15 - 05 - 2012, 08:16 PM | رقم المشاركة : ( 441 ) | ||||
† Admin Woman †
|
616 - هل تشعر احيانا ً ان الله بعيد ؟ هل تتصوره يجلس على عرشه المجيد في السماء ؟ هو فعلا ً يجلس على عرشه العظيم المجيد في السماء ، لكن السماء بعيدة عن الارض . أحيانا ً ونحن في ضيق او تعب او مأزق او احتياج نرفع رؤوسنا الى السماء ، ونرى السماء عالية ، بعيدة ً جدا ً ، تفصلنا عنها ملايين الاميال ، والله القادر في السماء في المجد والقوة ، ونحن عاجزون في الارض في الضيق والالم . ونصرخ كما صرخ داود النبي في المزمور العاشر : " يَا رَبُّ ، لِمَاذَا تَقِفُ بَعِيدًا ؟ " والوقوف عدم حركة ، والبعد هجر ٌ وترك ٌ وعدم مبالاة . هل تشعر بذلك احيانا ً ؟ نعم نشعر بذلك حين يلم بنا ضيق ٌ أو شدة أو مرض . نتصوره يتفرج علينا ، لا يتدخل ، بعيـــــد . قال احدهم :
هاجمني هذا الاحساس وانا في غرفة العمليات أجري جراحة ، وقت قاس ٍ مكان ٌ موحش جدا ً . الاطباء حولي ملثمون ، وايديهم مختفية في القفازات . صامتون طبعا ً . الاطباء دائما ً صامتون أو هامسون ، همس ٌ اقسى من الصمت . تحركت أيديهم نحوي ، خفت ُ جدا ً ، شعرت ُ بالوحدة ، شعرت ُ بنفسي متروكة ، والله بعيــــــد ، ليس موجودا ً بالغرفة ، ووعيي يفارقني ، وأنا أغيب في اللاوعي بسبب العقاقير المنومة حتى لا اشعر بالالم ، لكنني اريد ان اشعر بالله قريب مني . طلبت ُ من الاطباء حولي أن يصلّوا معي ، يدعوا الله معي ليقترب مني . اندهشوا طبعا ً ، هذا ليس في برنامج عملهم ، لكنهم تجاوبوا معي ، وصليتُ بالحاح ٍ وأيمان ونمت تحت تأثير المخدر ، لم أرى شيئا ً ، لم أحس بشيء ٍ الا به ، الله ، رأيته قريبا ً ، احسست به بجواري ، وقتها استرحت وبعدها تعافيت لأن الله ، الهي قريب ، ليس بعيدا ً . السماء بعيدة عن الأرض ، لكن الله قريب ٌ مني . |
||||
15 - 05 - 2012, 08:16 PM | رقم المشاركة : ( 442 ) | ||||
† Admin Woman †
|
617 - هل تتمنى ان تحصل على شيء ٍ عظيم ، كبير ؟ وتتسائل في نفسك ، هل يمكن ان يهبك الله ذلك الشيء ؟ الله غني ، خزائنه مملوءة بالبركات ، كل البركات . ويدعوك الله اليوم ، ويقول لك كما قال لسليمان النبي : " اسْأَلْ مَاذَا أُعْطِيكَ " وهو على استعداد تام ليعطيك ما تسأل . لا تقلل أو تخفّض طلبتك او تستصعب . "اطْلُبْ : مَاذَا أَفْعَلُ لَكَ " ( 2 ملوك 2 : 9 ) وهو قادر ان يستجيب طلبتك مهما عظمت ومهما صعبت . ويشجعك ويقول : " اُطْلُبْ لِنَفْسِكَ آيَةً مِنَ الرَّبِّ إِلهِكَ. عَمِّقْ طَلَبَكَ أَوْ رَفِّعْهُ إِلَى فَوْق " ( اشعياء 7 : 11 ) الله عظيم ٌ ويستجيب الطلبات العظيمة . و " طَلِبَةُ الْبَارِّ تَقْتَدِرُ كَثِيرًا فِي فِعْلِهَا. " ( يعقوب 5 : 16 ) .
" كَانَ إِيلِيَّا إِنْسَانًا تَحْتَ الآلاَمِ مِثْلَنَا ، وَصَلَّى صَلاَةً أَنْ لاَ تُمْطِرَ" ( يعقوب 5 : 17 ) طلبة ٌ صعبة ، عمل ٌ خارق " فَلَمْ تُمْطِرْ عَلَى الأَرْضِ ثَلاَثَ سِنِينَ وَسِتَّةَ أَشْهُرٍ." ثم صلّى أن تمطر ، طلبة ٌ صعبة أيضا ً ، عمل ٌ خارق " فَأَعْطَتِ السَّمَاءُ مَطَرًا، وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ ثَمَرَهَا." الهك قوته خارقة ، فاطلب طلبة ً تتفق وعظمته . ويقول : " وَمَهْمَا سَأَلْتُمْ بِاسْمِي فَذلِكَ أَفْعَلُهُ " ( يوحنا 14 : 13 ) بكل التحدي ، مهما ، أي شيء ، لا يصعب عليه شيء ، اطلب الصعب ، المستحيل ، المستحيل لديه ممكن ، لا تقلل من شأنه واطلب ما تريد " وَمَهْمَا سَأَلْتُمْ بِاسْمِي فَذلِكَ أَفْعَلُهُ لِيَتَمَجَّدَ الآبُ بِالابْنِ." استجابة الله لطلبك تمجيد ٌ لله ، ونحن نمجّد الله بأن نطلب منه ما نشاء . |
||||
15 - 05 - 2012, 08:16 PM | رقم المشاركة : ( 443 ) | ||||
† Admin Woman †
|
618 - منذ وطأ الانسان الارض بقدمه وهو يتعب ويعرق . قال الله له : " بِالتَّعَبِ تَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ. " ( تكوين 3 : 17 ) وقال له أيضا ً : " بِعَرَقِ وَجْهِكَ تَأْكُلُ خُبْزًا حَتَّى تَعُودَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُخِذْتَ مِنْهَا. لأَنَّكَ تُرَابٌ ، وَإِلَى تُرَابٍ تَعُودُ " البعض يستنكر ذلك ويشكو ويتذمر ، ويتباكى على مصيره وينعي قدره ، ويتعجب لأصرار الناس على التعب ، ويرى ان الحياة لا تستحق عرقه . يقول الشاعر : ( تَعَبُ كُلّها الحَياةُ فَما أعْـجَبُ إلاّ مِنْ راغبٍ في ازْديادِ ..! ) وفي غمرة التعب نتمنى الراحة ، ونتصور الراحة واحة ، نصبو لأن نقضي الحياة فيها . الراحة نعمة ٌ بعض الوقت ، لكنها نقمة ٌ إن زادت وطالت . لتجديد النشاط واستعادة الحيوية ، الراحة نعمة ٌ وبركة . للخمول والكسل وعدم العمل الراحة نقمة ٌ وتعاسة . يقول سليمان الحكيم : " إِلَى مَتَى تَنَامُ أَيُّهَا الْكَسْلاَنُ ؟ مَتَى تَنْهَضُ مِنْ نَوْمِكَ ؟ " ( امثال 6 : 9 ) ويحذر قائلا ً : " قَلِيلُ نَوْمٍ بَعْدُ قَلِيلُ نُعَاسٍ ، وَطَيُّ الْيَدَيْنِ قَلِيلاً لِلرُّقُودِ ، فَيَأْتِي فَقْرُكَ كَسَاعٍ وَعَوَزُكَ كَغَازٍ." الانسان الذي يعمل ويتعب مثل شجرة ٍ مثمرة ٍ شهية ٍ للنظر ، بهجة للعيون . والانسان الذي لا يعمل ولا يتعب مثل شجرة جرداء جافة تُبطل الارض وتستحق القطع . وكما أن الثمرة زينة للشجرة كذلك التعب والعرق كرامة ٌ وعز ٌ للانسان . التعب والعرق دليل حياة . الذي لا يتعب ولا يعرق عاجز ٌ عاطل ٌ لا حياة فيه . التعب والعرق اثبات ٌ للوجود ، تأكيد ٌ للحياة ، بركة ٌ من الله . العمل والانتاج طبيعة الوجود ، وهدف الحياة ، بركة لك ولمن حولك . وسط التعب ارفع عينيك وانظر الى الله واشكره لأجل التعب . التعب بركة . وسط العرق ، ارفع قلبك وسبّح الله واحمده لأجل العرق ، العرق بركة .
|
||||
15 - 05 - 2012, 08:16 PM | رقم المشاركة : ( 444 ) | ||||
† Admin Woman †
|
619 - هل خططت ليومك أم تعتمد على الصدفة ؟ هل تحيا وتسلك وتتصرف بعد تفكير ٍ وتدبير ٍ وتخطيط ؟ البعض يترك نفسه للظروف وللصدف تقود مسيرته ، والبعض يرتب خطواته ويفكر فيما سيقوم به من اعمال . ولكل ٍ فلسفة ، هناك من لايدع الظروف تقوده ، هو الذي يقود الظروف ، وهناك من يترك نفسه للظروف ويتصرف تبعا ً لها لحظة بلحظة . الصدف والظروف لها دور في حياتنا ، لا شك في ذلك ، لكن الى اي مدى ، الى اي حد ؟ لو عشنا حياتنا رهنا ً للظروف ، تتحدد خطواتنا تبعا ً لظروف غير محكومة او معروفة ، ولو عشنا وحياتنا خاضعة لخطة ٍ وبرنامج محدد ودقيق ، تتقيد خطواتنا ببنود الخطة . وهذا يقودنا الى الحيرة ، أي الاسلوبين افضل ؟ بنفس المنطق نتحير في تعاملات الله معنا . هل يحدد خطواتنا ومصيرنا ويدفعنا في طريق ٍ يحدده ؟ أم يترك لنا الحبل على الغارب ، نحيا حسب مشيئتنا دون تدخل منه ؟ الله جل جلاله يحترم ارادتنا وحريتنا ، لكنه يوجهنا حسب معرفة ٍ وقصد ٍ ومشيئة ٍ صالحة ٍ لنا ، كالطفل لو تركنا له حريته مطلقة لتردى في مشاكل قاتلة ، ولو قيدناه نقتله . حريته محدودة بنضجه وفهمه وادراكه ووعيه . والله يسمح للصدف ان يكون لها دور في حياتنا ، لكنها صدف مقصودة ، له قصد ٌ فيها ، لا يتركها رعناء تتلاعب بنا . الصدف في يد الله الذي يعرف ويدبر صالحنا ، يحركها في نطاق ارادته ومشيئته وقصده لنا . ويقول بولس الرسول في رسالته الى افسس 2 : 10 : " لأَنَّنَا نَحْنُ عَمَلُهُ ، مَخْلُوقِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لأَعْمَال صَالِحَةٍ ، قَدْ سَبَقَ اللهُ فَأَعَدَّهَا لِكَيْ نَسْلُكَ فِيهَا. " لا عشوائية ولا تلقائية ولا غوغائية محددة بصدف غير محكومة بل حسب تدبير ٍ واعداد ٍ حكيم ٍ محكم .
|
||||
15 - 05 - 2012, 08:18 PM | رقم المشاركة : ( 445 ) | ||||
† Admin Woman †
|
620 - في حياتنا اليومية نخرج من بيوتنا الى خارج ، وندخل من الخارج الى الداخل ، عبر الابواب . الابواب تفصل الخارج عن الداخل . الباب جزء ٌ هام في البيت ، أهم جزء ، بدون الباب لا يكون بيت ، يصبح البيت جزءا ً من الشارع ، من الخارج ، من المشاع . لذلك يهتم اصحاب البيوت بابوابها ، يصنعونها واسعة ً قوية ، جميلة . واسعة لندخل ونخرج منها ، قوية ً لتحمينا من الخارج ، جميلة ً لأنها واجهة البيت . هي المنفذ الوحيد ، الطريق الوحيد للدخول الى البيت والخروج منه . كم بابا ً خرجت منه اليوم ؟ وكم بابا ً دخلت منه ؟ كثيرٌ طبعا ً . قال المسيح : " أَنَا هُوَ الْبَابُ . إِنْ دَخَلَ بِي أَحَدٌ فَيَخْلُصُ وَيَدْخُلُ وَيَخْرُجُ وَيَجِدُ مَرْعًى ." ( يوحنا 10 : 9 ) كان يشبّه نفسه بالراعي ويستخدم في تشبيهه ِ الخراف والحظيرة وباب الخراف . والراعي ينام على باب الحظيرة يحرس الخراف وعصاه ممتدة في فراغ الباب . الداخل الى الحظيرة لا بد ان يعبر الباب والعصا والراعي ، والخارج من الحظيرة كذلك . إن أراد عدو الدخول يجد الباب والعصا والراعي امامه فيبتعد . وإن اراد خروف ٌ أن يضل ويهرب يجد الباب والعصا والراعي أمامه فيتردد . وقال المسيح : " أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ ، وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ." ( يوحنا 10 : 11 ) إن هاجمها ذئب يقف له في الباب ويصارعه حتى الموت ليحمي الخراف والحظيرة . والراعي الصالح يعرف رعيته ، خاصته ، ورعيته تعرفه ، ويضع نفسه عنها ، هكذا المسيح يعرفنا ويحبنا ويبذل نفسه لأجلنا ، هو الباب وإن دخل به أحد يخلص . لا باب غيره ، لا طريق غيره " وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ " ( اعمال الرسل 4 : 12 ) . ندخل ونخرج منه بحرية " فَإِنْ حَرَّرَكُمْ الابْنُ فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ أَحْرَارًا." ( يوحنا 8 : 36 ) .
|
||||
15 - 05 - 2012, 08:18 PM | رقم المشاركة : ( 446 ) | ||||
† Admin Woman †
|
621 - حينما نمر في تجارب وتحيط بنا الصعوبات ونعبر في ضيقات ، نسعى الى الله ، نلتفت اليه ، نطلب عونه وفرجه وخلاصه . نرفع قلوبنا وصلواتنا اليه . نشكو ضيقاتنا ونصرخ ألامنا اليه . كأنه لا يرى ولا يسمع ولا يحس بما نعانيه . يعلو صراخنا لنلفت نظره ، ونطلب تدخله بسرعة ، نستعجله ، نطلب النجاة بسرعة . ساعات التجربة ثقيلة قاسية ، نستحث الله ليختصرها وينهيها في اسرع وقت . حين كان التلاميذ بالسفينة وسط العاصفة والامواج تضرب جدران السفينة تكاد تحطمها ، شعروا بالخطر ، خافوا أن تغلبهم العاصفة ، وكان المسيح في المؤخرة على وسادة ٍ نائما ً ، لم توقظه الريح ولا الموج ولا صخب البحر الهائج ، فايقظوه هم وقالوا له : " يَا مُعَلِّمُ ، أَمَا يَهُمُّكَ أَنَّنَا نَهْلِكُ ؟ " ( مرقس 4 : 32 ) وسط خوف الموت لم يدركوا ماذا يقولون . طبعا ً يهمه سلامتهم . تصوروه نائما ً لا يبالي ، لكنه ليس نائما ً ، هو يبالي وكان لا بد أن يتدخل وينقذهم . وتدخل " فَقَامَ وَانْتَهَرَ الرِّيحَ ، وَقَالَ لِلْبَحْر ِ: اسْكُتْ ! اِبْكَمْ . فَسَكَنَتِ الرِّيحُ وَصَارَ هُدُوءٌ عَظِيمٌ . وَقَالَ لَهُمْ : مَا بَالُكُمْ خَائِفِينَ هكَذَ ا ؟ كَيْفَ لاَ إِيمَانَ لَكُمْ ؟ " ونحن نمر في عواصف الحياة ، ننشغل بالعواصف ، نحاول مواجهتها ، نقاومها لكننا فجأة نتذكر الله ، نتصوره نائما ً لا يبالي ولا يهتم . وحين نصرخ له يُسرع لنجدتنا ويسكّن الريح ويُسكت العاصفة . نحن في خوفنا نعجّله ونستعجله ليتدخل سريعا ً . وهو يرى ذلك عدم ايمان به . نصرخ مع داود النبي ونقول : " يَا رَبُّ ، إِلَى مَعُونَتِي أَسْرِعْ." ( مزمور 70 : 1 ) ويسرع الرب ، لا ينتظر حتى ينفذ صبرنا وتنهار مقاومتنا ويتحطم رجائنا . يقول داود النبي في المزمور 30 : 5 " عِنْدَ الْمَسَاءِ يَبِيتُ الْبُكَاءُ ، وَفِي الصَّبَاحِ تَرَنُّمٌ. " ساعات الالم لن تطول ، الزمن ملكه والوقت في يده ، وهو يُسرع الى معونتنا .
|
||||
15 - 05 - 2012, 08:19 PM | رقم المشاركة : ( 447 ) | ||||
† Admin Woman †
|
622 - حين تُهاجم ويُعتدى عليك ، تغضب وتثور وترد الهجوم والاعتداء طبعا ً ، ويزداد غضبك وتتصاعد ثورتك اذا كان الهجوم ظالما ً والاعتداء مجحفا ً . وهذا طبيعي ، رد فعل ٍ غريزي في الانسان . والحيوان ؟ ألا يتقاتل الحيوان هكذا ؟ هذا صحيح ، لكن الانسان يتميز بالادراك والقدرة على السيطرة على غرائزه ِ . لذلك فالانسان مطالب بالتحكم في غضبه والتأني في انتقامه . وكلما زاد تحكمه ُ في غرائزه ِ ، كلما ابتعد عن الحيوانية واقترب الى الانسانية . التماسك وقت الغضب قوة ، رباطة الجأش قدرة وشجاعة . حين كان المسيح يحاكم امام رئيس الكهنة ، لطمه واحد من الخدام . خادم ٌ يلطم ابن الله ، ملك الملوك ورب الارباب . لم يثأر المسيح ، لم يغضب لكرامته ، لم ينتقم منه ، بالعكس ، كلمه بكل العقل والمنطق وقال : " إِنْ كُنْتُ قَدْ تَكَلَّمْتُ رَدِيًّا فَاشْهَدْ عَلَى الرَّدِيِّ ، وَإِنْ حَسَنًا فَلِمَاذَا تَضْرِبُنِي ؟ " ( يوحنا 18 : 23 ) صبر ٌ نادر ، وطول أناة ٍ عجيبة . البعض يتصورها ضعفا ً . الضعف هو السقوط في الغضب والتردي في دائرة الانتقام . في كل وقت المحاكمة امام الكهنة وامام بيلاطس وهيرودس كان المسيح صامتا ً. صمت ٌ قوي ايجابي ، صمت اقوى من اي صخب او ضجة . يقول القديس بولس الرسول في رسالته لاهل رومية 12 : 19 " لاَ تَنْتَقِمُوا لأَنْفُسِكُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ ، بَلْ أَعْطُوا مَكَانًا لِلْغَضَبِ ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ : لِيَ النَّقْمَةُ أَنَا أُجَازِي يَقُولُ الرَّبُّ. " الانتقام للشر الذي يحل بنا عمل الله . الله لا يتغاضى ، لا يتهاون ، لا يتركنا فريسة للظلم . ولا يريدنا ان نقاوم الظلم بانفسنا ، بايدينا وحدنا . بالعكس هو يطالبنا بأن نُطعم عدونا اذا جاع ونسقيه اذا عطش . ويوصينا ويقول : " لاَ يَغْلِبَنَّكَ الشَّرُّ بَلِ اغْلِبِ الشَّرَّ بِالْخَيْرِ." ( رومية 12 : 21 ) وحين نفعل ذلك ، حين نقاوم الشر بالخير ونترك له مهمة الانتقام ، ينصفنا ، يرد لنا حقوقنا ، يحفظ لنا كرامتنا .
|
||||
15 - 05 - 2012, 08:19 PM | رقم المشاركة : ( 448 ) | ||||
† Admin Woman †
|
623 - يقضي الانسان حياته يبحث عن العلم ويسعى الى المعرفة ، ومنذ بداية الخليقة وهو يتسابق للوصول الى ذلك ، وحتى اليوم لم يصل الا الى قبضة كف منه بعد . وقف عالم فيلسوف على الشاطئ يوما ً يرقب طفلا ً يملأ كفيه من ماء المحيط ويجري يفرغها في حفرة وسط الرمال ، اقترب منه الفيلسوف وسأله : ماذا تفعل يا بني ؟ اجابه : احاول ان انقل مياه المحيط تلك الى حفرتي هذه . وضحك العالم منه وضحك من نفسه ايضا ً وهو يسعى لأن يُدرك ويفهم كنه الخليقة والخالق ، ويحتوي ذلك كله في عقله ، كل مياه المحيط في حفرة رمل ! . مهما تقدم الانسان في العلم والمعرفة ، مهما طال عوده ووصل الى الاكتشافات العلمية الكبيرة ، فما يزال افقه وادراكه لا يتعدى حفرة رمل . الله وحده الذي يعلم كل العلم . قال المسيح : " لأَنَّ أَبَاكُمُ السَّمَاوِيَّ يَعْلَمُ " ( متى 6 : 32 ) أبانا السماوي يعلم كل شيء ، يعلم الماضي والحاضر والمستقبل ، الكل مكشوف ٌ أمامه . يعلم كل ما يختص بخلائقه جميعها ، هي صنع يديه ، يعلم داخل اجسادنا كما يقول داود النبي : " رَأَتْ عَيْنَاكَ أَعْضَائِي " ( مزمور 139 : 13 ) يعلم داخل عقولنا ، يقول الوحي الالهي : " فَهِمْتَ فِكْرِي مِنْ بَعِيدٍ." الله ، الهنا يعرف ، يعرف قلوبنا فيشبع اشواقنا ، يعرف طرقنا فيقودنا ويهدينا ويرشد مسارنا . علمه غير محدود او محصور او قاصر . في علمه خيرنا وكفايتنا وشبعنا . الحمد لله ان ابانا يعلم .
|
||||
15 - 05 - 2012, 08:19 PM | رقم المشاركة : ( 449 ) | ||||
† Admin Woman †
|
624 - حين نتلفت حولنا نجد بالناس عيوبا ً واخطاء ً وانحرافات تصدم العين وتعكر المزاج وتثير النفس . وحين نوجه لهم النقد والتوجيه واللوم يغضبون . وبدلا ً من السماحة ورحابة الصدر ، يهاجمون ويتهجمون . يقول المسيح لنا وللناس : " لاَ تَدِينُوا لِكَيْ لاَ تُدَانُوا لأَنَّكُمْ بِالدَّيْنُونَةِ الَّتِي بِهَا تَدِينُونَ تُدَانُونَ ، وَبِالْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ . وَلِمَاذَا تَنْظُرُ الْقَذَى الَّذِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ ، وَأَمَّا الْخَشَبَةُ الَّتِي فِي عَيْنِكَ فَلاَ تَفْطَنُ لَهَا ؟ " ( متى 7 : 3 ) العلاقات الانسانية متشابكة . ونحن نعيش في العالم جيرانا ً متقاربين ، كلنا سواء ، خُلقنا من أصل ٍ واحد ونعيش في عالم واحد مهما اختلفت الاقطار وتباينت اللغات . نحن اخوة في الشكل والخلق والملامح والسمات . مهما كانت اختلافاتنا نتنفس نفس الهواء ويجري في عروقنا نفس الدم . مهما تعددت اجناسنا نفرح ونحزن ونغضب ونصفو وندين ونُدان ، ويوصينا الله ان لا نََدين لاننا سنُدان ، والا نَنتقد لأننا سنُنتقد . ويوضح لنا انه بالكيل الذي نكيل به يُكال لنا والقذى الذي في عيون الغير موجود كخشبة ٍ في عيوننا . وانه لا يجب أن نُنفق الحياة والعمر ندين الغير ونحاول ان نخرج القذى من عيونهم . يقول المسيح : " كَيْفَ تَقُولُ لأَخِيكَ : دَعْني أُخْرِجِ الْقَذَى مِنْ عَيْنِكَ ، وَهَا الْخَشَبَةُ فِي عَيْنِكَ ؟ يَا مُرَائِي ، أَخْرِجْ أَوَّلاً الْخَشَبَةَ مِنْ عَيْنِكَ ، وَحِينَئِذٍ تُبْصِرُ جَيِّدًا أَنْ تُخْرِجَ الْقَذَى مِنْ عَيْنِ أَخِيكَ ! " المعاملات بين البشر والعلاقات بين الاخوة والناس كصدى الصوت يرتد لمرسله . الخير يرتد خيرا ً والشر يرتد شرا ً والنقد يرتد نقدا ً . الله يريدنا ان نصلح عيوننا لنرى جيدا ً ونتعامل جيدا ً مع اخوتنا . هكذا نعيش ونتعايش معا ً في سلام ٍ وراحة وتفاهم وتكامل .
|
||||
15 - 05 - 2012, 08:21 PM | رقم المشاركة : ( 450 ) | ||||
† Admin Woman †
|
" كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لِلْمُؤْمِنِ " خلق الله الانسان وتوّج به خليقته ، ميزه عن كل ما خلق ، جعله سيدا ً على الخلائق ، جعله يتسلط على كل شيء . وضع فيه روحه وخصه بعقل ٍ يدرك وارادة ٍ حرة . يقول المسيح : " الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ : لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَل لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهذَا الْجَبَلِ : انْتَقِلْ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَاكَ فَيَنْتَقِلُ ، وَلاَ يَكُونُ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَيْكُمْ ." ( متى 17 : 20 ) ويقول ايضا ً : " كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لِلْمُؤْمِنِ " ( مرقس 9 : 23 ) كل شيء ، لا شيء لا يقدر عليه المؤمن . ليس بقوة الانسان بل بقوة الله الذي يؤمن به الانسان . قال المسيح ايضا ً لتلاميذه : " اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ يُؤْمِنُ بِي فَالأَعْمَالُ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا يَعْمَلُهَا هُوَ أَيْضًا " ( يوحنا 14 : 12 ) وعد عظيم ٌ باعمال عظيمة من الله العظيم للأنسان المؤمن . حتى في وادي ظل الموت حين تغلق قوى الخير وتجف الارض يشبع المؤمن بالله ويرتوي برحمته . المؤمن يتسلح بقوة الله ويلبس قدرة الله ، فلا يقف في وجهه صعب ولا يعوق حياته عائق . كل موارد الله له ، كل خزائن السماء في متناول يده . يعد الله المؤمنين باتاحة كل شيء لهم . يقول المسيح للمؤمنين : " مَهْمَا سَأَلْتُمْ بِاسْمِي فَذلِكَ أَفْعَلُهُ " ( يوحنا 14 : 13 ) لا لامتياز لنا وفضل فينا وصلاح وبر وعمل صالح ، بل كما يقول المسيح : " لِيَتَمَجَّدَ الآبُ بِالابْنِ " . " كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لِلْمُؤْمِنِ " |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|