15 - 02 - 2023, 06:08 PM | رقم المشاركة : ( 31 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب تاريخ القديس البابا متاؤس الأول - الأنبا متاؤس
القديس متاؤس الأول قيام الأمراء باضطهاد البابا متاؤس الأول وفشلهم في أيام السلطان الناصر فرج الحادث الأول: وبعد انتقال السلطان برقوق من هذا العالم قام الأمير سودون من أمراء المماليك على المسيحيين وشن غارة عليهم بوطأة شديدة فدبر ذات مرة مع المعاندين كمينا صعبا واتفقوا جميعًا على رَمي المسيحيين في ذلك الكمين، فلما كشف الرب للبابا متاؤس أمر هذه المكيدة قام لساعته وخرج خفية من قلايته ومضى إلى بيعة الشهيد مرقوريوس أبى سيفين وحبس ذاته فيها مدة سبعة أيام وسبع ليالي وهو مداوم على الصلاة بلا انقطاع سائلًا المولى تعالى أن يخلص شعبه من هذه المكيدة فرأى في الرؤيا السيدة العذراء مريم تحدثه قائلة له: "إن الله قبل طلبته في خلاص الشعب وأبطل مؤامرة المعاندين السيئة" حينئذ ابتهج قلب هذا الأب وفرح فرحا عظيما وخرج في اليوم السابع مثل ملاك الله وتدبير من الله تعالى أرسل الأمير سودون يطلب حضور البطريرك عنده في ذلك اليوم وصار يخاطبه بما أضمره للشعب من الحوادث الرديئة الصعبة ومن جملتها أنه أراد أن لبس النسوة الأزارات الزرقاء وغير ذلك. فامتلأ البابا من روح الله وقال له: "من من الأمراء الذين تقدموك فعلوا هكذا مع الرعية؟ أو من من البطاركة رضى أن يشهر بنات شعبه ويجعلهن عارا أو أضحوكة لصغار عوام الناس؟ ولكن الحق أقول ك أيها الأمير أنك متى أشهرت بواحدة من بنات شعبي أنا لا أبرج أن أطلق الخراب والتشهير في بلادكم من أطراف الحبشة إلى أقاصي مصر. وأنا أخبرك أيها الأمير أن النصارى ليسوا بغير ملوك الأرض ولا سلاطين مسيحيين ينظرون في تسلطكم عليهم" فامتلأ الأمير خوفًا وأطلق سراح الأب ولم يعد يخاطبه بشيء حتى تعجب الشعب من شجاعة البابا البطريرك وقوة أقدامه وسداد إجابته وقدموا الشكر لله تعالى على خلاصهم من هذه التجارب والمحن بشفاعة القديسة العذراء مريم والدة الإله معينة الملتجئين إليها فكانت تساعد البابا في كل أعماله الطيبة كما شهد له بذلك القديس رويس. ومن عادة هذا البابا القديس انه كان لا يقدم على عمل أي شيء أو يتحرك في شيء حتى يقف أمام أيقونة سيدتنا القديسة مريم العذراء والدة الإله ويسألها فيه وكانت تظهر له وتخاطبه من الصورة المقدسة كما قرر ذلك حقا القديس الطاهر رويس الذي كان يلازمه في قلايته عندما سأله الشعب ذات يوم أن يذكرهم فأجابهم قائلًا: "مَنْ أكون أنا يا أولادي حتى تسألوني أن أذكركم، بل أسألوا أبانا القديس البطريرك الذي تهر له سيدة البشر وتخاطبه من أيقونتها الطاهرة وتخبره بأسرار عجيبة وتساعده في كل أموره فاسألوه هو أن يذكركم في صلواته" فتعجب السامعون من كلام القديس رويس الذي شهادته هي حق ومجدوا الله الرؤوف بعباده... الحادث الثاني: وفي دفعة تكلم أحد الأمراء مع الملك والقضاة أن لا يبقوا نصرانيًا على الأرض في مصر. فقام البابا متاؤس البطريرك وصلى مستنجدًا بشفاعة الشهيد القديس مار جرجس قائلًا: "أسألك يا شهيد الله يا مار جرجس أن تتصرف مع هذا الأمير". ولم يتمم البابا توسلاته حتى انتقم الله منه لشناعة مكيدته فقدم له أعوانه كأسا مملوءة سُمَّا قاتلًا فشربها وهو لا يعلم بما دبروه له بمكر وحيطة ومات لساعته ميتة شنيعة وانتقم الله منه لسوء تدبيره ضد شعب الله الوديع. الحادث الثالث: وفي دفعة ثالثة اشتد غضب البابا متاؤس على أمير آخر من أمراء مصر يسمى أوزيك لفظاعة أعماله فأقام ستة أيام وست ليالي مداومًا على الصلاة متوسلًا بشفاعة رئيس الملائكة ميخائيل الطاهر ليخلص الشعب من نيره فلما انتهى اليوم السادس ولم يسمع عن ذلك الأمير خيرًا أرسل أحد تلاميذه ليستطلع أخباره. فوجد التلميذ ذلك الأمير على باب داره والناس يستغيثون قائلين: "إن هذا الأمير له ستة أيام معذبًا من طعنة في جنبه إلى أن ملت في هذا اليوم". فطار التلميذ نحو معلمه وأطلعه على جلية الأمر فتعجب البابا وأعطى المجد لله والشكر لرئيس الملائكة ميخائيل الذي لم يخيب رجاءه للخلاص من هذا الأمير الظالم.. |
||||
15 - 02 - 2023, 06:13 PM | رقم المشاركة : ( 32 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب تاريخ القديس البابا متاؤس الأول - الأنبا متاؤس
القديس متاؤس الأول مواهب الشفاء التي منحها الله للبابا متاؤس الأول وإقامة الموتى الحادثة الأولى: شفاء صبية من روح نجس أتت إلى البابا متاؤس صبية شابة اعتراها روح نجس يعذبها في كل حين فلما رأى الروح النجس قيام البابا ليصلى أمام صورة القديسة مريم العذراء فر هاربًا ولم يستطيع أن يدخل مع الصبية لكنه وقف خارج الباب ولم ينظره أحد من الحاضرين لكن أحد قسوس الصعيد أخبر رجال البابا بهذا الأمر لأن ذلك القس كان له موهبة رؤية المناظر الشيطانية مكشوفة أمامه. ولما شاهد هذا القس الروح النجس واقفًا بالباب استعلم منه عن سبب وقوفه فأعلمه أنه واقف هنا خوفًا من البابا البطريرك. فتعجب القس من ذلك ولم يصدق هذا القول حتى دخل وسأل قداسة البابا عن أمر الصبية فتعجب كثيرًا وقال للقس: "عرفني أيها القس من الذي أعلمك بأمر الصبية التي لم يعلم أحدًا بحضورها عندي" فقال له القس: "اغفر لي يا أبى لأني رأيت الروح النجس الساكن في هذه الصبية واقفًا خارج الباب وهو الذي أعلمني بذلك ولكنه لم يقف بل أنصرف لساعته خشية أن أعلم قداستكم به فتحرقه صلاتكم القوية من على الأرض". ولما أتم القس حديثه أمام البابا البطريرك تعجب كما تعجب كل من كان حاضرًا أكثر منه لعظم الآيات والعجائب التي كانت السيدة العذراء تتمها على أيدي هذا البابا القديس ليس فقط فيمن يقدم إليه بل وأيضًا في الغائبين عنه. الحادثة الثانية: شفاء صبى من روح نجس وأيضا كان صبى من ضواحى البلاد القبلية لمصر اعتراه روج نجس وكان أهله كلما أرادوا حمله لإحضاره إلى عند البابا كان الروح يقلقه ويعذبه ولا يمكنهم من الدنو منه ولكن رحمة الله تعالى ألهمتهم أن يتقدموا إلى البابا ويأخذوا منه ورقة مكتوبة بخطه ويضعوها على الصبي فيشفى وبإيمان صادق حضروا عند البابا وأعطاهم ما يطلبون فلما أحضروها ووضعوها على الصبي بريء في الحال وتعجب أهل البلدة لهذا الحادث الجليل ومجدوا الله وصار من ذاك الحين يضعون على كل من اعتراه روح نجس ورقة البركة هذه المكتوبة بخط هذا البابا القديس فيبرأ في الحال. الحادثة الثالثة: أقامة فاعل من موت محقق كان إنسان فاعل يعمل في عمارة قائمة في بيعة السيدة العذراء بحارة زويلة فسقط هذا الفاعل أثناء العمل من فوق السقالة على الأرض فحمل ميتًا لأنه كان حاملًا حجرًا ثقيلًا فلما وقع نزل على جسده ذلك الحجر طبق أضلاعه وقصد رفقاؤه أن يدعوه مكانه ويهربوا فلما سمع هذا البابا بالحادث حيث كان يقيم وقتئذ في هذه البيعة لم يمكّن رفقاء العامل الهرب وقام عليهم قائلًا: "اسكتوا ولا تقولوا أن الفاعل قد مات لأنه لم يمت وأنا أضمن لكم من مراحم السيد المسيح أنه حي" فحمله أربعة ووضعوه كأمر البابا أمام صورة السيدة العذراء مريم صاحبة البيعة ثم غطاه بوزرته نحو ثلاث ساعات من النهار إلى التاسعة وطلب قليلًا من الماء الساخن وصلى عليه وغسل به أعضاء الفاعل الميت فكان كلما غسل عضو من أعضاء هذا الفاعل يتحرك العضو لساعته إلى أن قام حيًا على قدميه بشفاعة صاحبة الشفاعات والدة الإله فلما نظر رفقاء الفاعل والحاضرون ما حصل الكرامة الفائقة والمعجزة العظيمة مجدوا الله. وهكذا كان الأعلاء الكثيرون والمرضى العديدون إذا أدركهم نزع الموت والتجأ أقاربهم إلى بركة هذا البابا أقامهم بصلواته الزكية. وكان إذا وضع وزرته على أحد المرضى ويذهب يسأل السيدة العذراء فيه ويعود ويكشف عنه الوزرة يجده قد تحرك ونهض من نزع الموت لساعته. وكان أحيانًا يسأل البابا الملاك ميخائيل بأن يشفع في المريض فيشفى ويقوم في الحال صحيحًا سالمًا. وهكذا كان يصنع هذا البابا القديس في المرضى الذين يلجأون إلى صلاحه وتقواه فينالون الشفاء والعاجل. الحادثة الرابعة: إقامة فخر الدولة من الموت حكى أحد كبار الأراخنة المدعو فخر الدولة أنه كان في النزع الأخير ولم يجد البابا حاضرًا عند موته فلم يشعر حتى أبصر البابا في مجلس الرهبة والخوف وقت الدينونة عندما اختطفت الملائكة روحه وأقيم أمام كرسى السيد المسيح. ثم أبصر السيد المسيح يشير إلى الملائكة الموكلين به أن يشهروا كتاب خطاياه ورأى كتاب خطاياه وكان كل خطية ينساها ولا يذكرها يبكتونه عليها بلا رحمة ورأى هناك الخوف والفزع الشديد والنار المتقدة التي لا تطفأ حتى أنه لعظم ما رأى وأبصر سقط لوقته مرعوبًا وكان يطلب من يقيمه فلم يجد أحدًا وبعد ذلك أتى البابا متاؤس وأقامه وسأل السيد المسيح بتوسل أن يعيد روحه إليه حتى يتوب عن خطاياه التي صنعها فسمع السيد له المجد لنداء هذا البابا ولم يرد سؤاله قائلًا: "قد سمعت لك في ذلك الإنسان ووهبته إليك فعرفه من الآن أن لا يعود يخطئ لئلا يصيبه شر أكثر" وبعد ذلك ما شعر هذا الأرخن إلا أنه تنبه من غيبوبته وفاق مما كان فيه ووجد روحه قد ردت إليه فحكى ما حصل وما رأى ومجد الله وتحقق من قوة صلاة هذا البابا، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وبعدما أستيقظ من الغيبوبة بادر إلى طلب البابا من قلايته فلما حضر أعلمه بالنعمة التي أدركته من حكم الموت على سرير وجعهم إلى أن يتنيحوا ويسأل المسيح في غفران خطاياهم. وكان قداسته إذا وجد مريضًا أنف الناس منه يبذل نفسه دونه إلى أن يتنقى من جميع أوساخه ويشفى من أوجاعه. (كتاب 15 تاريخ ص 288 {1} و289 وفوه 175) الحادثة الخامسة: عنايته ببواب أحد الأغنياء أثناء مرضه عبر هذا البابا القديس على باب منزل إنسان من الأغنياء فوجد عند الباب عبدًا لأصحاب المنزل ملقى مريضًا قد جف وأنتن من كثرة أوساخه ولم يجد من يعتني به ويعالجه. فلما نظر البابا هذا العبد المسكين على هذه الحال لم يلتفت إلى أولئك الأغنياء أصحاب المنزل بل سارع للوقت واشتد بمنديل وغسل أوساخ العبد وفراشه وثيابه القذرة الملوثة من قذارته فضلا عن رائحته الكريهة الصادرة من نتانة جسمه فارتاحت نفس ذلك العبد وأراد الموت في وجود هذا الآب للاستراحة من نتانة تلك الرائحة التي يستنشقها كل يوم فاستجابه الرب طلبه. (كتاب 15 تاريخ ص 289 {1} وفوه 175 {1}). الحادثة السادسة: انتشاله جثة امرأة مقتولة ودفنها وفي أحد المرات عبر على بئر معين مالحة الماء فوجد فيها امرأة مقتولة وقد عفنت وفاحت نتانة رائحتها ولم ينهض أحد من الناس لانتشال جثتها ويتعرف عليها ويدنو منها فنزل عن دابته وتقدم إلى تلك البئر وأصعد جثة تلك المرأة منه ولم يأنف من رائحتها بل قام بيده الطاهرة وغسلها وكفنها ودفنها (كتاب 15 تاريخ ص 289 {1} فوه ص 175 {1}). الحادثة السابعة: شفاء صبية من مرض عينها كان هذا البابا إذا قويت الأمراض المزمنة في أحد ما ولم ينهض له من يمكنه معالجته يقوم بنفسه بقوة صلواته المقبولة عند الله ويعالجهم فيشفون في الحال. وحدث ذات مرة أن قدموا إليه صبية بكر مصابة بقروح في عينيها فلما نظرها تحنن قلبه عليها وقال لأمها: "منذ الآن لا تعودي إلى معالجة بنتك بالأكحال" وأشار إليها أن تضع في عينيها شيئا من الأدوية الحقيرة ففعلت وبرأت أبنتها في الحال وذلك كما فعل أبونا برسوم العريان وغيره إذ كانوا يداوون الأمراض الصعبة بضدها من الأدوية ليعلم الجميع أن الأمر من الله وأن الاعتماد فيه يكون بالصلاة القوية التي للقديسين الأبرار كما قال يعقوب الرسول: أن الصلاة بإيمان تخلص المريض والرب يقيمه وأن كان عمل خطية تغفر له. (كتاب 15 تاريخ ص 289 {1} وفوه 175 {1}). الحادثة الثامنة: شفاء امرأة مقعدة قدموا للبابا متاؤس الأول امرأة مقعدة قد يبست أصابع يديها ورجليها فمسكها بقوة ليفتح أصابع يديها فشفيت في الحال ونهضت للوقت بسرعة قائمة تمشى وتعجب الحاضرون لهذا الشفاء التام السريع ومجدوا الله تعالى. الحادثة التاسعة: قدموا إلى البابا في دفعه إنسانًا ملسوعًا من حية جرداء وهو في ألم شديد من تأثير اللسعة فأخذ البابا جروا وشق بطنه ووضع فيه رجل ذلك الملسوع ثم استحضر قليلا من اللبن وشحم الحنظل وأشار عليه أن يستعمله وظل يداوم على استعماله قليلًا ويتقيأه حتى قذف ذلك السم جميعه وقام معافى لساعته. وهذا قليل من كثير الحالات التي قام البابا متاؤس الأول بقوة السيد المسيح وشفاعة والدته الطاهرة بشفائها بسرعة عجيبة حتى كان بابه مفتوحًا للمرضى وذوى الأوجاع فيخرجون من عنده مجبوري الخاطر معافين من كل شيء اعتراهم.. |
||||
19 - 02 - 2023, 10:11 AM | رقم المشاركة : ( 33 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب تاريخ القديس البابا متاؤس الأول - الأنبا متاؤس
القديس متاؤس الأول قيام البابا متاؤس بإعانة ذوى الضيقات وخلاص الذين في الشدة وإظهار السرقات ومرتكبيها والمخالفين كان البابا متاؤس الأول يعاون الذين يقعون في شدة من الشدائد التي كانت فخاخها منصوبة لشعب الله المختار، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. فيسأل السيد المسيح إله الخلاص في خلاصهم من شدائدهم فيخلصون ويمجدون الله على هذه النعمة العظيمة التي منحها للقديس الطاهر البطريرك المذكور نذكر هنا بعضها على سبيل التذكار. وقع شاب من أولاد الوزراء في شدة قوية مع الملك برقوق بمصر والتجأوا لهذا البابا كي يعينهم على خلاصه ولعظم هذه الشدة كان البابا يستغيث بالشهيد تاودروس في خلاصه قائلًا: "أنا أعلم يا شهيد الله إنك بشجاعة عظيمة خلصت أولاد الأرملة من فم ذلك التنين القاتل (وأنا أربطك بالسلطان الذي أعطى لي من ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح ابن الله الحي ولا أحلك من الرباط إلا إذا أسرعت وخلصت ذلك) وأنا أطلب إليك أن تسرع وتخلص هذا الإنسان من الشدة الواقع فيها الآن" ولم يتمم البابا كلامه هذا وطلب وساطة القديس تاودروس حتى خلص ذلك الإنسان من تلك الشدة التي وقع فيها متعجبًا لا يعلم كيف كان خلاصه فازداد تعجبه من الكرامة والوقار الذين يكرم بهما القديسون والشهداء هذا البابا. الحادث الثاني: إظهار السرقات ومرتكبيها وكان البابا متاؤس يفعل مثل ذلك مع كثيرين من الشهداء والقديسين فكان إذا فقدت آنية بيعة من البيع كان يربط بصلاته الشهيد ولا يحله حتى يظهر له من سرق أواني البيعة. الحادث الثالث: إظهار سارق أواني بيعة القديس أنبا شنودة بمصر سرقت ذات مرة أواني بيعة القديس أنبا شنودة بمصر فلما علم البابا بهذه السرقة حضر إلى البيعة وربط صورة القديس المذكور ولم يحله حتى أرسل له من عرفه بالذي سرق أواني بيعته وكان هذا السارق اعتاد سرقة أواني البيع فهاجم هذا البابا بيته وقام عليه وانتهره قائلًا: "كم لي من مرة وأنا أحتملك وأنهاك عن العودة إلى السرقة من بيع الله المقدسة وأنت لا ترجع عن سرقة أوانيها المقدسة ولا تكف عن السطو عليها. ولكن من الآن سيأتي عليك الانتقام القوى الذي لا يكون لك بعده حياة على الأرض بل تموت شر ميتة" وبعد كلام البابا هكذا لم يمكث هذا الإنسان إلا قليلًا حتى وقع في يدي متولي الحكم في القاهرة بأواني ذهب وفضة سرقت من بيته ولما تحقق أنه تجاسر وأقدم على سرقتها سمره لساعته وتم عليه قول البابا شر ميتة جزاء ما كنت يداه. الحادث الرابع: مخالفة شماس للأوامر الكنسية وتوبته أتى إلى البابا متاؤس شاب شماس وقال له: "يا رجل الله ارحمني فإن شابًا جنديًا عبر اليوم على وهو راكب فرس أبيض لم أرى أحسن منه فضربني ضربًا وجيعًا من غير رحمة وذلك لأني أكلت في يوم الأربعاء ويوم الجمعة من باكر لأني كنت أكل في خفية ولم أعرف من هو الذي عرف ذلك الجندي بي وكان كلما يضربني يقول لي: "كيف تكون نصرانيًا وشماسًا وتأكل في يومي الأربعاء والجمعة مبكرًا ولهذا فإن قلبي خائف منه". فقال له البابا: "لا تخف لأن الجندي الذي ضربك أنا أعرفه ولكن إذا مضيت بك إليه تتوب أمامه عما اقترفته" فأجابه الشماس: "نعم يا أبى" وللوقت أخذه وأقامه أمام صورة رئيس الملائكة الطاهر ميخائيل. وكانت تلك الصورة تحوى صورة الملاك راكبًا على فرس أبيض فلما تأملها الشماس خر ساجدًا أمامه وقال: "بالحقيقة يا أبى هذا هو ذلك الجندي الذي ضربني وأنا منذ الآن قد تبت أمامه لأني شماس على بيعته المقدسة وقد افتكرني وضربني لكي أترك ما أنا فيه من لهو واستهتار وسأقوم كما يجب بتأدية خدمته" ثم تاب من ذلك اليوم وهو يتعجب من صلاة هذا البابا ويستغرب أمر وجوده مع الناس على الأرض ويشاهد المكتومات الخفية. الحادث الخامس: خلاص بعض أراخنة القاهرة من شدتهم وقعت شدة كبيرة على بعض من أعيان الأراخنة الموجودين بالقاهرة ولما عزموا الهرب عند البابا متاؤس والالتجاء إلى معونته وكان قداسته يقيم وقتئذ في مصر لم يقووا على النهوض وأدركهم الليل فناموا. وفي تلك الساعة أبصر أحدهم في حلم البابا متاؤس قائمًا أمام صورة الشهيد مار جرجس يسأل في خلاص أولئك الأراخنة ويقرع الصورة بيده ويقول: "يا شهيد الله يا مار جرجس إني لا أعرف خلاصهم إلا منك" فأمال الشهيد رأسه من الأيقونة كمن يقول له نعم وكرر ذلك ثلاث مرات ثم أحنى رأسه كمن يقول: "نعم نعم أنا أخلصهم" فلما نظر البابا ما كان من تواضع الشهيد انطرح ساجدًا على الأرض فعظم الأمر على الشهيد من سجوده له وخرج من الأيقونة مثل فارس متجسد. فمسك بأذيال البابا متاؤس وتبارك منه أن البابا فعل بالمثل أعنى أخذ الواحد يتبارك من الآخر. ولما انتبه هذا الأرخن من نومه وقص تلك الرؤيا على رفقائه لم يصدقوه. وفي الباكر خرج الأمر من الله بشفاعة شهيدة العظيم مارجرجس بخلاص أولئك الأراخنة وفعلًا بعد برهة وصل إليهم أن الأمير عفا عنهم من غير سعى. ولما تحقق لهم أمر خلاصهم قاموا في الحال ومضوا إلى البطريرك يقدمون له الشكر على ما رأوه في الرؤيا المتقدم ذكرها من غير أن يحضروا إليه ودون أن يسألوه في ذلك بل كان ما صنعوه أنهم اضمروا في نفوسهم أمر الاستعانة بشفاعته لا غير وأن البابا شعر بنيتهم وعمل على خلاصهم بدون سؤال منهم وتعجب جميعهم لهذا الحادث العظيم ومجدوا الله على خلاصهم ببركة قديسه البابا متاؤس. (كتاب 15 تاريخ ص 292 و293 وفوه ص 176 {أ} و177). الحادث السادس: ليس بالذهب يكون الخلاص وأتى إلى البابا متاؤس أحد الكتبة وهو مكروب في شدة عظيمة وقدم إليه خمسمائة دينار قائلًا: "يا رجل الله اقبل منى هذه الخمسمائة دينار وصلى لي لأن الملك برقوق يريد قتلى اليوم ولا أعلم كيف يكون خلاصي" فقال له البابا المكرم: "لا تخف يا هذا ولا تظن أنه بالذهب الذي أحضرته يكون خلاصك لأن الصلاة بالذهب ليس فيها خلاص بالكلية فإن أردت أن تخلص أعد الذهب الذي أحضرته إلى مكانه والرب يخلصك من غير ذهب بالمرة" ثم قام البابا وصلى عليه وباركه وأرسله إلى الملك برقوق وأعطاه صليبه ومنديله وقال له: "احمل هذين حولك وادخل على الملك ولا تخف" فامتنع وخاف بالأكثر أن يحمل الصليب فتقع عليه الأفكار إذا شعر به أحد. فقال له البابا: "قلت لك احمل الصليب والمنديل من الداخل وقابل الملك وأنا أضمن لك بإذن الله تعالى الذي تحمل صليبه خلاصك فلا يضرك الملك ولا يؤذيك بالمرة". فأطاع الكاتب كلام البابا وحمل المنديل والصليب ودخل بهما على الملك وكان مملوءًا من الغضب عليه ولكن في تلك الساعة تبدل الحال وانقلب غضب الملك إلى اللين والرأفة وصارت كل كلمة يفوه بها هذا الكاتب أمام الملك تدخل في أذن الملك مثل الندى البارد فتطفئ ما عنده من الغضب جميعه فخرج الكاتب المذكور من عند الملك فرحًا متقويًا ومباشرًا على عادته وتعجب من الصلاة القوية التي لهذا البابا والتي بدلت غضب الملك وحنقه وغيرت نيته على قتل الكاتب إلى محبة وحنو وعطف ورضا وكان كل من سمع بهذه الحادثة العجيبة يمجد الله ويقدم له الشكر على رحمته بعباده وقبول صلوات قديسه الورع متاؤس البطريرك. |
||||
19 - 02 - 2023, 10:20 AM | رقم المشاركة : ( 34 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب تاريخ القديس البابا متاؤس الأول - الأنبا متاؤس
القديس متاؤس الأول كشف البابا متاؤس لخطايا شعبه وخفايا الأمور وكان البابا متاؤس الأول يشترى نفوس الآتيين إليه ويخلصهم بصلاته القوية من الضوائق والشدائد والخطايا. وقد أخبر أحد أولاده الكهنة المعلمين أنه كان قد وقع في خطية صعبة مكتومة ولما حضر أمام هذا البابا ليعترف بها عليه أخذه خوف ولم يجسر أن يعترف بها أمامه فما كان من البابا إلا وكاشفه بها من تلقاء نفسه قائلا "أنت فعلت الخطية الفلانية فلا تعود إلى عملها مرة أخرى وأنا أقول لك من الآن إن خطاياك غفرت لك" فلما سمع ذلك الكاهن تعجب ومجد الله على كشف البطريرك للأسرار الخفية لأن تلك الخطية ما كان يعلم بها إلا المسيح وحده ولما كاشفه بها ازداد تعجبه وتحقق له أن كل خطايا الشعب مكشوفة أمام هذا البابا الطاهر مثل زيت في زجاجة ولا يرى من الحكمة أن يشهر بها بل إذا أراد أن يبكت أحدًا على خطيته كان ذلك في طريق الخفاء دون أن يشعر أحد بذلك. لأن الخطية قد كثرت على الأرض وكان الكثيرون من الشعب قد اختلفوا وتنجسوا بنجاسات المصريين ولذلك كان هذا البابا يتنهد ويبكى على الشقاء الذي سيحل بالمصريين حتى أنه من شدة بكائه أخذ ينذر شعبه قائلًا: "تيقظوا يا أولادي وتحذروا من ذلك اليوم الذي يأتي فيه الانتقام على المصريين لأنه في ذلك اليوم تنزل نار من السماء وتحرق كل مساكن المصريين حتى يعلو دخان تلك المدينة ويقومون من بعد ينوحون عليها قائلين "اليوم سقطت بابل العظمى أم جميع المصريين" (كتاب 15 تاريخ ص 293 وفوه 177). وكان هذا الأب الحنون والقديس الطاهر كلما خاطب شعبه بهذا محذرًا لهم كي يتجددوا ويتنقوا من أدران الخطية ولكنهم رغم هذه الإنذارات المتعددة كانوا يزدادون طغيانًا ووقاحة ولا يكترثون بمخافة الله فلم يسمعوا لإنذاراته ولم يعملوا لخلاص نفوسهم، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وكان هذا البابا عندما يرى شعبه يزداد طغيانًا يحزن كثيرًا ويتنهد من عمق قلبه ويشتهى الموت لنفسه حتى أثار الشيطان على هذا الشعب الملتوي أميرًا من أمراء المملكة العظام يدعى الأمير جمال الدين وكان يقوم بقتل الكثيرين من الناس ويغتال أموالهم فطلب من الشعب المسيحي ما لا يقدرون على القيام به وكان هذا البابا لا يتأخر عن شعبه ولكنه كان لا يندفع بل كان يطلب أن يجد عليه علة ليقتله بها وتنفيذًا لمؤامرته أرسل رسلًا خفية إلى أرض الحجاز واليمن ليقدموا عرايض ضد هذا البابا يدعون عليه فيها أن البطريرك يرسل في كل وقت رسله إلى بلاد الحبشة ليحث ملكها على تخريب مكة وما فيها. ولما علم البابا متاؤس بالروح أن العرايض كتبت ضده فقام قبل وصولها لمصر وصلى إلى الله واستعان كعادته بشفاعة السيدة العذراء مريم والدة الإله كي تأخذ نفسه إليها بغير سفك دم حتى لا ينال شعبه في أثره شدة ولا صعوبة فسمعت العذراء القديسة طلبته وأصيب البابا بحمى صعبة انطرح بسببها مريضًا ضعيفًا. ولما اتصل خبر مرض البابا بالأمير الذي كان يروم قتله سكن غيظه قليلًا عنه ولكنه لم يترك الشعب في راحة بل صار يرسل رسله يهددون البابا ويتوعدونه من أجل شعبه إلى أن حملوا إليه من مال البابا نحو خمسمائة ألف درهم وقدموها له لعله يطيب قلبه ويكف عن تهديد البابا متاؤس. فلم يرتدع هذا العاتي الجبار ولم يكف عن تهديد هذا الأب إلى الساعة التي قارب فيها من الموت فأرسل إليه رسلًا ليحملوه ويأتوا عليه إلى غد وهو يوم الأحد لعله يستريح قليلًا ويقوى على حمل مشاق الانتقال فيأتون إليه ويحملونه إلى حيث يريدون. وكان يخاطبهم بهدوء وهو يعلم أن ساعته قد قربت ليخرج من هذا العالم ويستريح من جور ذلك الأمير وظلمه. ومضى الرسل كما قال لهم. |
||||
23 - 02 - 2023, 02:25 PM | رقم المشاركة : ( 35 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب تاريخ القديس البابا متاؤس الأول - الأنبا متاؤس
القديس متاؤس الأول انتقال البابا متاؤس الأول من هذا العالم لما حضر الرسل في الغد بعد الأحد وجدوا أن البابا متاؤس قد أسلم الروح في الهجعة الأولى من ليلة الاثنين قبل حضورهم بمهلة قليلة. فلما عاينوا ما كان بهتوا وتعجب ذلك الأمير الطاغي بالأكثر ورأى أن الله لم يشأ أن يسلم هذا القديس ليديه وخلصه من ظلمه بغير سفك دم كما كان عازمًا على ذلك في ضميره ولكن الله العادل في أحكامه لم يمهل هذا الأمير بل سلط عليه من سعى به عند الملك فقبض عليه وعاقبه وعصره وأخذ منه عوضًا عن القدر الذي أخذه من هذا الأب أضعافًا كثيرة ثم لا برح الأمير الباغي في الضرب والعقوبة حتى مات شر ميتة. (كتاب 15 تاريخ ص 294 {1} وفوه 178 {1}). |
||||
23 - 02 - 2023, 02:27 PM | رقم المشاركة : ( 36 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب تاريخ القديس البابا متاؤس الأول - الأنبا متاؤس
القديس متاؤس الأول وصيته قبل نياحته مات البابا متاؤس الأول موت القديسين الأبرار وقبل وفاته دعا تلاميذه وأولاده الروحيين وأبناءه المختارين وأعلمهم بقرب ساعة انتقاله ثم أرسلهم في تلك الساعة وأحضروا له جميع ما يحتاج إليه لتكفينه من ثياب وبرانس وهى عبارة عن ثوبين وبرنسين واسكيمين وقلنسوتين وشيرين وبلينين حتى التابوت فقد أشار عليهم بعمله ثم أوصاهم إذا أدرجوه ووضعوه في ذلك التابوت أن لا يكشفوا وجهه وقت التجنيز بالكلية كعادة البطاركة ولا يمكنوا أحدًا أن يقبل قدميه الميتة بل يتركوه ملفوفًا في أكفانه الصوف ولا يخرجوه عن سيرة الرهبان قط ويدفنونه كراهب حقير متواضع القلب وأكد عليهم أن لا يدفنوه إلا بين أولاده المضجعين داخل الخندق. ثم بعد ما أوصاهم بهذا باركهم وودعهم ثم أمرهم أن يغطوه ويتركوه وحده. وهكذا في الساعة التي غطوه فيها أسلم الروح في الهجعة الأولى من ليلة الاثنين خامس شهر طوبة سنة 1125 ش. الموافق 31 ديسمبر سنة 1408 م. وكان عمره يومئذ ما ينوف عن سبعين سنة قضى منها أربعين سنة راهبًا ناسكًا مجاهدًا وثلاثين سنة وخمس شهور وستة أيام بطريركًا. |
||||
23 - 02 - 2023, 02:29 PM | رقم المشاركة : ( 37 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب تاريخ القديس البابا متاؤس الأول - الأنبا متاؤس
القديس متاؤس الأول الاحتفال بجنازته ثم اجتمع في تجنيزه في ذلك اليوم الأساقفة والكهنة والشمامسة والأراخنة والشعب وكل طوائف النصرانية حتى طوائف اليهود وغيرهم خلق لا يعد ولا يحصى وكان في ذلك اليوم حزن وبكاء وعويل لم يحدث مثله حتى أن أعمدة وحجارة البيعة كادت تبكى على مفارقته لأنه من الذي لا يبكيه وهو مطروح أمامه في تابوته وصليبه في يده. فكان قوم يبكون على ما عدموه من حسن منظره وهيبته ووقاره وآخرون يبكون على ما فقدوه من كهنوته وآدابه واحتشامه وغيرهم يبكون على ما عدموه من محبته وصدقته وافتقاده وآخرون يبكون على ما فقدوه من طول أناته وصبره واحتماله والبعض يبكون على فقدهم من كان يخرج الشياطين ويشفى المرضى ويعول المساكين ويقيم الموتى وهكذا كان الجميع ينوحون ويبكون على فراقه لهم إلى أن كملوا تجنيزه كما يقضى به الواجب ثم بعد الصلاة حملوا تابوته بالإكرام والتبجيل والوقار حتى كان حمله في ذلك اليوم على رؤوس الشعب كمثل حمل تابوت العهد الذي كان يحمله بنو إسرائيل في ذلك الزمان لخلاصهم من يد أعدائهم كذلك كان حمل تابوت هذا البار القديس والأب الرحوم والحنون لأنه أين هذا الرجل القوى الذي كان يستطيع أن يصل ويحمل ذلك التابوت من كثرة الخلق المحيطين به والمزدحمين عليه. وكانت الأجناد والعساكر أمام التابوت تحجبه إلى أن مضوا إلى دير الخندق حيث دفنوه في الموضع الذي أختاره لدفنه فيه.. |
||||
23 - 02 - 2023, 02:31 PM | رقم المشاركة : ( 38 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب تاريخ القديس البابا متاؤس الأول - الأنبا متاؤس
القديس متاؤس الأول العجايب التي أظهرها بعد دفنه ثم بعد ما دفنوه أظهر الله للمؤمنين آيات وعجائب كثيرة كانت بعد انتقاله أكثر مما كانت في حياته ففي الليلة التي تنيح فيها هذا البابا اضطربت أجساد البطاركة القديسين الراقدين بدير القديس أبى مقار وقد حدث أن رهبان الدير سمعوا مع اضطراب الأجساد صوت البواب يدعوهم قائلا: "قوموا أخرجوا وافتحوا الباب فإن البابا متاؤس حضر وهو قائم يقرع الباب" فلما خرج الأخوة وفتحوا البابا لم يجدوا أحد فتعجبوا وصاروا لا يعلمون حقيقة الأمر إلى أن وفاهم المخبر من مصر أن هذا البابا تنيح في الليلة التي عبر عليهم فيها لأجل إخوته البطاركة القديسين تباركت الأرواح الطاهرة من بعضها ثم اضطربت تلك الأجساد في تلك الساعة لعلمها بأن المسكونة فقدت في ذلك اليوم معلمًا عظيمًا وقديسًا وديعًا فحصل خوف كبير واضطراب جسيم بينها حتى أن القنديل الذي يقاد لهم وقع على الأرض وانطفأ ولم ينكسر وهذه هي المرة الأولى التي تراءى فيها هذا البابا القديس بعد انتقاله. وأما المرة الثانية فإنه بعد أربعين يوما ترآى لثلاثة رجال غرباء مجروحين دخلوا بيت الخندق وباتوا وقاموا باكر يوم الأحد سحرًا جدًا قبل شروق الشمس فوجدوا هذا الأب قائمًا مرتديًا برنسًا أبيضًا وهو ماشى يطوف بين الأموات في الليل مثلما كان يمشى ويطوف بينهم في النهار قبل الوفاة فلما رآه أولئك الرجال ولم يعرفوه خافوا وسقطوا على وجوههم وقد أقامهم من سقطتهم تلاميذ المتنيح البابا متاؤس فعرفوهم ما أبصروا ثم علموا منهم أنه القديس متاؤس البطريرك فتعجبوا وطلبوا إليهم أن يمضوا بهم إلى محل دفنه وتباركوا منه. وأما المرة الثالثة فإنه تنبأ لتلاميذه قبل انتقاله أن البابا غبريال يكون البطريرك بعده، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وكان بعض الشعب لا يصدق حتى ترآى لهم البابا متاؤس المتنيح في اليوم الذي دعوا فيه البابا غبريال ليكرزوه قمصًا حينما كان الشعب مجتمعًا في المعلقة وإذا بواحد من الشيوخ القديسين المجتمعين في ذلك اليوم أبصر هذا البابا بالروح قائمًا على جناح المذبح وهو يضع يده مع أيدي الآباء الأساقفة على رأس البابا غبريال. فلما نظر الشيخ ذلك تعجب وقصد أن يتبارك منه قبل أن يختفي عنه فباركه وودعه قائلا: "اذكرني يا أخي فإني ماض مع البابا غبريال إلى الإسكندرية وهكذا مضى هذا القديس بالروح مع البابا غبريال ولم ينظره غير كاهن اسمه يوحنا كان أخرسًا يومئذ وكان هذا الكاهن قائمًا مع الجماعات للحضور إلى الإسكندرية فنظر أمامه فرأى القديس متاؤس يقول له: "منذ الآن يا هذا لا تكون أخرسًا بل قم من عند الله وتكلم وعرف الجماعات أنى حضرت في جماعة القديسين لأشاهد تكريس البابا غبريال بالإسكندرية" ولما تنبه الكاهن الأخرس وجد لسانه قد أنطلق وتكلم كما ذكر للجماعات ما كلمه به البابا المتنيح القديس متاؤس وتعجب الكاهن كما تعجب السامعون بالأكثر وصار كثير من الناس لا يصدقون أنه ذلك الكاهن الأخرس حتى أتوا ورأوه وسمعوا منه وكان كل من سمع يمجد الله على المواهب العالية التي أفاضها الله على هذا البابا القديس في حياته وبعد انتقاله. وقد حصلت منه عجائب كثيرة وعمل آيات ومعجزات لو شرحناها واحدة واحدة لا يسع لذكرها كتاب. بركة صلواته المقبولة فلتكن معنا جميعًا. آمين. |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|