07 - 02 - 2014, 06:08 PM | رقم المشاركة : ( 31 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الغيرة المقدسة - البابا شنوده الثالث
الأرشيدياكون حبيب جرجس عاش في عصر مظلم، لم يكن فيه وعاظ، ولا أساتذه للاهوت. وحتى الايغومانوس فيلوثاوس ابراهيم الذي كان بقية نور فى تلك الأيام، لم تساعده صحته على إكمال رسالته، وانتقل من عالمنا.. وكان حبيب جرجس أول طالب التحق بالاكليريكية الحديثة سنة 1893، ولم يكن بها مدرس للذين!! وفى غيرة عمبقة شعر حبيب جرجس أن الاكليريكية هى مسئوليته. فبدأ يدرس زملاءه وهو طالب. وتخرج ليتولى التدريس في الاكليريكية. وكان يقوم بتدريس اللاهوت والوعظ، ويضع، ويضع الكتب الروحية. ووضع كتاب (اسرار الكنيسة السبعة)، وكتاب (الصخرة الأرثوذكسية)، وكتاب مارمرقس الرسول. وأخذ في اعداد مدرسين للدين. وكان مبنى الاكليريكية وقتذاك لا يصلح. فشعر حبيب جرجس أنها مسئوليته أن يبنى لها مبنى. وبكل غيرة، بدأ يدعو لهذا الأمر، ويطوف البلاد يجمع تبرعات، حتى اشترى أرض مهمشة الواسعة وبنى مبنى الدراسه، ومبنى الداخلية، ومبنى معهد العرفاء، واسس المكتبة، وبنى كنيسة العذراء التي كانت كنيسة لطلبة الاكليريكية في أيامه، قبل أن تفتح للشعب.. ولم تكن هناك في تلك الأيام مدارس للتربية الكنسية، فشعر حبيب أنها مسئوليته أن يهتم بانشاء مدارس الأحد. وشجع الكثيرين على المساهمة في هذا المجال. وبكل حماس أخذ التعليم الدينى يشق طريقه إلى الأطفال وإلى القرى. وصار هناك آلاف من المدرسين. وكان حبيب جرجس هو نائب رئيس اللجنة العليا لمدارس الأحد. أما رئيسًا في ايامه فكان قداسة البابا يؤنس التاسع عشر. ولم تكن هناك مناهج لتعليم الدين في المدارس. فشعر حبيب جرجس أنها مسئوليته الخاصة أن يضع كتبًا منهجية لكل مراحل التعليم. فوضع لذلك سلسلتين أحداهما (المبادئ المسيحية) والثانية (الكنز الأنفس). ولم يترك التعليم الدينى معوزًا شيئًا من المعلومات. بل طبع أيضًا الصور اللازمة. وأصدر مجلة (الكرمة) التي استمرت 17 عامًا كمدرسة متنقلة من بيت إلى بيت، على مستوى رفيع. وهى أول مجلة قدمت لنا ترجمة أقوال الآباء القديسين كل ذلك لم يكن واجبا ورسميًا ملقى على حبيب جرجس. بل هى غيرته التي دفعته في كل هذه المجالات. غيرته التي بدأت معه وهو طالب، ثم وهو مدرس، ثم وهو ناظر للاكليريكية منذ سنة 1918. وبهذه الغيرة استطاع أن يقدم للكنيسة آلافا من الوعاظ ومعلمى الدين، ومئات من الخرجين لسيامتهم كهنة في كافة بلاد القطر. غيرة حبيب جرجس كانت غيرة تمثل العمل الايجابى في عمقه. لم يحدث إطلاقًا أنه انتقد أنه انتقد الضعف والضياع الموجودين في عصره. ووإنما كان إن وجد نقصًا، يبحث كيف يعالجه، دون أن يدين أحدًا.. لقد كان رجل بناء ماهرًا. حفر أساسًا ووضع حجرين لبنائين: أحدهما هو الاكليريكية، والثانى هو مدارس الأحد.. وجاهد حتى ارتفع البناءان، وآوى اليهما أولاد الله. هذه هى غيرة حبيب جرجس، البناءة، العمالة، الإيجابية. |
||||
07 - 02 - 2014, 06:10 PM | رقم المشاركة : ( 32 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الغيرة المقدسة - البابا شنوده الثالث
غيرة بعض الآباء الرهبان نرى أن الغيرة المقدسة تملك حتى على آباء البرية القديسين الذين تفرغوا لحياة الوحدة والصلاة فى البرارى والمغاير. وكان يمكن أن يعتذروا بأنه ليس من طقس حياتهم السعى في المدن لانقاذ الخطاة. وبخاصة السعى لانقاذ الخاطئات من أماكن الفجور والدعارة. ومع ذلك فإن غيرتهم المقدسة كانت أقوى بكثير من هذا العائق. فذهبوا إلى أماكن لم يدخلوها اطلاقًا طول حياتهم. ولم يهتموا بالحفاظ على سمعتهم حينما ذهبوا إلى هناك، إنما كان كل اهتمامهم مركزًا في انقاذ نفس مات المسيح لأجلها، مهما كانت قد سقطت وتدهورت. ولعلنا في هذا المجال نضع ثلاثة أمثلة من اشهر أمثلة التاريخ في الغيرة المقدسة. 1- مثال تخليص نفس الخاطئة تاييس: نشأت تاييس في الأسكندرية، وكانت جميلة جدًا. وقد اعثرتها اخلاق أمها الساقطة فتدهورت في حياة الفساد، حتى عاشت حياة الدعارة في الأسكندرية، وكان المئات يسقطون بسببها. وذاع خبرها في كل مكان، ووصلت قصتها إلى برية شيهيت. فامتلأ قلب القديس بيساريون بالغيرة المقدسة، ليس فقط من أجل خلاص نفس تاييس، إنما بالأكثر لإنقاذ الذين يسقطون بسببها. وذهب القديس في زى علماني إلى الإسكندرية، وإلى مكان دعارة تاييس، وأمكنه أن يقودها إلى التوبة، فأحرقت كل ثيابها وزينتها أمام الكل في ميدان عام، واقتادها القديس إلى بيت العذارى، حيث عاشت حياة توبة، خلصت بها نفسها، وزالت عثرتها. وأعلن الله خلاص نفسها في رؤية أعلنها للقديس بولس البسيط، وأعلنها هذا القديسلأبيه الروحى القديس الأنبا انطونيوس الكبير.. 2- مثال تخليص نفس القديسة بائيسة التي سقطت: كانت بائيسة من أسرة بارة كثيرة الثراء في منوف. وقد ترك لها أبوها ثروة ضخمة، أخذت توزعها على الفقراء والمساكين، وعلى الأديرة والرهبان أيضًا، حتى صرفت كل ما كان لها. وكانت على وشك التوجه إلى الحياة في البرية. وهنا حسد الشيطان برها، وحاك حولها شباكه في مكر ودهاء، وفي اغراء شديد، في وقت كانت فيه في ضعف وفتور.. والعجيب أنه نجح، فسقطت، وتطور بها الأمر أيضًا إلى بيت للدعارة! وهنا ملكت الغيرة شيوخ برية شيهيت المتألمين على سقوط هذه القديسة. وانتدابوا القديس يوحنا القصير لإنقاذها، فأطاع.. فذهب إلى مكان دعارتها، وهو يرتل قول المزمور "إن سرت في وادي ظل الموت، لا أخاف شرًا لأنك أنت معي" (مز 23). وقد تمكن القديس من قيادتها إلى التوبة، وأخرجها من ذلك المكان لتذهب إلى البرية. وكانت توبتها صادقة جدًا. وشاء الله أن يأخذ نفسها في تلك الليلة. ورأى القديس يوحنا القصير روحها الطاهرة يحملها الملائكة في عمود من نور إلى السماء. وتحتفل الكنيسة بعيدها في يوم 2 مسرى. 3- مثال تخليص مريم ابنة أخي القديس إبراهيم المتوحد: وهذا القديس ولد في مدينة الرها في بلاد ما بين النهرين. وقد توحد هناك. ثم دفعوا إليه بالطفلة مريم بعد وفاة والديها. فرباها معه، حتى كبرت فتوحدت في قلاية قريبة من قلايته. ونمت هذه الفتاة في حياة القداسة، إلى أن جاء يوم نصب لها العدو شباكًا، فسقطت مع أحد الأخوة الذين كان يتردد على القديس إبراهيم يطلب مشورته. وبعد السقوط أوقعها الشيطان في اليأس والخزي، فهربت. وانتهى بها الأمر إلى بيت للدعارة.. ولما اكتشف القديس إبراهيم أمرها تملكته الغيرة لإنقاذها. وعرف مكانها فذهب إليها متنكرًا وساعده القديس مارافرام السرياني بصلوات حارة وانتهى الأمر بإنقاذها وإخراجها من ذلك المكان، حيث عادت إلى عبادتها وإلى حياة الانسحاق والتوبة، وشرفها الله بمواهب الشفاء في أيامها دليلًا على قبول توبتها. |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|