منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06 - 05 - 2021, 09:38 PM   رقم المشاركة : ( 39621 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الله حنون عطوف

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


في الإنسان قسوة، أما الله ففيه حنو ورفق، ولذلك عندما خير داود النبي بين ثلاث عقوبات قال عبارته الشهيرة "أقع في يد الله ولا أقع في يد إنسان لأن مراحم الله واسعة" (2 صم 24: 14) وهكذا نري أن أيوب الصديق لما وقع في أيدي أصحابه الثلاثة، أشبعوه مذمة واتهامًا، حتى قال لهم "حَتَّى مَتَى تُعَذِّبُونَ نَفْسِي وَتَسْحَقُونَنِي بِالْكَلامِ؟! هذِهِ عَشَرَ مَرَّات أَخْزَيْتُمُونِي" (سفر أيوب 19: 2، 3) أما الله فهو رؤوف ومتحنن، ومن أمثلة تحننه.
 
قديم 06 - 05 - 2021, 10:08 PM   رقم المشاركة : ( 39622 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

صلاة النوم
أيها القدوس الذي أحبنا فمات من أجلنا وقام لتبريرنا
أسـتر عـلينا بنعمتـك الإلهيـة وغـطينا بوشاح محبتك
وأترك شعلة حُبّك السماوية تتقد في أعماق صدورنا
لكي تلتهم مـيولنا الأرضية الفانية وعواطفنا الفاسدة
واجـعل نقاوتـك تسطع فبنا لتـبدد انفعـالاتنا المظلمة
لأن الغيرة والحقد والحسد والكراهية.. ملأت قلوبنا
إرفعنا على أجنحة حُبّك لكي تمسحنا مِسحة روحية
ثم نعود للأرض لنحيـا كمـلائكة ترتدي زي البشر
إجعل ملامـس يدك تطـوف عـلى حواسنا فتقدسها
اجعـلني للأبد عـبداً لا يريـد أن يتحرر من أسرك
آمين




 
قديم 07 - 05 - 2021, 10:00 AM   رقم المشاركة : ( 39623 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

هكذا كان ظهور الرب يسوع لأمّه مريم العذراء حالًا بعد قيامته من الموت

بحسب رؤيا ماريا فالتورتا



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



لم يذكر لنا الإنجيل ظهور الرب يسوع لأمّه مريم العذراء بعد أن قام من بين الأموات. لكن الأمر بديهي عند المؤمنين أنّ أول عمل قام به السيد المسيح فجر أحد القيامة هو رؤية شريكته في عمل الفداء. تلك التي بقيت بقربه حى النهاية وشاركته الآلام والتضحية.
“الإنجيل كما كُشِف لي” هو عنوان كتابات ماريا فالتورتا المرأة التي اختارتها السماء لتشاهد وتدوّن أحداث الإنجيل والكثير من الأمور التي لم تُذكر من حياة الرب يسوع والسيدة العذراء.
فيما يلي وصف رائع للقاء الإبن الإلهي بأمّه العذراء الكليّة الطهارة بعد قيامته من بين الأموات كما رأته ماريا فالتورتا:
مريم الآن ساجدة، وجهها الى الارض. كأنها شيء تعس صريع. كأنها تلك الزهرة الميتة عطشًا.
النافذة المقفلة تفتح بصفقة عاصفة من مصراعيها الثقيلين، ومع أول شعاع شمس، يدخل يسوع.
مريم التي اهتزت للصوت ورفعت رأسها ترى ابنها مشرقاُ: جميلاً أجمل بما لا يُحَدّ مما كان عليه قبل أن يتألم، مبتسماً، حياً، منيراً اكثر من الشمس، مرتدياً بياضاً يبدو نوراً منسوجاً، ويتقدم نحوها.

تستوي على ركبتيها، وضامّةً يديها فوق صدرها صليباً، تقول في شهيقٍ هو ضحك وبكاء: “ربي، الهي”. وتلبث هكذا مفتونةً في تأملها، وجهها مبلل كلياً بالدموع، انما غدا رائقاً، هادئاً بالإبتسامة والنشوة.
يدعوها اليه ماداً اليها يديه ومن جرحيهما تخرج شعاعات تجعل جسده الظافر منيراً بعد أكثر:”أماه!”.
وينحني فوق أمه التي لا تجرؤ على لمسه، ويضع يديه تحت مرفَقيها المطوٍيين، يُنهضها، يَضُمها الى قلبه ويعانقها.

آه عندها تفهم مريم أن ذلك ليس رؤيا، انه ابنها قائم حقاً، إنه يسوعها…وبصيحةٍ ترتمي على عنقه، تعانقه وتقبّله، ضاحكةً في بكائها. تقبّل جبهته حيث لم يعد من جروح، رأسه الذي لم يعد مشعّثاً ولا مكسواً دماً، عينيه الباهرتين، خديه المتعافيين، فمه الذي لم يعد منتفخاً. ومن ثم تمسك يديه وتقبّل ظاهرهما وراحتهما فوق الجرحَين المشعَّين، وفجأةً تنحني عند قدمَيه، تكشفهما من تحت ثوب بهائه وتقبّلهما.ثم تنهض، تنظر إليه، لا تجرؤ.
لكنه يبتسم ويفهم. يشقّ ثوبه على صدره ويقول:” وهذا أمّاه ألا تقبّليه، هذا الذي أوجعك جداً ووحدك جديرة بتقبيله؟ قبّليني على قلبي أماه. قبلتك ترفع عني الذكرى الأخيرة لكلّ ما هو ألم…”
( لقد زار الرب أمه فوراً بعد قيامته، بحسب شرحه لماريا فالتورتا، فهي النقية البريئة من أي دنس ، كانت الوحيدة التي بإمكانها لمسه قبل صعوده الى الآب.)
 
قديم 07 - 05 - 2021, 10:04 AM   رقم المشاركة : ( 39624 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

نياحة وصعود جسد مريم العذراء


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


تنيحت السيدة العذراء مريم والدة الإلة عندما بلغ عمرها 58 سنة و 8 شهور و 16 يوم.
جازت منها اثنتي عشرة سنة في الهيكل وثلاثين سنة في بيت القديس يوسف النجار. وأربع عشرة سنة عند القديس يوحنا الإنجيلي، كوصية الرب القائل له: " هذا ابنك " وليوحنا: " هذه أمك"
وبعد صعود السيد المسيح بأقل من 15 سنة، كانت مريم العذراء والدة الإله ملازمة الصلاة في القبر المقدس ومنتظرة ذلك الوقت السعيد الذي فيه تنطلق من رباطات الجسد وقد أعلمها الروح القدس بانتقالها سريعا من هذا العالم الزائل ولما دنا الوقت حضر التلاميذ وعذارى جبل الزيتون وكانت السيدة مضطجعة علي سريرها، وأرسل السيد المسيح الى أمة ملاكا يحمل اليها خبر انتقالها، ففرحت كثيرا وطلبت أن يجتمع اليها الرسل. فأمر السيد المسيح أن يجتمع الرسل من كل أنحاء العالم حيث كانوا متفرقين يكرزون بالأنجيل وأن يذهبوا الى الجثمانية حيث كانت العذراء موجودة.
وبمعجزة إلهية وٌجدوا جميعا فى لحظة أمام السيدة العذراء فيما عدا توما الرسول الذى كان يكرز فى الهند. وكان عدم حضوره الى الجثمانية لحكمة إلهية. فرحت العذراء بحضور الرسل و قالت لهم: أنة قد حان زمان إنتقالها من هذا العالم. وبعدما عزَتهم وودَعتهم وإذا بالسيد المسيح حضر محمولا على مركبة شاروبيمية وحوله ألوف ألوف من الملائكة ومعهم آدم وحواء يمتدحانها على أنها سبب خلاصهما بولادة المسيح منها، ومعهم صاحب المزامير العذب داود النبى، وبكت القديسة مريم ومعها العذارى، لكن الرب عزاهم. لقد قبل أمه العذراء، وباركهم وأمر القديس بطرس أن يتطلع على المذبح ليجد ثيابا سماوية، أرسلها الآب لتكفين القديسة.
وللحال اتجهت العذراء نحو الشرق، وصلت بلغة سماوية، ثم رقدت متجهة نحو الشرق. وقف العذارى حول القديسة يرتلن، كما جلس السيد المسيح بجوارها، وتهلل داود المرتل: "كريم في عيني الرب موت قديسيه". وفي وقت الساعة التاسعة تقبل الرب نفسها، وأسلمت روحها الطاهرة بيد ابنها وإلهها يسوع المسيح يوم 21 طوبة الذى كفن جسدها في الثياب السماوية ورفعها الرسل ووضعوها فى التابوت ودفنوها فى القبر الجديد في حقل يهوشفاط بالجسمانية، وهم يرتلون والملائكة أيضا غير المنظورين يرتلون معهم، وأصعدها إبنها إلى المساكن العلوية.
وبينما هم حاملين جسدها إعترض اليهود الأشرار موكب الجنازة وهجموا على السرير المحمول على أعناق الرسل الذى عليه جسد العذراء الطاهرة لكي يطرحوه إلى الأرض، ولكن الله ضربهم جميعاً بالعمى وأما المعتدي على التابوت وكان إسمة رأوبين فقد إنفصلت يداه من جسمه وبقيتا معلقتين بالتابوت، حينئذ إبتدأ المصاب يبكي وينتحب فتحنن عليه التلاميذ وأجابه بطرس قائلاً: آمن بكل قلبك أن هذه هى بالحقيقة أم ابن الله الذى ولد من هذه الدائمة البتولية من دون زرع بشر وحينئذ تعود إليك يداك أما الرجل فصرخ بمرارة معترفاً بها وبذنبه وفى الحال قربه بطرس ليديه فلصقتا بجسمه مرة آخرى وسائر الذين كانوا معه بكوا معترفين بخطياهم وآمنوا بالرب فقال لهم بطرس: إقتربوا وإلمسوا أعينكم بثيابها وبما أنها أم الرحمة تتحنن عليكم وتشفيكم؛ ولما عملوا هكذا عاد إليهم بصرهم، ثم دفنوها وكان ذلك فى الحادي والعشرين من شهر طوبة، وبعد ذلك أي فى السادس عشر من مسرى أصعد الملائكة الأطهار جسدها الطاهر للسماوات
ولمدة ثلاثة أيام ظل الملائكة يرتلون حولها ولم تنقطع أصوات تسابيحهم وهبوب رائحة بخور ذكية كانت تعَطر المكان حتى أن التلاميذ لم يتركوا المكان إلا بعد إنقطاع صوت التسابيح ورائحة البخور أيضا. وكانت مشيئة الرب أن يرفع الجسد الطاهر الى السماء محمولاً بواسطة الملائكة.
وقد أخفى عن أعين الآباء الرسل هذا الأمر ماعدا القديس توما الرسول الذى كان يبشَر فى الهند ولم يكن حاضراً وقت نياحة العذراء. ولكن سحابة حملتة لملاقاة جسد القديسة مريم فى الهواء فوق جبل أخميم بصعيد مصر، وسمع أحد الملائكة يقول له "أسرع يا توما وتقدم وتبَارك من جسد كليٍة الطهر، ففعل كما أمرة الملاك". وطلب منها علامة يبرهن بها لأخوته التلاميذ عن حقيقة صعودها للسماء فأعطته زنارها المقدس. ثم أرتفع جسد والدة الإلة الى السماء، وبعد ذلك أعادتة السحابة الى الهند ليكمل خدمتة وكرازتة هناك.
فكَر القديس توما أن يذهب الى أورشليم لمقابلة باقى الرسل. فوصلها مع نهاية شهر أبيب، وهناك أعلمه الرسل بنياحة السيدة العذراء، فطلب منهم أن يرى بنفسه الجسد قائلا: " أنا لا أصدق حتى أعاين جسدها فأنتم تعرفون كيف أني شككت في قيامة السيد المسيح ". فلَما رجعوا معه وكشفوا التابوت لم يجدوا إلا الأكفان فحزنوا جدا، ظانين أن اليهود قد جائوا وسرقوه، فطمأنهم توما وقال لهم: "بل رأيت جسد العذراء الطاهرة محمولاً بين أيدى الملائكة، وهذا هو زنارها علامة على صدق كلامى.
فعرفوا منه أن ما رآه القديس توما الرسول يوافق نهاية اليوم الثالث الذى إنقطعت فيه التسابيح ورائحة البخور. فقرروا جميعا أن يصوموا من أول مسرى وأستمر الصيام لمدة أسبوعين. وهو الصوم المعروف بصوم العذراء. رافعين الصلاة والطلبات للرب يسوع أن يمنحهم بركة مشاهدة هذا الصعود لجسدها إلى السماء. فحقق الرب طلبتهم فى هذا اليوم المبارك، وأعلنهم أن الجسد محفوظ تحت شجرة الحياة فى الفردوس. لأن الجسد الذى حمل الله الكلمة تسعة أشهر وأخذ جسده أى ناسوته من جسدها لا يجب أن يبقى فى التراب ويتحلل ويكون عرضة للفساد ومرعى للدود والحشرات. ولازال تكريم السيد المسيح لأمه يبدو فى قبول شفاعتها لأنه قال "إنَى أكَرم الذين يكرموننى". ولقد ظهر من القبر الذى كانت قد وضعت فيه عجائب كثيرة ذاع خبرها، مما أذهل اليهود الذين إجتمعوا وقرروا حرق الجسد الطاهر. فلما فتحوا القبر لم يجدوا فيه إلا بخوراً عطراً يتصاعد منه، فآمن جمع غفير منهم وأنصرف مشايخهم خائبين.


صعود جسد مريم العذراء




يروى التقليد الكنسى حسب أقوال القديس كيرلس البابا الاسكندرى والبابا ثاوفليس ال 23 وحسب ما ورد فى سنكسار الكنيسة القبطية:
قال القديس كيرلس: طلب منى قسان يسمى احدهما داود والثانى يوحنا - كانا يرأسان احد الاديرة بسيناء وطلبا منى ان اقص عليهما خبر نياحة السيدة العذراء - ولما لم اكن على علم رأيت ان اركن الى خزانة الكتب الموجودة فى بيت لحم بمنزل يوحنا الملقب مرقص لانها تحوى اخبار القديسين فعثرت على كتاب بخط يعقوب اخى الرب الذى صار اول اساقفة اورشليم يذكر فيه نياحة الطاهرة مريم البتول فى 21 من شهر طوبة ويصرح بأن خبر انتقالها سطره حبيب الرب يوحنا الرسول ووضعه بالكنيسة فى افسس. فقلت للقسيسين ان يذهبا الى افسس ويحضرا لى الكتاب الذى كتبه يوحنا الحبيب وفعلا ذهبا الى هناك وصلوا فظهر لهما القديس يوحنا وارشدهما عن مكان الكتاب ثم ارسلا لى نسخة منه وهذا ماجاء بالكتاب:
بسم الثالوث الاقدس الاله الواحد يسوع المسيح المولود من الاب قبل كل الدهور الذى تجسد من العذراء الطاهرة لخلاص البشر، بمشيئته عتقنا من نير العبودية.. نير الشيطان وانار بصائرنا بنور لاهوته وتراءف علينا واعدا ايانا بنوال الحياه الدائمة فى النعيم الذى لايزول ان نحن سلكنا بحسب وصاياه فيجب علينا معشر الارثوذوكس ان نعبده ونغبط والداته ونعظمها فى حياتها وبعد نياحتها وانتقالها من العالم الزائل الى النعيم.
والان اريد ان اعلمكم ايها الاباء الاطهار الاخيار انه ذات يوم خرجت السيدة العذراء لزيارة قبر ابنها الوحيد بالجلجثة للتبرك منه حسب عادتها يوميا مع ان اليهود كانوا قد وضعوا حجرا كبيرا على القبر بعد قيامة المخلص واقاموا عليه حراسا ليمنعوا كل من قصد الاتيان اليه او يرجموه بالحجارة.. وقد اخفوا صليب السيد المسيح والحربة والمسامير والثياب التى كان مرتديها واكليل الشوك والاكفان.
ولما رأى الحراس السيدة بجانب القبر تسجد وترفع يديها وتصلى: ايها العلى انقلنى من هذا العالم الفانى لانى اخشى سلطة اليهود المعاندين اذ رأونى اصلى عند قبرك المقدس.
فلما سمع الحراس صلاتها اخبروا رؤساء الكهنة بما سمعوه فأمروهم برجمها والتنكيل بها ولكن الحراس لم ينفدوا ذلك.. ثم ظهر لها الملاك جبرائيل واخبرها ان صلاتها قد سمعت وارسلنى الرب لاخبرك بأنك ستنتقلين من هذا العالم عما قريب.. فسرت بذلك.. وبينما الكهنة يسرعون الى الوالى لاستصدار امر بالضرر بها اذ بأبجر ملك الرها ينذرهم بالهلاك عن يد طيباريوس قيصر ويعلنهم انه مؤمن بالسيد المسيح وسوف تأتى الجيوش للانتقام منهم وامرهم بعدم الاقتراب من العذراء ام المخلص فأطاعوا ولكنهم طلبوا منها عدم العودة الى القبر وطلب منها الملاك جبرائيل ان تذهب الى بيت لحم.
ثم يكمل القديس كيرلس حديثه طبقا لما ورد بالسنكسار القبطى:
بينما كانت والده الاله ملازمة الصلاة اعلمها الروح القدس انها ستنتقل من العالم ثم حضر اليها عذراى الزيتون وكذلك جميع الرسل ماعدا توما.. الاحياء فقط واجتمعوا حولها ثم جاء السيد المسيح له المجد مع الملائكة واعلمها بالسعادة التى اعدت لها ثم باركت الرسل والعذراى ثم اسلمت روحها بيد ابنها يسوع المسيح فأصعدها الى المساكن العلوية معه.. واما جسدها الطاهر فدفنه الرسل، وفيما هم ذاهبون به خرج بعض اليهود لمنع دفنها وامسك احدهم بالتابوت فأنفصلت يداه من جسمه وبقيتا معلقتين بالنعش حتى ندم باكيا بالدموع وبتوسل الرسل عادت يده الى جسمه ثانيا.
فوضعوا جسدها الطاهر المقدس فى تابوت من خشب واغلقوه ووضعوه فى صخرة واغلقوها وعندما هموا بالانصراف فاذا بصوت تسبيح الملائكة واقاموا هناك 3 ايام يسمعون تسبيح الملائكة وبعد ذلك انصرفوا.
ولم يكن توما معهم لانه كان فى الهند يبشر.. فقد دعاه السيد المسيح ليرى ظهور اصعاد جسد مريم المبارك واذا بصوت من السحاب يقول له اسرع ياتوما وقبل جسد القديسة مريم فأسرع وقبله.. وعند حضورة الى اورشليم سأل التلاميد عن العذراء فقالوا له عن نياحتها فقال لا اصدق الا لما ارى جسدها فلما فتح التلاميد القبر لم يجدوا جسد السيدة العذراء فدهشوا وخافوا ان يكون الجنود قد سرقوا جسدها ولكن توما طمأنهم وعرفهم كيف انه شاهد صعود جسدها الى السماء - وهنا سمع التلاميذ صوت من السماء يقول ان الرب لم يشىء ان يبقى جسدها فى الارض.. فصام الرسل لكى يريهم الرب جسدها وصاموا الى اليوم 16 من مسرى حيث تم الوعد لهم برؤيتها كما رأها توما فأمنوا وصدقوا وبشروا الخبر بين المؤمنيين من شعوب الكرازة بأورشليم.
وقيل ان الرب دفن جسد امه تحت شجرة الحياه فى الفردوس انتظارا ليوم القيامة.
ميمر إصعاد جسد العذراء مريم للقديس كيرلس السكندري 16 مسرى
أيها الأخوة الأحباء أعيروني أذاناً صاغية وقلوباً واعية كي أقص عليكم أنا الحقير كيرلس بطريرك الاسكندرية ما وجدته مكتوباً بأيدي سادتنا الآباء الرسل الأطهار معززاً بشهادة القديس يوحنا البتول حبيب ربنا يسوع المسيح بخصوص صعود جسد السيدة العذراء فى مثل هذا اليوم الذى هو السادس من شهر مسرى ووجوده تحت شجرة الحياة التى بسطت أغصانها عليه بأمر الثالوث الأقدس الإله الواحد الذى ينبغي له السجود والعظمة إلى دهر الداهرين وتفصيل ذلك:
أنه لما كان بعد نياح السيدة العذراء فى اليوم الحادي والعشرين من شهر طوبة حيث أنتشرت رائحة زكية لم يشتم مثلها من قبل وصوت من السماء يقول طوباك أيتها الممتلئة نعمة الرب معك وبعد أن دفنت داخل جثسيماني بحقل يهوشافاط بإرشاد الروح القدس، وبواسطة الرسل الأطهار الذين إستمروا يقدمون الصلوات من حين لآخر أمام قبرها الطاهر حتى السادس عشر من شهر مسرى فأشرق عليهم نور سمائي فى الوقت الذى كانوا فيه يسبحون ويرتلون أمام باب المغارة الموضوع فيها جسدها الطاهر وسمعوا أصوات تهليل وتسابيح روحانية ونغمات ملائكية ولم يعلموا سر ذلك؛ فإن الإله له المجد أراد أن يرفع جسد والدته على أجنحة ملائكته النورانية فأرسل طغمة منهم لإتمام ذلك حسب مشيئته، وكان توما أحد الرسل ببلاد الهند ولم يحضر اليوم الذى تنيحت فيه السيدة العذراء لسر لا يعلمه أحد ما ولما كان هذا التلميذ لا يؤمن ما لم يره؛ أراد الله أن يظهر له هذا السر العظيم فأرسل سحابة نورانية وأمره بواسطه الروح القدس أن يعلوها قاصداً موضع جثسيماني بحقل يهوشافاط حيث هناك أخوته الرسل وبينما هو على السحابة إذ رآى طغمة الملائكة تحمل جسد السيدة العذراء؛ فإستفسر عن حقيقة الحال فقيل له أن هذا هو جسد السيدة العذراء مرتمريم التى تنيحت وأمرنا السيد أن نحمله ونصعد به إلى فردوس النعيم ففرح كثيراً وسجد لها وقبل جسدها وطوبها، ثم أنزلته السحابة عند الرسل فسلم على أخوته وقالوا له: ما الذى أخرك عن الحضور يوم نياحة العذراء لترى العجائب التى ظهرت على يديها، حقاً لقد فاتك أمر عظيم جداً.
فأجابهم: إن الروح القدس أعلمني بكل شيء فى حينه وأني كنت مشتغلاً وقتها فى عماد أكلوديا ابنه ملك الهند وها قد أتيت الآن وليَّ رغبة شديدة فى أن أنظر جسد سيدتي (يقصد بذلك ألا يخبرهم بحقيقة ما رآه مباشرة بل أراد تمهيد الطريق أولاً حتى لا يزعج أخوته) فأجابوه قائلين: أنه داخل المغارة ويصعب علينا رفع الحجر عن باب القبر لجسامته، فقال: أنا لا أصدق جميع ما تقولونه إن لم آره بعيني، فأجابوه: ألم تزل فى شكوك حتى الآن، ونسيت ما فعلته يوم قيامة المخلص، فقال: أنا هو توما الذى لا يصدق إلا إذا رآى، فقاموا معه ودحرجوا الحجر عن باب القبر بعد عناء شديد، ثم دخلوا إلى داخل فلم يجدوا جسد العذراء.
فوقفوا باهتين متحيرين وهم يقولون ما الذي حدث؟! فوقف توما بينهم وهم حيارى وقال لهم لا تحزنوا يا أخوتي لأني رآيت اليوم جسد سيدتي العذراء محمولاً على أجنحة الملائكة وقت أن كنت آتياً على السحابة فطلبت إليهم أن يخبروني فأجابوني أن هذا جسد السيدة العذراء نحمله إلى الفردوس بأمر السيد المسيح فقبلته وتباركت منه وطوبته فتعجبوا جداً لأجل ذلك ومجدوا الله .....
أيتها الخدر الملوكي إن الروح القدس حل عليك وقوة العليَّ ظللتط لأن المولود منك حقاً هو كلمة الله وابن الآب الذى لا إبتداء له ولا نهاية، قد أتى وخلصنا من خطايانا، أنت أصل ذرية داود التى ولدت لنا مخلصنا يسوع المسيح وحيد الأب قبل كل الدهور، أنت القبة المدعوة قدس الأقداس والتابوت المصفح بالذهب من كل جانب، وألواح العهد المكتوبة بأصبع الله، والقسط الذهب والمن مخفى فيه مثال ابن الله الذى أتى وحل فيه وتجسد بوحدانية غير مفترقة؛ دعيتي أم الله الملك الحقيقي ومن بعد الميلاد بقيتي عذراء كما قال حزقيال النبي.
يا مريم ممجد هو عمانوئيل الذى ولدتيه من أجل هذا حفظك بغير فساد، تشبهتي بالسلم الذى رآه يعقوب مرتفعاً إلى علو السماء، السلام لك أيتها المنارة النقية التى حملت مصباح اللاهوت، إفرحي يا رجاء خلاص المسكونة كلها لأنه من أجل طهارتك صرنا أحراراً من لعنة حواء ومن أجلك صرناً مسكناً للروح القدس هذا الذى حل عليك وطهرك، من أجل هذا نحن نعيد عيداً روحانياً صارخين مع الملك داود المرتل قائلين: قم يارب إلى راحتك أنت وتابوت موضع قدسك الذى إخترته الذى هو أنت يا مريم العذراء، السلام لك أيتها المائدة الروحانية التى منها أخذ خبز الحياة لكل أحد، السلام لك يا فخرنا ورجاءنا وثباتنا بظهور إلهنا ومخلصنا يسوع المسيح منك، نعظمك بإستحقاق مع أليصابات نسيبتك قائلين: "مباركة أنت فى النساء ومباركة هى ثمرة بطنك" السلام لفخر جنسنا التى ولدت لنا عمانوئيل نسألك أذكرينا أيتها الشفيعة الأمينة عند ابنك الحبيب ربنا يسوع المسيح ليغفر لنا خطايانا ويسامحنا على هفواتنا ويثبتنا على الإيمان المستقيم إلى النفس الآخير الذى له المجد الدائم إلى الأبد أمين.
أ) عقيدة انتقال مريم العذراء في الكنيسة الكاثوليكيّة
في الأوّل من أيّار عام 1946 سأل البابا بيوس الثاني عشر أساقفة الكنيسة الكاثوليكيّة في العالم كلّه: هل يؤمن المسيحيّون في الأبرشيات التي يرعونها بانتقال مريم العذراء إلى السماء بجسدها ونفسها؟ فكان شبه إجماع حول وجود مثل هذا الإيمان لدى الأساقفة واللاهوتيّين وسائر المؤمنين من الشعب المسيحي. وفي الأوّل من تشرين الأوّل عام 1950، أعلن البابا هذا الانتقال عقيدة إيمانيّة. فيرسم أوّلاً لوحة لتاريخ هذا الاعتقاد منذ القرن السادس، ثمّ يبيّن كيف وعت الكنيسة إيمانها بهذا الموضوع، وكيف استخلصت هذا الإيمان من معطيات الكتاب المقدّس، ويقول:
"إنّ هذه البراهين كلّها والاعتبارات التي نقرأها لدى الآباء القدّيسين واللاهوتيّين تستند إلى الكتاب المقدّس كأساس أخير لها. فالكتاب المقدّس يرينا والدة الإله متّحدة اتحادًا وثيقًا بابنها الإلهي ومشاركة إيّاه على الدوام مصيره. فيبدو من ثمّ من المحال أنّ التي حبلت بالسيّد المسيح وولدته وغذّته بلبنها وحملته على ذراعيها وضمّته إلى صدرها قد انفصلت عنه بعد حياتها على هذه الأرض، إن لم نقل بنفسها، فبجسدها. فبما أنّ فادينا هو ابن مريم، لما يكن باستطاعته، هو الخاضع خضوعًا تامًّا للشريعة الإلهيّة، ألاّ يؤدّي الإكرام ليس فقط إلي الآب الأزلي بل أيضاً إلى أمّه المجبوّبة. وبما أنّه كان يقدر أن يصنع لها هذا الإكرام فيحفظها من فساد الموت، فيجب الإيمان بأنّه صّنعه لها.
"ويجب بنوع خاص أن نتذكّر أنّ آباء الكنيسة، منذ القرن الثاني، رأوا في مريم العذراء حوّاء الجديدة، خاضعة دون شكّ لآدم الجديد، لكن متّحدة به اتّحادًا وثيقًا، في العراك ضد العدوّ الجهنّمي، هذا العراك الذي سبق سفر التكوين (تك 3: 15) فبشّر بأنّه سوف ينتهي بالنصر الكامل على الخطيئة والموت اللّذين يذكرهما دومًا رسول الأمم متّحدين (رو 5: 6؛ 1 كو 15: 21- 26، 54- 57). لذلك، فكما أنّ قيامة المسيح المجيدة كانت جزءًا أساسيًّا من هذا الانتصار وآخر مغانمه، كذلك كان يجب أن ينتهي العراك الذي قامت به مريم العذراء بالاتّحاد مع ابنها بتمجيد جسدها العذري، حسب قول الرسول نفسه: "ومتى لبس هذا الجسد الفاسد عدم الفساد، ولبس هذا الجسد المائت عدم الموت، فحينئذ يتمّ القول الذي كتب: لقد ابتُلع الموت في الغلبة" (1 كو 15: 54).
"إن والدة الإله السامية المقام، المتّحدة اتّحادًا سريًّا بيسوع المسيح "في قرار الاختيار الواحد عينه الذي مسبق الله فاتّخذه"، المنزّهة عن العيب في حبلها، العذراء الكلّية الطهارة في أمومتها الإلهيّة، الرفيقة السخيّة للفادي الإلهي الذي أحرز انتصارًا شاملاً على الخطيئة ونتائجها، قد حصلت أخيرًا على هذا التتويج الفائق لامتيازاتها، فحُفظت من فساد القبر، وعلى غرار ابنها، بعد أن غلبت الموت، رُفعت بالجسد والنفس إلى المجد في أعلى السماوات، لتتألّق فيها كملكة على يمين ابنها، ملك الدهور الأزلي (2 تي 1: 17).
"إنّ الكنيسة الجامعة التي فيها يحيا روح الحقّ الذي يقودها لتصل إلى معرفة الحقائق الموحاة، قد أعلنت إيمانها بطرق متنوّعة على مدى الأجيال. وأساقفة العالم يطلبون باتّفاق شبه تامّ أن تُعلَن كعقيدة إيمان إلهي وكاثوليكي حقيقةُ انتقال الطوباويّة مريم العذراء إلى السماء بجسدها، تلك الحقيقة التي تستند إلى الكتاب المقدس، المغروسة في قلوب المؤمنين، والمعلَنة منذ القرون الأولى في عبادة الكنيسة، والمفسَّرة والمعروضة بشكل رائع في أعمال اللاهوتيّين وعلمهم وحكمتهم. لهذه الأسباب نعتقد أنّه قد أتى الزمن الذي حدّدته مقاصد العناية الإلهيّة لأن نعلن رسميًّا هذا الامتياز الفائق الذي تتمتّع به الطوباويّة مريم العذراء.
"فبعد أن وجّهنا إلى الله صلوات ملحّة، والتمسنا نور روح الحقّ، لمجد الله ألقدير الذي أغدق بسخاء عطفه الخاص على مريم العذراء، وإكرامًا لابنه، ملك الدهور الحيّ قاهر الخطيئة والموت، وزيادة في مجد والدته السامية المقام، وفي سبيل الفرح والابتهاج في الكنيسة جمعاء، بسلطان ربّنا يسوع المسيح، والرسولين بطرس وبولس، وبسلطاننا الخاصّ نصرّح ونعلن ونحدّد كعقيدة أوحاها الله أنّ مريم والدة الإله المنزّهة عن العيب والدائمة البتوليّة، بعد أن أنهت مسيرة حياتها على الأرض، رُفعت بالنفس والجسد الى المجد السماوي".
بهذه التعابير أعلن البابا عقيدة انتقال مريم العذراء إلى السماء بنفسها وجسدها، مؤكّدًا أنّه لا يضيف شيئًا، في إعلانه هذه العقيدة، إلى إيمان الكنيسة، بل يعبّر بشكل واضح عن هذا الإيمان الذي يعود إلى القرون الأولى للمسيحيّة. كيف يظهر هذا الإيمان في كتابات الآباء وفي عبادة الكنيسة؟
ب) انتقال مريم العذراء في كتابات الآباء
لقد أورد القدّيس يوحنّا الدمشقي، في عظته الثانية عن رقاد السيّدة، تقليدًا مستمَدًّا من كتاب "التاريخ الأوثيمي" المنحول، مفاده أنّ الرسل الأطهار جُذبوا بلحظة، ساعة رقاد السيّدة، وأتوا من كل الجهات التي كانوا يبشّرون فيها لأجل خلاص العالم، وارتقوا السحب بإشارة إلهيّة، ووفدوا على مقام البتول. ولمّا بلغوا إليها ظهر المسيح ابنها، فأودعت نفسها الطاهرة بين يديه. أمّا جسدها الذي حلّ فيه ابن الله، فشيّعه الرسل ومن معهم بكل إجلال ودفنوه في الجسمانية. ولمّا انقضى اليوم الثالث فتح الرسل الحاضرون نعش البتول نزولاً عند رغبة الرسول توما الذي لم يكن معهم، فلم يجدوا الجسد الكريم. فأخذتهم الدهشة والعجب... فاستنتجوا من الحادث أنّ الكلمة الأزلي الذي تنازل وأخذ جسدًا من أحشائها النقيّة، وحفظ بتوليّتها سالمة بعد ولادته منها، أراد أيضاً أن يكرّم جسدها البتولي والبريء من الدنس ويقيه من الفساد والانحلال وينقله إلى دار الخلود قبل القيامة العامّة. ويضيف الإنجيل المنحول أنّ تيموثاوس أوّل أسقف على أفسس، وديونيسيوس الأريوباجي وإياروثاوس أسقف أثينا حضروا مع الرسل أمام نعش والدة الإله. وقد استمرّ هذا التقليد في الفن الإيقونوغرافي البيزنطي الذي يمثّل رقاد السيّدة على الشكل المذكور أعلاه: العذراء مسجّاة على فراش الموت يحيط بها الرسل، والسيّد المسيح يتقبّل نفسها الطاهرة ترمز إليها طفلة صغيرة يحملها على ذراعيه.
إنّ هذا التقليد لا يرتكز على حدث تاريخي، بل يعبّر بشكل روائي عن إيمان الكنيسة الأولى بأنّ ابن الله الذي اتّخذ جسدًا من أحشاء مريم العذراء، وصار لها ابنًا حقًّا، وخصّها بشرف البتوليّة الدائمة، أكمل نعمته عليها، فصان جسده ها من فساد القبر ونقله إلى المجد السماوي. وهذا الايمان لا يستند إلى نصوص كتابيّة مباشرة بل إلى تحليل لاهوتي، يعتبر انتقال مريم العذراء بجسدها ونفسها إلى المجد السماوي نتيجة ضرورية لأمومتها الإلهيّة. فابن الله صار ابن مريم، وجسد كليهما واحد. وحيث يكون جسد الابن هناك جسد أمّه أيضاً. وكما أقام الله جسد ابنه ولم يتركه "يرى الفساد" (راجع خطبة بطرس الأولى في أع 2: 22- 32)، كذلك أقام الابن جسد أمّه، ذلك الهيكل الطاهر الذي قدّسه الروح القدس وسكن فيه ابن الله تسعة أشهر وقد اتّخذ منه دمه ولحمه، ولم يتركه يرى الفساد والانحلال كسائر أجساد البشر.
وهذا التحليل اللاهوتي نجده لدى كثير من الآباء. يقول القدّيس أندراوس الكريتي (+ 767): "من اللائق أن يدبّر ابن الله مصير والدته بحسب مصيره الخاصّ". ويقول جرمانوس بطريرك القسطنطينية (+ 733): "كيف يحوّلكِ الموت الى رماد وتراب، أنتِ التي، بتجسّد ابنك، أنقذت الإنسان من فساد الموت؟" والقدّيس يوحنّا الدمشقي (+749)، في عظته الأولى والثانية على الانتقال، يوضح لماذا ماتت مريم العذراء، ولماذا انتقلت بعد موتها الى السماء بجسدها ونفسها. يقول: "لماذا الانتقال؟ لقد كان من الواجب أن يكابد أسر المهاوي الأرضيّة هذا المقرّ اللائق بالله، الينبوع الذي لم تحفره يد البشر، حيث تتفجّر المياه التي تطهّر من الخطايا، الأرض غير المحروقة التي تنتج الخبز السماوي، الكرمة التي أعطت بدون أن تروى خمر الخلود، زيتونة رحمة الآب الدائمة الاخضرار ذات الثمار العذبة. ولكن، كما أنّ الجسد المقدّس النقيّ الذي اتّخذه الكلمة الإلهيّة منها، قام من القبر في اليوم الثالث، هكذا كان يجب أن تؤخذ هي من القبر وأن تجتمع الأمّ بابنها. وكما نزل نحوها، هكذا يجب أن تُرفَع هي عينها، وهي موضوع محبّته، حتى "القبّة الأسمى والأكمل" الى "السماء عينها" (عب 9: 11- 24).
"لقد كان يجب أن تصون جسدها من الفساد حتى بعد وفاتها تلك التي لم تثلم بكارتها في الولادة.
"كان يجب أن تعيش في القباب الإلهيّة تلك التي حملت خالقها في حشاها طفلاً صغيرًا. كما يجب أن تأتي العروس التي اختارها الآب، فتقطن في السماء المقرّ الزوجي...
"اليوم العذراء البريئة من الَدنس، التي لم تخامرها عاطفة أرضيّة، بل تغذّت بالأفكار السماويّة، لم تعد الى التراب، وبما أنّها بالحقيقة سماء حيّة، أقامت في الأخبية السماويّة، فهل يخطىء إذن من يدعوها "سماء"؟ إلاّ إذا قلنا، ولعلّه بعدل وصواب، إنّها تفوق السماوات عينها بامتيازات لا مثيل لها، لأنّ من بنى السماوات واحتواها، والذي صنع الكون وما وراء الكون، المنظور وغير المنظور (كو 1: 16)، الذي لا مقرّ له، لأنّه هو عينه مقرّ كلّ الكائنات -لأنّ المقرّ في تحديده يحوي ما فيه- قد جعل نفسه فيها طفلاً صغيرًا، وجعل منها مقرّ ألوهيّته الفسيح الذي يملأ كلّ شيء، وحيدًا ولا حدّ له، قد تجمّع فيها كلُّه بدون أن يتصاغر، وهو مستقرّ بكامله خارجًا، لأنّه هو مقرّ ذاته غير المحدود.
"اليوم كنز الحياة، لجّة النعمة، تدخل في ظلال موت يحمل الحياة، تتقدّم منه بدون خوف، تلك التي ولدت مبيده، هذا إذا جاز أن نسمّي موتًا رحيلها المفعم قداسة وحياة.
"كيف تقع في سلطان الموت من كانت للجميع ينبوعًا للحياة الحقيقية؟ غير أنّها تخضع للشريعة التي وضعها ابنها عينه، وكابنة لآدم القديم تفي الدين الوالديّ، لأنّ ولدها عينه، الذي هو الحياة في ذاته، لم يرفض ذلك. ولكن بصفتها والدة الإله الحيّ، فمن العدل أن تُنقَل اليه، لأنّه إذ قال الله: لئلاّ يمدّ الإنسان (المخلوق الأوّل) يده فيقطف من شجرة الحياة ويأكل فيحيا الى الأبد... (تك 3: 22)، كيف لا تعيش مدى الأبد تلك التي قبلت الحياة عينها بدون بداية ولا نهاية؟".
والكنيسة الأرثوذكسيّة، انسجامًا مع تعاليم الآباء، تؤمن أيضًا بانتقال مريم العذراء الى السماء بجسدها ونفسها، ولكن دون أن تفرض هذا الأمر على ضمير المؤمنين كعقيدة إيمانية، "لأنّها تفتقر الى إثبات، ولم يرد في الإعلان الإلهي أو الكتاب المقدّس أيّ إشارة تؤكّدها"، حسب قول أحد المؤلّفين الأرثوذكسيّين، الذي يضيف موضحًا أسباب انتشار هذا الاعتقاد في عبادة الكنيسة: "وفي هذه العبادة رجاء للكنيسة بالاستعادة الآتية (Apokatastase)، أي عودة الخليقة كلّها، في اليوم الأخير، الى وضعها الفردوسي، بالتألّه، لأنّ العذراء، "بانتقالها الى الحياة"، هي "أوّل كائن بشري يتألّه، كما يقول بول إفدوكيموف، وهي الأولى والسبّاقة، لأنّها ولدت الطريق ووضعت نفسها في الاتّجاه الصحيح، كأنّها "عمود من نار يقود المؤمنين الى أورشليم الجديدة" (فلاديمير لوسكي). لذلك "يلخِّص اسم والدة الإله كلّ تاريخ التدبير الإلهي في العالم"، كما يقول القدّيس يوحنّا الدمشقي (في الإيمان الأرثوذكسي 3: 12)... وفي المجال نفسه يقول اللاّهوتي الأرثوذكسي اليوناني المعاصر بنايوتيس نيللاس: "شركة سريّة تربط جسد مريم بجسد المسيح. وكما أنّ جسد المسيح هو في الحقيقة جسد أمّه، هكذا جسد مريم هو أيضًا جسد ابنها المتألّه. مريم هي أوّل كائن بشري يتّحد بطريقة صحيحة وحقيقية بالمسيح. لقد لبست حقًّا المسيح. لهذا السبب لم يبق جسدها في فساد الموت، بل رفعه المسيح الى السماء كعربون لصعود جميع القدّيسين بأجسادهم الى السماء".
ج) انتقال مريم العذراء في الصلوات الليترجيّة
هذا الإيمان بانتقاله مريم العذراء قد عبّرت عنه الكنيسة في صلواتها الليترجيّة. نقتطف بعضًا من هذه الصلوات من رتبة عيد رقاد السيّدة في الطقس البيبزنطي:
"أيّتها البتول، لقد أوليتِ الطبيعة جوائز الغلبة إذ ولدت الإله، ولكنّك خضعتِ لنواميس الطبيعة مماثلة ابنكِ وخالقكِ، ومن ثمّ متِّ لتنهضي معه الى الأبد".
"إنّ الملك إله الكلّ قد منحكِ ما يفوق الطبيعة، لأنّه كما صانكِ في الولادة عذراء، كذلك صان جسدكِ في الرمس بغير فساد، ومجّدكِ معه بانتقالكِ الإلهيّ، وأولاكِ شرفًا شأن الابن مع أمّه".
"أمّا في ميلادكِ، يا والدة الإله، فحبل بغير زرع. وأمّا في رقادك فموت بغير فساد. إنّ في ذلك أعجوبة بعد أعجوبة. إذ كيف العادمة الزواج تغذّي ابنًا وتلبث طاهرة، أم كيف أمّ الإله تُشَمُّ منها رائحة ثوب الممات؟ فلذلك نرنّم لك مع الملاك قائلين: السلام لك يا ممتلئة نعمة"
"أيتّها النقيّة، إنّ المظالّ السماويّة الإلهيّة قد تقبّلتك كما يليق، بما أنّك سماء حيّة ومنزّهة عن كل وصمة".
د) أبعاد انتقال مريم العذراء الى السماء ومعانيه
ما آمنت به الكنيسة منذ القرون الأولى وعبرّت عنه بطرق متنوّعة في الصلوات الليترجيّة ومواعظ الآباء، وتحديد العقيدة في الكنيسة الكاثوليكيّة في موضوع انتقال مريم العذراء بجسدها ونفسها الى المجد السماوي، هو إعلان للعظائم التي صنعها الله في مريم العذراء، بحسب قولها: "ها منذ الآن تغبّطني جميع الأجيال، لأنّ القدير صنع بي عظائم، واسمه قدّوس، ورحمته الى جيل وجيل للّذين يتّقونه" (لو 1: 48- 50). إنّ عظائم الله قد رافقت مريم العذراء طوال حياتها، وبما أنّ الله هو إله الحياة التي لا نهاية لها، تؤمن الكنيسة أنّ ما صنعه الله من عظائم لا يتوقّف عند حدود هذه الحياة بل يمتدّ الى ما بعد الموت. ويستطيع كلّ مؤمن أن يقرأ في مسيرة حياة مريم العذراء مسيرة إيمانه، وفي مصير مريم العذراء بعد الموت مصير كيانه ومصير شخصه في نهاية الزمن.
الروح القدس أحيا جسد العذراء
يقول بولس الرسول: "إذا كان روح الذي أقام يسوع من بين الأموات ساكنًا فيكم، فالذي أقام المسيح يسوع من بين الأموات يحيي أيضًا أجسادكم المائتة بروحه الساكن فيكم" (رو 8: 11).
انتقال مريم العذراء بجسدها ونفسها الى السماء هو نتيجة لعمل الروح القدس فيها. فالروح القدس الذي حلّ عليها وأحيا جسدها لتصير أمًّا لابن الله هو نفسه يكمّل عمله فيها ويحيي جسدها المائت وينقله الى المجد السماوي. الروح القدس هو قدرة الله المحيية، وهذه القدرة لا يوقفها شيء: إنّها حركة دائمة، وديناميّتها تفوق ما يستطيع عقلنا البشري تصوّره. بهذه القدرة كان يسوع يشفي المرضى ويخرج الشياطين ويقيم الموتى (راجع لو 4: 18- 19؛ مر 12: 18- 28). وبهذه القدرة قام هو نفسه من الموت. وبهذه القدرة سيقيم الأموات في الدينونة العامة. ولأنّ مريم العذراء كانت في جسدها ونفسها مستسلمة استسلامًا تامًّا لعمل الروح القدس، آمن المسيحيّون منذ القرون الأولى أنّها حصلت حالاً بعد موتها على قيامة الجسد التي هي مصير كلّ المؤمنين في نهاية الزمن.
بهاء القيامة
الخلاص في الديانة المسيحيّة ليس إنقاذ الإنسان من الخطايا بقدر ما هو إعادته الى بها الصورة الإلهيّة التي خُلق عليها.. الديانة المسيحيّة هي ديانة البهاء والمجد، وتلك السمة هي التي تبرّر وجودها وتثّبت صحتّها. فإذا كان لله وجود، وإذا كان الله قد ظهر لنا في شخص ابنه وكلمته وصورة مجده يسوع المسيح، فلا بدّ من أن يكون الله إله المجد والبهاء. وهذا ما تعبّر عنه الكنيسة في اعتقادها بانتقال مريم العذراء. تقول الكنيسة البيزنطية في إحدى صلوات عيد رقاد السيّدة: "ما أعجب أسرارك أيّتها السيّدة النقيّة، لأنّك ظهرت عرشًا للعليّ، واليوم قد انتقلت من الأرض الى السماء. فمجدك وافر البهاء، ويعكس أشعّة المواهب الإلهيّة" (صلاة المساء الكبرى). إنّ أشعّة المواهب الإلهيّة التي حصلت عليها مريم العذراء تنعكس في حياتها. فهي السيّدة النقيّة لأنّها "ممتلئة نعمة"، وقد "ظهرت عرشًا للعليّ"، لأنّ ابن الله سكن فيها، وتكلّلت تلك المواهب "بانتقالها من الأرض الى السماء"، وظهر فيها مجد الله الوافر البهاء.
لا يمكننا التنكّر للواقع والتغاضي عن الخطيئة في العالم. ولكنّ قيامة المسيح هي أيضًا جزء من هذا الواقع. من قبر المسيح انبعث نور الله، ومع المسيح القائم من بين الأموات دخل مجد الله العالم، ويعمل كالخمير على تجديده من الداخل. تاريخ العالم ليس تاريخ معركة مجهولة المصير بين الحقّ والباطل، بل تاريخ ولادة جديدة. يقول بولس الرسول: "إنّ الخليقة قد أُخضعت للباطل.. إنّما على رجاء أنّ الخليقة ستُعتَق، هي أيضًا، من عبوديّة الفساد الى حريّة مجد أبناء الله. فنحن نعلم أنّ الخليقة كلّها معًا تئنّ حتى الآن وتتمخَّض، وليس هي فقط، بل نحن أيضًا الذين لهم باكورة الروح، نحن أيضًا نئنّ في أنفسنا منتظرين التبنّي افتداء أجسادنا" (رو 8: 20- 23). نحن من الآن أبناء الله، ولنا باكورة الروح، ولكنَّ ما نحن عليه سيتجلّى على أتمّ وجه في المجد الخالد، فيكون عندئذ للجسد المفتدى، القائم، قسط من السعادة كبير، حسب قول بولس الرسول: " الإنسان الأوّل من الأرض، من التراب، والإنسان الثاني من السماء. فعلى مثال الترابي يكون الترابيّون، وعلى مثال السماوي يكون السماويّون، وكما لبسنا صورة الترابي نلبس أيضًا صورة السماوي" (1 كور 15: 47- 49). في وسط عالمنا لبس المسيح السماوي جسدنا الترابي، وبهذا الجسد ارتبط بعالمنا. وقيامته الجسديّة لم تفقده ارتباطه بنا، بل بدخوله مجد الآب، صار ارتباطه بنا أكثر اتّساعًا. ارتفع عن الأرض ليجتذب اليه الجميع (يو 12: 32)، ارتفع الى السماوات ليملأ مجده جميع الأرض، بحسب قول المزمور: "ارتفع اللهمّ على السماوات، وليكن مجدك على جميع الأرض" (مز 57: 12؛ راجع أيضًا أف 4: 8- 10). المسيح لم يتمجّد وحده. "فبعد إذ أميت بالجسد، استردّ الحياة بالروح، وبهذا الروح عينه مضى وبشّر الأرواح المضبوطة في السجن" (1 بط 3: 19)، أي إنّه نزل الى "الجحيم" مقرّ الأموات حيث كانت نفوس الصدّيقين تنتظر، كفي سجن، مجيئه الخلاصي وصعودها معه الى السماء، وبشّرها بأنّ عمل الفداء قد تحقّق، وتمّ الانتصار على الموت. وفي الموضوع عينه يتكلّم إنجيل متّى عن عامه كسيرين من الأموات مع المسيح: "القبور تفتّحت، وكثيرون من القدّيسين الراقدة أجسادهم فيها قاموا، وخرجوا من القبور بعد قيامته، ودخلوا المدينة المقدّسة، وتراءوا لكثيرين" (متّى 27: 52- 53).
إنّ ابن الله الذي "له مجد الآب من قبل كون العالم" (يو 17: 5) قد تجسّد في أحشاء مريم العذراء. وبسبب تلك الشركة الروحيّة في المجد والبهاء بين السيّد المسيح وأمّه، آمنت الكنيسة أنّ مريم العذراء، بعد موتها، شاركت ابنها مجد قيامته كما شاركته، في تجسده، مجد ظهوره.
قيامة الأجساد
جسد الإنسان، في نظر الكتاب المقدّس، ليس سجنًا يجب التخلّص منه للوصول الى العالم الحقيقي، عالم الأرواح. نظرة الكتاب المقدّس الى الإنسان لا تقوم على التناقض بين الجسد والروح، بل على التناقض بين الفرد المنعزل المتقون على ذاته والشخص المنفتح في علائقه على الكون وعلى الآخرين وعلى الله. والجسد هو ما يتيح للإنسان الحيّ أن يرتبط بعلائق بنّاءة بالكون والآخرين والله. فالجسد هو إذن الإنسان ذاته من حيث ارتباطه بالعالم الخارجي. لذلك أيضًا رأى معظم آباء الكنيسة، ولا سيّمَا في الشرق، أنّ التجسّد كان لا بدّ منه، ولو لم يخطأ الإنسان، وذلك ليكتمل ارتباط الله بالإنسان وارتباط الإنسان بالله، ونعمة الله التي تعمل في الإنسان تعمل فيه حيث يبني ذاته ويحقّق كيانه العلائقي، فتجعله في روحه وفي جسده أكثر انفتاحًا على الله وعلى الآخرين. للنعمة قوّة تغيير وانفتاح، وعملها هو عمل الحياة الإلهيّة نفسها. كلّ اتصال بالله لا بدّ له من أن يغيّر الإنسان، وإلاّ كان الله مجرّد وهم ابتكره خيال الإنسان ليكوّن لنفسه ما يتعلّق به في هذه الحياة المتقلّبة. إلهنا شخص حيّ يحوّل كلّ من يتّصل به، يدخل أعماق الإنسان ليملأه بحياته الإلهيّة. وقيامة الأجساد هي امتلاء الإنسان من تلك الحياة الإلهية في كل أبعاد كيانه وفي كل ارتباطاته بالله وبالكون وبالآخرين.
إيمان الكنيسة بانتقال مريم العذراء بجسدها ونفسها الى السماء هو اعتراف بأنّ اتّحادها الصميم بالله بجسدها ونفسها، هذا الاتحاد الذي تحقّق لها بتجسّد ابن الله في أحشائها، كما تحقّق لها أيضًا بأمانتها لمحبّة الله واستسلامها لعلم الله فيها طوال حياتها، هذا الاتّحاد يستمرّ بعد موتها باشتراكها في مجد القيامة. فكما تمجّد ابنها وصار مرتبطًا بدخوله مجد الله بالعالم كلّه، هكذا أيضًا تمجّدت مريم العذراء وصارت مرتبطة بالعالم كلّه. وما سيحدث لجميع المؤمنين في القيامة العامة، أي ارتباطهم الكامل الممجّد بالعالم وبالله، قد حدث لمريم العذراء كما حدث لابنها يسوع المسيح لدى قيامته من بين الأموات.
ثمّ إنّنا في انتقال مريم العذراء الى المجد السماوي نقرأ عمل الروح القدس في الإنسان. وكل مؤمن يعرف أنّ مسيرة حياته هي مسيرة عمل الروح القدس فيه. ومريم هي في الكنيسة رمز عمل الله في كل مؤمن.
حول صعود جسد العذراء
سؤال:
كم يوما مكثتها السيدة العذراء في القبر؟
الجواب:
المعروف, نقلا عن كتب الآباء السابقين, أن العذراء مريم كانت قد أقامت مع القديس يوحنا الرسول في بيته, بناء علي وصية مخلصنا يسوع المسيح إلي أمه العذراء الطوباوية, وهو علي الصليب كما يروي الأنجيل المقدس علي يد القديس يوحنا الحبيب:
فلما رأي يسوع أمه والتلميذ الذي كان يحبه واقفا قال لأمه: يا امرأة, هوذا ابنك, ثم قال للتلميذ: هذه أمك. ومن تلك الساعة أخذها التلميذ إلي بيته. (يوحنا19: 26, 27).
إذن كان بيت القديس يوحنا الرسول هو مقر إقامة العذراء مريم منذ أن تسلمها يوحنا كوصية معلمه وسيده, ذلك أن يوسف كان قد توفي قبل ذلك بكثير, ولم يكن للعذراء أحد آخر غير الرب يسوع. والمعروف في التقليد أن العذراء كانت كثيرا ما تتبع السيد المسيح في رحلاته وتنقلاته أثناء خدمته في المدة التي بدأت ببلوغه الثلاثين من عمره في التجسد إلي يوم صلبه. وكانت في بعض الأحايين تتنحي مكانا قريبا, وتصلي في خلوة. ومن بين تلك الأماكن المغارة التي أقيمت عليها الكنيسة المعروفة باسم العذراء مريم في مدينة صيدا بلبنان.
انظر كتاب امرأة من لبنان - الأنبا غريغوريوس - الموسوعة جزء14 في تفسير إنجيلي متي ومرقس ص180.
ومع أن بيت الرسول يوحنا كان مقرها الدائم بعد صلب المسيح وبعد قيامته من بين الأموات, غير أنها كانت تخرج دائما وتذهب إلي قبر ابنها وحبيبها وتصلي هناك, أحيانا وحيدة, وأحيانا تصحبها صويحباتها من البنات الأبكار اللائي تبعنها واتخذنها رائدة لهن, وهن (عذاري جبل الزيتون) ومن هذه الزمرة المقدسة تألفت أول جماعة من المتبتلات الطاهرات, أي أن العذراء مريم هي مؤسسة (نظام العذاري), وظل هذا النظام قائما طوال العصور الأولي, سابقا علي نظام الشكل الرهباني, وكان للعذاري في الكنيسة مكان مخصص لهن عرف بخورس العذاري كما تدلنا علي ذلك الدسقولية أي تعاليم الرسل (باب10, باب35) وكتب الكنيسة القديمة, وكتابات الآباء الأولين, وكتب المؤرخين القدامي, ومن بينهم القديس كيرلس رئيس أساقفة أورشليم.
ولذلك لا نستطيع أن نحصي الأيام التي قضتها العذراء في القبر المقدس والمجيد, ولكن آباء الكنيسة يقولون إنها قضت في بيت يوحنا نحو أربع عشرة سنة (السنكسار تحت16 من مسري).
ولذلك فإن يوحنا الحبيب لم يذهب بعيدا عن أورشليم قبل نياحة العذراء مريم وانتقالها إلي الأخدار السمائية. ولكن العذراء مريم هي التي ذهبت إلي مدينة برطس لإنقاذ القديس متياس الرسول (أعمال الرسل 1: 23-26), فقد كان سجينا هناك, فصلت العذراء صلاتها المعروفة بالصلاة حالة الحديد فذاب الحديد المصنوعة منه السلاسل التي كان مقيدا بها, المتاريس والمغالق وخرج القديس متياس, فآمن أهل المدينة, وتعيد الكنيسة لهذه المعجزة والحادثة في اليوم الحادي والعشرين من شهر بؤونة (ويقع حاليا في يوم 28يونية).
فيما عدا هذه الرحلة إلي تلك المدينة, والتي أنقذت فيها العذراء بصلواتها متياس الرسول من سجنه, لا تدلنا مصادرنا الكنسية علي مناسبة أخري تركت فيها العذراء, مدينة أورشليم القدس, إلا حينما حملها الرب يسوع المسيح علي السحب, وجاء بها إلي مصر لتدشين كنيسة العذراء الأثرية بجبل قسقام والتي أقيم حولها فيما بعد الدير المعروف بدير العذراء بالمحرق, وتعيد الكنيسة الأرثوذكسية في مصر في الأقاليم التابعة للكرازة المرقسية, لهذه المناسبة أي لتدشين كنيسة العذراء الأثرية بدير العذراء بالمحرق في اليوم السادس من هاتور. ولقد نزل المسيح له المجد من السماء لهذا الغرض وصحبه رؤساء الملائكة والملائكة, كما حملت السحب الآباء الرسل المنتقلين منهم والأحياء ليكونوا في شرف خدمة سيدهم ومعلمهم وربهم, الذي شاء بهذا التدشين أن يرد اعتبار العذراء التي أهانها اليهود بعد قيامته من بين الأموات بأكثر مما صنعوا قبل ذلك.
سؤال: هل صعدت بجسدها كما صعد إيليا وأخنوخ؟
الرد:
صعود جسد العذراء مريم كان ذلك بعد موتها, وهنا يختلف أمر هذا الصعود عن صعود إيليا النبي. فإيليا صعد حيا بجسده إلي السماء, في مركبة من نار وخيل من نار (2الملوك 2: 11) وأما أخنوخ فلم يوجد لأن الله أخذه (التكوين5: 24), (العبرانيين11: 5). فإيليا وأخنوخ لم يموتا بعد, لكن العذراء مريم ماتت, ودفنوها في الجثسمانية لكن الملائكة حملت جسدها بعد موتها وصعدت به إلي السماء, بعد ثلاثة أيام من موتها, ولذلك فإن الكنيسة تعيد لموت العذراء ولصعود جسدها بعيدين منفصلين, فتعيد لموت العذراء في 21من طوبة, بينما تعيد لصعود جسدها في16مسري.
سؤال: هل العذراء جالسة عن يمين السيد المسيح الآن أم هي في موضع الانتظار؟
الرد:
جسد العذراء قد رفع إلي السماء تكريما له, وهو محفوظ في السماء في الفردوس بمفرده, إلي يوم القيامة العامة (عن ميمر للقديس كيرلس الأول عمود الإيمان).
سؤال: هل هناك إثبات من العهد الجديد عن صعود جسد السيدة العذراء بخلاف المذكور فى السنكسار.
الرد:
ليس بالطبع ما يثبت ذلك في الكتاب المقدس لأن موت السيدة العذراء, وصعود جسدها بعد ذلك, حدث بعد كتابة آخر سفر في العهد الجديد. والكتاب أيضا لم يذكر شيئا عن موت أو استشهاد أكثر الآباء الرسل القديسين, فلم يتكلم بشئ عن قطع رأس بولس, أو صلب بطرس, أو أندراوس أوكيف انتهت حياة فيلبس, أو متي, أو توما, أو يوحنا, أو يعقوب الصغير, أو لباوس, أو سمعان القانوي, أو برثولماوس, أو يهوذا (ليس الأسخريوطي), أو متياس. إن الكتاب تحدث عن موت رسولين فقط وهما يهوذا الإسخريوطي (مت527)، ويعقوب بن زبدي أخو يوحنا (أع12: 2), (أع1: 18)
لكن تاريخ الكنيسة بعد الكتاب المقدس هو الذي سجل الأحداث التي لم يسجلها الكتاب المقدس, ولهذا فإن الكنيسة رتبت في طقوس القداس قراءة كتاب تراجم القديسين والشهداء (وهو السنكسار) بعد قراءة سفر الأعمال مباشرة لأنه امتداد له في تسجيل تاريخ الكنيسة.
علي أن حقيقة صعود جسد السيدة العذراء حقيقة معترف بها, منذ أقدم عصور الكنيسة وعند جميع الكنائس الرسولية, لأنها تقليد رسولي عن القديس يوحنا الرسول الذي شهد كل تفاصيل حياة السيدة العذراء وموتها, وصعود جسدها إلي السماء, كذلك هي رواية سائر الرسل الذين حملتهم سحب السماء, بأمر الروح القدس ليشاهدوا والدة الإله مريم في انتقالها من هذا العالم الزائل, ورووا هذه الواقعة للمؤمنين في جميع هذه البلاد التي كرزوا فيها, فذاع النبأ في الكنيسة الأولي, وصار تقليدا رسوليا في جميع الكنائس الرسولية, منذ العصر الرسولي الأولي. وقد سجل آباء الكنيسة هذا التقليد في كتب الكنيسة ومنها السنكسار.
سؤال: لماذا لم تصعد بجسدها حية كما صعد إيليا وأخنوخ؟
الرد:
ماتت أولا ثم أصعد جسدها بعد ذلك علي أيدي الملائكة, فلأنه كان ينبغي أولا أن تموت كموت البشر, فقد وضع للناس أن يموتوا مرة واحدة (عب9: 27).
حقا إن أخنوخ نقل بجسده (تك5: 24) وكذلك صعد إيليا في العاصفة إلي السماء وهو في الجسد (2مل2: 11) لكن هذين القديسين لابد أن ينزلا إلي الأرض مرة أخري ويموتا, ويري بعض اللاهوتيين أنهما سيموتان شهيدين في حكم الدجال (رؤ11: 7) فلا استثناء في قضية الموت, إن إنسان يحيا ولا يري الموت؟ أن ينجي نفسه من يد الهاوية (القبر)؟, (مز89: 48).
جاء في مقال للبابا ثيؤدوسيوس الإسكندري (حوالي عام 567م) بالقبطية البحيرية عن "نياحة مريم"، أنها واجهت حزن الرسل على موتها بالسؤال التالي: "أليس مكتوب أن كل جسد يلزم أن يذوق الموت هكذا يليق بي أن أعود إلى الأرض ككل سكان الأرض!".
كما يقدم النص السابق تعليلا أخر لموتها إلا وهو تأكيد حقيقة التجسد، فقد أورد حديثا للسيد المسيح مع أمه، يقول فيه: "كنت أود ألا تذوقي الموت، بل تعبرين إلى السماوات مثل أخنوخ وإيليا، لكن حتى هذين يلزم لأن يذوقا الموت. فلو حققت هذا معك لظن الأشرار أنك مجرد قوة نزلت من السماء وأن ما تحقق من تدبير (التجسد) لم يكن إلا مظهرا..."
سؤال: ما الحكمة في أن صعود جسدها بعد موتها؟
الرد:
لقد صعد جسد العذراء بعد موتها لأسباب لا ندعي معرفتها، ولعل فيها أن الله أراد أن يكرم هذا التابوت المقدس, الذي حل فيه الكلمة المتجسدة, فرفعه إلي مكان الكرامة والقداسة, إلي السماء إلي فردوس النعيم.
تذكار نياحة والدة الاله القديسة مريم العذراء (21 طوبة).
تذكار صعود جسد والدة الاله القديسة مريم العذراء (16 مسرى).




 
قديم 07 - 05 - 2021, 10:06 AM   رقم المشاركة : ( 39625 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


تنيحت السيدة العذراء مريم والدة الإلة عندما بلغ عمرها 58 سنة و 8 شهور و 16 يوم.
جازت منها اثنتي عشرة سنة في الهيكل وثلاثين سنة في بيت القديس يوسف النجار. وأربع عشرة سنة عند القديس يوحنا الإنجيلي، كوصية الرب القائل له: " هذا ابنك " وليوحنا: " هذه أمك"
وبعد صعود السيد المسيح بأقل من 15 سنة، كانت مريم العذراء والدة الإله ملازمة الصلاة في القبر المقدس ومنتظرة ذلك الوقت السعيد الذي فيه تنطلق من رباطات الجسد وقد أعلمها الروح القدس بانتقالها سريعا من هذا العالم الزائل ولما دنا الوقت حضر التلاميذ وعذارى جبل الزيتون وكانت السيدة مضطجعة علي سريرها، وأرسل السيد المسيح الى أمة ملاكا يحمل اليها خبر انتقالها، ففرحت كثيرا وطلبت أن يجتمع اليها الرسل. فأمر السيد المسيح أن يجتمع الرسل من كل أنحاء العالم حيث كانوا متفرقين يكرزون بالأنجيل وأن يذهبوا الى الجثمانية حيث كانت العذراء موجودة.
وبمعجزة إلهية وٌجدوا جميعا فى لحظة أمام السيدة العذراء فيما عدا توما الرسول الذى كان يكرز فى الهند. وكان عدم حضوره الى الجثمانية لحكمة إلهية. فرحت العذراء بحضور الرسل و قالت لهم: أنة قد حان زمان إنتقالها من هذا العالم. وبعدما عزَتهم وودَعتهم وإذا بالسيد المسيح حضر محمولا على مركبة شاروبيمية وحوله ألوف ألوف من الملائكة ومعهم آدم وحواء يمتدحانها على أنها سبب خلاصهما بولادة المسيح منها، ومعهم صاحب المزامير العذب داود النبى، وبكت القديسة مريم ومعها العذارى، لكن الرب عزاهم. لقد قبل أمه العذراء، وباركهم وأمر القديس بطرس أن يتطلع على المذبح ليجد ثيابا سماوية، أرسلها الآب لتكفين القديسة.
وللحال اتجهت العذراء نحو الشرق، وصلت بلغة سماوية، ثم رقدت متجهة نحو الشرق. وقف العذارى حول القديسة يرتلن، كما جلس السيد المسيح بجوارها، وتهلل داود المرتل: "كريم في عيني الرب موت قديسيه". وفي وقت الساعة التاسعة تقبل الرب نفسها، وأسلمت روحها الطاهرة بيد ابنها وإلهها يسوع المسيح يوم 21 طوبة الذى كفن جسدها في الثياب السماوية ورفعها الرسل ووضعوها فى التابوت ودفنوها فى القبر الجديد في حقل يهوشفاط بالجسمانية، وهم يرتلون والملائكة أيضا غير المنظورين يرتلون معهم، وأصعدها إبنها إلى المساكن العلوية.
وبينما هم حاملين جسدها إعترض اليهود الأشرار موكب الجنازة وهجموا على السرير المحمول على أعناق الرسل الذى عليه جسد العذراء الطاهرة لكي يطرحوه إلى الأرض، ولكن الله ضربهم جميعاً بالعمى وأما المعتدي على التابوت وكان إسمة رأوبين فقد إنفصلت يداه من جسمه وبقيتا معلقتين بالتابوت، حينئذ إبتدأ المصاب يبكي وينتحب فتحنن عليه التلاميذ وأجابه بطرس قائلاً: آمن بكل قلبك أن هذه هى بالحقيقة أم ابن الله الذى ولد من هذه الدائمة البتولية من دون زرع بشر وحينئذ تعود إليك يداك أما الرجل فصرخ بمرارة معترفاً بها وبذنبه وفى الحال قربه بطرس ليديه فلصقتا بجسمه مرة آخرى وسائر الذين كانوا معه بكوا معترفين بخطياهم وآمنوا بالرب فقال لهم بطرس: إقتربوا وإلمسوا أعينكم بثيابها وبما أنها أم الرحمة تتحنن عليكم وتشفيكم؛ ولما عملوا هكذا عاد إليهم بصرهم، ثم دفنوها وكان ذلك فى الحادي والعشرين من شهر طوبة، وبعد ذلك أي فى السادس عشر من مسرى أصعد الملائكة الأطهار جسدها الطاهر للسماوات
ولمدة ثلاثة أيام ظل الملائكة يرتلون حولها ولم تنقطع أصوات تسابيحهم وهبوب رائحة بخور ذكية كانت تعَطر المكان حتى أن التلاميذ لم يتركوا المكان إلا بعد إنقطاع صوت التسابيح ورائحة البخور أيضا. وكانت مشيئة الرب أن يرفع الجسد الطاهر الى السماء محمولاً بواسطة الملائكة.
وقد أخفى عن أعين الآباء الرسل هذا الأمر ماعدا القديس توما الرسول الذى كان يبشَر فى الهند ولم يكن حاضراً وقت نياحة العذراء. ولكن سحابة حملتة لملاقاة جسد القديسة مريم فى الهواء فوق جبل أخميم بصعيد مصر، وسمع أحد الملائكة يقول له "أسرع يا توما وتقدم وتبَارك من جسد كليٍة الطهر، ففعل كما أمرة الملاك". وطلب منها علامة يبرهن بها لأخوته التلاميذ عن حقيقة صعودها للسماء فأعطته زنارها المقدس. ثم أرتفع جسد والدة الإلة الى السماء، وبعد ذلك أعادتة السحابة الى الهند ليكمل خدمتة وكرازتة هناك.
فكَر القديس توما أن يذهب الى أورشليم لمقابلة باقى الرسل. فوصلها مع نهاية شهر أبيب، وهناك أعلمه الرسل بنياحة السيدة العذراء، فطلب منهم أن يرى بنفسه الجسد قائلا: " أنا لا أصدق حتى أعاين جسدها فأنتم تعرفون كيف أني شككت في قيامة السيد المسيح ". فلَما رجعوا معه وكشفوا التابوت لم يجدوا إلا الأكفان فحزنوا جدا، ظانين أن اليهود قد جائوا وسرقوه، فطمأنهم توما وقال لهم: "بل رأيت جسد العذراء الطاهرة محمولاً بين أيدى الملائكة، وهذا هو زنارها علامة على صدق كلامى.
فعرفوا منه أن ما رآه القديس توما الرسول يوافق نهاية اليوم الثالث الذى إنقطعت فيه التسابيح ورائحة البخور. فقرروا جميعا أن يصوموا من أول مسرى وأستمر الصيام لمدة أسبوعين. وهو الصوم المعروف بصوم العذراء. رافعين الصلاة والطلبات للرب يسوع أن يمنحهم بركة مشاهدة هذا الصعود لجسدها إلى السماء. فحقق الرب طلبتهم فى هذا اليوم المبارك، وأعلنهم أن الجسد محفوظ تحت شجرة الحياة فى الفردوس. لأن الجسد الذى حمل الله الكلمة تسعة أشهر وأخذ جسده أى ناسوته من جسدها لا يجب أن يبقى فى التراب ويتحلل ويكون عرضة للفساد ومرعى للدود والحشرات. ولازال تكريم السيد المسيح لأمه يبدو فى قبول شفاعتها لأنه قال "إنَى أكَرم الذين يكرموننى". ولقد ظهر من القبر الذى كانت قد وضعت فيه عجائب كثيرة ذاع خبرها، مما أذهل اليهود الذين إجتمعوا وقرروا حرق الجسد الطاهر. فلما فتحوا القبر لم يجدوا فيه إلا بخوراً عطراً يتصاعد منه، فآمن جمع غفير منهم وأنصرف مشايخهم خائبين.

 
قديم 07 - 05 - 2021, 10:07 AM   رقم المشاركة : ( 39626 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


صعود جسد مريم العذراء




يروى التقليد الكنسى حسب أقوال القديس كيرلس البابا الاسكندرى والبابا ثاوفليس ال 23 وحسب ما ورد فى سنكسار الكنيسة القبطية:
قال القديس كيرلس: طلب منى قسان يسمى احدهما داود والثانى يوحنا - كانا يرأسان احد الاديرة بسيناء وطلبا منى ان اقص عليهما خبر نياحة السيدة العذراء - ولما لم اكن على علم رأيت ان اركن الى خزانة الكتب الموجودة فى بيت لحم بمنزل يوحنا الملقب مرقص لانها تحوى اخبار القديسين فعثرت على كتاب بخط يعقوب اخى الرب الذى صار اول اساقفة اورشليم يذكر فيه نياحة الطاهرة مريم البتول فى 21 من شهر طوبة ويصرح بأن خبر انتقالها سطره حبيب الرب يوحنا الرسول ووضعه بالكنيسة فى افسس. فقلت للقسيسين ان يذهبا الى افسس ويحضرا لى الكتاب الذى كتبه يوحنا الحبيب وفعلا ذهبا الى هناك وصلوا فظهر لهما القديس يوحنا وارشدهما عن مكان الكتاب ثم ارسلا لى نسخة منه وهذا ماجاء بالكتاب:
بسم الثالوث الاقدس الاله الواحد يسوع المسيح المولود من الاب قبل كل الدهور الذى تجسد من العذراء الطاهرة لخلاص البشر، بمشيئته عتقنا من نير العبودية.. نير الشيطان وانار بصائرنا بنور لاهوته وتراءف علينا واعدا ايانا بنوال الحياه الدائمة فى النعيم الذى لايزول ان نحن سلكنا بحسب وصاياه فيجب علينا معشر الارثوذوكس ان نعبده ونغبط والداته ونعظمها فى حياتها وبعد نياحتها وانتقالها من العالم الزائل الى النعيم.
والان اريد ان اعلمكم ايها الاباء الاطهار الاخيار انه ذات يوم خرجت السيدة العذراء لزيارة قبر ابنها الوحيد بالجلجثة للتبرك منه حسب عادتها يوميا مع ان اليهود كانوا قد وضعوا حجرا كبيرا على القبر بعد قيامة المخلص واقاموا عليه حراسا ليمنعوا كل من قصد الاتيان اليه او يرجموه بالحجارة.. وقد اخفوا صليب السيد المسيح والحربة والمسامير والثياب التى كان مرتديها واكليل الشوك والاكفان.
ولما رأى الحراس السيدة بجانب القبر تسجد وترفع يديها وتصلى: ايها العلى انقلنى من هذا العالم الفانى لانى اخشى سلطة اليهود المعاندين اذ رأونى اصلى عند قبرك المقدس.
فلما سمع الحراس صلاتها اخبروا رؤساء الكهنة بما سمعوه فأمروهم برجمها والتنكيل بها ولكن الحراس لم ينفدوا ذلك.. ثم ظهر لها الملاك جبرائيل واخبرها ان صلاتها قد سمعت وارسلنى الرب لاخبرك بأنك ستنتقلين من هذا العالم عما قريب.. فسرت بذلك.. وبينما الكهنة يسرعون الى الوالى لاستصدار امر بالضرر بها اذ بأبجر ملك الرها ينذرهم بالهلاك عن يد طيباريوس قيصر ويعلنهم انه مؤمن بالسيد المسيح وسوف تأتى الجيوش للانتقام منهم وامرهم بعدم الاقتراب من العذراء ام المخلص فأطاعوا ولكنهم طلبوا منها عدم العودة الى القبر وطلب منها الملاك جبرائيل ان تذهب الى بيت لحم.
ثم يكمل القديس كيرلس حديثه طبقا لما ورد بالسنكسار القبطى:
بينما كانت والده الاله ملازمة الصلاة اعلمها الروح القدس انها ستنتقل من العالم ثم حضر اليها عذراى الزيتون وكذلك جميع الرسل ماعدا توما.. الاحياء فقط واجتمعوا حولها ثم جاء السيد المسيح له المجد مع الملائكة واعلمها بالسعادة التى اعدت لها ثم باركت الرسل والعذراى ثم اسلمت روحها بيد ابنها يسوع المسيح فأصعدها الى المساكن العلوية معه.. واما جسدها الطاهر فدفنه الرسل، وفيما هم ذاهبون به خرج بعض اليهود لمنع دفنها وامسك احدهم بالتابوت فأنفصلت يداه من جسمه وبقيتا معلقتين بالنعش حتى ندم باكيا بالدموع وبتوسل الرسل عادت يده الى جسمه ثانيا.
فوضعوا جسدها الطاهر المقدس فى تابوت من خشب واغلقوه ووضعوه فى صخرة واغلقوها وعندما هموا بالانصراف فاذا بصوت تسبيح الملائكة واقاموا هناك 3 ايام يسمعون تسبيح الملائكة وبعد ذلك انصرفوا.
ولم يكن توما معهم لانه كان فى الهند يبشر.. فقد دعاه السيد المسيح ليرى ظهور اصعاد جسد مريم المبارك واذا بصوت من السحاب يقول له اسرع ياتوما وقبل جسد القديسة مريم فأسرع وقبله.. وعند حضورة الى اورشليم سأل التلاميد عن العذراء فقالوا له عن نياحتها فقال لا اصدق الا لما ارى جسدها فلما فتح التلاميد القبر لم يجدوا جسد السيدة العذراء فدهشوا وخافوا ان يكون الجنود قد سرقوا جسدها ولكن توما طمأنهم وعرفهم كيف انه شاهد صعود جسدها الى السماء - وهنا سمع التلاميذ صوت من السماء يقول ان الرب لم يشىء ان يبقى جسدها فى الارض.. فصام الرسل لكى يريهم الرب جسدها وصاموا الى اليوم 16 من مسرى حيث تم الوعد لهم برؤيتها كما رأها توما فأمنوا وصدقوا وبشروا الخبر بين المؤمنيين من شعوب الكرازة بأورشليم.
وقيل ان الرب دفن جسد امه تحت شجرة الحياه فى الفردوس انتظارا ليوم القيامة.
ميمر إصعاد جسد العذراء مريم للقديس كيرلس السكندري 16 مسرى
أيها الأخوة الأحباء أعيروني أذاناً صاغية وقلوباً واعية كي أقص عليكم أنا الحقير كيرلس بطريرك الاسكندرية ما وجدته مكتوباً بأيدي سادتنا الآباء الرسل الأطهار معززاً بشهادة القديس يوحنا البتول حبيب ربنا يسوع المسيح بخصوص صعود جسد السيدة العذراء فى مثل هذا اليوم الذى هو السادس من شهر مسرى ووجوده تحت شجرة الحياة التى بسطت أغصانها عليه بأمر الثالوث الأقدس الإله الواحد الذى ينبغي له السجود والعظمة إلى دهر الداهرين وتفصيل ذلك:
أنه لما كان بعد نياح السيدة العذراء فى اليوم الحادي والعشرين من شهر طوبة حيث أنتشرت رائحة زكية لم يشتم مثلها من قبل وصوت من السماء يقول طوباك أيتها الممتلئة نعمة الرب معك وبعد أن دفنت داخل جثسيماني بحقل يهوشافاط بإرشاد الروح القدس، وبواسطة الرسل الأطهار الذين إستمروا يقدمون الصلوات من حين لآخر أمام قبرها الطاهر حتى السادس عشر من شهر مسرى فأشرق عليهم نور سمائي فى الوقت الذى كانوا فيه يسبحون ويرتلون أمام باب المغارة الموضوع فيها جسدها الطاهر وسمعوا أصوات تهليل وتسابيح روحانية ونغمات ملائكية ولم يعلموا سر ذلك؛ فإن الإله له المجد أراد أن يرفع جسد والدته على أجنحة ملائكته النورانية فأرسل طغمة منهم لإتمام ذلك حسب مشيئته، وكان توما أحد الرسل ببلاد الهند ولم يحضر اليوم الذى تنيحت فيه السيدة العذراء لسر لا يعلمه أحد ما ولما كان هذا التلميذ لا يؤمن ما لم يره؛ أراد الله أن يظهر له هذا السر العظيم فأرسل سحابة نورانية وأمره بواسطه الروح القدس أن يعلوها قاصداً موضع جثسيماني بحقل يهوشافاط حيث هناك أخوته الرسل وبينما هو على السحابة إذ رآى طغمة الملائكة تحمل جسد السيدة العذراء؛ فإستفسر عن حقيقة الحال فقيل له أن هذا هو جسد السيدة العذراء مرتمريم التى تنيحت وأمرنا السيد أن نحمله ونصعد به إلى فردوس النعيم ففرح كثيراً وسجد لها وقبل جسدها وطوبها، ثم أنزلته السحابة عند الرسل فسلم على أخوته وقالوا له: ما الذى أخرك عن الحضور يوم نياحة العذراء لترى العجائب التى ظهرت على يديها، حقاً لقد فاتك أمر عظيم جداً.
فأجابهم: إن الروح القدس أعلمني بكل شيء فى حينه وأني كنت مشتغلاً وقتها فى عماد أكلوديا ابنه ملك الهند وها قد أتيت الآن وليَّ رغبة شديدة فى أن أنظر جسد سيدتي (يقصد بذلك ألا يخبرهم بحقيقة ما رآه مباشرة بل أراد تمهيد الطريق أولاً حتى لا يزعج أخوته) فأجابوه قائلين: أنه داخل المغارة ويصعب علينا رفع الحجر عن باب القبر لجسامته، فقال: أنا لا أصدق جميع ما تقولونه إن لم آره بعيني، فأجابوه: ألم تزل فى شكوك حتى الآن، ونسيت ما فعلته يوم قيامة المخلص، فقال: أنا هو توما الذى لا يصدق إلا إذا رآى، فقاموا معه ودحرجوا الحجر عن باب القبر بعد عناء شديد، ثم دخلوا إلى داخل فلم يجدوا جسد العذراء.
فوقفوا باهتين متحيرين وهم يقولون ما الذي حدث؟! فوقف توما بينهم وهم حيارى وقال لهم لا تحزنوا يا أخوتي لأني رآيت اليوم جسد سيدتي العذراء محمولاً على أجنحة الملائكة وقت أن كنت آتياً على السحابة فطلبت إليهم أن يخبروني فأجابوني أن هذا جسد السيدة العذراء نحمله إلى الفردوس بأمر السيد المسيح فقبلته وتباركت منه وطوبته فتعجبوا جداً لأجل ذلك ومجدوا الله .....
أيتها الخدر الملوكي إن الروح القدس حل عليك وقوة العليَّ ظللتط لأن المولود منك حقاً هو كلمة الله وابن الآب الذى لا إبتداء له ولا نهاية، قد أتى وخلصنا من خطايانا، أنت أصل ذرية داود التى ولدت لنا مخلصنا يسوع المسيح وحيد الأب قبل كل الدهور، أنت القبة المدعوة قدس الأقداس والتابوت المصفح بالذهب من كل جانب، وألواح العهد المكتوبة بأصبع الله، والقسط الذهب والمن مخفى فيه مثال ابن الله الذى أتى وحل فيه وتجسد بوحدانية غير مفترقة؛ دعيتي أم الله الملك الحقيقي ومن بعد الميلاد بقيتي عذراء كما قال حزقيال النبي.
يا مريم ممجد هو عمانوئيل الذى ولدتيه من أجل هذا حفظك بغير فساد، تشبهتي بالسلم الذى رآه يعقوب مرتفعاً إلى علو السماء، السلام لك أيتها المنارة النقية التى حملت مصباح اللاهوت، إفرحي يا رجاء خلاص المسكونة كلها لأنه من أجل طهارتك صرنا أحراراً من لعنة حواء ومن أجلك صرناً مسكناً للروح القدس هذا الذى حل عليك وطهرك، من أجل هذا نحن نعيد عيداً روحانياً صارخين مع الملك داود المرتل قائلين: قم يارب إلى راحتك أنت وتابوت موضع قدسك الذى إخترته الذى هو أنت يا مريم العذراء، السلام لك أيتها المائدة الروحانية التى منها أخذ خبز الحياة لكل أحد، السلام لك يا فخرنا ورجاءنا وثباتنا بظهور إلهنا ومخلصنا يسوع المسيح منك، نعظمك بإستحقاق مع أليصابات نسيبتك قائلين: "مباركة أنت فى النساء ومباركة هى ثمرة بطنك" السلام لفخر جنسنا التى ولدت لنا عمانوئيل نسألك أذكرينا أيتها الشفيعة الأمينة عند ابنك الحبيب ربنا يسوع المسيح ليغفر لنا خطايانا ويسامحنا على هفواتنا ويثبتنا على الإيمان المستقيم إلى النفس الآخير الذى له المجد الدائم إلى الأبد أمين.
 
قديم 07 - 05 - 2021, 10:13 AM   رقم المشاركة : ( 39627 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أهمية قيامة يسوع





وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

تعتبر قيامة المسيح مهمة لعدة أسباب. أولاً، لأنها تشهد عن قوة الله العظيمة. فالإيمان بالقيامة يعني الإيمان بالله. فان كان الله موجوداً، وقد خلق الكون وله السلطان عليه، إذاً يكون له السلطان على إقامة الأموات. وإن لم يكن له هذا السلطان، فهو غير ولا يستحق إيماننا أو عبادتنا. فالذي خلق الحياة ويستطيع إقامة الموتى، هو الوحيد القادر أن يغلب الموت، وهو الوحيد الذي يستطيع أن ينزع شوكة القبر وينتصر عليه (كورنثوس الأولى 15: 54-55). فبإقامة يسوع المسيح من الموت، يذكرنا الله بسلطانه المطلق على الحياة والموت.

قيامة المسيح مهمة أيضاً لأنها تثبت مصداقية ما قاله المسيح عن نفسه من يكون، وبالتحديد، أنه إبن الله والمسيا المنتظر. وبحسب ما قاله المسيح، فإن قيامته من الموت كانت "علامة من السماء" تثبت مصداقية خدمته (متى 16: 1-4). لقد شهد المئات من شهود العيان على قيامة المسيح (كورنثوس الأولى 15: 3-8)، وتعطينا قيامته دليل لا يدحض على كونه هو مخلص العالم.

سبب آخر لأهمية قيامة الرب يسوع المسيح هو أنها تثبت طبيعته الإلهية وكونه بلا خطية. تقول كلمة الله أن "قدوس الله" لن يرى فساداً (مزمور 16: 10)، ويسوع لم يرى فساداً أبداً، حتى بعد موته (أنظر أعمال الرسل 13: 32-37). وعلى أساس قيامة المسيح كرز الرسول بولس قائلاً: "فَلْيَكُنْ مَعْلُوماً عِنْدَكُمْ أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ أَنَّهُ بِهَذَا يُنَادَى لَكُمْ بِغُفْرَانِ الْخَطَايَا وَبِهَذَا يَتَبَرَّرُ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ مِنْ كُلِّ مَا لَمْ تَقْدِرُوا أَنْ تَتَبَرَّرُوا مِنْهُ بِنَامُوسِ مُوسَى" (أعمال الرسل 13: 38-39).

ليست قيامة المسيح إثباتاً لمصداقية ألوهيته فقط؛ بل تثبت أيضاً مصداقية نبوات العهد القديم التي تنبأت بآلام المسيح وقيامته (أنظر أعمال الرسل 17: 2-3). كما أن قيامة المسيح تثبت ما قاله بأنه سوف يقوم في اليوم الثالث (مرقس 8: 31؛ 10: 34). لو لم يكن المسيح قد قام، فلا رجاء لنا أن نقوم نحن أيضاً. في الواقع، بدون قيامة المسيح ليس لنا مخلص أو خلاص أو رجاء للحياة الأبدية. وكما قال بولس الرسول، يكون إيماننا "باطلاً"، والإنجيل بلا قوة، وخطايانا بلا مغفرة (كورنثوس الأولى 15: 14-19).

قال الرب يسوع: "أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ" (يوحنا 11: 25)، وفي هذه العبارة يقول أنه هو مصدر كليهما. لا توجد قيامة بمعزل عن المسيح، ولا حياة أبدية. المسيح يعمل أكثر من أن يمنح الحياة؛ هو نفسه الحياة، ولهذا لا يملك الموت سلطاناً عليه. ويسوع يمنح الحياة لمن يثقون به، حتى نستطيع أن نشترك معه في إنتصاره على الموت (يوحنا الأولى 5: 11-12). فنحن الذين نؤمن بالرب يسوع المسيح سوف نختبر القيامة شخصياً لأن لنا الحياة التي يمنحها لنا المسيح وقد غلبنا الموت. من المستحيل أن يغلبنا الموت (كورنثوس الأولى 15: 53-57).

الرب يسوع المسيح هو "بَاكُورَةَ الرَّاقِدِينَ" (كورنثوس الأولى 15: 20). بكلمات أخرى، قاد المسيح طريق الحياة بعد الموت. وقيامة المسيح مهمة كشهادة على قيامة البشر، التي هي أحد الأعمدة الأساسية في الإيمان المسيحي. فالمسيحية تنفرد بأن مؤسسها قهر الموت ويعد كل أتباعه أن يكونوا مثل سيدهم. كل الأديان الأخرى التي أسسها رجال أو أنبياء كانت نهايتهم في القبر. أما نحن كمسيحيين فنعلم أن الله صار إنساناً، ومات عن خطايانا، وقام في اليوم الثالث. ولم يستطع القبر أن يوقفه. وهو حي ويجلس اليوم على يمين الآب في السماء (عبرانيين 10: 12).

تقدم كلمة الله ضمان قيامة المؤمن عند مجيء المسيح لإختطاف الكنيسة. وهذا اليقين ينتج عنه ترنيمة إنتصار عظيمة يكتبها الرسول بولس في رسالة كورنثوس الأولى 15: 55 "أَيْنَ شَوْكَتُكَ يَا مَوْتُ؟ أَيْنَ غَلَبَتُكِ يَا هَاوِيَةُ؟" (أيضاً هوشع 13: 14).

إن أهمية قيامة المسيح لها تأثير على خدمتنا للرب الآن. يختم الرسول بولس خطابه حول القيامة بهذه الكلمات: "إِذاً يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ كُونُوا رَاسِخِينَ غَيْرَ مُتَزَعْزِعِينَ مُكْثِرِينَ فِي عَمَلِ الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ عَالِمِينَ أَنَّ تَعَبَكُمْ لَيْسَ بَاطِلاً فِي الرَّبِّ" (كورنثوس الأولى 15: 58). فلأننا نعلم أننا سوف نقام إلى حياة جديدة، يمكننا إحتمال الإضطهاد والخطر لأجل المسيح (الآيات 30-32)، مثلما تحملها الرب يسوع. وبسبب قيامة المسيح، إستبدل الآلاف من الشهداء المؤمنين عبر التاريخ حياتهم الأرضية طوعاً بحياة أبدية وموعد القيامة من الأموات.

القيامة هي الإنتصار والغلبة المجيدة لكل مؤمن. لقد مات المسيح، ودفن، وقام في اليوم الثالث كما هو مدون في كلمة الله (كورنثوس الأولى 15: 58). وهو سيأتي ثانية! سوف يقام الموتى في المسيح، والأحياء وقت مجيئه ستعطى لهم أجساد جديدة وممجدة (تسالونيكي الأولى 13:4-18). فما سبب أهمية قيامة المسيح؟ إنها تثبت من هو يسوع. كما توضح قبول الله لتضحية المسيح من أجلنا. وتثبت قدرة الله على إقامة الأموات. وتؤكد لنا أن أجساد الأموات الذين يؤمنون بالمسيح لن تظل مائتة، ولكنها سوف تقام إلى الحياة الأبدية.
 
قديم 07 - 05 - 2021, 10:15 AM   رقم المشاركة : ( 39628 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

Why is the resurrection of Jesus Christ important?







The resurrection of Jesus is important for several reasons. First, the resurrection witnesses to the immense power of God Himself. To believe in the resurrection is to believe in God. If God exists, and if He created the universe and has power over it, then He has power to raise the dead. If He does not have such power, He is not worthy of our faith and worship. Only He who created life can resurrect it after death, only He can reverse the hideousness that is death itself, and only He can remove the sting and gain the victory over the grave (1 Corinthians 15:54–55). In resurrecting Jesus from the grave, God reminds us of His absolute sovereignty over life and death.


The resurrection of Jesus Christ is also important because it validates who Jesus claimed to be, namely, the Son of God and Messiah. According to Jesus, His resurrection was the “sign from heaven” that authenticated His ministry (Matthew 16:1–4). The resurrection of Jesus Christ, attested to by hundreds of eyewitnesses (1 Corinthians 15:3–8), provides irrefutable proof that He is the Savior of the world.

Another reason the resurrection of Jesus Christ is important is that it proves His sinless character and divine nature. The Scriptures said God’s “Holy One” would never see corruption (Psalm 16:10), and Jesus never saw corruption, even after He died (see Acts 13:32–37). It was on the basis of the resurrection of Christ that Paul preached, “Through Jesus the forgiveness of sins is proclaimed to you. Through him everyone who believes is set free from every sin” (Acts 13:38–39).

The resurrection of Jesus Christ is not only the supreme validation of His deity; it also validates the Old Testament prophecies that foretold of Jesus’ suffering and resurrection (see Acts 17:2–3). Christ’s resurrection also authenticated His own claims that He would be raised on the third day (Mark 8:31; 9:31; 10:34). If Jesus Christ is not resurrected, then we have no hope that we will be, either. In fact, apart from Christ’s resurrection, we have no Savior, no salvation, and no hope of eternal life. As Paul said, our faith would be “useless,” the gospel would be altogether powerless, and our sins would remain unforgiven (1 Corinthians 15:14–19).

Jesus said, “I am the resurrection and the life” (John 11:25), and in that statement claimed to be the source of both. There is no resurrection apart from Christ, no eternal life. Jesus does more than give life; He is life, and that’s why death has no power over Him. Jesus confers His life on those who trust in Him, so that we can share His triumph over death (1 John 5:11–12). We who believe in Jesus Christ will personally experience resurrection because, having the life Jesus gives, we have overcome death. It is impossible for death to win (1 Corinthians 15:53–57).

Jesus is “the firstfruits of those who have fallen asleep” (1 Corinthians 15:20). In other words, Jesus led the way in life after death. The resurrection of Jesus Christ is important as a testimony to the resurrection of human beings, which is a basic tenet of the Christian faith. Unlike other religions, Christianity possesses a Founder who transcends death and promises that His followers will do the same. Every other religion was founded by men or prophets whose end was the grave. As Christians, we know that God became man, died for our sins, and was resurrected the third day. The grave could not hold Him. He lives, and He sits today at the right hand of the Father in heaven (Hebrews 10:12).

The Word of God guarantees the believer’s resurrection at the coming of Jesus Christ for His church at the rapture. Such assurance results in a great song of triumph as Paul writes in 1 Corinthians 15:55, “Where, O death, is your victory? Where, O death, is your sting?” (cf. Hosea 13:14).

The importance of the resurrection of Christ has an impact on our service to the Lord now. Paul ends his discourse on resurrection with these words: “Therefore, my dear brothers and sisters, stand firm. Let nothing move you. Always give yourselves fully to the work of the Lord, because you know that your labor in the Lord is not in vain” (1 Corinthians 15:58). Because we know we will be resurrected to new life, we can endure persecution and danger for Christ’s sake (verses 30–32), just as our Lord did. Because of the resurrection of Jesus Christ, thousands of Christian martyrs through history have willingly traded their earthly lives for everlasting life and the promise of resurrection.

The resurrection is the triumphant and glorious victory for every believer. Jesus Christ died, was buried, and rose the third day according to the Scriptures (1 Corinthians 15:3–4). And He is coming again! The dead in Christ will be raised up, and those who are alive at His coming will be changed and receive new, glorified bodies (1 Thessalonians 4:13–18). Why is the resurrection of Jesus Christ important? It proves who Jesus is. It demonstrates that God accepted Jesus’ sacrifice on our behalf. It shows that God has the power to raise us from the dead. It guarantees that the bodies of those who believe in Christ will not remain dead but will be resurrected unto eternal life.
 
قديم 07 - 05 - 2021, 10:19 AM   رقم المشاركة : ( 39629 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

قيامة المسيح، هل من أدلة تثبت صحتها؟






وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


تُشكل قيامة الرب يسوع المسيح من الموت أحد أعمدة الإيمان المسيحي ومن دونها يفقد هذا الإيمان معناه ويحيد عن هدفه وهو خلاص الانسان الذي أنجزه المسيح بموته على الصليب غالباً الموت بالقيامة ...
وحيث أنّ كثيرين ينكرون قيامة المسيح بشكل أو بآخر، نقدم في هذه المقالة الأدلة الدامغة على صحة قيامة المسيح التي استعرضها اللاهوتي "جوش ماكدويل" في كتابه "برهان جديد يتطلب قرار" ...
يؤمن المسيحيون أن قيامة الرب يسوع المسيح من الموت حقيقة دامغة لا شك ولا ريب فيها، ومن دون القيامة لا معنى للإيمان المسيحي بل يصبح باطلاً، حيث نقرأ في الانجيل المقدّس رسالة كورنثوس الأولى 15: 14. وبقراءة متأنية في الانجيل المقدّس نتبيّن منه بالدليل والبرهان أن المسيح قام من الموت:
موت المسيح (يشهد على القيامة)

اقرأ مرقس 15: 22 - 39.
يقول إ. هـ. داي: «يؤكِّد القدِّيس مرقس على تعجُّب بيلاطس عند سماعه بموت المسيح سريعاً، ولم يسمح بإنزال الجسد عن الصّليب إلاّ بعد التّأكُّد من ذلك بسؤال قائد المئة. ولم تكُن مظاهر الموت غريبة على الجنود الرّومان، فكان موت الصّليب شيئاً مألوفاً بالنّسبة لهُم» (Day, ER, 46- 48).

طلب بيلاطس التّحقُّق من موت المسيح. ويعلِّق "جرين" على هذا قائلاً: «أتى أربعة من العسكر لفحص المصلوب قبل أن يُسمح ليوسف الرّامي صديقه بأن يأخذ الجسد ليدفنه». (Green, MA, 32).
ويقول "جرين" عن هؤلاء الأربعة المتخصِّصين في فحص موت المصلوب: «كان بمقدورهم تمييز الشّخص الميِّت، كما أنّ قائدهم كان قد سمع صرخة الموت بنفسه من المصلوب وأبلغ بيلاطس البنطي الوالي بذلك». مرقس 15: 39 - 44.
(Green, MA, 32- 33).
ويقول "چون ستوت": «اندهش بيلاطس حقّاً من موت يسوع سريعاً، ولكنّه تأكّد من ذلك بسؤال قائد المئة فسمح ليوسف بإنزال الجسد عن الصّليب». (Stott, BC, 49).


القبر الفارغ (يشهد على القيامة)


يشير "ولبر م. سميث" إلى أنّ كلمة «قبر» قد وردت اثنتين وثلاثين مرّة في روايات الأناجيل الأربعة عن القيامة». (Smith, IFET, 38).
ويتساءل "ج أندرسون" المحامي والأستاذ المُتخصِّص في القوانين الشّرقيّة بجامعة لندن قائلاً:

«هل لاحظتَ كيف أنّ أدلّة تواجُد القبر فارغاً كُتِبَتْ جميعاً في الأناجيل؟ لقد كُتبَتْ لتُعطي المجتمع المسيحي كلّ الحقائق التي يريدون معرفتها. في المواعظ المُلقاة على كافّة غير المؤمنين، كما هو واضح في سفر أعمال الرّسل، يلاحَظ أنّ هناك تأكيد مستمرّ على حقيقة القيامة، إلاّ أنّه ليس هناك أدنى إشارة عن القبر الفارغ. لكن لماذا حدث هذا؟ بالنّسبة لي ليس هناك سوى ردّ واحد: ليس هناك مُبرِّر واحد لإثارة موضوع القبر الفارغ. فالجميع سواء الأصدقاء أو الأعداء يعلمون أنّه كان فارغاً، والأسئلة التي تستحقّ أن تُناقَش هي لماذا كان القبر فارغاً، وعلى ماذا يبرهن ذلك؟». (Anderson, CWH,4-9)
وفي كتابات أُخرى يقول "أندرسون":

القبر الفارغ يظهر أمامنا كصخرة قويّة، وكعنصر أساسي ومهمّ في موضوع القيامة. ولنفترض أنّ القبر لم يكُن فارغاً، كما يدَّعي البعض فإنّ هذا يُعتَبر قولاً سخيفاً. فالحقيقة التّاريخيّة تدُلُّنا على أنّ الرّسل منذ البدايات الأولى غيرّوا إيمان العديد من الأشخاص في أورشليم، بالرّغم من عداوة هؤلاء المعروفة، وذلك بنشر الأخبار المُفرِحة بأنّ يسوع قد قام من القبر - وفعلوا ذلك بأن ذهبوا في رحلة قصيرة إلى القبر. وكان في استطاعة أيِّ مُستَمعٍ لهُم أن يقوم بزيارة قصيرة أثناء فترة الغداء، أليس هذا كافياً ليتأكّدوا أنّ القبر فارغ أو أنّ جسده مازال باقياً في قبر يوسف الرّامي مُعرَّضاً للتّحلُّل؟ وهل يمكن لعدد كبير من الكهنة والفرّيسيّين المتعصّبين أن يتأثّروا بحقيقة قيامة يسوع من الأموات بينما في حقيقة الأمر لم تحدث أيّة قيامة. (Anderson, CWH,95,96)
الأكفان (تشهد على القيامة)

في السّرد التّالي، يوضِّح لنا القدّيس يوحنّا اللاهوتي معنى تواجُد الأكفان كدليل على قيامة يسوع، فنقرأ في إنجيل يوحنّا 20: 3 - 9.
علَّقَ "أ. هـ. داي" على رواية يوحنّا قائلاً:
«إنّ ما رآه يوحنّا ولاحَظَه، فيه الدّليل القاطع والمُقنِع ليس كشاهدِ عَيانٍ بل لمُلاحظٍ دقيقٍ... فَرَكْض التّلميذان، وتتابُعَ وصولهما للقبر، وكيفيّة دخولهما وانحناء يوحنّا الذي أخذ ينظر من خلال الباب المنخفض ورؤيته للأكفان في مكانها، وكان بطرس أكثر منه شجاعة وسبقه في الدّخول- والكلمة اليونانيّة التي استُخدِمت في وصف بطرس تعني أنّه (نظر) الأكفان، وقد تحمِل أيضاً في معناها أنّه فحص الأمر مَليَّاً وبكلّ دِقّة، ووَصْف أماكن تواجُد الملابس والمنديل، وهو وَصْف دقيق مُختار في ألفاظه، ثمّ دخول يوحنّا تالياً، والإيمان الذي اكتنفه عندما رأى الأكفان، هذه الأمور جميعاً تعني أنّه (نظر) وأنّ ذاكرته مازالت ترسُم له المنظر كما شاهده، وأنّ رؤيته للقبر الفارغ والملابس المهجورة كانت نقطة فارقة في إيمانه ثمّ في كلّ حياته بعد ذلك.(Day, ER, 16-17)
الخَتم (يشهد على القيامة)

يعلِّق "أ.ت. روبرتسون": «كان الخَتم يوضَع في حضور الجنود الرّومانيّين الذين خُصِّصوا لحراسة الشّعار الرّوماني الذي يمثِّل قوّة ونفوذ روما».
يقول "د. د. هدون": «لا يمكن فتح الباب بدون كسر الخَتم، وهذا يمثِّل جريمة شنعاء في حقّ مالك الخَتم». لقد انكسر الخَتم عندما تدحرَج الحجر، والشّخص أو الأشخاص الذين لا يتجرّأون على كسر الخَتم سوف يكونون مسئولين أمام الحاكم المحلّي ووكلائه. في الحقيقة كان كسر الخَتم الرّوماني في زمن قيامة المسيح أمراً يخشاه الجميع.

الحُرّاس الرّومانيّون (يشهدون على القيامة)

عندما نتطرّق لموضوع «الحارس الرّوماني»، يجب علينا أن نلجأ إلى قاموس الآثار اليونانيّة والرّومانيّة الذي ألَّفه الدّكتور "وليم سيمث" حيث يعطينا معلومات متعدِّدة، فالشّرذمة (تقسيم فرعي من الجيش الرّوماني) تتكوّن من 60 أو 120 جنديّاً «مُجهزّين تماماً... ومُلحَقين بفِرقة معيّنة وهي.. مجموعتان من الحرّاس.. تتكون كلّ مجموعة من أربعة رجال مُخصَّصين للحراسة، بعضهم يقف أمام الخيمة والبعض الآخر خلفها بين الخيول. ونلاحظ هنا أنّ مجموعة الحَرَس تتكوّن دائماً من أربعة أفراد.. يُعيَّن واحد منهم كحارس، أمّا الباقون فإنّهم يتمتّعون بنوع معيّن من الرّاحة، لكنّهم يجب أن يكونوا على أهبة الاستعداد عند صدور أوّل إشارة لوجود خطر وشيك».(Smith, William, DGRA,250-51)
ويخبرنا "توماس ثوربورن" أنّ الجنود القائمين بالحراسة كانوا في مأزق حقيقي بعد أن تزحزح الحجر من مكانه وانكسر الخَتم، إنّهم معرَّضون الآن للمحاكمة العسكريّة: «لا يمكن للجنود أن يدَّعوا بأنّهم كانوا نائمين، لأنّهم يعلمون أنّ عقوبة النّوم أثناء الحراسة عقابها الوحيد هو الموت، وهي عقاب تكرّر حدوثه».
ظهورات المسيح في حياة الأفراد (تشهد على القيامة)

1. لمريم المجدليّة: مرقس 16: 9، ويوحنّا 20: 14.
2. للنّساء العائدات من القبر: متّى 28: 9 و10.
3. لبطرس في وقت متأخِّر من النّهار: لوقا 24: 34، ورسالة كورنثوس الأولى 15: 5.
4. لتلميذَي عِمواس: لوقا 24: 13 - 33.
5. للتّلاميذ بدون توما: لوقا 24: 36 - 43، ويوحنّا 20: 19 - 24.
6. للتّلاميذ ومعهم توما: يوحنّا 20: 26 - 29.
7. للسّبعة وهم بجوار بحيرة طبريّة: يوحنّا 21: 1 - 23.

8. لخمسمائة شخص بالإضافة إلى المؤمنين فوق جبل الجليل: رسالة كورنثوس الأولى 15: 6.

9. ليعقوب: رسالة كورنثوس الأولى 15: 7.
10. للأحد عشر رسولاً: متّى 28: 16 - 20، و{ref مرقس 16: 14 - 20| 14أَخِيرًا ظَهَرَ لِلأَحَدَ عَشَرَ وَهُمْ مُتَّكِئُونَ، وَوَبَّخَ عَدَمَ إِيمَانِهِمْ وَقَسَاوَةَ قُلُوبِهِمْ، لأَنَّهُمْ لَمْ يُصَدِّقُوا الَّذِينَ نَظَرُوهُ قَدْ قَامَ. 15وَقَالَ لَهُمُ:«اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ وَاكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا. 16مَنْ آمَنَ وَاعْتَمَدَ خَلَصَ، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ يُدَنْ. 17وَهذِهِ الآيَاتُ تَتْبَعُ الْمُؤْمِنِينَ: يُخْرِجُونَ الشَّيَاطِينَ بِاسْمِي، وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ جَدِيدَةٍ. 18يَحْمِلُونَ حَيَّاتٍ، وَإِنْ شَرِبُوا شَيْئًا مُمِيتًا لاَ يَضُرُّهُمْ، وَيَضَعُونَ أَيْدِيَهُمْ عَلَى الْمَرْضَى فَيَبْرَأُونَ».

19ثُمَّ إِنَّ الرَّبَّ بَعْدَمَا كَلَّمَهُمُ ارْتَفَعَ إِلَى السَّمَاءِ، وَجَلَسَ عَنْ يَمِينِ اللهِ. 20وَأَمَّا هُمْ فَخَرَجُوا وَكَرَزُوا فِي كُلِّ مَكَانٍ، وَالرَّبُّ يَعْمَلُ مَعَهُمْ وَيُثَبِّتُ الْكَلاَمَ بِالآيَاتِ التَّابِعَةِ. آمِينَ}، و
لوقا 24: 33 - 52، وأعمال الرّسُل 1: 3 - 12.

11- في الصّعود: أعمال الرّسُل 1: 3 - 12.

12- لبولس: أعمال الرّسُل 9: 3 - 6، ورسالة كورنثوس الأولى 15: 8.

13- لاسطفانوس: أعمال الرّسُل 7: 55.
14. لبولس وهو في الهيكل: أعمال الرّسُل 22: 17 - 21، وأعمال الرّسُل 23: 11.
15. ليوحنّا وهو في جزيرة بطمس: رؤيا يوحنّا 1: 10 - 19.

لقد تأسّست الكنيسة على موضوع القيامة، ودَحْضُ هذه القيامة كان كفيلاً بتدمير كلّ الحركة المسيحيّة. مع ذلك، وبدلاً من تقديم الدّليل المُضاد، خلال القرن الأوّل، ثمّ تهديد المسيحيّين واضطهادهم بالجلْد والضّرب والقتل بسبب إيمانهم هذا، كان من السّهل جدّاً عليهم أن يُخرِسوهم وذلك بإبراز جسد يسوع. لكن هذا لم يحدث أبداً.
وكما عبَّر عن ذلك "چون ستوت" أفضل تعبير عندما كتب: «كان صمت أعداء المسيح هو الدّليل البارع عن القيامة التي شهد بها التلاميذ».(Stott,BC,51)
والآن صديقي ما رأيك في كلّ هذه الأدلّة، هل لازلت لا تصدِّق حقيقة القيامة!!؟؟.

 
قديم 07 - 05 - 2021, 10:20 AM   رقم المشاركة : ( 39630 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

قيامة المسيح


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






موت المسيح (يشهد على القيامة)

اقرأ مرقس 15: 22 - 39.
يقول إ. هـ. داي: «يؤكِّد القدِّيس مرقس على تعجُّب بيلاطس عند سماعه بموت المسيح سريعاً، ولم يسمح بإنزال الجسد عن الصّليب إلاّ بعد التّأكُّد من ذلك بسؤال قائد المئة. ولم تكُن مظاهر الموت غريبة على الجنود الرّومان، فكان موت الصّليب شيئاً مألوفاً بالنّسبة لهُم» (Day, ER, 46- 48).

طلب بيلاطس التّحقُّق من موت المسيح. ويعلِّق "جرين" على هذا قائلاً: «أتى أربعة من العسكر لفحص المصلوب قبل أن يُسمح ليوسف الرّامي صديقه بأن يأخذ الجسد ليدفنه». (Green, MA, 32).
ويقول "جرين" عن هؤلاء الأربعة المتخصِّصين في فحص موت المصلوب: «كان بمقدورهم تمييز الشّخص الميِّت، كما أنّ قائدهم كان قد سمع صرخة الموت بنفسه من المصلوب وأبلغ بيلاطس البنطي الوالي بذلك». مرقس 15: 39 - 44.
(Green, MA, 32- 33).
ويقول "چون ستوت": «اندهش بيلاطس حقّاً من موت يسوع سريعاً، ولكنّه تأكّد من ذلك بسؤال قائد المئة فسمح ليوسف بإنزال الجسد عن الصّليب». (Stott, BC, 49).


 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:10 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025