![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 39661 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() زَكَرِيَّا بن برخيا بن عِدُّو
![]() â†گ اللغة الإنجليزية: Zechariah - اللغة العبرية: ×–ض°×›ض·×¨ض°×™ض¸×” - اللغة اليونانية: خ–خ±د‡خ±دپخ¹خ±د‚ - اللغة القبطية: Zaxariac. جاء الملاك جبرائيل إلى زكريا ليقول : «لأن طلبتك قد سمعت» (لو 1 : 13).. وهي حقيقة يجدر أن نتوقف إزاءها قليلاً، لكي تؤكد أن أعظم الأحداث في العالم، جاءت نتيجة الصلاة، ولم تأت بسبب ذكاء الإنسان أو جهده أو جبروته أو كفاحه أو ما أشبه مما يظن الناس أنه يوجه أو يغير مسار القصة البشرية على الأرض!: «صلي إبراهيم من أجل ابن فأعطاه الله نسلاً مثل الرمل على شاطىء البحر، وصلى لأجل سدوم فسمع الله وأنقذ لوطًا، وصلى يعقوب لأجل لقاء طيب مع أخيه عيسو، وصلى موسى ليغفر اللهللشعب، وصلى جدعون للتغلب على المديانيين، وصلى إيليا فنزلت نار الله استجابة للصلاة، وصلى يشوع فاكتشف عخان، وصلت حنة فولدت صموئيل، وصلى حزقيا فمات مائة وخمسة وثمانون ألفًا من جنود سنحاريب، وصلى دانيال فكمَّ الله أفواه الأسود وما كان شيء من هذا ليحدث بغير الصلاة!…. أجل إن الناس تصلى. والله دائمًا يسمع!!». ولا شبهة في أن هناك ثلاث إجابات للصلاة، نعم أو لا أو انتظر، وقد يكون من السهل أن نفهم إجابة الصلاة «بنعم» ولكن «لا» قد تكون الإجابة المناسبة، أو قد يكون الجواب : «انتظر» حيث يقف المرء على محطة الانتظار إلى أن يصل قطار الله محملاً بالاستجابة! كانت البارجة الحربية تقف في عرض المحيط الأطلنطي على بعد مئات الأميال من شاطيء الولايات المتحدة، وتسلم أحد البحارة برقية جاء باللاسلكي تقول : «دونالد الصغير توفى بالأمس. الجنازة الأربعاء، هل تأتي. ماري» ونسى البحار واجبه وأغرورقت عيناه بالدموع، وإذ رآه القبطان استفسر عن سر بكائه، فأراه البرقية، وإذ قرأها قال له : أين تقطن. وكان الجواب : في كليفلند، أهايو ياسيدي! فأرسل القبطان عدة برقيات، ولم يلبث أن ظهر قارب حمل الرجل إلى سفينة أخرى لتحمله، واشتركت مواصلات متعددة في الولايات المتحدة ليظهر في الميعاد في الكنيسة في أثناء توديع الصغير! وإذا كان الإنسان في قدرته أن يفعل هكذا، فإن جنود الله وملائكته في السماء على استعداد دائم أن تفعل هكذا، في الميعاد المحدد المعين من الله! والسؤال إذاً، لماذا أبطأ قطار الله في حمل الجواب إلى زكريا، حتى ظن زكريا أن القطار لم يقم أبداً من محطة البداية، أو أن السفينة لم تقلع من الميناء لتسير في بحر الله العظيم، يجيب الكسندر هوايت على ذلك، بالقول إن السفينة كان عليها أن تنتظر سفينة أخرى، تسير هي في المقدمة، والأخرى على مقربة منها، إذ أن الصبي الذي سيولد، سيكون مرتبطًا بصبي أعظم، ورسالة الصبي الأول هي أن يكون خادمًا ومعلنًا عن مجيء الصبي الآخر، فقطار يوحنا أشبه بالقطار الذي يسبق قطار الملك ليعد لوصوله ومجيئه! ظن البعض أن زكريا انتهز الفرصة الوحيدة في عمره في هيكل الله عند تقديم البخور ليطلب طلبته القديمة، ولكن النص الكتابي واضح كل الوضوح بأن زكريا كان لا يتوقع إطلاقًا – وقد بلغت الشيخوخة منه ومن امرأته – أن يكون هناك ثمة رجاء في مجيء ابن في ذلك الوقت المتأخر من العمر، وأعتقد أن الخبر نفسه قد أثار ارتباكه إلى حد بعيد،وكأنما يقول للملاك : لا لقد جئت متأخرًا، ومتأخرًا جدًا، ومن ذا الذي يشرف على تربية الولد وتنشئته؟! لو أنك جئت بالخبر قبل ذلك بأربعين عامًا، لكانت بشارتك أعظم بشارة. وحديثك اشهى حديث إلى النفس، ثم كيف يمكن أن يكون هذا، وقد أصبحت شيخًا فانيًا وامرأتي كذلك! لقد أثار زكريا المشكلة التي يثيرها الضعف البشري عندما توزن الأمور بموازين العقل البشري! ولكن الله لا يمكن أن تنتهي طريقه بنهاية التفكير البشري أو حدود الذهن الإنساني! وقد عوقب زكريا، عندما أراد أن يوقف قدرة الله عند منعطف الذهن الإنساني القاصر! وكانت العقوبة غريبة في حد ذاتها، من المعتقد أنه لم يصب فقط بالبكم بل بالصمم أيضًا، وقد تعذر عليه أن يتكلم إلى الشعب، ولا إلى الذين تكلموا إليه يوم ميلاد ابنه، وتكرر القول : «فكان يؤميء إليهم وبقي صامتاً.. ثم أومأوا إلى أبيه ماذا يريد أن يسمى» (لو 1 : 22 و62) وإذاكان الإيماء الأول من جانبه دليلاً على عجزه عن الكلام، لكن الإيماء الثاني من جانب المخاطبين، ينهض دليلاً على تعذر التفاهم معه بالكلام، والحاجة إلى الإشارة التي يمكن أن تقوم مقام الكلام! على أن هذه العقوبة الظاهرة كانت في واقع الحال رحمة من الرب بالرجل، الذي عاد إلى بيته، لتنضم إليه زوجته في نوع من العزلة إذ «أخفت نفسها خمسة أشهر قائلة هكذا قد فعل بي الرب في الأيام التي نظر فيها إلى لينزع عاري بين الناس» (لو 1 : 24 و25) كان على زكريا وامرأته أن يقضيا فترة خصبة في روح التأمل والشركة مع الله، وكان عليهما أن يصما آذانهما عن البشر والعالم، ليشكرا الله على العطية الجديدة المرتقبة، ولكي يتعلما في السكون والصمت حكمة أعلى وأسمى وأقوى! ومن المناسب على أي حال في قصة الحياة أن نربط بينها وبين التأملات التي لابد منها، ونحن على مقربة من التوقعات الكبرى التي تبدو لنا قريبة، وقد قيل إن رمسيس الثاني تعود أن يخرج من زمام الحياة، إلى غرفة كان يطلق عليها اسم «غرفة التأملات» ونحن في القرن الحادي العشرين أكثر حاجة إلى هذه الغرفة، التي فيها يمكن أن نتعلم الكثير من الدروس والعلوم والحقائق، ولعل الجبال التي كان يقطن فيها زكريا – والتقليد يقول إنها جبال حرمون – ساعدته كثيرًا على التأمل والسكون في حضرة الله!! ومن اللازم أن نتذكر – بالإضافة إلى ذلك – أن الله اعطي الجواب على سؤال زكريا القديم، وهو في هيكل الله، ومع أننا نستطيع أن نأخذ جواب الله في كل مكان، لكن ما أكثر ما يلتقي بنا الله بالجواب العظيم، في بيته المبارك، عندما نصرخ أمامه : «لتستقم صلاتي كالبخور قدامك ليكن رفع يدي كذبيحة مسائية» (مز 141 : 2) عندما نضع صلاتنا أمامه وننتظر! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 39662 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() زَكَرِيَّا بن برخيا بن عِدُّو
![]() â†گ اللغة الإنجليزية: Zechariah - اللغة العبرية: ×–ض°×›ض·×¨ض°×™ض¸×” - اللغة اليونانية: خ–خ±د‡خ±دپخ¹خ±د‚ - اللغة القبطية: Zaxariac. جاء المعمدان ابن الشيخوخة الطاعنة في السن، ومع ذلك فهو المعمدان الذي لم يقم له نظير بين المولودين من النساء، وليس الأمر الهام هو كم عدد الأولاد في البيوت، حتى ولو كانوا مثل غروس الزيتون حول المائدة، إذ أن الأفضل من ذلك هو النوع، إذ أن المعمدان الواحد أفضل من مئات وألوف من الأولاد العاديين، إن الشخص الهام العظيم، هو الذي يعادل جيشًا بأكمله، لقد جاء المعمدان في روح إيليا، وعندما صعد إيليا إلى السماء بكاه إليشع صارخًا : «يا أبي يا أبي مركبة إسرائيل وفرسانها» (2مل 2 : 12) كما أن ملك إسرائيل قال الشيء نفسه عن أليشع : «ومرض أليشع مرضه الذي مات به، فنزل إليه يوآش ملك إسرائيل وبكى على وجهه وقال يا أبي يا أبي يا مركبة إسرائيل وفرسانها» (2مل 13 : 14). ولا شبهة في أن البيت يتغير كثيرًا بوجود ولد واحد أم أولاد كثيرين، ومن المعتقد أن زكريا وأليصابات كانا في حاجة إلى يوحنا، كما كان يوحنا في حاجة إليهما،أما الأبوان فقد كانا في حاجة إلى الصبي الذي يزيل وحشتهما، ويؤنس شيخوختهما، ويشيع في المنزل جوًا من البهجة والجلال والسعادة، هيهات أن تكون مع عدم وجود الأولاد الصغار، ومن المؤكد أن الأولاد يعملون على اتساع أذهان الآباء وقلوبهم وصدروهم، ويعطونهم طعمًا من الحياة كان من المستحيل معرفته أو الوصول إليه بدونهم! وفي الوقت عينه من المؤكد أن المعمدان كان في حاجة، وهو يتدرج من مراحل الحياة وينمو مع الأيام، إلى أبوين مثل زكريا وأليصابات، لقد عاش الغلام فوق الجبال في بيت يكاد يكون معزولاً، وكان لابد له من هذه العزلة التي تحميه من التلوث بفساد الحياة مع العالم وضجيجها، إلى يوم ظهوره لإسرائيل،.. ومع أن الله يستطيع دون أدنى ريب أن يخرج من البيت الشرير أقدس الأبناء، لكن العادة عنده أن الابن المقدس يخرج من أحضان أبوين عرفا الله وعاشا في الشركة المقدسة معه، والولد سر أبيه، وعلى شبهه كما تذهب الأمثال، وهو يأخذ بالوراثة الشيء الكثير، ليس من الوجهة البدنية أو العقلية فحسب بل من الوجهة الروحية أيضًا، وهنا يقول جيمس هاستينجر : «سعيد من له أو لها مثل هذا الأب أو الأم، ومثل هذا المهد الذي يتربى فيه في البيت، ولقد خرج أعظم قديسين وعظماء من أمثال هذه البيوت، وتأثير الأم هنا على وجه الخصوص بعيد وعميق، إذ أنه يغلب أن الرجال العظماء والصالحين لعبت الأمهات الدور الهام في تربيتهم وتنشئتهم. وربما تفوقت في حياة الأولاد! وقد كانت التربية الدينية اليهودية خير مثال على ذلك. وربما كانت كلمات الفرد أورشايم خير ما يقال في هذا الصدد : «من المؤكد أن تربية الولد كانت تقع أولا على عاتق أمه، لكن الأب كان عليه أن يحمل العبء من الابتداء وإذا لم يكن على نصيب من المعارف الأولية، فإن غريبًا كان يتولى التعليم، وكان التعليم البيتي يبدأ – في أيام المسيح – عندما يبلغ الطفل الثالثة من العمر، وهناك ما يدعو إلى اليقين من أن الذاكرة كانت تدرب قبل ذلك التاريخ، على ما أصبح واضحاً من العقلية اليهودية نفسها، فالآيات الكتابية، وألفاظ البركة، والأقوال الحكيمة كانت تطبع في ذهن الصغير، يرددها لتسهل ما يرغبون في تلقينه إياه، وعند الخامسة كانوا يبدأون معه التوراة، ولكن ليس من سفر التكوين، بل من سفر اللاويين، إذ كانوا يعتقدون أن تاريخ الشعب أكثر من أن يستوعبه الصغير – في مثل هذه السن – شفويًا، وفي السادسة كانوا يرسلونه إلى المدرسة الابتدائية أو الأولية، ومن المتصور أن السيد أرسل إلى المجمع في ذلك الوقت، والهدف الأساسي أمام العلم الذي يتولى التعليم في هذه السن، كان لتهذيبه في الأخلاق إلى جانب إعطائه المعرفة العقلية، وفي العاشرة كان عليه أن يتعلم «المشنا» التي تحدثه عن التقاليد، وفي الخامسة عشرة يلزم أن يكون مستعدًا للتلمود، أو التفاسير الدينية التي توضع أمامه!! ومن المتصور أن يوحنا المعمدان لم يخرج عن هذه القاعدة في صبوته وشبابه الباكر! ولعله من المناسب أن نذكر هنا أن مجيء المعمدان ومجيء المسيح كانا مصحوبين بالترنم والأغاني، وقد دون لوقا خمس أغاني، فالملائكة قد غنوا أغنية «المجد لله» والعذراء أغنية التعظيم «تعظم نفسي الرب» وأليصابات أغنية التطويب «مباركة» وسمعان أغنية «الاطلاق» أو «الاعتاق» وزكريا أغنية «البركة – مبارك الرب إله إسرائيل» وهذه الأغاني أضحت معروفة من اللفظ الأول في الأغنية، ويعنينا الآ أن نقف قليلاً من زكريا وهو يغني أغنية أمام ميلاد ابنه العظيم! لقد تنبأ زكريا بالروح القدس عن عظمة ابنه، وقد سبق الملاك أن كشف عن هذه العظمة أمام الله، وعن حياته كنذير معزول عن الآخرين لا يشرب خمرًا أو مسكرًا، بل من بطن أمه يمتليء بروح الله الذي يسيطر عليه ويقوده منذ البداية! والذي سيرد الكثيرين عن المعصية والشر، إذ سيرد قلوب الآباء إلى الأبناء والعصاة إلى فكر الأبرار ويهيء شعبًا مستعدًا للرب! ومع أن زكريا تحدث بلغة العهد القديم، إلا أن هذه اللغة حملت في نسماتها عبق العهد الجديد وشذاه، وغنى الرجل شاكرًا الله على المسيح الآتي الذي سيخلص الشعب من أعدائه ومبغضيه، ويقيم قرن الخلاص كما تكلم بالأنبياء القديسين، وكان على ابنه أن يمهد لهذا المجيء، ويعد الطريق، على النحو العظيم الذي فعله بكل شجاعة وغيرة وقوة وأمانة. ومع أن ابن الشيخوخة يكون – على الأغلب – ضعيف الجسد، وادع النفس، هاديء المسار، لكن المعمدان كان على العكس من كل هذا، إذ كان ملتهبًا شجاعًا ثائرًا! ومع أنه جاء متأخرًا في حياة الأب، إلا أنه كان عظيمًا وسباقًا وأفضل من ملايين الملايين من أبناء الشباب الذين يأتون في مطلع الحياة، وفضل القوة ورفعة الأيام. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 39663 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() زَكَرِيَّا بن برخيا بن عِدُّو
![]() â†گ اللغة الإنجليزية: Zechariah - اللغة العبرية: ×–ض°×›ض·×¨ض°×™ض¸×” - اللغة اليونانية: خ–خ±د‡خ±دپخ¹خ±د‚ - اللغة القبطية: Zaxariac. اسم عبري معناه (يهوه قد زكر)، وقد تسمى بهذا الاسم اثنان وثلاثون شخصا في الكتاب المقدس وأهمهم ستة سنذكرهم بالتفصيل. أما الباقون فمنهم ستة لاويين (1 أخ 9: 21، 15: 18، 24: 25، 26: 11 و2 أخ 20: 14، 34: 12)، وخمسة كهنة (1 أخ 15: 24 و2 أخ 35: 8 ونح11: 12، 12: 16 و41) ورئيسان عادا مع عزرا من بابل (عز8: 3 و11)، وأبو يدو حاكم منسى في جلعاد (1 أخ 27: 21)، والابن الرابع للملك يهوشافاط (2 أخ 21: 2)، وأحد الأمراء الذين أرسلهم يهوشافاط ليعلموا شعب يهوذا (2 أخ 17: 7) إلخ، أما أهم الأشخاص بينهم فهم: 1 - ابن يربعام الثاني ملك إسرائيل وخليفته (2 مل 14: 29)، ملك نحو ستة أشهر ثم وقع في أيدي شلوم فقتله وملك عوضا عنه (2 مل 15: 8 - 11 وعا7: 9). 2 - كاهن من فرقة أبيا (لو1: 5) - انظر (أبيا) - وهو أبو يوحنا المعمدان. وقد ذكرت صفاته وصفات امرأته بأبسط العبارات وأتمها وضوحا وكانا كلاهما ورعين بارين سالكين في جميع وصايا الرب وباذلين وسعهما ليحصلا على نعمة الروح القدس (لو1: 6). أما مولد يوحنا فأعلن له بطريقة عجيبة خارقة للعادة. فلم يصدق بل شك وطلب علامة غير اعتيادية دفعا لما في نفسه من الريبة فكانت آيته أن فقد قوة النطق وبقي صامتا إلى اليوم الثامن بعد ميلاد الصبي إذ دعاه يوحنا حسب قول الملاك له، وفي الحال انطلق لسانه وعاودته قوة النطق. فأخذ يشكر الله ويحمده مملوءا من الروح ومسبحا الرب بنشيد أشبه بالتسابيح العبرانية القديمة (لو1: 57 - 80). 3 - زكريا بن يهوياداع (ويرجح أنه كان حفيده) وكان كاهنا للرب في أيام أخزيا ويوآش وبعد موت يهوياداع الموقر الذي كان يتمتع بالاحترام والإكرام والذي كان صديقا وحاميا ومرشدا ليهوآش قام الملك والشعب وتركوا بيت الرب إله آبائهم وعبدوا الألهة أشيرة والأصنام. أما زكريا بن يهوياداع هذا، وكان قد تنصب كاهنا، إذ كان قد رأى ما كان من الملك والشعب قام بإرشاد الروح وتوعدهم على تمردهم وشر قلوبهم وهو في حالة الغيظ الشديد، غير أن خطابه أثار غضبهم ففتنوا عليه ورجموه بحجارة في دار بيت الرب بين المذبح والهيكل بأمر الملك الناكر للجميل، أما هو فرفع دعواه إلى الله واستغاث بملك يهوذا العظيم لينتقم له من أعدائه إذ قال: (الرَّبُّ يَنْظُرُ وَيُطَالِبُ) (2 أخ 24: 20 - 22). وقد أشار المسيح إلى هذه الحادثة الفظيعة في مت23: 35 ولو11: 51، وقد دعاه المسيح في متى زكريا بن برخيا ولعله استعمل لفظة (ابن) هنا كما تستعمل في مواضع كثيرة في الكتاب للدلالة على النسب فقط فيكون برخيا أحد أجداد زكريا كما يقال أن يسوع بن داود. 4 - رجل عاش في أرض يهوذا في أيام عزيا ولا يعلم عنه وعن خلقه ووظيفته إلا القليل غير أنه كان فاهما بمناظر الرب (2 أخ 26: 5) وربما يراد بهذا التعبير أنه كان تقيا أو كان له نوع خاص من النبوة. أما مشورته على عزيا فكانت مرشدة له لإتمام واجباته وكانت سببا لفلاحه. وربما كان هو أبا (لأبي) أو (أبية) امرأة آحاز وجدا لحزقيا (2مل 18: 2 و2 أخ 29: 1). 5 - هو ابن يبرخيا الذي اتخذه إشعياء شاهدا أمينا على علاقته مع (النبية) التي حبلت منه وولدت له ابنا (أش8: 2) والأرجح أنه كان من بني آساف (2 أخ 29: 13). 6 - زكريا ابن برخيا بن عدو، وهو الحادي عشر بين الأنبياء الصغار، وفي عز5: 1، 6: 14 يذكر أنه (ابن عدو). وسبب ذلك، على الأرجح، هو أن أباه برخيا مات في ريعان الشباب فنسب حسب العوائد إلى جده عدو الذي كان مشهورا أكثر من أبيه. ويظهر أنه كان من نسل لاوي ولذلك كان مستحقا وظيفة كاهن ونبي (نح12: 16). وقد تنبأ زكريا في الشهر الثامن من السنة الثانية لداريوس الملك وذلك في غضون المدة التي أذن فيها لرجال يهوذا أن يرجعوا من سبي بابل فكان من أهم الأمور لديه أن يقوي عزائم الشعب الضعيف وينهض هممهم الساقطة لينزعوا عنهم نير بابل ويعززوا روح التقوى فيما بينهم ويرجعوا اليهودية إلى ما كانت عليه من عز وقوة. فيرى رؤى مشجعة ويقدم رسائل روحية عظيمة بخصوص الصوم والطاعة كما يقدم نبوات متنوعة بخصوص المسيح ومجيئه وجروحه، كما يرتفع بالفكر إلى نهاية الأيام وملك المسيح. ويذكر التقليد اليهودي أن زكريا هذا طالت أيامه وعاش في بلاده ودفن بجانب حجي الذي كان زميلا له. النبي زكريا في المسيحية تتعدد الشخصيات التي تحمل اسم “زكريا” في الكتاب المقدس ولاسيما العهد القديم. فيبدو أن اسم “زكريا” كان اسما شائعا في بني إسرائيل حتى حمله عدة أشخاص منهم زكريا أبو يوحنا المعمدان. فنجد في الكتاب المقدس خلقا كثيرا اسمهم “زكريا”، منهم على سبيل المثال لا الحصر زكريا بن يربعام (ملوك الثاني 29:14)، وزكريا بن مشلميا (أخبار الأيام الأول 21:9)، وزكريا بن بنايا (أخبار الأيام الثاني 14:20)، وزكريا بن يهوياداع (أخبار الأيام الثاني 20:24)، وزكريا بن عدو (عزرا 1:5)، وزكريا بن باباي (عزرا 11:8)، وزكريا بن أمريا (نحميا 4:11)، وزكريا بن الشيلوني (نحميا 5:11)، وزكريا بن فشحور (نحميا 12:11)، وزكريا بن يوناثان (نحميا 35:12)، وزكريا بن يبرخيا (إشعياء 2:8). ومن الغريب أن زكريا الذي هو أبو يوحنا المعمدان ليس نبيا في الكتاب المقدس وإنما هو مجرد كاهن من فرقة أبيا. وعلى أي حال، فالكتاب المقدس يكرمه ويثني عليه وعلى امرأته أليصابات ويصفهما بالبارين. ففي الكتاب المقدس نقرأ: “كَانَ فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ مَلِكِ الْيَهُودِيَّةِ كَاهِنٌ اسْمُهُ زَكَرِيَّا مِنْ فِرْقَةِ أَبِيَّا، وَامْرَأَتُهُ مِنْ بَنَاتِ هارُونَ وَاسْمُهَا أَلِيصَابَاتُ. وَكَانَا كِلاَهُمَا بَارَّيْنِ أَمَامَ اللهِ، سَالِكَيْنِ فِي جَمِيعِ وَصَايَا الرَّبِّ وَأَحْكَامِهِ بِلاَ لَوْمٍ”. (لوقا 5:1-6) |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 39664 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() زَكَرِيَّا بن برخيا بن عِدُّو
![]() â†گ اللغة الإنجليزية: Zechariah - اللغة العبرية: ×–ض°×›ض·×¨ض°×™ض¸×” - اللغة اليونانية: خ–خ±د‡خ±دپخ¹خ±د‚ - اللغة القبطية: Zaxariac. تتعدد الشخصيات التي تحمل اسم “زكريا” في الكتاب المقدس ولاسيما العهد القديم. فيبدو أن اسم “زكريا” كان اسما شائعا في بني إسرائيل حتى حمله عدة أشخاص منهم زكريا أبو يوحنا المعمدان. فنجد في الكتاب المقدس خلقا كثيرا اسمهم “زكريا”، منهم على سبيل المثال لا الحصر زكريا بن يربعام (ملوك الثاني 29:14)، وزكريا بن مشلميا (أخبار الأيام الأول 21:9)، وزكريا بن بنايا (أخبار الأيام الثاني 14:20)، وزكريا بن يهوياداع (أخبار الأيام الثاني 20:24)، وزكريا بن عدو (عزرا 1:5)، وزكريا بن باباي (عزرا 11:8)، وزكريا بن أمريا (نحميا 4:11)، وزكريا بن الشيلوني (نحميا 5:11)، وزكريا بن فشحور (نحميا 12:11)، وزكريا بن يوناثان (نحميا 35:12)، وزكريا بن يبرخيا (إشعياء 2:8). ومن الغريب أن زكريا الذي هو أبو يوحنا المعمدان ليس نبيا في الكتاب المقدس وإنما هو مجرد كاهن من فرقة أبيا. وعلى أي حال، فالكتاب المقدس يكرمه ويثني عليه وعلى امرأته أليصابات ويصفهما بالبارين. ففي الكتاب المقدس نقرأ: “كَانَ فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ مَلِكِ الْيَهُودِيَّةِ كَاهِنٌ اسْمُهُ زَكَرِيَّا مِنْ فِرْقَةِ أَبِيَّا، وَامْرَأَتُهُ مِنْ بَنَاتِ هارُونَ وَاسْمُهَا أَلِيصَابَاتُ. وَكَانَا كِلاَهُمَا بَارَّيْنِ أَمَامَ اللهِ، سَالِكَيْنِ فِي جَمِيعِ وَصَايَا الرَّبِّ وَأَحْكَامِهِ بِلاَ لَوْمٍ”. (لوقا 5:1-6) |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 39665 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() زَكَرِيَّا بن برخيا بن عِدُّو
![]() â†گ اللغة الإنجليزية: Zechariah - اللغة العبرية: ×–ض°×›ض·×¨ض°×™ض¸×” - اللغة اليونانية: خ–خ±د‡خ±دپخ¹خ±د‚ - اللغة القبطية: Zaxariac. حديثنا عن زكريا النبي المُسمّى ”زكريا بن عدو“. وهو صاحب سفر زكريا، السفر الحادي عشر بين أسفار الأنبياء الصغار. وقد كان معاصرًا لحجَّي النبي، وقد أرسلهما الله معًا لتوصيل رسالته إلى البقية التي عادت من السبي إلى بابل. وتوجد بعض التواريخ الهامة اللازم معرفتها لمن يريد أن يدرس أحداث هذه الفترة:
زكريا تعني ”الرب يذكر“. وفي معنى اسمه باعث قوي لشعبه على الاستمرار في العمل؛ إذ أن عين الرب عليهم، وهو يلاحظهم، ولا يمكن أن ينساهم، حتى لو بدت كل الظروف صعبة ومؤلمة. وقد كان زكريا - على أغلب الظن - صغير السن، مجرد غلام (2: 4)؛ لكن الله استخدمه في رسالة عظيمة يمكن أن نسميها: ”كلام طيب وكلام تعزية“. رسالة زكريا لما بدأ زكريا رسالته، كان مشروع بناء الهيكل في تقدُّم مستمر. لكن بسبب ضخامة المسؤولية، وقِلّة الموارد، وضعف الامكانيات؛ بدأت أعراض الإعياء تظهر عليهم. ويبدو أن زكريا أحسّ بالحالة، وخاف عليهم من الخوران والتوقف، فجاء لهم بكلمات مناسبة من عند الرب، دفعهم بها للاستمرار. وبالفعل استمر الشعب، واكتمل بناء الهيكل بعد أربع سنوات. وقد احتوت رسالة زكريا على رؤى وإعلانات عديدة؛ فالأصحاحات 1 حتى 6 تحتوي على ثمانِ رؤى، والأصحاحات 9 حتى 14 تحتوي على مجموعة نبوات، أما أصحاحي 7 و8 فبهما إجابات لأسئلة كانت لدى الشعب. في رؤى زكريا المتتالية، نرى رسالة واضحة من الله لهم، تتلخص في أنه هو وحده صاحب السلطان على كل أمم الأرض. كانوا محاطين بشعوب أكثر وأقوى، كانوا يشعرون بالضعف والمحدودية، كانوا يخافون من أعدائهم. وأراد الرب أن تتحول عيونهم مما حولهم، وممن يحيطون بهم، إليه هو وحده: سيد الأرض كلها، والممسك بزمام كل شيء. والرؤيا الخامسة المدوَّنة في الأصحاح الرابع، لنا فيها دروس روحية هامة:
زكريا والمسيح في القسم الثاني من السفر يحدِّثنا زكريا عن المسيح، وربما يكون هو النبي التالي لإشعياء في عدد النبوات عن المسيح. وقد تنبأ عن المجيئين الأول والثاني. عن مجيئه الأول تحدّث عن دخوله إلى أورشليم متضعًا (9: 9)، وعن الثمن الذي ثمّنوه به وهو ثلاثين من الفضة (11: 12،13)، وعن ضرب الراعي بسيف الدينونة الرهيب (13: 7). وعن مجيئه الثاني يذكر بوضوح ظهوره بقوة فائقة ومجد عظيم، حتى أنه عندما تمسّ قدماه جبل الزيتون سينشقّ إلى اثنين (14: 3،4). وفي ظهوره سيُعرف من شعبه الذي سبق ورفضه، فينظرون إليه كمن طعنوه، ويتوبون عن جرمهم الذي اقترفوه (12: 10). هذه رسالة هذا الرجل العظيم، الذي عاش في أيام صعبة، وعاصر ظروفًا قاسية، لكنه خدم بأمانة، وأعلن رسالة الله بوضوح، ولمّع الرجاء قدام شعبه، مستحضرًا شخص المسيح أمامهم. فلنتشجَّع نحن أيضًا عالمين أنه «لا بالقدرة ولا بالقوة، بل بروحي قال رب الجنود». |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 39666 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() زَكَرِيَّا بن برخيا بن عِدُّو ![]() â†گ اللغة الإنجليزية: Zechariah - اللغة العبرية: ×–ض°×›ض·×¨ض°×™ض¸×” - اللغة اليونانية: خ–خ±د‡خ±دپخ¹خ±د‚ - اللغة القبطية: Zaxariac. من هو زكريا؟ حديثنا عن زكريا النبي المُسمّى ”زكريا بن عدو“. وهو صاحب سفر زكريا، السفر الحادي عشر بين أسفار الأنبياء الصغار. وقد كان معاصرًا لحجَّي النبي، وقد أرسلهما الله معًا لتوصيل رسالته إلى البقية التي عادت من السبي إلى بابل. وتوجد بعض التواريخ الهامة اللازم معرفتها لمن يريد أن يدرس أحداث هذه الفترة:
زكريا تعني ”الرب يذكر“. وفي معنى اسمه باعث قوي لشعبه على الاستمرار في العمل؛ إذ أن عين الرب عليهم، وهو يلاحظهم، ولا يمكن أن ينساهم، حتى لو بدت كل الظروف صعبة ومؤلمة. وقد كان زكريا - على أغلب الظن - صغير السن، مجرد غلام (2: 4)؛ لكن الله استخدمه في رسالة عظيمة يمكن أن نسميها: ”كلام طيب وكلام تعزية“. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 39667 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() زَكَرِيَّا بن برخيا بن عِدُّو ![]() â†گ اللغة الإنجليزية: Zechariah - اللغة العبرية: ×–ض°×›ض·×¨ض°×™ض¸×” - اللغة اليونانية: خ–خ±د‡خ±دپخ¹خ±د‚ - اللغة القبطية: Zaxariac. رسالة زكريا لما بدأ زكريا رسالته، كان مشروع بناء الهيكل في تقدُّم مستمر. لكن بسبب ضخامة المسؤولية، وقِلّة الموارد، وضعف الامكانيات؛ بدأت أعراض الإعياء تظهر عليهم. ويبدو أن زكريا أحسّ بالحالة، وخاف عليهم من الخوران والتوقف، فجاء لهم بكلمات مناسبة من عند الرب، دفعهم بها للاستمرار. وبالفعل استمر الشعب، واكتمل بناء الهيكل بعد أربع سنوات. وقد احتوت رسالة زكريا على رؤى وإعلانات عديدة؛ فالأصحاحات 1 حتى 6 تحتوي على ثمانِ رؤى، والأصحاحات 9 حتى 14 تحتوي على مجموعة نبوات، أما أصحاحي 7 و8 فبهما إجابات لأسئلة كانت لدى الشعب. في رؤى زكريا المتتالية، نرى رسالة واضحة من الله لهم، تتلخص في أنه هو وحده صاحب السلطان على كل أمم الأرض. كانوا محاطين بشعوب أكثر وأقوى، كانوا يشعرون بالضعف والمحدودية، كانوا يخافون من أعدائهم. وأراد الرب أن تتحول عيونهم مما حولهم، وممن يحيطون بهم، إليه هو وحده: سيد الأرض كلها، والممسك بزمام كل شيء. والرؤيا الخامسة المدوَّنة في الأصحاح الرابع، لنا فيها دروس روحية هامة:
|
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 39668 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() زَكَرِيَّا بن برخيا بن عِدُّو ![]() â†گ اللغة الإنجليزية: Zechariah - اللغة العبرية: ×–ض°×›ض·×¨ض°×™ض¸×” - اللغة اليونانية: خ–خ±د‡خ±دپخ¹خ±د‚ - اللغة القبطية: Zaxariac. زكريا والمسيح في القسم الثاني من السفر يحدِّثنا زكريا عن المسيح، وربما يكون هو النبي التالي لإشعياء في عدد النبوات عن المسيح. وقد تنبأ عن المجيئين الأول والثاني. عن مجيئه الأول تحدّث عن دخوله إلى أورشليم متضعًا (9: 9)، وعن الثمن الذي ثمّنوه به وهو ثلاثين من الفضة (11: 12،13)، وعن ضرب الراعي بسيف الدينونة الرهيب (13: 7). وعن مجيئه الثاني يذكر بوضوح ظهوره بقوة فائقة ومجد عظيم، حتى أنه عندما تمسّ قدماه جبل الزيتون سينشقّ إلى اثنين (14: 3،4). وفي ظهوره سيُعرف من شعبه الذي سبق ورفضه، فينظرون إليه كمن طعنوه، ويتوبون عن جرمهم الذي اقترفوه (12: 10). هذه رسالة هذا الرجل العظيم، الذي عاش في أيام صعبة، وعاصر ظروفًا قاسية، لكنه خدم بأمانة، وأعلن رسالة الله بوضوح، ولمّع الرجاء قدام شعبه، مستحضرًا شخص المسيح أمامهم. فلنتشجَّع نحن أيضًا عالمين أنه «لا بالقدرة ولا بالقوة، بل بروحي قال رب الجنود». |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 39669 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() توحُّد مع الخطاة التائبين!! ![]() وفي تلك الأيام جاء يسوع من ناصرة الجليل واعتمد من يوحنا في الأردن ( مر 1: 9 ) قد يعطف الغني على فقير، لكنه لا يستطيع أن يتوحَّد معه ليعيش معه فقره. وقد يشفق الطبيب على مريض، لكنه لا يستطيع أن يتوحَّد معه ليتذوق معه ألمه. لكن ها هو المسيح، المُحب الحقيقي الفريد، لا يتوقف عند حد العطف أو الشفقة على الإنسان، لم يُرسل له رسالة يُخبره فيها عن محبته، بل جاء إليه بنفسه! ولم يرسل له مالاً أو علاجًا، بل جاء ليكون قُربه ويلتصق به، ولكي ما، بكل الحب يتوحَّد معه. ومن أروع اللوحات التي تُرينا محبة المسيح للجنس البشري، هي لوحة نزوله إلى مياه المعمودية، ليعلن توحُّده مع التائبين. جاء يوحنا يكرز بمعمودية التوبة لمغفرة الخطايا، فكثيرون إذ سمعوا برروا الله وأدانوا أنفسهم، وقبلوا النزول إلى مياه الأردن معترفين بخطاياهم. فإذا بالسيد يأتي إلى يوحنا طالبًا أن يعتمد منه!! واندهش يوحنا، واندهشت ـ يقينًا ـ ملائكة السماء، فما علاقة القدوس بالتوبة، والمغفرة، والخطايا؟! بالطبع ليس له أدنى علاقة بهذه كلها، وبالتالي ليس له أدنى علاقة بالمعمودية. هذا صحيح، لكنه، وإن كان ليس له أدنى علاقة بالخطية، كانت له أقوى علاقة مع الخطاة، علاقة الحب الحقيقي، فأراد أن يُعلن عن حبه لهم والتصاقه بهم وتوحده معهم، بنزوله، معهم، إلى مياه المعمودية في الأردن، كمقدمة لنزوله، بعد قليل من أجلهم، إلى مياه الدينونة في الجلجثة. لقد كان، في المعمودية، كمَن يحصل على شرعية تمثيله للخطاة الآثمين بتوحده معهم، لكي يستطيع، قانونيًا، الوقوف نيابة عنهم على صليب الجلجثة أمام عدالة الله كممثل لهم!! أحبائي .. هو لم يستنكف أن يعيش بؤس الفقراء في الناصرة، بينما نحن عندما يسمح لنا الرب أن نجتاز في فقر أو ظلم أو أي شيء مما يجتاز فيه الناس، لكي نشعر بهم ونتعاطف معهم ونسعى لخلاص نفوسهم؛ تجدنا نتذمر ونتضجر، وكأننا نفترض أننا ما دمنا مؤمنين لا ينبغي أن نجتاز فيما يجتاز فيه الناس. بينما الواقع هو أننا ما دمنا مسيحيين ينبغي أن نجتاز ما اجتاز فيه المسيح لأجل الإنسان. هو لم يشمئز منهم كخطاة عندما ربط نفسه بهم في المعمودية، لكن نحن نبتعد عن الناس بسبب خطاياهم، بينما كان ينبغي أن خطاياهم هي التي تجعلنا نشفق، فنحب، ونقترب، ونبلِّغ الخبر السار. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 39670 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() وسيلة النُصرة ![]() فإذ قد تألم المسيح لأجلنا بالجسد تسلحوا أنتم أيضاً بهذه النية ( 1بط 4: 1 ) أول ما تطالعنا به الأناجيل هو محبة الآب للابن. ففي مشهد المعمودية عندما دخل المسيح وربط نفسه مع التائبين عن الخطية، ولكي تميزه السماء عنهم تنفتح وتأتي شهادة الآب بأن هذا الإنسان يختلف عن الباقين .. "هذا هو ابني الحبيب الذي به سُررت". وبعد هذا الإعلان مباشرة "للوقت أخرجه الروح إلى البرية وكان هناك في البرية أربعين يوماً يُجرَّب من الشيطان" ( مر 1: 12 ،13). ونلاحظ أن المسيح ـ تبارك اسمه ـ لم يواجه الشيطان باعتباره ابن الله (لذلك لا نجد ذكر للتجربة في إنجيل يوحنا) لأنه لو واجهه كابن الله لَمَا وقف أمامه العدو لحظة واحدة، وما كان لنا نحن فائدة من هذا الاختبار. إذاً لقد واجه المسيح التجربة كإنسان في حالة الطاعة والاستناد على الله. ولا يوجد شيء أقوى من الطاعة. إنها ذلك المبدأ الإلهي الذي يعطينا النُصرة على العدو. ما الذي أسقط آدم؟ العصيان. فلو أن آدم كان حازماً في الطاعة ما كان هناك سبيل لدخول العدو. لذلك كانت الإجابة الواضحة البسيطة على تجربة العدو "مكتوب .. مكتوب .. مكتوب". فكإنسان أطاع، ونقرأ في فيلبي2 أنه "أطاع حتى الموت موت الصليب" وهذه الآية تتكلم عن مسيرة حياته كلها، تلك التي كللها بعمل الصليب. وفي 1بطرس4: 1 يعطينا هذا الأمر كسلاح "فإذ قد تألم المسيح لأجلنا بالجسد، تسلحوا أنتم أيضاً بهذه النية" بمعنى أن المسيح من ساعة أن واجه العدو في البرية حتى مواجهته له عند الصليب، سواء ما عرضه عليه في التجربة وهو إغراءات العالم والجسد، أو فيما بعد بتهديدات الخوف والرعب من الصليب .. في كل هذه فضَّل المسيح أن يطيع الله منفذاً مشيئته، متألماً، على أن يستريح ولا يطيع الله. لذلك قيل في عبرانيين2: 17 "لأنه في ما هو قد تألم مجرباً". لماذا تألم مجرباً؟ لأنه رفض التجربة. وعندما نُجرَّب نحن ونرضخ، لا يكون هناك ألم، وذلك لأننا نكون قد أعطينا الحرية للجسد، لكن عندما نُجرَّب رافضين التجربة لا بد أن يكون هناك ألم. وهذا هو معنى بقية الآية في 1بطرس4 "لأن مَنْ تألم في الجسد كُفّ عن الخطية". |
||||