منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16 - 05 - 2021, 10:36 PM   رقم المشاركة : ( 40371 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,602

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




رسالة أبينا القديس أثناسيوس


إلى الأسقف سرابيون


ضد القائلين بخلقة الابن


1 ـ كنت أظن أن ما سبق أن كتبته ليس إلاّ كلمات قليلة ، وهذا سَبّب لى إحساسًا بالوهن الشديد لكونى عاجزًا عن الكتابة بمثل ما يليق بالإنسان أن يقوله عن الروح القدس وضد الذين يكفرون بالروح القدس. وبما أن ـ بعض الاخوة ـ كما تقول استحقوا أن يقوموا أيضًا باجتثاث هذه الأمور ، لهذا ، فقد قمت بالكتابة لكى يكون عندهم الاستعداد أيضًا أن يجاوبوا ـ بواسطة هذه الكلمات القليلة ، أولئك الذين يسألون عن الإيمان الذى فينا وأن يدحضوا الكافرين (عديمى التقوى) بجراءة . ولقد قمت بالكتابة إليك، وأثق أنه إذا كان فيها أى نقص فإنك ستكمله .


إن الآريوسيين تحولوا هم أنفسهم ، وفكروا بنفس طريقة تفكير الصدوقيين ، بأنه ليس شئ أعظم منهم أو خارجًا عنهم ـ إنهم أخذوا كتابات الوحى الإلهى وفهموها بمفاهيم وظنون بشرية (جسدية). وحينما يسمعون (الكتب المقدسة تقول) إن ابن الآب هو الحكمة والبهاء والكلمة ، فإنهم اعتادوا أن يقولوا : كيف يمكن أن يكون هذا ؟ كأنه يمكن أن يكون غير ذلك ، وهذا هو الأمر الذى لا يستطيعون أن يفهموه . فهل حان الوقت لكى يفهموا هذا الأمر فيما يخص وجود كل الأشياء .


فكيف تستطيع الخليقة ـ وهى غير كائنة البتة ـ أن تكون (وتوجد) ؟، أو كيف يتسنى لتراب الأرض أن يصيغ إنسانًا عاقلاً ؟ أو كيف يستطيع الفانى أن يكون غير فانٍ ؟ ، أو كيف وضع الله أساسات الأرض على البحار ، وثبتها على مجارى الأنهار)أنظر مز2:24) ؟ . وكذلك ينطبق عليهم القول القائل " لنأكل ونشرب لأننا غدًا نموت " (1كو32:15) ـ لكى يهلك معهم أيضًا جنون آريوسيتهم عندما يهلكون .


2 ـ إن تفكير الآريوسيين فانٍ وفاسدٍ ، وأما كلمة الحق التى كان يليق أن تكون فى فكرهم فهى هكذا : إن كان المصدر (المنبع) والنور، والآب هو الله ، فليس من العدل أن يُقل إن المصدر (الينبوع) بلا ماء ولا أن يكون النور بلا إشراق ، ولا الله بغير كلمة ، حتى لا يكون الله غير حكيم أو غير ناطق أو بغير نور. ولهذا السبب نفسه ، فكما أن الآب أزلى يلزم أيضًا أن يكون الابن أزليًا كذلك . لأن كل ما نفكر به من جهة الآب فهو بلا شك للابن أيضًا ، كما يقول الرب نفسه " كل ما هو للآب فهو لى " (يو15:16) وكل ما هو لى فهو للآب. لذلك فإن الآب أزلى ، والابن أزلى أيضًا ، لأنه بواسطته قد تكونت الدهور( قارن عبرانيين 2:1) فكما أن الآب كائن كذلك فمن الضرورى أن يكون الابن أيضًا كائنًا ، " الكائن على الكل إلهًا مباركًا إلى الأبد آمين "(رو5:9) كما قال الرسول بولس. وكما أنه لم يجرِ العرف على أن يُقال عن الآب إنه جاء إلى الوجود على اعتبار أنه لم يكن موجودًا ، هكذا ليس من اللائق أن يُقال عن الابن إنه جاء إلى الوجود لأنه لم يكن موجودًا ـ فالآب قادر على كل شئ ، والابن قادر على كل شئ ، كما يقول يوحنا " الكائن والذى كان والذى سيكون القادر على كل شئ "( رؤ8:1). الآب نور ، والابن شعاع ونور حقيقى . الآب إله حقيقى والابن إله حقيقى. لأنه هكذا كتب يوحنا " ونحن فى الحق، فى ابنه يسوع المسيح ، هذا هو الإله الحق والحياة الأبدية "(1يو20:5) فليس هناك شئ على الإطلاق يخص الآب دون أن يخص الابن أيضًا . ولأجل ذلك فإن الابن هو فى الاب ، والآب هو فى الابن . وحيث إن أمور الآب هذه هى فى الابن ، فإن هذه الأمور نفسها أيضًا تُدرك فى الآب وهكذا يُفهم القول " أنا والآب واحد "( يو9:14) حيث إنه ليس فيه (فى الآب) أشياء وفى الابن أشياء غيرها ، بل إن ما فى الآب هو فى الابن . وحيث إنك ترى فى الابن ما تراه فى الآب ، لذلك فلتفكر جيدًا فى قول الرب " من رآنى فقد رأى الآب " (يو9:14).


3 ـ وهكذا إذ قد برهنا على هذه الأشياء ، فإنه من عدم التقوى أن يُقال إن الابن مخلوق . لأنه فى تلك الحالة سيكون هناك اضطرار للقول بأن الينبوع المتدفق مخلوق ، وأن الحكمة مخلوقة ، وأن الكلمة مخلوق فى حين أن كل الأشياء هى خاصة بالآب . ومن هذه الأشياء يمكن للواحد منا أن يتبين عدم صحة ما فهمه مجانين الآريوسية. ولو كنا نحن متشابهين ، ولنا شخصيتنا ، ونحن من جوهر واحد ، لذا فالبشر متشابهون إذ لهم شخصيتهم ، ولنا جوهر واحد بعضنا مع بعض. إذ للجميع نفس الجوهر ، المائت الفاسد ، المتغير ، المخلوق من العدم . والملائكة أيضًا لهم نفس الطبيعة فيما بينهم وبين انفسهم وكذلك أيضًا جميع الخلائق الأخرى بالمثل. وإذا صح هذا الأمر فكيف يبحث المتشككون إن كان هناك أى تشابه بين الابن والمخلوقات ، أو كانت الأشياء التى تخص الابن يمكن أن توجد بين الأشياء المخلوقة ، فكيف تجرؤ الخليقة أن تنطق كلمة الله. ولكن ليت الساقطين والضالين لا يمسون إطلاقًا ما يخص التقوى ـ فإنه ليس بين المخلوقات من هو ضابط للكل ، وليس هناك (ضابط للكل) يضبط ويحفظ ضد ضابط آخر ، لأن كل واحد منهما يكون خاصًا بالله. لأن " السموات تتحدث بمجد الله " (مز2:18) أما " الأرض وملؤها فهى للرب " (مز1:23) و " البحر رآه فهرب " (مز3:113) وكل خدامه المختصون بالعمل : "عاملون كلمته " (قارن مز20:102) ، وطائعون أمره. فالابن ضابط الكل ، مثل الآب . وهذا هو ما كُتب وأُثبت. ومرة أخرى أيضًا ، فإنه لا يوجد بين المخلوقات ما هو غير متغير بطبيعته. لأن بعض الملائكة لم يحفظوا رتبتهم الخاصة بهم، فحتى "الكواكب غير طاهرة أمامه "( أيوب 5:25) . وقد سقط الشيطان من السماء ، وحذا آدم حذوه ، وكذلك أيضًا كل الذين يعصون الله . أما الابن فهو غير متغير وغير قابل للتحول كالآب تمامًا . وها هو بولس يرجع بذاكرته إلى ما جاء فى المزمور 101 فيقول " وأنت يارب فى البدء أسست الأرض ، والسموات هى عمل يديك. هى تزول وأنت تدوم ، وكلها كثوب ستبلى . وكرداء تطويها فتتغير أما أنت فكما أنت وسنوك لن تفنى " (عب10:1ـ12). ومرة أخرى يقول " يسوع المسيح هو هو أمسًا واليوم وإلى الأبد " (عب8:13).


4 ـ وأيضًا فإن الأشياء التى وُجدت ، لم تكن موجودة ثم بعد ذلك وُجدت . لأنه صنع الأرض من العدم . وهو " الذى يدعو الأشياء غير الكائنة كأنها كائنة " (رو17:4) وهى مصنوعة ومخلوقة ولذلك كانت هناك بداية لوجود هذه الأشياء . لأنه " فى البدء خلق الله السموات والأرض " (تك1:1) وكل ما فيها . إذ يقول أيضًا " يدى صنعت هذه الأشياء " (إش2:66) والابن أيضًا هو إله كائن على الدوام كالآب أيضًا . وهكذا فإن هذا هو التعليم الذى قبلناه وتسلمناه، فإنه ليس مخلوقًا بل خالقًا . وهو ليس البيت المبنى بل هو بانيه، وصانع أعمال الآب . لأنه به صارت الدهور (العالمين) (عب2:1) وبغيره لم يتكون أى شئ (يوحنا3:1). كما علّم الرسول بما جاء فى المزمور، لإنه " من البدء أسس الأرض والسموات هى عمل يديه " (10:1، مز26:101). وأيضًا فليس شئ من المخلوقات هو بالطبيعة إله. بل إن كل الأشياء المخلوقة تكونت، وهذه الأشياء سُميت : الواحدة سماء ، والأخرى أرضًا والبعض أنوار فى السماء وأخرى نجومًا، والبعض بحرًا وأغوارًا عميقة ودوابًا وأخيرًا الإنسان. وقبل كل هذه المخلوقات ، خلق ملائكة ورؤساء ملائكة ، وشاروبيم ، وقوات ، ورئاسات وسلاطين ، وأربابًا ، وفردوسًا . وهكذا ظل كل واحد من المخلوقات موجودًا. فحتى إذ دُعيت آلهة فهى ليست آلهة بالطبيعة ، بل عن طريق اشتراكها فى الابن. لأنه هكذا قال أيضًا " إن كان قد قال آلهة لأولئك الذين صارت إليهم كلمة الله" (يو35:10) وعلى هذا الأساس فلكونهم ليسوا آلهة بالطبيعة ، فإنهم عندما يلتقون ، يسمعونه قائلاً " أنا قلت أنكم آلهة ، وبنو العلى كلكم ، ولكنكم كأناس تموتون " (مز6،7:81). بعد أن استمع لقولهم " أنت إنسان ولت إلهًا " . أما الابن فهو إله حقيقى كالآب لأنه كائن فى الآب والآب كائن فيه . وهذا ماكتبه يوحنا بحسب ما قد أُعلن له . كما يرتل داود " كرسيك يا الله إلى دهر الدهور ، صولجان استقامة ، صولجان ملكك " (مز7:44) وإشعياء النبى يصرخ قائلاً : " تعب مصر وتجارة الأثيوبيين ، والسبئيون ـ الرجال ذوو القامة ـ إليك سيعبرون ويسيرون خلفك وهم مقيدون بالأغلال ، وسيسجدون لك لأن الله فيك . لأنك أنت هو إله إسرائيل ولم نكن نعرف " (إش15،14:45) فمن هو إذن الإله الذى يكون الله فيه إن لم يكن هو الابن القائل " أنا فى الاب والآب فىّ " (يو10:14).


5 ـ فبما أن هذه الأشياء قد حدثت وكُتبت ، فمن يجهل أن كل ما هو للآب فهو للابن ، حيث إن الابن ليس شبيه بين المخلوقات ، لأن الابن هو من نفس جوهر الآب ؟ . فإنه إن كان هناك شبه بين مخلوق وآخر فإنه يكون بينهما قرابة أيضًا إذ هما من نفس الجوهر ، هكذا يكون الغريب أيضًا بالنسبة لجوهر الأشياء المخلوقة . وبالمثل أيضًا فإن كلمة الآب لا يكون مختلفًا عن الآب . وطالما أن له كل ما هو للآب فمن المعقول أن يكون من نفس جوهر الآب ، لأن الجوهر المخلوق لا يستطيع أبدًا أن يقول " كل ما للآب هو لى" (يو15:16). لأن الجوهر المخلوق إذ له بداية تكوين، ليس كائنًا بذاته ، أما الله فهو كائن منذ الأزل . ولهذا فحيث إن الابن له كل هذه الصفات ، وكل ما قيل عن الآب قبل ذلك ، هو عن الابن أيضًا فمن الضرورى أن يكون جوهر الابن غير مخلوق ، بل هو واحد مع الآب فى الجوهر . وبالإضافة إلى ذلك فإنه بحسب هذا الأمر لا يجوز أن تُنسب لأى جوهر مخلوق الخصائص الخاصة بالله . فمن بين تلك الخصائص المتعلقة به ، والتى يُعرّف بها الله : أنه ضابط الكل ، وأنه الكائن ، وأنه غير المتغير ، والصفات الأخرى التى سبق أن أخبرنا بها ، حتى لا يبدو الله ذاته من نفس جوهر المخلوقات ، كما يقول الجهلاء أنه يمتلك ما يستطيع أن يحصل عليه مثله مثل المخلوقات .


6 ـ وهكذا يمكن للإنسان أن يكشف ويفضح ويدحض تجديف الذين يقولون بأن كلمة الله مخلوق . إن إيماننا بالآب والابن والروح القدس ، نابع من قول الابن نفسه للرسل : " اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس " (مت19:28) لقد تكلم هكذا حتى نعرف وندرك ، تلك الأمور التى سبق الإخبار بها. لذا فمثلما قلنا إن الآباء هم مصدر الأبناء ، ومع ذلك فهم والدون ولم يقل أحد إننا نحن أنفسنا خِلقة آبائنا بل أبناء لهم بالطبيعة ، ومن نفس جوهر آبائنا . وهكذا فإن كان الله أبًا ، فمما لا شك فيه أنه أب لابن بالطبيعة وهذا الابن الابن هو من نفس جوهره . فإبراهيم إذن لم يخلق اسحق بل وَلَده ، أما بصلئيل وأليآب فلم يَلِدَا كل الأعمال التى فى الخيمة بل صنعاها (خر1:36). وصانع السفن ، والبنّاء لا يلدان ما يصنعان بل كل واحد منهما يعمل : فالأول منهما يصنع السفينة والثانى يبنى المنزل . ومع ذلك فإن اسحق لم يصنع يعقوب بل وَلَده بالطبيعة ومن جوهره. وهكذا كان يعقوب أبًا ليهوذا واخوته. فكما أن أى شخص يُعتبر مجنونًا إذا قال إن المنزل من نفس جوهر البانى الذى بناه، وإن السفينة هكذا أيضًا بالنسبة لصانعها ، فإنه يكون من اللائق والمناسب أن يُقال إن كل ابن هو من نفس جوهر أبيه نفسه . فلو كان الآب هكذا مع الابن أيضًا، فمن الضرورى أن يكون الابن ، ابنًا بالطبيعة ، وبالحقيقة، وهذا هو الجوهر الواحد مع الآب كما يتضح من أمور كثيرة . ففيما يختص بالمخلوقات يقول " لأنه تكلم فصاروا ، لأنه أمر فخُلقوا " (مز5:148) أما عن الابن فيقول " فاض قلبى بكلام صالح " (مز1:45). ودانيال عرف ابن الله ، وعرف أعمال الله ، ورأى الابن يُطفئ الأتون ، وقال عن هذه الأعمال " باركى الرب يا جميع أعمال الرب" [1] وقد أحصى جميع المخلوقات ولكنه لم يحصِ الابن بينها ، عارفًا أنه (أي الابن) ليس من بين أعمال الرب بل أن هذه الأعمال قد صارت بواسطته ، وهو فى الاب مُمجد ومُعظم ومُكرّم غاية التكريم . إذن كما أن الله ظهر وأُعلن بواسطته للعارفين ، هكذا أيضًا فإن البركة والتسبيح والمجد والقدرة يُعترف بها للآب بواسطته وفيه ، كى يصير مثل هذا الاعتراف مقبولاً أيضًا ، كما تقول الكتب . إذًا يتضح ويتبين من هذا كله أن من يقول إن كلمة الله مخلوق ، فهو مُجدف وعديم التقوى .


7 ـ ولكن بما أنهم يتعللون بالمكتوب فى الأمثال " الرب خلقنى بداية طرقه لأجل أعماله " (أم22:8) ويرددون مع أنفسهم قائلين ها قد خلق ، وها هو المخلوق . لذلك فمن الضرورى أيضًا أن نوضح من هذا أنهم يضلون كثيرًا غير عالمين هدف الكتاب الإلهى . إذن فإن كان هو الابن فحاشا أن يُقال إنه مخلوق . وإن كان مخلوقًا فحاشا أن يُقال إنه ابن . لأننا قد برهنا فيما سبق على أنه يوجد اختلاف كبير بين المخلوق والابن . وحيث إن معنى الكمال لا يشمل الخالق والمخلوق بل الآب والابن ، فالضرورة تمنع أن يُقال إنه مخلوق، بل بالحرى أن يُقال إن الرب ابن . وقد يقول البعض، ألم يكن هذا مكتوبًا إذن ؟ . نعم قد كُتب ، ولكن من الضرورى أن يُقال إن الهراطقة ، يفكرون تفكيرًا سيئًا فى الأقوال الحسنة. لأنهم لو فهموا وعرفوا خاصية المسيحية لَما قالوا إن رب المجد مخلوق ، ولَما تعثروا فى الكلام الصالح المكتوب. لذلك فأولئك " لم يعرفوا ولم يفهموا " (مز5:81) كما هو مكتوب " يسيرون فى الظلام " (يو35:12) ومع ذلك فمن الضرورى أن نتكلم لكى يظهر أن أولئك أغبياء فى هذا ، ولا نسكت عن إقامة الدليل ضد كفرهم حتى وإن تراجعوا عنه. فالخاصية التى تميز الإيمان بالمسيح هى هذه : أن ابن الله هو كلمة الله لأن " فى البدء كان الكلمة .. وكان الكلمة الله " (يو1:1) وهو حكمة الآب وقوته " لأن المسيح هو قوة الله وحكمة الله "(1كو24:1) هذا الذى صار إنسانًا فى آخر الدهور لأجل خلاصنا ، لأن يوحنا نفسه الذى قال " فى البدء كان الكلمة " ما لبث بعد قليل أن قال " والكلمة صار جسدًا " (يو14:1) ، هذا القول يعنى أنه قد صار إنسانًا . والرب أيضًا يقول عن نفسه " لماذا تطلبون أن تقتلونى وأنا الإنسان الذى قد كلمكم بالحق " (يو40:8) وبولس الذى تعلم منه اعتاد أن يقول " إله واحد ووسيط واحد بين الله والناس ، الإنسان المسيح يسوع " (1تيمو5:2) فالإنسان الذى كوّنَ الأجناس البشرية ودبرها ، وطرد الموت وأبطله عنا ، يجلس الآن عن يمين الآب وهو كائن فى الآب والآب كائن فيه ، كما كان دائمًا وسيكون إلى الأبد .


8 ـ إن هذه الخاصية قد وصلتنا من الرسل بواسطة الآباء ، لذلك يجب أن نختبر ونميز ما جاء بالكتاب ، فإنه أحيانًا يتكلم عن ألوهية الكلمة وأحيانًا أخرى عن إنسانيته ، لدرجة أن الإنسان يمكن أن يضل إذا لم يفهم الخاصيتين (ألوهيته وإنسانيته) ، مثلما حدث للآريوسيين. ومن أجل ذلك ، كما أننا نعرف الكلمة نفسه ، ونعرف أن " به كان كل شئ وبغيره لم يكن شئ واحد مما كان " (يو2:1) وأيضًا " بكلمة الرب تأسست السموات " (مز6:32) وأيضًا "أرسل كلمته وشفى الكل " (أنظر مز20:106) ولأننا نعرف أنه هو الحكمة ، نعلم أن الله "أسس الأرض بالحكمة " (أم19:3) وصنع الآب كل شئ بحكمته (مز24:103). ولأننا نعرف أنه إله قد آمنا أنه هو المسيح ، لأن " عرشك ، يا الله " كما يرتل داود ، "إلى دهر الدهور ، صولجان استقامة صولجان ملكك أحببت البر وأبغضت الإثم من أجل ذلك مسحك الله إلهك بدهن الابنتهاج أكثر من شركائك " (مز8،7:44). وفى إشعياء يقول عن نفسه " روح الرب علىَّ لأنه مسحنى " (إش1:61) أما بطرس فقد اعترف قائلاً : " أنت هو المسيح ابن الله الحى " (مت16:16). وهكذا لأننا نعرف أنه صار إنسانًا ، فإننا لا ننكر الأقوال المتعلقة بإنسانيته ألاّ وهى الجوع والعطش والضرب والبكاء والنوم وفى النهاية قبول الموت من أجلنا على الصليب . لأن كل هذه الأشياء قد كُتبت عنه .


وهكذا أيضًا فإن الكتاب لم يُخفِ ، بل قال إن كلمة " خُلِقَ " تناسب البشر (ما هو بشرى) لأننا نحن البشر مخلوقون ومصنوعون. ورغم أننا سمعنا أنه جاع ونام وضًرب إلاّ أننا لا ننكر ألوهيته ، نحن الذين نسمع كلمة " خُلِقَ " ، بل نتبع ما يتفق مع تذكرنا لله لأن الله كائن أما الإنسان فقد خُلِقَ . لأن الخلقة تخص الناس مثلما قيل من قبل عن الجوع وما شابهه .


9 ـ ولأن ذلك الذى يُقال عنه إنه صالح وجميل يعتبر لديهم قبيحًا ورديئًا ، أقول بالتأكيد إنه حسن أنه أخذ فى اعتباره عندما قال " أما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد ، ولا الملائكة ولا الابن " (مر32:13) لأن أولئك الذين يفكرون فى القول " ولا الابن " ، يعنون به أن الابن مخلوق . وحاشا أن يكون هكذا . لأنه عندما يقول " خلقنى " فإنه يتكلم بشريًا ، وعندما يقول " ولا الابن " فإنه يتكلم عن المعرفة البشرية . وهناك سبب معقول يجعله يقول مثل هذا القول ، إذ بما أنه قد صار إنسانًا ، كما هو مكتوب ، فإنه يكون مشابهًا للبشرية تمامًا فى عدم المعرفة ، كما فى الجوع وغيره من الصفات (البشرية) (لأنهم لا يعرفون إن لم يسمعوا ويتعلموا).


من أجل هذا أيضًا، فإنه إذ قد صار إنسانًا فقد أظهر جهل البشر فى نفسه، أولاً لكى يُظهر أن له جسدًا بشريًا حقًا، وثانيًا ، لكى ـ عندما يكون له فى جسده جهل البشر ، يقدم للآب جنسًا بشريًا مُفتدى من بين الجميع ، وطاهرًا وكاملاً ومقدسًا .


فهل لا يزال يوجد لدى الآريوسيين أى إدعاء يدّعون به . فلماذا إذن يتهامسون ويدمدمون عندما يفكرون فى هذا الأمر. لقد أُدينوا لأنهم لا يعرفون " الرب خلقنى .. لأجل أعماله " وظهروا بأنهم لا يفهمون " أما ذلك اليوم فلا يعلم به أحد ولا الملائكة ولا الابن " .


لأن ذلك مثل من يقول إن " خلق " الإنسان تعنى ، أن الإنسان قد تكوّنَ وخُلِقَ . أما ذلك الذى يقول " أنا والآب واحد " (يو30:10) وأيضًا " من رآنى فقد رأى الآب " (يو9:14) و " أنا فى الآب والآب فىّ " (يو10:14) فهذه الأقوال تعنى الأزلية والوحدة مع الآب فى الجوهر .


ولذلك فإن من يقول " لا أحد يعرف ولا الابن " فإنه يقول هذا كإنسان صار مشابهًا للبشر تمامًا فى عدم المعرفة . أما من يقول " لا أحد يعرف الآب إلاّ الابن ، ولا أحد يعرف الابن إلاّ الآب " (مت27:11) فإنه بالأحرى يعرف الأشياء المخلوقة أكثر بكثير ، فإن التلاميذ قالوا للرب فى إنجيل يوحنا "الآن نعرف أنك تعلم كل الأشياء " (يو30:16) إذن فمن الواضح أنه لا يوجد شئ لا يعرفه ذلك الذى هو الكلمة الذى به صار كل شئ . وذلك اليوم " هو حتمًا من بين تلك الأشياء التى تصير به ، وهكذا فإن الآريوسيين يتمزقون أربًا ربوات المرات بسبب جهالتهم
 
قديم 16 - 05 - 2021, 10:37 PM   رقم المشاركة : ( 40372 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,602

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




اثناسيوس الحارس الامين



اما‏ ‏أحلي‏ ‏وما‏ ‏أجمل‏ ‏أخبار‏ ‏القديسين‏,‏وكما‏ ‏يقول‏ ‏بعض‏ ‏الآباء‏ ‏القديسين إن‏ ‏من‏ ‏يكرم‏ ‏أثناسيوس‏ ‏فقد‏ ‏أكرم‏ ‏الفضيلة‏ ‏نفسهاوهذه‏ ‏نظرة‏ ‏كنيستنا‏ ‏واحترامها‏ ‏وإكرامها‏ ‏للقديسين‏,‏


فإننا‏ ‏لانعبد‏ ‏أشخاص‏ ‏وإنما‏ ‏نعبد‏ ‏الله‏ ‏وحده‏,‏وإنما‏ ‏نكرم‏ ‏الفضيلة‏ ‏في‏ ‏القديسين‏ ‏إحياء‏ ‏لذكرهم‏,



‏وهذا‏ ‏هو‏ ‏أمر‏ ‏مخلصنا‏ ‏الذي‏ ‏قال‏ ‏عن‏ ‏المرأة‏ ‏التي‏ ‏دهنت‏ ‏رأسه‏ ‏بالطيب‏ ‏مريم‏ ‏أخت‏ ‏لعازرحيثما‏ ‏يكرز‏ ‏بالإنجيل‏ ‏في‏ ‏الخليقة‏ ‏كلها‏ ‏يخبر‏ ‏أيضا‏ ‏بما‏ ‏فعلته‏ ‏هذه‏ ‏المرأة‏ ‏إحياء‏ ‏لذكرهامت‏26:13.‏



فنحن‏ ‏باحتفالنا‏ ‏بالقديسين‏ ‏نتمم‏ ‏أمر‏ ‏مخلصنا‏ ‏الذي‏ ‏أمر‏ ‏بأن‏ ‏يخبر‏ ‏بأفعالهم‏,‏


وهذا‏ ‏ما‏ ‏تلاحظونه‏ ‏حينما‏ ‏يتلو‏ ‏الكاهن‏ ‏أسماء‏ ‏مجمع‏ ‏القديسين‏,‏فإنه‏ ‏يقوللأن‏ ‏هذا‏ ‏هو‏ ‏أمر‏ ‏مخلصنا‏ ‏أن‏ ‏نذكر‏ ‏القديسين



بناء‏ ‏علي‏ ‏هذا‏ ‏الأمر‏ ‏الذي‏ ‏ذكره‏ ‏سيدنا‏ ‏في‏ ‏مناسبة‏ ‏المرأة‏ ‏التي‏ ‏دهنت‏ ‏رأسه‏ ‏بالطيب‏,‏ثم‏ ‏أن‏ ‏في‏ ‏إحياء‏ ‏ذكر‏ ‏القديسين‏ ‏إحياء‏ ‏للفضيلة‏ ‏نفسها‏.‏


فالناس‏ ‏لايفهمون‏ ‏الدين‏ ‏بعيدا‏ ‏عن‏ ‏الأشخاص‏ ‏وإنما‏ ‏المباديء‏ ‏الدينية‏ ‏تتمثل‏ ‏في‏ ‏أشخاص‏ ‏يدركونها‏ ‏في‏ ‏حياتهم‏.‏


فالقديس‏ ‏أثناسيوس‏ ‏من‏ ‏أروع‏ ‏الأمثلة‏ ‏التي‏ ‏شاعت‏ ‏في‏ ‏التاريخ‏ ‏المسيحي‏,


‏والتي‏ ‏برز‏ ‏فيها‏ ‏فضائل‏ ‏كثيرة‏ ‏أهمها‏ ‏قداسته‏,‏


والقداسة‏ ‏في‏ ‏مفهومنا‏ ‏الأرثوذكسي‏ ‏هي‏ ‏قداسة‏ ‏في‏ ‏الإيمان‏ ‏وقداسة‏ ‏في‏ ‏السيرة‏.‏


وقداسة‏ ‏الإيمان‏ ‏سلامة‏ ‏العقيدة‏ ‏وخلوها‏ ‏من‏ ‏الخطأ‏ ‏واستمساك‏ ‏الإنسان‏ ‏بالحقائق‏ ‏الإيمانية‏.‏



ودفاعه‏ ‏عنها‏ ‏وتمسكه‏ ‏بها‏ ‏لمحافظته‏ ‏عليها‏ ‏كوديعة‏,‏يخدمها‏ ‏لأنه‏ ‏انعقدت‏ ‏عليها‏ ‏نفسه‏,‏لايفرط‏ ‏فيها‏ ‏لأنه‏ ‏وكيل‏ ‏مؤتمن‏ ‏علي‏ ‏وديعة‏,‏ياتيموثيئوساحفظ‏ ‏الوديعة‏ ‏بالروح‏ ‏القدس‏ ‏الساكن‏ ‏فيك‏2‏تيمو‏1:14.‏


فوديعة‏ ‏الإيمان‏ ‏هذه‏ ‏ليست‏ ‏لنا‏,‏لا‏ ‏نتساهل‏ ‏فيها‏ ‏ولانتسامح‏,‏التسامح‏ ‏في‏ ‏الحق‏ ‏الخاص‏,‏أما‏ ‏التسامح‏ ‏في‏ ‏الإيمان‏ ‏فخيانة‏ ‏وعدم‏ ‏أمانة‏ ‏وتفريط‏ ‏وإهمال‏ ‏في‏ ‏المقدسات‏.‏


وذلك‏ ‏له‏ ‏دينونة‏ ‏مخيفة‏ ‏ورهيبة‏ ‏ومرعبة‏.‏خصوصا‏ ‏بالنسبة‏ ‏للوكلاء‏.‏من‏ ‏هو‏ ‏الوكيل‏ ‏الأمين‏ ‏الحكيم‏ ‏الذي‏ ‏يقيمه‏ ‏سيده‏ ‏علي‏ ‏عبيده؟هي‏ ‏وكالة‏,‏رجل‏ ‏الدين‏ ‏ليس‏ ‏صاحب‏ ‏الوكالة‏,‏رجل‏ ‏الدين‏ ‏وكيلا‏ ‏علي‏ ‏أمانة‏ ‏ليس‏ ‏من‏ ‏حقه‏ ‏أن‏ ‏يفرط‏ ‏فيها‏ ‏ولايتنازل‏ ‏عن‏ ‏شيء‏ ‏منها‏,‏هذا‏ ‏تساهلا‏ ‏علي‏ ‏حساب‏ ‏الله‏ ‏وعلي‏ ‏حساب‏ ‏الإيمان‏.‏هكذا‏ ‏كان‏ ‏الآباء‏ ‏العظماء‏ ‏يفهمون‏ ‏رسالتهم‏ ‏أنها‏ ‏رسالة‏ ‏الوكيل‏ ‏الأمين‏.‏ولذلك‏ ‏حينما‏ ‏يسأل‏ ‏في‏ ‏اليوم‏ ‏الأخيرأعطي‏ ‏حساب‏ ‏وكالتكيكون‏ ‏حسابه‏ ‏دقيقا‏ ‏وحسابه‏ ‏عسيرا‏ ‏لأنه‏ ‏وكيل‏ ‏مؤتمن‏.‏فإذا‏ ‏برزت‏ ‏أمانته‏ ‏سمع‏ ‏التعبير‏ ‏الجميل‏ ‏والمديح‏ ‏الثمين‏ ‏والشهادة‏ ‏التي‏ ‏هي‏ ‏أعظم‏ ‏شهادة‏,‏لأنها‏ ‏شهادة‏ ‏الله كنت‏ ‏أمينا‏ ‏في‏ ‏القليل‏ ‏أقيمك‏ ‏علي‏ ‏الكثيرمت‏25:23‏أحسنت‏ ‏أيها‏ ‏العبد‏ ‏الصالح‏ ‏والأمين‏,‏صالح‏ ‏لأنه‏ ‏أثبت‏ ‏صلاحيته‏ ‏لمهمته‏,‏


هنا‏ ‏الصلاح‏ ‏بهذا‏ ‏المعني‏, ‏صالح‏ ‏لأنه‏ ‏أثبت‏ ‏صلاحيته‏ ‏بالمهمة‏ ‏التي‏ ‏أوكلت‏ ‏إليه‏,‏صالح‏ ‏وأمين‏.‏والأمانة‏ ‏ضد‏ ‏الخيانة‏,‏صالح‏ ‏وأمين‏ ‏هذا‏ ‏هو‏ ‏المدح‏ ‏الذي‏ ‏تلقاه‏ ‏ذلك‏ ‏العبدأيها‏ ‏العبد‏ ‏الصالح‏ ‏والأمين‏ ‏كنت‏ ‏أمينا‏ ‏في‏ ‏القليل‏ ‏أقيمك‏ ‏علي‏ ‏الكثير‏,‏فالأمانة‏ ‏مطلوبة‏ ‏منا‏ ‏جميعا‏.‏


وفي‏ ‏سفر‏ ‏الرؤيا‏ ‏يقول‏ ‏المسيح‏ ‏له‏ ‏المجد‏ ‏كن‏ ‏أمينا‏ ‏حتي‏ ‏الممات‏ ‏فأعطيك‏ ‏إكليل‏ ‏الحياةرؤ‏2:10‏هذه‏ ‏هي‏ ‏الأمانة‏ ‏المطلوبة‏ ‏من‏ ‏العبد‏ ‏خادم‏ ‏سيده‏,‏لأن‏ ‏رجل‏ ‏الله‏ ‏الحق‏ ‏خادم‏ ‏لسيده‏.‏رجل‏ ‏الدين‏ ‏خادم‏ ‏الله‏ ‏أولا‏ ‏قبل‏ ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏خادم‏ ‏الشعب‏,‏رجل‏ ‏الدين‏ ‏إذا‏ ‏تحول‏ ‏إلي‏ ‏خادم‏ ‏للشعب‏ ‏فقد‏ ‏تحول‏ ‏من‏ ‏طرف‏ ‏خفي‏ ‏إلي‏ ‏زعيم‏,‏وليس‏ ‏هذا‏ ‏هو‏ ‏المفهوم‏ ‏الأصيل‏ ‏لمهمة‏ ‏رجل‏ ‏الدين‏,



‏إن‏ ‏رجل‏ ‏الدين‏ ‏يفهم‏ ‏رسالته‏ ‏يعرف‏ ‏أنه‏ ‏خادم‏ ‏لسيده‏,‏حيث‏ ‏يكون‏ ‏سيده‏ ‏يكون‏ ‏هو‏,‏حتي‏ ‏لو‏ ‏جاء‏ ‏وقت‏ ‏كان‏ ‏فيه‏ ‏هذا‏ ‏الرجل‏ ‏ضد‏ ‏الشعب‏,‏إذا‏ ‏كان‏ ‏الشعب‏ ‏ضد‏ ‏الله‏,‏فرجل‏ ‏الدين‏ ‏يكون‏ ‏في‏ ‏جهة‏ ‏الله‏,‏


فرجل‏ ‏الدين‏ ‏هو‏ ‏خادم‏ ‏للشعب‏ ‏من‏ ‏خلال‏ ‏خدمته‏ ‏لله‏,‏لكن‏ ‏هو‏ ‏خادم‏ ‏الله‏ ‏أولا‏,‏لأنه‏ ‏قد‏ ‏تأتي‏ ‏مواقف‏ ‏فيها‏ ‏يقف‏ ‏رجل‏ ‏الله‏ ‏ضد‏ ‏الشعب‏,‏


فإذا‏ ‏كان‏ ‏الشعب‏ ‏واقفا‏ ‏ضد‏ ‏السيد‏ ‏فلابد‏ ‏أن‏ ‏يقف‏ ‏أثناسيوس‏ ‏ضده‏,‏


هذا‏ ‏هو‏ ‏أثناسيوس‏ ‏الرجل‏ ‏الذي‏ ‏كان‏ ‏خادما‏ ‏لسيده‏ ‏ولم‏ ‏يعرف‏ ‏سيدا‏ ‏آخر‏,‏لأنه‏ ‏سمع‏ ‏كلمة‏ ‏المسيح‏ ‏إلي‏ ‏تلاميذهأن‏ ‏سيدكم‏ ‏واحد‏ ‏هو‏ ‏المسيح‏.‏ليس‏ ‏له‏ ‏سيد‏ ‏آخر‏,‏لا‏ ‏يأخذ‏ ‏أمره‏ ‏من‏ ‏إنسان‏ ‏آخر‏,‏إنه‏ ‏يأخذه‏ ‏من‏ ‏سيده‏,‏وليس‏ ‏له‏ ‏سادة‏ ‏كثيرين‏ ‏هو‏ ‏سيد‏ ‏واحد‏,‏ويكون‏ ‏هو‏ ‏حيث‏ ‏يكون‏ ‏سيده‏,‏في‏ ‏الجانب‏ ‏الذي‏ ‏يكون‏ ‏فيه‏ ‏سيده‏ ‏لأنه‏ ‏خادم‏ ‏وجاءت‏ ‏المواقف‏ ‏التي‏ ‏فيها‏ ‏تعرض‏ ‏أثناسيوس‏ ‏لهذه‏ ‏التجربة‏ ‏الإلهية‏.‏



كان‏ ‏في‏ ‏القرن‏ ‏الرابع‏ ‏من‏ ‏الميلاد‏,‏


وفي‏ ‏القرن‏ ‏الرابع‏ ‏من‏ ‏الميلاد‏ ‏كانت‏ ‏لاتزال‏ ‏الغالبية‏ ‏في‏ ‏مصر‏ ‏غالبية‏ ‏وثنية‏,‏ومعني‏ ‏أنها‏ ‏غالبية‏ ‏وثنية‏ ‏أنها‏ ‏لاتقر‏ ‏الاتجاه‏ ‏الذي‏ ‏كان‏ ‏يدافع‏ ‏عنه‏ ‏أثناسيوس‏,‏


كان‏ ‏أثناسيوس‏ ‏يدافع‏ ‏عن‏ ‏أزلية‏ ‏المسيح‏ ‏وأن‏ ‏المسيح‏ ‏قائم‏ ‏من‏ ‏حيث‏ ‏لاهوته‏ ‏مع‏ ‏الآب‏ ‏والروح‏ ‏القدس‏ ‏في‏ ‏جوهر‏ ‏إلهي‏ ‏واحد‏ ‏منذ‏ ‏الأزل‏ ‏وإلي‏ ‏الأبد‏,‏المسيح‏ ‏موجود‏ ‏قبل‏ ‏التجسد‏,‏قبل‏ ‏أن‏ ‏يولد‏ ‏من‏ ‏مريم‏,‏قبل‏ ‏جميع‏ ‏الأجيال‏ ‏والدهور‏,‏منذ‏ ‏الأزل‏.‏



في‏ ‏البدء‏ ‏كان‏ ‏الكلمة‏ ‏والكلمة‏ ‏كان‏ ‏عند‏ ‏الله‏ ‏وكان‏ ‏الكلمة‏ ‏الله‏.‏العالم‏ ‏به‏ ‏كون‏,‏هو‏ ‏الذي‏ ‏كون‏ ‏العالم‏,‏فيه‏ ‏رسالة‏ ‏الحياة‏,‏هو‏ ‏رب‏ ‏الحياة‏ ‏ورئيس‏ ‏الحياة‏ ‏ومبدء‏ ‏الحياة‏ ‏وباعث‏ ‏الحياة‏.


‏قال‏ ‏عنه‏ ‏يوحناكان‏ ‏قبلي‏ ‏وصار‏ ‏قدامي‏ ‏يو‏1:15‏كان‏ ‏قبلي‏ ‏لأنه‏ ‏كان‏ ‏قائم‏ ‏منذ‏ ‏الأزل‏.‏ولما‏ ‏قال‏ ‏المسيح‏ ‏لليهودأبوكم‏ ‏إبراهيم‏ ‏اشتهي‏ ‏متهللا‏ ‏أن‏ ‏يري‏ ‏يومي‏ ‏فرأي‏ ‏وفرحيو‏8:56,‏قالوا‏ ‏له‏ ‏أنت‏ ‏لم‏ ‏تصل‏ ‏بعد‏ ‏خمسين‏ ‏سنة‏ ‏كيف‏ ‏رآك‏ ‏إبراهيم‏,‏قال‏ ‏لهم‏:‏الحق‏ ‏الحق‏ ‏أقول‏ ‏لكم‏ ‏قبل‏ ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏إبراهيم‏ ‏أنا‏ ‏كائنيو‏8:58,‏وهنا‏ ‏كلمة‏ ‏كائن‏ ‏بها‏ ‏رنينالكائن‏ ‏الذي‏ ‏كان‏ ‏الدائم‏ ‏إلي‏ ‏الأبدكما‏ ‏في‏ ‏سفر‏ ‏الرؤيا‏.‏أنا‏ ‏الكائن‏ ‏والذي‏ ‏كان‏ ‏منذ‏ ‏الأزل‏ ‏والدائم‏ ‏إلي‏ ‏الأبد‏,‏وهذا‏ ‏هو‏ ‏معني‏ ‏كلمة‏ ‏يهوه‏,‏يهوه‏ ‏بالعبرانية‏ ‏هو‏ ‏الاسم‏ ‏الخاص‏ ‏لله‏ ‏معناه‏ ‏الدائم‏.‏يهوه‏ ‏من‏ ‏فعل‏ ‏الكينونة‏ ‏أهيه‏ ‏بمعني‏ ‏الذي‏ ‏يكون‏ ‏دائما‏,‏الذي‏ ‏هو‏ ‏دائما‏ ‏كائن‏,‏دائما‏ ‏في‏ ‏الزمن‏ ‏الماضي‏ ‏وفي‏ ‏الحاضر‏ ‏وفي‏ ‏المستقبل‏,‏هو‏ ‏دائم‏,‏هو‏ ‏كائن‏ ‏ديمومة‏ ‏دائمة‏ ‏ومعناه‏ ‏حرفياالدائمالله‏ ‏وحده‏ ‏الدائم‏,‏


والمسيح‏ ‏نسب‏ ‏إلي‏ ‏نفسه‏ ‏الكائن‏ ‏دائما‏:‏قبل‏ ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏إبراهيم‏ ‏أنا‏ ‏كائنأنا‏ ‏القيامة‏ ‏وأنا‏ ‏الحياةيو‏11:25‏من‏ ‏من‏ ‏الناس‏ ‏يجرؤ‏ ‏علي‏ ‏أن‏ ‏يقول‏ ‏علي‏ ‏نفسه‏ ‏إنه‏ ‏القيامة‏ ‏وأنه‏ ‏الحياة‏.‏هل‏ ‏يجرؤ‏ ‏نبي‏ ‏ويقول‏ ‏أنا‏ ‏الحياة‏,‏هل‏ ‏يجرؤ‏ ‏أحد‏ ‏من‏ ‏البشر‏ ‏أو‏ ‏من‏ ‏الملائكة‏,‏أي‏ ‏كائن‏ ‏من‏ ‏كان‏ ‏يجرؤ‏ ‏أن‏ ‏ينسب‏ ‏إلي‏ ‏نفسه‏ ‏أنه‏ ‏هو‏ ‏الحياة‏ ‏إلا‏ ‏المسيح‏.‏



ولما‏ ‏سألته‏ ‏المرأة‏ ‏السامرية‏ ‏وقالت‏ ‏له‏ ‏كيف‏ ‏تطلب‏ ‏مني‏ ‏لتشرب؟قال‏ ‏لهايا‏ ‏امرأة‏ ‏لو‏ ‏علمتي‏ ‏عطية‏ ‏الله‏ ‏ومن‏ ‏هذا‏ ‏الذي‏ ‏يقول‏ ‏لك‏ ‏أعطيني‏ ‏لأشرب‏ ‏لطلبتي‏ ‏منه‏ ‏أنت‏ ‏فأعطاك‏ ‏ماء‏ ‏الحياةيو‏4:10‏ماء‏ ‏ينبع‏ ‏إلي‏ ‏حياة‏ ‏أبدية‏,‏من‏ ‏هذا‏ ‏الذي‏ ‏يملك‏ ‏الحياة‏ ‏إلي‏ ‏الأبد‏ ‏وأن‏ ‏يعطي‏ ‏حياة‏ ‏إلي‏ ‏الأبد‏,‏إلا‏ ‏إذا‏ ‏كان‏ ‏هو‏ ‏ذاته‏ ‏الحياة‏ ‏وهو‏ ‏ذاته‏ ‏الأبد‏.‏ومن‏ ‏هذا‏ ‏الذي‏ ‏يجرؤ‏ ‏أن‏ ‏يقول‏ ‏ليوحنا‏ ‏في‏ ‏سفر‏ ‏الرؤياأنا‏ ‏هو‏ ‏الألف‏ ‏والياء‏,‏أنا‏ ‏البداءة‏ ‏وأنا‏ ‏النهاية‏,‏أنا‏ ‏الأول‏ ‏وأنا‏ ‏الآخررؤ‏1:17‏هذه‏ ‏بعينها‏ ‏الكلمات‏ ‏التي‏ ‏رددها‏ ‏الرب‏ ‏في‏ ‏العهد‏ ‏القديم‏ ‏علي‏ ‏فم‏ ‏إشعياء‏ ‏فقال‏:‏أنا‏ ‏هو‏ ‏الأول‏ ‏وأنا‏ ‏الآخر‏ ‏لايكون‏ ‏قبلي‏ ‏إله‏ ‏ولايكون‏ ‏بعدي‏ ‏إلهإش‏ 44:6‏من‏ ‏هذا‏ ‏الذي‏ ‏يقول‏:‏أنا‏ ‏الواحد‏ ‏الأحد‏..‏أنا‏ ‏الذي‏ ‏لي‏ ‏مفاتيح‏ ‏الهاوية‏ ‏والموترؤ‏9:18‏من‏ ‏هذا؟‏..‏


والجماهير‏ ‏كانت‏ ‏متحيرة‏ ‏حينما‏ ‏كان‏ ‏علي‏ ‏الأرض‏,‏تحيروا‏ ‏وقالوا‏ ‏من‏ ‏هذا‏ ‏الذي‏ ‏الريح‏ ‏والبحر‏ ‏أيضا‏ ‏يطيعانه؟من‏ ‏هذا؟من‏ ‏هذا‏ ‏الذي‏ ‏يخرج‏ ‏الشياطين‏ ‏بسلطان؟من‏ ‏هذا‏ ‏الذي‏ ‏ينتهر‏ ‏الحمي‏ ‏ويكلم‏ ‏الحمي‏ ‏ويزجر‏ ‏الحمي‏,‏لم‏ ‏يصل‏ ‏ويركع‏ ‏ويترجي‏ ‏كما‏ ‏كان‏ ‏يفعل‏ ‏الآباء‏ ‏الرسل‏,‏إنما‏ ‏انتهر‏ ‏الحمي‏ ‏زجر‏ ‏الحمي‏,‏هل‏ ‏رأت‏ ‏البشرية‏ ‏نبيا‏ ‏من‏ ‏قبل‏ ‏يصنع‏ ‏هذا‏ ‏إذن‏ ‏من‏ ‏هذا؟‏...‏هذه‏ ‏كانت‏ ‏رسالة‏ ‏أثناسيوس‏ ‏إيضاح‏ ‏حقيقة‏ ‏المسيح‏ ‏وأنه‏ ‏كان‏ ‏قبل‏ ‏الزمان‏,‏قبل‏ ‏أن‏ ‏يولد‏ ‏من‏ ‏مريم‏ ‏كان‏ ‏في‏ ‏الأزل‏.‏



لم‏ ‏يكن‏ ‏ميلاده‏ ‏من‏ ‏مريم‏ ‏إلا‏ ‏تجسدا‏,‏لكنه‏ ‏ليس‏ ‏ميلادا‏ ‏كما‏ ‏يولد‏ ‏البشر‏ ‏حيث‏ ‏يبدأون‏ ‏في‏ ‏فترة‏ ‏من‏ ‏الزمن‏,‏وهذا‏ ‏هو‏ ‏السبب‏ ‏أن‏ ‏فرحنا‏ ‏في‏ ‏عيد‏ ‏القيامة‏ ‏يعظم‏ ‏عن‏ ‏عيد‏ ‏الميلاد‏,‏عيد‏ ‏الميلاد‏ ‏نسميه‏ ‏العيد‏ ‏الصغير‏ ‏وعيد‏ ‏القيامة‏ ‏العيد‏ ‏الكبير‏,‏لا‏ ‏لأنه‏ ‏ينتهي‏ ‏بالصوم‏ ‏الكبير؟لا‏..‏لأنه‏ ‏لولا‏ ‏القيامة‏ ‏لما‏ ‏كان‏ ‏الميلاد‏.‏



آباء‏ ‏الكنيسة‏ ‏كانوا‏ ‏مترددين‏ ‏في‏ ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏للمسيح‏ ‏عيد‏ ‏الميلاد‏ ‏ولولا‏ ‏هرطقة‏ ‏الذين‏ ‏أنكروا‏ ‏التجسد‏ ‏لما‏ ‏كانت‏ ‏الكنيسة‏ ‏تقيم‏ ‏عيد‏ ‏الميلاد‏,




‏ولذلك‏ ‏في‏ ‏ليلة‏ ‏عيد‏ ‏الميلاد‏ ‏إنجيل‏ ‏باكر‏ ‏في‏ ‏البدء‏ ‏كان‏ ‏الكلمة‏...‏والكلمة‏ ‏صار‏ ‏جسدا‏ ‏وحل‏ ‏بيننا‏.‏وإنجيل‏ ‏القداس‏ ‏في‏ ‏ليلة‏ ‏عيد‏ ‏الميلاد‏:‏


وإذا‏ ‏مجوس‏ ‏أتوا‏ ‏من‏ ‏المشرق‏ ‏يقولون‏ ‏أين‏ ‏هو‏ ‏المولود‏ ‏ملك‏ ‏اليهود؟


الغريب‏ ‏أن‏ ‏في‏ ‏ليلة‏ ‏عيد‏ ‏الميلاد‏ ‏كنيستنا‏ ‏لا‏ ‏تقرأ‏ ‏قصة‏ ‏ميلاد‏ ‏المسيح‏ ‏ولاقصة‏ ‏الرعاة‏,‏هذه‏ ‏تقرأ‏ ‏في‏ ‏البرمون‏.‏إنما‏ ‏في‏ ‏ليلة‏ ‏عيد‏ ‏الميلاد‏,‏في‏ ‏رفع‏ ‏بخور‏ ‏باكر‏ ‏يقرأوالكلمة‏ ‏صار‏ ‏جسداوفي‏ ‏إنجيل‏ ‏القداسوإذا‏ ‏مجوس‏ ‏أتوا‏ ‏من‏ ‏المشرق‏ ‏وقالوا‏ ‏أين‏ ‏هو‏ ‏المولود‏ ‏ملك‏ ‏اليهودحكمة‏ ‏الكنيسة‏ ‏أنها‏ ‏لاتريد‏ ‏من‏ ‏أولادها‏ ‏أن‏ ‏يتصوروا‏ ‏أن‏ ‏في‏ ‏هذه‏ ‏الليلة‏ ‏وجد‏ ‏المسيح‏ ‏بمعني‏ ‏نشأ‏ ‏المسيح‏.‏



والكلمة‏ ‏صار‏ ‏جسداليس‏ ‏بمعني‏ ‏أن‏ ‏ميلاد‏ ‏المسيح‏ ‏كميلاد‏ ‏واحد‏ ‏من‏ ‏البشر‏ ‏لا‏..‏ميلاد‏ ‏المسيح‏ ‏معناه‏ ‏تجسد‏ ‏المسيح‏.‏


أنه‏ ‏اتخذ‏ ‏جسدا‏,‏إنما‏ ‏المسيح‏ ‏كما‏ ‏قال‏ ‏أثناسيوس كان‏ ‏ولم‏ ‏يزل‏ ‏إلهاهو‏ ‏إله‏ ‏منذ‏ ‏الأزل‏,‏ولكن‏ ‏في‏ ‏الزمان‏ ‏اتخذ‏ ‏له‏ ‏جسدا‏,‏استتر‏ ‏في‏ ‏جسد‏,‏احتجب‏ ‏في‏ ‏جسد‏,‏


لكن‏ ‏المسيح‏ ‏لم‏ ‏يبدأ‏ ‏من‏ ‏مريم‏ ‏حاشا‏,‏


وكلنا‏ ‏نقول‏ ‏عن‏ ‏مريم‏ ‏إنها‏ ‏والدة‏ ‏الإله‏ ‏من‏ ‏حيث‏ ‏إن‏ ‏الذي‏ ‏خرج‏ ‏من‏ ‏أحشائها‏ ‏الإله‏ ‏المتجسد‏,‏


إنما‏ ‏المسيح‏ ‏لم‏ ‏يبدأ‏ ‏من‏ ‏مريم‏,‏المسيح‏ ‏سابق‏ ‏في‏ ‏وجوده‏ ‏علي‏ ‏كل‏ ‏الوجود‏ ‏وعلي‏ ‏كل‏ ‏الخليقة‏



‏في‏ ‏البدء‏ ‏منذ‏ ‏الأزل‏.‏وكم‏ ‏من‏ ‏مرة‏ ‏يقول‏ ‏المسيح‏ ‏له‏ ‏المجد مجدني‏ ‏عندك‏ ‏أيها‏ ‏الآب‏ ‏بالمجد‏ ‏الذي‏ ‏كان‏ ‏لي‏ ‏عندك‏ ‏قبل‏ ‏كون‏ ‏العالم يو‏17:5,‏

ويقول‏:‏


من‏ ‏عند‏ ‏الآب‏ ‏خرجت‏ ‏وإلي‏ ‏الآب‏ ‏أمضييو‏16:28‏ليس‏ ‏من‏ ‏عند‏ ‏مريم‏,‏لا‏...‏أنا‏ ‏قبل‏ ‏ذلك‏ ‏بكثير‏,‏من‏ ‏عند‏ ‏الآب‏ ‏خرجت‏.‏وفي‏ ‏مرة‏ ‏ثانية‏ ‏يقول‏:‏أنا‏ ‏هو‏ ‏الخبز‏ ‏الحي‏ ‏الذي‏ ‏نزل‏ ‏من‏ ‏السماء‏,‏ليس‏ ‏كما‏ ‏أكل‏ ‏آباؤكم‏ ‏المن‏ ‏في‏ ‏البرية‏ ‏وماتوايو‏6:49,41‏المسيح‏ ‏من‏ ‏السماء‏ ‏نزل‏ ‏لأنه‏ ‏كان‏ ‏موجود‏ ‏في‏ ‏السماء‏.‏



وفي‏ ‏مرة‏ ‏ثانية‏ ‏يقول‏:‏



ما‏ ‏من‏ ‏أحد‏ ‏صعد‏ ‏إلي‏ ‏السماء‏ ‏إلا‏ ‏الذي‏ ‏نزل‏ ‏من‏ ‏السماء‏ ‏ابن‏ ‏الإنسان‏ ‏الذي‏ ‏هو‏ ‏في‏ ‏السماءيو‏3:13‏لم‏ ‏يصعد‏ ‏أحد‏ ‏فوق‏ ‏سماء‏ ‏السموات‏ ‏من‏ ‏البشر‏ ‏أبدا‏ ‏إلا‏ ‏واحد‏,‏وهو‏ ‏علي‏ ‏الأرض‏,‏وهو‏ ‏علي‏ ‏حجر‏ ‏مريم‏ ‏كان‏ ‏جالسا‏ ‏علي‏ ‏العرش‏,‏وهو‏ ‏يرضع‏ ‏اللبن‏ ‏كان‏ ‏يدبر‏ ‏شئون‏ ‏الكون‏ ‏والمسكونة‏


‏هذا‏ ‏هو‏ ‏المعني‏ ‏الذي‏ ‏دافع‏ ‏عنه‏ ‏أثناسيوس‏.‏ولكن‏ ‏هذا‏ ‏المعني‏ ‏كان‏ ‏صعبا‏ ‏لم‏ ‏يستطع‏ ‏الناس‏ ‏بسهولة‏ ‏أن‏ ‏يقبلوا‏ ‏دفاع‏ ‏أثناسيوس‏,‏ولذلك‏ ‏قاوموه‏ ‏وكانت‏ ‏مقاومتهم‏ ‏شنيعة‏.‏



كان‏ ‏قسيسا‏ ‏لا‏ ‏ينتمي‏ ‏بروحه‏ ‏إلي‏ ‏مدرسة‏ ‏الإسكندرية‏ ‏اللاهوتية‏ ‏فمدرسة‏ ‏الإسكندرية‏ ‏اللاهوتية‏ ‏لم‏ ‏تخرج‏ ‏هراطقة‏ ‏أبدا‏,‏إنما‏ ‏كان‏ ‏أريوس‏ ‏من‏ ‏أصل‏ ‏ليبي‏ ‏تخرج‏ ‏في‏ ‏المدرسة‏ ‏الأنطاكية‏ ‏التي‏ ‏خرجت‏ ‏جميع‏ ‏الهراطقة‏ ‏الذين‏ ‏عرفناهم‏ ‏في‏ ‏الخمسة‏ ‏القرون‏ ‏الأولي‏ ‏من‏ ‏أريوس‏ ‏إلي‏ ‏مقدونيوس‏ ‏إلي‏ ‏نسطور‏ ‏إلي‏ ‏أوطاخي‏,‏


كل‏ ‏هؤلاء‏ ‏خرجوا‏ ‏في‏ ‏مدرسة‏ ‏أنطاكية‏ ‏اللاهوتية‏,‏ولم‏ ‏يتخرج‏ ‏في‏ ‏مدرسة‏ ‏الإسكندرية‏ ‏اللاهوتية‏ ‏أحد‏ ‏ممن‏ ‏انحرفوا‏ ‏عن‏ ‏الإيمان‏ ‏الأرثوذكسي‏ ‏فأريوس‏ ‏غريب‏ ‏وإذ‏ ‏كان‏ ‏قسيسا‏ ‏ظهر‏ ‏في‏ ‏الإسكندرية‏ ‏لكن‏ ‏مراجعه‏ ‏لم‏ ‏تكن‏ ‏أرثوذكسية‏ ‏ولا‏ ‏من‏ ‏كنيسة‏ ‏الإسكندرية‏,‏رجل‏ ‏ليبي‏ ‏تتلمذ‏ ‏روحيا‏ ‏ولاهوتيا‏ ‏علي‏ ‏لوسيانوس‏ ‏مؤسس‏ ‏مدرسة‏ ‏أنطاكية‏ ‏أريوس‏ ‏لم‏ ‏يأت‏ ‏بجديد‏ ‏قال‏ ‏أثناسيوس‏:‏


إن‏ ‏آراء‏ ‏أريوس‏ ‏كانت‏ ‏آراء‏ ‏وثنية‏ ‏لأنها‏ ‏آراء‏ ‏الأفلاطونية‏ ‏المحدثة‏ ‏التي‏ ‏نادي‏ ‏بها‏ ‏أفلوطين‏,‏والذي‏ ‏اخترع‏ ‏فكرة‏ ‏مؤداها‏ ‏أن‏ ‏هناك‏ ‏كائنا‏ ‏متوسطا‏ ‏بين‏ ‏الله‏ ‏والناس‏,‏لأن‏ ‏الله‏ ‏أشرف‏ ‏من‏ ‏أن‏ ‏يخلق‏ ‏البشر‏,‏فخلق‏ ‏كائن‏ ‏متوسط‏ ‏يخلق‏ ‏به‏ ‏الناس‏,‏هذا‏ ‏الكائنا‏ ‏المتوسطا‏ ‏مخلوق‏ ‏في‏ ‏نظر‏ ‏الأفلاطونية‏ ‏الجديدة‏,



‏ولذلك‏ ‏الأريوسية‏ ‏ليست‏ ‏مسيحية‏ ‏وإنما‏ ‏الأريوسية‏ ‏مبدأ‏ ‏وثني‏ ‏أخذه‏ ‏أريوس‏ ‏من‏ ‏الأفلاطونية‏ ‏الجديدة‏ ‏وألبسه‏ ‏لباسا‏ ‏مسيحيا‏,‏وساق‏ ‏آيات‏ ‏الكتاب‏ ‏المقدس‏ ‏التي‏ ‏أولها‏ ‏تأويلا‏ ‏خاطئا‏ ‏في‏ ‏تفسير‏ ‏هذه‏ ‏النظرية‏,‏وهذا‏ ‏بالضبط‏ ‏حكمنا‏ ‏اليوم‏ ‏علي‏ ‏شهود‏ ‏يهوه‏,‏شهود‏ ‏يهوه‏ ‏هم‏ ‏الأريوسية‏ ‏الجديدة‏,‏لأنهم‏ ‏يضيفوا‏ ‏إلي‏ ‏أفكارهم‏ ‏في‏ ‏لاهوت‏ ‏المسيح‏,‏الكفر‏ ‏بالآخرة‏ ‏فهم‏ ‏لايؤمنون‏ ‏بالآخرة‏.‏شهود‏ ‏يهوه‏ ‏مبدأ‏ ‏صهيوني‏-‏يهودي‏ ‏هم‏ ‏الأريوسية‏ ‏الجديدة‏.


‏أخذت‏ ‏الأريوسية‏ ‏في‏ ‏القرن‏ ‏الرابع‏ ‏تمتد‏,‏ووجدت‏ ‏لها‏ ‏سندا‏,‏لأن‏ ‏الوثنية‏ ‏كانت‏ ‏في‏ ‏مصر‏ ‏في‏ ‏الأكثرية‏ ‏ولم‏ ‏تكن‏ ‏المسيحية‏ ‏قد‏ ‏وصلت‏ ‏عدديا‏ ‏إلا‏ ‏إلي‏ ‏عدد‏ ‏محدود‏ ‏ونظم‏ ‏الدولة‏ ‏كانت‏ ‏لاتزال‏ ‏وثنية‏ ‏علي‏ ‏الرغم‏ ‏من‏ ‏وجود‏ ‏قسطنطين‏ ‏الإمبراطور‏ ‏لكن‏ ‏مازالت‏ ‏الدولة‏ ‏الوثنية‏ ‏في‏ ‏نظمها‏ ‏كذلك‏ ‏اليهود‏ ‏كانوا‏ ‏في‏ ‏مصر‏ ‏جالية‏ ‏قوية‏ ‏وانضم‏ ‏اليهود‏ ‏إلي‏ ‏أريوس‏ ‏لأنهم‏ ‏وجدوا‏ ‏المبدأ‏ ‏الأريوسي‏ ‏مبدأ‏ ‏يمكنهم‏ ‏أن‏ ‏يوفقوا‏ ‏عليه‏,‏انضم‏ ‏إلي‏ ‏حركة‏ ‏أريوس‏ ‏عدد‏ ‏كبير‏ ‏من‏ ‏البشر‏,


‏أولا‏ ‏من‏ ‏آمن‏ ‏بأريوس‏ ‏وأفكار‏ ‏أريوس‏ ‏ومن‏ ‏خدعوا‏ ‏بأريوس‏ ‏من‏ ‏المسيحيين‏,‏ثم‏ ‏الوثنيون‏ ‏الذين‏ ‏كانوا‏ ‏أغلبية‏ ‏كبري‏ ‏في‏ ‏بلدنا‏ ‏واليهود‏ ‏أيضا‏ ‏كانوا‏ ‏جالية‏ ‏كبيرة‏,‏ثم‏ ‏الدولة‏ ‏انضمت‏ ‏إلي‏ ‏أريوس‏ ‏حتي‏ ‏قسطنطين‏ ‏انضم‏ ‏إلي‏ ‏أريوس‏ ‏ليس‏ ‏من‏ ‏الوجهة‏ ‏الإيمانية‏,‏


ولكن‏ ‏من‏ ‏جهة‏ ‏حفظ‏ ‏الأمن‏,‏لأن‏ ‏الدولة‏ ‏يهمها‏ ‏أن‏ ‏تكون‏ ‏مع‏ ‏الأغلبية‏ ‏ضد‏ ‏الأقلية‏ ‏حتي‏ ‏يستتب‏ ‏الأمن‏,‏وكانت‏ ‏الأغلبية‏ ‏مع‏ ‏أريوس‏ ‏لأنه‏ ‏كان‏ ‏من‏ ‏اللباقة‏ ‏ومن‏ ‏الذكاء‏ ‏ومن‏ ‏الفصاحة‏ ‏والبلاغة‏ ‏ومن‏ ‏الحزق‏ ‏ومن‏ ‏المقدرة‏ ‏الخطبية‏ ‏ومما‏ ‏يسموه‏ ‏بالشعبية‏ ‏فكان‏ ‏يندمج‏ ‏في‏ ‏وسط‏ ‏الشوارع‏ ‏والصيادين‏ ‏وفي‏ ‏وسط‏ ‏النوادي‏ ‏مع‏ ‏العامة‏ ‏ومع‏ ‏السوقة‏ ‏حتي‏ ‏مع‏ ‏الأطفال‏,‏فكان‏ ‏يقول‏ ‏للطفل‏ ‏أنت‏ ‏أكبر‏ ‏أو‏ ‏أبوك‏ ‏يقول‏ ‏طبعا‏ ‏أبويا‏,‏يقول‏ ‏له‏ ‏قل‏ ‏للأرثوذكس‏ ‏المغفلين‏,


‏قل‏ ‏لأثناسيوس‏ ‏المغفل‏,‏هل‏ ‏معقول‏ ‏يكون‏ ‏الابن‏ ‏مع‏ ‏الآب‏ ‏غير‏ ‏معقول‏ ‏هذا‏ ‏هو‏ ‏تفكير‏ ‏أريوس‏,‏فكر‏ ‏أن‏ ‏الولادة‏ ‏أو‏ ‏كون‏ ‏المسيح‏ ‏ابن‏ ‏الله‏ ‏بمعني‏ ‏الولادة‏ ‏الجسدية‏ ‏كما‏ ‏نقول‏ ‏إبراهيم‏ ‏ولد‏ ‏إسحق‏,‏طبعا‏ ‏إبراهيم‏ ‏قبل‏ ‏إسحق‏ ‏لكن‏ ‏حاشا‏ ‏أن‏ ‏تكون‏ ‏ولادة‏ ‏الابن‏ ‏من‏ ‏الآب‏ ‏من‏ ‏هذا‏ ‏النوع‏,‏المسيح‏ ‏ابن‏ ‏الله‏ ‏لأننا‏ ‏رأينا‏ ‏فيه‏ ‏صورة‏ ‏الله‏,‏ليس‏ ‏لأن‏ ‏الله‏ ‏يلد‏,‏الله‏ ‏لايلد
 
قديم 16 - 05 - 2021, 10:38 PM   رقم المشاركة : ( 40373 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,602

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



ما‏ ‏معني‏ ‏أن‏ ‏العالم‏ ‏كله‏ ‏ضدك؟


معناها‏ ‏أنك‏ ‏أنت‏ ‏واقف‏ ‏لوحدك‏.‏تصوروا‏ ‏واحد‏ ‏واقف‏ ‏في‏ ‏وسط‏ ‏هذا‏ ‏الجمع‏, ‏محاط‏ ‏بهذه‏ ‏الصعوبات‏ ‏من‏ ‏يقنع؟ومن‏ ‏يكلم؟ومن‏ ‏يناقش؟


الدولة‏ ‏كلها‏ ‏بتيجانها‏ ‏وبقوتها‏,‏كانت‏ ‏ضد‏ ‏أثناسيوس‏.‏أثناسيوس‏ ‏نفي‏ ‏خمس‏ ‏مرات‏ ‏وكان‏ ‏الأباطرة‏ ‏بما‏ ‏فيهم‏ ‏قسطنطين‏ ‏يذيقونه‏ ‏مر‏ ‏العذاب‏,


46 ‏سنة‏ ‏قضاها‏ ‏علي‏ ‏الكرسي‏ ‏معظمها‏ ‏منفي‏ ‏ومشرد‏




‏حتي‏ ‏عندما‏ ‏كان‏ ‏في‏ ‏مصر‏ ‏كان‏ ‏يذهب‏ ‏في‏ ‏أماكن‏ ‏خفية‏,‏في‏ ‏الأديرة‏ ‏أو‏ ‏في‏ ‏بيوت‏ ‏المؤمنين‏,‏لأن‏ ‏خمسين‏ ‏سنة‏ ‏ضد‏ ‏من؟


ضد‏ ‏هذه‏ ‏الأغلبية‏ ‏العظمي‏ ‏عندما‏ ‏قالوا‏ ‏لهالعالم‏ ‏كله‏ ‏ضدكهذه‏ ‏الكلمة‏ ‏لم‏ ‏تكن‏ ‏سهلة‏ ‏ولم‏ ‏يكن‏ ‏مبالغ‏ ‏فيها‏,‏إنما‏ ‏تدل‏ ‏علي‏ ‏المرارة‏ ‏التي‏ ‏عاش‏ ‏فيها‏ ‏الرجل‏,‏ضع‏ ‏نفسك‏ ‏في‏ ‏نفس‏ ‏الموقف‏,


‏أنا‏ ‏أقول‏ ‏أثناسيوس‏ ‏هذا‏ ‏لو‏ ‏كان‏ ‏حديدا‏ ‏وإن‏ ‏كان‏ ‏نحاسا‏ ‏لتهرأ‏,‏ولو‏ ‏كان‏ ‏حجرا‏ ‏لانمحي‏,‏كيف‏ ‏كان‏ ‏من‏ ‏لحم‏ ‏ودم‏,‏وكيف‏ ‏تحمل‏ ‏كل‏ ‏ذلك‏,‏كيف‏ ‏صمد‏ ‏خمسين‏ ‏سنة‏,‏


يصمد‏ ‏أمام‏ ‏قوات‏ ‏مهولة‏ ‏تفوقه‏ ‏في‏ ‏كل‏ ‏أمر‏ ‏ومن‏ ‏كل‏ ‏نوع‏.‏ولذلك‏ ‏عندما‏ ‏قالوأنا‏ ‏بنعمة‏ ‏إلهي‏ ‏ضد‏ ‏العالم‏ ‏سموه‏ ‏أثناسيوس‏ ‏الذي‏ ‏ضد‏ ‏العالم‏,‏هذه‏ ‏كلمة‏ ‏مرة‏,‏اليوم‏ ‏نقولها‏ ‏علي‏ ‏المنابر‏,‏لكن‏ ‏حاول‏ ‏تفكر‏ ‏وتضع‏ ‏نفسك‏ ‏في‏ ‏نفس‏ ‏الموضع‏,‏أحيانا‏ ‏عندما‏ ‏تجد‏ ‏عددا‏ ‏كبيرا‏ ‏من‏ ‏الناس‏ ‏ضدك‏ ‏في‏ ‏موقف‏ ‏معين‏ ‏تصير‏ ‏نفسك‏ ‏تعبانة‏ ‏ومرة‏.‏


تصور‏ ‏واحدا‏ ‏لمدة‏ ‏خمسين‏ ‏سنة‏ ‏يصارع‏ ‏هذه‏ ‏المصارعات‏,‏



لو‏ ‏لم‏ ‏يكن‏ ‏أثناسيوس‏ ‏رسولا‏ ‏من‏ ‏الله‏ ‏كيف‏ ‏كان‏ ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏يصمد؟



أثناسيوس‏ ‏كان‏ ‏يقف‏ ‏لوحده‏,‏وهذا‏ ‏يرينا‏ ‏أن‏ ‏رجل‏ ‏الدين‏ ‏الحق‏ ‏أين‏ ‏يكون؟يكون‏ ‏حيث‏ ‏سيده‏ ‏لأنه‏ ‏خادم‏ ‏لسيده‏.‏



هذا‏ ‏الرجل‏ ‏البطل‏ ‏أثناسيوس‏ ‏الذي‏ ‏ليس‏ ‏لبطولته‏ ‏مثيل‏,‏



هذا‏ ‏الرجل‏ ‏الذي‏ ‏صمد‏ ‏أمام‏ ‏العالم‏ ‏كله‏,‏اليوم‏ ‏العالم‏ ‏كله‏ ‏يحترم‏ ‏أثناسيوس‏,‏شرقا‏ ‏وغربا‏ ‏يحني‏ ‏الرأس‏ ‏لأثناسيوس‏


‏ولكن‏ ‏من‏ ‏تحمل‏ ‏الذي‏ ‏تحمله‏ ‏أثناسيوس؟


من‏ ‏الذي‏ ‏عاش‏ ‏المرارة‏ ‏والضيق‏ ‏والأزمات‏ ‏والاضطهادات‏ ‏والتعذيب‏ ‏والاتهامات‏ ‏مرة‏ ‏سافر‏ ‏ليقابل‏ ‏قسطنطين‏ ‏فوجد‏ ‏الإمبراطور‏ ‏تغير‏ ‏من‏ ‏ناحيته‏,‏ورفض‏ ‏الإمبراطور‏ ‏أن‏ ‏يقابل‏ ‏أثناسيوس‏ ‏فاضطر‏ ‏أن‏ ‏يقف‏ ‏في‏ ‏طريق‏ ‏مركبته‏ ‏أمام‏ ‏الخيل‏ ‏التي‏ ‏كادت‏ ‏أن‏ ‏تدوسه‏,‏فأمر‏ ‏الإمبراطور‏ ‏أنه‏ ‏يوقفوا‏ ‏المركبة‏.‏وقال‏ ‏له‏:


لماذا‏ ‏تقف‏ ‏هنا؟


فأجابه‏ ‏هذه‏ ‏هي‏ ‏الطريقة‏ ‏الوحيدة‏ ‏التي‏ ‏أعرف‏ ‏أن‏ ‏أقابلك‏ ‏بها‏ ‏بعد‏ ‏أن‏ ‏حاولت‏ ‏أقابلك‏ ‏فلم‏ ‏أستطع‏ ‏وأخذه‏ ‏في‏ ‏المركبة‏ ‏ورجع‏ ‏به‏ ‏إلي‏ ‏البيت‏ ‏ليسمعه‏,‏هذا‏ ‏الإمبراطور‏ ‏قسطنطين‏ ‏الذي‏ ‏نفتخر‏ ‏به‏ ‏في‏ ‏وقت‏ ‏من‏ ‏الأوقات‏ ‏كان‏ ‏ضد‏ ‏أثناسيوس‏ ‏وهو‏ ‏أول‏ ‏من‏ ‏نفي‏ ‏أثناسيوس‏.‏
أي‏ ‏إنسان‏ ‏يتحمل‏ ‏الذي‏ ‏تحمله‏ ‏أثناسيوس‏,‏صحيح‏ ‏أنه‏ ‏رجل‏ ‏خالد‏,‏أثناسيوس‏ ‏الخالد‏ ‏الذي‏ ‏لايموت‏ ‏وتاريخه‏ ‏تاريخ‏ ‏المسيحية‏ ‏كلها‏,‏ولذلك‏ ‏يعد‏ ‏بفخر‏ ‏مؤسس‏ ‏المسيحية‏ ‏الثاني‏ ‏وكلمة‏ ‏رسولي‏ ‏لماذا؟لأنه‏ ‏جاهد‏ ‏جهاد‏ ‏الرسل‏,‏وأخشي‏ ‏أن‏ ‏أقول‏ ‏أعظم‏ ‏من‏ ‏جهاد‏ ‏الرسل‏,‏لأن‏ ‏الرسل‏ ‏لم‏ ‏يكن‏ ‏في‏ ‏طريقهم‏ ‏العقبات‏ ‏الخبيثة‏ ‏والمتاعب‏ ‏التي‏ ‏لاقاها‏ ‏أثناسيوس‏ ‏لذلك‏ ‏سموه‏ ‏رسولي‏,‏وأيضا‏ ‏سمي‏ ‏بمؤسس‏ ‏المسيحية‏ ‏الثاني‏ ‏لأنهم‏ ‏قالوا‏ ‏هذا‏ ‏الرجل‏ ‏وهذا‏ ‏الرأس‏ ‏العنيد‏ ‏لو‏ ‏كان‏ ‏لان‏ ‏أو‏ ‏خضع‏ ‏كانت‏ ‏المسيحية‏ ‏انتهت‏ ‏من‏ ‏زمن‏,‏هو‏ ‏الرجل‏ ‏الوحيد‏ ‏العنيد‏ ‏الذي‏ ‏وقف‏ ‏ضد‏ ‏كل‏ ‏هذه‏ ‏الثورات‏ ‏وبفخر‏ ‏يسمي‏ ‏مؤسس‏ ‏المسيحية‏ ‏الثاني‏ ‏بعد‏ ‏المسيح‏.‏



نحن‏ ‏اليوم‏ ‏المسيحيين‏ ‏شرقا‏ ‏وغربا‏ ‏مديونين‏ ‏لأثناسيوس‏,



‏لأنه‏ ‏هو‏ ‏الذي‏ ‏حافظ‏ ‏علي‏ ‏الإيمان‏ ‏كالحارس‏ ‏الأول‏ ‏الأمين‏ ‏للإيمان‏ ‏


واليوم‏ ‏هذا‏ ‏الرجل‏ ‏في‏ ‏السماء‏ ‏وفي‏ ‏العام‏ ‏الآخر‏


‏ونرسل‏ ‏إليه‏ ‏التحيات‏ ‏ونرسل‏ ‏إليه‏ ‏الصلوات‏


‏ونتشفع‏ ‏به‏ ‏جميعا‏ ‏أن‏ ‏يرحم‏ ‏الكنيسة‏,‏


وأن‏ ‏يرحم‏ ‏المؤمنين‏,‏


وأن‏ ‏يحفظ‏ ‏الله‏ ‏الإيمان‏ ‏المستقيم‏ ‏ثابت‏ ‏إلي‏ ‏التمام‏,‏


وأن‏ ‏يحفظنا‏ ‏نحن‏ ‏شعبه‏ ‏ثابتين‏ ‏علي‏ ‏الإيمان‏ ‏الأرثوذكسي‏ ‏إلي‏ ‏النفس‏ ‏الأخير‏.‏


ولإلهنا‏ ‏الكرامة‏ ‏والمجد‏ ‏إلي‏ ‏الأبد‏ ‏آمين‏.
 
قديم 16 - 05 - 2021, 10:39 PM   رقم المشاركة : ( 40374 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,602

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



مقال للقديس اثناسيوس الرسولى ضد بدعة تألية الانسان



ويقول القديس أثناسيوس الرسولى فى المقال الأول ضد الأريوسيين ما يلى:



النص العربى:



39- "…فلو أنه حينما صار إنساناً حينئذ فقط دعى ابن وإله، ولكن قبل أن يصير هو إنساناً دعى الله الناس القدماء أبناء وجعل موسى إلهاً لفرعون (والأسفار تقول عن كثيرين "الله قائم فى مجمع الله فى وسط الآلهة" (مز 82: 1)،


فمن الواضح أنه دعى إبن وإله بعدهم. فكيف يكون كل شئ من خلاله وهو قبل الكل؟ أو كيف يكون هو "بكر كل خليقة" (كو 1: 15)،


إن كان هناك آخرون قبله يدعون أبناء وإلهه. وكيف أن هؤلاء الشركاء الأولين لا يشاركون "الكلمة"؟ هذا الرأى غير صحيح؛ وهو حيلة للمهودين الحاليين.



لأنه كيف يقدر أحد فى هذه الحالة أن يعرف الله كآب له؟


لأنه لا يمكن أن يكون هناك تبنى بدون الابن الحقيقى، الذى قال "لا أحد يعرف الآب إلا الابن ومن أراد الابن أن يعلن له". وكيف يكون هناك تأله بدون الكلمة وقبله؟


ولكن، هو قال لإخوتهم اليهود "قال آلهة لأولئك الذى صارت إليهم كلمة الله" (يو 10: 35). وإن كان كل ما دعوا أبناء وآلهة إما فى السماء أو على الأرض، تم لهم التبنى والتأله من خلال الكلمة، والابن نفسه هو الكلمة، فمن الواضح أنه من خلاله هم جميعهم، وهو نفسه قبل الكل، أو بالأحرى هو نفسه وحده الابن الحقيقى، وهو الوحيد إله حق من الإله الحق، ولم ينل هذه كمكافأة على بره ولا لكونه آخر معها، ولكن بسبب أنه كل هذه بالطبيعة ووفقاً للجوهر."

النص الإنجليزى:

"39- … Since, if when He became man, only then He was called Son and God, but before He became man, God called the ancient people sons, and made Moses a god of Pharaoh (and ******ure says of many, 'God standeth in the congregation of Gods') , it is plain that He is called Son and God later than they. How then are all things through Him, and He before all? or how is He 'first-born of the whole creation,' if He has others before Him who are called sons and gods? And how is it that those first partakers do not partake of the Word? This opinion is not true; it is a device of our present Judaizers. For how in that case can any at all know God as their Father? For adoption there could not be apart from the real Son, who says, 'No one knoweth the Father, save the Son, and he to whomsoever the Son will reveal Him.' And how can there be deifying apart from the Word and before Him? Yet, saith He to their brethren the Jews, 'If He called them gods, unto whom the Word of God came.' And if all that are called sons and gods, whether in earth or in heaven, were adopted and deified through the Word, and the Son Himself is the Word, it is plain that through Him are they all, and He Himself before all, or rather He Himself only in very Son, and He alone is very God from the very God, not receiving these prerogatives as a reward for His virtue, nor being another beside them, but being all these by nature and according to essence."

فالقديس أثناسيوس هنا يؤكد


أن الابن هو الوحيد الذى يدعى ابن حقيقى وهو وحده إله حق من الإله الحق بالطبيعة وبحسب الجوهر، أما الخلائق فحتى وإن دعوا بنين أو آلهة فإن هذا التبنى هو فقط من خلال الكلمة، فبنوة الخلائق ليست بنوة بالطبيعة ولا بحسب الجوهر.



وقد ميز القديس أثناسيوس تميزاً واضحاً بين وضع المسيح الفريد وبين باقى البشر والملائكة كأولاد لله.



وهذا تماماً مثلما ميز القديس يوحنا الإنجيلى السيد المسيح فقال أنه هو الابن الوحيد الجنس (أو مونوجينيس أيوس) أو الإله الوحيد الجنس (أو مونوجينيس ثيؤس) (انظر يو 1: 18).



ولا يخفى على القارئ حكمة الوحى الكتابى فى تعبير "الوحيد" إشارة إلى طبيعة المسيح بإعتباره من الجنس الإلهى وفى الإشارة إلى بنوته الوحيدة والفريدة بحيث يكون الحديث عن الشركة فى طبيعته الإلهية هو لون من التجديف على الله.

فليرحمنا الرب لكى نشعر بضعفاتنا وخطايانا فلا نسقط فى الكبرياء
 
قديم 16 - 05 - 2021, 10:40 PM   رقم المشاركة : ( 40375 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,602

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



تفسير عبارة القديس اثناسيوس


"لكن (الرب) لم ينتقص بحجاب الجسد، لكنه بالأولى صيره إلهياً وجعله خالداً"



يقول القديس أثناسيوس الرسولى:


"لكن كما أننا بقبول الروح لا نفقد طبيعتنا الحقيقية، هكذا الرب حينما صار إنساناً من أجلنا، حاملاً جسداً، لم يقِّل عن كونه الله، لأنه لم ينتقص بحجاب الجسد، لكنه بالأولى "صيّره إلهياً" وجعله خالداً".

شرح العبارة بالتفصيل:



إن معنى عبارة " صيّره إلهياً وجعله خالداً" عن جسد الله الكلمة هو أنه جعله مملوكاً للكلمة الإلهى ملكية خاصة، ومتحداً بلاهوته إتحاداً طبيعياُ خالداً لا ينفصل.


وعلى العموم فإننا نؤكد أن ما يخص السيد المسيح من عبارات تُعبّر عن ألوهيته باعتباره الله الكلمة المتجسد فإن ذلك لا يخص بأى حال البشر العاديين.



وإليكم الشرح لإبطال حجج محبى الجدال واختراع البدع الحديثة:



إن جسد السيد المسيح يلقب بالجسد الإلهى لأنه جسد الله الكلمة الخاص به جداً His very own (رسالة القديس كيرلس إلى فاليريان أسقف إيقونية –الرسالة رقم 50 الفقرة 3).

جسد المسيح لسبب إتحاده باللاهوت لم يتطرق إليه الفساد. وقد كتب القديس أثناسيوس فى كتاب "تجسد الكلمة الفصل العشرين الفقرة 4" ما يلى عن جسد الله الكلمة: "فكان لابد أن يموت أيضاً كسائر البشر نظرائه لأنه كان جسداً قابلاً للموت. ولكنه بفضل إتحاده بالكلمة لم يعد خاضعاً للفساد بمقتضى طبيعته، بل خرج من دائرة الفساد بسبب الكلمة الذى أتى ليحل فيه". كما قال الكتاب المقدس عن جسد الله الكلمة "لن تدع قدوسك يرى فساداً" (مز 16: 10، أع 2: 27).

جسد المسيح لسبب إتحاده باللاهوت إتحاداً طبيعياً وأقنومياً حقيقياً وكاملاً فإنه قد تمجّد بمجد اللاهوت بعد أن خرج السيد المسيح من دائرة الإخلاء ودخل إلى مجده إذ "رُفع فى المجد" (1تى 13: 16). لذلك قال فى ليلة آلامه للآب "والآن مجدنى أنت أيها الآب عند ذاتك بالمجد الذى كان لى عندك قبل كون العالم" (يو 17: 5). فالاستحقاقات الأدبيّة للاهوت قد صارت للناسوت الإلهى بسبب الاتحاد؛ دون أن يتحول الناسوت إلى لاهوت. ودون أن يتعارض ذلك مع عبارة "مجدى لا أعطيه لآخر" (اش 42: لأن مجد الآب هو نفسه مجد الابن والروح القدس. وما يتمجّد به ناسوت الابن ليس لآخر غير الله الكلمة؛ لأن السيد المسيح هو شخص واحد فريد.


لذلك قال:

1-"متى جاء ابن الإنسان فى مجده" (مت 25: 31)
2-"ابن الإنسان سوف يأتى فى مجد أبيه" (مت 16: 27)
أى مجد ابن الإنسان فى مجيئه للدينونة هو نفسه مجد ابن الله، وهو مجد الآب السماوى بلا تقسيم.


وعلى نفس القياس فإن ذبيحة الصليب هى ذبيحة لها قيمة غير محدودة فى خلاص العالم وتكفّر عن خطايا البشرية لكل من يؤمن. وهذه هى الاستحقاقات الأدبية للاهوت التى صارت بكل التأكيد للناسوت المتحد به.


لذلك فإن صيرورة الناسوت "إلهياً" عند القديس أثناسيوس وعند الآباء هو أن يتمجد الناسوت بمجد اللاهوت، وأن تكون له الاستحقاقات الأدبية التى للاهوت. وهذا قاصر على ناسوت السيد المسيح وحده دون جميع المؤمنين من البشر.


وما نرفضه فى "تأليه الناسوت" كعبارة حساسة هو أن يفهمها البعض خطأ بأن الناسوت قد تحول إلى لاهوت لأن هذه هى هرطقة أوطاخى.


ولمزيد من الإيضاح فإننا حينما نقول مثلاً "يوحنا اللاهوتى" هل نقصد أن يوحنا مساو للسيد المسيح الذى نقول عنه أنه هو "الكلمة الإلهى"؟ أو حينما نقول "لاهوت طقسى" فى العلوم الدينية فهل يعنى ذلك أن الجوهر الإلهى هو طقسى؟ أم أن معناها "علم حول أمور طقسية" مرتبطة بالعبادة المتجهة نحو الإلهيات؟! فليس كل كلمة "لاهوتى" أو "لاهوت" أو "إلهى" تستخدم بنفس المعنى.


إننا نحذر من التلاعب بالألفاظ والعبارات حيث أن شرح الآباء لموضوع التألُّه كما أوردناه من قبل قد نفى تماماً المساواة بالنسبة للمؤمنين مع السيد المسيح ، وكذلك ينفى أى نوع من الاتحاد الطبيعى والأقنومى باللاهوت بالنسبة للبشر،


وهى البدعة التى قاومها قداسة البابا فى كتابه "بدع حديثة"
 
قديم 16 - 05 - 2021, 10:40 PM   رقم المشاركة : ( 40376 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,602

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



نفي الأنبا اثناسيوس 5 مرات :


1. المرة الأولى إلى Trèves فى جنوب غرب فرنسا

§ إدعى الأريوسيون ان البابا أثناسيوس قتل الأسقف ارسانيوس وقطع ذراعه واستخدمها في السحر وكان هذا الأسقف علي قيد الحياة واتفقوا معه علي الاختفاء واحضروا ذراع أحد الموتى لكن هذا الأسقف بكت نفسه وذهب إلى البابا اثناسيوس ليلة تقديم هذه التهمة بالمجمع فاستبقاه فى غرفة مجاورة سراً ولما عُرض الأمر على المجمع فى الصباح اظهر لهم اثناسيوس كذب ادعائهم .

§ كما أتوا بامرأة شريرة ادعت إن اثناسيوس فعل الشر معها لكن الأنبا تيموثاوس اظهر فساد هذه المرأة عندما اوهم المرأة (التي لم تر اثناسيوس من قبل) انه اثناسيوس فظنت فعلا انه هو فبان كذبها .

§ هيج الاريوسيين الملك قسطنطين ضد اثناسيوس مدعين انه يمنع تصدير الأغلال من مصر إلى القسطنطينية فنفاه الملك إلى فرنسا .



2. المرة الثانية في روما

بعدما مات الملك قسطنطين الكبير عام 337 وقُسم الحكم بين أولاده الثلاثة عاد أثناسيوس إلى كرسيه عام 338 و فرح به الشعب كثيراً و لكن الاريوسيون حاولوا تنصيب أحدهم بطريركاً بدلاً من أثناسيوس بالقوة و كان ذلك فى يوم الجمعة العظيمة عام 340 فهجموا على الكنائس و قتلوا كل من كان فيها فعزم اثناسيوس علي عرض قضيته على العالم فسافر إلى روما وظل هناك بسبب الخلافات والمجامع التي قامت هناك .



3. المرة الثالثة في البرية

عندما انفرد أحد أبناء قسطنطين الكبير– قسطنديوس– الاريوسى بالحكم هيج الأريوسيون هذا الملك ضد أثناسيوس فأصدر أمراً بنفيه وجاء الجنود ليقبضوا عليه فى الكنيسة وقتلوا أبناء الشعب الذين تصدوا لهم وهربه الشعب إلى البرية و بقى هناك حوالى ست سنوات قضاها مع رهبان البرية و رأى القديس انطونيوس قبل نياحته وكتب سيرته وكان يكتب الرسائل ليقوى أبنائه ويثبتهم علي الإيمان وينزل متخفيا إذا لزم الأمر ثم يرجع مرة ثانية.



4. المرة الرابعة إلى طيبة :

بعد موت الملك الاريوسي قسطنديوس رجع اثناسيوس واخذ يصلح ما أفسده الاريوسيين وبشر الوثنين وعمدهم فكان ذلك سببا فى إغضاب الإمبراطور يوليانوس الذي يميل للوثنية فنفاه إلى طيبة و بقى هناك حتى مات الإمبراطور يوليانوس عام 363 وتولى الحكم يوبيانوس الإمبراطور الذى أطلق حرية الأديان .



5. المرة الخامسة نفيه في مقبرة أبيه :

بعد موت يوبيانوس خلفه إمبراطوراً اريوسياً فأصدر أمراً بنفى اثناسيوس فاضطر للاختباء في مقبرة أبيه 4 شهور فى أثناءها قام الإمبراطور بتعذيب الأرثوذكس ولما فشل عفا عنهم وارجع البابا إلى كرسيه عام 368 .



كان القديس أثناسيوس قد بلغ الثانية و السبعين من عمره عندما عاد من منفاه الأخير, و تنيح عام 373 بعد أن بلغ من العمر 77 سنة منها 47 عاماً بطريركا ًللاسكندرية
 
قديم 16 - 05 - 2021, 10:41 PM   رقم المشاركة : ( 40377 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,602

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



من كتاب تجسد الكلمة
للقديس اثناسيوس الرسولى




التغيير الذى أتمه الصليب في علاقة الإنسان بالموت.



1 ـ إن كان كل تلاميذ المسيح يزدرون بالموت وجميعهم يواجهونه بقوة، ولم يعودوا بعد يخشونه ، بل بعلامة الصليب وبالإيمان بالمسيح يطأونه كميت، فإن هذا برهان غير قليل، بل بالحرى دليل واضح على أن الموت قد أُبيد وأن الصليب قد صار هو الغلبة عليه ، وأن الموت لم يَعُد له سلطان بالمرة بل قد مات حقًا .



2 ـ فقديما، قبل المجىء الإلهي للمخلّص، كان الموت مرعبًا حتى بالنسبة للقديسين، وكان الجميع ينوحون على الأموات كأنهم هلكوا . أما الآن، بعد أن أقام المخلّص جسده، لم يعد الموت مخيفًا لأن جميع الذين يؤمنون بالمسيح يدوسونه كأنه لا شئ ، بل بالحرى يُفضّلون أن يموتوا على أن ينكروا إيمانهم بالمسيح، لأنهم يعرفون بكل يقين أنهم حينما يموتون فهم لا يفنون بل بالحرى يحيون عن طريق القيامة ويصيرون عديمي فساد .



3 ـ أما ذلك الشيطان الذى بخبثه فرح قديمًا بموت الإنسان فإنه الآن وقد نُقِضت أوجاع الموت ، فالوحيد الذى يبقى ميتًا حقًا هو الشيطان، والبرهان على هذا هو أن الناس ـ قبل أن يؤمنوا بالمسيح ـ كان يرون الموت مفزعًا ويجبنون أمامه، ولكنهم حينما انتقلوا إلى إيمان المسيح وتعاليمه فإنهم صاروا يحتقرون الموت احتقارًا عظيمًا لدرجة أنهم يندفعون نحوه بحماس ويصبحون شهودًا للقيامة التى انتصر بها المخلّص عليه. إذ بينما لا يزالون صغار السن فإنهم يدرّبون أنفسهم بجهادات ضد الموت، مسارعين إليه، ليس الرجال منهم فقط بل والنساء أيضًا. وقد صار الشيطان ضعيفًا حتى أن النساء اللواتي انخدعن منه قديمًا، فإنهن الآن يسخَرون منه كميت وعديم الحركة.



4 ـ وكما يحدث حينما يهزم ملك حقيقي طاغية ويربط يديه ورجليه، فحينئذ يهزأ به كل العابرين، ويضربونه ويزدرون به ولا يعودون يخافون غضبه ووحشيته، بسبب الملك الذى غلبه، هكذا الموت أيضًا إذ قد هزمه المخلّص وشهّر به على الصليب وربط يديه ورجليه، فإن جميع الذين هم فى المسيح، إذ يعبرون عليه، فإنهم يدوسونه وفى شهادتهم للمسيح يهزأون به، ويسخرون منه ، مردّدين ما قد قيل عنه فى القديم " أين غلبتك يا موت، أين شوكتك يا هاوية "
 
قديم 16 - 05 - 2021, 10:43 PM   رقم المشاركة : ( 40378 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,602

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

صدق ولابد ان تصدق-41- معجزات البابا كيرلس- - القمص يؤانس كمال





 
قديم 16 - 05 - 2021, 10:44 PM   رقم المشاركة : ( 40379 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,602

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



الروح القدس[1]

للقديس أثناسيوس الرسولي




... كان من الطبيعي أني تحدثت أولاً وكتبت عن ابن الله، حتى أنه من معرفتنا عن الابن، يمكن أن تكون لنا معرفة حقيقية عن الروح، لأننا سنجد أن خصوصية الروح نحو الابن، هي مثل خصوصية الابن نحو الآب. وكما يقول الابن " كل ما للآب هو لي" (يو16: 15)، هكذا فإننا سنجد أن كل هذه الأشياء، هي في الروح أيضًا بواسطة الابن.


وكما أعلن الآب عن الابن قائلاً " هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت" (مت3: 17)، هكذا الروح هو للابن لأن الرسول يقول: " أرسل الله روح ابنه إلى قلوبكم صارخًا يا أبا الآب" (غل4: 6) والأمر الجدير بالملاحظة هو ما قاله الابن: " ما لي فهو للآب" (يو17: 10). هكذا الروح القدس الذي قيل إنه للابن، فهو للآب لأن الابن نفسه يقول: " ومتى جاء المعزي سأرسله أنا إليكم من الآب روح الحق الذي من عند الآب ينبثق فهو يشهد لي" (يو15: 26). وبولس يكتب أيضًا " ليس أحد من الناس يعرف أمور الإنسان إلا روح الإنسان الذي فيه، هكذا أيضًا أمور الله لا يعرفها أحد إلا روح الله، ونحن لم نأخذ روح العالم بل الروح الذي من الله لنعرف الأشياء الموهوبة لنا من الله" (1كو2: 11، 12). وفي كل الكتاب الإلهي، سوف نجد أن الروح القدس الذي يقال عنه أنه للابن يقال عنه أيضًا أنه لله. وهذا ما كتبناه في الرسائل السابقة.



لذلك، إن كان الابن بسبب خصوصيته مع الآب، وبسبب أنه المولود الذاتي لجوهر الآب فهو ليس مخلوقًا بل من نفس جوهر الآب. وبالمثل فإن الروح القدس لا يمكن أن يكون مخلوقًا بل أن من يقول هذا فهو كافر، وذلك بسبب خصوصيته مع الابن الذي بواسطته، يعطي لجميع البشر، ولأن كل ما له فهو للابن.



هذه الأسباب كافية لأن تقنع كل محب للمشاكسة، بألاّ يستمر في القول بأن روح الله مخلوق، وهو الذي في الله، والذي يفحص أعماق الله، والذي يُعطَي من الآب بواسطة الابن، وحتى لا يضطر نتيجة لهذا أن يدعو الابن أيضًا مخلوقًا الذي هو الكلمة، والحكمة، والرسم، والشعاع، والذي من يراه يرى الآب. وحتى لا يسمع أخيرًا " كل من ينكر الابن ليس له الآب أيضًا" (1يو2: 23). لأن مثل هذا الإنسان سيصل بعد قليل إلى القول مع الجاهل " ليس إله" (مز14: 1).

ورغم ذلك فلكي يكون برهاننا ضد عديمي التقوى أكثر قبولاً، يكون حسنًا أن نضع في اعتبارنا تلك الأسباب التي تبين أن الابن ليس مخلوقًا، ومنها يتبيّن أيضًا أن الروح ليس مخلوقًا. فالمخلوقات مخلوقة من العدم ولها بداية وجود، لأنه " في البدء خلق الله السموات والأرض" (تك1:1)، وكل ما فيها. وأما الروح القدس فهو من الله، ويُقال عنه إنه "من الله" كما قال الرسول. ولكن إن كان الابن ليس من العدم بل من الله فمن الطبيعي ألاّ يكون مخلوقًا، وبالضرورة يكون الروح غير مخلوق، لأننا قد اعترفنا أنه من الله. فالمخلوقات هي التي من العدم.



وأيضًا فالروح يدعى ـ وهو كذلك ـ مسحة وختم. إذ يكتب يوحنا " وأما أنتم فالمسحة التي أخذتموها منه ثابتة فيكم ولا حاجة بكم إلى أن يعلمكم أحد بل كما تعلمكم مسحته، روحه، عن كل شئ" (1يو2: 27). وقد كتب في إشعياء " روح الرب علىَّ لأنه مسحنى" (إش61: 1). وأيضًا بولس يكتب " الذي فيه أيضًا إذ آمنتم ختمتم" (أف1: 13). وأيضًا " لا تحزنوا روح الله القدوس الذي به ختمتم ليوم الفداء" (أف4: 30). فالمخلوقات تُمسح وتُختم فيه. ولكن إن كانت المخلوقات تُمسح وتُختم فيه فلا يكون الروح مخلوقًا، لأن الذي يَمسح ليس مثل الذين يُمسَحون. ولأن المِسحة أيضًا هي مِسحة الابن، حتى أن الذي عنده الروح يقول " نحن رائحة المسيح الزكية".

والختم يعطى بصمة الابن، حتى أن المختوم يكون صورة الابن إذ يقول الرسول " يا أولادي الذين أتمخض بكم أيضًا إلى أن يتصور المسيح فيكم" (غلا4: 19). فإذا كان الروح هو رائحة الابن الزكية وصورته، فمن الواضح أن الروح لا يمكن أن يكون مخلوقًا. وكذلك، حيث إن الابن هو صورة الآب، فهو ليس مخلوقًا، وأيضًا لأنه كما أن من يرى الابن يرى الآب، هكذا فمن له الروح القدس، له الابن، وإذ يكون له، فهو هيكل الله، إذ أن بولس يكتب " أما تعلمون أنكم هيكل وأن روح الله يسكن فيكم" (1كو3: 16). ويقول يوحنا " بهذا نعرف أننا نثبت في الله وهو فينا، لأنه قد أعطانا من روحه" (1يو4: 13). وإذا كان الابن في الآب، والآب فيه، ولذلك اعترف أنه ليس مخلوقًا، وإذن فمهما كان الأمر، يستحيل أن يكون الروح القدس مخلوقًا، لأن الابن فيه وهو في الابن، ولذلك فمن يقبل الروح يدعى هيكلاً لله.



وأيضًا فمن المستحسن أن ننظر معًا إلى الأمر في ضوء ما يأتي: إذا كان الابن هو كلمة الله فهو واحد كما أن الآب واحد، لأنه " يوجد إله واحد الذي منه جميع الأشياء... ورب واحد يسوع المسيح" (1كو8: 6). لذلك يُقال ويُكتب عنه إنه "الابن الوحيد"، وأما المخلوقات فهي كثيرة ومتنوعة: ملائكة، رؤساء ملائكة، شاروبيم، رئاسات، سلاطين، وغير ذلك كما سبق أن قلنا. وإذا كان الابن ليس من بين الكثيرين ولكنه واحد، كما أن الآب واحد وهو ليس مخلوقًا فبالضرورة ـ لأنه ينبغي أن نأخذ من الابن معرفتنا عن الروح ـ لا يمكن أن يكون الروح مخلوقًا، لأنه ليس من بين الكثيرين، بل هو نفسه واحد.



4 ـ وهذا ما يعرفه الرسول إذ يقول: " هذه كلها يعملها الروح الواحد بعينه قاسمًا لكل واحد بمفرده كما يشاء"(1كو12: 11). وبعد قليل أضاف: " لأننا جميعًا بروح واحد أيضًا اعتمدنا إلى داخل جسد واحد... وجميعنا سقينا روحًا واحدًا" (1كو12: 13). وأيضًا، لأنه إن كان يجب أن نأخذ معرفتنا عن الروح من الابن، وإذن فمن الواجب أن نقدّم براهينًا مستمدة منه، فالابن يوجد في كل مكان لأنه كائن في الآب، والآب فيه، وهو يضبط كل الأشياء ويحفظها وقد كتب " فيه يقوم الكل" سواء ما يرى وما لا يرى، " وهو قبل كل شئ" (كو1: 17). ولكن المخلوقات توجد في الأماكن المخصصة لها: الشمس والقمر والأنوار الأخرى في الجلد، والملائكة في السماء والناس على الأرض.


ولكن إذا كان الابن ليس في أماكن مخصصة له، بل هو كائن في الآب ويوجد في كل مكان، وأيضًا هو خارج كل الأشياء، فهو ليس مخلوقًا، ويتبع ذلك أن الروح أيضًا لا يمكن أن يكون مخلوقًا لأنه ليس في أماكن مخصصة له، بل هو يملأ كل الأشياء ويوجد خارج الكل لأنه هكذا قد كُتِب " روح الرب ملأ المسكونة" (حكمة1: 7)، ويرتل داود: " إلى أين أذهب من روحك" (مز138: 7)، كما أنه ليس كائنًا في أى مكان من الأمكنة، بل هو خارج كل الأشياء، وهو في الابن كما أن الابن هو في الآب. لذلك فهو ليس مخلوقًا كما قد تبيّن.

وبالإضافة إلى كل ما سبق، فإن الاعتبارات التالية سوف تثبت إدانة البدعة الآريوسية. ومرة أخرى فإنه من الابن سيتضح ما نعرفه عن الروح. فالابن هو خالق مثل الآب لأنه يقول: " الأشياء التي أرى الآب يعملها، هذه أعملها أنا أيضًا" (انظر يو5: 19). وبالتأكيد " كل شئ به صار، وبدونه لم يكن شئ مما صار" (يو1: 3). ولكن إن كان الابن مثل الآب خالقًا، فهو ليس مخلوقًا. وإذا كانت كل الأشياء به خُلِقت، فهو ليس من بين الأشياء المخلوقة، وعلى ذلك يتبيّن، أن الروح ليس مخلوقًا، لأنه قد كتب عنه في المزمور المئة والثالث: " تنزع روحها فتموت وتعود إلى التراب. ترسل روحك فتخلق[2]، وأنت تجدد وجه الأرض" (مز103: 29و30).
 
قديم 16 - 05 - 2021, 10:45 PM   رقم المشاركة : ( 40380 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,602

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



قوة الصليب

للقديس اثناسيوس




مكتوب في الكتب هكذا .أن نفوسنا أذا كانت مرتبطه بناموس اللة فلن تقوي علينا قوات الظلمة وأن ابتعدنا عن اللة فهى تتسلط علينا . فانت أيها الانسان الذي تريد أن تخلص علم ذاتك ان تسبح في لجة غناء وحكمة اللة , أبسط يديك مثال الصليب لتعبر البحر العظيم , الذي هو هذا الدهر اعني عدم الايمان الزنا النميمة محبة الفضة التي هي أصل لكل الشرور , أما علامة الصليب فهى مبسوطة علي كل الخليقة ....


هوذا موسي رئيس الانبياء لما أبسط يديه قهر عماليق , ودانيال نجا من جب الاسود ويونان من بطن الحوت , وتكله عندما القوها للسباع تخلصت بمثال الصليب , وسوسنة من يد الشيخين , ويهوديت من يد الوفرنيس والثلاثة الفتية القديسين من أتون النار المتقدة . هؤلاء كلهم خلصوا بمثال الصليب وقيل أيضا ليكن مستقرك في موضع واحد الذي هو البيعة . لتتغذي بكلام الكتب ومن الخبز السمائي ومن دم المسيح وتتغذي كل حين من كلام الكتب"



صلاة



إن يداي هما التي تستحقان المسامير لأنها مّدت للخطيه ... لكنك سمّرت بدلا عني...

فيا إلهي .... سمّر حبي فيك ...سمّر إيماني فيك ... سمّر نظري فيك .... سمّر آمالي فيك

سمّرني كي لا أرتفع من فرط الكبرياء، سمّر وداعتك واتضاعك في قلبي ... إن صليبك الغالي هو أجمل هديه منك لي أقبله وأحمله بفرح وإن لم ترسل لي يا حبيبي

صليبا سأبحث لي عن صليب داخلي ، ربما تدريب على احتمال. ربما صوم، ربما سهر

ودراسه، ربما خدمه.. ولكن كل هذا بسرور . يارب ... أعطيني أن أحبك فلا أحب أكثر منك.. وأن أحب صليبك وأكرس حياتي كلها لأجلك

إلهي ... أغرسني فيك غصنا حيا أيها الكرمة الحقيقبة لاثبت فيك الي الابد
 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:46 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025