17 - 05 - 2012, 09:36 AM | رقم المشاركة : ( 31 ) | ||||
† Admin Woman †
|
“لأن الله الذي قال أن يُشرق نور من ظلمة, هو الذي أشرق في قلوبنا, لإنارة معرفة مجد الله في وجه يسوع المسيح.” ( كورنثوس الثانية6:4) «أشرق اللّه فينا…للإنارة.» نرى هنا أننّا لسنا آخر من يتلقّى بركات اللّه بل فقط القنوات. لأن عبارة «أشرق في» تشير إلى تجديدنا. عند الخليقة أمر الرَّب النور ليشرق، بينما في الخليقة الجديدة هو نفسه أشرق في قلوبنا. لكنه لم يشُرق فينا بحيث نُخزِّن بأنانية فيض بركاته، بل عمل هذا لتكون معرفة مجد اللّه في وجه يسوع المسيح، تُعرف من خلالنا للآخرين. وبهذا السياق تكلم بولس الرسول كيف أن اللّه «يُعْلِنَ إبْنَهُ فِيَّ لِأُبَشِّرَ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ» (غلاطية16:1). يعلن اللّه إبنه فينا لكي نعلنه نحن بدورنا للآخرين. عندما فُتحت عيناي على هذا الحق قبل سنوات كتبت على غلاف كتابي المقدس: إذا كان الناس يرون شخص يسوع المسيح من خلالك فقط يا مكدونلد، فماذا يرون؟ ليس عجباً إذا قال مكفيرسون: «الكرازة شيء مهيبٌ جَليلْ وسامٍ يولّد الخشية، وعملٌ فوق طبيعي، وإنتقال شخص من خلال شخص إلى مجموعة من الأشخاص، والشخص الذي نُخبركم عنه هو الرَّب يسوع المسيح الأبدي». ووضح ذلك من خلال حادثة رواها عن الملك جورج الخامس الذي كان يخطب في الإذاعة وكانت كلماته تصل إلى أنحاء الولايات المتحدة، في أثناء ذلك قُطع سلك حيوي في محطة نيويورك فأغرق الموظفين في حالة من الذعر . ثم خطرت فكرة لعامل شاب يدعى هارولد فيفيان بما يجب عمله. أمسك بطرفي السلك المقطوع بكل شجاعة وثبات بينما مرّ التيار الذي يحمل الخطاب الملكي عبر جسده ذلك التيّار الكهربائي بقوة مائتين وخمسين فولتاً، الذي هزّ جسده هزاً شديداً من رأسه حتى أخمص قدميه مُسبّباً له آلاماً مبرحة. لكنه لم يخفف قبضته على السلك وظلّ ممسكاً به بتصميم حتى يستمع الناس للخطاب الملكي». لنكن أيها الرَّب المبارك قنوات مع كل قوة عجائبك تتدفق من خلالنا وتستخدمنا كل يوم وكل ساعة |
||||
17 - 05 - 2012, 09:37 AM | رقم المشاركة : ( 32 ) | ||||
† Admin Woman †
|
“وَجَاءَ مَلاَكٌ آخَرُ وَوَقَفَ عِنْدَ الْمَذْبَحِ، وَمَعَهُ مِبْخَرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ وَأُعْطِيَ بَخُوراً كَثِيراً لِكَيْ يُقَدِّمَهُ مَعَ صَلَوَاتِ الْقِدِّيسِينَ جَمِيعِهِمْ عَلَى مَذْبَحِ الذَّهَبِ الَّذِي أَمَامَ الْعَرْشِ..” (رؤيا3:8) نؤمن أن الملاك في هذا العدد ليس سوى الرَّب يسوع نفسه، وخدمته هنا مليئة بالتعزية والتشجيع لنا. ماذا يعمل؟ يأخذ صلوات جميع القديسين ويضيف لها البخور الثمين ويقدمها للّه الآب. نَعلَم جيداً أن صلواتنا وتسبيحاتنا غير كاملة. لا نعرف كيف ينبغي أن نُصلّي. كل ما نعمله ملطخ بالخطيئة وبدوافع خاطئة وبأنانية. «أقْدَس ساعات نقضيها بالصلاة على ركبتينا في أوقات نحكم أن تسابيحنا ترضيكَ يا فاحص كل القلوب أُسكُب غفرانك عليها». ولكن قبل أن تصل عبادتنا وتشفعاّتنا إلى اللّه الآب تمرّ عبر الرَّب يسوع، فهو يُزيل أي أثر لكل شائبة كي تصل أخيراً إلى الآب نقّية. ويحدث أمر آخر شديد العجب، فهو يُقدّم البخور مع صلوات القديسين. ويمثل البخور كمال شخصه زكي الرائحة وعمله. مما يعطي الفعالية لصلواتنا. أي تشجيع يكون لنا هذا. نحن واعون جداً كيف نصلي بلا إتقان، ونكسر قوانين اللغة وقواعدها، نُعبّر عن أنفسنا بكلمات غير مصقولة، ونقول أشياء منافية للعقيدة. لكن ينبغي ألاّ يثنينا هذا عن الصلاة. عندنا رئيس كهنة عظيم يقوم بتعديل وتطهير كل تواصلنا مع الآب. لقد أصابت ماري بولي كبد الحقيقة في قالب شعري عندما كتبت: يتصاعد بخور كثير أمام العرش الأبدي وينحني اللّه برأفة ليسمع كل أنين خافت لكل صلواتنا وتسبيحاتنا ويضيف إليها يسوع من طيب عطره ويرفع مبخرة محبته لتُشتَمَّ هذه الروائح الزكية |
||||
17 - 05 - 2012, 09:38 AM | رقم المشاركة : ( 33 ) | ||||
† Admin Woman †
|
“لَوْ قُلْتُ أُحَدِّثُ هَكَذَا لَغَدَرْتُ بِجِيلِ بَنِيكَ.” (مزمور15:73) كان كاتب المزامير يمرّ في أزمة صعبة، فقد رأى نجاح الشرير في العالم في حين أن حياته كانت كابوساً من المتاعب والمعاناة، فابتدأ يشكُّ في عدالة اللّه وفي محبة اللّه وحكمة اللّه، وبدا الأمر وكأن الرّب كافأ الشرّ وعاقب الإستقامة. لكن آساف عزَم على أمر نبيل، بعزمه على عدم مواكبة شكوكه لئلاّ يُعثِر أيٌّ من أولاد اللّه. ربما معظمنا لديهم شكوك وتساؤلات في بعض الأحيان، وخاصة عندما نكون في مرحلة قمّة تحمُّلنا، عندما يبدو وكأن كل شيء سينهار فوق رؤوسنا يسهل علينا نشكك بعناية اللّه، فماذا ينبغي أن نفعل؟ يُسمح لنا بالتأكيد المشاركة بشكوكنا مع أحدٍ مؤهّلاً روحياً لإسداء النصح لنا، لأننا كثيراً ما لا نرى النور في نهاية النفق بينما يكون جلياً للآخرين ويمكنهم قيادتنا إليه. كقاعدة عامة علينا «أن لا نشكّ أبداً في الظلام بما قد أُعلن لنا في النور»، علينا ألاّ نفسّر كلمة اللّه حسب بواسطة الظروف مهما تكن حالكة، بدل ذلك علينا أن نفسّر ظروفنا بكلمة اللّه وندرك بأن لا شيء يمكن في أي وقت أن يُحبط مقاصد اللّه أو يُبطِل وعوده. لكن قبل كل شيء ينبغي ألاّ نستعرض شكوكنا بلا جدوى في كل مكان. هنالك خطر رهيب يكمن في عثرة صغار المسيح الذين قال بخصوصهم: «وَمَنْ أَعْثَرَ أَحَدَ هؤُلاَءِ الصِّغَارِ الْمُؤْمِنِينَ بِي فَخَيْرٌ لَهُ أَنْ يُعَلَّقَ فِي عُنُقِهِ حَجَرُ الرَّحَى وَيُغْرَقَ فِي لُجَّةِ الْبَحْرِ» (متى6:18). إن يقيننا لا يُعد ولا يُحصى بينما شكوكنا قليلة إن وُجِدت، فدعونا نشارك يقين كما قال جوتيه: «أعطني منافع قناعاتك واحتفظ بشكوكك لنفسك، لأنه عندي ما يكفيني» |
||||
17 - 05 - 2012, 09:39 AM | رقم المشاركة : ( 34 ) | ||||
† Admin Woman †
|
“قد علمت أنك تستطيع كل شيء ولا يعسر عليك أمر.” (أيوب2:42) إنه لا إحباط أي من مقاصد اللّه. يمكن أن يكون للإنسان شروره لكن لِلّه طرُقه، يمكن أن يكون للإنسان الكثير الذي يريد أن يقوله، لكن الكلمة الأخيرة هي لِلّه. يُذكّرنا سليمان بأنه، «لَيْسَ حِكْمَةٌ وَلاَ فِطْنَةٌ وَلاَ مَشُورَةٌ تُجَاهَ الرَّبِّ» (أمثال30:21). ويضيف إرميا شهادته قائلاً: «لأَنَّ أَفْكَارَ الرَّبِّ تَقُومُ» (إرميا29:51). قرّر إخوة يوسف التخلُّص منه ببيعه لجماعة من المديانيين، لكن كل ما تمكنوا من عمله كان إكمال إرادة اللّه. لقد وفّرَ المديانيون نقل يوسف مجاناً إلى مصر حيث إارتقى ليصبح رئيس وزراء ومنقذ لشعبه. عندما استعاد الرجل المولود الأعمى بصره وآمن بالمخُلّص، حرَمه اليهود من المجمع، هل كان هذا نصراً لهم؟ كلاً، كان يسوع على أية حال سيقوده خارجاً لأنه هو الراعي الصالح «فَيَدْعُو خِرَافَهُ الْخَاصَّةَ بِأَسْمَاءٍ وَيُخْرِجُهَا» (يوحنا3:10). فهم بذلك وفّروا على يسوع مجهود إخراجه. لقد وصل شرّ البشر ذُروته عندما أخذوا الرَّب يسوع وسمّروه على الصليب وأماتوه، لكن بطرس ذكّرهم أن اللّه قد أنقذه بفضل «مَشُورَةِ اللّهِ الْمَحْتُومَةِ وَعِلْمِهِ السَّابِقِ» (أعمال23:2). لقد نَقضَ اللّه جُرم الإنسان الأعظم بإقامة المسيح ليكون رباً ومخلصاً. لقد رَوى دونالد بارنهاوس قصّة عن صاحب عقارٍ ثريّ كان له أشجارٌ يانعة في حقوله، لكن كان له عدو لدود قال: «سأقطع إحدى أشجاره مما قد يتسبب له بالألمً»، وفي عتمة الليل تسلّل العدوّ من فوق السياج وتوجه نحو أجمل الأشجار وبدأ العمل بمنشاره وفأسه. عند أول إشراقة للصباح رأى عن بُعد رجلين قادمين من فوق التلّة على ظهر جواديهما وتعرَّف إلى أحدهما على أنه صاحب العقار، وبسرعة أخرج الأوتاد ودفع الشجرة وتركها تسقط، لكنه إحدى الأغصان علق به وثبته في الأرض مُسبّبا له جراحاً بليغة سببّت موته. لكنه وقبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة همس قائلا، «لقد قطعت شجرتك الجميلة»، فنظر إليه صاحب العقار نظرة شفقة وقال: «هذا هو المهندس الذي أحضرته معي، لأننا خططنا لبناء بيتاً وكان من الضروري أن نقطع شجرة واحدة لنفسحَ مجالاً لبناء البيت، وكانت تلك هي الشجرة التي عملتَ طوال الليل لتقطعها» |
||||
17 - 05 - 2012, 09:41 AM | رقم المشاركة : ( 35 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ» (غلاطية20:2) عندما مات المسيح على الصليب فقد مات ليس فقط كبدل عني وحسب لكنه مات ممثلاً إياي أيضاً، وهو لم يمُت لأجلي فقط بل مات موتي. عندما مات كان هناك شعور حقيقي بأنني أموت أنا، فكل ما كنت عليه كابن آدم، كل ذاتي القديمة الشريرة غير المتجدّدة سمِّرتْ على الصليب، وفي حِساب اللّه أصبح تاريخي كإنسان في الجسد صار مُنتهياً. هذا ليس كل شيء، فعندما دُفن المُخلِّص دفنت أنا أيضاً، فأنا مُتَّحدٌ مع المسيح في دفنه، وهذه يُصوِّر بطلان «الأنا» العتيق من نظر اللّه إلى الأبد. وعندما قام الرّب يسوع من بين الأموات قُمت أنا أيضاً. لكن تتغيّر الصورة هنا، فالذي قام ليس ذاك الذي دُفن، ليس الذات العتيقة. كلاّ، إنه الإنسان الجديد الذي يحيا المسيح فيه. قُمت مع المسيح لأَسيرُ في جدَّة الحياة. إن اللّه يرى كل هذا كحدثٌ وَضعيّ، والآن يريده أن يصبح حقيقة عملية في حياتي. يريدني أن أحسُب نفسي أنني مررت في دائرة الموت والدفن والقيامة هذه، لكن كيف أعمل ذلك؟ عندما تأتيني التجربة عليّ أن أستجيب لها تماماً كما تستجيب الجُثّة الهامدة لغواية الشر. بلا تجاوب، وكأني أقول في الواقع، «لقد مُتُّ عن الخطية، وأنت لست سيّدي فيما بعد، فأنا ميّت بالنسبة لك». يجب علي يوماً بعد يوم أن أعتبر ذاتي العتيقة الفاسدة قد دُفنت في القبر مع يسوع، وهذا يعني أنني لن أكون في الباطن منشغلاً بها، ولن أبحث فيها عن أي شيء ذات قيمة أو يخيب أملي بسبب فسادها المُطلق. وأخيراً، سأحيا كل لحظة كمَن قام مع المسيح إلى جدّة الحياة بطموحات ورغبات جديدة ودوافع جديدة وحرية جديدة وقوة جديدة. يخبرنا جورج مولر كيف فهم هذه الحقيقة من التماثُل مع المسيح: في يوم من الأيام كنت قد مُتُّ، مُتُّ عن جورج مولر، عن آرائه وأفضلياته وذوقه وإرادته، متُّ عن العالم وعن إستحسانه أو نقده، عن إستحسان أو نقد إخوتي وأصدقائي، ومنذ ذلك الحين وأنا أدرس فقط لأُظهر نفسي مرضياً لدى اللّه |
||||
17 - 05 - 2012, 09:41 AM | رقم المشاركة : ( 36 ) | ||||
† Admin Woman †
|
"من ليس معي فهو علي، من لا يجمع معي فهو يفرق." (متى30:12) عندما يتعلّق الأمر بشخص المسيح وعمله فلا يمكن أن يكون هناك أي حياد، ولا توجد إمكانية للوقوف خلف الجدار، فإما أن يكون الإنسان مع المسيح أو يكون ضدّه، فكل من يقول أنه لم يُقررّ بعد فقد اتخذ قراره. عندما يتعلّق الأمر إلى الحقيقة بشأن المسيح فلا يمكن أن يكون هناك حل وسط. في المسيحية الكتابية هناك بعض المجالات التي يمكن أن يكون بها إختلاف معقول بالرأي لكن هذا ليس واحداً منها. يُذكّرنا أ. و. توزر أنه «بعض الأمور غير قابلة للتفاوض» ينبغي أن نتمسّك بثبات في ألوهية الرب يسوع المُطْلقَة، ولادته من عذراء، ناسوته الكامل، طبيعته الخالية من الخطية، موته البديلي عن الخطاة، قيامته بالجسد، صعوده إلى يمين اللّه ومجيئه الثاني. فعندما يبدأ الشخص بالتملُّص من هذه العقائد الأساسية يكون قد تُرك بنصف مُخلصّ، أي لا مُخلّص بالمرّة. وَضع أحد الشعراء هذا الأمر على المَحكّ عندما كتب: «ماذا تفتكر عن المسيح» هذا إختبار، لتُجرّب كلٌ من وضعك ومخططك، لا يمكنك أن تكون صائبا بالباقي، ما لم تكن صائب الفكر بخصوصه كما يظهر المسيح في ناظرك، هل هو محبوب أم لا وما سسيتركه اللّه لك نعمة أو غضب يكون من نصيبك. |
||||
17 - 05 - 2012, 09:42 AM | رقم المشاركة : ( 37 ) | ||||
† Admin Woman †
|
"من ليس علينا فهو معنا." (لوقا50:9) في البداية يبدو أن هذا العدد يتناقض بشكل قاطع مع عددنا السابق، لكن لا يوجد تناقُضة. هناك كان المخلّص يتحدث إلى الفريسيّين غير المؤمنين قائلاً، «إن لم تكونوا معي فأنتم عليّ»، لكن هنا المسألة تختلف، كان التلاميذ قد منعوا شخصاً من إخراج الشياطين باِسم يسوع ولم يكن عندهم عُذر لهذا سوى أنهّ لم يكم شريكاً معهم «لا تمنعوه، فمن ليس علينا فهو معنا». عندما يتعلّق الأمر بالخلاص فؤلائك الذين ليسو مع المسيح هم ضدّه، ولكن عندما يتعلق الأمر في الخدمة فكل من ليس ضدّه فهو معه. نحن لم نُدعى لمعارضة الآخرين الذين يخدمون الرَّب. إنه عالم واسع وهناك متسع كبير لنا جميعاً لنباشر عملنا من دون أن ندوس على أصابع الآخر. ينبغي أن نأخذ بعين الإعتبار كلمات المخُلّص «لا تمنعوه». في الوقت نفسه علينا أن نلاحظ أن يسوع لم يقُل يوحنا والآخرين الذهاب والإنضمام إلى هذا الرجل. يستخدم البعض أساليب غير مقبولة للآخرين، ويُشدّد البعض على جوانب مختلفة في عظاتهم، للبعض استنارة أكثر من غيرهم، والبعض يتمتع بحرية ليعمل الأشياء التي لدى الآخرين ضمير سيئ بخصوصها. لا يمكننا أن نتوقّع أن نصبَّ كل مؤمن في القالب نفسه بالضبط مثلنا. لكن يمكننا أن نفرح لكل إنتصار للإنجيل كما فعل بولس، حيث قال: «أَمَّا قَوْمٌ فَعَنْ حَسَدٍ وَخِصَامٍ يَكْرِزُونَ بِالْمَسِيحِ، وَأَمَّا قَوْمٌ فَعَنْ مَسَرَّةٍ. فَهَؤُلاَءِ عَنْ تَحَزُّبٍ يُنَادُونَ بِالْمَسِيحِ لاَ عَنْ إِخْلاَصٍ، ظَانِّينَ أَنَّهُمْ يُضِيفُونَ إِلَى وُثُقِي ضِيقاً. وَأُولَئِكَ عَنْ مَحَبَّةٍ، عَالِمِينَ أَنِّي مَوْضُوعٌ لِحِمَايَةِ الإِنْجِيلِ. فَمَاذَا؟ غَيْرَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ وَجْهٍ سَوَاءٌ كَانَ بِعِلَّةٍ أَمْ بِحَقٍّ يُنَادَى بِالْمَسِيحِ، وَبِهَذَا أَنَا أَفْرَحُ. بَلْ سَأَفْرَحُ أَيْضاً» (فيلبي15:1- 18). سُئِل سام شوميكر عن هذا المبدأ التعليمي فقال: «متى سنتعلّم أنه في الحرب العظيمة للنور ضد الظلمة في أيامنا سوف نحتاج إلى دعم حلفاء ربما لا يتمتّعون بذوقنا الشخصي، ونتعلّم أنه ينبغي على جميع المؤمنين أن يعملوا معاً ليشكلّوا قوة تخترق عواصف ضد المسيح». |
||||
17 - 05 - 2012, 09:44 AM | رقم المشاركة : ( 38 ) | ||||
† Admin Woman †
|
"إنما أقول: أُسلكوا بالروح …" (غلاطية16:5) ماذا يتضّمن بالضبط السلوك بالروح؟ في الواقع هي ليست مُعقدة وغير عملية كما يميل البعض إلى الإعتقاد. إليك مثالاً كيف تكون مسيرة يومية بالروح. أولاً: عليك أن تبدأ يومك بالصلاة، اعترف بكل خطيئة معروفه في حياتك، وهذا يجعل منكَ إناءً نقياً وصالحة للإسعمال من قِبل اللّه. يمكنك قضاءبعض الوقت في التسبيح والعبادة وهذا يجعل روحك في تناغم. قم بتسلّم السيطرة على حياتك له، وهذا يجعلك متاحاً لإستخدام الرب ليحيا حياته من خلالك، بتكرار هذا العمل التكريسي فإنك «تتوقّف عن التخطيط غير الضروري وتترك قيادة حياتك بين يديه». بعد ذلك تقضي وقتاً تتغذّى على كلمة اللّه، وهنا يمكنك الحصول على الخطوط العريضة لإرادة اللّه لحياتك. ويمكن أن تظهر أيضاً بعض المؤشرات المحددة لمشيئته لك في ظروفك الحالية. بعد انقضاء وقت التأمل هذا، قُم بأي عمل يدوي تجده يديك للقيام به، وعادة ما تكون الواجبات اليومية الروتينية العادية، في هذا المجال تجد أن لدى العديد من الناس أفكار خاطئة، فالبعض يعتقد أنّ السلوك بالروح غريب عن ملابس العمل. في الواقع فإن السلوك بالروح يتكوّن من الأمانة والنشاط في عملك اليومي. على مدار النهار إعترف واترك خطيئتك حال علمك بوجودها، سبّح الرَّب عندما تتذكر بركاته، أطِع كل دافع لعمل الخير وارفض كل تجربة لعمل الشرّ. ثم تقبَّل ما يأتيك خلال النهار على أنها إرادته لك، الإنقطاع عن العمل يصبح فرصة للخدمة، خيبات الأمل تصُبح موعده معك، والمكالمات الهاتفية والرسائل والزوّار تعتبر ضمن خطة اللّه لك. لقد اقتَبسَ هارولد ويلديش التعريف التالي في أحد كتبه: «عندما تترك كل حمل خطاياك وتعتمد على عمل المسيح الكامل، هكذا أترك كل حمل حياتك وخدمتك وتوكَّل على الروح القدس العامل فيك الآن». «تنازَل عن نفسك كلّ صباح لكي تُقاد بالروح القدس واستمر في التسبيح في راحة، تاركاً له إدارة حياتك ويومك، راعي طول النهار عادة الإعتماد عليه بفرحٍ وبطاعه، متوقعاً أن يُرشدك وأن يُنيرك ويُوبّخك ويُعلمّك ويَستخدمك وأن يعمل فيك ومعك كل ما يشاء، إعتمد على عمله فيك كواقع بصرف النظر تماماً عن الأنظار والشعور. دعنا فقط نؤمن بالروح القدس ونطيعه بوصفه قائد لحياتنا ونتوقّف عن عبئ محاولة تدبير حياتنا بأنفسنا، عندها يظهر ثمر الروح فينا، كما يشاء، لمجد اللّه». |
||||
17 - 05 - 2012, 09:45 AM | رقم المشاركة : ( 39 ) | ||||
† Admin Woman †
|
"مفرق النفس والروح." (عبرانيين12:4) عندما يتكلم الكتاب المقدس عن التركيب الثلاثي للإنسان، يكون الترتيب دائما، الروح، النفس، الجسد. عندما يستخدم الناس هذا الإصطلاحات معاً فهم يتبعون على الأغلب الترتيب التالي: جسد، نفس وروح. لقد قلبت الخطيئة ترتيب اللّه رأساً على عقب، والآن يضع الإنسان الجسد أوّلاً، ثم النفس ويضع الروح آخر الكل. كِلا شطري الإنسان غير الماديين هما الروح والنفس، قالروح تتيح له الشركة مع اللّه، بينما النفس لها علاقة بالعواطف والمشاعر، على الرغم من أنه ليس من الممكن لنا التمييز ما بين الروح والنفس بتفصيل دقيق، لكن علينا أن نتعلّم أن نميِّز بين كل ما هو روحي وما هو نفسي. فما هو الروحي؟ هل الكرازة التي ترفع المسيح، أم هي الصلاة لِلّه من خلال يسوع المسيح بقوة الروح، أم هي الخدمة المدفوعة بالمحبة للرب وبقوة الروح القدس، أم هي العبادة التي بالروح والحق. وما هو النفسي؟ أهيَ الكرازة التي تجذب إنتباه الإنسان لمقدرته في فنّ الخِطابة، الحضور القوي أو الطرافة في كلامه، أم هي صلاة ميكانيكيّة بدون إشراك حقيقي للقلب ومبنية بشكل لتترك إنطباعاً على الآخرين، أم هي خدمة نصَّبوا أنفسهم بها، تقوم بهدف الكسب المادي، أم هي تفعيل أساليب جسدية وعبادة تدور حول مواد مرئية مساعدة بدل الحقائق الروحية غير المرئية. ماذا ينبغي على كنيسة اللّه أن تعمل بما يتعلّق بالأبنية المكرّسة، بزجاج النوافذ الملّون، الملابس الكهنوتية وألقاب الشرف والشموع والبخور وجميع هذه المظاهر. ولكي نلمس صلب الموضوع، ما علاقة الكنيسة بجهود الدعاية مع شركات الدعاية الكبيرة وتجنيد الأموال لدفع الإيجار والرواتب، والتحايل الإنجيلي وبإتباع شخصيّات بدعية والمهازل الموسيقية. الإعلانات في المجلات المسيحية العادية تكفي لتظهر كيف أصبحنا نفسيّين. يميّشز الرسول بولس بين الخدمة التي من ذهب أو فضة أو حجارة كريمة والخدمة التي من خشب أو عشب أو قش (كورنثوس الأولى12:3). كل ما هو روحي سيصمد أمام نار اللّه الفاحصة وكل ما هو نفسي سيحترق بالنار. |
||||
17 - 05 - 2012, 09:46 AM | رقم المشاركة : ( 40 ) | ||||
† Admin Woman †
|
"لا في هذا الجبل ولا في أورشليم" (يوحنا21:4) إن مركز العبادة عند السامريين هو في جبل جرزيم، وبالنسبة لليهود فكانت أورشليم الموضع على الأرض حيث وضع اللّه إسمه. لكن يسوع أعلن للمرأة السامرية عن ترتيب جديد، «وَلكِنْ تَأْتِي سَاعَةٌ، وَهِيَ الآنَ، حِينَ السَّاجِدُونَ الْحَقِيقِيُّونَ يَسْجُدُونَ لِلآبِ بِالرُّوحِ وَالْحَقِّ، لأَنَّ الآبَ طَالِبٌ مِثْلَ هؤُلاَءِ السَّاجِدِينَ لَهُ» (يوحنا4:32). لا يوجد على الأرض مكان مُعينّ واحد مُخصصّ للعبادة. ففي عصر النعمة حلّ شخص مقدَّس محل الموقع المقدس، لقد أصبح الرّب يسوع المسيح الآن مركز التجمُّع شعبه، وقد تحققت كلمات يعقوب حين قال: «وَلَهُ يَكُونُ خُضُوعُ شُعُوبٍ» (تكوين10:49). نحن نجتمع إليه، فلا يجمعنا معاً بناية مكرَّسة بنوافذ ملونة وموسيقى الأورغن، ولا نجتمع حول إنسان مهما كان موهوباً أو بليغاً. إن الربّ يسوع هو قوة المغناطيس الإلهية. لا يهم المكان على الأرض، يمكن أن نجتمع في قاعة صلاة أو في بيت أو في حقل أو كهف، ففي العبادة الحقيقية ندخل بالإيمان إلى قدس الأقداس السماوي، حيث اللّه الآب هناك، والرَّب يسوع هناك، والملائكة هناك في مهرجان إحتفالي، وقدّيسو العهد القديم هناك، وقدّيسو عصر الكنيسة الذين ماتوا أيضاً هناك، ولنا الإمتياز في شركة عظيمة كهذه أن نسكب قلوبنا عبادة لِلّه بواسطة الرَّب يسوع وبقوة الروح القدس. وبينما أجسادنا لا تزال على الأرض نرتفع بالروح عالياً «عالياً عالياً فوق عالم مضطرب متحارِب في الأسفل». هل هذا يتعارض مع كلام المُخلّص «لأَنَّهُ حَيْثُمَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ بِاسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسْطِهِمْ» (متى20:18)؟ كلاّ، بل هذا صحيح أيضاً، فهو حاضر بطريقة خاصة بين شعبه المجتمع باسمه وهو يحمل صلواتنا وتسبيحاتنا ويقدّمها للآب. يا له من إمتياز ليكون الرَّب يسوع في وسطنا. |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|