اسئلة مهمة جدا يسألها طفلك عن الموت
وهناك أسئلة عن الموت لا يمكن تجنبها خاصة إذا كان أحد الأقارب قد توفى ، كما حدث مع طفلة في السادسة عندما ماتت خالتها ، وظلت تسأل والدتها أسئلة لا نهاية لها مثل" هل خالتي سوف يكون لها عينان في السماء" لقد سببت أسئلتها ألماً لأمها... رغم أن الخالة عانت من المرض طويلاً، لكن موتها كان صدمة ، ولقد انزعجت الطفلة من رد فعل الأم الذي اتسم بالحزن ، ولكي يزداد الوضع سوءاً، فإن أسئلة الطفل دائماً تبدأ وقت النوم حين يكون الإثنان مرهقين وفي نفس الوقت كانت الأم نفسها متوترة، فقد بلغ زوجها نفس السن الذي توفي فيه والدها، وكانت هي نفسها تعاني من الخوف عليه، كل هذه الظروف جعلتها غير قادرة على التعايش مع تلك الأسئلة المزعجة، وأخيراً قررت أن تطلب المشورة، ذهبت الأم لمقابلة خبير في تقديم المشورة لمن يواجهون مآسي ويعانون فقدان عزيز لديهم ، قال لها الرجل إن الطفلة نفسها خائفة على نفسها وعلى والدتها من أن تذهب والدتها كما ذهبت خالتها، ونصح الأم بتجنب مناقشة تلك الأمور في المساء، وعليها أن تختار وقتاً مناسباً تشعر فيه أنها قادرة على الحديث مع الطفلة وطمأنتها، وهكذا فعلت الأم، وبذلك توقفت الأسئلة وزال الخوف ، لقد شرحت الأم أنه من الطبيعي أن نعيش مدة محددة ، وهذه هي رغبة الله وخطته لنا، نحن نولد وننمو من الطفولة إلى أن نشيخ وتضعف أجسادنا ويأتي وقت الموت، قالت الطفلة هل ستموتين يا ماما؟
وهذا السؤال يحتاج إلى إجابة تطمئن الطفلة وتطرد مخاوفها التي ظهرت من فكرة موت الأم وتركها وحدها، قال الوالد لابنته التي كانت تنتحب بسبب انزعاجها من فكرة موت والدها :"عندما نقرر السفر معاً ، متى أعطيك تذكرة القطار؟ قالت البنت :" قبل أن نستقل القطار" ، قال الوالد :" تماماً ، وهكذا يعرف أبونا السماوي متى نحتاج لأشياء معينة، لا تستعجلي الأمور، فعندما يأتي الوقت ويموت أحدنا فإن الآخر سوف يجد داخل قلبه القوة التي يحتاجها في الوقت المناسب".
غالباً يمتلىء عقل الأطفال بأسئلة من الصعوبة أن يضعوها في كلمات ، وهم يحتاجون أن يشعروا أنهم قادرون على مناقشة مشاعرهم بحرية، قد ينزعج الطفل لأنه لا يشعر بحزن بسبب موت أحد الأقرباء، خاصة إذا كان لا يعرفه جيداً، وهو يحتاج أن يقر أنه لا يحب أن يشعر بالذنب من أجل ذلك، وهذا ما عبّر عنه أحد الأطفال قائلاً :" كل ما أستطيع أن أتذكره بخصوص أول تجربة لي لموت أحد أفراد أسرتي هو الإحساس بأن هناك شيئاً ما قد غاب ، وكان من المفروض أن أبكي عليه ".
إن الأطفال لا يفكرون مثلما نفكر نحن ، فعندما رأت الطفلة مشاهد القبور سألت عن السبب الذي وضعت من أجله ، وقيل لها إنها علامات تحدد المكان الذي دُفن فيه الناس ، فقالت ألا تؤلم هذه المشاهد أجساد الناس الذين تحتها؟
وهذا يشبه ما حدث مع طفل في الرابعة كان يحفر في الحديقة بعد مرور أسبوع على جنازة أخيه الأكبر وسمعه والداه وهو ينظر إلى داخل الحفرة ويصيح :" هل تسمعني يا أخي؟ ماذا تفعل الآن؟" ، إن موت أحد الوالدين يفجر كل أنواع الأسئلة التي بداخل عقل الطفل، فالطفل الذي فقد أحد والديه يشعر بالانزعاج لإحساسه بأنه قد يفقد الآخر فعندما يسأل الطفل والدته: " أنت لست عجوزة يا ماما أليس كذلك؟" فإن سؤاله يحتاج إلى إجابة تطمئنه.
توضح الأسئلة التالية(من أطفال بين الرابعة والثامنة)أنواعاً أخرى من المخاوف التي تحتاج إلى تهدئة ومعالجة حساسة.
س- ما الذي سوف يحدث لأجساد بابا وماما؟
ج- إذا دُفنت الأجساد, فإنها سوف تصير جزءاً من التربة بعد وقت طويل, وإذا أحرقت فإن اللحم والعظم سوف يحرقا, وسوف يتبقى بعض الرماد. لكن ما يحدث للأجساد لا يمكن أن يؤذي الشخص الذي مات. فالجسم ليس إلا وعاءً وأما الشخص الحقيقي لن يوجد بداخلها بعد الآن.
س- أين جدي يا ماما؟
- هل ه مع الله؟
- هل هو سعيد؟
-هل يرانا؟
- هل يفتقد وجودنا؟
ج- لقد مات جدك, ولأنه كان يحب الله , الآن مع الله في السماء. هو سعيد جداً... وهو بخير, هو ليس مريضاً ولا متألماً. هو لا يعيش حسب النظام الأرضي الذي نعيش فيه نحن. لذلك هو ليس عنده وقت لكي يشعر بأنه يفتقدنا، نحن سوف نراه مرى أخرى عندما نذهب للسماء.
س- كيف يكون الله طيباً مع أنه لم يعيد إلينا بابا؟
ج- الله طيب وهو لا يريدنا غير سعداء. وهو يحبنا حباً من نوع خاص جداً الآن , لأنه يعرف أننا فقدنا بابا. ولكننا لم نكن نرغب في أن يظل بابا مريضاً, فمن الأفضل له أن يكون مع الله.
س- وماذا عن الطيارة التي كنت أصنعها مع بابا؟ لقد كنت أظن أني سوف أعمل كل لعبي مع بابا؟
ج- جميعنا نفتقد مساعدة بابا. فقد عمل الكثير من أجلنا, لكنه لم يكن يحب أن يرانا تعساء, وكان يريد أن يظل يعمل كل الأشياء التي خطط لها من أجلنا. دعنا نطلب مساعدة خالك أو عمك عندما نحتاج شيئاً.
س- لماذا لا تتزوجين والد صديقتي؟ أنا لا أريد أن أعيش بدون أن يكون عندي بابا؟
ج- لا نستطيع أن نجد بابا آخر بهذه الطريقة. فهناك أناس آخرون فقدوا بابا أو ماما مثلنا. ونحن نعرف أن الله يساعدنا. وعلينا أن نطلب منه, وربما يرسل لنا بابا آخر في وقت ما في المستقبل.
س- هل سنرى شبح بابا؟
ج- لا, فنحن لا نتحول إلى أشباح عندما نموت. فعندما يموت شخص ما يذهب عند الله, فنحن لا نراه مرة أخرى.
س- لماذا مات أخي الصغير؟
( الإجابة على هذا السؤال تعتمد على الظروف التي مات فيها الطفل وعمر الطفل الذي يسأل السؤال, والإجابة المباشرة هي المطلوبة هنا. رغم أن الطفل يسأل عن السبب الذي جعل الله يميت أخاه).
ج- لقد وُلد قبل أن يكتمل نمو جسمه ولذلك لا يقدر على مواصل العيش, أو لقد كان مريضاً جداً, أو أي سبب جسماني آخر. لا يموت الناس في العادة وهم أطفال, وعلى كل حال فالطفل الآن سعيد مع الله وسوف نراه مرة أخرى عندما نذهب للسماء. ولعل الله يعطينا طفلاً آخر في يوم ما.
س- لماذا ماتت أختي الصغيرة؟
ج- أجابت سيدة مسنة على هذا السؤال قائلة:" كيف تكون السماء جميلة بلا أطفال". وأجاب طفل في السادسة من عمره على سؤاله قائلاً:"
لقد كانت جميلة جداً لذلك أخذها إليه مرة أخرى. عندما نأتي لمناقشة الأسئلة التي تتعلق بالألم فنحن نحتاج أن نعترف بأننا لا نفهم كل شيء, ولا نعرف كل الإجابات, فيسوع لم يجب إجابات كاملة على تلك الأسئلة, ولكنه يخفف آلامنا. نحتاج أن نؤكد على أن الله لم يعدنا بأن يزيل كل الصعاب, ولكنه وعدنا بأنه يساعدنا لكي نتقبلها, لقد طلب بولس الرسول من الله أن يزيل المتاعب التي كانت عنده, ولكن الله قال له"نعمتي تكفيك".
س- لماذا لم تُشف جدتي, لقد طلبت من الله أو يشفيها؟
ج- ربما تتحسن بالتدريج ونحن لا نلحظ ذلك, أو ربما قد كبرت في السن جداً حتى أن جسمها ضعيف, وهي الآن مستعدة لكي تموت وتذهب للسماء مع الله.
س- لماذا ترك الله أمي تموت؟
ج- ربما لأنه لم يرغب في أن تتألم من ذلك. لا نفهم لماذا تحدث بعض الأشياء, لأننا لا نستطيع أن نعرف خطة الله كلها. ولكننا نعرف أن الله محب وصالح. إن الحياة تشبه لعبة ترتيب قطع الصورة لتكوين الصورة الكاملة, والله عنده الصورة الكاملة, ولكننا نحن نرى فقط منها القطع المتناثرة. أحياناً يصعب أن نقبل بعض تلك القطع التي تكمل الصورة, ولكننا نعرف أن الله عنده خطة لأفضل شيء.
إن الأشياء الجيدة والأشياء الرديئة تحدث لكل واحد , والشيء المهم في ذلك هو رد فعلنا على ما يحدث لنا. نحن نتعلم الشجاعة والقوة في الأوقات الصعبة كلنا يجب أن نموت في وقت أو آخر . ولكن يسوع عاد إلى الله ليعد لنا مكاناً في السماء. ومعه لن يكون هناك ألم أو حزن. ولذلك لا يجب أن نقلق على أهلنا الذي تركناهم, فيسوع سوف يعتني بهم أيضاً.