منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15 - 05 - 2021, 09:50 PM   رقم المشاركة : ( 40191 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وطهِّروا قلوبكم يا ذوي الرأيين
( يع 4: 7 ، 8)


طهروا قلوبكم يا ذوي الرأيين: وهم أولئك الذين قسّموا قلبهم بين الله والعالم ( هو 10: 2 )، ولذلك فإنك تجد مثل هؤلاء منجذبين إلى النقيضين: الله القدوس، والعيشة في النجاسة! إنها صورة لشخص لا يوَد أن يترك الاجتماعات أو الفرص الروحية، ولكنه في الوقت ذاته لا يوَد التخلي عن الشهوة الردية المسيطرة عليه. ولقد كان هيرودس الملك نموذجًا صارخًا لشخص ذي رأيين، فقد سمع يوحنا المعمدان بسرور، وفعل كثيرًا ( مر 6: 20 - 28)، دون أن يكون مستعدًا البتة لترك عشيقته هيروديا. هذا الشخص لو اقترب إلى الله وهو على هذه الحالة، فإن الله لن يقترب إليه.
 
قديم 15 - 05 - 2021, 09:53 PM   رقم المشاركة : ( 40192 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

تدريبات إيليا


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


وكان كلام الرب له قائلاً:

انطلق من هنا ... واختبئ

( 1مل 17: 2 )

لقد كان أمر الرب لإيليا النبي بالاختفاء لمصلحته، إذ كان عُرضة لِما هو أخطر، من ثورة آخاب عليه. فربما امتلأ قلبه بالكبرياء وتقسى على إخوته وهو يرى المصيبة التي حلّت عليهم وعلى الأرض. ولو طلب من الرب أن يعفيه من الاختفاء، لصارت استجابة الله لطلبته شَرَكاً له. فذاك الذي انخرط قبلاً في صلاة سرية، وللحظات قليلة شهد أمام الملك عن الله، كان المستقبل يحمل له خدمة أعظم وهى مواجهة عبدة البعل مجتمعين ليدحرهم ويرجع بالشعب التائه إلى إله آبائهم. لكن الوقت لم يكن قد حان بعد لذلك، ولا كان إيليا مهيأ له.

لقد كان النبي بحاجة لمزيد من التدريب في الخفاء ليكون أهلاً لأن يشهد لله في العلن. فمَنْ يستخدمه الله لا بد وأن يُحفظ متواضعاً بتدريبات صارمة لكي يُمات الجسد فيه. فثلاث سنين أخرى في المنفى كانت ضرورية للنبي! إن الجسد ليس جديراً بالثقة، ولا يؤتمن أن يوضع في مكان الكرامة.

فما أسرع ارتفاع الذات في الإنسان، حتى أنه يعتقد أنه أكثر من أداة في يد السيد. وما أسهل أن نتمم الخدمة التي أوكلها لنا الله من منطلق إظهار ذواتنا، لكن الله لا يعطي مجده لآخر، لذلك فهو يخبئ أولئك الذين ربما يُجربون بالطمع في مجده وذلك بإبعادهم عن عيون الناس والاختلاء بهم هناك حتى يتعلموا أنهم لا شيء.

هذا الدرس الثمين نتعلمه من المسيح عندما رجع إليه رسله فرحين بالنجاح، مملوئين من ذواتهم "وأخبروه بكل شيء؛ كل ما فعلوا وكل ما علّموا" ( مر 6: 30 ). لكنه أرشدهم "تعالوا أنتم منفردين إلى موضع خلاء واستريحوا قليلاً" (عدد31). هذا هو علاجه الرحيم لأي من خدامه إذا ما انتفخ وشعر بأهميته وتخيّل أن طريق خدمة الرب سيتأثر سلبياً إذا تنحى عنه. حينئذ يأمره الرب "اذهب ... اختبئ" - أحياناً بانهيار آماله في الخدمة، وأحياناً بجرعات من الألم ، وأحياناً بحرمان شديد. هكذا يتم القصد الإلهي، وطوبى لمن يقول من قلبه "لتكن مشيئتك".

لكن ألم يكن هذا امتحاناً في غاية الشدة لاختبار خضوع النبي للمشيئة الإلهية؟ نعم فإن العُزلة ثلاث سنوات لإنسان غيور مثل إيليا، أصعب عليه من ظهوره أمام آخاب. لكن كان عليه أن يتعلم الطاعة الكاملة ليتأهل لأن يدعو الآخرين إلى اسم الرب. .

 
قديم 15 - 05 - 2021, 09:54 PM   رقم المشاركة : ( 40193 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

رأوه ماشيًا على البحر



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


‫ «رَأَوْهُ مَاشِيًا عَلَى البَحرِ ... فَلِلوَقتِ ... قَالَ لَهُم:
ثِقُوا! أَنـا هُوَ. لاَ تخافُوا»

( مرقس 6: 49 ، 50)


في مرقس 6: 45-52 نجد صورة مُحكَمة صارخة، لِما كان على تلاميذ المسيح أن يتحمَّلوه في البحر العاصف حينذاك، بينما كان الرب يتشفع من أجلهم على الجبل.

فبعد إطعام الجمع ( مر 6: 30 -44)، ألزَم الرب تلاميذه أن يجتازوا البحيرة «إِلَى بَيتِ صَيدَا». لم تكن سوى رحلة قصيرة، إذ كانت ”أَرضِ جَنِّيسَارَتَ“ تقع إلى الجنوب من البحيرة، شرقي كفرناحوم. لم يذهب هو معهم، ولكنه بعد أن انصرفوا، صعد إلى الجبل لينفرد بالآب، وليقوم بالشركة معه في الصلاة.

«وَلَمَّا صَارَ المَسَاءُ كَانَتِ السَّفِينةُ فِي وَسطِ البَحرِ»، ولكنها كانت تحت ناظريه، وكان قلبه مشغولاً بتلاميذه الذين كانوا يُجاهدون، يكدُّون مُجذِّفين للوصول إلى هدفهم المنشود، ضد الرياح المُعاكسة التي تهبُّ عليهم. «وَرَآهُم مُعَذَّبِينَ فِي الجَذفِ»، ولقد أشار أحدهم إلى أن الكلمة «مُعَذَّبِينَ» المذكورة هنا، هي نفس الكلمة «يُعَذِّبُ» الواردة في 2بطرس2: 8 عن لُوط. إنها تتضمَّن أكثر من النشاط الفعلي المتوتر، فقد كان التلاميذ في حالة ضيق وخوف عقلية خشية أن تغرق سفينتهم، فيغرقوا هم أنفسهم في البحر الغاضب الذي كان يُهدِّد بابتلاعهم. ومن المُحتمَل أيضًا أنهم كانوا مغتاظين بعضهم من بعضٍ، ويميلون إلى إلقاء اللوم أحدهم على الآخر، من جراء الوضع الخطر الذي وجدوا أنفسهم فيه. فيا لها من صورة عن الحالة التي يجد فيها المؤمنون أنفسهم، غالبًا، في صراعهم مع ظروف العالم في أثناء غياب الرب يسوع الشخصي عن هذا المشهد!

وما أقل ما تبيَّن التلاميذ وهم يُصارعون الرياح والأمواج أن عين الرب كانت عليهم طيلة الوقت، وأن قلبه كان مشغولاً بهم! وما أيسـر أن ننسى في مصارعتنا للوصول إلى السماء أن كاهننا العظيم دائب التطلُّع نحونا والتشفُّع من أجلنا باستمرار!

وعند طلائع الفجر المُبكرة التي شوهدت تتألق عبر الأفق «نَحوَ الهَزِيعِ الرَّابِعِ مِنَ اللَّيلِ»، أي الفترة الواقعة ما بين الساعة الثالثة والسادسة صباحًا، انحدر الرب يسوع عن الجبل، وقصدَ نحوهم ماشيًا على البحر. وكان يهّم بتجاوزهم عندما صرخ التلاميذ الخائفون الذين انتابهم الرعب إذ «ظَنُّوهُ خَيَالاً»، فصرخوا بفزَع، فأعلن لهم نفسه بقوله: «ثِقُوا! أَنَا هُوَ. لاَ تَخَافُوا». لقد استقبلوه في السفينة بدهشة لا تُوصف، وللوقت سكنت الريح. إن حقيقة مجيئه إليهم وضع حدًّا للعاصفة. وهذا ما سيحدث عندما يعود الرب لأجل خاصته.
.
 
قديم 15 - 05 - 2021, 09:55 PM   رقم المشاركة : ( 40194 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الانفراد



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


‫ وفي الصبح باكراً جداً قام وخرج ومضى إلى

موضع خلاء وكان يصلي هناك

( مر 1: 35 )
..تعالوا أنتم منفردين ..

( مر 6: 31 )


في هذا العالم يُعتبر الانفراد بصفة عامة تعاسة؛ فالإنسان يخشى الحياة المنفردة، ويبحث عن الضوضاء والحركة واللهو، وذلك لأنه يخاف فوق كل شيء الانفراد مع الله. ولم يُخلق الإنسان ليكون وحيداً. فالعائلة والمجتمع والتعاون الذي تتيحه هو بحسب ترتيب الله. ولكن يجب أن يكون الشخص منفرداً ليسمع صوت الله. إن الإنسان يجد الخلاص وهو منفرد عند قدمي المخلص. ونحن عندما نوجد عند قدمي السيد، نتلقى التعليم ونحكم على أنفسنا ونستنير في أعماق قلوبنا. فالتعزية الحقيقية والقوة الحقيقية أيضاً نجدهما عندما نكون منفردين عند قدميه.

ويمكن لنا أن نميز نوعين من الوحدة:

أولاً: الوحدة التي تفرضها علينا الظروف: ففي طريق الحياة كثيراً ما نُدعى لأن نسير منفردين معنوياً. لا شك أنه امتياز أن يكون لنا صديق أو زوج أو شخص يعيننا في الطريق. ولكن إن كان الرب يدعونا لنسير بمفردنا، فذلك لكي يعلمنا أن نعتمد عليه هو فقط، ولكي نعرفه معرفة أفضل وندخل بصورة أفضل إلى العلاقة الودّية معه. فإبراهيم حصل على أعظم البركات بعد موت أبيه وانفصاله عن لوط. والرب يسوع نفسه شعر بصفة خاصة بهذه الوحدة الأدبية إذ لم يكن الناس يفهمونه هنا على الأرض، ولكنه كان يتمتع إلى مدى لا حد له بالشركة مع أبيه.

والله كثيراً ما يجيز في وقت انفراد خاص أولئك الذين يريد أن يعدهم لخدمته. فموسى كان أربعين سنة في البرية ليرعى الغنم. وإيليا قضى ثلاث سنين وستة أشهر عند نهر كريث وفي صرفة. وفي هذه الوحدة تتعلم النفس أن تعرف ذاتها وأن تعرف الله، وبذلك تتغذى لتستطيع بعد ذلك أن تأتي بماء الحياة للآخرين.

ثانياً: الوحدة الإرادية مع الرب: وهي ضرورية لنجاح نفوسنا. فيجب أن نأخذ الوقت اللازم لنكون منفردين معه عند قدميه لنستمع إليه ولنصلي إليه. ولكن الانفراد له مخاطره، فالأفكار الشريرة كثيراً ما تكون لها قوة أكثر عندما نكون وحدنا دون أن نتحقق حضور الرب. إن الانفراد يقود إلى تنمية الأنانية والانشغال الزائد بالذات. ولتجنب ذلك يلزم الشعور بحضور الله الذي نحظى به خصوصاً في الصلاة، وحينئذ يكون الانفراد به في القلب.
 
قديم 15 - 05 - 2021, 09:56 PM   رقم المشاركة : ( 40195 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


‫ وفي الصبح باكراً جداً قام وخرج ومضى إلى
موضع خلاء وكان يصلي هناك
( مر 1: 35 )
..تعالوا أنتم منفردين ..

( مر 6: 31 )


الوحدة التي تفرضها علينا الظروف: ففي طريق الحياة كثيراً ما نُدعى لأن نسير منفردين معنوياً. لا شك أنه امتياز أن يكون لنا صديق أو زوج أو شخص يعيننا في الطريق. ولكن إن كان الرب يدعونا لنسير بمفردنا، فذلك لكي يعلمنا أن نعتمد عليه هو فقط، ولكي نعرفه معرفة أفضل وندخل بصورة أفضل إلى العلاقة الودّية معه. فإبراهيم حصل على أعظم البركات بعد موت أبيه وانفصاله عن لوط. والرب يسوع نفسه شعر بصفة خاصة بهذه الوحدة الأدبية إذ لم يكن الناس يفهمونه هنا على الأرض، ولكنه كان يتمتع إلى مدى لا حد له بالشركة مع أبيه.
 
قديم 15 - 05 - 2021, 09:57 PM   رقم المشاركة : ( 40196 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


‫ وفي الصبح باكراً جداً قام وخرج ومضى إلى
موضع خلاء وكان يصلي هناك
( مر 1: 35 )
..تعالوا أنتم منفردين ..

( مر 6: 31 )


الوحدة الإرادية مع الرب: وهي ضرورية لنجاح نفوسنا. فيجب أن نأخذ الوقت اللازم لنكون منفردين معه عند قدميه لنستمع إليه ولنصلي إليه. ولكن الانفراد له مخاطره، فالأفكار الشريرة كثيراً ما تكون لها قوة أكثر عندما نكون وحدنا دون أن نتحقق حضور الرب. إن الانفراد يقود إلى تنمية الأنانية والانشغال الزائد بالذات. ولتجنب ذلك يلزم الشعور بحضور الله الذي نحظى به خصوصاً في الصلاة، وحينئذ يكون الانفراد به في القلب.
 
قديم 15 - 05 - 2021, 09:59 PM   رقم المشاركة : ( 40197 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الظل الـمُريح



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


‫ تحت ظله اشتهيت أن أجلس،

وثمرته حلوة لحلقي

( نش 2: 3 )


الظل .. يا له من صورة حية تنطق بكل معاني الراحة والاستجمام. وتعالَ نلقي معًا نظرة على السائح المسيحي، وقد أنهكه التعب من رمال البرية تحت وهج الشمس، فكلَّت يداه وتثاقلت خطواته وخارت قواه؛ وتفكر فيما تساويه رقعة صغيرة من الظل بالنسبة له. إنها الحياة عينها في نظره. وتحت ذلك الظل الرطب، يستطيع ذاك الذي أشرف على الموت أن يجد راحة ويسترد ما فقد من نشاط.

هكذا كثيرون من شعب الله أصبحوا تعابى في عمل الخير، لأنهم يجدون أنفسهم مُثقلين بهموم واهتمامات الحياة الحاضرة، في البيت والعمل، في الأمور الخصوصية والأمور العامة؛ في جميع النواحي هناك ضغط لا ينقطع على قوى الذهن والجسم، وكل عصب فيهم يصيح طالبًا هدنة وراحة.

إن الظروف الحاضرة أصبحت خطرًا جاثمًا يهدد راحة النفس وسعادتها. وأولاد الله الحقيقيون أضناهم التعب والهم، حتى كأنهم غير قادرين على أن يجدوا ساعة هادئة للصلاة والتسبيح وقراءة الكتاب. وكلما ازداد الضغط عليهم، كلما دفعهم هذا إلى التطلع عسى أن تكون هناك غيمة صغيرة قدر كف إنسان في الأفق. إنهم في وسط مشغوليتهم ينسون ذاك الذي هو مجنهم وحصنهم، وبمجهودهم الذاتي يكافحون ويتعبون باطلاً. ولكنهم تحت ضغط الإعياء يصرخون مع عروس النشيد «أخبرني يا مَنْ تحبه نفسي، أين ترعى، أين تربض عند الظهيرة» ( نش 1: 7 ).

هناك تحت ظله نستطيع السُكنى، ليس إلى لحظة، ولكن على الدوام،لأننا لو أردنا لتحققنا الآن من صحة هذا الحق المتعلق بالوعد الكريم «الساكن في ستر العلي، في ظل القدير يبيت» ( مز 91: 1 ). ظِل القدير! هناك الحِمَى الكامل والخلاص الشامل، وهناك أيضًا الشركة مع الرب، وهي أحلى بما لا يُقاس من مجرد التحرر من الاهتمامات والمشغوليات.

كان للشعب قديمًا ظل تحت نخيل إيليم ( خر 15: 27 ). والآن أيضًا هناك ظل للراحة لجميع المُتعبين. والرب يدعونا لأن نستجيب لدعوته التي يوجهها لنا كما وجهها لتلاميذه قديمًا «تعالوا أنتم منفردين إلى موضع خلاء واستريحوا قليلاً» ( مر 6: 31 ).
 
قديم 15 - 05 - 2021, 10:00 PM   رقم المشاركة : ( 40198 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

فتجدوا راحة




وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


‫ فتجدوا راحة

( مت 11: 29 )


الراحــة

ما أعذب وقع هذه الكلمة على النفس: "الراحة"! وبالأخص في هذه الأيام المُتعبة، جميعنا نتطلع إلى الراحة، لكن أين الطريق إليها؟!

إن كلمة الله تعلن لنا الطريق الكامل نحو الراحة الحقيقية للإنسان. فأولاً هي تقدم راحة الضمير لكل نفس مُعذبة بآثامها وخطاياها، وذلك بناء على تعب ربنا يسوع المسيح لأجلنا وموته كبديلنا على الصليب، إذ يقول: «تعالوا إليَّ يا جميع المُتعبين والثقيلي الأحمال، وأنا أريحكم» ( مت 11: 28 ). فلا راحة بعيدًا عن المسيح، الذي في معرفته اختباريًا بداية طريق الراحة الحقيقية. ثم ثانيًا هناك راحة النفس والقلب في التمثل بالمسيح الذي حمل نير الخضوع لمشيئة الآب بوداعة واتضاع «احملوا نيري عليكم وتعلموا مني، لأني وديع ومتواضع القلب، فتجدوا راحة لنفوسكم» ( مت 11: 29 ). ثم ثالثًا، هناك الطاعة لكلمة الله؛ راحة الخضوع لسلطان الكلمة «هكذا قال الرب: قِفوا على الطرق وانظروا، واسألوا عن السُبل القديمة: أين هو الطريق الصالح؟ وسيروا فيه، فتجدوا راحة لنفوسكم» ( إر 6: 16 ). وهناك راحة الشركة مع الرب والشبع بشخصه الكريم الذي يدعونا، أفرادًا وجماعات، بقوله: تعالوا أنتم منفردين إلى موضع خلاء واستريحوا قليلاً» ( مر 6: 31 ).

وفي الرسالة إلى العبرانيين يحدثنا الرسول عن الراحة في أصحاح بأكمله (عب4) وينسبها إلى الله سبع مرات، قبل أن يختم بتحريض مزدوج على كلمة الله والصلاة، ونحن في سبيل اجتهادنا الروحي هنا لنتمتع بملء راحة الله هناك، ليكتمل الطريق الإلهي السُباعي إلى الراحة! وكأنه يؤكد أنه في طريقنا إلى الراحة الأبدية، يمكننا أن نتذوق شيئًا غير قليل من حلاوة هذه الراحة ونحن هنا على الأرض، عندما نلهج في كلمة الله الحية والفعالة (ع12)، إنها راحة التأمل والتغذي بكلمة الله. ثم سادسًا ـ بإزاء احتياجاتنا، وضغوط الحياة وقسوتها، علينا «فلنتقدم بثقة إلى عرش النعمة لكي ننال رحمة ونجد نعمة عونًا في حينه» (ع16). إنها راحة سكب قلوبنا أفرادًا وجماعات بكل ما فينا أمام إلهنا الذي مراحمه لا تزول.

وقريبًا جدًا ـ نحن المؤمنين ـ وبنعمة إلهنا، سندخل لا إلى راحة، ولا حتى إلى راحة أعدّها لنا الله، بل إلى راحة الله نفسه. .
 
قديم 15 - 05 - 2021, 10:04 PM   رقم المشاركة : ( 40199 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الأرغفة الخمسة والسمكتين




وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


‫ فأخذ الأرغفة الخمسة والسمكتين، ورفع نظره نحو السماء،
وبارك ثم كسَّر الأرغفة، وأعطى تلاميذه ليقدموا إليهم،

وقسَّم السمكتين للجميع، فأكل الجميع وشبعوا

( مر 6: 41 ، 42)


رأى التلاميذ، في معجزة إشباع الخمسة الآلاف رجل، صورة عن المُخلِّص وكيف سيبذل نفسه ليكون خبز الحياة لعالم يموت جوعًا. فإن جسده كان سيُقدَّم ذبيحة حتى ينال الآخرون الحياة الأبدية. حتى الكلمات المُستخدمة توحي بعشاء الرب الذي يُحيي ذكرى موته: «فأخذ ... وبارك ... وكسَّر .. وأعطى».

وتعلَّم التلاميذ أيضًا دروسًا ثمينة عن خدمتهم له:

1- ينبغي ألا يشك تلاميذ الرب البتة في قدرته على سد حاجاتهم. فإذا كان قادرًا على إشباع خمسة آلاف رجل بخمسة أرغفة وسمكتين، فهو قادر على العناية بخدامه الأمناء في كل الظروف. ويمكنهم أن يجتهدوا في خدمته دون أن يهتموا بطعامهم، من أين سيأتي. فإذا كانوا يطلبون أولاً ملكوت الله وبره، فهذه الاحتياجات كلها سوف تُلبى علاوةً.

2- كيف يمكن تبشير العالم الهالك بالإنجيل؟ يقول الرب يسوع: «أعطوهم أنتم ليأكلوا!» فإن أعطينا الرب ما عندنا، فمهما بدا ذلك تافهًا، فهو ـ له كل المجد ـ يستطيع أن يُكثره للجموع بالبركة.

3 - تصرف الرب في عمله بطريقة نظامية، فقد أمر الجميع بالجلوس في مجموعات من مئات وخمسينات.

4- بارك الأرغفة وكسَّرها، وكذلك السمكتين. ولو لم يباركهما، لَمَا كانت لها فائدة. ولو لم يكسِّرها لَمَا كانت لتكفي. ”إننا لا نعطي أنفسنا للناس بكل حرية لأننا لم ننكسر كما ينبغي بعد“.

5- لم يوزّع الرب يسوع الطعام بنفسه، بل كلَّف تلاميذه أن يفعلوا ذلك. فخطته هي إطعام العالم بأيدي خاصته.

6- كانت الكِسَر التي بقيت (اثنتا عشر قُفة مملوة) أكثر مما ابتدأ الرب يسوع به. فالله يعطي بسخاء. ومع ذلك نلاحظ أنه لم يهدر شيء. فقد جُمِع ما فضل عن الجمع، فالإسراف خطية.

7- لو أصرّ التلاميذ على خطتهم للراحة (ع35، 36)، لَمَا حدثت هذه المعجزة التي تُعدُّ واحدة من أعظم المعجزات. كم يصّح هذا في حياتنا أيضًا! .
 
قديم 15 - 05 - 2021, 10:07 PM   رقم المشاركة : ( 40200 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


‫ التلاميذ أيضًا دروسًا ثمينة عن خدمتهم له:

1- ينبغي ألا يشك تلاميذ الرب البتة في قدرته على سد حاجاتهم. فإذا كان قادرًا على إشباع خمسة آلاف رجل بخمسة أرغفة وسمكتين، فهو قادر على العناية بخدامه الأمناء في كل الظروف. ويمكنهم أن يجتهدوا في خدمته دون أن يهتموا بطعامهم، من أين سيأتي. فإذا كانوا يطلبون أولاً ملكوت الله وبره، فهذه الاحتياجات كلها سوف تُلبى علاوةً.

2- كيف يمكن تبشير العالم الهالك بالإنجيل؟ يقول الرب يسوع: «أعطوهم أنتم ليأكلوا!» فإن أعطينا الرب ما عندنا، فمهما بدا ذلك تافهًا، فهو ـ له كل المجد ـ يستطيع أن يُكثره للجموع بالبركة.

3 - تصرف الرب في عمله بطريقة نظامية، فقد أمر الجميع بالجلوس في مجموعات من مئات وخمسينات.

4- بارك الأرغفة وكسَّرها، وكذلك السمكتين. ولو لم يباركهما، لَمَا كانت لها فائدة. ولو لم يكسِّرها لَمَا كانت لتكفي. ”إننا لا نعطي أنفسنا للناس بكل حرية لأننا لم ننكسر كما ينبغي بعد“.

5- لم يوزّع الرب يسوع الطعام بنفسه، بل كلَّف تلاميذه أن يفعلوا ذلك. فخطته هي إطعام العالم بأيدي خاصته.

6- كانت الكِسَر التي بقيت (اثنتا عشر قُفة مملوة) أكثر مما ابتدأ الرب يسوع به. فالله يعطي بسخاء. ومع ذلك نلاحظ أنه لم يهدر شيء. فقد جُمِع ما فضل عن الجمع، فالإسراف خطية.

7- لو أصرّ التلاميذ على خطتهم للراحة (ع35، 36)، لَمَا حدثت هذه المعجزة التي تُعدُّ واحدة من أعظم المعجزات. كم يصّح هذا في حياتنا أيضًا!
 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:45 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025