21 - 05 - 2020, 08:41 PM | رقم المشاركة : ( 31 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة تفصيلية في الذبائح والتقدمات في الكتاب المقدس
خامساً: مواقع العبادة وتقديم الذبائـــــــــــحكان تقديم الذبائح يتم – دائماً – في أماكن العبادة أمام الرب بكل تقوى وخشوع، والتي كانت تتمركز على المذبح، فينبغي إقامة مذبح مخصص لتقديم الذبيحة، لأنه لا تُقدم الذبيحة بإهمال في أي مكان أو على الأرض، بل على المذبح المكرس للرب بكل وقار شديد ومهابة واحترام. عموماً نجد – عبر التاريخ – أن الآباء بنوا مذابحهم الخاصة وقدموا تقدماتهم – قديماً – قبل الكهنوت وتنظيمه حيث أنهم اعتبروا رؤساء الكهنوت قديماً وآباء بطاركة مثل: [وبنى نوح مذبحـاً للرب. وأخذ من كل البهائم الطاهرة ومن كل الطيور الطاهرة وأصعد محرقات على المذبح] [1]+ نوح [واجتاز إبرام في الأرض مكان شكيم إلى بلوطة مورة. وكان الكنعانيون حينئذ في الأرض. وظهر الرب لإبرام وقال لنسلك أعطِ هذه الأرض. فبني هناك مذبحاً للرب الذي ظهر له. ثم نقل من هنالك إلى الجبل شرقي بيت إيل ونصب خيمته. وله بيت إيل من المغرب وعاي من المشرق. فبنى هناك مذبحاً للرب ودعا باسم الرب.. فنقل إبرام خيامه وأتى وأقام عند بلوطات ممرا التي في حبرون. وبنى هناك مذبحاً للرب.. فلما أتيا إلى الموضع الذي قال له الله بنى هناك إبراهيم المذبح ورتب الحطب] [2]+ إبراهيم [فظهر له الرب في تلك الليلة وقال أنا إله إبراهيم أبيك. لا تَخف لأني معك وأباركك وأكثر من نسلك من أجل إبراهيم عبدي، فبنى هناك مذبحاً ودعا باسم الرب. ونصب هناك خيمته وحفر هناك عبيد اسحق بئراً] [3]+ إسحق [ثم أتى يعقوب سالماً إلى مدينة شكيم التي في أرض كنعان. حين جاء (عاد) من فدَّان آرام (سهل آرام). ونزل (خيَّمَ) أمام المدينة. وابتاع قطعة الحقل التي نصب فيها خيمته من يد بني حمور أبي شكيم بِمَئة قسيطة (مئة من الفضة) وأقام هناك مذبحاً ودعاه إيل، إله إسرائيل... ثم قال الله ليعقوب: قم أصعد إلى بيت إيل وأقم هناك واصنع هناك مذبحـاً لله الذي ظهر لك حين هربت من وجه عيسو أخيك.+ يعقوب فقال يعقوب لبيته ولكل من كان معهُ: اعزلوا الآلهة الغريبـة التي بينكم وتطهروا وأبدلوا ثيابكم. ولنقم ونصعد إلى بيت إيل. فأصنع هناك مذبحـاً لله الذي استجاب لي (أعانني) في يوم ضيقتي وكان معي في الطريق الذي ذهبت فيه. فأعطوا يعقوب كل الآلهة الغريبة التي في أيديهم والأقراط التي في آذانهم. فطمرها يعقوب تحت البطمة التي عند شكيم. ثم رحلوا وكان خوف الله على المدن التي حولهم. فلم يسعوا وراء بني يعقوب. فأتى يعقوب إلى لوز التي في أرض كنعان وهي بيت إيل. هو وجميع القوم الذين معه. وبنى هناك مذبحـاً ودعا المكان إيل، بيت إيل. لأنه هناك ظهر له الله حين هرب من وجـه أخيـه] [4] [فبنى موسى مذبحاً للرب ودعا اسمه يهوى رايتي] [5]؛ ونجد عموماً أن المذابح كانت تُصنع من الأرض: [مذبحاً من تراب تصنع لي وتذبح عليه محرقاتك وذبائح سلامتك غنمك وبقرك. في الأماكن التي فيها أصنع لاسمي ذكراً آتي إليك وأباركك. وأن صنعت لي مذبحاً من حجارة فلا تبنه منها منحوتة. إذا رفعت عليها أزميلك تُدنسها] [6]+ موسى بنى مذبحاً على جبل الكرمل من أثنى عشر حجراً غير مكسور تمثل الاثني عشر سبطاً:ونجد أن إيليا [ثم أخذ إيليا اثني عشر حجراً بعدد أسباط بني يعقوب الذي كان كلام الرب إليه قائلاً: إسرائيل يكون اسمك. وبنى الحجارة مذبحاً باسم الرب وعمل قناة حول المذبح تسع كيلتين من البذر، ثم رتب الحطب وقطع الثور ووضعه على الحطب] [7] + وأيضاً بنى يشوع مذابح وجدعون وداود [8] لذبائح المحرقة وكان عشرون ذراعاً مربعاً، وعشرة أذرع ارتفاعه ومكانه في القاعة الداخلية [9]، وهكذا نتعرف على مكان العبادة وشكل المذبح منذ بناءه من تراب وحجر إلى خيمة الاجتماع وختاماً في هيكل سُليمان.ونجد أيضاً مذبح سليمان ============== [1] (تكوين 8: 20) [2] (تكوين 12: 6 – 18؛ 13: 18؛ 22: 9) [3] (تكوين 26: 24 – 25) [4] (تكوين 33: 20؛ 35: 1 – 7) [5] (خروج 17: 15) [6] (خروج 20: 24 – 25) [7] (1ملوك 18: 31 – 32) [8] (أنظر يشوع 8: 30 – 31؛ قضاة 6: 24 – 31؛ 2صموئيل 24: 18 – 25) [9] (أنظر 1ملوك 8: 22، 54، 64؛ 9: 25؛ 2أخبار 4: 1) |
||||
21 - 05 - 2020, 08:41 PM | رقم المشاركة : ( 32 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة تفصيلية في الذبائح والتقدمات في الكتاب المقدس
الملامح العامة للذبائح في العهدين أولاً العهــــــــــــدالقديـــــــم أولاً: تطور طقوس الذبائح من البساطة إلى التشعب في حقبة بعيدة القدم، يُشير إليها تاريخ الكتاب المقدس، تتميز مجموعة الطقوس بالبساطة البدائية التي تناسب عادات البدو الرُحَّل، أو نصف الرُحَّل وهي تتسم بإقامة مذابح، ورفع الدعاء للاسم الإلهي ببساطة، مع تقديم حيوانات أو محاصيل الأرض: [وحدث من بعد أيام أن قايين قدَّم من أثمار الأرض قرباناً للرب..؛ وظهر الرب لإبرام وقال لنسلك أُعطي هذه الأرض فبنى هناك مذبحاً للرب الذي ظهر لهُ، ثم نقل من هُناك إلى الجبل شرقي بيت إيل ونصب خيمته وله بيت إيل من المغرب وعاي من المشرق، فبنى هناك مذبحاً للرب ودعا باسم الرب، ثم ارتحل إبرام ارتحالاً متوالياً نحو الجنوب] [1]1 – البساطة البدائية ونلاحظ أنه لا يوجد أماكن ثابتة لتقديم الذبائح، بل عادةً تُقدَّم في المكان الذي يظهر الله فيه؛ والمذبح الترابي البدائي البسيط جداً في مظهره، والخيام التي تفك وتُبسط، يشهدان بطريقتهما الخاصة على الطابع غير الثابت والمؤقت لأماكن العبادة القديمة: [مذبحاً من تراب تصنع لي وتذبح عليه محرقات وذبائح سلامتك، غنمك وبقرك في كل الأماكن التي فيها أصنع لاسمي ذكراً آتي إليك وأُباركك] [2]؛ [تحفظ عيد الفطير، تأكل فطيراً سبعة أيام كما أمرتك في وقت شهر أبيب لأنهُ فيه خرجت من مصر ولا يظهروا أمامي فارغين (ذكورك)] [3] وكذلك نلاحظ أنه لم يكن هناك خدام مخصصون لبناء المذبح أو تقديم الذبيحة أو العطايا لله، فرب الأسرة أو رئيس القبيلة، والملك، هم الذين يقدمون الذبائح. إلا منذ زمن مبكر (بالنسبة لشعب إسرائيل على وجهٍ خاص)، أخذ بعض الرجال المختارين خصيصاً ليقوموا بهذه الخدمة والوظيفة الخاصة: [وللاوي قال تُميمُك وأُريمُك لرجلك الصديق الذي جربته في مسه وخاصمته عند مريبة، الذي قال عن أبيه وأمه لم أَرَهما وبإخوته لم يعترف وأولاده لم يعرف، بل حفظوا كلامك وصانوا عهدك يُعلِّمون يعقوب أحكامك وإسرائيل ناموسك، يضعون بخوراً في أنفك على مذبحك][4] فكما أن الهيكل على عهد يوشيا سيصبح المركز الوحيد لكل نشاط خاص بالذبائح، كذلك الكهنة سيجعلون إقامة الذبائح وقفاً على أنفسهم حسب أمر الله. ================== |
||||
21 - 05 - 2020, 08:41 PM | رقم المشاركة : ( 33 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة تفصيلية في الذبائح والتقدمات في الكتاب المقدس
2 – تشعب الطقوسنلاحظ بعد ذلك أن الطقوس تشعبت بشكل كبير ومتسع جداً، وقد نجم هذا عما أتى به التاريخ من تجديدات متوالية. ونلمس – في الواقع – تطوراً في الاتجاه نحو الكثرة والتنوع والتخصص في الذبائح، وهناك أسباب كثيرة توضح هذا التطور الذي حدث بعد البساطة التي كانت تقدم بها العبادة والذبائح كما رأينا: فالانتقال من الحياة البدوية والرعوية وكثرة الترحال في خيام من مكان لآخر إلى حياة الاستقرار والزراعة، والتأثير الكنعاني وخطورة الكهنوت المتزايدة، فشعب إسرائيل نجده كثيراً ما يقتبس عناصر كثيرة من جيرانه المحيطين به والشعوب التي اختلط بها: فهو ينقيها ويُصححها ويروحنها، ليُقدِّم العبادة لله كبكر وسط الشعوب حسب تدبير الله وإرشاداته بشكل منضبط تتأصل فيه التقوى والورع وتقديم العبادة اللائقة بالإيمان. وبالرغم من التمادي في تقديم العبادة لله بشكل أصبح مبالغ فيه بسبب التأثير الحادث بباقي الشعوب، لكن وقع إسرائيل – عن عدم وعي – في خطر العبادة الباطلة والتي لا تُرضي الله إطلاقاً، والذي أخذ تحذير بشأنها لكيلا يُشابه الشعوب الذي طردها الرب من أمامه: + [هل يُسرّ الرب بألوف الكباش، بربوات أنهار زيت، هل أُعطي بكري (تقديم البكور) عن معصيتي ثمرة جسدي عن خطية نفسي] [5]ويرفض إسرائيل حسب تحذير الرب أن يُقدم ذبائح بشرية، فهو جُرم عظيم، ولا يعتبر عبادة بل هو حرم وإيقاع شرّ، لذلك فأن يفتاح يعتبر أخطأ لأنه فعل عكس الوصية: + [لا تعمل هكذا للرب إلهك لأنهم قد عملوا لآلهتهم كل رجس لدى الرب، مما يكرهه، إذ أحرقوا حتى بنيهم وبناتهم بالنار لآلهتهم [7]؛ لا يوجد فيك من يجيز ابنه أو ابنته في النار، ولا من يعرف عرافة ولا عائف (ممارس سحر بجميع أشكاله) ولا متفائل، ولا ساحر، ولا من يرقي رقيه، ولا من يسأل جاناً أو تابعة (امرأة تعمل في السحر)، ولا من يسأل يستشير الموتى (تحضير الأرواح)، لأن كل من يفعل ذلك مكروه عند الرب. وبسبب هذه الأرجاس الرب إلهك طاردهم من أمامك][8] عموماً، قد اغتنى شعب إسرائيل بالاقتباس من بعض تُراث الشعوب الأخرى في العبادات، مُمارساً بذلك وظيفته كوسيط، موجهاً من جديد نحو الإله الحق بعض ممارسات طرأ عليها تحريف المفاهيم الوثنية. فهو نقاها حسب أمر الله ووصيته، وبذلك أخذت الطقوس الأولية البسيطة في التكامل والتشعب، بالرغم من الانخراط فيها أحياناً ونسيان حق الرب من جهة صلاح القلب، مع بعض الانحرافات الخطيرة التي ظهرت ونراها في أحداث العهد القديم وخاصة التشبه بالأمم، لأن عوض ما يكون إسرائيل معلم الأمم بالحق الإلهي الظاهر في الوصية صار يتعلم من الأمم ويحيا مثلهم فلوث التراث الروحي واللاهوتي بتمسكه بعادات لا تليق بمن يعرف الله الحي المستعلن لهُ بآيات وعجائب جعلت الأمم نفسها تشهد بعمل الله وسط إسرائيل. ================== [1] (تكوين 4: 3؛ 12: 7 – 9) [2] (خروج 20: 24) [3] (خروج 23: 15) [4] (تثنية 33: 8 – 10) [5] (ميخا 6: 7) [6] (قضاة 11: 30 – 31) [7] (تثنية 12: 31) [8] (تثنية 18: 10 – 12) |
||||
21 - 05 - 2020, 08:41 PM | رقم المشاركة : ( 34 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة تفصيلية في الذبائح والتقدمات في الكتاب المقدس
ثانياً: جوانب الذبيحة المختلفة شهد الكتاب المقدس – منذ البداية – بوجود أنواع مختلفة من الذبائح. مثل المحرقة وذبيحة السلامة والذبائح التكفيرية. فالمحرقة (عُوْلَه ×¢ض¹×œض¸×”) وهي تظهر في التقاليد القديمة، وفي عهد القضاة.(1) أنواع مختلفة تظهر في التاريخ + [وبنى نوح مذبحاً للرب. وأخذ من كل البهائم الطاهرة ومن كل الطيور الطاهرة وأصعد محرقات على المذبح] [1] + [فدخل جدعون وعمل جدي معزى وإيفة (حوالي 45 لتر) دقيق فطيراً.. فقال لهُ ملاك الله خذ اللحم والفطير وضعهما على تلك الصخرة.. ففعل ذلك. فمد ملاك الرب طرفي العُكاز الذي بيده ومس اللحم والفطير فصعدت نار من الصخرة وأكلت اللحم والفطير] [2] + [فأخذ منوح جدي المعزى والتقدمة وأصعدهما على الصخرة للرب. فعمل عملاً عجيباً (ملاك الرب) ومنوح وامرأته ينظران فكان صعود اللهيب عن المذبح نحو السماء أن ملاك الرب صعد في لهيب المذبح] [3] + فكانت الذبيحة تُحرق بجملتها [(ثور، خروف، جدي، طائر) وذلك – كما رأينا في المقدمة – تعبيراً عن الهبة الكاملة التي لا رجعة فيها] وهناك نوع آخر من الذبائح كثير الانتشار عند الساميين، كان يقوم أساساً على مأدبة مقدسة، ذبيحة سلامة (ذَبحْ شيلميم – ×–ض½×‘ض¸×— ï¬ھלض¸×ض´×™×)، وأخذت معنى أعمق وسط شعب إسرائيل إذ كانت ذبيحة شركة، فيأكل المؤمن ويشرب [أمام الرب] فيفرح ويُسرّ بشركته أمام الله: + [بل أمام الرب إلهك تأكلها في المكان الذي يختاره الرب إلهك أنت وابنك وابنتك وعبدك وأَمَتك واللاوي الذي في أبوابك وتفرح أمام الرب [4]؛ وأنفق الفضة في كل ما تشتهي نفسك في البقر والغنم والخمر والمسكر وكُل ما تطلب منك نفسك وكُل هناك أمام الرب إلهك وافرح أنت وبيتك] [5] وقد خُتم عهد سيناء بذبيحة من هذا النوع: [فكتب موسى جميع أقوال الرب وبكَّر في الصباح وبنى مذبحاً في أسفل الجبل واثني عشر عموداً لأسباط إسرائيل الاثني عشر، وأرسل فتيان بني إسرائيل فأصعدوا محرقات وذبحوا ذبائح سلامة للرب] [6] ومن المؤكد أن كل مأدبة مقدسة لا تفرض – بالضرورة – وجود ذبيحة، إلا أنه في الواقع، ولائم الشركة هذه، في العهد القديم، كانت تشتمل على ذبيحة، فجزء من الذبيحة (سواء كانت حيوان صغير أم كبير)، كان يُصبح من حق الله – سيد الحياة – كدمٍ مراق والدهن (بحرقه على المذبح)، في حين كان يُستخدم اللحم كطعام للمدعوين (وهنا بالطبع تتضح روح الشركة بين الله والإنسان، والإنسان مع أخيه في محضر الرب)، ونرى ذلك مشروح في الطقس بكل دقة في لاويين 3، فيقول الطقس بالنسبة للمحرقة: يضع المقدم (مقدم الذبيحة) على رأس الحيوان ويذبحه. يرش الكاهن الدم على المذبح وحوله. تُنزع الأحشاء ويُحرق الدهن كرائحة رضا ليهوه. وأيضاً هناك طقوس تكفيرية (ذبائح كفاريه - ×›ض¼ض·ï*„ضµ×¨): [ولذلك أقسمت لبيت عالي إنه لا يُكفر عن شرّ بيت عالي بذبيحة أو بتقدمة إلى الأبد] [7] ولكننا نجد أن الذبيحة الأساسية والرئيسية منذ القديم هي (ذبيحة المحرقة): وبنى نوح مذبحاً للرب.. وأصعد محرقات.. فتنسم الرب رائحة – רضµ×™×—ض· – الرضا، وقال الرب في قلبه: لا أعود ألعن الأرض أيضاً من أجل الإنسان لأن تصورات قلب الإنسان شرير منذ حداثته، ولا أعود أيضاً أُميت كل حي كما فعلت] [8] وقد اعتبرت هذه الذبيحة: رائحة سرور، إذ أنها تُمثل الطاعة القلبية لله + [وأما أحشاؤه وأكارعهُ فيغسلها بماء ويوقد الكاهن الجميع على المذبح محرقة وقود رائحة سرور للرب [9]؛ ويوقدهن الكاهن على المذبح طعام وقود لرائحة سرور (راحة)، كل الشحم للرب [10]. ======================== |
||||
21 - 05 - 2020, 08:42 PM | رقم المشاركة : ( 35 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة تفصيلية في الذبائح والتقدمات في الكتاب المقدس
(2) نحو صورة جامعة في سفر اللاويينسفر اللاويين يعرض بأسلوب فني وصور نظامية للعطايا المقدمة لله، وهذا نجده من لاويين الإصحاح الأول إلى لاويين الإصحاح السابع: + [وكلم الرب موسى قائلاً: كلم هارون وبنية وجميع بني إسرائيل وقُل لهم: كل إنسان من بيت إسرائيل ومن الغرباء في إسرائيل قرب قربانه من جميع نذورهم وجميع نوافلهم [11] التي يقربونها للرب محرقة للرضا عنكم يكون ذكراً صحيحاً من البقر والغنم أو الماعز؛ كل ما كان فيه عيب لا تقربوه لأنه لا يكون للرضا عنكم [12]. وإذا قرب إنسان ذبيحة سلامة وفاء لنذر أو نافلة [13] من البقر أو الأغنام، تكون صحيحة للرضا [14]، كل عيب لا يكون فيها، الأعمى والمكسور والمجروح والبثير [15] والأجرب والأكلف [16]، هذه لا تقربوها للرب، ولا تجعلوا منها وقوداً على المذبح للرب. وأما الثور أو الشاه [17] الزوائدي أو القزم فنافلة (تبرعاً) (لـ) تعمله، ولكن لنذر لا يُرضى به، ومرضوض الخصية ومسحوقها ومقطوعها لا تقربوا للرب، وفي أرضكم لا تعملوها ومن يد ابن الغريب لا تُقربوها خُبز إلهكم من جميع هذه، لأن فيها فسادها. فيها عيب لا يُرضى بها عنكم [18] وكلم الرب موسى قائلاً: متى وُلِدَ بقر أو غنم أو معزى يكون سبعة أيام تحت أمه، ثم من اليوم الثامن فصاعداً يُرضى به قُرباناً وقود للرب، وأما البقرة أو الشاه فلا تذبحوها وابنها في يومٍ واحد، ومتى ذبحتم ذبيحة شكر للرب فللرضا عنكم تذبحونها، في ذلك اليوم تؤكل، لا تبقوا منها إلى الغد. أنا الرب] [19] ومن الواضح أن سفر اللاويين يختص بتنظيم العطايا المقدمة لله: الدموية (الذبائحية من الغنم والبقر.. الخ) والغير دموية (النبات والبذور والخبز.. الخ)، وجميع أنواع العطايا بلا استثناء. ونلاحظ دقة السفر في سرد العطايا وتقديمها بدقة بدون أن يطغي طقس التقديم على روح الطقس نفسه الذي تُقدَّم به العطايا لله، لأن الحركات الدقيقة في الطقس تحمل معنى مقدساً يعمل سراً في قلب الإنسان مُقدِّم العطية أو الذبيحة، مثل رفع الشكر لله القدوس، والرغبة في التكفير عن نفسه بإعلان توبته الصادقة ليقدر أن يقترب من الله ويتصالح معه ويُنشئ معه علاقة حقيقية، وذلك يظهر في تقديم المحرقة: "ويضع يده على رأس المحرقة فيُرضى عليه للتكفير عنه"[20] [وكان لما دارت أيام الوليمة أن أيوب أرسل (أبناؤه) فقدسهم، وبكر في الغد وأصعد محرقات على عددهم كلهم. لأن أيوب قال: ربما أخطأ بَنيَّ وجدفوا على الله في قلوبهم، هكذا كان أيوب يفعل كل الأيام] [21] وفي خلفية بعض الاصطلاحات، يُكشف شعور عميق بقداسة الله، مع خوف ملازم من الخطية التي تُدمر حياة الإنسان وتضعه في خصومة مع الله، وحاجة داخلية مُلَّحه للتطهير والتنقية. عموماً أن مفهوم الذبيحة في هذه المجموعة الطقسية – التي تظهر في سفر اللاويين – يتجه إلى التركيز حول فكرة التكفير، والدم في ذلك يلعب دوراً هاماً، إلا أن فاعليته تتعلَّق في النهاية بالمشيئة الإلهية، إذ تشترط توفر مشاعر التوبة الصادقة من كل القلب بإيمان حي بالله: + [التكفير عن النفس بالدم] [لأن نفس الجسد هي في الدم، فأنا أعطيتكم إياهُ على المذبح للتكفير (Cover - ×›ض¼ض·ï*„ضµ×¨) عن نفوسكم. لأن الدم يُكفَّر عن النفس] [22] + [المشيئة الإلهية] [أنا، أنا، هوَّ الماحي ذنوبك لأجل نفسي وخطاياك لا أذكُرها] [23] * والتعويض عن النجاسات الطقسية والأخطاء غير المقصودة كان يدفع المؤمنين عملياً نحو تطهير قلوبهم، كما أن الشرائع الخاصة بالطاهر والنجس (كتمثيل لحقيقة داخلية) كانت توحي للنفوس بالابتعاد عن الشرّ وكل ما يُمثل لهم شكل تدنيس القلب والنفس. ووليمة الشيلميم (السلامة) تُتَرجَّمْ وتُحَقَق في الفرح والابتهاج الروحي، وحدة الشركة بين المدعوين لهذه الوليمة، بعضهم مع بعض ومع الله أولاً، لأن الجميع يشتركون بالفرح والشكر في الذبيحة عينها (كما سبق ورأينا في ذبيحة السلامة: ذَبحْ شيلميم – ×–ض½×‘ض¸×— ï¬ھלض¸×ض´×™×). =================================== [1](تكوين 8: 20) [2](قضاة 6: 19و20و21) [3](قضاة 13: 19 – 20) [4](تثنية 12: 18) [5](تثنية 14: 26) [6](أنظر خروج 24: 4 – 8) [7](1صموئيل 3: 14) [8](تكوين 8: 20 – 21) [9](لاويين 1: 9) [10](لاويين 3: 16) [11](تبرعاتهم: أي تقدمة غير مفروضة على الإنسان هو يُقدمها من نفسه بنفسه كتبرع اختياري) [12](لا يرضى به منكم ولا يصلح تقدمة للرضا) [13](تبرع) [14](ليرضى به الرب) [15](ليس به بثور أو خُرَّاج) [16](من له بقع مختلفة في جسمه – مرض جلدي أو بقع لونية مختلفة عن طبيعة جلدة الطبيعي) [17](غنم أو ماعز) [18](لا يُرضى به منكم) [19](لاويين 22: 17 – 30) [20](لاويين 1: 4) [21](أيوب 1: 5) [22](لاويين 17: 11) [23](إشعياء 43: 25) |
||||
21 - 05 - 2020, 08:42 PM | رقم المشاركة : ( 36 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة تفصيلية في الذبائح والتقدمات في الكتاب المقدس
الله في الكتاب المقدس لا يستفيد – بل وعلى الإطلاق – من ذبائح الإنسان المقدمة إليه، ولا يأخذ منها شيئاً ليحتفظ به لنفسه، فالله غير مدين للإنسان بشيء، بل الإنسان هو المدين لله بكل شيء، والإنسان هو الذي يحتاج لله بشدة، لأنه هو حياته ومصدر وجوده الحقيقي، فالله في ذاته في حالة كمال مُطلق وليس في حاجة لشيء ولا حتى لعبادة الإنسان ولا لجميع عطاياه. والطقس – في العهد القديم بكل اتساعه وشموله – يظهر بعض المشاعر الباطنية ويجعلها مرئية بالممارسة اليومية: كالسجود والطاعة (محرقة) والاهتمام بالوحدة الحميمة مع الله (شيلميم = سلامة)، والاعتراف بالخطايا والتماس الغفران (طقوس تكفيرية). وتدخل الذبيحة في الاحتفالات بالعهد مع المعبود الإلهي العظيم والمتعجب منه بالمجد: [وبنى نوح مذبحاً للرب. وأخذ من كل البهائم الطاهرة ومن كل الطيور الطاهرة وأصعد محرقات على المذبح فتنسم الرب رائحة الرضا، وقال الرب (عهد) في قلبه لا أعود ألعن الأرض أيضاً من أجل الإنسان، لأن تصور قلب الإنسان شرير منذ حداثته، ولا أعود أيضاً أُميت كل حي كما فعلت، (وذلك) مدة كل أيام الأرض زرع وحصاد وبرد وحر وصيف، وشتاء ونهار وليل لا تَزَال] [1] وخاصة في سيناء: [وأرسل فتيان بني إسرائيل فاصعدوا محرقات وذبحوا ذبائح سلامة للرب من الثيران فأخذ موسى نصف الدم ووضعه في الطسوس ونصف الدم رشه على المذبح وأخذ كتاب العهد وقرأ في مسامع الشعب، فقالوا كل ما تكلم به الرب نفعل ونسمع لهُ، وأخذ موسى الدم ورش على الشعب وقال هوذا دم العهد الذي قطعه الرب معكم على جميع هذه الأقوال] [2] عموما مفهوم الذبيحة عند الإسرائيليين الأتقياء،هو أنها تُقدس الحياة القومية والأُسرية والفردية، وتُعمَل خصوصاً بمناسبة مزارات الحج والأعياد: [وكان هذا الرجل (أَلفانه) يصعد من مدينته من سنة إلى سنة ليسجد ويذبح لرب الجنود في شيلوه] [3]؛ [وإذا افتقدني أبوك فقل قد طلب داود مني طلبة أن يركض إلى بيت لحم مدينته لأن هناك ذبيحة سنوية لكل العشيرة] [4]؛ [وأمر الملك آحاذ أوريا الكاهن قائلاً: على المذبح العظيم أوقد محرقة الصباح وتقدمة المساء ومحرقة الملك وتقدمته مع محرقة كل شعب الأرض وتقدمتهم وسكائبهم ورش عليه كل دم محرقة وكل دم ذبيحة ومذبح النُحاس يكون لي للسؤال] [5] وعموما فأن الحوار والخبر بعمل الله، والاعتراف بالإيمان، والاعتراف بالخطايا، وتلاوة المزامير، تَبرز أحياناً وبشكل متسع المعنى الروحي ضمن الحركة المادية في تقديم الذبائح: |
||||
21 - 05 - 2020, 08:42 PM | رقم المشاركة : ( 37 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة تفصيلية في الذبائح والتقدمات في الكتاب المقدس
+ الحوار والخبر بعمل الله· للأهمية أنظر (خروج 24: 3 – 8) · ويكون حين يقول لكم (يسألكم) أولادكم: ما هذه الخدمة لكم [6]؛ · وتُخبِّر ابنك في ذلك اليوم قائلاً: من أجل ما صنــع إليَّ الرب حين أخرجني من مصر [7] + الاعتراف بالإيمان· ثم تصرح وتقول أمام الرب إلهك. آرامياً كان أبي فانحدر إلى مصر وتغرَّب هُناك في نفر قليل فصار هناك أمه كبيرة وعظيمة وكثيرة، فأساء إلينا المصريون وثقلوا علينا وجعلوا علينا عبودية قاسية، فلما صرخنا إلى الرب إله آباءنا سمع الرب صوتنا ورأى مشقتنا وتعبنا وضيقتنا فأخرجنا الرب من مصر بيدٍ شديدة وذراع رفيعة ومخاوف عظيمة وآيات وعجائب وأدخلنا هذا المكان وأعطانا هذه الأرض أرضاً تفيض لبناً وعسلاً. فلآن هأنذا قد أتيت بأول ثمر الأرض التي أعطيتني يا رب ثم تضعه أمام الرب إلهك وتسجد أمام الرب إلهك وتفرح بجميع الخير الذي أعطاه الرب إلهك لك ولبيتك أنت واللاوي والغريب الذي في وسطك [8] + والاعتراف بالخطايا· فاجتمعوا إلى المصفاة واستقوا ماء وسكبوه أمام الرب وصاموا في ذلك اليوم، وقالوا هُناك: قد أخطأنا إلى الرب [9] فإن كان يُذنب في شيء من هذه يُقرّ بما قد أخطأ به ويأتي إلى الرب بذبيحة لإثمه عن خطيته التي أخطأ بها [10] + وتلاوة المزامير· يا خائفي الرب سبحوه. مجدوه يا معشر ذُرية يعقوب. واخشوه يا زرع إسرائيل جميعاً، لأنهُ لم يحتقر ولم يُرذل مسكنة المسكين، ولم يحجب وجهه عنه، بل عند صراخه إليه استمع من قِبَلك. تسبيحي في الجماعة العظيمة أوفي نذوري قُدام خائفيه، يأكل الودعاء ويشبعون، يُسبح الرب طالبوه، تحيا قلوبكم إلى الأبد، تذكر وترجع إلى الرب كل أقاصي الأرض، وتسجد قدامك كل قبائل الأمم، لأن للرب الملك وهو متسلط على الأمم [11] والآن يرتفع رأسي على أعدائي حولي، فاذبــح في خيمتــه ذبائــح الهُتــاف. أُغني وأُرنم للرب [12] أذبح لك منتدباً [13]. أحمد أسمك يا رب لأنه صالح [14] وطبقاً لتكوين 22، ولعله بمثابة الميثاق بالنسبة لذبائح الهيكل، يرفض الله الضحايا البشرية ويتقبل الذبائح الحيوانية فقط. إلا أنه لا يُسرّ بهذه العطايا، إلا إذا قدمها الإنسان بقلب أهل للتضحية والبذل بإيمان حي صادق بمحبة قلب، بإعطاء أغلى ما عنده، على مثال أب الآباء إبراهيم حينما رضى أن يُقدم أغلى ما عنده (بلا تردد أو صراع مع نفسه) وهو ابنه الوحيد ولم يحجبه أو يعزه عن الله. ============================ [1] (تكوين 8: 20 – 22) [2] (خروج 24: 5 – 8) [3] (1صموئيل 1: 3) [4] (1 صموئيل 20: 6) [5] (2ملوك 16: 15) [6] (خروج 12: 26) [7] (خروج 13: 8) [8] (تثنية 26: 5 – 11) [9] (1صموئيل 7: 6) [10] (لاويين 5: 5 – 6) [11] (مزمور 22: 23 – 27) [12] (مزمور 27: 6) [13] (الذي دُعيَّ للقيام بعمل ما ولبى طوعاً واختياراً) [14] (مزمور 54: 6) |
||||
21 - 05 - 2020, 08:43 PM | رقم المشاركة : ( 38 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة تفصيلية في الذبائح والتقدمات في الكتاب المقدس
(2) الديانة الباطنيةحينما أندمج الشعب في حرفية الطقوس، وعلى الأخص الكهنة، إذ تعلَّقوا بالرتبة الطقسية وافتخروا بوضعهم وسط الشعب كنوع من أنواع التمايُز، مع إهمال العلامة المتعلَّقة بها. ومن هنا أتت تحذيرات الأنبياء الذين أعلنوا صوت الله وتوبيخه بسبب ذلك الانحراف[1]!!! وقد نُخطئ أحياناً في تبين نية الأنبياء حينما يوبخون على العبادة الشكلية ونظن أنهم يلغون الطقس، ولكن في الحقيقة والواقع الاختباري الحي، فإنهم لا يشجبون الذبيحة في ذاتها لأنها موضوعه بأمر إلهي في الأساس، ولكن ينددون بالانحرافات الطارئة عليها، وعلى وجه الخصوص الممارسات الكنعانية الدخيلة التي لا تُرضي الله أبداً، لأن حتى على مستوانا الشخصي أحياناً نبالغ في شكل العبادة الخارجية التي تكون عادةً بلا روح أو قلب مستقيم، بل وأحياناً كثيرة نضع فكرنا الشخصي ونُضيف عليها ما هو جديد بحسب الشكل والمظهر الذي يُرضينا نحن وليس ما يُرضي الله الحي، وهذا ما أعلنه هوشع في كلماته التي توبخنا نحن بالدرجة الأولى، وتوبخنا جداً وتظهر عورة القلب الداخلية: [شعب يسأل خشبة، وعصاه تخبره لأن روح الزنى قد أضلَّهم، فزنوا من تحت إلههم، يذبحون على رؤوس الجبال ويبخرون على التلال تحت البلوط واللُبْنى والبطم [2] لأن ظلها حسن، لذلك تزني بناتكم وتفسق كناتكم] [3] فكثرة الطقوس وتشعبها ليست في حد ذاتها تُمجد لله، بل إن هذا التعدد لم يوجد في السابق: + [هل قدمتم لي ذبائح وتقدمات في البرية أربعين سنة يا بيت إسرائيل] [4] + [لم تحضر لي شاة محرقتك، وبذبائحك لم تُكرمني (تُمجدني). لم أستخدمك (ألزمتك) بتقدمه، ولا أتعبتك بلبان (لبان البخور). لم تشترِ لي بفضة قصباً، وبشحم ذبائحك لم تروني (أرويتني)، لكن استخدمتني (ألزمتني) بخطاياك وأتعبتني بآثامك] [5] + [لأني لم أكلم آبائكم ولا أوصيتهم يوم أخرجتهم من أرض مصر من جهة محرقة وذبيحة، بل إنما أوصيتهم (أمرتهم) بهذا الأمر قائلاً: اسمعوا صوتي فأكون لكم إلهاً وأنتم تكونون لي شعباً، وسيروا في كل الطريق الذي أوصيكم به ليحسُن إليكم (يطيب إليكم)، فلم يسمعوا ولم يميلوا أُذنهم، بل ساروا في مشورات وعناد قلبهم الشرير وأعطوا القفا لا الوجه (أداروا لي ظهورهم لا الوجه)] [6] فالطقس وعلى الأخص تقدمة الذبيحة، إذا تجردت من استعدادات القلب من توبة وإيمان حي وطاعة صوت الله، تنقلب عملاً باطلاً ورياء فج، إذ تتحول للشكل والصورة، فضلاً على أنها تُغضب الله إذا صاحبها مشاعر كلها شرّ، وأفكار ملوثة بالخطية وسلوك منافي لوصية الله!!! + [هلم إلى بيت إيل (اذهبوا إلى بيت إيل) وأذنبوا إلى الجلجال وأكثروا الذنوب (تعالوا إلى بيت إيل وارتكبوا المعاصي، وفي الجلجال أكثروا من ارتكابها) واحضروا كل صباح ذبائحكم وكل ثلاثة أيام عشوركم وأوقدوا من الخمير تقدمة شكر ونادوا بنوافل (تبرعات) وسَمِعوُا (نادوا بتقدمات وأذيعوها)] [7] + [لماذا لي (ما فائدتي – ماذا استفيد من) كثرة ذبائحكم يقول الرب. أتخمت (شبعت) من محرقات كباش وشحم مسمنات، وبدم عجول وخرفان وتيوس، ما أُسرّ (لا يُرضيني) حينما تأتون لتظهروا أمامي (تعبدوني)، من طلب هذا من أيديكم أن تدوسوا دُوري (دياري – بيتي). لا تعودوا تأتون (إليَّ) بتقدمة باطلة، البخور (الرجس – الغريب عن التقوى) هو مكرهة لي، رأس الشهر والسبت ونداء المحفل (الأعياد الإلهية)، لست أطيق الإثم والاعتكاف (التفرغ للعابدة مع عدم التوبة عن الإثم)، رؤوس شهوركم وأعيادكم بغضتها نفسي وصارت عليَّ ثقلاً مللت حملها، فحين تبسطون أيديكم أستر عيني عنكم، وإن أكثرتم الصلاة لا أسمع، أيديكم ملآنة دماً، اغتسلوا تنقوا (تزكوا)، اعزلوا (أزيلوا وأقطعوا) شرّ أفعالكم من أمام عيني، كفوا عن فعل الشرّ] [8] |
||||
21 - 05 - 2020, 08:43 PM | رقم المشاركة : ( 39 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة تفصيلية في الذبائح والتقدمات في الكتاب المقدس
ويُركز الأنبياء بشدة، بحسب بلاغتهم في اللغة، على أولوية النفس في علاقة طاعة تنعكس على سلوكها اليومي، فتستقيم الحياة وتنشأ علاقة حية سوية مع الله: + [وليجر الحق كالمياه والبرّ كنهرٍ دائم [9]؛إني أُريد رحمة لا ذبيحة، ومعرفة الله أكثر من محرقات [10]؛ قد أُخبرك أيها الإنسان ما هو الصالح، وماذا يطلبه منك الرب؛ إلا (ليس غير) أن تصنع الحق وتحب الرحمة وتسلك متواضعاً مع إلهك] [11] ولنا أن نعرف أن الأنبياء لا يضيفون شيئاً جديداً أو يشرحوا أصول العبادة بطريقة جديدة، لأن تعليمهم ليس إلا امتداد لنفس التعليم الذي خُطْ في عهد سيناء بصوت الرب نفسه عن طريق موسى النبي: + [فالآن إن سمعتم لصوتي وحفظتم عهدي تكونون ليس خاصة من بين جميع الشعوب. فأن لي كل الأرض [12]؛ وأخذ كتاب العهد وقرأ في مسامع الشعب: فقالوا كل ما تكلم به الرب نفعل ونسمع له، وأخذ موسى الدم ورش على الشعب وقال هوذا دم العهد الذي قطعه الرب معكم على جميع هذه الأقوال] [13] وهذا التعليم تقليد ثابت لا يتغير ومحفوظ لكل زمان بالطبع ونافع لنا أيضاً: + [فقال صموئيل: هل مسرة الرب بالمحرقات والذبائح كما باستماع صوت الرب، هوذا الاستماع أفضل من الذبيحة، والإصغاء أفضل من شحم الكباش] [14] + [وقد علمت يا إلهي أنك أنت تمتحن القلوب وتُسرّ بالاستقامة. أنا باستقامة قلبي انتدبت (تبرعت) بكل هذه، والآن شعبك الموجود هنا رأيته بفرح ينتدب (يتبرع) لك] [15] + [ذبيحة الأشرار مكرهة الرب وصلاة المستقيمين مرضاته] [16] + [فعل العدل والحق أفضل عند الرب من الذبيحة.. ذبيحة الشرير مكرهة فكم بالحري حين يقدمها بغش] [17] + [بذبيحة وتقدمة لم تُسرّ – أُذني فتحت – محرقة وذبيحة خطية لم تطلبحينئذٍ قلت هنذا جئت (ها أنا آتٍ) بدرج الكتاب مكتوب عني أن أفعل مشيئتك يا إلهي سُررت (في هذه مسرتي). وشريعتك في وسط أحشائي (في صميم قلبي شريعتك) بشرت ببرّ في جماعة عظيمة. هوذا شفتاي لم أمنعهما أنت يا رب عَلِمْتَ] [18]؛ [وللشرير قال الله: ما لك تُحدث (وتروي) بفرائضي وتحمل عهدي على فمك وأنت قد أبغضت التأديب وألقيت كلامي خلفك (ورائك – أهملت أن تعيش به)، إذا رأيت سارقاً وافقته، ومع الزناة نصيبك (إذا رأيت سارقاً صاحبته، ولا تُعاشر إلا الزُناة)، أطلقت فمك بالشرّ ولسانك يخترع غشاً (يختلق مكراً)، تجلس وتتكلم على أخيك (بكلام غير صالح)، لابن أمك تضع معثرة (تفتري على ابن أُمك وتضع أمامه ما يعثره ليسقط)، هذه صنعت وسكت (فعلت هذا وأنا ساكت عنك أتمهل عليك)، ظننت إني مثلك، أوبخك (لكني الآن أُوبخك)، وأصف (أُعدد – أضعها في صف) خطاياك أمام عينيك، أفهموا هذا يا أيها الناسين الله لئلا يفترسكم (أمزقكم – القصد العقاب) ولا منقذ، ذابح الحمد يُمجدني والمقوِّم طريقه أريه خلاص الله (الحمد هو الذبيحة التي تُمجدني، ومن قَوَّم طريقه أريه خلاصي)] [19] + [أُسبح اسم الله بتسبيح وأُعظمه بحمد فيُستطاب عند الرب أكثر من ثور بقر ذي قرون وأظلاف، يرى ذلك الودعاء فيفرحون وتحيا قلوبكم يا طالبي الله] [20] + [الذابح من كسب الظلم يُستهزأ بتقدمته (الذبيحة بمال الحرام مهزلة)، واستهزاءات الأثماء ليست بمرضية (كل ما يقدمه الظالمون غير مقبول)، الرب وحده للذين ينتظرونه في طريق الحق والعدل، ليست مرضاة العلي بتقادم المنافقين ولا بكثرة ذبائحكم يغفر خطاياهم (العلي لا يرضى بقرابين الأشرار، ولا بكثرة ذبائحهم يغفر خطاياهم)، من قدم ذبيحة من مال المساكين فهو كمن يذبح الابن أمام أبيه.. واحد صلى والآخر لعن فأيهما (فلمن منهما يستمع) يستجيب الرب لصلاته، من اغتسل من لمس ميت ثم لمسه فماذا نفعه غسله، كذلك الإنسان الذي يصوم عن خطاياه ثم يعود يفعلها من يستجيب لصلاته وماذا نفعه (ينفعه) اتضاعه] [21] |
||||
21 - 05 - 2020, 08:43 PM | رقم المشاركة : ( 40 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة تفصيلية في الذبائح والتقدمات في الكتاب المقدس
وفي الواقع أن تقديم الذبيحة الباطنية أي من دخل القلب قبل الخارج، ليست بديلاً عن تقدمة العبادة الخارجية، فلا تلغيها أو تشجبها أو تنسخها، بل هي تعتبر الأساس أو الجوهر: لأنك لا تُسر بذبيحة وألا فكنت أُقدمها. بمحرقة لا تَرضَى. ذبائح الله هي روح منكسرة، القلب المنكسر والمنسحق يا الله لا تحتقره. أحسن برضاك إلى صهيون، ابن أسوار أورشليم، حينئذٍ تُسرّ بذبائح البرّ محرقة وتقدمة تامة حينئذٍ يصعدون على مذابحك عجولاً] [22] وهذه الذبيحة الباطنية هي جوهر وأساس الطقس الحقيقي: + [من حفظ الشريعة فقد قدَّم ذبائح كثيرة، من رعى الوصايا فقد ذبح ذبيحة الخلاص (ذبيحة السلامة)، ومن أقلع عن الإثم فقد ذبح ذبيحة الخطية وكفر ذنوبه، من قدم السميذ فقد وفى بالشكر، ومن تصدق فقد ذبح ذبيحة الحمد، مرضاة الرب الإقلاع عن الشرّ، وتكفير الذنوب الرجوع عن الإثم، لا تحضر أمام الرب فارغاً فأن هذه كلها تُجري طاعة للوصية (تأمر بها الشريعة)، تقدمة الصديق تُدَسمُ المذبح (دسم على المذبح) ورائحتها طيبة أمام العلي، ذبيحة الرجل الصديق مرضية (مقبولة) وذكرها لا يُنسى، مجد الرب عن قُرَّة عين (أكرم الرب بعين سخية) ولا تُنقص من بواكير يديك (لا تبخل عليه من بواكير غلالك)، كن بشوش الوجه في كل عطية، وكرس للرب عُشر غلالك بفرح... إياك والذبيحة التي بها عيب (لابد من أن تكون اي عطية لله أفضل ما عندك)، الرب ديان، وهو لا يعرف المُحاباة.. من يتعبد للرب بكل قلبه يَتَقَبلهُ الرب، وصلاته تبلغ اليوم، صلاة المتواضع تخترق الغيوم، ولا يتعزى إلى أن يبلغ غايته، ولا يستريح حتى يراه العلي.. (الرب) يُجازي الناس بحسب أعمالهم، ونياتهم] [23] وهذا التيار الروحي الأصيل يشجب التقوى السطحية القائمة على المصلحة التي تقوم على كبرياء القلب وطلب مديح الناس، أو مخالفة الوصية التي هي حياة النفس، وقد أثار في النهاية هذا المنهج الروحي الأصيل، جدلاً حول الطقوس ذاتها – من جهة النسك بحرفيتها وشكلها بدون جوهرها – التي أدت لمقاومة الأنبياء ورفض صوت الله على أفواههم، لأن الكثيرين فضَّلوا الشكل عن الجوهر لأجل كبرياء القلب ومديح الناس، وكان الأنبياء في هذا كله بمثابة الممهدين للعهد الجديد بشأن جوهر الذبيحة وفعلها الحقيقي وليس في مجرد طقس مُقدَّم في عبادة شكلية، ويلزمنا هُنا أن ندرك أن الطقس وترتيبه ونظامه مهم جداً ولم يلغه الله بالرغم من كل كلمات الأنبياء الشديدة التحذير والتوبيخ، إنما كان يُشير إلى الانحرافات التي حدثت كما رأينا من عدم استقامة النفس وتقديم توبة حقيقية من القلب والالتزام بكل حرفية العبادة من جهة الشكل والمظهر فقط، لكن أن قُدِّم الطقس حسب أمر الله بكل طاعة وقلب مستقيم، فأنها كفيلة ان ترفع الإنسان لأعلى مستوى سماوي فائق يُفرِّح القلب ويُعطي قوة شركة حقيقية مع الله الحي. ============================ [1] الذي لا زال البعض يُعاني منه اليوم في الكنيسة [2] (شجرة برية صغيره الورق صمغها قوي الرائحة) [3] (هوشع 4: 12 – 13) [4] (عاموس 5: 25) [5] (أشعياء 43: 23 – 24) [6] (إرميا 7: 22 – 24) [7] (عاموس 4: 4و5) [8] (إشعياء 1: 11 – 16) [9] (عاموس 5: 24) [10] (هوشع 6: 6) [11] (ميخا 6: 8) [12] (خروج 19: 5) [13] (خروج 24: 7 – 8) [14] (1صموئيل 15: 22) [15] (1أيام 29: 17) [16] (أمثال 15: 8) [17] (أمثال 21: 3 و27) [18] (مزمور 40: 7 – 9) [19] (مزمور 50: 16 – 23) [20] (مزمور 69: 30 – 32) [21] (سيراخ 34: 21 – 31) [22] (مزمور51: 16 – 19) [23] (مقتطفات من سفر سيراخ إصحاح 35 حسب الترجمة السبعينية) |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
وجه الحديث لهرون وبنيه عن بعض الذبائح والتقدمات |
شرائع الذبائح والتقدمات |
الذبائح الدموية والتقدمات الطعامية |
علماء الكتاب المقدس فيقولون إن تقديم الذبائح أمر وضعه الله |
أن دراسة الكتاب المقدس |