منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17 - 05 - 2021, 12:55 PM   رقم المشاركة : ( 40481 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,533

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كيف يُقال أن الجسد قد سُرق؟



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


ألا يستطيع اليهود أن يبحثوا عن جسد الرب يسوع في كل بيوت أورشليم؟
ألا يستطيع اليهود أن يبحثوا عنه في كل جبال اليهودية؟
ألا يستطيع اليهود أن ينقبوا الأرض في كل مكان باحثين عن الجسد؟
ألا يمكنهم مطالبة الوالي الروماني بإرسال الجنود في كل مكان موضع للبحث عن جسد يسوع؟
ألم يكن التلاميذ في يوم أحد القيامة موجودين في أورشليم في العلية والأبواب مغلقة لسبب الخوف من اليهود؟
لماذا لم يفتشوا منازلهم؟ لماذا لم يحققوا معهم فردًا فردًا لتقصى الحقائق عن جسد يسوع وأين هو؟
هل من السهل إخفاء جثمان بأكمله مميز بآثار الجراحات مثل الحربة في جنبه والمسامير في يديه ورجليه وإكليل الشوك على رأسه؟
إن أول شيء تبحث عنه قوات الشرطة عند ارتكاب أي جريمة هو البحث عن جثمان القتيل، ولا يمكن أن يختفي الجثمان لو دفن في الأرض لأن رائحته تدل عليه لو كان جثمانًا لإنسان عادي (أما الرب يسوع فإن جسده لم يرَ فسادًا كعربون للقيامة وذلك حسب نبوة المزمور). كما أن الجثمان لا يمكن أن يختفي لو ألقى في بحر أو في نهر أو في بحيرة لأن المياه تدفعه إلى الشاطئ ولابد أن يطفو على سطح المياه، ولابد أن يظهر ولو بعد أيام.
ولو كان قول اليهود صحيحًا بأن السيد المسيح هو المضل كما ذكروا للوالي ولغيره؛ لماذا لم يرَ جسده فسادًا بدليل عدم وجود أية رائحة تدل على ذلك لا في القبر الفارغ ولا في أيدي وملابس التلاميذ الذين أدّعى اليهود أنهم سرقوه قبل فجر الأحد مباشرة
 
قديم 17 - 05 - 2021, 12:55 PM   رقم المشاركة : ( 40482 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,533

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القيامة قوة لا يمكن مقاومتها



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



استمر السيد المسيح يظهر بعد قيامته لمدة أربعين يومًا لتلاميذه وأحبائه القديسين فقط، أما اليهود فكانوا في حيرة وارتباك، لا يملكون أن يفعلوا شيئًا ضد عظمة القيامة المجيدة وروعتها سوى ترديد الأكاذيب المكشوفة التي لا يقبلها العقل.
وبعد أن ظهر السيد المسيح لأكثر من خمسمائة شخص من المؤمنين به صعد إلى السماء أمام أعين أحبائه بعدما باركهم وأوصاهم أن يكونوا له شهودًا في العالم كله بأنه قد قام حقًا من الأموات.
وبعدما مكثوا عشرة أيام في أورشليم حل عليهم الروح القدس وهم مجتمعون للصلاة، وبدأوا يبشرون بقيامة السيد المسيح الذي قدّم نفسه ذبيحة وقربانًا للآب من أجل خلاص البشرية.
وانزعج اليهود جدًا من تبشير الرسل بالقيامة وقالوا لهم أتريدون أن تجلبوا علينا دم هذا الإنسان؟ ولكن قوة القيامة وبشرى القيامة كانت أقوى من كل تهديدات اليهود. وهكذا خرجت البشارة بالإنجيل إلى كل العالم لأن الحق هو الذي ينتصر في النهاية.
 
قديم 17 - 05 - 2021, 12:58 PM   رقم المشاركة : ( 40483 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,533

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

نزول المسيح إلى الجحيم


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

"دخلوا المدينة المقدسة" (مت27: 53)


بعد قيامة السيد المسيح، خرج كثير من أجساد القديسين الراقدين من القبور، ودخلوا المدينة المقدسة (أورشليم) وظهروا لكثيرين (انظر مت27: 50-53).

كان هؤلاء القديسون قد دفنوا خارج المدينة المقدسة. لأن الموت في العهد القديم كان يعتبر نوعًا من النجاسة، والقبور كانت تعتبر نجاسة بما تحويه من عظام الأموات.

وكان الموت هو أجرة الخطية، وقد لحق بالإنسان بسبب المعصية الأولى.

ولهذا لم يكن الدفن يتم داخل المحلة.. أي داخل المدينة المقدسة، التي هي مدينة الأحياء فقط.

كانت منطقة المقابر خارج أورشليم، تشير إلى وادي ظل الموت، أو إلى وادي الموت. وتشير رمزيًا إلى الجحيم.

وقد صُلب السيد المسيح في الموضع الذي يقال له بالعبرانية جلجثة أي جمجمة - إشارة إلى الموت.

صُلب خارج مدينة الأحياء.. صُلب في وسط منطقة المقابر والموتى، لأنه حمل عار خطايانا. وهكذا باتضاعه العجيب قَبِل أن يُحسب مع الأموات، ومع الخطاة والأثمة. مع أنه قدوس بلا شر وبلا خطية.




بين الجحيم والفردوس


كما تألّم يسوع خارج الباب في وسط الأموات، فإنه أيضًا قد نزل إلى الجحيم من قبل الصليب.

ولكنه في نزوله إلى الجحيم "سبى سبيًا، وأعطى الناس عطايا" (أف4: 8).

أي أنه نزل منتصرًا إلى الجحيم ليحرر الذين رقدوا على رجاء الخلاص من سجن الشيطان.. من أسر إبليس.. من ظلمة الجحيم. ونقلهم معه إلى الفردوس، إلى موضع الراحة والنعيم..





من القبور إلى أورشليم


ولكي يكون ظاهرًا للجميع تأثير ما فعله السيد المسيح حينما نقل أرواح القديسين الراقدين من الجحيم إلى الفردوس، فإنه أيضًا بقوته الإلهية قد أقام أجساد كثير منهم في القبور، وجعلهم يخرجون منها ويدخلون إلى المدينة المقدسة أورشليم، في نفس يوم قيامته وظهوره للتلاميذ داخل مدينة أورشليم..

وكما صُلب في وسط القبور إشارةً إلى نزوله إلى الجحيم لكي يبيد سلطان الموت؛ هكذا ظهر بعد قيامته في وسط أورشليم لكي يعلن أنه قد فتح الفردوس تمهيدًا لاستعلان الملكوت الأبدي وبهذا أنار الخلود والحياة الجديدة التي كانت عند الآب وأظهرت لنا في شخصه القائم من الأموات.

وكما صُلب في وسط الأموات، هكذا قام ودخل المدينة ومعه جوقة من الأحياء، الذين قاموا من الأموات ليعلنوا فرحة الحياة الجديدة في المسيح، وليبشروا بالقيامة القادمة في الأبدية وهي التي صارت حقًا لجميع القديسين الذين يرقدون في الرب.

هؤلاء الأنبياء والقديسون الذين فتشوا عن الخلاص وانتظروه، قد قاموا ليفرحوا مع السيد المسيح في قيامته،هذا الخلاص الذي كلّمنا عنه القديس بطرس الرسول فقال: "الخلاص الذي فتش وبحث عنه أنبياء. الذين تنبأوا عن النعمة التي لأجلكم. باحثين أي وقت أو ما الوقت الذي كان يدل عليه روح المسيح الذي فيهم إذ سبق فشهد بالآلام التي للمسيح والأمجاد التي بعدها" (1بط1: 10، 11).

لم يعودوا يتكلمون مع من قابلوهم في أورشليم بنبوات عن الخلاص. لأن النبوات كانت قد تمت.. بل جاءوا ليشاركوا كنيسة العهد الجديد فرحة القيامة، وليعلنوا صدق أقوال الله ومواعيده التي شهدوا هم بها منذ أجيال سحيقة. وهكذا اجتمع قديسو العهد القديم مع قديسي العهد الجديد حول واقعة القيامة، كعربون رمزي للقيامة العامة حينما تتلاشى فوارق الزمن بين الأجيال.

لقد سجّل معلمنا متى هذه الواقعة العجيبة في إنجيله بعد حديثه مباشرة عن آلام السيد المسيح، ليظهر ما في موت السيد المسيح من قوة.. لأن الألم كان هو الطريق إلى المجد.

قال: "فصرخ يسوع أيضًا بصوت عظيم وأسلم الروح. وإذا حجاب الهيكل قد انشق إلى اثنين، من فوق إلى أسفل. والأرض تزلزلت، والصخور تشققت، والقبور تفتحت. وقام كثير من أجساد القديسين الراقدين، وخرجوا من القبور بعد قيامته، ودخلوا المدينة المقدسة وظهروا لكثيرين" (مت27: 50-53).

ما أسعد سكان أورشليم، الذين أبصروا جوقة الأنبياء والقديسين الذين قاموا ودخلوا المدينة المقدسة بعد أن نقل السيد المسيح أرواحهم من الجحيم إلى الفردوس.

أليس هذا هو إعلان مبكر لاجتماع القديسين، وعربون لدخولهم بأجساد القيامة النورانية إلى ملكوت الله في اليوم الأخير..؟




اتضاع السيد المسيح حتى في قيامته


لم يقتصر اتضاع السيد المسيح في خدمته قبل الصلب وأثناء آلامه وموته على الصليب، بل امتد بصورة عجيبة إلى خدمته بعد القيامة أثناء وجوده على الأرض.

وكما ذكر قداسة البابا شنودة الثالث- أطال الرب حياته؛ فإن السيد المسيح قد اختار أن يُصلب علانية، وعلى مرأى من العالم كله في عيد الفصح بجوار أورشليم. ولكنه حينما قام من الأموات ظهر فقط لتلاميذه، ولبعض المؤمنين به وعددهم حوالي خمسمائة أخ، وجعلهم شهودًا لقيامته المجيدة.

وكان هذا منتهى الاتضاع أن يحمل العار علانية، وأن يعلن مجده خفية..

عجيب أنت يا مخلصنا في تواضعك! ولكن هذا التواضع لم ينقص من أمجاد خلاصك شيئًا. ولهذا رفعك الآب وأعطاك "اسمًا فوق كل اسم، لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض، ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب" (فى2: 9-11).

أراد السيد المسيح أن يعلمنا المجد الروحاني الذي ينبع من الداخل.. وفي ظهوراته بعد القيامة ظهر بصورة بسيطة متواضعة.
 
قديم 17 - 05 - 2021, 12:58 PM   رقم المشاركة : ( 40484 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,533

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القيامة بين الجحيم والفردوس



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



بين الجحيم والفردوس


كما تألّم يسوع خارج الباب في وسط الأموات، فإنه أيضًا قد نزل إلى الجحيم من قبل الصليب.

ولكنه في نزوله إلى الجحيم "سبى سبيًا، وأعطى الناس عطايا" (أف4: 8).

أي أنه نزل منتصرًا إلى الجحيم ليحرر الذين رقدوا على رجاء الخلاص من سجن الشيطان.. من أسر إبليس.. من ظلمة الجحيم. ونقلهم معه إلى الفردوس، إلى موضع الراحة والنعيم..


 
قديم 17 - 05 - 2021, 12:59 PM   رقم المشاركة : ( 40485 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,533

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

من القبور إلى أورشليم



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


ولكي يكون ظاهرًا للجميع تأثير ما فعله السيد المسيح حينما نقل أرواح القديسين الراقدين من الجحيم إلى الفردوس، فإنه أيضًا بقوته الإلهية قد أقام أجساد كثير منهم في القبور، وجعلهم يخرجون منها ويدخلون إلى المدينة المقدسة أورشليم، في نفس يوم قيامته وظهوره للتلاميذ داخل مدينة أورشليم..

وكما صُلب في وسط القبور إشارةً إلى نزوله إلى الجحيم لكي يبيد سلطان الموت؛ هكذا ظهر بعد قيامته في وسط أورشليم لكي يعلن أنه قد فتح الفردوس تمهيدًا لاستعلان الملكوت الأبدي وبهذا أنار الخلود والحياة الجديدة التي كانت عند الآب وأظهرت لنا في شخصه القائم من الأموات.

وكما صُلب في وسط الأموات، هكذا قام ودخل المدينة ومعه جوقة من الأحياء، الذين قاموا من الأموات ليعلنوا فرحة الحياة الجديدة في المسيح، وليبشروا بالقيامة القادمة في الأبدية وهي التي صارت حقًا لجميع القديسين الذين يرقدون في الرب.

هؤلاء الأنبياء والقديسون الذين فتشوا عن الخلاص وانتظروه، قد قاموا ليفرحوا مع السيد المسيح في قيامته،هذا الخلاص الذي كلّمنا عنه القديس بطرس الرسول فقال: "الخلاص الذي فتش وبحث عنه أنبياء. الذين تنبأوا عن النعمة التي لأجلكم. باحثين أي وقت أو ما الوقت الذي كان يدل عليه روح المسيح الذي فيهم إذ سبق فشهد بالآلام التي للمسيح والأمجاد التي بعدها" (1بط1: 10، 11).

لم يعودوا يتكلمون مع من قابلوهم في أورشليم بنبوات عن الخلاص. لأن النبوات كانت قد تمت.. بل جاءوا ليشاركوا كنيسة العهد الجديد فرحة القيامة، وليعلنوا صدق أقوال الله ومواعيده التي شهدوا هم بها منذ أجيال سحيقة. وهكذا اجتمع قديسو العهد القديم مع قديسي العهد الجديد حول واقعة القيامة، كعربون رمزي للقيامة العامة حينما تتلاشى فوارق الزمن بين الأجيال.

لقد سجّل معلمنا متى هذه الواقعة العجيبة في إنجيله بعد حديثه مباشرة عن آلام السيد المسيح، ليظهر ما في موت السيد المسيح من قوة.. لأن الألم كان هو الطريق إلى المجد.

قال: "فصرخ يسوع أيضًا بصوت عظيم وأسلم الروح. وإذا حجاب الهيكل قد انشق إلى اثنين، من فوق إلى أسفل. والأرض تزلزلت، والصخور تشققت، والقبور تفتحت. وقام كثير من أجساد القديسين الراقدين، وخرجوا من القبور بعد قيامته، ودخلوا المدينة المقدسة وظهروا لكثيرين" (مت27: 50-53).

ما أسعد سكان أورشليم، الذين أبصروا جوقة الأنبياء والقديسين الذين قاموا ودخلوا المدينة المقدسة بعد أن نقل السيد المسيح أرواحهم من الجحيم إلى الفردوس.

أليس هذا هو إعلان مبكر لاجتماع القديسين، وعربون لدخولهم بأجساد القيامة النورانية إلى ملكوت الله في اليوم الأخير..؟
 
قديم 17 - 05 - 2021, 01:00 PM   رقم المشاركة : ( 40486 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,533

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

اتضاع السيد المسيح حتى في قيامته



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





لم يقتصر اتضاع السيد المسيح في خدمته قبل الصلب وأثناء آلامه وموته على الصليب، بل امتد بصورة عجيبة إلى خدمته بعد القيامة أثناء وجوده على الأرض.

وكما ذكر قداسة البابا شنودة الثالث- أطال الرب حياته؛ فإن السيد المسيح قد اختار أن يُصلب علانية، وعلى مرأى من العالم كله في عيد الفصح بجوار أورشليم. ولكنه حينما قام من الأموات ظهر فقط لتلاميذه، ولبعض المؤمنين به وعددهم حوالي خمسمائة أخ، وجعلهم شهودًا لقيامته المجيدة.

وكان هذا منتهى الاتضاع أن يحمل العار علانية، وأن يعلن مجده خفية..

عجيب أنت يا مخلصنا في تواضعك! ولكن هذا التواضع لم ينقص من أمجاد خلاصك شيئًا. ولهذا رفعك الآب وأعطاك "اسمًا فوق كل اسم، لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض، ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب" (فى2: 9-11).

أراد السيد المسيح أن يعلمنا المجد الروحاني الذي ينبع من الداخل.. وفي ظهوراته بعد القيامة ظهر بصورة بسيطة متواضعة.
 
قديم 17 - 05 - 2021, 01:03 PM   رقم المشاركة : ( 40487 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,533

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ظهورات يسوع لمريم المجدلية بعد القيامة


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




كما شرح لنا قداسة البابا شنودة الثالث أطال الرب حياة قداسته، فإن مريم المجدلية قد زارت القبر خمس مرات في فجر أحد القيامة..

وقد استغرقت أحداث هذه الزيارات -وبأكثر تحديد الزيارات الأربعة الأولى- الفترة ما بين ظهور أول ضوء في الفجر "إذ طلعت الشمس" (مر16: 2)، وتلاشى آخر بقايا ظلمة الليل "والظلام باق" (يو20: 1). وهي مدة لا تقل عن نصف ساعة في المعتاد يوميًا.

وكانت مريم المجدلية تذهب لزيارة القبر، ثم تعود إلى مدينة أورشليم بمنتهى السرعة، ثم تأتي إلى القبر مسرعة في زيارة تالية وهي تجري.

ولأن موضع القبر كان قريبًا من أورشليم (انظر يو19: 20، 41)، لهذا لم تكن المسافة تستغرق وقتًا طويلًا. وبالرغم من أن مريم المجدلية قد قطعت هذه المسافة عشر مرات في زياراتها الخمسة، إلا أنها في الزيارات الأربعة الأولى، ومنذ وجودها عند القبر لأول مرة في فجر الأحد فإنها قطعت هذه المسافة ست مرات فقط. أي أنها استغرقت حوالى خمس دقائق في كل مرة ما بين القبر وأورشليم وبالعكس.

ونظرًا لأهمية ترتيب أحداث القيامة، نورد فيما يلي بيانًا بالزيارات الخمسة لمريم المجدلية عند القبر حسبما أوردها الإنجيليون الأربع بترتيب حدوثها:





الزيارة الأولى


أوردها القديس مرقس في إنجيله كما يلي:

"وبعدما مضى السبت اشترت مريم المجدلية ومريم أم يعقوب وسالومة حنوطًا ليأتين ويدهنه. وباكرًا جدًا في أول الأسبوع أتين إلى القبر إذ طلعت الشمس. وكن يقلن فيما بينهن: من يدحرج لنا الحجر عن باب القبر. فتطلعن ورأين أن الحجر قد دُحرج. لأنه كان عظيمًا جدًا. ولما دخلن القبر رأين شابًا جالسًا عن اليمين لابسًا حلة بيضاء فاندهشن. فقال لهن: لا تندهشن. أنتن تطلبن يسوع الناصري المصلوب. قد قام ليس هو ههنا. هوذا الموضع الذي وضعوه فيه. لكن اذهبن وقلن لتلاميذه ولبطرس إنه يسبقكم إلى الجليل هناك ترونه كما قال لكم. فخرجن سريعًا وهربن من القبر لأن الرعدة والحيرة أخذتاهن ولم يقلن لأحد شيئًا لأنهن كن خائفات" (مر16: 1-8).

والدليل على أن هذه الزيارة كانت الأولى أن مريم المجدلية ومريم أم يعقوب كن يقلن فيما بينهن: "من يدحرج لنا الحجر عن باب القبر" (مر16: 3) إذ لم تكن مريم قد رأت الحجر مدحرجًا بعد.





الزيارة الثانية


بعد عودة مريم المجدلية من الزيارة الأولى إذ لم تخبر أحدًا بما قاله الملاك في الزيارة الأولى لأنها كانت خائفة، ذهبت مرة أخرى في صُحبة القديسة مريم العذراء لتنظرا القبر. وقد أورد القديس متى في إنجيله هذه الواقعة دون أن يذكر القديسة العذراء مريم بالتحديد مسميًا إياها "مريم الأخرى".

"وبعد السبت عند فجر أول الأسبوع جاءت مريم المجدلية ومريم الأخرى لتنظرا القبر. وإذا زلزلة عظيمة حدثت. لأن ملاك الرب نزل من السماء وجاء ودحرج الحجر عن الباب وجلس عليه. وكان منظره كالبرق ولباسه أبيض كالثلج. فمن خوفه ارتعد الحراس وصاروا كأموات. فأجاب الملاك وقال للمرأتين: لا تخافا أنتما. فإني أعلم أنكما تطلبان يسوع المصلوب. ليس هو ههنا لأنه قام كما قال. هلما انظرا الموضع الذي كان الرب مضطجعًا فيه. واذهبا سريعًا قولا لتلاميذه إنه قد قام من الأموات. ها هو يسبقكم إلى الجليل. هناك ترونه. ها أنا قد قلت لكما. فخرجتا سريعًا من القبر بخوف وفرح عظيم راكضتين لتخبرا تلاميذه. وفيما هما منطلقتان لتخبرا تلاميذه إذا يسوع لاقاهما وقال سلام لكما. فتقدمتا وأمسكتا بقدميه وسجدتا له. فقال لهما يسوع لا تخافا، اذهبا قولا لإخوتي أن يذهبوا إلى الجليل وهناك يرونني" (مت28: 1-10).






في قول القديس متى: "إذا زلزلة عظيمة قد حدثت" لا يعني أن الزلزلة قد حدثت وقت تلك الزيارة، بل سبقتها وسبقت الزيارة الأولى أيضًا.

وقد أورد القديس مرقس هذه الزيارة باختصار في إنجيله، وهي التي رأت فيها مريم المجدلية السيد المسيح وهي في صحبة القديسة مريم العذراء. وذكر هذه الواقعة بعد أن ذكر الزيارة الأولى: "وبعدما قام باكرًا في أول الأسبوع، ظهر أولًا لمريم المجدلية التي كان قد أخرج منها سبعة شياطين. فذهبت هذه وأخبرت الذين كانوا معه وهم ينوحون ويبكون. فلما سمع أولئك أنه حي وقد نظرته لم يصدقوا" (مر16: 9-11).

وبهذا نرى كيف أكرم السيد المسيح أمه العذراء والدة الإله: إذ لم يظهر لمريم المجدلية في زيارتها الأولى مع مريم أم يعقوب وسالومة. بل ظهر لها حينما حضرت مع أمه. وفي تلك الزيارة تم تنفيذ رغبة السيد المسيح بسرعة في إبلاغ تلاميذه كما ذكر القديس متى إذ خرجتا من القبر "راكضتين لتخبرا تلاميذه" (مت28: 8).

ليتنا نطلب صُحبة القديسة مريم العذراء في حياتنا الروحية، لنرى السيد المسيح بأعين قلوبنا ونبشر بقيامته بغير تردد. لأن العذراء هي مثال الطاعة والتسليم بين جميع القديسين.





الزيارة الثالثة


بعد أن أخبرت مريم المجدلية التلاميذ بقيامة السيد المسيح، أرادت مريم المجدلية ومريم أم يعقوب أن تذهبا مرة أخرى إلى القبر مع مجموعة من نساء عديدات. وقد أورد القديس لوقا في إنجيله هذه الزيارة بعد أن سرد أحداث الدفن يوم الجمعة. وراحة يوم السبت:

"وتبعته نساء كن قد أتين معه من الجليل ونظرن القبر وكيف وُضع جسده. فرجعن وأعددن حنوطًا وأطيابًا. وفي السبت استرحن حسب الوصية. ثم في أول الأسبوع أول الفجر أتين إلى القبر حاملات الحنوط الذي أعددنه ومعهن أناس فوجدن الحجر مدحرجًا عن القبر. فدخلن ولم يجدن جسد الرب يسوع. وفيما هن محتارات في ذلك إذا رجلان وقفا بهن بثياب براقة. وإذ كن خائفات ومنكسات وجوههن إلى الأرض. قالا لهنَّ: لماذا تطلبن الحي بين الأموات. ليس هو ههنا لكنه قام. اذكرن كيف كلمكن وهو بعد في الجليل قائلًا: إنه ينبغي أن يُسلّم ابن الإنسان في أيدي أناس خطاة ويصلب وفي اليوم الثالث يقوم. فتذكّرن كلامه. ورجعن من القبر وأخبرن الأحد عشر وجميع الباقين بهذا كله. وكانت مريم المجدلية، ويونا، ومريم أم يعقوب، والباقيات معهن اللواتي قلن هذا للرسل. فتراءى كلامهن لهم كالهذيان. ولم يصدقوهن" (لو23: 55 -24: 11).

بعد هذه الزيارة إذ لم يصدِّق الآباء الرسل كلام النسوة بدأ الشك يساور مريم المجدلية فقررت أن تذهب إلى القبر بمفردها. هذه هي الزيارة التالية.





الزيارة الرابعة


ذهبت إلى القبر بمفردها قبل نهاية بقايا ظلمة الليل. وقد أورد القديس يوحنا الإنجيلي هذه الزيارة كما يلي: "وفي أول الأسبوع جاءت مريم المجدلية إلى القبر باكرًا والظلام باق. فنظرت الحجر مرفوعًا عن القبر. فركضت وجاءت إلى سمعان بطرس وإلى التلميذ الآخر الذي كان يسوع يحبه وقالت لهما أخذوا السيد من القبر ولسنا نعلم أين وضعوه. فخرج بطرس والتلميذ الآخر وأتيا إلى القبر. وكان الاثنان يركضان معًا. فسبق التلميذ الآخر بطرس وجاء أولًا إلى القبر. وانحنى فنظر الأكفان موضوعة ولكنه لم يدخل. ثم جاء سمعان بطرس يتبعه ودخل القبر ونظر الأكفان موضوعة والمنديل الذي كان على رأسه ليس موضوعًا مع الأكفان، بل ملفوفًا في موضع وحده. فحينئذ دخل أيضًا التلميذ الآخر الذي جاء أولًا إلى القبر ورأى فآمن. لأنهم لم يكونوا بعد يعرفون الكتاب أنه ينبغي أن يقوم من الأموات. فمضى التلميذان أيضًا إلى موضعهما" (يو20: 1-10).

والعجيب أن مريم المجدلية بعد هذه الزيارة، بدأت تردد كلامًا مغايرًا تمامًا لما سبق أن قالته بعد الزيارتين الثانية والثالثة حينما أخبرت التلاميذ أنها رأت الرب وبكلامه ثم بكلام الملاكين عن قيامته.

بعد الزيارة الرابعة بدأت تردد عبارة تحمل معنى الشك في قيامة السيد المسيح بالرغم من ظهوره السابق لها وظهورات الملائكة المتعددة.

قالت للقديسين بطرس ويوحنا الرسولين: "أخذوا السيد من القبر ولسنا نعلم أين وضعوه؟!" (يو20: 2).

بعد هذا الكلام وبعد أن علم الرسل أن الحراس قد انصرفوا من أمام القبر، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. ذهب بطرس ويوحنا الرسولان إلى القبر وتبعتهما مريم المجدلية. وكانت هذه هي زيارتها الخامسة والأخيرة للقبر في أحد القيامة. وحفلت هذه الزيارة بأحداث هامة غيرّت مجرى حياتها وتفكيرها تمامًا.





الزيارة الخامسة


أورد القديس يوحنا في إنجيله أحداث هذه الزيارة بعد كلامه السابق مباشرة كما يلي:






"أما مريم فكانت واقفة عند القبر خارجًا تبكي. وفيما هي تبكي انحنت إلى القبر، فنظرت ملاكين بثياب بيض جالسين واحدًا عند الرأس والآخر عند الرجلين، حيث كان جسد يسوع موضوعًا. فقالا لها يا امرأة لماذا تبكين. قالت لهما إنهم أخذوا سيدي ولست أعلم أين وضعوه. ولما قالت هذا التفتت إلى الوراء فنظرت يسوع واقفًا ولم تعلم أنه يسوع. قال لها يسوع: يا امرأة لماذا تبكين. من تطلبين؟ فظنت تلك أنه البستاني فقالت له: يا سيد إن كنت أنت قد حملته فقل لي أين وضعته وأنا آخذه. قال لها يسوع: يا مريم. فالتفتت تلك وقالت له: ربوني؛ الذي تفسيره يا معلم. قال لها يسوع: لا تلمسيني لأني لم أصعد بعد إلى أبي. ولكن اذهبي إلى إخوتي وقولي لهم إني أصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم، فجاءت مريم المجدلية وأخبرت التلاميذ أنها رأت الرب وأنه قال لها هذا" (يو20: 11- 18).

في هذه الزيارة الخامسة والأخيرة للقبر، نرى مريم المجدلية وهي في اضطراب وشك وبكاء، تردد قولها السابق الذي قالته للرسولين بطرس ويوحنا. فقالت نفس العبارة للملاكين الجالسين داخل القبر "أخذوا سيدي ولست أعلم أين وضعوه" (يو20: 13). ثم وصل بها الحال أن قالتها للسيد المسيح نفسه عند ظهوره لها للمرة الثانية: "يا سيد إن كنت أنت قد حملته فقل لي أين وضعته وأنا آخذه" (يو20: 15). وكانت قد ظنت أنه البستاني ولم تعلم أنه يسوع (انظر يو20: 14، 15).

وحينما ناداها السيد المسيح باسمها قائلًا: "يا مريم" (يو20: 16)، كان يريد أن يعاتبها على كل هذه البلبلة والشكوك التي أثارتها حول قيامته، وعلى ما هي فيه من شك في هذه القيامة المجيدة، ثم رغبتها في الإمساك به لئلا يفلت منها مرة أخرى بعد أن أمسكت سابقًا بقدميه وسجدت له في ظهوره الأول لها مع العذراء مريم (انظر مت 28: 9).

في هذه المرة قال لها مؤنبًا: "لا تلمسيني لأني لم أصعد بعد إلى أبي" (يو20: 17). كان هذا تأنيبًا شديدًا لها لأنها شكّت في قيامته، وتريد أن تمسكه لئلا يختفي مرة أخرى..

إنها بشكها في قيامته؛ تكون قد شَكَّت في قدرته الإلهية في أن يقوم من الأموات. وكأنه ليس هو رب الحياة المساوي لأبيه السماوي في القدرة والعظمة والسلطان. وبهذا يكون لم يرتفع في نظرها إلى مستوى الآب.. كما إنها تريد أن تمنع اختفاءه من أمام عينيها لكي لا تشك في القيامة.. وبهذا تكون كمن يريد أن يمنع صعوده إلى السماء.. وماذا يكون حالها بعد صعوده فعلًا ليجلس عن يمين الآب.

لهذا أمرها بصريح العبارة: "اذهبي إلى إخوتي وقولي لهم إني أصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم" (يو20: 17).

في هذه المرة فهمت مريم المجدليةأنها ينبغي أن تقبل فكرة صعود السيد المسيح الذي لم يكن قد صعد بعد بالرغم من اختفائه عن عينيها بعد قيامته، كما أنه بقى على الأرض أربعين يومًا كاملين بعد القيامة لحين صعوده إلى السماء أمام أعين تلاميذه وقديسيه.

لهذا "جاءت مريم المجدلية، وأخبرت التلاميذ أنها رأت الرب، وأنه قال لها هذا" (يو20: 18).

وكما عالج السيد المسيح شك توما في يوم الأحد التالي لأحد القيامة، هكذا عالج شكوك المجدلية بظهوره لها مرة أخرى في أحد القيامة، في البستان..

كانت السيدة العذراء مريم عجيبة ومتفوقة في إيمانها- فقد آمنت قبل أن ترى السيد المسيح قائمًا من الأموات، وآمنت حينما أبصرته، وآمنت حينما أمسكت بقدميه وسجدت له.. وقبلت صعوده في تسليم كامل، لأنها كانت تعرف أنه ينبغي أن يجلس عن يمين أبيه السماوي، ولا يكون لملكه نهاية، حسبما بشرها الملاك قبل حلول الكلمة في أحشائها متجسدًا.. لهذا حقًا قالت لها أليصابات بالروح القدس: "طوبى للتي آمنت أن يتم ما قيل لها من قبل الرب" (لو1: 45).





والظلام باقٍ


"وفي أول الأسبوع جاءت مريم المجدلية إلى القبر باكرًا، والظلام باقٍ" (يو20: 1).

كان النهار قد بدأ منذ حوالي نصف الساعة، ولكن بقايا الظلام كانت ما تزال موجودة ناحية الغرب لأن النور يأتي من الشرق ويتدرج حتى ينسحب الظلام تمامًا في ناحية الغرب.

ولكن هناك معنى آخر وراء كلمة "الظلام باقٍ".. لأن مريم المجدلية بالرغم من رؤيتها للسيد المسيح القائم هي ومريم الأخرى إذ "أمسكتا بقدميه وسجدتا له" (مت 28: 9) وكان ذلك بعد زيارتها الأولى للقبر بعد قيامته مباشرة، إلا أنها في هذه المرة قبل وأثناء زيارتها الأخيرة بدأت تردد قولها للتلاميذ، وبعد ذلك للملائكة وللسيد المسيح نفسه: "أخذوا السيد من القبر، ولسنا نعلم أين وضعوه" (يو20: 2).

فمعنى هذه العبارة هو أنها لم تفهم بعد بوضوح حقيقة القيامة، أو لم يكتمل إيمانها بقيامة السيد المسيح -لذلك قيل أنها جاءت إلى القبر باكرًا، والظلام باقٍ. أي أن ظلمة عدم المعرفة كانت ما تزال باقية تحتاج إلى من يجليها عن عقلها وإيمانها. ولنفس السبب لم تعرف السيد المسيح عندما ظهر لها ثانية وظنته أنه هو البستاني الذي يهتم بالبستان، حيث كان القبر الذي وضع فيه جسد السيد المسيح (انظر يو20: 15). كان الظلام باقٍ ولذلك لم تعرفه في تلك المرة. فناداها باسمها حتى تفيق من غفلتها الروحية وتستنير بالإيمان.





انحنى


"فخرج بطرس والتلميذ الآخر وأتيا إلى القبر. وكان الاثنان يركضان معًا. فسبق التلميذ الآخر بطرس وجاء أولًا إلى القبر. وانحنى فنظر الأكفان موضوعة، ولكنه لم يدخل" (يو 20: 3-5)

لماذا انحنى التلميذ لكي ينظر داخل القبر. معنى ذلك أن باب القبر كان منخفضًا بصورة تحتم الانحناء.

وتكرر نفس الكلام بالنسبة لمريم المجدلية "أما مريم فكانت واقفة عند القبر خارجًا تبكي. وفيما هي تبكي انحنت إلى القبر" (يو20: 11).

من أراد أن يؤمن بالرب القائم من الأموات.. يؤمن بالفداء وبموت الرب وقيامته، ينبغي أن ينحني أمام هذه الحقيقة الفائقة للوصف. لا يستطيع أن يقبل الإيمان إلا القلب المنكسر والمتواضع، لأن "يقاوم الله المستكبرين وأما المتواضعون فيعطيهم نعمة" (يع4: 6).

إن من يزور الأديرة القديمة يلاحظ أن باب الدير الخارجي وباب الكنيسة دائمًا يكون منخفضًا، ويُلزِم الداخل بالانحناء.. أليس هذا هو بداية الطريق الروحي: المسكنة بالروح؟!





واحد عند الرأس والآخر عند الرجلين


"فنظرت ملاكين بثياب بيض جالسين، واحدًا عند الرأس، والآخر عند الرجلين، حيث كان جسد يسوع موضوعًا" (يو 20: 12).

جسد الرب يسوع هو السلم الموصل من الأرض إلى السماء. هكذا رآه الأب يعقوب بروح النبوة والملائكة صاعدة ونازلة عليه.

وقيل أيضًا إن "السماء هي كرسي الله والأرض هي موطئ قدميه" (انظر مت 5: 34، 35).

فالملاك عند موضع الرأس يشير إلى السماء حيث كرسي الله. والملاك عند موضع القدمين يشير إلى الأرض حيث تجسد السيد المسيح وصنع الفداء.

كان من الممكن أن تملأ الملائكة قبر السيد المسيح ولكن وجود الملاكين بهذه الصورة يرفع عقولنا نحو هذه الحقيقة: إن جسد يسوع هو الطريق المؤدي من الأرض إلى السماء.. هكذا أظهرت لنا ملائكة القيامة.

وقد اعتادت الكنيسة أن تضع شمعدانين منيرين فوق المذبح أثناء الخدمة الطاهرة، وهذان الشمعدانان يرمزان إلى ملائكة القيامة.

نفس الأمر تمارسه الكنيسة عند قراءة الإنجيل المقدس.

حقًا لقد جمع السيد المسيح ما في السماوات وما على الأرض بخلاصه العجيب.
 
قديم 17 - 05 - 2021, 01:05 PM   رقم المشاركة : ( 40488 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,533

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

اتضاع السيد المسيح حتى في قيامته



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




الزيارة الأولى


أوردها القديس مرقس في إنجيله كما يلي:

"وبعدما مضى السبت اشترت مريم المجدلية ومريم أم يعقوب وسالومة حنوطًا ليأتين ويدهنه. وباكرًا جدًا في أول الأسبوع أتين إلى القبر إذ طلعت الشمس. وكن يقلن فيما بينهن: من يدحرج لنا الحجر عن باب القبر. فتطلعن ورأين أن الحجر قد دُحرج. لأنه كان عظيمًا جدًا. ولما دخلن القبر رأين شابًا جالسًا عن اليمين لابسًا حلة بيضاء فاندهشن. فقال لهن: لا تندهشن. أنتن تطلبن يسوع الناصري المصلوب. قد قام ليس هو ههنا. هوذا الموضع الذي وضعوه فيه. لكن اذهبن وقلن لتلاميذه ولبطرس إنه يسبقكم إلى الجليل هناك ترونه كما قال لكم. فخرجن سريعًا وهربن من القبر لأن الرعدة والحيرة أخذتاهن ولم يقلن لأحد شيئًا لأنهن كن خائفات" (مر16: 1-8).

والدليل على أن هذه الزيارة كانت الأولى أن مريم المجدلية ومريم أم يعقوب كن يقلن فيما بينهن: "من يدحرج لنا الحجر عن باب القبر" (مر16: 3) إذ لم تكن مريم قد رأت الحجر مدحرجًا بعد.


 
قديم 17 - 05 - 2021, 01:07 PM   رقم المشاركة : ( 40489 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,533

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الزيارة الثانية لمريم المجدلية لقبر يسوع



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




الزيارة الثانية


بعد عودة مريم المجدلية من الزيارة الأولى إذ لم تخبر أحدًا بما قاله الملاك في الزيارة الأولى لأنها كانت خائفة، ذهبت مرة أخرى في صُحبة القديسة مريم العذراء لتنظرا القبر. وقد أورد القديس متى في إنجيله هذه الواقعة دون أن يذكر القديسة العذراء مريم بالتحديد مسميًا إياها "مريم الأخرى".

"وبعد السبت عند فجر أول الأسبوع جاءت مريم المجدلية ومريم الأخرى لتنظرا القبر. وإذا زلزلة عظيمة حدثت. لأن ملاك الرب نزل من السماء وجاء ودحرج الحجر عن الباب وجلس عليه. وكان منظره كالبرق ولباسه أبيض كالثلج. فمن خوفه ارتعد الحراس وصاروا كأموات. فأجاب الملاك وقال للمرأتين: لا تخافا أنتما. فإني أعلم أنكما تطلبان يسوع المصلوب. ليس هو ههنا لأنه قام كما قال. هلما انظرا الموضع الذي كان الرب مضطجعًا فيه. واذهبا سريعًا قولا لتلاميذه إنه قد قام من الأموات. ها هو يسبقكم إلى الجليل. هناك ترونه. ها أنا قد قلت لكما. فخرجتا سريعًا من القبر بخوف وفرح عظيم راكضتين لتخبرا تلاميذه. وفيما هما منطلقتان لتخبرا تلاميذه إذا يسوع لاقاهما وقال سلام لكما. فتقدمتا وأمسكتا بقدميه وسجدتا له. فقال لهما يسوع لا تخافا، اذهبا قولا لإخوتي أن يذهبوا إلى الجليل وهناك يرونني" (مت28: 1-10).






في قول القديس متى: "إذا زلزلة عظيمة قد حدثت" لا يعني أن الزلزلة قد حدثت وقت تلك الزيارة، بل سبقتها وسبقت الزيارة الأولى أيضًا.

وقد أورد القديس مرقس هذه الزيارة باختصار في إنجيله، وهي التي رأت فيها مريم المجدلية السيد المسيح وهي في صحبة القديسة مريم العذراء. وذكر هذه الواقعة بعد أن ذكر الزيارة الأولى: "وبعدما قام باكرًا في أول الأسبوع، ظهر أولًا لمريم المجدلية التي كان قد أخرج منها سبعة شياطين. فذهبت هذه وأخبرت الذين كانوا معه وهم ينوحون ويبكون. فلما سمع أولئك أنه حي وقد نظرته لم يصدقوا" (مر16: 9-11).

وبهذا نرى كيف أكرم السيد المسيح أمه العذراء والدة الإله: إذ لم يظهر لمريم المجدلية في زيارتها الأولى مع مريم أم يعقوب وسالومة. بل ظهر لها حينما حضرت مع أمه. وفي تلك الزيارة تم تنفيذ رغبة السيد المسيح بسرعة في إبلاغ تلاميذه كما ذكر القديس متى إذ خرجتا من القبر "راكضتين لتخبرا تلاميذه" (مت28: 8).

ليتنا نطلب صُحبة القديسة مريم العذراء في حياتنا الروحية، لنرى السيد المسيح بأعين قلوبنا ونبشر بقيامته بغير تردد. لأن العذراء هي مثال الطاعة والتسليم بين جميع القديسين.





 
قديم 17 - 05 - 2021, 01:07 PM   رقم المشاركة : ( 40490 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,533

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الزيارة الثالثة لمريم المجدلية لقبر يسوع



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




الزيارة الثالثة


بعد أن أخبرت مريم المجدلية التلاميذ بقيامة السيد المسيح، أرادت مريم المجدلية ومريم أم يعقوب أن تذهبا مرة أخرى إلى القبر مع مجموعة من نساء عديدات. وقد أورد القديس لوقا في إنجيله هذه الزيارة بعد أن سرد أحداث الدفن يوم الجمعة. وراحة يوم السبت:

"وتبعته نساء كن قد أتين معه من الجليل ونظرن القبر وكيف وُضع جسده. فرجعن وأعددن حنوطًا وأطيابًا. وفي السبت استرحن حسب الوصية. ثم في أول الأسبوع أول الفجر أتين إلى القبر حاملات الحنوط الذي أعددنه ومعهن أناس فوجدن الحجر مدحرجًا عن القبر. فدخلن ولم يجدن جسد الرب يسوع. وفيما هن محتارات في ذلك إذا رجلان وقفا بهن بثياب براقة. وإذ كن خائفات ومنكسات وجوههن إلى الأرض. قالا لهنَّ: لماذا تطلبن الحي بين الأموات. ليس هو ههنا لكنه قام. اذكرن كيف كلمكن وهو بعد في الجليل قائلًا: إنه ينبغي أن يُسلّم ابن الإنسان في أيدي أناس خطاة ويصلب وفي اليوم الثالث يقوم. فتذكّرن كلامه. ورجعن من القبر وأخبرن الأحد عشر وجميع الباقين بهذا كله. وكانت مريم المجدلية، ويونا، ومريم أم يعقوب، والباقيات معهن اللواتي قلن هذا للرسل. فتراءى كلامهن لهم كالهذيان. ولم يصدقوهن" (لو23: 55 -24: 11).

بعد هذه الزيارة إذ لم يصدِّق الآباء الرسل كلام النسوة بدأ الشك يساور مريم المجدلية فقررت أن تذهب إلى القبر بمفردها. هذه هي الزيارة التالية.



 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:49 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025