منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12 - 05 - 2012, 03:51 PM   رقم المشاركة : ( 381 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي

قد فنيَ لحمي وقلبي

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

قد فنيَ لحمي وقلبي. صخرة قلبي ونصيبي الله إلى الدهر ( مز 73: 26 )

بعد أن هَامَ آساف حُبًا في الله، واحتقر كل شيء على الأرض سواه (ع25)، فإنه تحدَّث عما يمكن أن نسميه أكبر مصيبة ممكن أن تُصيب الإنسان. ليس ضياع الأموال، وهي تجربة عسيرة، ولا ضياع الأولاد وهي تجربة أمَرّ جدًا من السابقة، بل ضياع الصحة.

والشيطان الخبيث عرف أن هذا أشرّ ما يُبتلى به المرء، فأبقاه في تجربة أيوب للآخر، وقال بأسلوبه الأناني الشهير: «جلدٌ بجلد، وكل ما للإنسان يعطيه لأجل نفسه» ( أي 2: 4 ). فماذا كان ردّ فعل آساف عندما ضاعت الصحة؟ لا انزعاج ولا اضطراب، بل قال: «صخرة قلبي ونصيبي الله إلى الدهر».

بهذا القدر الرائع، فإن الشركة مع الله تكفي القديس. إنها تكفيه ليس في الظروف العادية، بل في الظروف القاسية. فآساف يقول هنا: «قد فني لحمي وقلبي»، أي لم يبقَ له شيء على الإطلاق، ومع ذلك فهو متمسك بالله وحده. فالرب ما زال كل شيء له.
ولو ضاع الكل، فإن الرب يبقى دائمًا.

والمؤمن في أيام القوة، فإن قلبه ولحمه يهتفان بالإله الحي ( مز 84: 2 ). ولكن يأتي وقت فيه يفنى قلبه ولحمه، لكنه الإله الحي باقٍ لا يتغير. ولذلك فإن آساف يضيف قائلاً: «صخرة قلبي ونصيبي الله إلى الدهر».

وفناء اللحم والقلب يدل على فناء قوة الطبيعة، وهو بالنسبة لإنسان العالم أمر مزعج، إذ يقرّبه إلى النهاية المُخيفة، والتي لا يتمناها. ولكن بالنسبة لإنسان الله، يعلم أنه مع فناء الخارج، فإن الداخل يتجدد يومًا فيومًا. بل ويعلم أنه حتى ولو نُقض بيت خيمتنا الأرضي، فلنا في السماوات بناءٌ من الله، بيتٌ غير مصنوع بيدٍ، أبدي. وهذا أمر بالنسبة له مُشجع ومُفرح، حتى إن الرسول يقول:
إننا «نئن مشتاقين» لهذا المسكن العجيب الأبدي ( 2كو 5: 1 - 3)!

لقد قال آساف: «نصيبي الله»: وما أعظمه نصيبًا! إنه يقول: إن سر فرحي ليس البشر والأصدقاء، ليس الجاه والشهرة، ليست أمور العالم على الإطلاق، بل الله.
ثم إنه نصيب «إلى الدهر»: أي إنه نصيبه في الحياة، وفي ما بعد الحياة. فهو ليس نصيب للّحظة الحاضرة فحسب، بل هو نصيب أبدي.

أخي العزيز .. إذا ضاعت القوة، فالله هو القوة التي لا تخيب، وإذا فنيَ اللحم، فالله هو النصيب الذي لا يغيب!
 
قديم 12 - 05 - 2012, 03:52 PM   رقم المشاركة : ( 382 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي

إيليا يتوسل ضد شعبه!
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أَم لستم تعلمون ماذا يقول الكتاب في إيليا؟ كيف يتوسل إلى الله ضد إسرائيل ( رو 11: 2 )

لقد أدّى انشغال إيليا بنفسه إلى امتلائه بمشاعر قاسية تجاه شعب الله الضال حوله «أم لستم تعلمون ماذا يقول الكتاب في إيليا؟ كيف يتوسل إلى الله ضد إسرائيل!» .. «يتوسل ... ضد إسرائيل»! مادحًا نفسه ومُسيئًا إلى الشعب!

هل يليق هذا بشاهد أمين لله؟ وهل بكلماته هذه يعكس مشاعر قلب الله وطول أناته على شعبه، وعدم رفضه لهم بالرغم من ضلالهم وخطاياهم؟
لقد تكلم «موسى» بطريقة مُغايرة تمامًا، ولذلك من المشجع أن نستمع إلى توسله المؤثر إلى الله من أجل إسرائيل بعد عبادتهم للعجل الذهبي (خروج32، 33).
ومع أنه كان يشعر بالجُرم العظيم الذي ارتكبوه في حق «يهوه»، لكن لم تخرج من فمه في حضرة الله كلمة ردية عنهم. بل على العكس، أصرّ على تذكير «يهوه» أنهم شعبه بالرغم من جُرمهم الشنيع، وأن مجد اسمه مرتبط ببركتهم، وكان مستعدًا أن يمحو الله اسمه من الكتاب الذي كتبه، بدلاً من أن يرفضهم.

فلننتبه إلى هذا المبدأ جيدًا، لأننا أحوج ما نكون إليه اليوم. إن انتفاخ الذات، وانشغالنا بأمانتنا نحن في الشهادة، يُولِّد مشاعر خطيرة في قلوبنا تجاه شعب الله حولنا، تجعلنا لا نصلح أن نتوسل إلى الله من أجلهم.
وهل يدهشنا أيضًا، إذا أثمرت مشاعرنا غير اللائقة تعليقات الناس الساخرة «صحيح أنكم أنتم شعبٌ (الشعب)، ومعكم تموت الحكمة!» ( أي 12: 2 ).

وفي حالة إيليا كان لشكواه نتائج مختلفة تمامًا عما كان يتوقع. «فقال له الرب: اذهب راجعًا في طريقك ... وامسح أليشع بن شافاط ... نبيًا عوضًا عنك». دروس خطيرة هذه، وما أسعدنا إذا تعلمناها بحق!

فتعظيمنا لأهمية أنفسنا في الشهادة يؤدي إلى الاستغناء عنا كشهود كُلية، وأن يأخذ آخرون مكاننا.

ألا نرى هذا يحدث للأسف؟ ألا نسمع البعض يقول نحن الشهود الأمناء، نحن كنيسة فيلادلفيا، كل ما عدانا تقريبًا هو في كنيسة لاودكية. والنتيجة المُحزنة هي أننا عندما نبحث عن عمل روح الله الخاص، لا نجده في الذين يمدحون أنفسهم هكذا، بل بين الآخرين الذين لديهم
معرفة أقل بكلمة الله كحروف.
وهي نتيجة حتمية لسماحنـا لأنفسنا بالتعدي على مكانة الله في عقولنا وقلوبنا «وأما مَن افتخر فليفتخر بالرب. لأنه ليس مَن مدح نفسه هو المُزكى، بل مَن يمدحه الرب» ( 2كو 10: 17 ، 18).
 
قديم 12 - 05 - 2012, 03:53 PM   رقم المشاركة : ( 383 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي

جسد واحد وروح واحد

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

مجتهدين أن تحفظوا وحدانية الروح برباط السلام ( أف 4: 3 )

ما أعظم غبطة جماعة القديسين!
لقد افتُدوا من الدينونة، وفُصلوا عن طريق هذا العالم الشرير بواسطة دم المسيح الثمين، وأصبح لهم أن يتمتعوا بفرح الخلاص المشترك!
إنهم إخوة في عائلة واحدة، لأنهم أبناء لآب واحد، وهم أيضًا أعضاء بعضهم لبعض لأنهم إذ ”اعتمدوا بروح واحد إلى جسد واحد“ صاروا جميعًا أعضاء في جسد المسيح على السواء، وإذ قُطعوا من محجر العالم، ونالوا الحياة بواسطة صوت ابن الله أصبحوا حجارة حية في الهيكل المقدس الواحد «مبنيين معًا مسكناً لله بالروح».

وإذ خُتموا بالروح القدس صارت لهم شركة مع الآب والابن وشركة مع بعضهم البعض أيضًا.
وقد أخذوا نعمة فوق نعمة، من الملء الذي في المسيح، فامتلأت قلوبهم بالفرح، وفاضت بالمحبة، وانطلقت بالتسبيح المشترك، بذلك تمثل شركة القديسين على الأرض سعادة السماء بصورة حقيقية مصغَّرة، وأفراحهم تتضاعف بتقاسمهم إياها، كما أن أحزانهم تُخفَف بمشاركة بعضهم لبعض فيها. وبحسب المقياس الإلهي كل ما للفرد يمتلكه لحساب الجماعة، وكل ما للجماعة هو للفرد.
لكل واحد نصيب في أفراح المجموع، وإذ صاروا جميعهم واحدًا، وأصبحوا شركاء المسيح في ميراثه، يُقال عنهم بحق «كل شيء لكم».
وإذ اندمجوا في «جسد واحد» وسُقوا «روحًا واحدًا»، فقد ارتبطوا معًا بعواطف ومشاعر ذلك الروح الحي الواحد، وبذلك صار الفرد يصلي لأجل المجموع، والمجموع يصلّون لأجل الفرد.

والجسد كله يتغذى بما يقدمه كل عضو وكل مفصل ”لبنيانه في المحبة“.
ولا مجال للتفاخر أو التنازع بين القديسين، لأني لماذا أحسد ما هو لي؟ لماذا أحتقر ما يخدم مصلحتي؟ وكيف أحاول أن أكيد لمَن أذيّته تؤذيني؟
هل يمكن أن ينشأ خصام بين أعضاء الجسد الطبيعي؟ كلا، لأن جميعها تخدم بعضها البعض، فإذا تألم عضو شاركته بقية الأعضاء وعملت على تخفيف آلامه بغير ضجر.

يا رب أَتحِد قديسيك هكذا في شركة قلبية وعاطفة رقيقة نحو بعضهم البعض، ابعد يا رب عنا كل شقاق، واربط قلوبنا بروحك القدوس بالمحبة الأخوية. لا تسمح أن يؤثر العُجب أو روح التحزب أو الروح العالمية في أعضاء جسدك.

 
قديم 12 - 05 - 2012, 03:54 PM   رقم المشاركة : ( 384 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي

الراعي العظيم

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وَإِلَهُ السَّلاَمِ الَّذِي أَقَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ رَاعِيَ الْخِرَافِ الْعَظِيمَ، رَبَّنَا يَسُوعَ، بِدَمِ الْعَهْدِ الأَبَدِيِّ ( عب 13: 20 )
إذًا يا إخوتي الأحباء، كونوا راسخين، غير متزعزعين، مُكثرين في عمل الرب كل حينٍ، عالمين أن تعبكم ليس باطلاً في الرب ( 1كو 15: 58 )

تكلم العهد الجديد عن المسيح كالراعي مستخدمًا ثلاثة ألقاب هي: الراعي الصالح، والراعي العظيم، ورئيس الرعاة.

ففي إنجيل يوحنا نقرأ قول المسيح عن نفسه: «أنا هو الراعي الصالح، والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف» ( يو 10: 11 ). كما يقول الرسول بولس: «وإله السلام الذي أقام من الأموات راعي الخراف العظيم، ربنا يسوع، بدم العهد الأبدي» ( عب 13: 20 ). ويختم الرسول بطرس هذه الثلاثية مُشيرًا إلى ظهور المسيح بالمجد والقوة، فيقول: «ومتى ظهر رئيس الرُّعاة تنالون إكليل المجد الذي لا يبلى» ( 1بط 5: 4 ).

وواضح هنا الارتباط الوثيق بين هذه الثلاثية. فمجيء المسيح بالنعمة ليفدي البشر، ذلك المجيء الذي انتهى بموت الصليب، يحدثنا عن الراعي الصالح. لكنه بعد الموت قام وصعد إلى السماء مُمجَّدًا، وهو هناك يخدمنا باعتباره راعي الخراف العظيم. وأخيرًا سيأتي إلينا مرة ثانية مُستعلنًا بالمجد والقوة، ليعطي الأجرة لعبيده الأُمناء، وذلك باعتباره رئيس الرعاة.

هذه الأفكار الثلاثة نجدها بنفس هذا الترتيب في مزامير الراعي؛ مزمور22، 23، 24.
ففي مزمور 22 نجد الراعي الصالح الذي بذل نفسه عن خرافه الغالية، وفى مزمور 23 نجد الراعي العظيم المعتني بكل خروف من قطيعه العزيز، والذي يحفظهم خلال هذا العالم المليء بالمخاطر والتجارب، ويرعاهم خلال الحياة المليئة بالاحتياجات والإعوازات.
وفى مزمور 24 نجد رئيس الرعاة، الذي هو نفسه «ملك المجد» عندما يظهر ليكافئ كل الخدام الأُمناء الذين اعتنوا بقطيعه العزيز على قلبه.

هذه الثلاثية الجميلة تغطى الماضي والحاضر والمستقبل. فبالنسبة للأمس نذكر تجسد المسيح باعتباره الراعي الذي أتى من السماء إلى الأرض لكي يفتش عن الغنم، ولكي ما يذهب وراء الضال حتى يجده، ثم مضى إلى الصليب كالراعي الصالح ليبذل نفسه عن الخراف.
وهو ما يحدثنا به مزمور22.
لكن الصليب لم يكن النهاية، ونفس المزمور الذي يكلمنا أساسًا عن الصليب، يُشير أيضًا إلى القيامة. وبعد القيامة نرى خدمة أخرى للمسيح؛ كراعي الخراف العظيم المُقام من الأموات.
مَنْ فينا حتى بعد إيمانه يستغني عن هذا الراعي العظيم؟! لكن سوف تنتهي هذه الحياة الحاضرة عندما يأتي الرب، لندخل معه إلى الأبدية السعيدة.
 
قديم 12 - 05 - 2012, 03:55 PM   رقم المشاركة : ( 385 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي

أربع مَرَاسٍ

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ابْنُوا أَنْفُسَكُمْ عَلَى إِيمَانِكُمُ ..مُصَلِّينَ فِي الرُّوحِ.. وَاحْفَظُوا أَنْفُسَكُمْ فِي مَحَبَّةِ اللهِ، مُنْتَظِرِينَ رَحْمَةَ رَبِّنَا يَسُوع.. ( يه 1: 20 ، 21)

لكي ما نبقى محفوظين أثناء ليل الارتداد المُظلم، فإننا نحتاج أربع مراسِ لكي ما تبقى نفوسنا راسية وثابتة بها. ورسالة يهوذا التي تُصوِّر لنا ظلمة الأيام الأخيرة للمسيحية، تُعطينا ما يتجاوب مع الأربع مراس في أعمال27: 29.
فبعد أن تحدَّث عن الارتداد المُريع والشر، فإن يهوذا يتحوَّل إلى المؤمنين، ويُخبرهم أن يفعلوا أربعة أمور:

فأولاً: يجب أن نبني أنفسنا على إيماننا الأقدس. ونحتاج أن نلتصق بالحق في كل قوة تقديسه وحفظه، وألا نقلل من مستوى الحق جزئية واحدة. إنها كلمة الله التي تبنينا وتجعلنا أقوياء وثابتين. ويلزمنا أن نتغذى عليها، ونعمل بها، ونبني أنفسنا على أساس إيماننا الأقدس. هذه مرساة حقيقية لنفوسنا.

وثانيًا: نحتاج إلى مرساة الصلاة «مُصَلِّين فِي الرُّوحِ القدسِ». إن الصلاة في الروح هي التوازن الضروري للتغذي على الكلمة، وحفظ النفس منتعشة أمام الله، وفي شركة معه. والصلاة في الروح تتطلب سلوكًا في الروح، وتدريبًا في الحكم على الذات. والصلاة هي المورد ومصدر القوة في كل الأوقات.

وثالثًا: نحتاج أن تُحفظ أنفسنا في محبة الله. إنه ليس هنا أننا نُحب الله، مع أن هذا ما يجب أن نفعله بالتأكيد، بل أننا نحفظ أنفسنا في التمتع بمحبته. وهذا يعني أنه يجب أن يكون لنا دائمًا إيمان بالله، وألا نشك في محبته. ولا يهم الظروف والتجارب التي نمرّ بها. فلا شيء يُمكن أن يُبدل محبته من نحونا، ولا حتى فشلنا. إن الشيطان يسعى دائمًا لكي يُشككنا في محبة الله. ولكن إذ نحفظ أنفسنا لتغوص في محبة الله التي لا تفشل ولا تتغير، فإنها تُصبح كمِرساة لنفوسنا ثابتة ضد كل عواصف الشيطان وأمواجه.

أما المرساة الرابعة، فإننا نُحرَّض لكي نكون «منتظرين رحمة ربنا يسوع المسيح للحياة الأبدية». وهذا هو التوقع الواضح ـ رحمة ربنا طوال الطريق حتى تتحقق النهاية ـ وهو مجيئه لنا. إن مجيئه سيُصبح إنقاذًا ورحمة لخاصته من كل أشكال خراب المسيحية الاسمية، وأيضًا من الشر المُحيط بها. إن نهار مجيئه هو الرجاء والتوقع المُشرق للكنيسة الحقيقية.

إن الأربع المراسي السابقة ستحفظنا غير متزعزعين من جرّاء كل ريح زوبعية أثناء ليل غياب المسيح.
 
قديم 12 - 05 - 2012, 03:56 PM   رقم المشاركة : ( 386 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي

فرصة جديدة .. ربما الأخيرة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


كُلُّ شَيْءٍ مُعَدٌّ. تَعَالَوْا إِلَى الْعُرْسِ! ( مت 22: 4 )
أيها القارئ العزيز:
لقد أحاطك الله بعنايته وأدخلك بسلام إلى العام الجديد. وهو بذلك قد أتاح لك فرصة جديدة لكي تُقبل إليه بالتوبة والإيمان فتنال خلاص نفسك الثمينة.

إن الله يحبك، بالرغم من كل ما ارتكبته من الشرور والآثام، وما أهنته به من المعاصي والذنوب، وما زال يُطيل أناته عليك مترقبًا رجوعك إليه.
لقد أعد لك خلاصًا أبديًا بموت الرب يسوع المسيح على الصليب لأجلك، وهو يريد من كل قلبه أنك تمد يد الإيمان لتنال هذا الخلاص الثمين لنفسك الآن.

فقف لحظة أيها العزيز في مُستهل هذا العام الجديد، وتفكّر في نفسك الخالدة ومصيرها الأبدي. كيف تهتم بمستقبلك الأرضي الزائل، وتغفل أمر أبديتك التي لا تنتهي؟ «لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسِرَ نفسه؟» ( مت 16: 26 ).

نرجو أن تصغي بكل انتباه إلى قول الكتاب المقدس «وُضِعَ للناس أن يموتوا مرةً ثم بعد ذلك الدينونة» ( عب 9: 27 ) وأيضًا «الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية، والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله» ( يو 3: 36 ) ويا لهول الدينونة!
ويا لشدة غضب الله!
ولكن اسمع قول المسيح المُفرح: «إن مَن يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فله حياة أبدية، ولا يأتي إلى دينونة» ( يو 5: 24 ).
فالله قد أعدّ خلاصًا كاملاً مجانيًا لكل الخطاة، وهو ينادي قائلاً: «كل شيءٍ مُعدٌّ. تعالوا إلى العُرس!» ( مت 22: 4 ). فهلا تسمع صوته وتقبل دعوته الآن؟

أيها القارئ العزيز، إننا نناشدك بمحبة الله العظيمة لك، وبصليب المسيح وآلامه لأجلك، وبنداء الروح القدس لقلبك، وبقيمة نفسك الثمينة الخالدة، وبجميع أفراح السماء، وبجميع أهوال بحيرة النار المتقدة ـ بهذه كلها نناشدك أن تسلِّم قلبك للمسيح بالتوبة والإيمان الآن في هذه اللحظة.
لا تؤجل ولا تناقش، بل تعالَ كما أنت بكل خطاياك وأحمالك الثقيلة، تجد قلبه مُحبًا مُرحبًا لأنه قال: «مَن يُقبل إليَّ لا أُخرجه خارجًا» ( يو 6: 37 ).

إنه يغفر لك خطاياك ويطهرك من كل آثامك، ويمنحك سلامًا كاملاً وفرحًا أبديًا.

أيها العزيز، لا تتردد.
لا تهمل هذا الخلاص العظيم. لا ترفض هذه الهبة المجانية الثمينة «هوذا الآن وقتٌ مقبول. هوذا الآن يومُ خلاص» ( 2كو 6: 2 )، وبعد قليل جدًا سيأتي المسيح حسب وعده، ويأخذ مفدييه إلى أمجاد السماء ليكونوا معه إلى الأبد. وستكون معهم إذا قبلته بالإيمان القلبي الآن.
 
قديم 12 - 05 - 2012, 03:57 PM   رقم المشاركة : ( 387 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي

يوسف وسر نجاحه

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

فكَيْفَ أَصْنَعُ هَذَا الشَّرَّ الْعَظِيمَ و َأُخْطِئُ إِلَى اللهِ؟ ( تك 39: 9 )
إن الأسلوب الرائع الذي استخدمه يوسف للتعبير عن استنكاره لعمل الخطية، والوارد في قوله:
«
كيف أصنع هذا الشر العظيم وأُخطئ إلى الله؟
»، ليسترعي انتباهنا ويأخذ بمجامع قلوبنا، فهو يدل على:

أولاً:
وجود يوسف في حالة الإدراك الحقيقي لمركزه كأحد قديسي العلي، فهؤلاء يترفعون عن عمل الخطية، لأنها لا تتناسب مع مركزهم السماوي. فلسان حالهم دائمًا أبدًا: «نحن الذين مُتنا عن الخطية، كيف نعيش بعدُ فيها؟» ( رو 6: 2 ).

ثانيًا:
عدم تفكيره في النجاسة من قبل: لو كان يوسف يفكر في النجاسة أو يشتهيها من قبل لكان قد ضعف أمام امرأة فوطيفار واستجاب لرغبتها الأثيمة. ولكن ما أبدَاه من شمم وإباء من جهة عمل الفحشاء، دليل قاطع على أنه كان يعيش في كل حين في جو القداسة. وهكذا يكون الحال معنا، إذا عشنا في هذا الجو مثله.

ثالثًا:
فداحة النجاسة: إن كثيرين يلهون بالنجاسة دون وعي أو إدراك، ولكن الذين يعيشون في حضرة الله ينظرون إليها بذات النظرة التي ينظر بها الله إليها، فيرونها كما رآها يوسف؛ شرًا عظيمًا. فعندما تراءى الله لإشعياء النبي قديمًا، صرخ هذا لساعته قائلاً: «ويلٌ لي! إني هلكت، لأني إنسانٌ نجسُ الشفتين» ( إش 6: 5 ). فنجاسة الشفتين (أو مجرد استخدامهما في نطق كلام لا يليق بجلال الله وقداسته)، التي كان يراها إشعياء فيما سبق شيئًا عاديًا، رآها في نور الله شيئًا خطيرًا يستحق عقابًا أبديًا. وهكذا الحال معنا، فعندما ندرِّب نفوسنا على الوجود في حضرة الله، نفزع من الخطية، ولا نفكر في إتيانها.

رابعًا:
عظمة يوسف: نعلم من التاريخ أن يوسف لم يُتوَّج حاكمًا في مصر إلا بعد 14 سنة تقريبًا من انتصاره على الأهواء الجسدية في بيت فوطيفار. لكن ألا ترى معي أن يوسف عندما قال لهذه المرأة: «كيف أصنع هذا الشر العظيم؟»، كان يلبس تاجًا روحيًا أبهى من التاج الذهبي الذي لبسه فيما بعد، عندما اعتلى عرش مصر!

نعم فالتاج الروحي أبهى من التاج الذهبي بما لا يُقاس. فالأول مجد سماوي يضعه الله على هامة القديسين، ويظل عليها إلى الأبد.
بينما الثاني مصنوع من معدن من الأرض، ويضعه الناس على شخص معيّن إلى حين، مع أن هذا الشخص قد يكون في باطنه دنيئًا، لا يستحق سوى الاحتقار والازدراء.

 
قديم 12 - 05 - 2012, 03:57 PM   رقم المشاركة : ( 388 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي

لكي تعرف إجادة الرب

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يَا شَعْبِي اذْكُرْ بِمَاذَا تَآمَرَ بَالاَقُ..وَبِمَاذَا أَجَابَهُ بَلْعَامُ .. مِنْ شِطِّيمَ إِلَى الْجِلْجَالِ، لِكي تَعْرِفَ إِجَادَةَ الرَّبِّ ( مي 6: 5 )
أ يحتاج بزوغ الشمس إلى إثبات؟
أم تَشُكُّ يا عزيزي، فهِمتَ أم لم تفهم، كثيرًا أم قليلاً من الخلفيات العلمية، في حقيقة وجودها؟
فَوَ إن شككتَ خطأً في ذلك، فاحذر من أن تُمسَك عيناك من أن ترى جود الرب.

«لتعرف إجادة الرب» أ ليس عن هذا المورد الغني، أقصد ”جود الرب“ تَغنى داود وسط جباب الحرمان «إن أبي وأمي قد تركاني» ( مز 27: 10 )، ومضاييق الأزمان «واهدني في سبيل مستقيم بسبب أعدائي» ( مز 27: 11 )، وبطش العدوان «لأنه قد قام عليَّ شهود زور ونافث ظلم» ( مز 27: 12 ) ولكنه تغنى بلغة الإيمان، مُستشعرًا فيه فيض الأمان، «لولا أنني آمنت بأن أرى جُود الرب في أرض الأحياء» ( مز 27: 13 )

كثيرًا ما تعكس لنا الأراضي المُمهدة جود الرب، وهذا حسن، ولكن الأحسن منه، أن لا نُحرَم من استشعاره حتى عندما يضيق بنا الطريق، أو تهوي بنا المركبات فيه، فنبيتُ مُعَرْقلين ”فَوَ إن بادَ عنا المَنَاص“ تظل لنا ”كأس الخلاص“ فائضةً بإجادة السيد، فنستقي منها «مياهًا بفرح من ينابيع الخلاص» ( إش 12: 3 ).

مَنْ منا لا يخشى الظلام؟
بل ومَنْ منا لا يعبأ بالسهام؟
ولكن ماذا إذا طارت السهام في حدقة الظلام؟

أقصد: ماذا إذا قصد العدو المؤامرة، وأخفاها قصيرًا أو طويلاً ليحيكها بحبكةٍ فنيةٍ، ثم ينفثها في خريطةٍ مختارةٍ في عربات موآب؟ ولا تنسَ أن العدو هو ”بالاق ملك موآب“ وطالما انتسب إلى هذا الأصل الذميم، فجنون الجسد ليس له روادع، ولا إن نطق حمارُ حليفِهِ، بحديث العاقل الفهيم، ولكن دعني أفصِحُ لك يا عزيزي، عما من شأنِهِ أن يجعل الموقف أكثر تعقُدًا وحَرَجًا: فماذا لو كان الشعب المُشتكى عليه، موفورَ العارِ، ووسط محلتهِ، كذلك مؤخرتها لا تقص إلا عن ماضٍ وحاضرٍ وخيم؟ فهذا هو المُشتكي، وهؤلاء هم المُشتكَى عليهم، فمن أين لنا بالمناظرِ المُضيئة؟
أ ليست من جودِ الرب؟

إن واحدة من المواقف التي تجعلنا نعرف إجادة الرب، هي مؤامرات الأعداء:
فأستير كما مردخاي، كما الشعب في هذه الحادثة، كما نحن تمامًا نتغنى مع مَنْ تغنى: «مَن سيشتكي على مُختاري الله؟ الله هو الذي يُبرر!» ( رو 8: 33 ).
 
قديم 12 - 05 - 2012, 03:59 PM   رقم المشاركة : ( 389 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي

النور والمحبة لكل الأجيال

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الظُّلْمَةَ قَدْ مَضَتْ، وَالنُّورَ اَلْحَقِيقيّ اَلآنَ يُضِيءُ … مَنْ يُحبُّ أخَاهُ يَثْبتُ في النُّور ( 1يو 2: 8 ، 9)

أحبائي، من المعروف أن الله نور كما أن الله محبة.
فهيا بنا لنُطعَم على مزيج عجيب من المحبة والنور يتمشى على الأرض في شخص المسيح؛ تلك المحبة النورانية التي لم تتساهل إطلاقًا مع خطية.
والقداسة المُحبة التي لم ينفر منها حتى العشارين.

ـ في مذود بيت لحم تجدنا نتعجب من المحبة التي ألبست القوة الأزلية رداء الضعف والاتكال.
وكم تؤخذ قلوبنا بالنور الذي في بيت الناصرة الذي وهو في تمام الخضوع للمطوَّبة ويوسف، كان عليه في ذات الوقت أن يكون فيما لأبيه ( لو 2: 49 ، 51).
ما أجمله!!

ـ ولو جلسنا بجواره على بئر سوخار (يو4) سنرهب أمام النور الذي سطع في ضمير امرأة سامرية مسكينة، وسنسجد لمحبته التي قدمت لها عطية الله والماء الحي الذي ينبع إلى حياة أبدية .. ما أجوده!!

ـ ويوم موت لعازر أعلنت محبته لمرثا أنه القيامة والحياة، كما سارت (ذات المحبة) مع مريم خطوة بخطوة إلى قبر أخيها مشاركة إياها دموعها. بينما لمع نور الحياة في حَزمه الشديد مع عدم الإيمان «أَ لم أقُل لكِ إن آمنتِ ترين مجد الله؟» ( يو 11: 25 - 44). ما أمجده وكله مشتهيات!!

كم نخشع أمام النور الذي اخترق ضمائر الكتَبة الذين اشتكوا على المرأة الزانية!
( يو 8: 1 - 11)، بينما المحبة صرفتها مُبكتَّة غير مُعاقبة، مُعطية إياها قوة لعدم الخطية: «اذهبي ولا تخطئي». ما أقوى نعمته المُحررة!!

إننا نتعبد له عندما نتذكَّر كيف عاتب النور المطوَّبة عند تدخلها غير الواعي، وكيف أن المحبة أثناء أمرّ ساعات آلامه قسوة، فكَّرت في هذه الأم المثالية.

إننا نقف بهيبة في حضرة نور ذاك الذي كشف ما في قلب سمعان الفريسي ( لو 7: 36 - 50) ووَّبخه على مائدته. والمحبة التي منحت الغفران والسلام والضمان لامرأة خاطئة، غسلت رجليه بدموعها. ما أرهبه، وما أعظم اتضاعه!!

إخوتي المباركين .. هذه لمحة سريعة من محبة السيد الفياضة ونوره الكشاف.
فليتنا نسجد لمحبته ونتعلم كيف نعامل إخوتنا بمحبة نظير محبته.
ولنَدَع نور محضره ينقي قلوبنا ويفتح عيوننا على عظمة شخصه، بل يقود سفن حياتنا، هذا هو امتيازنا عن الشعوب حولنا: ” نوره ومحبته“.
 
قديم 12 - 05 - 2012, 04:02 PM   رقم المشاركة : ( 390 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي

كل الأشياء

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، ... ( رو 8: 28 )

هذه العبارة هي مَعين لا ينضب يفيض بالتعزية والتشجيع في وقت التجربة وامتحان الإيمان. فالرسول يقول إن كل شيء، سواء كان مقبولاً أو غير مقبول حسب الظاهر، لا بد أخيرًا يتحول للخير وفق مخطط الله الكُلي الصلاح، المُهيمن والمُمسك بزمام الأمور. صحيح عندما تحلّ الأحزان والكوارث، يصعب على الإنسان أن يدرك ويثق أنها تعمل معًا للخير، لكن هل هذا يغيّر شيئًا من الحقيقة؟

هذا القول موجّه «للذين يحبون الله»، «الذين هم مدعوون حسب قصده».
فهو خاص بأولاد الله؛ الله «الذي لم يُشفق على ابنهِ بل بذله لأجلنا أجمعين، كيف لا يهبنا أيضًا معه كل شيء؟». ليهتف كل مؤمن محبوب من الله الآب، مهما كانت أبعاد الأعماق التي يحيا فيها مع أثقال الحياة وعبئها قائلاً:
«ونحن نعلم أن كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبون الله».

إن الأحداث اليومية بكل تفاصيلها، هي التي من خلالها يتمم الله خطته، ولا تستطيع أية ظروف أخرى أن تجلب لك الخير الأفضل حسب قصد الله الحكيم الذي لا يخطئ، أحسن من الظروف التي تُحيط بك الآن، فاقبل بسرور أن يتمم الله مشيئته الصالحة، فتستقر الحياة، ويسود السلام ويمتلئ القلب بالراحة والفرح والسرور.

إن حوادث الحياة مترابطة وممتزجة معًا كوصفة طبيب ماهر وخبير، وقد وردت هذه العبارة في إحدى الترجمات ”ونحن نعلم أن الله يمزج كل الأشياء للخير للذين يحبون الله“.

ما أكثر ما حكمنا في الماضي على أمور كانت تُرى ـ حسب الظاهر ـ أنها بلايا ومصائب ستُنهي الحياة، وتقطع كل أمل ورجاء، وإذا بمرور الزمن ثبت أن الله كان يختزن لنا من ورائها الخير الجزيل.


فيوسف الذي لاحقته المتاعب والمصاعب، الذي بيع عبدًا وأُلقيَ به في السجن وهو بريء، لم يكن من السهل عليه أن يرى في ذلك ما هو لخيره، ولكن الأيام تمرّ، وبعد وقت طويل إذ يذكر هذه الأحداث التي مرَّت به، يقول لإخوته «أنتم قصدتم لي شرًا، أما الله فقصد به خيرًا» ( تك 50: 20 ).

إن لله في أحداث الحياة قصدًا لائقًا به يعرفه هو نفسه، أما نحن فمِن أمس ولا نعلم. فحري بنا أن نثق فيه وفي محبته، وفي هدوء وصبر ننتظره.

 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:22 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024