًا للخطايا وحياة أبدية لمن يتناول منه. وكل ذلك يجرى في الكنيسة الحاضرة هنا على الأرض كعربون للحياة الأبدية؛ وتكون الملائكة حاضرة حول المذبح في خدمة القداس الإلهي في الكنيسة التي هي بيت الله الحالى في الزمان الحاضر.

6- امتلأ البيت دخانًا، وهذا يرمز إلى البخور الذي يملأ الهيكل عند إصعاد القرابين في الكنيسة.

7- إن إشعياء النبي قد اعترف بخطاياه وخطايا شعبه قبل أن ينال التطهير والتكفير. وقد سمع السرافيم اعترافه، فلم يقدّم إشعياء هذا الاعتراف للسيد الرب وحده. لذلك قام الملاك الذي يرمز إلى خادم ذبيحة القداس الإلهي بأخذ الجمرة من على المذبح بملقط؛ ومس بها فمه. وهذا يرمز إلى خدمة الأسقف في الكنيسة (ملاك الكنيسة) بمساعدة القسوس في سر الافخارستيا.

وأكمل إشعياء النبي رؤياه فقال: “ثم سمعت صوت السيد قائلًا: من أُرسِلُ ومن يذهب من أجلنا. فقلت هأنذا أرسِلنِي” (إش6: 8).

شيء رائع أن يستمع إلى الدعوة ويستجيب لها بعد أن تطهّر من خطاياه بقوة المذبح. وها هو صوت الرب ينادى باستمرار “من أُرسِلُ ومن يذهب من أجلنا؟”.. ألم يقل السيد المسيح إن “الحصاد كثير ولكن الفعلة قليلون، فاطلبوا إلى رب الحصاد أن يُرسل فَعَلة إلى حصاده” (مت9: 37، 38)؟

ليتنا نكون مستعدين للاستماع إلى صوت الرب ودعوته، ومستعدين أن نعمل معه في بناء الملكوت ونردد مع إشعياء إذ يدعونا عندما نكون مستعدين “هأنذا أرسِلني”..
 
قديم 10 - 07 - 2021, 11:44 AM   رقم المشاركة : ( 45310 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,078

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


السيد المسيح على عرشه

الذي رآه إشعياء هو السيد المسيح قبل تجسده من العذراء مريم. رآه جالسًا على عرشه في الهيكل ويطير حوله السرافيم يسبّحون تسبحة الثلاثة تقديسات، وشَعَر إشعياء بالخوف لأنه إنسان خاطئ وعيناه قد أبصرتا الملك رب الجنود.

وقد وصف الموقف كما يلي:

“رأيت السيد جالسًا على كرسي عالٍ ومرتفع وأذياله تملأ الهيكل. السرافيم واقفون فوقه لكل واحد ستة أجنحة: باثنين يغطى وجهه، وباثنين يغطى رجليه، وباثنين يطير. وهذا نادى ذاك وقال: قدوس قدوس قدوس رب الجنود مجده ملء كل الأرض. فاهتزت أساسات العتب من صوت الصارخ وامتلأ البيت دخانًا. فقلت ويل لي إني هلكت لأني إنسان نجس الشفتين وأنا ساكن بين شعب نجس الشفتين لأن عيني قد رأتا الملك رب الجنود. فطار إلىّ واحد من السرافيم وبيده جمرة قد أخذها بملقط من على المذبح. ومس بها فمى وقال إن هذه قد مسّت شفتيك فانتُزِع إثمك وكُفِّر عن خطيتك” (إش6: 1-7).

ونلاحظ في هذا النص الملاحظات التالية:

1- إن السيد الجالس على الكرسي العالي يحمل لقب “الملك رب الجنود”وهو من ألقاب الله الخاصة به وحده.

2- إن الذي رآه إشعياء ليس هو الآب السماوي لأن يوحنا الرسول الإنجيلي يقول: “الله لم يره أحد قط؛ الإله الوحيد الجنس (عبارة “الإله الوحيد” بحسب أقدم النسخ والترجمة القبطية) الذي هو في حضن الآب هو خبّر” (يو1: 18) والمقصود بقوله “الله” في هذا النص هو “الله الآب”. بينما يقول إشعياء: “لأن عيني قد رأتا الملك رب الجنود” فالذي رآه هو الابن بالتأكيد.

3- إن الذي رآه إشعياء هو واحد من الأقانيم الثلاثة لأن الملائكة (السرافيم) قد سبّحوا قائلين: “قدوس قدوس قدوس رب الجنود مجده ملء كل الأرض”، ويستحيل أن تُقال تسبحة الثلاثة تقديسات إلاّ للواحد من الثالوث القدوس.

4- إن الكرسي العالي في هذه الرؤيا لم يكن في السماء بل على الأرض. لأنه يقول عن السيد الجالس أن أذياله تملأ الهيكل، كما أن التسبيح قيل فيه فقط أن “مجده ملء كل الأرض”ومعروف طبعًا أن مجد الرب يملأ السماء أيضًا. ولكن هذه الرؤيا كانت على الأرض. كما ذُكر اهتزاز أساسات العتب وامتلاء البيت دخانًا. وكل هذا يدل على أن الرؤيا كانت في هيكل الرب في أورشليم في ذلك الزمان. يُضاف إلى ذلك وجود المذبح وعليه الجمرات المتقدة؛ وهذا أيضًا كان في خدمة الهيكل بأورشليم.

5- إن تطهير فم إشعياء بجمرة من على المذبح يرمز إلى سر الافخارستيا حيث يؤخذ التناول من جسد الرب ودمه من على المذبح بواسطة الكاهن. ويُعطى خلاصًا وغفرانًا للخطايا وحياة أبدية لمن يتناول منه. وكل ذلك يجرى في الكنيسة الحاضرة هنا على الأرض كعربون للحياة الأبدية؛ وتكون الملائكة حاضرة حول المذبح في خدمة القداس الإلهي في الكنيسة التي هي بيت الله الحالى في الزمان الحاضر.

6- امتلأ البيت دخانًا، وهذا يرمز إلى البخور الذي يملأ الهيكل عند إصعاد القرابين في الكنيسة.

7- إن إشعياء النبي قد اعترف بخطاياه وخطايا شعبه قبل أن ينال التطهير والتكفير. وقد سمع السرافيم اعترافه، فلم يقدّم إشعياء هذا الاعتراف للسيد الرب وحده. لذلك قام الملاك الذي يرمز إلى خادم ذبيحة القداس الإلهي بأخذ الجمرة من على المذبح بملقط؛ ومس بها فمه. وهذا يرمز إلى خدمة الأسقف في الكنيسة (ملاك الكنيسة) بمساعدة القسوس في سر الافخارستيا.

وأكمل إشعياء النبي رؤياه فقال: “ثم سمعت صوت السيد قائلًا: من أُرسِلُ ومن يذهب من أجلنا. فقلت هأنذا أرسِلنِي” (إش6: 8).

شيء رائع أن يستمع إلى الدعوة ويستجيب لها بعد أن تطهّر من خطاياه بقوة المذبح. وها هو صوت الرب ينادى باستمرار “من أُرسِلُ ومن يذهب من أجلنا؟”.. ألم يقل السيد المسيح إن “الحصاد كثير ولكن الفعلة قليلون، فاطلبوا إلى رب الحصاد أن يُرسل فَعَلة إلى حصاده” (مت9: 37، 38)؟

ليتنا نكون مستعدين للاستماع إلى صوت الرب ودعوته، ومستعدين أن نعمل معه في بناء الملكوت ونردد مع إشعياء إذ يدعونا عندما نكون مستعدين “هأنذا أرسِلني”..
 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:25 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025