![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 39791 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() أمَا يهُمُّك أننا نهلك؟ ![]() فأيقظوه وقالوا له: يا معلم، أما يهمك أننا نهلك؟.. قال لهم: ما بالكم خائفين هكذا؟ كيف لا إيمان لكم ( مر 4: 38 - 40) كم من التعاليم في هذا المشهد اللذيذ! فهوذا التلاميذ المساكين الضعفاء قد بلغوا نهايتهم وأدركتهم الحيرة، وها هم قد عانوا الأمرَّين؛ سفينة ملآنة، وعاصفة ثائرة، وسَيِّد نائم! وما العمل؟ حقًا إنها كانت ساعة امتحان صحيح. وإذا تأملنا في أنفسنا لا نستغرب خوفهم ولا نندهش لاضطرابهم لأننا لو كنا مكانهم لَمَا كنا تصرَّفنا أحسن منهم. ومتى تأملنا في عدم الإيمان بذهن رائق وقريحة هادئة لا نجد شيئًا مُظلمًا نظيره ومُنافيًا للعقل وسخيفًا مثله. وهذه السخافة ظاهرة لكل ذي عينين في المشهد الماثل أمامنا. لأنه أي عقل أسخف من العقل الذي يظن أن السفينة ستغرق وابن الله فيها! لا ننكر أنهم فكَّروا فقط في العاصفة والأمواج والمياه الآخذة في ملء السفينة فحكموا حسب رأي الإنسان، وظنوا أنه لا خلاص ولا منَاص، فاستسلموا لليأس واستولى عليهم القنوط، وهذه هي مباحثات القلب العديم الإيمان. لا شك أنهم لم يفكِّروا وقتئذٍ في قدرة الرب، وكان هذا عِلَّة الخوف. فعدم الإيمان لا ينظر إلا إلى الظروف ويغض الطرف عن الله. أما الإيمان فعلى الضد من هذا، ينظر إلى الله ويضرب صفحًا عن الظروف. الإيمان لا يُسرّ إلا بنهاية الإنسان لأن ذلك يُفضي إلى بداية الله، فيكتفي به، ويجد لذته في أن يراه تعالى هو العامل وحده، وأن يخلو له الجو ويُفسح له المجال ليمثل دوره ويُعلن مجده، وهو يوَّد أن نُكثر من الأواني الفارغة لكي يملأها هو، هذا هو الإيمان. ولنا أن نقول بكل تأكيد إن هذا الإيمان كان في استطاعته أن يجعل التلاميذ ينامون بجانب سَيِّدهم وسط الزوابع، أما عدم الإيمان فقد ألقى القلق في قلوبهم فحُرِموا من الراحة، وبسبب مخاوف عدم إيمانهم أيقظوا الرب المُبارك من نومه الذي كان نتيجة التعب الناشئ من الكَدح المتصل والخدمة المستمرة، فقد انتهز فرصة اجتياز السفينة البحر لينام هنيهة ليستريح. لقد اختبر ما هو التعب، ولذا يتنازل إلى كل ظروفنا. وقد تعرَّف بحاسياتنا إذ قد تجرَّب في كل شيء مثلنا ما عدا الخطية، فقد وُجِدَ هنا كإنسان من كل وجه، وكإنسان نام على وسادة، وقد هزته أمواج البحر فكانت العاصفة تضرب إلى السفينة والأمواج تلاطمها مع أن الذي كان على ظهرها هو الخالق في صورة العامل الخادم التاعب النائم. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 39792 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() أمَا يهُمُّك؟ ![]() فأيقظوه وقالوا له: يا معلم، أما يهمك أننا نهلك؟.. قال لهم: ما بالكم خائفين هكذا؟ كيف لا إيمان لكم ( مر 4: 38 - 40) ألا ترى أيها القارئ العزيز مرآةً في التلاميذ تعكس لنا أنفسنا؟ هذا ممَّا لا شك فيه. فكم مرة إبَان التجربة والضيق تُردِّد قلوبنا هذا السؤال، وإن كانت شفاهنا لا تتلفظه، وهو: «أمَا يَهمُّك؟». فإن أصابتنا الأمراض وطُرِحنا في الفراش فإننا نعلم أن كلمة من إله كل قوة وقدرة تُزيل العلّة وتُبرئنا من الداء وترُّد إلينا صحتنا، ومع كلٍ نجده مُمتنعًا عن إعطاء هذه الكلمة. أو ربما ضاق رزقنا ودُفعنا في مخالب الفقر وأنياب الحاجة والعَوز، فإننا نعلم أن للرب الفضة والذهب، وكنوز الكون تحت تصرُّفه، ومفاتيح خزائن المسكونة في يدهِ، ومع هذا ربما يمر يوم بعد آخر وهو لم يسد عوزنا، وقصارى القول؛ فإننا نجتاز في المياه العميقة وتعج الأمواج علينا، وتُزمجر العواصف ضدنا وتضرب سفينة حياتنا إلى أن نبلغ نهايتنا، وعند ذلك نشعر أننا على استعداد أن نسأل هذا السؤال المُرعب: «أمَا يَهمُّك؟». إن الرب ينخس قلوبنا كلَّما افتكرنا أننا بعدم إيماننا وسوء ظننا نُحزِن قلبه المُحب، لأنه ما أسخف عدم الإيمان! وما أظلم أوهامه! كيف يتأتى أن ذاك الذي بذل نفسه عنا، وأخفى مجده حبًا بنا، ونزل إلى عالم التعب والبؤس، ومات موت العار ليُنقذنا من الغضب الأبدي، كيف يتأتى أن يهملنا ولا يُبالي بنا؟! ولكن ما أسرعنا عندما ينفد صبرنا تحت تجربة الإيمان أن نشك فيه مع أن التجربة التي ننحني تحتها ونخور بسببها وننكسر أمامها تُنتِج فينا ما هو أثمن من الذهب الخالص! فالذهب فانٍ وبائد أما ثمر الامتحان فدائم وباقٍ. وكلَّما زاد امتحان الإيمان الصادق زادَ لمعانه. ومتى اشتَّدت التجربة فالعاقبة تؤول إلى حمد الله وتسبيحه وإكرامه، ومجد ذاك الذي لم يَهَب الإيمان فقط، بل يُجيزه في أتون النار ساهرًا عليه تمامًا. فمسكين ابن آدم، وأي مسكين هو! ما أضعفه من مخلوق، لأننا إزاء صعوبة واحدة ننسى مئات المراحم وربوات الإحسان! قال مرة داود: «إني سأهلك يومًا بيد شاول»، ولكن ماذا صار، وكيف آل المآل ودارت رحى الأمور؟ سقط شاول في جبل جلبوع، أما داود فتبوأ عرش إسرائيل. وهنا ظن التلاميذ أنهم على وشك الغَرَق مع أن الرب في السفينة، ولكن ماذا جرى؟ قام ذاك الذي من قديم أتقَن العالمين من لا شيء «فقامَ وانتهر الريح، وقال للبحر: اسكُتْ! ابكم! فسكنَت الريح وصار هدوءٌ عظيمٌ». |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 39793 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() كيفَ لا إيمان لكم؟ ![]() فَقَامَ وَانْتَهَرَ الرِّيحَ، وَقَالَ لِلْبَحْرِ: اسْكُتْ! ابْكَمْ! .. وَقَالَ لَهُمْ: مَا بَالُكُمْ خَائِفِينَ هَكَذَا؟ ( مرقس 4: 39 ، 40) ما أبهى النعمة والمجد الظاهرين في الرب! فبدلاً من أن يُوبخ مَن عكَّروا صفو راحته، انتهر العواصف التي أرجفتهم. وما كان هذا العمل إلا جوابًا لسؤالهم: «أما يهُمك؟». فليتبارك اسمه القدوس. مَن ذا الذي لا يثق فيك ويتكِّل عليك؟! مَن ذا الذي لا يسجد ولا يتعبَّد لك ويخشع أمامك من أجل فيض نعمتك ومحبتك التي لا يُعبَّر عنها؟! ما أبدع أسلوب العمل الذي أجراه الرب! فبدون أي مشقة قام من راحة الناسوت الكاملة إلى عمل اللاهوت. كإنسان تعب من العمل ونام على وسادة. وكالله قام وبصوته القدير أبكم العاصفة وهدَّأ البحر. وهذا هو المسيح الله وإنسان معًا. وهو هكذا متأهب دائمًا لسد أعواز شعبه وتهدئة روعهم وتطمين بالهم وتبديد خوفهم. يا ليتنا نزداد ثقة فيه بكل بساطة. نحن قلَّما نُدرك الخسارة الباهظة الناجمة من عدم استنادنا على ذراع الرب يومًا بعد يومٍ، وما أهون أن يتسلَّط الرعب علينا! فإذا ما هبَّ الريح وغيَّم الجو انزعجنا وصَغُرت نفوسنا، فيملأ الخوف جوانحنا والحيرة كياننا، عوضًا أن ننام هادئين بجانب سَيِّدنا مستريحين مستكنِّين. وما نلبث أن تنزل بنا مُلِمَّة ولو صغيرة حتى نقوم ونقعد لها ظنًا منا أننا هالكون لا محالة، بينما الرب يؤكد لنا أن شعرة من رؤوسنا لا تسقط بدون أبينا، ويليق به أن يقول لنا، كما قال لتلاميذه: «ما بالكم خائفين هكذا! كيف لا إيمان لكم؟». يلوح أحيانًا أن لا إيمان لنا، ولكن ما أرق حبه! وما أحَّن قلبه! كم هو قريب منا ليحمينا رغمًا عن عدم إيمان قلوبنا وميلها إلى الشك وسوء الظن! تبارك اسمه، فهو لا يُعاملنا حسب أفكارنا الضعيفة عنه، بل حسب محبته الكاملة نحونا. فهذه تعزية نفوسنا وسنَدنا ونحن عابرون بحر الحياة الهائج. يا ليتنا نتكل عليه بهدوء. يا ليت الراحة العميقة النابعة من الثقة فيه تستقر في نفوسنا، ومهما عصفت العاصفة وعَلا الموج إلى قِمم الجبال، فليس خليق بنا أن نجرحه بسؤالنا: «أمَا يهمُّك أننا نهلك؟». ومن المستحيل أن نهلك والرب معنا في السفينة، ولا يخطر ببالنا هذا إن كان المسيح في قلوبنا. يا ليت الروح القدس يُولِّد في قلوبنا الجُرأة والثقة في ربنا يسوع، والدالة عليه. هذا ما يعوزنا الآن، فزِدنا يا رب منه! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 39794 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() أين إيمانكم؟! ![]() فَقَامَ وَانْتَهَرَ الرِّيحَ، وَقَالَ لِلْبَحْرِ: اسْكُتْ! ابْكَمْ! .. وَقَالَ لَهُمْ: مَا بَالُكُمْ خَائِفِينَ هَكَذَا؟ ( مرقس 4: 39 ، 40) "أين إيمانكم؟: قالها الرب لتلاميذه المضطربين. وكانت كلماته مميزة أفكار القلب ونياته؛ فاحصة كاشفة عن عدم إيمان دفين. ولم يسجل الكتاب جواباً من التلاميذ. كانوا حيارى وكانوا خجلين، لأنه أي عذر لمؤمن لا يثق في الرب عند الأزمات؟ وكيف يبرر رجل مؤمن عدم التمسك بإيمانه عند اشتداد العاصفة؟ لقد كانت في صرختهم رنة يأس تحت الشعور بالخطر. لقد نسوا إمكانيات الرب الموجود في وسطهم؛ ولو عمل الإيمان في قلوبهم لتشبثوا باسمه ووثقوا في محبته واستندوا على حكمته وآمنوا بقوته. لكن خوفهم كشف ضعف إيمانهم فصرخوا "يا معلم يا معلم إننا نهلك!". وماذا نحن فاعلون وسط الأنواء التي تهددنا؛ ونحن نعمل عمل الرب؟ إن رياح التعاليم الفاسدة وأمواج الروح العالمية، وروح التعصب الطائفي، تريد كلها أن تحطم بنيان الجماعة التي تتماسك معاً للشهادة للرب. هل نثق بالرب في هدوء ويشدنا الإيمان معاً؟ أم أننا خائرون وخائفون؟ هل أخذتنا رعدة فصرنا نصرخ "يا معلم يا معلم إننا نهلك" في حين أنه قال لنا بأن لن يهلك منكم أحد؟ هل نصرخ: "يا معلم يا معلم الأساسات تتزعزع"، في حين أنه قال لنا إن "أبواب الجحيم لن تقوى عليها؟". يا لنا من تلاميذ حيارى مُثقلين، لمعلم راسخ الخطوة لا يخون. ليت كلماته التي قالها لتلاميذه قديماً تدخل إلى دواخلنا "أين إيمانكم؟" و"كيف لا إيمان لكم" ( مر 4: 40 ). هل سفينتنا الصغيرة والرب في وسطها يمكن أن تغرق بهجمات الشر والأعداء؟ هل نؤمن أن الرب في وسطها فلن تتزعزع؟ أم نفزع قائلين: "يا معلم إننا نهلك"؟ إن هذه الحادثة تتحدانا، وفي نفس الوقت تعزينا. إننا أحياناً نرى ريحاً جارفة تهز كيان الجماعة، وسموماً خبيثة ينفثها العدو بين البعض، وبوادر خراب روحي تلوح في الجو، ويبدو كأن الرب صامت لا يتحرك ولا يقول كلمة ذات سلطان آمر لكي تهدأ الأمور، فلنتشجع وليكن لنا إيمان واثق في وسط النوء أو في الصحو. لنثق أن الرب معنا سيداً للموقف مهما كانت هجمات العدو. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 39795 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() إلى شواطئ ملكوت الآب ![]() فحدث نوء ريح عظيم فكانت الأمواج تضرب إلى السفينة حتى صارت تمتلئ .. فقام وانتهر الريح .. فسكنت الريح وصار هدوء عظيم ( مر 4: 37 -39) هذا المشهد يصوِّر لنا بصورة بارزة حالة العالم وحالة شعب الله فيه، وغرض الرب أن نترك العالم الحاضر ونجتاز إلى العبر إلى شواطئ ملكوت الآب. وكما كان معهم في السفينة، هكذا هو سائر معنا أيضاً بقوته ونعمته يهدئ الزوابع. والآن الرب صاحب السلطان على الكنيسة يبدو للعين البشرية كنائم على وسادة، فكم من قلوب متوجعة ونفوس تصرخ "أما تبالي؟ أما يهمك؟". ولكن المؤمن يقول مع صاحب المزامير "يهدئ العاصفة فتسكن وتسكت أمواجها" ( مز 107: 29 ) فيقوم يسوع وينتهر الأمواج ويهدئ العاصفة ويأتي بنا إلى الميناء المقصود. وهو يسمح بالضيق لحكمة منه، وهو يشعر بكل ما نتألم به، وفي الوقت المعين يقول "اسكت ابكم" فيصير هدوء عظيم! إن أخطارهم أخطاره، فهل يريد أن نغرق نحن ويخلص هو؟ هل العاصفة تضعف من محبته لنا؟ وهل مخاوفنا تحسِّن ظروفنا أو تزيد في أمننا وسعادتنا؟ وهل كانوا أكثر أمناً في يقظته من نومه؟ كلا بالطبع، ولكن لا بد من تعلم الدروس المخصصة لنا في مدرسته، وهو كُفء ليعيننا في كل مهمة يلقيها على عاتقنا. فإنسان بحر الجليل هو القدير الساكن الأعالي "المتنطق بالقدرة. المهدئ عجيج البحار. عجيج أمواجها وضجيج الأمم" ( مز 65: 6 ،7). وكل ما يسمح به الله مهما عسر علينا وشق على أنفسنا وصعب علينا فهمه، يجعلنا نختبر محبة وقوة وسلطان هذا القدير على خلاصنا، لكي يعود المجد لله في كل ظروفنا. فلما نزلت التجربة بالتلاميذ قال لهم يسوع "ما بالكم خائفين هكذا. كيف لا إيمان لكم" ( مر 4: 40 ). فنحن بطبيعتنا نميل إلى الخوف في وقت الخطر، وما خوفنا إلا ثمرة ضعف إيماننا. ولكي يصل الرب بنا إلى الإيمان القوي فإنه يسمح للعواصف والزوابع والأمواج بأن تهب، ويأمرنا نحن أيضاً بأن نجتاز إلى العبر، وغرضه أن نرسو عن قريب على شاطئ بيت الآب الجميل، حيث لا ذكر للزوابع، ولا وجود لاضطرابات الحياة. عن قريب يقول لكل شيء حولنا "اسكت ابكم" فيصير "هدوء عظيم". |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 39796 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() عتاب للخائفين مَن أنتِ حتى تخافي من إنسان يموت .. ![]() وتنسي الرب صانعك، باسط السماوات.. إش51: 12، 13ما بالكم خائفين هكذا؟ وكيف لا إيمان لكم؟ ( مر 4: 40 ) ما أضعف كياننا البشري! وما أسهل أن ينزعج من ظرف عصيب أو خبر أو كلمة أو حتى فكرة تخطر على باله! عندئذٍ تظلم الدنيا في عينيه ويظن أنه لا خلاص. وما أردأ العالم الذي نعيش فيه، فهو مملوء بالأخبار المزعجة والتقلبات المُرعبة، ولذا أصبح طابع الإنسان هو الخوف والقلق المستمر. والمؤمن ليس هو ”السوبرمان“ الذي لا يخاف. والإيمان رغم روعته لا يغيِّر الكيان الضعيف، ولا يغير الظروف المُخيفة، لكنه يفعل ما هو أروع وأمجد ـ إنه يُلقي الضعيف الصغير بين ذراعي القدير الكبير. إنه يضع الخائر في الحضن الدافئ وعندئذٍ يمكنه أن يرنم: في وَسَط الخوفِ العظيمْ نُهدي لك السجود نذكرُ فضلَكَ القديمْ لأنه يَعودْ ولهذا يعاتب الرب أحباءه الخائفين؛ مرة في مرقس4: 40، لا لخوفهم، بل لغياب الإيمان. وكأنه يقول للخائف: أين إيمانك الذي يجعلك تدخل مخدعك وتغلق بابك وتلقي بنفسك عليَّ. وفي إشعياء51: 9- 16 يعاتبهم بمحبة ورقة موجهًا الأسئلة التالية: (1) مَن أنا حتى تخاف؟ هل نسيتَ مَنْ أنا؟ أنا الرب صانعك ... ارفع عينيك للسماء، فأنا باسطها، وانظر للأرض بكل ما عليها، أنا مؤسسها، فهل عليَّ من عسير؟ .. أنا قاطع رَهَبَ وطاعن التنين، أنا الجاعل أعماق البحر طريقًا لعبور المفديين، فهل عليَّ من مُحال؟ .. ولماذا تلتمس تشجيعًا من غيري وأنا أنا الرب معزيكم ... عندي عليك أنك نسيت مَن أنا. (2) مَن أنت حتى تخاف؟ هل نسيت أنك محبوبي؟ هل نسيت كيف أتيت بك إليَّ؟ إن نظرة واحدة لعملي على الصليب لأجلك تجعلك تدرك من جديد غلاوتك على قلبي .. عندي عليك أنك نسيت مَنْ أنت. (3) مَن هو الإنسان حتى تخاف؟ مَن الذي يُخيفك؟ رئيس أو حتى ملك أو امبراطور .. إنه في النهاية إنسان يموت ويُجعل كالعشب. إن ضعف إيمانك أضفى على مشكلتك حجمًا ليس لها، وإبليس نجح في تضخيمها لك، ومن ثم نسيت إمكانياتي ونسيت غلاوتك، لذا عندي عليك أنك تخاف وأنك تنسى. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 39797 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() عظمة شخص المسيح ![]() فخافوا خوفاً عظيماً وقالوا بعضهم لبعض مَنْ هو هذا فإن الريح أيضاً والبحر يطيعانه ( مر 4: 41 ) وردت في الأناجيل خمس معجزات للرب يسوع مرتبطة بالبحر ولكن لا نجد فيها تكراراً، بل إن كل معجزة تُظهر جانباً من مجده. فالمعجزة الأولى: وهي التي وردت في لوقا5: 1-11 بعد أن قال سمعان للمسيح: "يا معلم قد تعبنا الليل كله ولم نأخذ شيئاً، ولكن على كلمتك ألقي الشبكة. ولما فعلوا ذلك أمسكوا سمكاً كثيراً جداً، فصارت شبكتهم تتخرق ... فأتوا وملأوا السفينتين حتى أخذتا في الغرق". وفي هذه المعجزة نرى المسيح ـ تبارك اسمه ـ مصدراً لكل شيء. والمعجزة الثانية: التي وردت في مرقس4: 35-41 عندما كانت الأمواج تضرب السفينة حتى صارت السفينة تمتلئ، "وكان هو في المؤخر على وسادة نائماً.. فقام وانتهر الريح وقال للبحر اسكت ابكم. فسكنت الريح وصار هدوء عظيم". وهنا نجد أن الريح والبحر يطيعانه، فهو له سلطان على كل شيء. والمعجزة الثالثة: التي وردت في متى14: 22-33 عندما كانت السفينة في وسط البحر معذبة من الأمواج، لأن الريح كانت مُضادة. وأتى إليهم المسيح "في الهزيع الرابع من الليل ... ماشياً على البحر، فلما أبصره التلاميذ اضطربوا قائلين إنه خيال، ومن الخوف صرخوا. فللوقت كلمهم يسوع قائلاً: تشجعوا أنا هو لا تخافوا". وهنا نراه القادر على كل شيء. والمعجزة الرابعة: التي وردت في متى17: 24-27 عندما طُلب بدفع الجزية، قال لبطرس: "اذهب إلى البحر وألقِ صنارة، والسمكة التي تطلع أولاً خُذها، ومتى فتحت فاها تجد إستاراً، فخذه وأعطهم عني وعنك". وهنا نراه كمن يعرف كل شيء. والمعجزة الخامسة: التي وردت في يوحنا21 عندما ذهب بطرس ليتصيد ومعه ست من التلاميذ، وفي تلك الليلة لم يمسكوا شيئاً. "ولما كان الصبح وقف يسوع على الشاطئ ... وقال لهم ... يا غلمان ألعل عندكم إداماً؟ أجابوه لا. فقال لهم ألقوا الشبكة إلى جانب السفينة الأيمن فتجدوا. فألقوا ولم يعودوا يقدرون أن يجذبوها من كثرة السمك ... سمكاً كبيراً مئة وثلاثاً وخمسين ... قال لهم يسوع هلموا تغدوا". وبعدما تغدوا ردّ نفس بطرس رداً كاملاً، وهنا نراه العلاج لكل شيء. هذا هو شخص ربنا يسوع المسيح سيدنا وفادينا ومعبودنا. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 39798 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الابن الأصغر ![]() الْتَصَقَ بِوَاحِدٍ .. فَأَرْسَلَهُ ..لِيَرْعَى خَنَازِيرَ. وَكَاَنَ يَشْتَهِي أَنْ يَمْلَأ بَطْنَهُ مِنَ الْخُرنُوبَ الَّذِي كَاَنتِ الخَنَازِيرُ تَأْكُلُهُ ( لو 15: 15 ، 16) يا لها من حالة تعيسة قد وصل إليها ذلك المسكين، فقد تقدَّم من رديء إلى أردأ! وهذا شأن كل نفس ضالة، فإنها في بُعدها عن الله تزداد تعاسة واستعبادًا للإثم والفساد. وإني أرى في تصرف صاحب الخنازير صورة مُصغرة لِما يعمله الشيطان مع جميع الخطاة. فكما استخدم صاحب الخنازير ذلك الابن العاق في رعاية خنازيره ولم يُعطهِ أجرًا، إذ كان يشتهي أن يملأ بطنه من الخرنوب الذي كانت الخنازير تأكله، هكذا يعمل الشيطان مع كل النفوس التي أسرها، فإنه يستخدمها في الشرور والخطايا ولا يعطيها أجرًا على هذه الخدمات الشاقة المُزرية. إنه يلعب بعقول البشر، ويسوقهم إلى ارتكاب الشرور والآثام. وما أسوأ الأجرة التي يتناولونها، فإنهم يحصدون أتعابًا ونكبات متعددة في الحياة «كثيرة هي نكبات الشرير» ( مز 32: 10 )، وأخيرًا يُطرحون في البحيرة المتقدة بالنار والكبريت. ما أردأ وأسوأ حالة ذلك الابن الشقي وهو يرعى الخنازير! حقًا لقد كان فقيرًا مُعدَمًا وبائسًا شقيًا، كان يشتهي طعام الخنازير فلم يجده حتى كاد يهلك جوعًا. وما كان أردأ منظره بثيابه الرثة وهو يرعى الخنازير في وسط الأوحال والمستنقعات! وإني أؤكد للقارئ العزيز أن هذه الحالة التي تجزع منها النفس وتشمئز، ما هي إلا صورة مُصغَّرة لحالته إن كان لا يزال بعيدًا عن الله. قد يكون أدبيًا مُهذبًا، وله مركز ممتاز في وسط الهيئة الاجتماعية ربما يحسده عليه الكثيرون، ولكنه إن كان لم يَزَل بعيدًا عن الله «في تلك الكورة البعيدة» فهذه صورته أمام الله. إنه نجس، نجس كذلك الذي كان يرعى الخنازير النجسة في وسط المستنقعات «بائس وفقير وعريان». ولكن يا لروعة نعمة الله الغنية وسمو محبته القوية، التي استطاعت أن تنتشل ذلك المسكين من تلك الهوة السحيقة، وترفعه إلى مركز سامٍ لم يكن يخطر له ببال! فإنه بعد أن كاد يموت جوعًا، رجع إلى نفسه؛ أي حين رجوعه كان طائشًا وفاقدًا لرُشده. والحقيقة أن هذه حالة غير الراجعين إلى الله، ولا سيما الشبان المنغمسين في شرورهم، المستهترين في فجورهم، فهم كذلك المجنون الذي كان يصيح دائمًا ويجرِّح نفسه، ولا يلبس ثوبًا، ولا يقيم في بيت، بل كان مسكنه في القبور. أما بعد أن رحمه الرب، فقد أصبح جالسًا ولابسًا وعاقلاً ( مر 5: 1 - 5). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 39799 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() للوقت فطلب إليه كل الشياطين قائلين: ![]() أرسلنا إلى الخنازير لندخل فيها. فأذن لهم يسوع للوقت. فخرجت الأرواح النجسة ودخلت في الخنازير ( مر 5: 12 ،13) تُرى ما هي الطريق الصحيحة التي يمكن أن يطرقها الإنسان التوّاق لخلاص نفسه المسكينة؟ وكم من الوقت يستغرقه علاج تلك الحالات المستعصية؟ فهناك الوقوع تحت سلطان الشيطان المُمسك بزمام النفس بقبضة من حديد، وهناك أنواع الخطايا المتدفقة من نبع قلب الإنسان الفاسد، الأمر الذي جلب عليه حكم الموت كأجرة لخطايانا! إنها صور للبؤس الإنساني متمثلة في مجنون كورة الجدريين، ونازفة الدم، وابنة يايرس كما يصورها لنا البشير مرقس في الأصحاح الخامس، ولوقا في الأصحاح الثامن. إن هذه الصورة الثلاثية هي حالة الإنسان في كل مكان وكل زمان. إلا أن الله يملك الأداة المناسبة واللازمة والكافية لخلاص الإنسان خلاصاً شاملاً وكاملاً. لقد أرسل الله ابنه الوحيد، ربنا يسوع المسيح، في جسم البشرية، ليقترب من الإنسان المسكين، ويتلاقى مع احتياجاته وحالته البائسة مخلصاً إياه بإظهار رحمته ونعمته وقوته. وإن خلاص الرب لتلك النماذج البشرية، لم يكن إلا صورة لذات الخلاص الذي يمنحه الرب لكل مَنْ يؤمن به ويؤمن بأن موته على الصليب كان موتاً نيابياً كفارياً. على أن الخلاص الذي قدمه المسيح لهذه النوعيات، كلٌ في حالته، لم يستغرق وقتاً، بل في الحال نجد الرب يسوع يُخرج "لجئون" الشياطين من المجنون، وفي الحال يوقف نزيف الدم من المرأة، وفي الحال يعطي ابنة يايرس حياة بعد الموت، وهذا ما عبَّر عنه مرقس بكلمة "للوقت" ( مر 5: 13 ،29،42). ولقد أظهر الرب رحمته في شفاء المجنون، ونعمته في شفاء النازفة للدم، وقوته في إقامة الفتاة من الموت. ولا زال الرب يسوع: في رحمته يريد أن يخلِّص نفسك المسكينة المُعذبة، وفي نعمته يريد أن يخلصك من سيادة الخطية، وفي قوته يريد أن يهبك حياة جديدة، حياة أبدية هي في متناول كل مَنْ يلجأ بالإيمان إلى المسيح كالملاذ الوحيد لخلاص النفس التي مزقها الشيطان نفسياً ودمرتها الخطية روحياً وحُكم عليها بالموت أبدياً. فتعال؛ لماذا تتوانى، فإنه للوقت سيخلصك. إنك إن أقبلت إليه بالإيمان فللوقت ستحظى بالغفران. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 39800 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() إنسانٌ به روحٌ نجسٌ! ![]() ولما خرج من السفينة للوقت استقبله من القبور إنسانٌ به روحٌ نجس، كان مسكنه في القبور، ولم يقدر أحد أن يربطه ولا بسلاسل ( مر 5: 2 ، 3) في حادثة الإنسان الذي به روح نجس، نرى صورة حية لتعاسة الإنسان تحت سلطان إبليس. نجد إنسانًا «كان مسكنه في القبور» وهذا يذكّرنا دائمًا بأن الموت يُخيِّم بظله على هذا العالم الذي نعيش فيه. فكل قوة إبليس موجهة لكي تقود الناس إلى الموت «السارق لا يأتي إلا ليسرق ويذبح ويُهلك» ( يو 10: 10 ). فهو يبذل كل اجتهاد لكي يسرق منا كل بركة روحية ولكي يقتل الجسد ويُهلك النفس ( مر 5: 1 - 5). ثانيًا: تُرينا هذه الحادثة عجز الإنسان الكامل عن أن يخلِّص نفسه أو الآخرين من قوة إبليس. فلقد فشلت كل المحاولات التي بُذلت لترويض هذا الرجل المسكين. وهكذا في يومنا الحاضر فشلت كل القوانين الأرضية في الحد من الشر والعنف والفساد المتفشي في العالم. ثالثًا: نتعلم من هذه الحادثة أنه بالرغم من عجزنا وفسادنا التام، إلا أننا نجد في شخص المسيح النعمة والقوة القادرة على أن تخلِّصنا من سلطان إبليس. لقد كان الروح النجس متمكنًا من ذلك الرجل المسكين، فكان جسده مسكنًا وأداة للشيطان يعمل ويتكلم من خلاله. ولكن الشياطين كان لا بد لها أن تنحني في حضرة ذاك الذي يعرفون تمامًا أنه ابن الله، والذي يملك كل السلطان لأن يُحدر بهم إلى الهلاك الذي يستحقونه. قد يجهل الناس مجد وسلطان المسيح، ولكن الشياطين تعرفه، وإذ عرفوا أنهم لا بد أن يخرجوا بكلمة المسيح، طلبوا منه أن يرسلهم إلى الخنازير، فأذِنَ لهم، وفي الحال ظهرت القوة المدمرة التي لهذه الأرواح. وهكذا اندفع القطيع للتو من على الجرف إلى البحر وهلك ( مر 5: 6 - 11). رابعًا: نتعلم من هذه الحادثة أنه بالرغم من أن قوة الشيطان مُذلة للبشر، إلا أن وجود الله لم يكن مُحتملاً بالنسبة لهم، مع أنه كان بينهم وعنده كل القوة والنعمة والرغبة في أن يخلِّص ( مر 5: 14 ). وإذ خرج أهل المدينة «ليروا ما جرى» واجهوا في الحال دلائل نعمة المسيح وقوته إذ نظروا المجنون الذي كان فيه اللجئون «جالسًا ولابسًا وعاقلاً»؛ صورة جميلة للنفس التي تحررت من سلطان إبليس وأتت لتستريح عند قدمي المسيح، ليست في حالة العري الذي يوجب الدينونة، ولكن لابسة ومتبررة أمام الله، مكتسية بالمسيح كبرّها، وفي حالة التعبد، بعد أن تصالحت مع الله، وانتفى كل أثر للعداوة. هل تمتعت، عزيزي القارئ، بهذا الخلاص العظيم؟ |
||||