منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18 - 05 - 2021, 10:30 PM   رقم المشاركة : ( 40651 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الشاب الغني، والفرصة الضائعة



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



وفيما هو خارج في الطريق ركض واحد وجثا له وسأله:
أيها المعلم الصالح ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية؟

( مر 10: 17 )

في هذه الحادثة التي وردت في الأناجيل الثلاثة: متى ومرقس ولوقا، نرى أنه مهما كانت الثروة الأرضية والمزايا الطبيعية حسنة في مكانها الصحيح، إلا أنها ليست فقط غير قادرة على أن تعطي صاحبها حق دخول ملكوت الله، ولكنها أيضاً تقف حائلاً حقيقياً دون الحصول على البركة. فالطبيعة في أحسن حالاتها لا تدرك حاجتها للمسيح وليس عندها تقدير صحيح لمجد شخصه الكريم.

لقد كانت في هذا الشاب صفات كثيرة ممتازة: لقد كان مملوءاً بحماس الشباب لأنه جاء راكضاً. وكان مستعداً لأن يعترف بسمو المسيح لأنه بكل خشوع "جثا له". وكان راغباً في أن يعمل الصلاح لأنه قال "ماذا أعمل؟". شكله الخارجي يدل على أن صفاته ممتازة، ولقد حفظ الناموس ظاهرياً. لقد كان هناك الكثير من الجمال في صفاته (التي هي من ثمار خليقة الله الجيدة) وكانت هذه موضع تقدير من الرب، ولذلك نقرأ "فنظر إليه يسوع وأحبه". ومع ذلك فكل هذه الصفات الطبيعية المتميزة لم توجد عنده تقديراً حقيقياً لشخص الرب ولمجده. كما لم توجد شعوراً حقيقياً بحالته وحاجة قلبه. لقد كان يستطيع أن يدرك تميز المسيح كإنسان، ولكنه لم يستطع أن يدرك مجد شخصه كابن الله.

وفي إجابة الرب له يتمشى معه من نفس أرضية سؤاله ليبين له أنه لا يقر أن الإنسان صالح "ليس أحد صالحاً إلا واحد وهو الله". لقد كان المسيح صالحاً بحق وذلك لأنه هو الله.

وإذ لم يكن لهذا الشاب شعور بحاجته، لذلك لم يكن سؤاله: "ماذا ينبغي أن أعمل لأخلص؟". ولكن "ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية؟". فوضعه الطبيعي الممتاز أعماه عن حقيقة أنه خاطئ هالك في حاجة إلى خلاص بالرغم من كل ما يتمتع به من صفات ممتازة.

ويكشف الرب الستار عن حقيقة حالته بهذا الطلب "اذهب بع كل ما لك وتعال اتبعني". ولقد أظهر هذا الطلب حقيقة قلبه وأنه يفضل المال عن المسيح، وهكذا نقرأ "واغتم على القول ومضى حزيناً". هذا يبين ما في قلب الإنسان الطبيعي من جهة الله، فالصفات الممتازة ليست دليلاً على حالة القلب الروحية الداخلية.

 
قديم 18 - 05 - 2021, 10:32 PM   رقم المشاركة : ( 40652 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الشاب الغني وعثرة المال



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



فنظر يسوع حوله وقال لتلاميذه:

ما أعسر دخول ذوي الأموال إلى ملكوت الله
( مر 10: 23 )


لقد كان المال في حياة الشاب الغني الواردة قصته في الأناجيل، بمثابة الصنم، فبمجرد أن تحدَّث المسيح له عن المال، يقول الكتاب "اغتم على القول. ومضى حزيناً لأنه كان ذا أموال كثيرة" ( مر 10: 17 -22). واستخدم الرب المناسبة ليوضح أن المال الكثير والغنى الوفير وهما أمور طالما نظر إليها الإنسان الطبيعي على أنها بركة، هي نفسها معطل وعائق في الأمور الإلهية. والبشر بصفة عامة؛ إما أنهم يملكون المال، أو أنهم يتمنون امتلاكه. لكن ما يسعون إليه هو في الحقيقة فتّاك ومدمر في أمر الخلاص.

آه ما أبطأ الإنسان في أن يرفض ما يضره ليُمسك بما ينفعه، فيتخلى عن الناموس لأجل المسيح، ويضحي بالأرض لأجل السماء. نحن نميل إلى الغنى والأرض، لكن المسيح يقدم لنا الصليب والسماء.

ولهذا فإن التلاميذ عندما سمعوا كلام المسيح "ما أعسر دخول ذوي الأموال إلى ملكوت الله" يقول الوحي "فتحير التلاميذ من كلامه". فلقد كان التلاميذ يعرفون أن المال هو علامة بركة الله ورضاه. فخرج السؤال من أفواههم تلقائياً "فمَنْ يستطيع أن يخلص؟" فجاء رّد الرب في ع27 ليعطي إجابة واضحة، وهي أن الخلاص وإن كان مستحيلاً عند الناس، لكنه غير مستحيل لدى الله. وبكلمات أخرى كأن الرب يُجيب: لو أن المسألة متوقفة على قدرة الإنسان، فلن يخلص أحد. لكن طالما أن الخلاص من الله، فكل إنسان ممكن أن يخلص: الفقير أو الغني. ويكفي للإنسان، غنياً كان أم فقيراً أن يشعر بحاجته إلى الخلاص. عندئذ لن تكون هناك صعوبة للحصول عليه من الله. فالخلاص هو من الله، ويعتمد تماماً على قوة الله بالنعمة ولا شيء آخر.

وبهذه المناسبة دعونا نرفع صوت التحذير عالياً من المال. فهو إله وصنم. صحيح ممكن أن يُستخدم المال حسناً لمجد الله. لكن بالمقابلة مع كل واحد يستخدم المال حسناً، هناك الآلاف يستخدمهم المال سيئاً، فيُشقي حياتهم ويدمر أبديتهم. دع إنسان العالم يعمل من المال صنماً، ومن تكديس الأموال هدفاً، ومن جمع الثروة الطائلة حُلماً. لكن في المقابلة دع إنسان الله يعرف بأن له كنزاً في السماء يجعل وجهه كالصوان ضد روح العالم في هذا الأمر.
 
قديم 18 - 05 - 2021, 10:35 PM   رقم المشاركة : ( 40653 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

طلاب راحة وطلاب شبع



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



أيها العطاش جميعًا هُلموا إلى المياه،
والذي ليس له فضة تعالوا اشتروا وكُلُوا.

هلموا اشتروا بلا فضة وبلا ثمن خمرًا ولبنًا
( إش 55: 1 )


في داخلنا في الأعماق، هناك حنين إلى معرفة الحقيقة، وإلى الوصول إلى الشبع. هناك تطلع إلى الحق الكامل، وإلى الجواب الشافي على ألغاز الحياة وعلى خفايا النفس وعلى سر الله، هذه قضية أساسية عند كل واحدٍ منا. لقد كان هذا العالم ولم يَزَل حتى الآن مكان الطالبين والمتسائلين والباحثين وراء قضايا هذا الوجود.

وعندما كان الرب يسوع المسيح نفسه على الأرض، قابل في كل مكان أُناسًا طلاب راحة وطلاب شبع، أُناسًا عقلاء وحكماء وقادة ومُدبرين ورجالاً ونساءً من مختلف الطبقات من الأغنياء ومن الفقراء، وبكل تأكيد لم يتقابل معهم مُصادفة، بل اعترض طريقهم ليحل مشاكلهم الفكرية، وغير الفكرية.

هذا نيقوديموس، رئيسٌ بين اليهود، محترم ومعلم في الديانة اليهودية، له مكانته وقدره، هذا الرجل جاء إلى يسوع ليسأل عن الحق وعن الله.

وهذا شاب ذو أموال كثيرة، يتمتع بمركز اجتماعي مرموق بين مواطنيه، وكان بقلبه يبحث عن شيء، كان يريد الحياة وحقيقتها وأبديتها، ومرقس يسجل عنه هذه العبارة: «فنظر إليه يسوع وأحبه» ( مر 10: 21 ).

ونيقوديموس عرف الجواب، ووجد السر واستراح، إذ قَبِلَ الرب يسوع وقَبِلَ تعليمه. أما ذلك الشاب الغني فعندما عرف نفس الجواب ونفس الرب مصدر الحياة والراحة، فإنه حوَّل وجهه ومضى. لم يستطع أن يفك نفسه من رُبط المال ومحبة المال. عاد إلى ملذاته، وعاد فارغًا، وعاد حزينًا.

وماذا عن أنفسنا؟ نحن نختبر ذات الحنين إلى الحقيقة، وذات التطلع إلى معرفة الحق والحصول على سلام القلب. ويسوع المسيح لم يَزَل هو الجواب الشافي على كل تطلع إلى الحق والحقيقة. جاء إلى حيث نحن ليموت نائبًا وبديلاً لكي يقرِّبنا إلى الله، ويطلب منا أن نأتي إليه. جوابه على كل اشتياق أو حنين هو دعوته التي يوجهها إلينا لنُقبِل إليه. نأتي إليه كما نحن وحيث نحن بمسائلنا ومشاغلنا ومشاكلنا وقضايانا وجوعنا وتطلعنا. نأتي إليه بذات خطايانا، وهو كفيل بإشباع الأشواق وحل المشاكل وحسم القضايا. هو يُشبع الجياع خيرات. هو يملأ كل فراغ إذا نحن سلمناه الفراغ ليملأه. .
 
قديم 18 - 05 - 2021, 10:37 PM   رقم المشاركة : ( 40654 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ويتقدمهم يسوع



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



وابتدأ بطرس يقول له: ها نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك ...

وكانوا في الطريق صاعدين إلى أورشليم

ويتقدمهم يسوع، وكانوا يتحيرون.. يخافون
( مر 10: 28 ، 32)


في طريق الصعود إلى أورشليم، استطاع التلاميذ بالنعمة أن يقولوا: «ها نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك». لقد وجدوا في المسيح جاذبية كافية لأن تجعلهم يضحون بكل شيء أرضي، ويلتصقون بشخصه المبارك. ولم يكن في ذلك خسارة لهم، بل كانوا من الرابحين، لأن المسيح لا يكون مديونًا لأحد، وهو مستعد أن يعوِّض مئة ضعف في هذه الحياة، والحياة الأبدية في الدهور الآتية، عن كل ما يضحى من أجله (ع29، 30). ولكن البدء في الطريق شيء والاستمرار فيه إلى النهاية شيء آخر، الدخول في الطريق شيء ومتابعة السير فيه شيء آخر.

«وكانوا في الطريق صاعدين إلى أورشليم ويتقدمهم يسوع، وكانوا يتحيرون. وفيما هم يتبعون كانوا يخافون» (ع32). لِمَ ذلك؟ لِمَ الخوف والحيرة؟ أَ لم يضحوا بكل شيء ويتبعوا يسوع بمحض إرادتهم؟ بلى. ولكنهم لم يكونوا يعرفون أن الصليب ثقيل بهذا المقدار، وأن الطريق وعرة بهذه الكيفية. فقد ضحوا بعطايا العالم الجميلة، ولكنهم لم يعملوا حسابًا للسُحب القاتمة المُلبدة في جو الطريق إلى أورشليم، ولذلك عندما أتوا إلى اختبار هذه الأشياء تحيروا وارتعبوا. لقد تبعوا الرب في حيرة وخوف من أجل وعورة الطريق الذي كان يتقدمهم فيه. كان يجب عليهم أن يعملوا حساب النفقة، لأن الرب كان في طريق الصعود إلى أورشليم «وقد ثبَّت وجهه» لمواجهة قوات الظلمة واحتمال تعيير واحتقار وعِداء القوم الذين أتى ليخلِّصهم.

ولنلاحظ النعمة المتضَمنة في تلك الكلمات «ويتقدمهم يسوع»، فقد وضع نفسه في صدر المعمعة، وعرض بنفسه لمواجهة قوات الأرض والجحيم «ها نحن صاعدون إلى أورشليم، وابن الإنسان يُسلَّم إلى رؤساء الكهنة والكتَبَة، فيحكمون عليه بالموت، ويسلِّمونه إلى الأمم، فيهزأون به ويجلدونه ويتفلون عليه ويقتلونه، وفي اليوم الثالث يقوم» (ع33، 34)، فيتمثل الرب المشهد كله أمامه، ولكنه بنعمته يحذف شيئًا من كأس آلامه المُقبلة، ألا وهو هجر وإنكار أولئك الذين تركوا كل شيء ليتبعوه!

على أنهم لم يدركوا جميع هذه الأمور، والدليل على ذلك أنهم كانوا مشغولين في طريق صعودهم بمراكزهم في الملكوت (ع35- 45). ولكن القلب الممتلئ بمحبة المسيح لا يهمه المركز الذي يحصل عليه، بل الشخص الذي هو محور أفراحه وينبوع سروره. .
 
قديم 18 - 05 - 2021, 10:39 PM   رقم المشاركة : ( 40655 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

جعلت وجهي كالصوَّان!



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



وَكَانُوا فِي الطَّرِيقِ ..إِلَى أُورُشَلِيمَ وَيَتَقَدَّمُهُمْ يَسُوعُ ..
وَفِيمَا هُمْ يَتْبَعُونَ كَانُوا يَخَافُونَ

( مرقس 10: 32 )


كثيرون من المسيحيين اعتادوا قراءة حياة المسيح في الأناجيل حتى أنها أصبحت عادية لديهم فلا يلاحظون ما فيها من قوة وجمال. فهم مثلاً لا يلاحظون ما بَدَا منه من شجاعة ممتازة لا تُبارى كانت دائمًا تظهر طوال مدة خدمته. فهو جاء إلى الأرض ليُعطي الحياة ولكن كان الموت يطارده حتى في طفولته. فبعد أن سبَّحه جمهور الجُند السماوي عند ولادته، حاول هيرودس أن يقتله، فأخذته أُمه ويوسف إلى مصر لينقذوا حياته، ولكن المقاومة استمرت ضده طوال حياته على الأرض. الموت والكراهية كانا يطاردان رب الحياة والمجد. وشعبه كان يحاول قتله ولكنه عوضًا عن أن يختفي أو يختبئ من أعدائه استمر يواجه الحياة بشجاعة وبدون خوف، عالمًا بالنهاية المحتومة، مُصممًا على مواجهتها لأنها الغرض من مجيئه. ولكن كم من الشجاعة كانت تلزم لذلك لأن الضغط كان مستمرًا عليه بلا هوادة ولا تراخي! ويجب أن نذكر أن المسيح كان منفردًا. ولو أن قليلين هم الذين كانوا يحبونه، إلا أنه لم يجد فيهم مَن يستطيع أن يفهم أفكاره وموضوع إرساليته تمامًا. لقد كان منفردًا بلا مأوى، ليس له أين يسند رأسه، وبلا أصدقاء، ولم يسمح لأي شيء أن يتداخل في تنفيذ إرادة أبيه كاملة. وكان كلَّما زاد الضغط عليه ظهرت شجاعته أكثر.

فلكي ينفِّذ إرساليته كحَمَل الله الذي يرفع خطية العالم، كان يلزَم أن يذهب إلى أورشليم ويتألم هناك. ولذلك توجَّه إلى أورشليم. تأمل الشجاعة التي استلزمتها هذه الرحلة. كان يعلم أن كل خطوة تُقرِّبه أكثر من الصليب الذي سيُقتَل عليه، ومع كلٍ فلم يتردد قط. كان منظره يلفت الأنظار حتى إن النبي إشعياء مَسوقًا من الروح القدس كتب عنه من مئات السنين «جعلت وجهي كالصوَّان» ( إش 50: 7 ). لم يفكر في الانحراف عن غرضه المُقدَّس، ولكن بملء الهدوء تقدَّم ربنا للنهاية المقدسة من الآلام والعار. كان تلاميذه خائفين، أما هو فلم يَخَف قط. يقول البشير مرقس في إنجيله: إن يسوع تقدَّم تلاميذه في الطريق إلى أورشليم، وإذ كانوا يتبعونه كانوا خائفين ( مر 10: 32 -34). يا لسيدنا المبارك! وبعدما أوضح لتلاميذه ضرورة آلامه وموته، إذ كان يُريحهم بتأكيده لهم بأنه سيقوم ثانيةً، ظل هو – تبارك اسمه - سيد الحوادث والأوقات، ومع كلٍ سلَّم نفسه إلى الموت. .
 
قديم 18 - 05 - 2021, 10:40 PM   رقم المشاركة : ( 40656 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

خلاص بطرس من السجن



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



فكان بطرس محروساً في السجن، وأما الكنيسة

فكانت تصير منها صلاة بلجاجة إلى الله من أجله
( أع 12: 5 )


في أحد الأيام تقدم يعقوب ويوحنا إلى الرب يسوع وقالا له: "أعطنا أن نجلس واحد عن يمينك والآخر عن يسارك في مجدك" ( مر 10: 37 ). لم يعلما ما يطلبان. ولم تمضِ سنوات قليلة حتى قتل هيرودس يعقوب بالسيف، وبذلك وصل يعقوب وبسرعة أكثر مما كان ينتظر، وبطريقة لم تخطر على فكره، إلى مكانه مع المسيح.

يمكن أن يُقال إن سجن بطرس كان له بابان، أحدهما يفتح على المدينة ومنه خرج بطرس، والآخر مفتوح إلى أعلى ومنه خرج يعقوب. نصلي لأجل أحبائنا المرضى طالبين من الله أن يعيد لهم صحتهم، ولكن لنتذكر وقتئذ أن لله طريقتين لسماع تضرعاتنا. قد يُشفى هؤلاء المرضى شفاء جسدياً ويعيدهم إلينا أصحاء في هذا العالم، أو قد يأخذهم إليه في السماء حيث الصحة الأبدية والراحة الدائمة. عاش مرة أحد المؤمنين سنين كثيرة مريضاً. ولما سأله أحد الأصدقاء عن حالته، وكان قريباً من الموت، قال: "إني على وشك أن أصير صحيحاً".

وبينما كان بطرس في السجن كان أصدقاؤه يصلون بلجاجة من أجله. لقد وجّهوا ضد قوة هيرودس ومتانة جدران السجن والسلاسل وسهر الحراس قوة الصلاة الهادئة الفعّالة. لم يلجأوا إلى السلطات ليستعطفوها، ولا إلى استعمال أية قوة لإخراج صديقهم من السجن، بل اكتفوا بالصلاة وما كان أعظم تأثيرها! يجب أن يتقرر في أذهاننا تماماً أن الله الذي نتكلم معه في الصلاة يستطيع أن يفعل كل ما يشاء. إنه يستطيع في كل حين أن يجد طريقاً لمساعدتنا وخلاصنا عندما نقع في صعوبة. ليس معنى هذا أن الله لا بد وأن يخلصنا في كل مرة نصلي فيها كما خلَّص بطرس. لا شك أن التلاميذ قد صلّوا من أجل يعقوب عندما قبض عليه هيرودس ومع ذلك قُتل. لقد استُجيبت الصلاة بكيفية أخرى، فقد أعانه الله في وقت استشهاده ولم يكن خلاصه عن طريق الباب الذي يؤدي إلى شوارع أورشليم بل عن طريق الباب اللؤلؤي الذي يؤدي إلى السماءْ. لو كان بطرس قُتل، فمن كان يستطيع القول بأن صلاة الكنيسة لم تُسمع. الله يعلم أفضل الطرق لسماع صلواتنا، ويجب أن يكون الخضوع لمشيئة الله أحد العناصر الجوهرية لكل صلاة حقيقية. .
 
قديم 18 - 05 - 2021, 10:42 PM   رقم المشاركة : ( 40657 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الطريق إلى العظمة الحقيقية



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



مَنْ أَرَادَ أَنْ يَصِيرَ فيِكُمْ عَظيِمًا،

يَكُونُ لَكُمْ خَادِمًا، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَصِيرَ ..
أَوَّلاً، يَكُونُ لِلجَميِعِ عَبْدًا

( مر 10: 43 ، 44)


لم يجد الرب في ذلك الوقت تلميذًا واحدًا بين الاثني عشر يستطيع أن يشاركه في فكره وفي شعوره، أو يفهم الضرورة التي دفعته إلى احتمال الآلام. وإذ كان يتملَّكهم فكر إقامة الملكوت على الأرض، تقدم إليه يعقوب ويوحنا برغبة في أن يكون لهما مكان ممتاز؛ واحد عن اليمين والآخر عن يسار الرب في الملكوت ( مر 10: 35 - 37). لقد كان عندهم إيمان حقيقي بإقامة الملكوت، ولكن كما يحدث كثيرًا معنا، كان للجسد غير المحكوم عليه قدر كبير من التدخل في دائرة الإيمان. لقد رأوا في الملكوت فرصة لرِفعتهم الشخصية أكثر من كونه دائرة لاستعلان مجد المسيح. «المولود من الجسد جسدٌ هو» ( يو 3: 6 )، فالجسد دائمًا كما هو لا يتغير حتى في أعظم قديس. وكم من مرات يُظهر وجهه القبيح في مَن نظن أنه شيء أو مَن نعطيه اعتبارًا أكثر؟

ولقد حوَّل الرب سؤال يعقوب ويوحنا الجسدي إلى فرصة لتعليم التلاميذ وإرشادهم، فأكد لهم أن السبيل إلى مجد الملكوت هو طريق الآلام. لقد كان عليه هو وحده أن يحتمل الآلام الكفارية على الصليب، ويحتمل ترك الله له. ولكن التلاميذ كان لهم امتياز شرب كأس الآلام من يد البشر فقط. وبالرغم من أنه أكدّ لهم امتياز احتمال الآلام من أجل اسمه، إلا أنه لم يُعطِ لأحدهم حق الجلوس على يمينه أو عن يساره في الملكوت. لقد أخذ مكان الخادم وترك للآب حق اختيار مَن يكون له مكان متميز في يوم المجد ( مر 10: 38 - 40).

وعلاوة على ذلك ظهر الجسد أيضًا في التلاميذ العشرة، إذ اغتاظوا وملأت الغيرة قلوبهم (ع41). ولقد قال واحد: ”لا يظهر الجسد فقط عندما يخطئ أحدهم، ولكنه قد يظهر أيضًا في الطريقة التي نتصرف بها في حالة ظهور الخطأ من الآخرين“. فالغيظ الذي ملأ التلاميذ، أظهر كبرياء قلوبهم، تمامًا كما ظهر كبرياء قلبيّ الاثنين اللذين طلبا لأنفسهما المركز الأعلى. فدعاهم الرب يسوع إليه، وصحح أفكار التلميذين الجسدية، كما صحح أفكار باقي التلاميذ العشرة، بأن وضع أمامهم الطريق إلى العظمة الحقيقية. فمع أنه لم يُعطِهم المكان الأعلى في الملكوت، إلا أنه أوضح لهم الطريق إلى ذلك. فالذي يأخذ المكان الأخير كخادم الكل على الأرض، سوف يكون له المكان الأعلى في المجد. ولقد كان المسيح كابن الإنسان هو المثال الأعظم لكل مَن يتخذ هذا الطريق. .
 
قديم 18 - 05 - 2021, 10:44 PM   رقم المشاركة : ( 40658 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ما هو لآخرين أيضًا



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



لا تنظروا كل واحد إلى ما هو لنفسه،

بل كل واحدٍ إلى ما هو لآخرين أيضًا
( في 2: 4 )


هناك ثلاث كلمات مفتاحية في رسالة فيلبي: المسيح، الفرح، والفكر. فالمسيح يُشار إليه (تصريحًا أو تلميحًا) نحو 70 مرة، في حين أن كلمة فرح أو ابتهاج ومرادفاتها وَرَدت نحو 18 مرة، وهي التي تطبع الرسالة كلها التي نغمتها العالية هي «الفرح». جميل أن الرسول بولس يرسل من سجنه في روما نشيدًا منتصرًا هو مزيج من الإيمان والفرح.

ويُذكر الروح القدس في هذه الرسالة مرتين (1: 19؛ 2: 1). ورغمًا عن أننا لا نقرأ أية إشارة إلى الامتلاء بالروح القدس، إلا أن بولس تحدث هنا عن «مؤازرة الروح القدس» (1: 19)، فنحن نرى بعضًا من مظاهر عمل الروح القدس ظاهرة بوضوح، فلا يستطيع أحد أن يقول «لي الحياة هي المسيح» (1: 21) إلا إذا كان ممتلئًا من الروح القدس.

وبالإضافة إلى كلمة «فرح» التي وردت نحو 18 مرة كما ذكرنا، فإن كلمتي «المحبة» و«السلام» تتكرران أيضًا. وهذه الثلاثة: المحبة، الفرح، السلام، هي إظهارات وثمر للروح القدس ( غل 5: 22 ) يختبرها فقط المؤمن المُمتلئ بالروح. والرسول يربط هذه الإظهارات الروحية بالشركة في الروح القدس (2: 1)، فنحن المؤمنون مرتبطون معًا بالمحبة الواحدة وبنفسٍ واحدة مفتكرين شيئًا واحدًا (2: 2).

وماذا عن الآخرين؟ «لا شيئًا بتحزب أو بعُجب، بل بتواضع، حاسبين بعضكم البعض أفضل من أنفسهم. لا تنظروا كل واحدٍ إلى ما هو لنفسه، بل كل واحد إلى ما هو لآخرين أيضًا» (2: 3، 4).

«الآخرين» هذه هي الكلمة المفتاحية لهذه الأعداد. وباقي الأعداد التالية حدثتنا عن الاهتمام الذي هيمن على حياة ربنا المعبود الذي لم يأتِ ليُخدم بل ليخدم، وليبذل نفسه فديةً عن كثيرين ( مر 10: 45 ؛ في2: 5- 8). فلا ينبغي أن يُعمل شيء بين شعب الله في روح البحث عن الذات أو التسلط أو الغرور، تلك الروح التي تميِّز الإنسان الطبيعي، وهي روح هذا العالم.

إن الطريق الصحيح الذي يجب أن يميِّز تابعي المسيح، هو أن نحسب الآخرين «أفضل من أنفسهم» في اتضاع فكري، باحثين ـ لا عما يهمنا نحن ـ بل عما ما يهم الآخرين أيضًا. أن ننسى الذات وننكرها، ونكون متضعين فعلاً، وبهذا نعلن «فكر المسيح». .
 
قديم 18 - 05 - 2021, 10:50 PM   رقم المشاركة : ( 40659 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْأَلُ يَأْخُذُ، وَمَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ،

وَمَنْ يَقْرَعُ يُفْتَحُ لَهُ

( لوقا 11: 10 )


عمِّق الاحتياج: فكلَّما شعرنا بأهمية ما نطلب، نصلي بلجاجة. هكذا كان سيدنا له المجد في البستان «إذ كان في جهاد كان يُصلِّي بأشد لجاجة، وصارَ عرَقُهُ كقطرات دمٍ نازلة على الأرض» ( لو 22: 44 ). ويُعلِّق كاتب العبرانيين قائلًا: «الذي، في أيام جسدِهِ، إذ قدَّم بصراخٍ شديد ودموع طِلبات وتضرعات للقادر أن يُخلِّصَهُ من الموت، وسُمِعَ له من أجل تقواه» ( عب 5: 7 ). فأين نحن من هذه اللجاجة؟
 
قديم 18 - 05 - 2021, 10:50 PM   رقم المشاركة : ( 40660 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْأَلُ يَأْخُذُ، وَمَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ،

وَمَنْ يَقْرَعُ يُفْتَحُ لَهُ

( لوقا 11: 10 )


صِدق الاتضاع: لا بد أن تمتزج صلواتنا باتضاع حقيقي أمام الله، إذ إن الصلاة هي لجوء الضعيف للقوي، وسؤال الفقير من الغني، والرب ينظر إلى صراخ المسكين ويسمع صلاة المضطر. عندما أطلب شيئًا من أحد ولا يجيبني، ربما يمنعني كبريائي من تكرار الطلب، لكن التدريب الروحي يستلزم الاتضاع وانسحاق الروح، وهكذا نرى حنة في صلاتها لكي يُعطيها الرب زرع بشر، ارتبطت لجاجتها في الطلبات بالاتضاع والانسحاق أمام الرب.
 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:12 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025