![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 41241 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() وانحَنى فأَبصَرَ اللَّفائِفَ مَمْدودة، ولكنَّه لَم يَدخُلْ تشير عبارة "انحَنى" الى قصر باب القبر الخارجي لتسهيل سدِّده بالحجر. وكان القبر مكوّن من غرفتين: خارجية وداخلية. وكانت النسوة تجتمع للتحنيط والبكاء في الغرفة الخارجية. أمّا عبارة " أَبصَرَ " في الأصل اليوناني خ²خ»ل½³د€خµخ¹ (نظر بالعين) فتشير الى نظرة يوحنا العابرة على الأكفان فاستنتج ذلك ان الجسد ليس في القبر، ونظرته تختلف عن نظرة بطرس، وكأن يوحنا ترك الفحص لبطرس الذي وصل بعده. أمَّا عبارة "اللَّفائِفَ" باليونانية ل½€خ¸ل½¹خ½خ¹خ± فتشير إمَّا الى اللفائف، وإمَّا الى قطعة كتان ثمينة تصلح لدفن الأموات "كما جَرَت عادةُ اليُهودِ في دَفنِ مَوتاهُم" (يوحنا 19: 40). أمَّا عبارة "لم يدخل بل انتظر بطرس" فتشير الى خوف يوحنا او علامة احترامه تجاه بطرس، وهو دليل على كرامة بطرس ودوره في الكنيسة الاولى. إذ اعطى يوحنا حق الاولوية الى بطرس الذي وكلَّ اليه يسوع رئاسة الكنيسة بقوله "وأَنا أَقولُ لكَ: أَنتَ صَخرٌ وعلى الصَّخرِ هذا سَأَبني كَنيسَتي"(متى 16: 18). فسمعان بطرس ظلَّ في مركز الصدارة رغم نكرانه للمعلم. نحن لا نختار أدوارنا في الكنيسة، بل نستلمها من لدن الله تعالى. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 41242 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ثُمَّ وَصَلَ سِمْعانُ بُطرُس وكانَ يَتبَعُه، فدَخَلَ القَبْرَ فأَبصَرَ اللَّفائِفَ مَمْدودة تشير عبارة " فدَخَلَ القَبْرَ " الى سرعة وجسارة بطرس. أمَّا عبارة "أَبصَرَ" في الأصلاليوناني خ¸خµد‰دپخµل؟– (معناها نظر بانتباه) فتشير الى نظرة بطرس التي تقوم على تطلع مع تأمل فاحص عن قرْبٍ وتدقيق. والواقع لاحظ بطرس منديل الرأس الذي لم يراه يوحنا. والمنديل كان ملفوفا موضوعاً على حدة دلالة على ان الذي جرى في القبر كان بكل تانٍ ونظام. وهي علامات القيامة، فإنه لا ينزع أحد الأكفان من كان في نيته سرقة الجسد أو نقله. لأن السارق لن ينشغل بترتيب الأكفان، والذي يسرق الجسد لا يعرّيه. أمَّا كلمة "اللفائف" فتشير الى الاكفان؛ وكانت الاكفان التي لفّ بها جسد يسوع ملفوفة ومرتّبة في موضع من القبر. ومن هنا جاءت معجزة الكفن المقدس – وهو كفن اشتراه يوسف الرامي وكفَّن به السيد المسيح. وعند القيامة ظلت الأكفان بالقبر فاحتفظ بها التلاميذ، ثم حمل تداوس الرسول الكفن الى ابيجار الخامس حاكم اوديسا في أوكرانيا. وفي عام 544 اكتشف الكفن في اوديسا، وانتقل الكفن عبر القرون من اوديسا الى القسطنطينية سنة 944. واخذ الصليبيون الكفن من القسطنطينية سنة 1204 وعُرض سنة 1357 في فرنسا وأخيراً استقر في تورينو في ايطاليا حتى أيامنا الحاضرة. وهذا الكفن مصنوع من قطعة واحدة يبلغ طولها 4.4 م وعرضها 1.1 م. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 41243 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() والمِنديلَ الَّذي كانَ حَولَ رَأسِهِ غَيرَ مَمْدودٍ معَ اللَّفائِف، بل على شكْلِ طَوْقٍ خِلافاً لَها، وكان كُلُّ ذلك في مَكانِه تشير عبارة "المِنديلَ" في الأصل اليونانيدƒخ؟د…خ´ل½±دپخ¹خ؟خ½ الى قطعة قماش لمسح العرق من الوجه ولتنظيف الأنف، كما تستخدم في غطاء رأس جثة. ويُعلق القديس يوحنا الذهبي الفم " إن قلت: ما الغرض في أن المنديل الذي كان على رأسه وليس موضوعًا مع الأكفان بل ملفوفًا في موضع وحده"؟ أجبتك: لتعلم أن هذا الفعل ما كان فعل من كان مسرعًا ولا مضطربًا، فمن هذا الفعل صدِّقوا قيامته". أمَّا عبارة"كان كُلُّ ذلك في مَكانِه" فتشير الى الشخص الذي كان ميّتا قد خلع ملابسه ومضى، ولا تشير الى سرقة الجثمان. بالطبع ما كانت هذه الاكفان والمنديل مرتَّبة لو ان القبر قد نُهب او سرق. إذ انه ما من سارق كان يترك الاكفان في مثل هذه الحالة. ويُعلق القديس أمونيوس الاسكندري " لو أن الأعداء سرقوا الجسد، فمن أجل المكسب المادي ما كانوا قد تركوا الأكفان. لو أن الأحباء فعلوا هذا لما سمحوا بتعرية الجسد وإهانته. كل ذلك يُبيِّن بالأحرى أن الجسد قد عبر إلى الخلود ولا يحتاج إلى ملابس في المستقبل". ترك السيد المسيح الأكفان والمنديل الذي كان على رأسه ملفوفًا داخل القبر، فإنه قام ولا يعود يموت ليُكفّن مرة ثانية. لقد حدثت معجزة القيامة. فقيامة المسيح تنزع عنا الخوف من الموت والقبر، وتُذكرنا أنَّ جسمنا الميت سيقوم في مجدٍ بهيٍ لا يحتاج إلى ثيابٍ فاخرة، انه يرتدي ثوب عدم الفساد كما صرّح بولس الرسول " فلا بُدَّ لِهذا الكائِنِ الفاسِدِ أَن يَلبَسَ ما لَيسَ بِفاسِد، ولِهذا الكائِنِ الفاني أَن يَلبَسَ الخُلود" (1 قورنتس 15: 53). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 41244 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() وقَد وَصَلَ قَبلَه إِلى القَبْر، فَرأَى وآمَنَ تشير عبارة " حينَئذٍ دخَلَ أيضاً التِّلميذُ الآخَرُ " الى دخول يوحنا القبر اقتداء ببطرس الذي علم ان جسد الرب لم يكن مسروقا. أمَّا عبارة "َرأَى" في الأصلاليوناني خµل¼¶خ´خµخ½(معناها نظر بوعي وإيمان)فتشير الى نظرة تصديق وإيمان. رأى التلميذ يوحنا الحبيب في وجود القبر الفارغ واللفائف الممدودة والمرتَّبة علامة حملته على الاعتراف في الايمان بقيامة يسوع. وفي الوقت نفسه فان التلميذ يوحنا -بعكس مَريمُ المِجدَلِيَّةُ -رأى في القبر الفارغ والمنديل في مكانه علامة قادته لكي يفهم ان الجسد لم يُسرق ولم يُنقل من موضع الى آخر. وهكذا وصل الى الايمان بقيامة المسيح. ان يسوع قد قام وأنه حي لا محالة وانه هو المسيح ابن الله. إن الإيمان الفصحي يبدأ في فجر القيامة. قيامة الرب هو واقعُ "رؤية"، أمورٌ تُرَى وأناسٌ يَرَوْن ... مريم المجدلية "رأَتِ الحَجَرَ قد أُزيلَ عنِ القَبْر" (يوحنا 20: 1)، و"بطرس أَبصَرَ اللَّفائِفَ مَمْدودة " (يوحنا 20: 5)، ويوحنا رأى القبرَ الفارغ (يوحنا 20: 4). لم يجدوا الجسد، لكنهم رأَوْا. والرؤيةُ تزدادُ شيئًا فشيئًا إلى يصرخوا مع سائِرُ التَّلاميذ: " رأَينا الرَّبّ" (يوحنا 20: 25). أمَّا عبارة "آمَنَ" فتشير الى يوحنا الذي كان اول الناس من آمن بقيامة المسيح. بطرس رأى وتعجب (لوقا 24: 12)، ويوحنا رأى وأمن. الإيمان هو نوعٌ من الرؤيةِ في الأعماق. رأَى يوحنا قبرا فارغا، وآمنَ أنّ هذا الفراغَ هو دليل على حضور الله القائم. القيامة هي رؤيةٌ في الفراغ، والنظرُ إلى علاماتِ الآلام، لنرى فيها مقدَّمةَ حياةٍ جديدةٍ، لأننا نؤمنُ بالله، سيِّدِ المستحيل. كم يجدر بنا ان نقرا هذه العلامات التي أوردها لنا شهود عيان كي نؤمن ونعمّق إيماننا. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 41245 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ذلك بِأَنَّهُما لم يكونا قد فهِما ما وَرَدَ في الكِتاب مِن أَنَّه يَجِبُ أَن يَقومَ مِن بَينِ الأَموات تشير عبارة " أَنَّهُما لم يكونا قد فهِما " الى ملامة كل من بطرس ويوحنا اللذين لم يفهما نبوءات الكتاب المقدس المتعلقة بقيامة المسيح، ومنها ما تنبأ عنه صاحب المزامير " لأَنَّكَ لن تَترُكَ في مَثْوى الأَمْواتِ نَفْسي ولَن تَدَعَ صَفِيَّكَ يَرى الهوة " (مزمور 16: 10)؛ ونبوءة أشعيا (53: 10). وما قاله السيد المسيح عن تحقيق آية يونان بقيامته (متى 12: 40)، وكانا في حاجة أن يفتح اللَّه ذهنيهما ليفهما الكتب، كما حدث مع تلميذي عمَّواس، (لوقا 24: 27) إنه المسيح المُمجَّد مفتاح لكل اسفار الكتاب المقدس؛ امَّا عبارة " الكِتاب " فتشير الى الكتاب المقدس التي تروي الاحداث والاقوال التي مهَّد بها الله السبيل لمجيء ابنه الآتي بملء الحياة " كما شهد فيلبس الى نتنائيل: "الَّذي كَتَبَ في شأنِه موسى في الشَّرِيعَةِ وذَكَرَه الأنبِياء وَجَدْناه وهو يسوعُ ابنُ يوسُفَ مِنَ النَّاصِرَة"(يوحنا 1: 45). وساعدت هذه الكتب المقدسة بطرس ويوحنا على تحديد حدث قيامة يسوع وتفسيره كما جاء في تصرّيح بولس الرسول الى اهل قورنتس "أَنَّه قُبِرَ وقامَ في اليَومِ الثَّالِثِ كما وَرَدَ في الكُتُب" (1 قورنتس 15: 4). فلا بدَّ من الرجوع الى الكتب المقدسة لتحديد حدث قيامة يسوع وتفسيره (1 قورنتس 15: 4) وأعمال الرسل 2: 24-31، لوقا 24: 27)؛ أمَّا عبارة " يَجِبُ أَن يَقومَ مِن بَينِ الأَموات" فتشير الى إرادة الله التي قراؤها في الكتب المقدسة. وقد دلّت هذه القيامة على قدرة الله الحاضرة في الموت. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 41246 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ثُمَّ رَجَعَ التِّلميذانِ إِلى بَيتِهِما تشير عبارة " رَجَعَ التِّلميذانِ إِلى بَيتِهِما " الى عودة بطرس ويوحنا إلى مسكنهما في المدينة بعدما ما تحققا بالمشاهدة ما انبأتهما به مريم المجدلية من ان القبر مفتوح والجسد مأخوذ. فتحدّثا مع الرسل عمَّا حدث، وقرَّر الكل أن يجتمعوا معًا في العُليّة في مساء ذات اليوم، حيث ظهر لهم السيد المسيح، ولم يكن توما حاضرًا معهم. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 41247 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() قيامة المسيح ختام عمل الفداء بدأ يسوع عمل الفداء بالتجسد والالام والصلب والموت، حيث تعتبر قيامة يسوع من بين الاموات هي تمجيد للابن من قبل الآب (اعمال 2: 22-24)، فالمسيح أصبح بقيامته رباً ومسيحاً (اعمال الرسل 2: 36) وقائداً ومُخلصاً (أعمال الرسل 5:31) وديانا للأحياء والاموات (اعمال الرسل 10: 42)، وواهباً الروح القدس الذي وعد به (يوحنا 20: 22). انه آدم الجديد الذي وضع الله تحت قدميه كل شيء (1 قورنتس 15:27)، إنه رَأسُ الزَّاوِيَة كما وصفه القديس بطرس "هذا هو الحَجَرُ الَّذي رَذَلتُموه أَنتُمُ البَنَّائين فصارَ رَأسَ الزَّاوِيَة (اعمال الرسل 4:11). ومن هذا المنطلق، القيامة هي انتصار الله الأخير على الموت، انتصار المسيح، انتصار الحياة على الموت، انتصار النور على الظلمة، انتصار الرجاء على الياس. وكشف لنا يسوع بعد قيامته، أن الحياةَ تمرُّ حتماً بالموت، والمجد بالآلام، والخلاص بالصليب، والفرح بالحزن، والخدمة بالتواضع، والأول بالآخر، والربح بالخسارة. فلا مجد دون ألم، ولا حياة دون موت، ولا قيامة دون درب الآلام. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 41248 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() قيامة الربّ يسوع هو مصدر قيامة امواتنا لمَّا كان يسوع على الارض لم يُظهر مجده الا ببعض العلامات (يوحنا 1: 11)، وفي لحظات قصيرة: كلحظة التجلي (يوحنا 1:14)؛ أمَّا بعد القيامة دخل يسوع عالم جديد تنبأ عنه أشعيا النبي (أشعيا 65: 17) وأصبح ربَّ المجد (1 قورنتس 2: 8)، " أَرادَ أَن يَقودَ إِلى المَجْد ِكَثيرًا مِنَ الأَبناء" (العبرانيين 2: 10). لذلك لم يتردّد بولس الرسول ان يُعلن " عَن يَدِ إِنسان أَتى المَوتُ فعَن يَدِ إِنسانٍ أَيضا ً تَكونُ قِيامةُ الأَموات، وكما يَموتُ جَميعُ النَّاسِ في آدم فكذلك سَيُحيَونَ جَميعًا في المسيح" (1 قورنتس 15: 22). وهكذا أضحى الموت بقيامة يسوع نهاية مطاف وعبوراً إلى حياة أخرى. ويُعلق الأسقف ميلتون "هو الذي أخرجَنا من العبوديّةِ إلى الحرّيَةِ، ومن الظلمةِ إلى النورِ، ومن الموتِ إلى الحياةِ، ومن الجورِ والمذلَّةِ إلى الملكوتِ الأبديِّ، وجعلَنا كهنوتًا جديدًا وأمَّةً مختارةً وأبديّةً. هذا هو فصحُ خلاصِنا". |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 41249 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() قيامة يسوع تُحقيق النبوات حقَّقت قيامة يسوع النبوءات كما أعلن يسوع نفسه " بَدأَ يُعَلِّمُهم أَنَّ ابنَ الإِنسانِ يَجِبُ علَيه أَن يُعانيَ آلاماً شديدة، وأَن يرْذُلَه الشُّيوخُ وعُظماءُ الكَهَنَةِ والكَتَبَة، وأَن يُقتَل، وأَن يقومَ بَعدَ ثَلاثةِ أَيَّام "(مرقس 8: 31). لقد تمَّمت قيامة المسيح ما ورد في نبوءة يونان التي كانت ترمز الى قيامة المسيح "فكما بَقِيَ يُونانُ في بَطنِ الحُوتِ ثَلاثةَ أَيَّامٍ وثلاثَ لَيال، فكذلكَ يَبقى ابنُ الإِنسانِ في جَوفِ الأَرضِ ثَلاثةَ أَيَّامٍ وثلاثَ لَيال" (متى 12: 40). وهي أيضاً علامة الهيكل كما اشار يسوع الى ذلك: "اُنقُضوا هذا الهَيكَل أُقِمْهُ في ثَلاثَةِ أَيَّام" (يوحنا 2: 19-21). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 41250 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() قيامة المسيح تحقيق الوعود حقَّقت القيامة وعد رفْع يسوع مُمجَّدا الى يمين الله كما جاء في اعمال الرسل "داودُ لم يَصعَدْ إِلى السَّموات، وهُو نَفْسُه مع ذلك يَقول: قالَ الرَّبُّ لِرَبيِّ: اِجلِسْ عن يَميني" (اعمال الرسل 2: 34)، وكما حقَّقت القيامة وعد تمجيد يسوع بإجراء الشفاء باسمه "لِيَجرِيَ الشِّفاءُ والآياتُ والأَعاجيبُ بِاسمِ عَبدِكَ القُدُّوسِ يَسوع" (اعمال الرسل 4:30)، وحقَّقت القيامة ايضا الوعد بجلوس يسوع عن يمين الله كما جاء في خطاب إسطفانس اول شهداء المسيحين "ها إِنِّي أَرى السَّمواتِ مُتَفَتِّحَة، وابنَ الإِنسانِ قائِمًا عن يَمين الله" (اعمال الرسل 7: 56). |
||||