![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 39681 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() يفهم الأعماق ويسدد الأعواز ![]() فأتى إليه أبرص ... فتحنن يسوع ومدَّ يده ولمسه ... ( مر 1: 40 ، 41) في نهاية الأصحاح الأول من إنجيل مرقس، نرى الرب يسوع يلمس الأبرص الذي أتى إليه ضارعًا طالبًا ليس اللمس بل الشفاء، لكنه إذ يعلم عُمق احتياج هذا المحروم من اللمس لدفء وحنان اللمسة، نجده يجود بها عليه دون أن يسألها أو حتى يحلم بها. وهذا يجعلنا نرجع للوراء، لنراه في بيت بطرس يشفي حماته من الحُمى، ليس بلمسة بل بمسكة قوية من يده القديرة ليدها الضعيفة الواهنة! وهذا يجعلنا أيضًا نتقدم قليلاً للأمام لنراه، في أكثر من موقف، يُشبع احتياج الأطفال، لا بلمسة ولا بمَسكة بل باحتضان! إذًا هو يعرف متى يلمس، ومتى يمسك، ومتى يحتضن! ويعرف أيضًا مَن الذي يحتاج للمسة، ومَن الذي يحتاج للمَسكة، ومَن الذي يحتاج للاحتضان! فالمرأة المُسنّة العجوز، يمسكها بيدها ويُقيمها! ولك أن تتخيل وَهنْ الشيخوخة وضعفها وشعورها العميق المستمر بالعَوز لمَن يمسك بها وهي بدون مرض، فكم بالحري حاجتها لمسكَة قوية وهي مريضة بالحُمى؟ بينما لم يكن الأبرص يحتاج ليد قوية، فهو رجل، والبرص لا يُذهب القوة كالحُمى، لكنه يضيِّع الكرامة بسبب نجاسته، لذلك لم يكن يحتاج لمسكَة بل للمسة حانية. والطفل الصغير الضعيف لا تكفيه؛ لا مسكَة ولا لمسة، فهو يحتاج بعمق للشعور بالأمان، وهذا لا يجده إلا في الأحضان. آه، ما أجمل وما أروع سيدي الكريم وهو يوزّع الحنان ويُشبع جميع الاحتياجات التي قد يعلم بها أصحابها أو لا يعلمون، يحلمون بإشباعها أو لا يحلمون. إن الجميل في المُحب الحقيقي هو فهمه لاحتياج الإنسان دون أن يبوح به، وإسراعه للإشباع دون طلب من المحتاج! هل كان الأبرص يحلم بيد عادية وليست يد القدوس أن تلمسه؟ وهل كانت العجوز تحلم بيد القدير تصل إلى سريرها، وتُمسك بها وتُقيمها، وتقهر لها مرضها، وتطلق القوة في جسدها الواهن حتى تقوم في الحال كشابة يافعة لتخدمهم؟ وهل كان يحلم الطفل بأن المعلم العظيم، الذي يجلس عند قدميه الكبار، يحمله ويأخذه في حضنه؟ أحبائي .. هل رأينا كيف أحبَّ الإنسان؟ .. وهل تعلم ـ عزيزي القارئ ـ أنه ينتظر منا نفس هذا الحب من نحو الإنسان؟! فهيا بنا نطلب منه العون لنحب كما أحب فنكون بحق تلاميذه. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 39682 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الإرادة والاستطاعة إِنْ أَرَدْتَ تَقْدِرْ أَنْ تُطَهِّرَنِي. فَتَحَنَّنَ يَسُوعُ ...![]() وَلَمَسَهُ وَقَالَ لَهُ: أُرِيدُ، فَاطْهُرْ! ( مرقس 1: 40 ، 41) تصوَّر إنسانًا يغرق وآخر في هذه الأثناء مارًا به، فما هي الصفات اللازم توفرها في الثاني حتى يتسنى له أن يُخلِّص الإنسان الأول وهو على حافة الغرَق؟ يجب أن توجد عنده “الإرادة” و“الاستطاعة”؛ فقد تكون له إرادة ولكن تنقصه المقدرة، وقد تكون له المقدرة ولكن تعوزه الرغبة، لهذا يقتضي الحال للمُنقذ والمُخلِّص أن يكون حائزًا على الأمرين معًا. والرب يسوع المسيح – له كل المجد – دُعيَ مُخلِّصًا للخطاة، ومُخلِّصًا إلى التمام، لأنه حائز على هذين الأمرين؛ فهو يريد من كل قلبه أن جميع الناس يخلُصون وإلى معرفة الحق يُقبلون، وفي الوقت نفسه غير المستطاع عند الناس مستطاع عنده. فتأمل أيها القارئ العزيز في المسيح يسوع الذي ليس بأحدٍ غيره خلاص نفسك من جهنم، وهو وحده القادر والراغب من كل قلبه في خلاصك. وإنجيل مرقس 1: 40- 45 يُظهِر لنا هذه الحقيقة بكل جلاء ووضوح، فإن الأبرص البائس جاء بحالة مُحزنة إلى الرب يسوع قائلاً له: «إن أردت تقدر أن تُطهرني». فهنا نرى الإيمان بمقدرة الرب يسوع على الشفاء، ولكننا من وجه آخر نرى ضعف إيمان هذا الأبرص وشكُّه في أمر إرادة الرب يسوع المسيح ورغبته في شفائه. فهو لم يشك في استطاعة الرب يسوع، ولكنه شك في إرادته قائلاً: «إن أردت». وقد كان هذا الأبرص في حاجة لأن يعرف ولو قليلاً عن محبة الرب يسوع ورغبته الشديدة في خلاص الهالكين والبائسين. وعلى ما يظهر ناجى هذا البائس نفسه قائلاً: “مَن لي أنا الأبرص النجس - الذي يهرب من أمامي كل مَن يراني – بنظرة عطف من هذا الشخص العجيب القادر أن يُطهرني لو أراد! ربما يبتعد عني كباقي الناس مُشمئزًا من نجاستي، غير راغب في تطهيري”. ولكن شكرًا لله لأن ربنا يسوع المسيح المبارك لم يتردَّد لحظة في إظهار عواطف قلبه وحنانه، حيث تنازل وقال له: «أُريد، فاطهُر!». ما أجمل هذا القول الذي يشف عن محبة صادقة ورحمة واسعة «فللوقت وهو يتكلَّم ذهب عنهُ البرص وطَهَر». فلا محل لارتياب الأبرص بعد هذا المِثال الدال على قدرة ومحبة ربنا ومخلِّصنا. فالأمر المهم الواضح في الوحي ليس فقط مقدرة المسيح للخلاص، ولكن رغبته أيضًا للخلاص. أيها القارئ العزيز: ليتك تثق بأن خلاصك يتوقف على إيمانك بالرب بيسوع القادر والراغب أن يُخلِّصك إلى التمام. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 39683 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() «إِنْ أَرَدْتَ تَقْدِرْ أَنْ تُطَهِّرَنِي» ( مر 1: 40 ) «إِنْ أَرَدْتَ تَقْدِرْ أَنْ تُطَهِّرَنِي»![]() ( مر 1: 40 ) ما أتعس هذا الأبرص، المضروب بداء عضال، داء يعزّ علاجه على البشر أجمعين! ما أتعس هذا الأبرص المهجور من الجماعة كلها لأنه في نظر الجميع نجس! هذه هي صورة الإنسان الطبيعي؛ صورة حقيقية للإنسان الساقط المبيع تحت الخطية، الذي تلطخ قلبه بمرض الخطية النجس. قد يقرأ هذه الكلمات شخص يشعر بتعاسة الخطية، شخص خاطئ، شخص أفرخ فيه البرص. وقد يحاول أن يخفي هذا الشخص عوارض دائه، ولكن الله يعلم، وهو أيضًا يعلم أنه شخص بائس تعس. يا له من حِمل ثقيل على قلبك! كم من مرة تديَّنت وتخلَّقت بأحسن الخُلق، وحاولت إصلاح نفسك مُجاهدًا وضاعت جهودك هباء! إن داءك أفظع من أن تداويه هذه العلاجات وأمثالها. تأمل هذين الشخصين. مَن هما؟ أحدهما أبرص نجس، والآخر ابن الله المبارك. وانظر كيف يتكلَّم الأبرص في غير ادعاء، فهو لم يسأل ماذا يعمل ليُطهِّر نفسه، بل أتى إلى يسوع المسيح، وطلب إليه جاثيًا، وقائلاً له: «إِنْ أَرَدْتَ تَقْدِرْ أَنْ تُطَهِّرَنِي». وهل كان جواب المسيح له: “اذهب وحسِّن نفسك أولاً”؟ كلا، بل «تَحَنَّنَ يَسُوعُ وَمَدَّ يَدَهُ وَلَمَسَهُ وَقَالَ لَهُ: أُرِيدُ، فَاطْهُرْ!». ويا له من تغيير مُدهش! فذلك الأبرص النجس الذي تعذر شفاؤه، برأ في لحظة، تطهّر وفارقه البرص بمجرد ما نطق الرب يسوع بكلماته. صديقي: ثق أنه لم يتقدم شخص إلى الرب يسوع كما هو، إلا وقد نال في الحال تطهيرًا لخطاياه. إن محاولة تحسين حالتك، قبل أن يُطهِّرك الرب يسوع، تسلب الله مجده. فلا تَقُل في قلبك إن الله لا يقبل ولا يُطهِّر إلا الذين تحسنت حالتهم، وقلَّت شرورهم. إن الرب المُبارك لم يرفض أحدًا ولا يوجد أمامه فرق بين الناس البُرص مهما اختلفت درجة البَرَص عندهم. فهل انفتحت عيناك لترى الرب يسوع مشتاقًا أن يقبلك كما أنت؟ |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 39684 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() شهود للمسيح وتكونون لي شهوداً في أورشليم وفي كل اليهودية![]() والسامرة وإلى أقصى الأرض ( أع 1: 8 ) بعد أن تهكم الشاب المُلحد على الواعظ الانجليزي الشهير ''الكسندر ماكلارين'' (1826ـ 1910) وعده أنه سيحضر الاجتماعات الأربعة التي سيعقدها ماكلارين في الكنيسة، والتي سيتكلم فيها عن الحقائق المسيحية الأساسية. وبالفعل وفيَ الشاب المستهزئ بوعده وكان كل مرة يصغي بانتباه إلى مواعظ الكسندر ماكلارين. وبعد الاجتماع الرابع والأخير وقف الشاب والدموع تنهمر من عينيه واعترف بخطاياه وأعلن قبوله للمسيح مُخلصاً شخصياً لحياته. فرح ماكلارين جداً لخلاص هذا الشاب وسأله بشغف: أي من المواعظ الأربعة أثرت فيه؟ فأجاب الشاب: سيدي إن مواعظك عظيمة جداً ومُفيدة للغاية، ولكن لم تكن هى التي أثرّت فيَّ. ثم أكمل الشاب حديثه قائلاً: في صباح يوم الأحد وبعد انتهاء الموعظة، وبينما أنا أخرج من الاجتماع لاحظت امرأة عجوز كانت على وشك الانزلاق. وبينما أنا أساعدها نظرت إلىَّ بعدما شكرتني وقالت لي: أتمنى لو كنت تعرف مخلصي يسوع المسيح، إنه كل ما أملك في هذه الحياة وشهوة قلبي أن تتعرف عليه أنت أيضاً، فهو وحده الذي يجعل للحياة معنى رائعاً، وحتى الموت معه لا يُخيف، فالأبدية مضمونة عنده. ثم أردف الشاب قائلاً: إن شهادة هذه السيدة الفاضلة جعلتني بمجرد وصولي إلى البيت أن أجثو على ركبتىَّ حيث طلبت الرب يسوع وتعرفت عليه شخصياً وتمتعت الآن بسلامه الكامل. لقد قال الرب يسوع للرجل الذي كان به لجئون: "اذهب إلى بيتك وإلى أهلك وأخبرهم كم صنع الرب بك ورحمك. فمضى وابتدأ ينادي في العشر المدن كم صنع به يسوع فتعجب الجميع" ( مر 5: 19 ،20). أما السامرية فلم يَقُل لها ذلك ولكنها بعد أن اختبرته، تركت المرأة جرتها ومضت إلى المدينة وقالت للناس "هلموا انظروا إنساناً قال لي كل ما فعلت. ألعل هذا هو المسيح؟" ( يو 4: 28 ،29). أما الأبرص فقد قال له الرب لا تَقُل لأحد شيئاً، ولكن لم يستطع إلا أن يشهد عن الرب يسوع فخرج وابتدأ ينادي كثيراً ويذيع الخبر ( مر 1: 44 ،45). فليس جميعنا مُرسلين، أو وعاظاً، أو مبشرين نعظ للآلاف، ولكن من واجب كل مؤمن أن يشهد لا بحياته فقط بل بكلامه أيضاً. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 39685 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() قُل كلمة فقط «قُلْ كَلِمَةً فَقَطْ فَيَبْرَأَ غُلاَمِي» ![]() ( متى 8: 8 ) لم يرفض الرب يسوع الإيمان الضعيف، لكنه أجاب طلبه. ولكنه سُرَّ بالإيمان القوي المُتقدِّم إليه بجرأة دون تردد، متيقنًا أنه مُفعم بالجود والخير. ولكن حتى لو تقدمت النفس له، في تردد وخجل، فهو لن يرفضها بل سيشجعها ويباركها. لقد كان إيمان الأبرص في متى 8: 1-4 من نوع الإيمان الضعيف، لأن قلبه مسحوق بالحزن، والفم ظل مترددًا مُتسائلاً: أَيريد الرب أن يُطهّره أم لا؟! فقال: «يَا سَيِّدُ، إِنْ أَرَدْتَ تَقْدِرْ أَنْ تُطَهِّرَنِي». أما الرب فأظهر له حالاً حسن إرادته قائلاً: «أُرِيدُ، فَاطْهُرْ!». فبدد الظلام الدامس الذي كان مغشيًا على تلك النفس الضعيفة. وبعد ذلك بقليل التقى الرب بصاحب الإيمان القوي غير المتردد ( مت 8: 5 -10)؛ ذاك الأممي الذي صرَّح بأن الأمراض تحت إمرة السَيِّد كالعبيد بالنسبة لسَيِّدهم، حتى تعجب الرب، ثم عمل حسب المطلوب، تمامًا كما فعل مع الأبرص. ومما يُشجعنا أن الإيمان الجسور مقبول بسرور من السَيِّد، وأما الضعيف فليس بمرفوض. على أن الرب قد ميَّز بين الإيمان الضعيف والقوي. فإنه لما جاءه صاحب الإيمان الضعيف، أعطاه البركة المطلوبة، ووبخه. ولكن توبيخاته من هذا القبيل تشجعنا. فكأني به يقول لنا: لماذا ترددتم؟ ولماذا لم تقتربوا إليَّ بغاية الجرأة لتتمتعوا مني بكامل النفع، وبغاية السرور والرضى، لأنه يُريدنا أن نختبر ونعرف قلبه. إن كان الإيمان الضعيف ينال طلبته وإن توَّبخ، فإن الإيمان القوي مقبول برضى وسعادة. ومن ثم ابتهج الرب بإيمان تلك العائلة في كفرناحوم ( مر 2: 1 -12)، إذ أخذوا مريضهم كما هو على سريره، وإذ لم يستطيعوا أن يقتربوا إليه من أجل الجمع، نقبوا السقف، حيث كان الرب، ودلوا السرير الذي كان المفلوج مضطجعًا عليه. فبإيمانهم هذا لم يدخلوا البيت فقط، بل دخلوا قلب الرب. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 39686 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() عندَ قدَمَيهِ «سَقَطتُ عِندَ رِجلَيهِ كَمَيِّتٍ، فَوَضَعَ يَدَهُ ![]() اليُمْنى عَلَيَّ قَائِلاً لِي: لاَ تخَفْ» ( رؤيا 1: 17 ) «لَمَّا رَأَيتُهُ سَقطتُ عِندَ رِجلَيهِ كَمَيِّتٍ» .. يا له من منظر مجيد للمسيح الذي رآه يوحنا! ومع أن المشهد أثر فيه لدرجة أنه سَقَطَ «عِندَ رِجلَيهِ كَمَيِّتٍ»، لكنه رغم ذلك وجد أن قدمي الرب يسوع كانتا موضع الكرامة والبركة. وهذه ليست المرة الأولى لهذه المشاهد العظيمة في العهد الجديد. ولننظر مثلاً آخر؛ كانت هناك امرأة رديئة السُّمعة لأجل طرقها الخاطئة، وسمعت أن الرب يسوع قد زارَ المدينة، وأنه هناك في الوليمة في بيت سمعان الفريسـي. وهي إذ شعرت بثقل حِمل خطاياها، وانتُخس ضميرها، وكان قلبها مُثقلاً بالذنب وحزينًا، واحتاجت لمُخلِّص، وها هو المُخلِّص الوحيد عن قُرب وفي متناول يديها. ولكن هل سيقبل أن يُخلِّص خاطئة مثلها؟! وهل يُرحب بشخص شرير رديء السُّمعة إلى هذا الحد؟! وهل يمكن له وهو القدوس أن يتضع ويُصغي لمثل هذا المخلوق الرديء للغاية؟! لا شك أن هذه الأفكار طافَت بقلبها المُكتئب. ومع ذلك اضطرتها الحاجة أن تأتي إلى يسوع؛ «جَاءَت بِقَارُورَةِ طِيبٍ، وَوَقَفَت عِندَ قَدَمَيهِ مِن وَرَائِهِ بَاكِيَةً، وَابتَدَأَت تَبُلُّ قَدَمَيهِ بِالدُّمُوعِ، وَكَانَت تَمسَحُهُمَا بِشَعرِ رَأْسِهَا، وَتُقَبِّلُ قَدَمَيهِ وَتَدهَنهُمَا بِالطِّيبِ» ( لو 7: 36 -50). وها نجد نفسًا أخرى مُتعبة وخاطئًة ضربها ضميرها عند قدمي الرب يسوع. وماذا تُرى قال الرب لها؟ هل صوَّب إليها نظرة مُؤنبة؟ هل أفلتت عبارة توبيخ من شفتيه؟ كلا، «لأَنَّهُ لَمْ يُرْسِلِ اللَّهُ ابنَهُ إِلَى العَالَمِ لِيَدِينَ العَالَمَ، بَل لِيَخْلُصَ بِهِ العَالَمُ» ( يو 3: 17 )، وهو – تبارك اسمه - «قَد جَاءَ لِكَي يَطلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَد هَلَكَ» ( لو 19: 10 )، وأيضًا «جَاءَ إِلَى العَالَمِ لِيُخَلِّصَ الخُطَاةَ» ( 1تي 1: 15 )، ولذلك قال لها الرب: «إِيمَانُكِ قَد خَلَّصَكِ! اِذهَبِي بِسَلاَمٍ». يا للروعة فالمُخلِّص والخاطئ قد التقيا! ويا لترحاب قلب الرب يسوع المُنعم! ويا لسعادة الخاطئ الذي قَبِله الرب يسوع هكذا! فلا شيء بين الخاطئ المُذنب وبين المُخلِّص المُنعِم؛ لا فرائض ولا طقوس، ولا تدخُّل رسميات، ولكن ببساطة يعترف المُذنب التائب، وابن الله يغفر له. وهو ما حدث أيضًا عندما قال لآخر ««يَا بُنَيَّ، مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ» ( مر 2: 5 ). والآن يُعلن بمنتهى الوضوح لهذه المرأة التي كانت خاطئة: «إِيمَانُكِ قَد خَلَّصَكِ!». ليس طِيبك، ولا دموعك، ولا قُبلاتك، ولا أيَّة ثمار مقبولة منك، ولكن «إِيمَانُكِ قَد خَلَّصَكِ! اِذهَبِي بِسَلاَمٍ». |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 39687 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() امكث معنا فألزماه قائلين: امكث معنا،![]() لأنه نحو المساء وقد مال النهار، فدخل ليمكث معهما ( لو 24: 29 ) ينفرد لوقا بذِكر سبعة بيوت دخلها الرب ( لو 4: 38 ؛ 5: 29؛ 7: 36؛ 10: 38؛ 14: 1؛ 19: 5؛ 24: 29). وقد تعامل الرب في كل بيت بما يتفق مع حالة مُضيفه، فنجده: 1ـ الكاهن العطوف الذي يرثي، وهذا في بيت بطرس، حينما لبى سؤالهم من أجل حماته (4: 38) باعتباره الكاهن الذي يمدّ يد العون لمَن يسأله. 2ـ الطبيب الذي يشفي، وهذا في بيت لاوي (5: 29)، حينما أعلن نفسه لمَن تذمروا عليه، أنه الطبيب الذي أتى كي يشفي كل مَنْ شعر بمرضه. والمقصود هنا أنه أتى كي يُقدم غفرانًا لكل مَنْ أتعَبته خطاياه، وابتغى الخلاص منها. 3ـ الله الذي يغفر، وهذا في بيت الفريسي الأول (7: 36)، حينما صرَّح للمرأة التي كانت خاطئة بالقول: «مغفورة لكِ خطاياكِ». ومعروف أنه لا يستطيع إنسان أن يغفر الخطايا، إنما هو سلطان الله وحده ( مر 2: 7 ، 10). 4ـ المعلم الذي يشرح الشريعة، وهذا في بيت الفريسي الثاني (14: 1)، حينما شرح لهم فكر الله من جهة يوم السبت، فإنه لم يُعطَ ليُزيد من عناء البشرية، بل ليكون راحة لهم. 5ـ صديق العائلة الذي ينصح ويقوِّم، وهذا في بيت مريم ومرثا، حينما نراه يُقبَل في هذا البيت بكل ترحاب وحفاوة، حيث تربطه معهم علاقة خاصة ومُميزة، ولكنه في الوقت نفسه لا يتردد عن توبيخ مرثا عندما تجاوزت حدودها، وتكلمت بكلمات غير مناسبة. فتدَّخل الرب سريعًا ليُصحح أفكارها، ويوضّح لها خطأها (10: 38- 42). 6ـ ابن الإنسان الذي يُخلِّص، وهذا في بيت زكا، حينما أعلن الرب له عن خلاصه وخلاص بيته (19: 9)، وهذا باعتباره ابن الإنسان صاحب السلطان على كل نفس. 7ـ الراعي الذي يفتقد خرافه، وهذا في بيت تلميذي عمواس، حينما تنازل في نعمته ورافقهما. بينما كانا منطلقين من أورشليم حيث يوجد إخوتهما، وذاهبين إلى بيتهما في عمواس. فكانا كخروفين قد ضلا مكانهما، وها هو الرب الراعي الأمين يبحث عنهما ليرُّد نفسيهما ويصحح أفكارهما، ليُعيدهما مرة أخرى إلى مكانهما الصحيح. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 39688 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() شفاعة المسيح وأساسها ![]() وعبدي البار بمعرفته يُبرر كثيرين، وآثامهم هو يحملها ... وهو حَمَل خطية كثيرين وشفع في المُذنبين ( إش 53: 11 ، 12) لقد كان المسيح هو الشخص الوحيد الذي لم يَقُل قط: ”يا أبتاه اغفر لي“. فهو ـ تبارك اسمه ـ لم يكن محتاجًا أن يقول ذلك، لأنه البار الوحيد الذي عاش على الأرض، والوحيد الذي لم يعرف خطية. وكونه البار جعله مؤهلاً لأن يكون الشفيع الذي يتوسل لأجل المُذنبين. فما كان يصلح أن يتشفَّع مُذنبٌ. وفي إشعياء53، قبل أن يحدثنا عن شفاعته في المُذنبين، يقول: «وعبدي البار بمعرفته يُبرر كثيرين»، فشفاعته في المُذنبين مبنية على أساس مبدئي من بره الشخصي. لكن هناك شيئًا آخر هامًا ليمكنه أن يكون الشفيع. فالرب لما كان على الأرض لم يَقُل ولا مرة واحدة ”يا أبتاه، اغفر لهم“، إذ كان هو نفسه يغفر الخطايا بسلطانه. حدث هذا في حياته على الأقل مرتين: المرة الأولى مع المرأة الخاطئة في لوقا7، والمرة الثانية مع الرجل المفلوج في مرقس2. في المرتين اعتبروه مُجدفًا لأنهم قالوا: «مَن يقدر أن يغفر الخطايا إلا الله وحده؟»، وهي ملاحظة في محلها، ولكن ما بنوه عليها من استنتاج كان خاطئًا تمامًا. فصحيح أنه لا يقدر أحد أن يغفر الخطايا إلا الله، لكن مشكلتهم أنهم لم يروا فيه عمانوئيل «الله معنا»، فاستنتجوا أنه مُضِلٌّ ومُجدِّف، وكان استنتاجهم هو التجديف وهو الضلال. ونلاحظ أن المسيح لما غفر خطايا المفلوج علَّق على هذا بالقول: «لكي تعلموا أن لابن الإنسان سلطانًا على الأرض أن يغفر الخطايا» ( مر 2: 10 ). نعم، لما كان على الأرض كان له السلطان أن يغفر الخطايا. أما وقد ارتفع عن الأرض بالصليب، فإنه كان يدفع حساب الخطايا. لهذا فإنه لم يَقُل على الصليب ”أنا أغفر لكم“، بل قال: «يا أبتاه، اغفر لهم». لقد كان المسيح في ذلك الوقت مُمثلاً للبشرية، وكان آخذًا مكان البشر الآثمين. فكأن المسيح وهو على الصليب يقول للآب: ”اغفر لهم وأنا مستعد لدفع الحساب، إن ظلمهم الذي ظلموه، والدين الذي عليهم، احسبه عليَّ وأنا أوفي“ (قارن فل18، 19). إذًا فهناك شرطان ليكون الشخص شفيع الخطاة: أولاً أن يكون هو بارًا، وثانيًا أن يتحمل أجرة خطاياهم وقصاصها. وهو عين ما نقرأه في إشعياء53: 11، 12 «وعبدي البار بمعرفته يبرر كثيرين» ثم «وآثامهم هو يحملها»، ومن ثم أمكنه أن يقول في النهاية «شفع في المُذنبين». |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 39689 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() السرير على ظهر المفلوج ![]() قُمْ وَاحْمِلْ سَرِيرَكَ، وَاذْهَبْ إلَى بَيْتِكَ! ( مرقس 2: 11 ) أصدقاء المفلوج: حَمَل أربعة أصدقاء صديقهم المفلوج بكل الحب إلى حيث كان الرب. وإذ أعاقتهم الجموع عن الوصول للرب نفسه، صعدوا به إلى السطح بكل حنان المحبة. ثم نقَبوا السقف وأنزلوا المريض على سريره أمام الرب بمنتهى الحذَر الذى لا تصنعه إلا المحبة. وعجيب إيمانهم الذي عرف أن يُثابر ويتخطى الصعوبات! ومُثابرة الإيمان هذه دليل على الشعور بالاحتياج الشديد، كما أنها دليل الثقة العجيبة في القوة والإجابة التي سيجدونها عند الرب الذي يطلبونه. طوباهم إذ امتدح الرب إيمانهم. وما أروعهم مثالاً للشركة في الخدمة! فنحن لا نعرف مَن أخذ زمام المُبادرة بزيارة الرب، أو مَن اقترح الصعود إلى السقف. وغالبًا اشترك الأربعة في إنزال المفلوج - الكل في شركة عجيبة وانكسار رائع، واتحاد في تناغم وهدوء - غرضهم الوحيد هو شفاء صديقهم. رب المفلوج: قال المسيح للمفلوج: «يا بُني مغفورة لكَ خطاياك». قال هذا بكل السلطان وبصورة حادة حملت سلطانها معها أنه المسيَّا. وفورًا فكَّر الكتبة الجالسون أنه يجدِّف. فسألهم سؤالاً مُحيِّرًا: أيُّما أيسر: أن يُقال (وليس أن أقول) ”مغفورة لك خطاياك“، أم أن يُقال ”قُم واحمل سريرك وامشِ؟“ وكلاهما مستحيل للإنسان. والرب لم يتساءل أيهما أصعب بل أيهما أيسر؟ فبالنسبة له كلاهما يسير. ظن الكتَبة أن ادعاءه غفران الخطايا أيسر له لأنه أمر مستور. فأعقب الرب سؤاله بإعلان أمجد: «قُم احمل سريرك وامشِ». فإذا بالرب يستَعلِن القوة الإلهية والتي أعطته السلطان أن ينطق بالغفران. وما أروعه يستعلنها بسلطان الآمِر «لك أقول (أنا) قُم»، دون صلاة أو دعاء. وإذا بالمريض يُشفى شفاءً كاملاً في الحال ويحمل سريره! السرير على ظهر المفلوج: ها هو المريض يسير في شوارع كفرناحوم والسرير على ظهره ليُعلِن ليس الصحة الكاملة والشفاء الكامل للجهاز العصبي والعظام والعضلات، بل وصحة الشباب. وتاج الكل تجديد الحياة الداخلية بالكامل بعد غفران الخطايا. أيُّهما أيسر؟! ها هو يتمتع بالبركتين معًا: الغفران والشفاء. ما أيسر الكل لرب الكل! وما أحلى الإيمان يتسلَّم ببساطة! قارئي المبارك: هل تقابلت مع غافر الخطايا؟ وهل تحمل سريرك؟ أم ما زال سريرك يحملك؟ أ تشترك مع إخوتك فى حِمل البشرية المُعذَّبة كما فعل أصدقاء المفلوج؟ |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 39690 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الخادم الكامل لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ أَيْضًا لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ ![]() وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ ( مرقس 10: 45 ) * «كان يخاطبهم بالكلمة» ( مر 2: 2 ): يعطي لنا الرب مثالاً رائعًا للخادم الكامل حيث قصد الروح القدس أن يسطِّر لنا هذه الكلمات عن خدمة الرب؛ فبالرغم من أن كل ما كان يخرج من فم الرب هو كلمة الله، لكن الروح القدس قصد أن يذكر لنا في إنجيل مرقس - الإنجيل الذي يحدِّثنا عن الرب كالخادم الكامل - أنه كان يخاطب الجموع بالكلمة، حتى يؤكد لنا أن هذه هي أدوات الخادم، فلا يأتي بفلسفات من عنده، أو يقدِّم عظة اجتماعية خفيفة ليُرضي سامعيه، أو يُضيِّع وقته ووقت مخدوميه في سَرد قصصٍ اجتماعية لا معنى لها، لكنه ينهَل من كلمة الله، ويُقدِّمها للناس. * أين كان يُعلِّم الرب؟ كان يُعلِّم في المجامع والبيوت، وعند البحر وعلى الجبل، وفي السهل. فالخادم لا تنتهي خدمته بنهاية الاجتماع، أو بنزوله من على المنبر، بل هو في كل وقت لا حديث له سوى عن سيده. فطالما وُجِدت النفوس حوله هو يتحدث عن سيده ويخدم سيده بكل تفانٍ. فلا يجد فرصة إلا ويستغلها في الحديث عن سيده وعن روعة الحياة تحت ظله وحلاوة العِشرة معه. * «كان كثيرون من العشارين والخطاة يتكئون مع يسوع» ( مر 2: 15 ): لم يضع نفسه في مكانة أعلى، رغم أن المسافة بينه وبين أعظم الموجودين لا تُقاس بمقياس، إلا أنه كالخادم كان متكئًا مثله مثل كل الموجودين معه، لكن اللافت للنظر أيضًا أن نوعية الموجودين لم تكن من عِلية القوم، بل كانوا خطاة مساكين منبوذين من المجتمع، وهذا لم يجعل الرب يفصل نفسه عنهم، لأنه جاء لهؤلاء خصيصًا. لذلك لا نندهش لمَّا نراه في عُرس قانا الجليل وسط أفراح الجموع، أو عند قبر لعازر يشارك الجموع أحزانهم. * في الأصحاح الخامس من إنجيل مرقس - انجيل الخادم - نرى كم كان الرب كالخادم يتعب جدًا في خدمته؛ لم يكن يرفض لأحد طلبًا، بل كان يقدِّم نفسه ويبذل نفسه لأجل الجميع. فنجده يعبر إلى كورة الجدريين، ليُريح ذلك المجنون من أتعابه وجروحه، ولا يمنع النازفة من لمسه، ولا يرفض طلب رئيس المجمع في الذهاب لبيته وإقامة ابنته، وفي الوقت ذاته لم يمتنع عن تعليم الجموع عند البحر. لقد كان مُتاحًا للجميع، ولم يكن خادمًا لفئة معيَّنة أو مجموعة بعينها. |
||||