![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 40671 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() يسوع المسيح دَحَر الشيطان ![]() لو أن يسوع المسيح ربنا هزم الشيطان، عندما جُرِّب منه في البرية، بقوة لاهوته، كالله الابن، لَمَا كانت هناك تجربة على الإطلاق، وما كان هناك بالتالي مثالاً لنا في التجربة وفي النُصرة، نحتذيه أو نتشجع به. لكن ربنا يسوع المسيح دَحَر الشيطان على مبدأ الطاعة كإنسان، راسمًا أمامنا واجبنا اليومي على طريق الجهاد المسيحي والانتصار على التجربة. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 40672 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() تجربة المسيح (3) ![]() ثم أخذه أيضًا إبليس إلى جبل عالٍ جدًا، وأراه جميع ممالك العالم ومجدها، وقال له: أُعطيك هذه جميعها إن خررت وسجدت لي ( مت 4: 8 ، 9) نلاحظ أن إبليس في تجربته للسيد، استخدم تكتيكًا منظمًا متدرجًا. فالتجربة الأولى كانت على المستوى المادي ( مت 4: 3 )، أما التجربة الثانية فكانت، إن صحّ التعبير، تجربة دينية. أما التجربة الثالثة ففيها يسفر الشيطان عن وجهه القبيح. وكأنه قد تحقق فجأة من إنسانية المسيح الكاملة، فتعامل معه على هذا الأساس. إنه قد وجد السيد ـ له كل المجد ـ مُصرًا على أن يأخذ تمامًا مركز الإنسان، إذًا فليجرِّب معه سلاحًا لم يفشل في استخدامه مع الإنسان على مدى أربعة آلاف سنة، هي عمر خبرته في التعامل معه. إنه لا يقول فيما بعد «إن كنت ابن الله»، بل يقدم عَرضه بوقاحة «أعطيك هذه جميعًا (ممالك العالم ومجدها) إن خررت وسجدت لي». لقد قبل الملايين من البشر، قبلها وبعدها، باقتراح إبليس؛ ورضوا بالسجود له مقابل ما هو أقل بكثير، فهل يستطيع هذا الناصري الفقير أن يقاوم ممالك العالم ومجدها؟ إنه هجوم جنوني، ويحمل في طياته إهانة لمجده الإلهي المُحتجب في الناسوت الموجود أمامه. عندها وللمرة الأولى ينادي السيد، الشيطان باسمه، بعد أن أسفر عن وجهه «اذهب يا شيطان». أما السجود فلا يكون إلا لله وحده «لأنه مكتوب للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد» (ع10). أما ممالك العالم ومجدها، فسوف يأخذها من يد الآب، وعن طريق الألم والصليب. إن هذا العالم قد دمّره إبليس رئيس هذا العالم، ولوَّثته الخطية، ولا بد من الفداء قبل أن يأخذ المُلك الذي له على الجميع. وسوف يأتي وقت تجثو فيه باسم يسوع كل رُكبة، ممن في السماء ومَنْ على الأرض. ليس عن طريق السجود للشيطان، بل عن طريق الطاعة للآب. الطاعة حتى الموت، موت الصليب. «اذهب يا شيطان»، وكأنها نبوة عن هزيمته الساحقة له في الصليب حين أباد «بالموت ذاك الذي له سلطان الموت أي إبليس». عندئذ تركه إبليس «وإذا ملائكة قد جاءت فصارت تخدمه». الملائكة المكتوب عنهم أنه «يوصي ملائكته بك لكي يحفظوك في كل طُرقك». لقد كان انتصاره ساحقًا، وهو على استعداد لأن يقودنا في موكب نُصرته في كل حين متى سلّمنا له، وتمتعنا به، له كل المجد.. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 40673 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() توحَّد مع المُجرَّبين! ![]() فتقدم إليه المجرِّب وقال له: إن كنت ابن الله ... فأجاب وقال: مكتوبٌ: ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان ... ( مت 4: 3 ، 4) لقد توحَّد هذا المُحب الفريد مع البشر عندما سمح لإبليس أن يجرّبه! أربعة آلاف سنة مرَّت منذ أسقط الشيطان رأس الخليقة وأول إنسان، ومن يومها لم يكُف عن الجولان في الأرض والتمشي فيها لكي يخدع ويجرِّب ويُسقط بني الإنسان. لم يقوَ عليه إبراهيم ولا موسى ولا شمشون أو داود ، صال وجال وعربد وأهلك البلايين! وهو لم يكف عن افتخاره الأثيم بأنه ملك على كل البلاد، وسيد على كل البشر إذ استطاع أن يقتنصهم جميعًا في فخه! لكن أخيرًا جاء إليه هذا الإنسان المجيد ليوقف انتصاراته وليعلن بداية نهاية سيادته على الإنسان. ومن أول عبارة نطق بها الشيطان نشعر كأنه يريد تحييد المسيح ومنعه من التوحد مع الإنسان، إذ يذكِّره بكونه ابن الله! لقد شعر بالخطر على عرشه وبالرهبة من مواجهة المسيح كإنسان، فقال له: «إن كنت ابن الله»! وكأنه يريد، بذكاء، أن يسحبه بعيدًا عن دائرة الإنسان واحتياجه لله، أراد أن يجذبه إلى ممارسة سلطانه كابن الله ليكف عن أن يكون هذا الإنسان المعتمد على الله حتى من جهة طعامه، وكأنه يقول: ”ما لك وللإنسان“؟! لكن ما أروع ردّ السيد إذ يُجيبه: «ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان»!! لاحظ أن إبليس يقول: «ابن الله»، والمسيح يقول: «الإنسان»! لقد كان هناك، ليس باعتباره ابن الله، بل ابن الإنسان الذي توحَّد مع الجنس البشري ضد عدوهم، وهو عتيد أن يكون لهم المخلِّص منه، ولذا كان لا بد له أن يُظهر تفوقه عليه ليُثبت جدارته بأن يخلِّصهم منه! لقد كان ـ تبارك اسمه إلى الأبد ـ في المعمودية وفي التجربة، كمَن يقدم لله أوراق اعتماده كمخلِّص للإنسان من خطاياه، وكمخلِّص للإنسان من سلطان الشيطان. هو لم يحتقر البشر لهزيمتهم وعبوديتهم من إبليس، بل نزل ليصارع لهم عدوهم في البرية، بينما نحن نكتفي بأن نتكلم عن أخبار هزيمة البشر من إبليس، نتكلم بروح الشماتة أحيانًا، أو الاستخفاف أحيانًا أخرى، غير مُدركين لبشاعة هذا، بينما يحتاج البشر لمَن يشعر بهزيمتهم فينزل ليصارع عدوهم بأسلحة المحاربة الروحية القادرة بالله على هدم حصون هذا العدو، ونحن المؤمنين فقط الذين نمتلك تلك الأسلحة. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 40674 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() مكتُوبٌ ![]() مَكْتُوبٌ: لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللَّهِ ( متى 4: 4 ) من أهم الأمور للمؤمنين، ولا سيما لحديثي الإيمان منهم، الدرس بروح الصلاة وباستمرار في الكتاب المقدس، إذ إن التعاليم التي يمكن الحصول عليها من اجتماعات المؤمنين مهما كانت حسنة ومفيدة في حد ذاتها لا تستطيع أن تقوم مقام المطالعة الشخصية والتأمل الفردي في كلمة الله. فالله يُطعِم النفس من كلمته في كل حالة نُظهر فيها الاجتهاد والشوق والتعطش، فهو يُشبع القلب المُشتاق، ويملأ النفس الجائعة خيرًا ودسمًا. ونحن في حاجة إلى مؤونة يوميًا، فالمَنّ يجب أن يُجمَع جديدًا كل يوم بيومه، ويجب أن نطلبُه مُبكرين قبل أن نَقدم على عمل النهار. نحن مفروض علينا محاربة أعداء كثيرين، ولهذا فنحن في حاجة إلى أن نتقوى ونتسلح بسلاح الله الكامل، لأن دخولنا المعركة بقوتنا الذاتية لا بد أن ينتهي بالخيبة والانكسار، فنحن نحتاج إلى قوة وحكمة من الأعالي. وما أعظم الفائدة التي تحصل عليها النفس من وقت قصير تقضيه في التأمل الصامت العميق في كلمة الله! وفي ربنا المبارك نفسه لنا المثال الكامل في هذه الحالة كما في غيرها، إذ نجده يستعمل تلك الكلمة الصغيرة «مكتوبٌ» في حوالي أربعة عشر أو خمسة عشر موضعًا. ففي بَدء خدمته لما واجه قوة الشيطان وحيله، نراه تغلَّب عليه بالمكتوب، وهذا كان فيه الكفاية، فلم يُرِِد أن يُحَوِّل الحجارة خبزًا – مع أن له السلطان أن يفعل ذلك – إلا أنه لم يشأ أن يتصرف بدون إرادة الله وأمره، فلم تستطع حيلة العدو ولا قوة تغريره أن تؤثر عليه ليتخلى عن مركز الطاعة لله والاستناد الكلي على مشيئته المدوَّنة في كلمته المكتوبة، فهو يُجيب الشيطان من سفر التثنية؛ ذلك السفر الذي يحتوي على التعليمات التي أعطاها على يد موسى لإرشاد شعبه بعد دخولهم أرض الموعد. ولما أراد الشيطان أن يُسيء تطبيق كلمة الله، كان ربنا المبارك يُجيبه أيضًا من المكتوب. وإذ عجز الشيطان عن إيجاد أي منفذ ليهزم ذاك الذي كان محصورًا بكلمة الله، نراه قد تركه وهو يجر أذيال الخيبة والفشل، فالرب لم يُقابل الشيطان بقوة فكره الإلهي، إنما استطاع أن يردُّه خائبًا مخزيًا بالكلمة المكتوبة وحدها، ولهذا فهو أعظم مثال لنا. . |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 40675 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الإنسان الثاني: الطاعة والجهاد ![]() اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ ( متى 4: 10 ) نزل الروح القدس على الإنسان يسوع المسيح. وبالروح أُقتيد إلى البرية ليُجرَّب لأجلنا من إبليس، وبقوة تلك المسحة خرج من ميدان التجربة ظافرًا. وأقول: إنه جُرِّبَ لأجلنا، لأنه لو كان يسوع المسيح قد دحرَ الشيطان بقوة لاهوته كالله الابن، لَمَا كانت هناك تجربة على الإطلاق، وبالتالي ما كان هناك مثال لنا في تجربته وفي نُصرته لكي نحتذيه أو نتشجَّع به. لكن الرب يسوع دحرَ الشيطان على مبدأ الطاعة كإنسان، راسمًا أمامنا واجبنا اليومي على طريق المُجاهدة والنصرة. لقد انتصر الإنسان يسوع المسيح على العدو وهو على مبدأ الطاعة الواعية، مستخدمًا في ذلك كلمة الله، مواجهًا الخصم باسمه: “يا شيطان”، في اللحظة التي فيها تجرأ الشيطان على الاستعلاء المكشوف. لأن إبليس استعمل الخداع في التجربتين الأولى والثانية، أما في الثالثة فقد جاء سافرًا بدون حياء، فكشفه الرب يسوع بقوله: “يا شيطان”. ونحن ينبغي لنا أن نعرف هذا الطريق، طريق الطاعة الواعية المسرورة بأن تنفِّذ مشيئة الله. وهذا هو طريق الجهاد المسيحي الصحيح. وحيث تكون الطاعة فهناك الجهاد، وحيث لا تكون طاعة فليس هناك جهاد. ولقد حاول الشيطان أن يفصل الطاعة عن الجهاد في يسوع المسيح لمَّا قال له: «إن كنت ابن الله»؛ أي إن كان لك سلطان أن تفعل ما تريد، فاستخدم سلطانك وتخلَّ عن مبدأ الطاعة، وقُل للحجارة أن تصير خبزًا؛ أي افعل بإرادتك وسلطانك شيئًا يقتضيه ظرفك الذي أنت فيه. لكن جواب الرب يسوع كان معناه: إني على طريق الطاعة، إني مجتهد خادمٌ، وليس لي ما أمارس فيه سلطاني، وليس هناك مجال لأن أُملي إرادتي لأنه «مكتوبٌ: ليس بالخبز وحدَهُ يحيا الإنسان، بل بكل كلمة تخرج من فم الله» ( مت 4: 4 )، وسوف أظل على طريق الطاعة، وفي كامل الاتكال على الله غير مستقل عنه. هنا القوة، وقد استُخدمت استخدامًا فعَّالاً على طريق الطاعة. مسكين آدم الذي لم يكن أمامه سوى عمل واحد من أعمال الإرادة إن هو فعله يسقط، وقد فعله وسقط. أما ذاك الذي كان في قدرته أن يفعل كل شيء، وفي سلطانه أن يتصرَّف على مستوى قدرته، فثبت على الطاعة ولم يفعل واحدة فيها خروج على مبدأه، بل إنه استعمل قدرته ليؤدي بها خدمته كاملة، ويُبرهن بها على خضوعه الكامل. نعم، مباركة هي طرق الرب في وسط تشويشات المعصية ونتائج عدم طاعة الإنسان، وفي وسط آلام وأحزان تجرَّب بها في كل شيء ما خلا الخطية. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 40676 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ولاء رغم التحدّيات ![]() «الَّذِينَ اتَّكَلُوا عَلَيْهِ وَغَيَّرُوا كَلِمَةَ الْمَلِكِ وَأَسْلَمُوا أَجْسَادَهُمْ لِكَيْلاَ يَعْبُدُوا أَوْ يَسْجُدُوا لإِلهٍ غَيْرِ إِلهِهِمْ» (دانيآل3: 28) لم يكن الأمر سهلاً بالنسبة لدانيآل وميشائيل وحننيا وعزريا، في بابل، بل كانت التحديات أصعب من أن يصفها من لم يواجهها. لقد تعرضوا لمحاولات رهيبة لطمس هويتهم لتنسيتهم من هم في حقيقتهم، ولإخضاعهم “للوضع العام”. كانت البداية تغيير لغتهم ولسانهم. لم تكن المسألة مسألة ثقافة، بل لإبعادهم عن لغة العهد القديم لعزلهم عن كلمة الله. وما زالت مثل هذه المحاولات تجري علينا إذ يحاول الشرير إبعادنا عن كلمة الله بدواعٍ مختلفة كالثقافة والتقدُّم... فليتنا نفعل مثلهم فمع أنهم تعلموا الكلدانية (ولم ينعزلوا عن المجتمع) إلا أنهم بقوا تلاميذًا للكتاب المقدس (دانيآل9: 2). ثم إنهم تعرضوا لتغيير أكلهم، وفي ذلك احتمال أن يتنجسوا بأطعمة تنهى عنها الشريعة أو ذُبحت لأوثان. والطعام هو ما يعتقد الإنسان أنه يحيا عليه. فإن كنت تتغذى على الميديا ومواقع التواصل والعلاقات... ولا يمكنك الاستغناء عنها، فقد صارت طعامك. تذكَّر أن هناك خطر أن تتسبب بعض هذه الأشياء في تنجيس فكرك وحياتك. كذلك تذكر أنه «مَكْتُوبٌ: لَيْسَ بالـ(... ضع ما تعتقد أنك تحيا به هنا) وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللهِ» ( متى 4: 4 ). ليتك تفعل كدانيآل فتأبى أن تتنجس. كذلك تعرضوا لتغيير أسمائهم لتُنسيهم ارتباطهم بإلههم (دانيآل = الله قاضيَّ، سًمي بلطشاصر = الذي يرضى عنه “بيل”؛ وحننيا = الله حنّان، سًمي شدرخ = الذي يشدده “رخ”؛ وميشائيل = من مثل الله؛ سًمي ميشخ = من مثل “آخ”؛ وعزريا = الله يقوي، سًمي عبد نغو = عبد “نغو” وكلها آلهة وثنية). لكنهم أثبتوا أن العدو يُغَيِّر الاسم من الخارج لكنه لا يستطيع أن يغيّر القلب. إن الولاء القلبي لإلههم كان هو أفضل حائط صد لكل هجمات العدو عليهم؛ ورغم صغر سنهم كانوا أبطالاً شهد لهم ملوك وأعداء. . |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 40677 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() تجربة المسيح (2) ![]() إن كنت ابن الله فاطرح نفسك إلى أسفل، لأنه مكتوب: أنه يوصي ملائكته بك، فعلى أياديهم يحملونك لكي لا تصدم بحجر رجلك ( مت 4: 6 ) كإنسان جُرِّب المسيح في البرية من إبليس، وكإنسان خرج غالبًا. وقد استخدم في مواجهته سلاحًا هو في متناول كل ابن من أبناء الله. كان يستطيع أن يدحره بكلامه، وهو الكلمة المتجسد، لكنه آثر أن يضع نفسه معنا على ذات المستوى، ويهزمه بسلاح الكلمة «مكتوب»، حتى نستطيع أن ننتصر كما انتصر، وبنفس السلاح. والتجربة الأولى كانت على المستوى المادي، لقد أتى إبليس للسيد مستغلاً الظروف المادية، وحاجته إلى الطعام. أما التجربة الثانية، فلم تكن تجربة في الأمور المادية، لكنها، إن صحّ التعبير، كانت تجربة دينية. «إن كنت ابن الله فاطرح نفسك إلى أسفل، لأنه مكتوبٌ أنه يُوصي ملائكته بك، فعلى أياديهم يحملونك لكي لا تصدم بحجرٍ رجلك» ( مت 4: 6 ). إنه الاستخدام الخاطئ لكلمة الله، كأن إبليس يقول للسيد: "أنت تستشهد بآيات من كلمة الله، إذًا هاك آية من المكتوب". ثم اقتبس له من المزمور الحادي والتسعين. الآية صحيحة، والمزمور عن المسيا فعلاً، لكن الاستخدام خاطئ وملتوِ، فالكتاب لا يعلّمنا أن نلقي بأنفسنا من علو، حتى نختبر حفظ الله ورعايته لنا بواسطة الملائكة، لكنه يُخبرنا أن الإنسان الساكن في ستر العلي، المُتكل دائمًا على إلهه، في طريق طاعته وخضوعه للمشيئة الإلهية، يستطيع أن يختبر عناية الله وحفظه. والسيد هنا لا يناقش إبليس في سوء استخدامه لصحيح الكتاب، لكنه يرُّد عليه «مكتوب أيضًا: لا تجرِّب الرب إلهك» (ع7). وهو بذلك يترك لنا مثالاً رائعًا. قد لا تكون لدينا الحُجة القوية، ولا التمييز الصحيح لكي ندحض أقوال العدو إذا أتانا مُحرِّفًا لكلمة الله، لكن لدينا ما هو أثبت: «مكتوب أيضًا». إن كلمة الله تتجاوب مع بعضها، وإن صَعُب عليَّ فهم جزء منها، فعليَّ التمسك بكل قوة بالمكتوب أيضًا، بالجزء الواضح والصريح الذي أستطيع أن أفهمه بسهولة. «لا تجرِّب الرب إلهك»: إني إذا حاولت بأية طريقة أن أثبت صدق أقوال الله وأمانته في مواعيده، فإني في اللحظة ذاتها أكون قد شَككت في هذه المواعيد، فما دام قد قال، فهو صادق ولا بد أن يفعل. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 40678 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ناحاش العموني ![]() فقال لهم ناحاش العموني: بهذا أقطع لكم (عهدًا). بتقوير كل عين يُمنى لكم وجعل ذلك عارًا على جميع إسرائيل ( 1صم 11: 2 ) نا في القصة الواردة في 1صموئيل11 درس هام. فلقد نزل ناحاش العموني على سكان يابيش جلعاد. وناحاش هذا، ومعنى اسمه "الحنش"، هو صورة للشيطان، الحية القديمة. فقال أهل يابيش لناحاش: «اقطع لنا عهدًا فنُستعبد لك». وهم إذ استسلموا له في مهانة، فإنه في غرور وقسوة وبربرية، وضع لهم شرطًا قاسيًا ومُذلاً لقطع العهد معهم، وهو أن يقوّر كل عين يُمنى لهم فيصير ذلك عارًا على جميع إسرائيل. وهي صورة صادقة لِما يعمله الشيطان مع كل مَنْ لا يفتحون الكتاب المقدس. فجلعاد تعني "الشهادة" ويابيش تعني "يابس". سبق أن انتصر يفتاح الجلعادي على نفس هذا العدو. ويفتاح انتصر لأن اسم يفتاح يعني بالعربي "يفتح". فمَنْ يفتح الشهادة ينتصر على الشيطان، أما الذين يعيشون في الشهادة اليابسة، وما أكثرهم بكل أسف داخل المسيحية اليوم، فسيفعل بهم الشيطان نفس ما فعل هذا الحنش مع سكان يابيش جلعاد، أي سيقوّر عيونهم اليُمنى! وتقوير العين اليُمنى معناه عدم القدرة على الرؤية سوى من جانب واحد، هو الجانب الذي اختاره الحنش لهم. وأتباع البدع العصرية يرون كل آيات الكتاب من جانب واحد فقط. إنهم مثل سيدهم الشيطان، يعرفون أنه «مكتوب» ( مت 4: 6 )، لكنهم لا يعرفون ما قاله الرب في رده على الشيطان «ومكتوب أيضًا» ( مت 4: 7 ). ليس لديهم الرؤية الكاملة لكلمة الله، بل يحفظون بعض الآيات من هنا والبعض من هناك لكي يثبتوا أفكارهم الهرطوقية، متجاهلين باقي آيات الكتاب. أما لماذا اختار ناحاش العموني العين اليُمنى ليقورها؟ فربما لأنه في الحروب القديمة كان المحاربون يمسكون السيوف بأيديهم اليُمنى والأتراس بأيديهم اليسرى. فكانت الأتراس تحجب الرؤية عن عيونهم اليُسرى ولا يبقى سوى العين اليُمنى فقط ليروا بها. فإذا قوّر العدو أعينهم اليُمنى، استحالت الحرب بالنسبة لهم. وحتى لو امتلكوا السيف لن يقدروا أن يحاربوا. وهكذا كل مَنْ اتبع ضلالات البدع الكفرية، مع أنهم قد يقرأون الكتاب المقدس، لكنهم لن يروا منه سوى ما صوّره الشيطان لهم. ليتنا نحن نفتح الكتاب، والرب يفتح أذهاننا لنفهم الكتب! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 40679 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() يُوصي ملائكته بك ![]() أنه يوصي ملائكته بك، فعلى أياديهم يحملونك لكي لا تصدم بحجر رجلك ( مت 4: 6 ) هذه الآية اقتبسها الشيطان مطبقًا إياها على الرب يسوع، عندما جرَّبه في البرية، كالإنسان الكامل، أربعين نهارًا وأربعين ليلة، كما نقرأ في متى4؛ لوقا4. ولقد كان الغرض من هذه التجربة إظهار كمال الإنسان الثاني: الرب يسوع المسيح. وهو في هذا في مفارقة تامة مع الإنسان الأول في الجنة. لقد كان آدم وسط جنة غنَّاء، فيها كل ما يلذه وينعشه، أما المسيح فكان في برية جدباء ليس فيها له حتى الخبز الضروري. بمعنى أن كل ظروف آدم في الجنة كانت تحتج لصالح الله في وجه العدو، بينما في البرية كانت كل الظروف في طاعة العدو ضدًا لابن الله. ولقد سقط الإنسان الترابي فورًا، وأما الرب يسوع فانتصر انتصارًا عظيمًا. ونهاية التجربة بالنسبة للمسيح أن أتت الملائكة لتخدمه في البرية، بينما مع آدم وحواء نقرأ عن طردهما من الجنة، وعن الكروبيم وسيف اللهيب تمنع الإنسان من الاقتراب إلى الجنة. وعندما اقتبس الشيطان هذه الآية المسياوية الواردة في مزمور91: 11، فإنه كعادته حوَّر في الآية لتخدم مقاصده الخبيثة. لقد قال للمسيح: «إن كنت ابن الله فاطرح نفسك إلى أسفل، لأنه مكتوبٌ: إنه يوصي ملائكته بك، فعلى أياديهم يحملونك لكي لا تصدم بحجرٍ رجلك» ( مت 4: 6 ). لقد حذف الشيطان منها عبارة «في كل طرقك»، وكأنه مصرَّح للمؤمن بأن يضع نفسه في التجربة ليرى إذا ما كان الله سيتمم وعده أم لا. في التجربة الأولى طلب الشيطان من المسيح أن يجعل الحجارة خبزًا، فلما رفض المسيح أن يعمل شيئًا بالانفصال عن الآب أو أن يساعد نفسه، كأن الشيطان يقول للمسيح: إن كنت لا تريد ممارسة قوتك الإلهية لتساعد نفسك، إذًا فاجعل أباك يستخدم قوته لمساعدتك. والمسيح لو فعل ذلك، لكان قد جرَّب الرب كما فعل بنو إسرائيل في البرية. لهذا فإن المسيح قال للشيطان: «ومكتوبٌ أيضًا: لا تجرب الرب إلهك» ( مت 4: 7 ؛ لو4: 12). وإذا سألنا: لماذا انتصر الرب يسوع على الشيطان؟ فالإجابة هي: لأنه كان في ستر العلي، ولم يخرج من هذا المكان قط، إلا طوعًا وباختياره، في ساعات الظلمة فوق الصليب، فله كل المجد. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 40680 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() أي إنسانٍ هذا؟ ![]() وكان هو نائمًا ... ثم قام وانتهر الرياح والبحر ... فتعجَّب الناس قائلين: أي إنسانٍ هذا؟ فإن الرياح والبحر جميعًا تُطيعه! ( مت 8: 24 - 27) لقد اجتمع الناسوت واللاهوت في شخص ربنا يسوع المسيح لأنه الله الظاهر في الجسد. وإن تاريخه الشخصي عندما عاش على الأرض بين الناس يبرهن على هذه الحقيقة: * تأمل في متى 8: 23- 27 فداخل القارب الشراعي نام الرب يسوع في هدوء. وهو بالتأكيد هنا إنسان، لأن الله لا ينام ( مز 121: 4 ). ولكن عندما أيقظه تلاميذه، وقد أرعبتهم الرياح الهائجة وهي تتلاعب بالقارب، انتهر الريح والبحر، فصار هدوء عظيم. وهنا أظهر أنه الله المُسيطر على قوات الطبيعة وعناصرها. ونومه يمكن أن يُنسب فقط إلى حقيقة أنه إنسان، أما سلطانه على الريح والبحر فيُنسب إلى كونه الله. وهذا يُرى أيضًا في متى14: 25 عندما مشى على البحر. وبكلمته بدأ بطرس يمشي على الماء، ولكن عندما حوَّل نظره عن الرب إلى الأمواج المُضطربة بدأ يغرق. ولكن البحر تحت سلطان الرب يسوع تمامًا، لأنه الله، وبينما هو واقف على البحر انتشل بطرس. * وفي يوحنا9: 11 عندما استرد الرجل الأعمى بصره بعد أن أطاع تعليمات الرب، يُشير إلى الرب بالقول: «إنسان يُقال له (يُدعى) يسوع». ولكن عندما وجده الرب بعد هذا (وكان اليهود قد أخرجوه من المجمع) سأله «أ تؤمن بابن الله؟» تساءل الرجل: «مَنْ هو يا سيد لأُومن به؟» فأجابه الرب يسوع: «قد رأيته، والذي يتكلم معك هو هو» ( يو 9: 37 )، قال الرجل في الحال: «أُؤمن يا سيد. وسجد له». وقد قبل الرب يسوع سجود هذا الرجل له، بينما لم يقبل بطرس أن يسجد كرنيليوس له ( أع 10: 25 ، 26)، ولم يسمح الملاك أيضًا ليوحنا أن يسجد له ( رؤ 22: 8 ، 9)، لأن السجود لله وحده ( مت 4: 10 ). وقد قَبل الرب السجود في عدة مناسبات دون اعتراض، لأنه هو الله، وهو أيضًا إنسان حقًا، كما قال الرجل الأعمى عنه. وهذا قليل من كثير من الآيات التي تشهد لمعجزة اتحاد مجد الله الفائق والنعمة البشرية الجاذبة في شخص واحد مُمجَّد إلى الأبد. كم يملأنا هذا بالرهبة، والدهشة والتمجيد إلى الأبد. . |
||||