منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22 - 01 - 2014, 04:05 PM   رقم المشاركة : ( 31 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,013

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث

إدانة الذات
لذلك إذا أخطأ لا يعتذر، لأنه يشعر أنه على حق ولم يخطئ. وإذ ساء تفاهمه مع أخيه لا يذهب ليصالحه، لأنه يأمل أن طلب الصلح لابد يأتي من الطرف الآخر! لماذا؟ إنها الذات.

كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث
بل حتى مع الله، قد لا يعترف بأخطائه، لأن ذاته تقنعه أنه لم يخطئ.
إدانة الذات تأتي من الاتضاع. والاتضاع يأتي بنكران الذات وغير المتضع لا يدين ذاته ولا يلومها. بل دائمًا يدين ويلوم الآخرين!!
وإن قلت له: لماذا تلوم الآخرين يلومك لأنك تقول له هذا.
الإنسان الذي لا يعكف على تمجيد ذاته وتكبيرها، بأسلوب علماني، والذي يهدف باستمرار إلى تنقية ذاته من كل الأخطاء وتكبيرها، بأسلوب علماني، والذي يهدف باستمرار إلى تنقية ذاته من كل الأخطاء والنقائص... تراه باستمرار يلوم نفسه، ويفحص أخطاءه ويدين ذاته عليها..
في إحدى المرات زار البابا ثاؤفيلس منطقة القلالي، وسأل الأب المرشد في الجبل عن أحسن الفضائل التي اقتنوها، فأجابه:
[صدقني يا أبي، لا يوجد أفضل من أن يأتي الإنسان بالملامة على نفسه في كل شيء...].
هذا هو الأسلوب الروحي الذي يسعي به الإنسان إلى تقويم ذاته: يأتي بالملامة على نفسه، وليس على غيره وليس على الظروف المحيطة به.. وليس على ظانًا أنه قصر في معونته..!
والذي يدين نفسه ههنا، ينجو من الدينونة في العالم الآخر.
لأنه بإدانته لنفسه يقترب من التوبة، وبالتوبة يغفر له الرب خطاياه. أما الذي لا يدين ذاته. من أجل اعتزازه بهذه الذات، فإنه يبقي في خطاياه، ولا يتغير إلى أفضل، ويكون تحت الدينونة. وصدق القديس الأنبا أنطونيوس حينما قال:
[إن دنا أنفسنا، رضي الديان عنا]..
[إن ذكرنا خطايانا، ينساها لنا الله. وإن نسينا خطايانا، يذكرها لنا الله].
وإدانتنا لأنفسنا تساعد على المصالحة بيننا وبين الناس. يكفي أن تعتذر لإنسان وتقول له: [لك حق. أن أخطأ في هذا الأمر].. لكي تضع بهذا حدًا لغضبه ويصطلح معك... أما إن ظللت تبرر موقفك، فإنك تري خصمك يشتد في إثبات إدانتك. وما أجمل قول القديس مقاريوس الكبير في هذا المجال:
[احكم يا أخي على نفسك، قبل أن يحكموا عليك..].
  رد مع اقتباس
قديم 22 - 01 - 2014, 04:06 PM   رقم المشاركة : ( 32 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,013

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث

الفراغ


كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث
هناك حروب روحية كثيرة تحارب الإنسان في طريقة الروحي: بعضها من داخله، وبعضها من خارجه، من الشيطان أو الظروف المحيطة. وسنتحدث اليوم عن الفراغ كأحد هذه الحروب...
والفراغ على أنواع منها:
  • فراغ الوقت
  • فراغ الفكر
  • الفراغ الروحي
  • فراغ الشخصية
  • الفراغ العاطفي
  رد مع اقتباس
قديم 22 - 01 - 2014, 04:07 PM   رقم المشاركة : ( 33 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,013

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث

فراغ الوقت
إن الفراغ يتعب من يشعر به، وقد يقوده إلى أخطاء روحية عديدة، إذا أساء الطريقة في ملء هذا الفراغ.
لذلك عندما خلق الله أبانا آدم، لم يتركه في فراغ، بل أوجد له عملًا يعمله..
وهكذا يقول الكتاب: "وأخذ الرب آدم ووضعه في جنة عدن، ليعملها ويحفظها" (تك2: 15). ولم يعمل آدم وحواء من أجل الرزق إذ كان وفيرًا في الجنة، بل من أجل ألا يوجد فراغ في حياتهما يتعبهما. ويُخَيَّل إلى أن الخطية حاربتها في وقت فراغ ولو كانا مشغولين وقتذاك، لما وجد الشيطان فرصة للحديث ولإغراء.

كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث
وحتى الرهبان، أصبح العمل جزءًا من حياتهم، بشرط ألا يعطلهم عن روحياتهم.
عمل اليد شيء معروف في بستان الرهبان... ومازال موجودًا حتى الآن لأن الراهب حينما يبدأ حياته الرهبانية لا تكون له القدرة على قضاء الوقت كله في الصلاة. فخوفًا من أن يقع في فراغ يتلف حياته، يعطيه الدير عملًا ومن فائدة العمل له أيضًا أن يشترك في خدمة الدير ومحبة إخوته، وأن يكتشف أخطاءه أثناء تعامله مع الآخرين ويعالجها...
إن الفراغ يسبب الشعور بالملل والضجر، لذلك يهرب منه الإنسان إلى تسلية تريحه. وقد اختيار هذه التسليات.
ربما يلجأ إلى الثرثرة مع الناس، بطريقة تضيع وقته، ووقت الآخرين، وقد تتعبهم.. وقد يلجأ إلى الملاهي أو المقاهي أو النوادي، وما أكثر ما يصادفه هناك من أخطاء، وقد يلجأ البعض إلى مجرد المشي -أو ما يسميه البعض بالنزهة- بلا هدف.
أو قد يصب فراغه في الآخرين فيضيع وقتهم...
وإضاعة الوقت هكذا -وقت الفراغ- هي إضاعة جزء من حياة الإنسان، كان يمكن استغلاله فيما يفيده ويفيد غيره..
والذي يضيع وقته، لاشك أنه لا يشعر بقيمة حياته، وغالبًا ليس أمامه هدف كبير يسعي إليه. لأن الذي يضع أمامه هدفًا كبيرًا، إنما يستغل كل وقته لتحقيق هذا الهدف... وقد يشعر أحيانًا أنه محتاج إلى وقت، ولا يجد.
لذلك عليكم أن تملأوا فراغكم بشيء مفيد، وكذلك فراغ أولادكم.
ربما تتضايقون أحيانًا من الضوضاء التي يحدثها الأطفال، وتشبعونهم توبيخًا ولومًا وانتهارًا ودروسًا في الأخلاق، وتكثر أوامرك ونواهيكم، وعقوباتكم وتهديداتكم لهؤلاء الأطفال. وغالبًا ما يكون سبب إشكالاتهم كلها هو الفراغ، ولو إنكم استطعتم أن توجدوا لهم سليمة يملأون بها هذا الفراغ لاسترحتم واستراحوا من هذا كله... فكروا إذن في شغل وقت الفراغ عند أولادكم بما ينفعهم ويريحكم بما ينفعهم ويريحكم...
وهنا نسأل: كيف تقضون وقت فراغكم؟ وهل الطريقة سليمة؟ وهل هي نافعة؟
أتستغل هذا الوقت من أجل نموك الروحي، أو الفكري، أو في خدمة الآخرين أو في أية تسلية غير ضارة، أو عمل محبة نحو الناس وافتقادهم؟ أم في خدمة الآخرين أو أية تسلية غير ضارة، أو عمل محبة نحو الناس وافتقادهم؟ أم وقت فراغك هو وقت ضائع، ربما تقضيه إلى جوار الراديو أو التلفزيون الذي أحيانًا لا يأخذ وقت فراغك فقط وإنما يطغي على وقتك كله حتى اللازم لمسئولياتك أيضًا؟ وهنا نسأل:
هل معالجتك فراغ الوقت تؤدي بك إلى فراغ في الروح؟
  رد مع اقتباس
قديم 22 - 01 - 2014, 04:08 PM   رقم المشاركة : ( 34 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,013

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث

فراغ الفكر
أحيانًا يؤدى الوقت إلى فراغ في الفكر، ويبقي العقل بلا عمل. فيأتي الشيطان ليشغله أو ليشاغله. وكما قال المثل..
عقل الكسلان معمل للشيطان..

كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث
لذلك من الخطورة بمكان الوحدة أو الخلوة التي لا تنشغل بعمل روحي. فإذا لم يوجد فكر روحي يضبط العقل فإن يطيش في فكر خاطئ..
إنما مفهوم الوحدة في معناها الروحي إنها خلوة مع الله، فهي ليست فراغًا..
ويوجد فراغ آخر في الفكر من جهة عدم امتلائه بالمعرفة، ونقصد المعرفة النافعة فالإنسان الذي لا يدأب على تثقيف نفسه بالمعلومات المفيدة له روحيًا وكنسيًا بالإضافة إلى المعلومات الثقافية العامة اللازمة له، فإن مثل هذا الإنسان يوجد نفسه في فراغ فكري بحيث إذا تحدث مع غيره، لا ينطبق بشيء له عمق أو له فائدة.
إن تعليم المرأة أمكن أن يخرجها من هذا الفراغ الذي عاشته في عصور مظلمة وكذلك تعليم الريفيين أخرجهم أيضًا من الفراغ الفكري..
وإن خدمة الكلمة لازمة جدًا لإخراج الناس من الفراغ الفكري، إلا إذا كان ما يقدم لهم هو فراغ أيضًا.
وهذا يقع فيه الخدام الذين لا يهتمون بتحضير دروسهم وعظاتهم، فلا يقدمون للسامعين شيئًا يفيدهم، ومثلهم الذين يقدمون الذين معلومات معروفة متكررة لا عمق فيها ولا جديد ولا تأثير. إنه فراغ، ومثال هؤلاء أيضًا الذين يقدمون فكرًا لا روح فيه، مجرد معارف ومعلومات، لا تتصل بالقلب في شيء تشعر الروح فيها أنها فراغ... وهذا يقودنا إلى نقطة أخري هي الفراغ الروحي.
  رد مع اقتباس
قديم 22 - 01 - 2014, 04:09 PM   رقم المشاركة : ( 35 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,013

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث

الفراغ الروحي
خلق الله الروح في الإنسان الأول على صورة الله ومثالة.. لذلك فإن الروح لا يمكن أن يملأها إلا الله وحده.
الروح التي تحيا بعيدة عن محبة الله تعيش في فراغ، مهما كانت ألوان العواطف المقدمة لها. كلها لا تشبعها.
وربما يوجد أشخاص لهم مشغوليات كثيرة تملأ كل وقتهم. ولهم مشروعات ضخمة يقومون بها، ومسئوليات خطيرة ملقاة على عواتقهم. وقد تكون لهم معلومات واسعة جدًا ولهم دراسات عميقة، ومع ذلك يعيشون في فراغ روحي. وكل ما يقومون به من عمل لا يشبع مطلقًا الروح التي فيهم هي على صورة الله وشبهه.. قد يتعب هؤلاء في حياتهم من أجل أهداف متعددة يحققون بعضها... ولكن تبقي في قلوبهم رغبة لم تتحقق بعد، تشعرهم باستمرار بفراغ أرواحهم وهذه الرغبة لا تحققها إلا الصلة العميقة بالله، والثبات في محبته.

كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث
وهؤلاء إن انطلقت أرواحهم من الجسد، وإن بعدت عن المادة، ستشعر تمامًا بكل يقين كم هي فارغة. وكل أمور العالم التي عاشت فيها لم تسد شيئًا من هذا الفراغ لذلك من الآن، ونحن في هذا العالم، يرون في آذاننا قول الرسول:
"امتلئوا بالروح" (أف5-18).
إنه لا ينفعك بشيء أن تملأ حياتك بأمور كثيرة، دون أن تملأ قلبك بالله.
ما أسهل أن يتحول الإنسان إلى ماكينة دائمة الدوران، بلا روح، ولكن تعمل بكل نشاط وقوة... الوقت مملوء بمشغوليات، ولكن لا روح فيها. وعلى الرغم من العمل الكثير، ينظر الله إلى مثل هذا الإنسان فيجده فارغًا.
فيقول له نفس العبارة التي قيلت لراعى كنيسة لاوديكيه: "لأنك تقول إني أنا غني وقد استغنيت، ولا حاجة لي إلى شيء... ولست تعلم أنك الشقي والبائس وفقير وأعمي وعريان" (رؤ3: 17).
لذلك املأوا أرواحكم بمحبة الله ومعرفته، لأن أرواحكم تشعر بفراغ إن بعدت عن الله ومحبته ومعرفته.
ولا يكفي أن تذوقوا ما أطيب الرب، إنما يجب أن تمتلئوا به.
وإن امتلأتم يمكنكم أن تفيضوا على الآخرين. الحب الذي فيكم يملأ قلوبهم حبًا. والسلام الذي فيكم يملأ حياتهم سلامًا. والروح الذي يعيشون به يقودهم إلى السلوك بالروح.
ما أجمل – بعد عمر طويل – حينما تصعد أرواحكم إلى الله، تصعد وهي ممتلئة حبًا وفرحًا وسلامًا وإيمانًا، مع كل ثمار الروح الأخرى (غل5: 22)
املأوا أرواحكم بالغذاء الروحي، لكي تمتلئ أرواحكم من ثمار الروح.
كالشجرة التي تقدم لها ما تحتاجه من الماء والسماد، فتقدم لك ما تحتاجه أنت من زهر وثمر..
أتشعر أن روحك في فراغ، املأها إذن من كل وسائط النعمة. قدم لها ما تحتاجه من القراءات الروحية العميقة وفي مقدمتها كلمة الله. قدم لها ما تحتاجه من تأملات وصلوات وتسابيح ومزامير وأغاني روحية (أف5: 19).
ولا تترك روحك فارغة، ولا معوزة شيئًا من أعمال النعمة.
الروح القوية تكون شخصية قوية. والروح الفارغة تنتج شخصية فارغة وهذا يجعلنا نتحدث عن نقطة أخري في الفراغ هي فراغ الشخصية.
  رد مع اقتباس
قديم 22 - 01 - 2014, 04:13 PM   رقم المشاركة : ( 36 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,013

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث

فراغ الشخصية
ما أصعب أن يشعر الإنسان أن شخصيته فارغة، لا قيمة لها في المجتمع الذي يعيش فيه، ولا ثمر لها، ولا تأثير!
بل حتى قد يشعر الإنسان بهذا الشعور فيما بينه وبين نفسه. وقد يقع بهذا السبب في صغر النفس. إذ يرى أنه عمق له، ولا فكر، ولا معلومات، ولا شخصية ولا قوة!
وقد يصاب بعقدة النقص، فيحاول أن يملأ نقصه بنقص آخر.
وبدلًا من أن يملأ فراغ شخصيته يضيف إليها فراغًا آخر يحاول به أن يغطي فراغه، بلا جدوى...
وما مظاهر هذا العلاج الخاطئ:
إما أن هذا الإنسان يعيش في الخيال وليس في الواقع. ويحاول أن يرضي نفسه بأحلام اليقظة حتى لا تشعر بفراغها. ولكن هذه الأحلام لا تنفعه.

كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث
لأنه يفيق من أحلام اليقظة على واقع مؤلم، لا تغيره الأحلام!
وقد يحاول آخر أن يعالج شعوره بالفراغ، بالثرثرة وكثيرة الأحاديث، كما لو كان الكلام يوجد له شخصيته. وربما يسأم الناس من كلامه ويرونه فراغًا.
وقد يحاول التغطية على فراغ شخصيته بمدح ذاته أمام الناس.
فيشرح الأعمال" العظيمة" التي قام بها! أو ينسب أعمال غيره إلى نفسه!! أو يحطم غيره انتقادًا وتشهيرًا، لكي يبدو هو في قمة المعرفة وخارج دائرة النقد! أو يقاوم العاملين لأنه يتضايق من كونهم يعملون وهو لا يعمل أو يجلس في عظمة، ويغطي فراغه بالغني والأناقة ومظاهر الكبرياء وصوتًا!
ومثال ذلك أيضًا المرأة التي تغطي على فراغ شخصيتها بالزينة والتجميل والتحلي بالذهب والأحجار الكريمة، بينما يقول المزمور:
"كل مجد ابنه الملك من داخل " (مز45).
ليت المتجمع يستطيع أن يعالج أمثال هؤلاء الذين يشعرون بفراغ في الشخصية بأن يوجد لهم ما يشغلهم ويستغل طاقاتهم المعطلة، إن كانت لهم طاقات يمكن الاستفادة بها.
ويا ليت كل إنسان يكتشف طاقاته، ويحاول أن يستغلها للخير. والذي يشعر بفراغ شخصيته، عليه أن يملأها، بدلًا من محاولة تغطيتها بطرق خاطئة.
وعلى كل إنسان أن يسأل نفسه كل يوم: ما هو الشيء المفيد الذي فعله في هذا اليوم؟ ويجاهد لكي يعمل عملًا، ليس من أجل أن يشعر بالامتلاء، إنما حبًا في الخير، وحبًا للناس. حينئذ سيمتلئ دون أن يسعي إلى ذلك.
وليت كل إنسان يكون له هدف كبير يسعي إليه، ويبذل كل طاقاته لتحقيقه وكلما كان هذا الهدف روحيًا ونافعًا، فإن العمل لأجله ينفذ صاحبه من الشعور بالفراغ.
وهكذا يكون الطموح علاجًا للشعور بالفراغ، على أن يكون طموحًا سليمًا، وبعيدًا عن الغرور والذاتية.
ننتقل إلى نقطة أخري في موضوع الفراغ وهي الفراغ العاطفي
  رد مع اقتباس
قديم 22 - 01 - 2014, 04:14 PM   رقم المشاركة : ( 37 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,013

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث

الفراغ العاطفي
وهذا الفراغ على نوعين:
أحدهما حالة إنسان يشعر أن قلبًا كبيرًا ولا يجد من يملأ قلبه.
يريد أن يوزع محبته، ولا يعرف أين؟ فيشعر بفراغ في قلبه من جهة الإعطاء. وهذه حالة سهلة في علاجها. فلو أمكن لهذا أن يوزع محبته في مجالات الخدمة، لشعر بالسعادة بلا شك:
إن خدمة الأطفال تشبع القلب. وكذلك خدمة اليتامى، والمعوزين، والفقراء، والمعوقين، والمرضي، وكل من هو في حاجة، وحل مشاكل الناس..
ولكن حذار لأصحاب هذا الفراغ العاطفي من الانحراف!
والنوع الثاني من الشاعرين بالفراغ العاطفي، هم الذين يشعرون أنهم في حاجة إلى من يحبهم ولا يجدونه.

كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث
ومثال ذلك ابنه تعيش في بيت بعيد عن الحب: مع أب حازم جدًا وشديد في معاملته، كثير التوبيخ، كثير العقاب. وإلى جواره أم قاسيه لا تجد الابنة منها حنانًا على الإطلاق...
ما أكثر ما تنحرف البنات اللائي لا يجدن حبًا وحنانًا من الوالدين والأسرة!
ربما -وهي في هذه الحالة النفسية- تجد من يقدم لها هذا الحب بطريقة مخالفة أو بطريقة خاطئة، فتقبل ذلك، بل وتقبل عليه، لأنها في حاجة إلى قلب، أي قلب.
ونحن إذ ننصح الآباء والأمهات بمحبة أبنائهم وبناتهم حماية لهم من الانحراف، إنما في نفس الوقت نحث الأبناء والبنات بالبحث عن الحب بطريقة سليمة طاهرة.
ولابد سيجدون هذا في محبة الله وملكوته، وفي الصادقات البريئة الطاهرة. وأيضًا في محيط الخدمة. وكذلك في العطاء.
فالذي يعطي حبًا وحنانًا مقدسًا لغيره، يأخذ في نفس الوقت من الحب والحنان أكثر مما يعطي.
المهم أن القلب يمتلئ بالعاطفة، سواء معطيًا أم آخذًا. وحالة الإعطاء هي في نفس الوقت حالة أخذ.
إن داود النبي وجد في صداقة يوناثان محبة أعجب من محبة الناس (2صم1: 26) ويوحنا الحبيب وجد في محبة الرب أعظم محبة في الوجود.
والذين عاشوا في الرهبنة والبتولية، وجدوا في محبة الله ما أنساهم الكون كله وما فيه. وما أجمل قول الشيخ الروحاني:
[محبة الله غربتني عن البشر والبشريات].
وبعد. أترانا قلنا كل ما يجب أن نقوله عن الفراغ؟ لا شك هناك أمور أخري باقية.
  رد مع اقتباس
قديم 22 - 01 - 2014, 04:14 PM   رقم المشاركة : ( 38 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,013

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث

النسيان.. ما الذي تنساه؟

كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث
قال أحد القديسين: كل خطية، يسبقها إما الشهوة أو الغفلة أو النسيان. وأريد اليوم أن أكلمكم عن النسيان باعتباره حربًا روحية يؤدي إلى السقوط.
ففي وقت الخطية، نكون ناسين الله، وناسين الوصية، وناسين حياتنا الروحية كلها، بل أيضًا ناسين الموت والأبدية، وناسين أرواح الملائكة وأرواح القديسين التي تبصرنا ونحن في ذات الفعل!!
ولو أن الإنسان تذكر كل هذا، ما كان يخطئ، أو على الأقل كان يؤجل، أو أنه كان يخجل أو يخاف، ويبتعد...
في الواقع أن الإنسان في ساعة الخطية، لا يكون شيء من هذا كله في ذاكرته.
يحذره الشيطان تحذيرًا كاملًا لكي ينسي. أو تخدره الشهوة أو الانفعال. ينسي أو تناسي، ولا يحب أن يذكره أحد بالله والوصية والأبدية، بل ينسي أيضًا الأيام المقدسة، إن كان ذلك في صوم أو في عيد.. وينسي المواضع المقدسة، وينسي إنه هيكل الله، وروح اله ساكن فيه، وينسي دم المسيح الذي سفك من أجله، وينسي وعوده وعهوده لله.
وما هو الوعظ، سوي أن الواعظ يذكر الناس بكل هذا. حتى يبعدهم التذكر عن جو الخطية، خوفًا وخجلًا واستحياء، وسموًا بأنفسهم عن السقوط..
  رد مع اقتباس
قديم 22 - 01 - 2014, 04:15 PM   رقم المشاركة : ( 39 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,013

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث

الله يذكرنا و لا ينسانا
ولأن الله يعرف أضرار النسيان، ويريد إنقاذنا، لذلك وضع أشياء عديدة، بها نصحو ونفيق. فما هي هذه الأمور، التي يعالج الله بها نسياننا...؟
كان الله قد وضع في داخلنا الضمير لكي يذكرنا بطريق البر.
إنه يسمي الشريعة الطبيعية، التي بها كتب الله شريعته على قلوبنا.
فيوسف الصديق مثلًا، حينما قال: "كيف أفعل هذا الشر العظيم، وأخطئ إلى الله!" (تك39: 9) لم تكن أمام يوسف وصية مكتوبة، وإنما كانت في داخله الشريعة غير المكتوبة، الشريعة الطبيعية التي تذكره بأن هذه خطية...

كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث
ولما بدأ البشر ينسون الشريعة الطبيعية، أعطاهم الله على يد موسى النبي أول شريعة مكتوبة.
وأمرنا الله أن نضع هذه الشريعة أمامنا في كل حين، حتى لا ننسي..
فقال: "لتكن هذه الكلمات التي أنا أوصيك بها اليوم على قبلك. وقصها على أولادك، وتكلم بها حين تجلس في بيتك وحين تمشي في الطريق، وحين تنام وحين تقوم. واربطها علامة على يدك. ولتكن عصائب بين عينيك. وأكتبها على قوائم أبواب بيتك وعلى أبوابك" (تث6: 6 – 9).
كل ذلك لكي لا ننسى الوصية وأمرنا أن نلهج بها نهارًا وليلًا.
وهكذا قال داود النبي: "لو لم تكن شريعتك هي تلاوتي، لهلكت حينئذ في مذلتي" (مز119.
وقل عن الرجل البار في المزمور الأول: "في ناموس الرب مسرته، وفي ناموسه يلهج نهارًا وليلًا فيكون كشجرة مغروسة على مجاري المياه" (مز1: 2، 3).
وقال الرب ليشوع بن نون:
" لا يبرح سفر هذه الشريعة من فمك. بل تلهج فيه نهارًا وليلًا، لكي تتحفظ للعمل حسب كل ما هو مكتوب فيه" ( يش1: 8).
ولما رأي الله أن أسفار الشريعة الخمسة قد كثرت على الناس، ساعدهم على تذكرها بأن لخصها لهم في سفر واحد هو سفر التثنية، أو تثنية الاشتراع. وسفر التثنية هذا، كان يأخذه كل ملك، تدون له نسخة لكي يقرأها باستمرار حتى لا ينسي ويخطئ.
وهذه الوصايا كانت توزع للقراءة على الناس في الهيكل والمجامع على مدار السنة حتى لا ينسوها.
ومازالت الوصايا موزعة علينا نسمعها في الكنائس في كل قداس وكل صلاة طقسية، حتى لا ننسي.
ففي كل قداس نستمع إلى قراءات من الإنجيل ومن الرسائل ومن المزامير وفي الصوم الكبير وفي أسبوع البصخة تتلي علينا فصول من العهد القديم. وفي ليلة سبت النور (ابو غالمسيس) يقرأ سفر الرؤيا وكل تسابيح وصلوات الأنبياء. كل ذلك لكي لا ننسي.
ولكي لا ينسى البشر أرسل الله لهم الأنبياء والرسل. بل أرسل لهم الروح القدس قائلًا: "يذكركم بكل ما قلته لكم" (يو14: 26).
ولنفس الغرض أرسل الله الرعاة والوعاظ والمعلمين وكل رتب الكهنوت، لكي يذكروا الناس بكلمة الله حتى لا ينسوها. وسماهم" خدام الكلمة" وقال القديس بولس الرسول عن ذلك: "كأن الله يعظ بنا" (2كو5: 20).
وما أجمل قول مار أوغريس:
كل فكر يحاربك، ضع أمامك وصية، حينئذ يضعف وتنتصر عليه.
إنك بهذا تأخذ قوة من الوصية، وتأخذ معرفة واستنارة، فتميز فكر المحاربة وتطرده. وهذه القديس بولس الرسول يعزينا قائلًا:
"كلمة الله حية وفعالة، وأمضي من كل سيف ذي حدين" (عب4: 12).
ولكي لا ننسي أعطانا الرب وسيلة أخرى هي المواسم والأعياد.
فمثلًا لكي لا ننسي صلبه من أجلنا، مع ما يقدمه هذا الصلب من مشاعر مقدسة... وضعت لنا الكنيسة أسبوع الآلام كتذكار سنوي. ووضعت لنا صوم الأربعاء والجمعة كتذكار أسبوعي لنا صلاة الساعة السادسة من النهار كتذكار يومي.
كل ذلك حتى لا ننسي الدم الطاهر الذي سفك لأجلنا، فنستحي من الخطية.
ولذلك فإن الذي لا يصوم، يمكن أن ينسي. أو الذي يصوم بغير فهم ولا عمق، يمكن أن ينسي. والذي لا يصلي صلوات الساعات، يمكن أن ينسي.
وهكذا ما أسهل أن يسقط من لا يمارس هذه الوسائط الروحية.
  رد مع اقتباس
قديم 22 - 01 - 2014, 04:16 PM   رقم المشاركة : ( 40 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,013

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث

الكنيسة تذكرنا

كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث
كل احتفالات الكنيسة بالمواسم والأعياد، تذكرنا بحقائق إيمانية نافعة لنا، وتهبنا مشاعر روحية تمنعنا من الخطية.
ونفس الوضع بالنسبة إلى الأصوام، وكذلك كل طقوس الكنيسة وصلواتها، وكل ما فيها من أنوار وأيقونات وبخور.
ولهذا كانت الأصوام أيامًا روحية تمنع عنا حروبًا كثيرة. وعلى الأقل تذكرنا بأن الروح يجب أن تنتصر على رغبات الجسد، ليس في الأكل فقط، بل في كل شيء.
والأيقونات تذكرنا بحياة القديسين، وسيرتهم العطرة، لنأخذها مثالًا.
والأنوار تذكرنا بأننا نور العالم (مت5: 14). والشموع تذكرنا بأن نبذل أنفسنا لتنير للآخرين.
بل الأنوار تذكرنا أيضًا بالملائكة. وبأن الكنيسة كالسماء، وبأننا نضئ كالكواكب في السماء، وتذكرنا الأنوار بكلمة الرب التي هي مضيئة تنير العينين (مز19) والتي قال عنها داود النبي: "مصباح لرجلي كلامك، ونور لسبيلي" (مز119: 105).
وصلاة القداس نفسها، تذكرنا بحياة الرب كلها وبموته عنا وبمجيئه الثاني ليدين العالم...
وتذكرنا بأن ننتظره إلى أن يجئ. بل تذكرنا أيضًا بالاستعداد الروحي اللازم لنا لكي نتناول من تلك السرائر الإلهية التي تهبنا الحياة..
  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كتاب الأسرة الروحية السعيدة - البابا شنوده الثالث
كتاب من هو الإنسان؟ - البابا شنوده الثالث
كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
الحروب الروحية لقداسة البابا شنودة الثالث
كتاب الحروب الروحية لقداسة البابا شنودة الثالث


الساعة الآن 12:06 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024