![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 45181 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() إن كان من غير اللائق أن ينشغل المسيحى العادى عن خدمة الرب بخدمة المال، فكم بالأولى يكون الأمر بالنسبة للخدام الرسميين وخاصة المكرسين منهم الذين صاروا نصيباً للرب وتم إفرازهم لخدمته. لقد حذّر معلمنا بولس الرسول تلميذه تيموثاوس فى هذا الشأن وقال: “فاشترك أنت فى احتمال المشقات كجندى صالح ليسوع المسيح. ليس أحد وهو يتجند يرتبك بأعمال الحياة لكى يرضى من جنّده” (2تى2: 3، 4). إن الارتباك بأمور هذه الحياة لا يليق بخدام السيد المسيح الذين تجندوا للخدمة. فمن صارت رسالته فى الحياة خدمة الكلمة والكرازة بالإنجيل أو رعاية القطيع، لا يليق به أن يحتقر هذه الرسالة السامية وينسى نذوره أو تعهداته أمام الرب فى يوم تكريسه ويرتد إلى الانشغال بأمور العالم. ربما يتصور بعض رجال الكهنوت أن الانشغال بالعمل الاجتماعى والأنشطة والإداريات وأعمال التعمير الخاصة بالكنيسة هو داخل إطار خدمة الله. ولكن ينبغى أن يتذكر الخادم المكرس للخدمة أن فى أولويات رسالته خدمة الكلمة والصلاة. وفى أوليات خدمته أن يهتم بالخدمة الروحية مثل الافتقاد، وأن يهتم بكل أحد من أجل خلاصه. مع الاستعانة بأشخاص متخصصين لأداء الأعمال الإدارية الأخرى والاكتفاء بالإشراف العام ومتابعة الأنشطة وصبغها بالصبغة الروحية. خادم الله لابد أن تصطبغ خدمته بالناحية الروحية. فلا ينسى نفسه فى وسط مشاغل الخدمة الكثيرة لئلا يتحول إلى ما يشبه موظف فى الكنيسة. وربما يلاحظ الناس أن كلامه يبتعد كثيراً عن المجال الروحى لأنه “من فضلة القلب يتكلم الفم” (مت12: 34). وبهذا تفقد خدمته تأثيرها على المخدومين. ولكن هناك مشكلة أكبر وهى أن يتحول الهدف من الخدمة الرسمية إلى الكسب المادى أو جمع المال. وهنا تنهار الخدمة تماماً لأن السيد المسيح قال: “لا تقدرون أن تخدموا الله والمال” (مت6: 24). فالكاهن مثلاً الذى يسعى إلى اكتناز الأموال من وراء خدمته، ولا يبالى بخلاص الرعية ينطبق عليه قول الرب فى سفر حزقيال: “ويل لرعاة إسرائيل الذين كانوا يرعون أنفسهم. ألا يرعى الرعاة الغنم. تأكلون الشحم وتلبسون الصوف وتذبحون السمين ولا ترعون الغنم. المريض لم تقووه. والمجروح لم تعصبوه. والمكسور لم تجبروه. والمطرود لم تستردوه. والضال لم تطلبوه. بل بشدة وبعنف تسلطتم عليهم فتشتتت بلا راع وصارت مأكلاً لجميع وحوش الحقل وتشتتت.. ولم يكن من يسأل أو يفتش (حز34: 2-6). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 45182 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ربما يتصور بعض رجال الكهنوت أن الانشغال بالعمل الاجتماعى والأنشطة والإداريات وأعمال التعمير الخاصة بالكنيسة هو داخل إطار خدمة الله. ولكن ينبغى أن يتذكر الخادم المكرس للخدمة أن فى أولويات رسالته خدمة الكلمة والصلاة. وفى أوليات خدمته أن يهتم بالخدمة الروحية مثل الافتقاد، وأن يهتم بكل أحد من أجل خلاصه. مع الاستعانة بأشخاص متخصصين لأداء الأعمال الإدارية الأخرى والاكتفاء بالإشراف العام ومتابعة الأنشطة وصبغها بالصبغة الروحية. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 45183 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() خادم الله لابد أن تصطبغ خدمته بالناحية الروحية. فلا ينسى نفسه فى وسط مشاغل الخدمة الكثيرة لئلا يتحول إلى ما يشبه موظف فى الكنيسة. وربما يلاحظ الناس أن كلامه يبتعد كثيراً عن المجال الروحى لأنه “من فضلة القلب يتكلم الفم” (مت12: 34). وبهذا تفقد خدمته تأثيرها على المخدومين. ولكن هناك مشكلة أكبر وهى أن يتحول الهدف من الخدمة الرسمية إلى الكسب المادى أو جمع المال. وهنا تنهار الخدمة تماماً لأن السيد المسيح قال: “لا تقدرون أن تخدموا الله والمال” (مت6: 24). فالكاهن مثلاً الذى يسعى إلى اكتناز الأموال من وراء خدمته، ولا يبالى بخلاص الرعية ينطبق عليه قول الرب فى سفر حزقيال: “ويل لرعاة إسرائيل الذين كانوا يرعون أنفسهم. ألا يرعى الرعاة الغنم. تأكلون الشحم وتلبسون الصوف وتذبحون السمين ولا ترعون الغنم. المريض لم تقووه. والمجروح لم تعصبوه. والمكسور لم تجبروه. والمطرود لم تستردوه. والضال لم تطلبوه. بل بشدة وبعنف تسلطتم عليهم فتشتتت بلا راع وصارت مأكلاً لجميع وحوش الحقل وتشتتت.. ولم يكن من يسأل أو يفتش (حز34: 2-6). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 45184 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() لا تهتموا لحياتكم بما تأكلون وبما تشربون أكمل السيد المسيح تعليمه فقال: “لذلك أقول لكم لا تهتموا لحياتكم بما تأكلون وبما تشربون، ولا لأجسادكم بما تلبسون. أليست الحياة أفضل من الطعام، والجسد أفضل من اللباس؟ انظروا إلى طيور السماء: إنها لا تزرع ولا تحصد ولا تجمع إلى مخازن وأبوكم السماوى يقوتها. ألستم أنتم بالحرى أفضل منها؟” (مت6: 25، 26). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 45185 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ![]() أبرز السيد المسيح هنا حقيقة قوية وهى أن الله هو الذى وهب الإنسان الحياة، وهو الذى خلق له جسده بكل ما فيه من تفاصيل دقيقة فى منتهى الإتقان والإبداع مثل تكوين العين والعصب البصرى ومركز الإبصار فى المخ والتى تمكن الإنسان من رؤية الأشياء المتحركة والمجسمة بألوانها البديعة، ويقوم بتسجيل كل ذلك فى المخ مثل شريط الفيديو. ولا توجد كاميرا فيديو فى كل العالم تستطيع أن تلتقط الصورة المتحركة بنفس الوضوح والدقة التى تعمل بها العين. وهكذا باقى أعضاء جسد الإنسان. فإذا كان الله هو الذى خلق هذا الجسد بكل ما فيه من إتقان وإبداع ليناسب طبيعة حياة الإنسان، فلماذا يحمل الإنسان هم الحصول على الملابس التى تكسو هذا الجسد؟ ومن هنا جاءت الحكمة التى أبرزها السيد المسيح: أليس الجسد أفضل من اللباس؟ إن الملابس يستطيع الإنسان أن يصنعها لنفسه، ولكنه لا يستطيع أن يصنع لنفسه جسداً فيه كل خصائص الحياة. هكذا أيضاً يستطيع الإنسان أن يدبّر لنفسه طعاماً ولكنه لا يستطيع أن يمنح الحياة لجسد ليس به حياة. أو أن يخلق الحياة. لذلك جاءت الحكمة الخالدة “أليست الحياة أفضل من الطعام؟” (مت6: 25) أى أن الحياة هى الأهم وهى الأصعب فى الحصول عليها. أما الطعام فهو متوفر ومتاح، وإن كان الله هو أيضاً الذى خلقه من أجل الإنسان حينما خلق الزروع والأشجار والأسماك والطيور والحيوانات بأنواعها. من الممكن إذا صام الإنسان عن الأكل لفترة من الزمن أن يستمر حياً. ولكنه إذا فقد الحياة نفسها فماذا يفعل؟ وعبارة الحياة لها معانى كثيرة: فهناك حياة الجسد وهناك حياة الروح. فبدون الروح لا يحيا الإنسان، وبدون الله لا تحيا الروح. وقد قال السيد المسيح: “أنا هو القيامة والحياة” (يو11: 25). وقال معلمنا بولس الرسول: “لى الحياة هى المسيح” (فى1: 21). كما قال عن الله: “هو يعطى الجميع حياة ونفساً وكل شئ.. لأننا به نحيا ونتحرك ونوجد” (أع17: 25، 28). لقد وهب الله موسى وإيليا القدرة أن يصوما أربعين يوماً عن الطعام مثلما صام هو أيضاً أربعين يوماً على الجبل وقال للشيطان: “مكتوب ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله” (مت4: 4). بمعنى أن كلام الله هو مصدر حياة للإنسان، أما الخبز فإنه يساعد الجسد على بذل الطاقة والاستمرار فى حفظ تكوينه سليماً. فالذى يقوت جسده ويهمل احتياج روحه للغذاء الروحانى فإنه سوف يخسر الجسد والروح كليهما فى الهلاك الأبدى. حقاً إن الحياة أفضل من الطعام، والجسد أفضل من اللباس: فإن كان الله قد منحنا الأفضل والأصعب فكيف لا يمنحنا الأقل والأسهل؟! المسألة إذن تحتاج إلى حكمة وإلى إيمان. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 45186 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() أبرز السيد المسيح هنا حقيقة قوية وهى أن الله هو الذى وهب الإنسان الحياة، وهو الذى خلق له جسده بكل ما فيه من تفاصيل دقيقة فى منتهى الإتقان والإبداع مثل تكوين العين والعصب البصرى ومركز الإبصار فى المخ والتى تمكن الإنسان من رؤية الأشياء المتحركة والمجسمة بألوانها البديعة، ويقوم بتسجيل كل ذلك فى المخ مثل شريط الفيديو. ولا توجد كاميرا فيديو فى كل العالم تستطيع أن تلتقط الصورة المتحركة بنفس الوضوح والدقة التى تعمل بها العين. وهكذا باقى أعضاء جسد الإنسان. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 45187 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() فإذا كان الله هو الذى خلق هذا الجسد بكل ما فيه من إتقان وإبداع ليناسب طبيعة حياة الإنسان، فلماذا يحمل الإنسان هم الحصول على الملابس التى تكسو هذا الجسد؟ ومن هنا جاءت الحكمة التى أبرزها السيد المسيح: أليس الجسد أفضل من اللباس؟ إن الملابس يستطيع الإنسان أن يصنعها لنفسه، ولكنه لا يستطيع أن يصنع لنفسه جسداً فيه كل خصائص الحياة. هكذا أيضاً يستطيع الإنسان أن يدبّر لنفسه طعاماً ولكنه لا يستطيع أن يمنح الحياة لجسد ليس به حياة. أو أن يخلق الحياة. لذلك جاءت الحكمة الخالدة “أليست الحياة أفضل من الطعام؟” (مت6: 25) أى أن الحياة هى الأهم وهى الأصعب فى الحصول عليها. أما الطعام فهو متوفر ومتاح، وإن كان الله هو أيضاً الذى خلقه من أجل الإنسان حينما خلق الزروع والأشجار والأسماك والطيور والحيوانات بأنواعها. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 45188 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() من الممكن إذا صام الإنسان عن الأكل لفترة من الزمن أن يستمر حياً. ولكنه إذا فقد الحياة نفسها فماذا يفعل؟ وعبارة الحياة لها معانى كثيرة: فهناك حياة الجسد وهناك حياة الروح. فبدون الروح لا يحيا الإنسان، وبدون الله لا تحيا الروح. وقد قال السيد المسيح: “أنا هو القيامة والحياة” (يو11: 25). وقال معلمنا بولس الرسول: “لى الحياة هى المسيح” (فى1: 21). كما قال عن الله: “هو يعطى الجميع حياة ونفساً وكل شئ.. لأننا به نحيا ونتحرك ونوجد” (أع17: 25، 28). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 45189 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() لقد وهب الله موسى وإيليا القدرة أن يصوما أربعين يوماً عن الطعام مثلما صام هو أيضاً أربعين يوماً على الجبل وقال للشيطان: “مكتوب ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله” (مت4: 4). بمعنى أن كلام الله هو مصدر حياة للإنسان، أما الخبز فإنه يساعد الجسد على بذل الطاقة والاستمرار فى حفظ تكوينه سليماً. فالذى يقوت جسده ويهمل احتياج روحه للغذاء الروحانى فإنه سوف يخسر الجسد والروح كليهما فى الهلاك الأبدى. حقاً إن الحياة أفضل من الطعام، والجسد أفضل من اللباس: فإن كان الله قد منحنا الأفضل والأصعب فكيف لا يمنحنا الأقل والأسهل؟! المسألة إذن تحتاج إلى حكمة وإلى إيمان. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 45190 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() التأمل فى الطبيعة إن السيد المسيح يدعونا إلى التأمل فى الأشياء الموجودة فى الطبيعة مثل طيور السماء وغيرها من المخلوقات. إن الله قد دبّر لكل الخليقة التى على الأرض وسائل إطعامها وحفظها. حتى ولو كانت خليقة غير عاقلة، تحيا فقط بالغريزة. كل نوع من الطيور أو الحيوانات يجد ما يناسبه من الطعام، ولديه من الطباع الغريزية ما يؤهله للحصول على ما يحتاج إليه. واتخذ السيد المسيح الطيور مثالاً ننظر إليه ونتأمل فيه فقال إن الطيور “لا تزرع، ولا تحصد، ولا تجمع إلى مخازن” (مت6: 26) والله يعتنى بها ويعطيها طعامها اللازم لحفظها حية. وقال السيد المسيح: “ألستم أنتم بالحرى أفضل منها؟” (مت6: 26) لماذا يهتم الإنسان ويدخل فى صراعات رهيبة من أجل لقمة العيش ولسبب القلق على المستقبل؟! إن كان الإنسان له من الأهمية عند الله ما يفوق الطيور بكثير -بدليل أن الله قد أرسل ابنه الوحيد متجسداً لأجل خلاص الإنسان- فلماذا يقلق الإنسان؟ ولماذا تهتز ثقته فى عناية الله به؟. إنه اختبار جميل جداً أن يشعر الإنسان بعناية الله به. مثلما كان يعتنى بالقديس الأنبا بولا السائح فى البرية ويرسل له الخبز فى منقار أحد الغربان تماماً كما حدث مع القديس إيليا النبى الذى أمر الرب أحد الغربان ليعوله وهو ساكن بجوار النهر أثناء المجاعة. إن الإنسان الذى ينسى نفسه؛ لا ينساه الله. والإنسان الذى لا يهتم بطعامه ولباسه؛ فإن الله يرسلهما إليه حتى ولو لم يطلب. فعلى الإنسان أن يختار أحد سبيلين: إما أن يحمل هم نفسه ويصارع من أجل لوازم حياته الأرضية، أو أن يثق فى عناية الله به دون أن يتكاسل عن العمل بل يجتهد ويعمل حسب الوصية، ولكن لا يحمل هماً بل يختبر محبة الله وعنايته المتجددة فى كل يوم بل وفى كل خطوة من حياته. لذلك قال الكتاب “أما البار فبالإيمان يحيا وإن ارتد لا تسر به نفسى” (عب10: 38).. |
||||