25 - 04 - 2021, 11:35 PM | رقم المشاركة : ( 38601 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المسيح مثالنا في الشكر فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ أَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ: أَحْمَدُكَ أَيُّهَا الآبُ رَبُّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ .. .لأَنْ هَكَذَا صَارَتِ الْمَسَرَّةُ أَمَامَكَ ( متى 11: 25 ، 26) إن كان الرب يسوع يحرِّضنا بفم رسوله قائلاً: «اشكروا في كل شيء» (اتس5: 18)، فهو لا يطلب منا شيئًا لم يفعله هو. وينبغي ألاَّ يبرح من ذهننا قط أنه اجتاز هذا الذي نجوزه، مُجرَّبًا في كل شيء مثلنا بلا خطية. تأملُّوه في متى11: 16-30 وهو يُجرَّب من ذلك الجيل المُتقلِّب غير التائب الذي لم يؤمن به، بعد كل أعمال محبته ومعجزات قدرته الفائقة. ولا شك أن ظروفًا كهذه من شأنها أن تُخيِّم بالحزن على أي إنسان، لأن الذي كان يبدو ظاهرًا أن كل أتعابه قد ذهبت هباء. ولكن ماذا كان رَّد الفعل عنده عليها جميعًا؟ «في ذلك الوقت أجاب يسوع وقال: أحمَدُكَ أيها الآب ربُّ السماءِ والأرض ... نعم أيُّها الآب، لأن هكذا صارت المسرَّة أمامك» وإذا رجعنا إلى لوقا 10: 21 حيث يسجل الوحي نفس الحادثة، نجد أيضًا أنه «في تلك الساعة تهلَّل يسوع بالروح». ولنلاحظ القول إن الرب يسوع أجاب وقال: «أحمَدُكَ». فعن أي شيء أجاب؟ أي نعم. فإنه هنا، كما كان الحال معه دائمًا، يرى في هذه الظروف الأليمة يد أبيهِ ويسمع صوت أبيه قائلاً: “هذه مني” فيُجيبه من وسط التجربة: «أحمدُكَ أيها الآب ربُّ السماءِ والأرض ... لأن هكذا صارت المسرَّة أمامك». فهو يعرف أباه كرَّب السماء والأرض، صاحب السلطان عليها جميعًا، وينحني أمام الله لترتيبه هذه الظروف المؤلمة له، مُقدِّمًا الشكر عليها. وأنت أيضًا أيها القارئ العزيز، إذا ما أخضعت إرادتك لأبيك فإنك ستجد راحة عظيمة من ضغط كل ظرف مؤلم، وقوة جديدة تسري في نفسك، وفرحًا في الروح كلَّما أجَبت الله رب السماء والأرض قائلاً: «أحمدُكَ أيها الآب ... لأن هكذا صارت المسرَّة أمامك». وإنه لمن بواعث الراحة الحقيقية أن نعلم أنه مهما كانت الظروف، فإن الآب لم يُخطئ إذ يرتبها لنا. فإذا لم نجد في نفوسنا استعدادًا لأن نُجيب الله بالقول: «أحمَدُكَ أيها الآب»، فإن هذا دليل على أن إرادتنا ليست مُخضعَة له وأننا لا نريده أن يتخذ سبيله معنا، ولا أن ندَعه يفعل ما يحسن في عينيه، ثم نحزن ونتذمر ونشكو، جالبين لأنفسنا تعاسة أكثر دون أن نساعد على تحسين الموقف. |
||||
25 - 04 - 2021, 11:36 PM | رقم المشاركة : ( 38602 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وداعة المسيح «تَعَلَّمُوا مِنِّي، لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ» ( متى 11: 29 ) مجد الوداعة: الوداعة تاج فوق رؤوس أصحابها، لا يراه ولا يعرفه إلا المحروم منه، من القديسين. يراه عميان الدهور (الخطاة) فيظنونه ضعفًا ونقص حيلة وغباءً. الوداعة عطية إلهية، ومجد سماوي، وبركة أبوية. فهي جلال النعمة لملوكها وكهنتها، وهي الكأس الحاملة لكل فضائل النعمة. وبدونها لا يمكن لفضيلة أن تصل لمسامع أو عيون المحتاجين. الوداعة تبلغ إلى الكثيرين حاملة إنجيل المسيح. تعريف الوداعة: الوداعة ليست هي الهدوء الإنساني، ولا هي ضبط النفس الروحاني، إنها هدوء نفس متضعة غرضها مجد المسيح. محبة المسيح قوتها القادرة على امتصاص ثورة وغضب الآخرين. إنها داخلية عميقة جدًا، نتاج تدريب الروح القدس الطويل، لإنساننا الباطن. الوداعة والاتضاع: الوداعة بنت الاتضاع، وجماله وزينته. فلا وداعة للمتكبرين، ولا جمال لاتضاع فقدَ وداعته. ربما يخدع العدو مؤمنًا مُتضعًا، أو تقوَى الظروف فوق طاقة شركته، فيفقد للُحَيظة وداعته. ولكن لا يمكنه أن ينساها، فهو لا بد أن يعتذر سريعًا لو احتدت روحه، أو ارتفع صوته. الوديع لا يُغضِب أحدًا، والمُتضع لا يَغضَب من أحد. طريق الوداعة: الوداعة امتياز كل القديسين. ولكن يتمتع بها السالكون بالروح فقط، اللابسون أسلحة النور. من هم بالتوبة مُتسلّحون، ولها عاشقون، وفي دربها سالكون؛ ولسان حالهم توِّبني فأتوب. إنها نتاج شركة روحية عميقة، مع الكتاب وصاحب الكتاب. وكلَّما سلكنا بوداعة لمجدهِ، كلَّما ازددنا قربًا من الوديع الكامل، ونهلنا من وداعته. |
||||
25 - 04 - 2021, 11:38 PM | رقم المشاركة : ( 38603 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يسوع الفريد فمضى كل واحد إلى بيته. أما يسوع فمضى إلى جبل الزيتون ( يو 7: 53 ؛ 8: 1) إذا أردت يوماً أن تضع قواعد عامة تسري على جميع البشر بدون استثناء، فاذكر أن هناك شخصاً عجيباً وإنساناً كاملاً هو الرب يسوع المسيح. فتستطيع أن تقول إن كل إنسان بالآثام وُلد، وبالخطية حبلت به أمه، "وأما الرب يسوع" فلم يعرف خطية ولم يوجد في فمه غش. تستطيع أن تقول إن كل البشر متغيرون ومتقلبون "أما الرب يسوع" فهو هو أمساً واليوم وإلى الأبد، ليس عنده تغيير ولا ظل دوران. تستطيع أن تقول أن للناس على العموم منازل يأوون إليها "وأما الرب يسوع: فلم يكن له أين يسند رأسه. فريد هو الرب يسوع في كل ما هو جليل وعادل وطاهر ومُسرّ، وجامع لكل فضيلة ومدح، ومانع لكل معطل في سبيل خدمة الله وتمجيده. مضى كل واحد إلى بيته. ولماذا؟ فإما لكي يستريح في بيته بعد بعض العناء، وإما لتناول بعض الطعام عند الجوع، وإما لرؤية الأهل والأقارب ....الخ. "أما الرب يسوع" فكان يختلف كل الاختلاف عنهم وعنا، فما كان يريد أن يعطي نفسه راحة لأنه كان يرى أن العمل كثير والوقت مقصِّر، فكان شعاره "ينبغي أن أعمل .... ما دام نهار. يأتي ليل حين لا يستطيع أحد أن يعمل" ( يو 9: 4 ). وما كان ربنا يسوع يهتم بطعام الجسد، إذ كان يرى أن هناك طعاماً أفضل، فكان شعاره "طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني وأتمم عمله" ( يو 4: 34 ) وما كان يضع كل عنايته في أهله وأقاربه لأنه كان يرى أن كثيرين يحتاجون إلى عنايته واهتمامه، فكان شعاره "إن مَنْ يصنع مشيئة أبي .... هو أخي وأختي وأمي" ( مت 12: 50 ). لذلك مضى كل واحد إلى بيته، أما يسوع فمضى إلى جبل الزيتون. ولماذا؟ يقول البعض لأنه لم يكن له بيت خاص! صحيح كان يسوع فقيراً وما كان يستطيع بحسب ظاهر حالته أن يبني بيتاً، ولكن هل بقى الرب يسوع بلا بيت لأنه كان فقيراً؟ كلا. ولكنه بقى بلا بيت لأنه هو أراد أن يكون كذلك، وربما يأتينا سؤال آخر وبصورة أخرى: ولماذا أراد الرب يسوع أن يبقى بلا بيت يأوي إليه؟ والجواب: لأنه لم يكن لديه وقت فراغ يأوي فيه إلى بيت، بل لم يكن لديه وقت يصح أن يصرفه في إعداد بيت. |
||||
25 - 04 - 2021, 11:40 PM | رقم المشاركة : ( 38604 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يا سيد أعنِّي! «الكِلاَبُ أَيضًا تأكُلُ مِنَ الفُتاتِ الَّذِي يَسقُطُ مِن مَائِدَةِ أَرْبَابهَا!» ( متى 15: 27 ) لم يستطع التلاميذ أن يصلـوا إلى عُمق الأسرار المَكنونة في قلب سيدهم، والظاهـرة في خدمته «فَتقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ وَطَلَبُوا إِلَيهِ قَائِلِينَ: اصرِفهَا، لأَنَّهَا تَصِيحُ وَرَاءَنَا!». ما أقل معرفتهم بسَيِّدهم! كيف يستطيع المسيح أن يصـرف مسكينًا مُتضايقًا؟ كيف يستطيع ابن الله أن يطرد من محضـرهِ شخصًا متألمًا من عبودية الشيطان القاسية؟ غير ممكن، ومع أنه كابن داود لا يُجيب بكلمة، إلا أنه كابن الله لا يمكنه أن يصـرفها. مع أنه كخادم للختان لا يُعطي جوابًا، إلا أنه كخادم نعمة الله لا يَرُّد سائلاً. مع أنه كمثِّبت لحق الله وصدقه يُصمت، إلا أنه كمُعلن لمحبة الله لا يمكن أن يتقسـى على أحد. فكان عند الرب بركة للمرأة الكنعانية، ولكن كان عليها أن تأخذ مركزها الصحيح، وتنظر إليه ليس كابن داود ولكن كرب الكل، لذلك قال: «لَم أُرْسَل إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيتِ إِسرَائِيلَ الضَّالَّةِ»، وهي ليست من أولئك الخراف، إذ هي كنعانية. ولكن الإيمان لا تقف في سبيله عقبَة، إذ هو يعلم أن البركة التامة موجودة في قلب الرب يسوع، ولا بد له أن يحصل عليها. هكذا عملت المرأة الكنعانية، فقد خرجت مُلتمسة قلب يسوع العطوف، ولم يَصدها شيء ما. ومع أن أسوار التدبيرات والمواعيد كانت عالية وراسخة، ولكنها لم تثنِ عزمها، إذ قد شعرت أنه وإن كان الرب يسوع لا يقدر أن يزحزح تلك الأسوار، ولكنه يقدر أن يرتفع فوقها. وعلمت أنه وإن كانت أمجاد ابن داود لا يمكن أن تُضـيء إلا داخل الحدود اليهودية، ولكن أمجاد ابن الله تستطيع أن تُرسل أشعتها اللامعة إلى كل المسكونة. هكذا علم إيمانها، وهكذا شعرت أنه غير ممكن لذلك الشخص المبارك أن يصرف أي محتاج فارغًا، ولذلك «أَتَت وَسَجَدَت لَهُ قَائِلَةً: يَا سَيِّد، أَعِنِّي!». هذه هي النقطة العظمى في هذه القصة الجميلة. فالمرأة الكنعانية تأتي بنفسها إلى الحضرة الإلهية كمسكينة تحتاج إلى المعونة. ولن يُخيِّب الله شخصًا يأتي إليه بهذه الصفة. وما أقوى هذه الكلمات (الآية 25) «يَا سَيِّدُ أَعِنِّي»؛ سلسلة من ثلاث حلقات، طرفها الأول ”السَيِّد“، والطرف الآخر ”أنا“، والرابطة بينهما المعونة. ومتى كوَّن الإيمان هذه السلسلة انحل المُشكل. إذ إن كلمة ”المعونة“ يمكن أن تشمَل كل ما تحتاج إليه النفس في الوقت الحاضر وفي الأبدية. |
||||
25 - 04 - 2021, 11:41 PM | رقم المشاركة : ( 38605 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المسيح: مَنْ هو؟ وأنتم مَنْ تقولون إني أنا؟ ( مت 16: 15 ) لقد تساءل الرب عن رأي الناس فيه قائلاً "مَنْ يقول الناس إني أنا ابن الإنسان؟" ( مت 16: 13 )، لكنه لم يكن مشغولأً بما يقوله الكهنة ولا رؤساء الكهنة عنه إذ كان يعرف أنهم يظنون أنه يتصرف تحت سلطان الشيطان. وحين كان في الجليل كان يسأل أيضاً عما تقول عنه الأمة، وهناك تبعته جموع كثيرة فتساءل أيضاً عما تقول عنه تلك الجموع التي تبعته وآمنت به إذ رأت الآيات. ومن الإجابة نفهم أنهم انقسموا من جهته "قوم يوحنا المعمدان، وآخرون إيليا، وآخرون إرميا أو واحد من الأنبياء" (ع14). وهذه الأفكار لم تكن أفكاراً رديئة. فالرب يسوع أعلن بنفسه أنه ليس من بين المولودين من النساء مَنْ هو أعظم من يوحنا المعمدان، وكان اليهود يعتبرون إرميا أعظم الأنبياء وأيضاً إيليا الذي كان بحق نبياً عظيماً. لكن بهذه الأفكار برهنوا على أنهم لم يعرفوا الرب يسوع ولم يقبلوه كمن هو بالحقيقة ابن الله وملك اسرائيل. واليوم أيضاً هناك مئات الآلاف من البشر الذين يعرفون الرب يسوع كالمعلم العظيم أو الرجل الصالح الذي لم يستطع أحد أن يعيش حياة صالحة مثله. لكن ما هذا إلا إظهار حقيقي لعدم إيمانهم به، ونرى نتيجة ذلك مُعلنة في يوحنا2: 24،25 "لكن يسوع لم يأتمنهم على نفسه لأنه كان يعرف الجميع ... لأنه علم ما كان في الإنسان". فكل مَنْ له هذه الأفكار عن الرب يسوع ولا يقبله حقاً كالمسيح ابن الله سوف يهلك هلاكاً أبدياً. وهكذا نرى بوضوح أنه حتى الذين تبعوه لم يقبلوه كما هو في حقيقة شخصه كملك اسرائيل. كما هو مذكور في مزمور2 أن ملك اسرائيل هو ابن الله. فسأل الرب تلاميذه "وأنتم مَنْ تقولون إني أنا؟" فماذا سمع منهم؟ لقد أجابه سمعان بطرس قائلاً "انت هو المسيح ابن الله الحي". ويا لها من إجابة رائعة "أنت هو المسيح". فهذا يعني قبل كل شيء أنه "ملك اسرائيل". فكلمة "مسيح" في اليونانية هى كلمة "مسيا" في العبرية وكلتاهما تعني "الشخص الممسوح" وهذا اعتراف بأنه الملك الذي أعطاه الله لإسرائيل. لكن شهادة بطرس ذهبت إلى ما هو أبعد من ذلك، فلم يَقُل أنت ابن الله المولود على الأرض، بل "أنت هو المسيح ابن الله الحي". لقد قال بطرس إن الرب يسوع هو ابن ذاك الذي هو الحياة في ذاتها بل ومصدر كل حياة. |
||||
25 - 04 - 2021, 11:43 PM | رقم المشاركة : ( 38606 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ثامار في سلسلة نسب المسيح! كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود ابن إبراهيم: إبراهيم وَلد إسحاق. وإسحاق ولد يعقوب. ويعقوب ولد يهوذا وإخوته. ويهوذا ولد فارص وزارح من ثامار ( مت 1: 1 - 3) أمام القلب «الذي يؤمن بالذي يبرر الفاجر» يبدو ذكر ثامار وبثشبع في سجل الوحي المقدس عن نسب المسيح، مليئًا بالخواطر التي توقظ أسمى المشاعر وأجملها. على أن ما يدعو إلى الدهشة في تاريخ ثامار التي أنجبت توأمًا من حميها، هو أنه في هذا التاريخ لا توجد بارقة أمل تتعلق بالفداء. إن بقية الأسماء التي ترتبط بسلسلة نسب ربنا يسوع المسيح، ربما تتصل من قريب أو من بعيد برجاء يبدد بعض الظلام الذي يُحيط بكل منها، لكن لا رجاء ولا أمل من هذا القبيل في تاريخ ثامار. كانت ثامار زوجة لأخوين على التعاقب وكلاهما قُطع من الأرض بقضاء إلهي لشرهما (تك38)، وهي الأخرى بجريمة تماثل جريمتي زوجيها، جلبت على نفسها القضاء الإلهي. لكن أعجوبة العجائب أن تلك الجريمة بالذات هي التي أتت باسمها في سلسلة نسب الرب، لأن هذه الخطية هي التي جعلت منها أمًا لفارص أحد أجداد المسيح حسب الجسد. فهلا في هذا صوت لنا؟ وهل هو صوت الله الديان، أم هو صوت إله النعمة ـ إله وأبي ربنا يسوع المسيح؟ حقًا لو أننا قصرنا التأمل في صفحات العهد القديم، لما أوحَت إلينا سوى بتاريخ ذلك المشهد ووقائعه المُزرية. لكن عندما نرجع إلى العهد الجديد ونجد ثامار اسم أول امرأة في سلسلة نسب الرب ـ ثامار وقد أتت بها خطيتها إلى صلة مباشرة بنسب المسيح ـ لا بد وأن يسترعي تأملنا مشهد دينونة صارمة، ولكن من نوع فريد، فيه يقف حَمَل الله القدوس نائبًا عن الفجار، وحيث يقوم صليب ذاك الذي وحده حَمَل إثم جميعنا، الذي بجلدته شُفينا. يا له من درس مبارك خليق بالله أن يقدمه، درس خطية ثامار التي ربطت بينها وبين رب الحياة والمجد! وتأملوا أيها الأحباء، أ لم تكن خطيتنا هي صلة الوصل بيننا وبين الرب؟ أ لم يَمُت الرب عن الخطاة؟ أ ليس عندما اعترفنا بخطايانا وأخذنا مكاننا أمام الله كفجار وخطاة وأعداء وضعفاء (رو5)، أننا وصلنا إلى الحقيقة العجيبة، وهي أن المسيح مات لأجلنا؟ ولأننا خطاة، والمسيح مات لأجل الخطاة، عرفنا أن الله أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم. فيا لروعة النعمة! يا لغناها! يا لسموها! |
||||
25 - 04 - 2021, 11:44 PM | رقم المشاركة : ( 38607 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إشراقة النعمة «وفي وقت ولادتها إذا في بطنها توأمان» ( تكوين 38: 27 ) ما أعجب الطريقة والكيفيَّة التي وُلد بهما هذان التوأمان كما نقرأها في تكوين 38، فعندما أخرج أحدهما يده، فعلت القابلة شيئًا لم يحدث لا قبل ذلك ولا بعده ، إذ «ربطت على يده قرمزًا قائلةً: هذا خرجَ أولاً» (ع28)، عندئذ ردّ يده، وإذ أخوه قد خرج قبلهُ. من أجل ذلك قالت القابلة: «لماذا اقتحمتَ، عليك اقتحامٌ؟ فدُعيَ اسمُهُ فارص» (ع29)، وبعد ذلك خرج أخوه، الذي على يده القرمز، ودُعي اسمه ”زَارَح“. فما معنى كل هذا؟ إنَّنا أمام مشهد النِّعمة الخالص؛ مشهد ”ولادة فارص“، مَن سيأتي منه المسيح ـ تبارك اسمه ـ بحسب الجسد. وكان لا بد أن يكون هناك أساس راسخ حتَّى تتحوَّل هذه القصَّة (قصة خطأ يهوذا) من مشاهد سقوط وفشل وضعف، إلى مشهد خلاص ونُصرة ومجد. فيبدأ هذا المشهد بما فعلته القابلة عندما ربطت قرمزًا، حيث نرى إشارة واضحة إلى الصليب. إنِّه ذات العلامة التي طلب الجاسوسان من راحاب أن تضعها على كواها ( يش 2: 18 ). إنَّ الصليب وحده هو الذي غيَّر المشهد تمامًا، وجعل الله ـ إن جاز التعبير ـ يقتحم المشهد، فيخرج ”فارص“ أوَّلاً. فما كان يُمكن أن يخرج النسل الملَكي قبل أن يَظهر القرمز في المشهد. وما أجمل معنى اسم ”زارح“، والذي على يده القرمز ”يُشرق“ أو ”يبزغ“، أو الذي ”خرج أو أشرق أولاً“. نعم كان لا بدَّ أن تكون هناك مبادرة ومُبادأة من الله قبل أن يأتي نسل البركة. كان لا بد أنَّ عيني الله تستقران على ما كان سيفعله الربّ يسوع ـ تبارك اسمه ـ على الصليب، حينما يخرج من جنبه دمٌ وماء؛ عندئذ يرضى الله تمامًا، ودليل ذلك أنَّه أشرق في المشهد بولادة ”فارص“. وجدير بالملاحظة أنَّه في سلسلة نَسَب المسيح كما ورَدَت في متَّى 1 ذُكر الاسمان معًا: فارص وزارح ( مت 1: 3 )، وهي المرة الوحيدة في كل سلسلة النسب التي يُذكَر فيها اسم أَخَوين معًا، بخلاف المعتاد أن يُذكَـر اسم الابن البكر فقط، أو الذي منه يُستكمَل النَسَب! وكأنَّ الروح القدس قصد بذلك أن يُبرز هذا الفكر الجميل، وهو أنه ما كان يمكن أنْ نستقبل المَلك الموعود به، والذي فيه وحده سيتبارك الكل، قبل أن يوضع الأساس الراسخ في الصليب! |
||||
25 - 04 - 2021, 11:46 PM | رقم المشاركة : ( 38608 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ثامارُ والنعمة «وَيَهُوذَا وَلَدَ فَارِصَ وَزَارَحَ مِنْ ثَامَارَ» ( متى 1: 3 ) إن ما يدعو إلى الدهشة في تاريخ ثَامَار التي أنجبت توأمًا من حميها، هو أنه في هذا التاريخ لا توجد بارقة أمل تتعلق بالفداء. كانت ثَامَار زوجة لأخوين على التعاقب وكلاهما قُطع من الأرض بقضاء إلهي لشرهما (تك38)، وهي الأخرى بجريمة تماثل جريمتي زوجيها، جلبت على نفسها القضاء الإلهي. لكن أعجوبة العجائب أن تلك الجريمة بالذات هي التي أتت باسمها في سلسلة نسب الرب، لأن هذه الخطية هي التي جعلت منها أمًا لفَارِص أحد أجداد المسيح حسب الجسد. فهل في هذا صوت لنا؟ وهل هو صوت الله الديان، أم هو صوت إله النعمة؛ إله وأبي ربنا يسوع المسيح؟ حقًا لو أننا قصرنا التأمل في صفحات العهد القديم، لما أوحَت إلينا سوى بتاريخ ذلك المشهد، ووقائعه المُزرية. لكن عندما نرجع إلى العهد الجديد ونجد ثَامَار اسم أول امرأة في سلسلة نسب الرب؛ ثَامَار وقد أتت بها خطيتها إلى صلة مباشرة بنسب المسيح، لا بد وأن يسترعي تأملنا مشهد دينونة صارمة، ولكن من نوع فريد، فيه يقف حَمَل الله القدوس نائبًا عن الفجار، وحيث يقوم صليب ذاك الذي وحده حَمَل إثم جميعنا، الذي بجلدته شُفينا. يا له من درس مبارك خليق بالله أن يقدمه، درس خطية ثَامَار التي ربطت بينها وبين رب الحياة والمجد! أوَ لم تكن خطيتنا هي صلة الوصل بيننا وبين الرب؟ أَ لم يَمُت الرب عن الخطاة؟ أَ ليس عندما اعترفنا بخطايانا، وأخذنا مكاننا أمام الله كفجار وخطاة وأعداء وضعفاء، أننا وصلنا إلى الحقيقة العجيبة، وهي أن المسيح مات لأجلنا؟ ولأننا خطاة، والمسيح مات لأجل الخطاة، عرفنا أن الله أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم. فيا لروعة النعمة! يا لغناها! يا لسموها! |
||||
25 - 04 - 2021, 11:47 PM | رقم المشاركة : ( 38609 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
آمن ... تخلص ثم أخرجهما وقال: يا سيدَيَّ، ماذا ينبغي أن أفعل لكي أخلص؟ فقالا: آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص أنت وأهل بيتك ( أع 16: 30 ،31) نسي السجان مركزه والأبواب المفتوحة، والمساجين الذين في إمكانهم الهروب من السجن، وما يترتب على ذلك من محاكمة في الصباح. لقد نسيَ كل شيء، لكنه فكَّر في شيء واحد، لا التخلص من نفسه، بل خلاص نفسه. لذلك بعد أن خرَّ لبولس وسيلا وهو مرتعد، وبعد أن أخرجهما من السجن، سأل أجمل وأروع سؤال، وسمع أجمل وأروع إجابة. لقد كان سؤاله: "يا سيدي: ماذا ينبغي أن أفعل لكي أخلص؟" وكان الجواب: "آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص أنت وأهل بيتك". يا له من سؤال: "ماذا ينبغي ...؟"! إنه يسأل عما هو ضروري وحتمي لخلاص نفسه، لا يريد ضياع الفرصة والوقت المُتاح له، لم يُكثر من الكلام الذي لا لزوم له، ولم يُجرِ محادثة مطوَّلة أو تعارف مع الرسول بولس وسيلا، لكنه أسرع في سؤاله: "ماذا ينبغي أن أفعل لكي أخلص؟". والشيء الرائع أن الرسول بولس لم يقدم له الجواب عن سؤاله في عظة مطولة، بل في عبارة مختصرة، ومُفيدة إذ قال له: "آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص أنت وأهل بيتك". إنها عبارة تحتوي على الإنجيل كله: آمن: هذه هي الوسيلة واليد التي بها نتناول كل بركات الله، وعلى رأسها الخلاص. والإيمان هو الأساس الوحيد الذي به نتعامل مع الله، وهو لا يرضى بغير ذلك، "لكن بدون إيمان لا يمكن إرضاؤه" ( عب 11: 6 ). بالرب: إعلان سيادة الرب يسوع وربوبيته على الحياة بجملتها، وقبوله قبولاً شخصياً باعتباره الرب والسيد. يسوع: صانع الخلاص ومانحه من خلال موته على الصليب "وتدعو اسمه يسوع لأنه يخلص شعبه من خطاياهم" ( مت 1: 21 ). المسيح: إعلان مُلكه على الحياة، فلا يملك عليها آخر سواه. فتخلص: هذه هي النتيجة الحتمية للإيمان بالرب يسوع. أعتقد أنه لا يوجد أسهل وأروع من هذا. |
||||
25 - 04 - 2021, 11:50 PM | رقم المشاركة : ( 38610 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مُقابلات بين يوسف والرب يسوع 1 ـ معنى اسمه يزيد، عاش 110 سنة كلها مليئة بالدروس العملية عن حياة الإيمان والاتكال على الرب، احتمل آلامًا متنوعة، لكنها أدّت في النهاية إلى إسعاد إخوته واستبقاء حياة لهم ولكل العالم. إنه بذلك يرمز لشخص أعظم هو الرب يسوع الذي قال عنه يوحنا المعمدان: «ينبغي أن ذلك يزيد وأني أنا أنقص» ( يو 3: 30 ). أرسل أمامهم رجلاً .. أقامه سيدًا على بيته ومُسلَّطًا على كل مُلكه ( مز 105: 17 ، 21) 2 ـ هو موضوع محبة أبيه، أحبه أكثر من سائر بنيه ( تك 37: 7 )، والرب يسوع هو محبوب الآب وموضوع لذته ( أم 8: 30 ؛ مت17: 5). 3 ـ أرسله أبوه من وطاء حبرون ليفتقد سلامة إخوته ( تك 37: 13 ، 14) صورة لإرسالية الآب للمسيح الذي خرج من عنده وأتى إلى العالم ( يو 16: 28 ). 4 ـ حسده إخوته وأبغضوه ولم يستطيعوا أن يكلموه بسلام ( تك 37: 4 )، ورؤساء الكهنة أسلموا المسيح حسدًا وأبغضوه بلا سبب ( مت 27: 18 ؛ يو15: 24) 5ـ بيع يوسف بعشرين من الفضة ( تك 37: 28 )، والرب يسوع بيع بثلاثين من الفضة ( مت 26: 15 ). 6ـ أُخذ يوسف وُوضع في بيت السجن وهو بريء ( تك 39: 20 )، والرب يسوع حوكم ظلمًا وجورًا، لم توجد فيه علة واحدة ـ فالبريء حُسب مُذنبًا. 7ـ وُضع في بيت السجن مع اثنين مُذنبين: الساقي والخباز، والرب يسوع عُلِّق على الصليب بين مُذنبين أيضًا، وفيه تم المكتوب «وأُحصيَ مع أثَمَة» ( إش 53: 12 ؛ مر15: 27). 8ـ خرج يوسف من السجن إلى العرش ليكون رئيسًا على أرض مصر ( تك 41: 41 )، وهكذا الرب يسوع بعدما صنع بنفسه تطهيرًا لخطايانا جلس في يمين العظمة في الأعالي مُنتظرًا حتى توضع أعداؤه تحت قدميه ( مز 110: 1 )، بعد ذلك يملك، وتصير ممالك العالم لربنا ومسيحه ( رؤ 11: 15 ). 9ـ دعاه فرعون (صفنات فعنيح) أي مخلص العالم، رمز للمخلص الحقيقي، الرب يسوع المسيح، الذي يخلِّص من الخطية ونتائجها المريرة ( مت 1: 21 ). |
||||