منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20 - 04 - 2021, 08:54 PM   رقم المشاركة : ( 38201 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,486

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

استفانوس شهيدك




وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


فقلت يا رب ...

وحين سُفِكَ دم إستفانوس شهيدك،
كنت أنا واقفًا وراضيًا بقتله ...
( أع 22: 19 ، 20)


كان ”استفانوس“ رجلاً ”مشهودًا له“ و«ممتلئًا من الروح القدس والحكمة والإيمان» ( أع 6: 3 ، 5). وكانت خدمته في بادئ الأمر خدمة مادية، ولكن الرب كان يرى لاستفانوس شهادة خارجية ستتسع فيما بعد. كان استفانوس «مملُوًا إيمانًا وقوة» ( أع 6: 8 )، وسرعان ما نهض قوم وقاوموه (ع9)، ولما لم يتمكنوا من مقاومة الحكمة والروح الذي كان يتكلم به، دَسُّوا لرجالٍ ليتهموه بتُهم مُشابهة للتهم التي وُجهت للرب يسوع: تدمير الهيكل، والتجديف على الله وعلى الناموس. وحانت بذلك الفرصة لاستفانوس ليشهد لليهود شهادة خاصة مؤسسة على الكلمة بتقديمه إياه مشورة الله من إبراهيم حتى المسيح.

ومجد الله أحاط بعِظته. في البداية «ظهر إله المجد لأبينا إبراهيم» ( أع 7: 2 )، وفي نهاية كلمته التي انقطعت فجأةً، رفع عينيه إلى السماء «فرأى مجد الله» (ع55)، وانعكس ذلك المجد على وجهه «ورأوا وجهه كأنه وجه ملاك» ( أع 6: 15 ). يعقوب عند أسفل السلّم رأى الملائكة صاعدة ونازلة عليها، ولكن استفانوس، عند رأس السلّم، إذا صحّ القول، نظر «مجد الرب بوجه مكشوف، ... (وتغيَّر) إلى تلك الصورة عينها» ( 2كو 3: 18 ).

أية شجاعة وأي هدوء ظهرا عليه أمام مُشتكيه (ع51- 55)، قبل الرجم، وبينما كان الكل يشتعل غضبًا ويصرّ بأسنانه عليه، رأى استفانوس وهو ممتلئ من الروح القدس «السماوات مفتوحة، وابن الإنسان قائمًا عن يمين الله» ( أع 7: 56 ). لماذا قائمًا؟ هل كان الرب يسوع هناك مستعدًا لاستقبال أول الشهداء؟ هل هو مستعد أيضًا للعودة لشعبه إذا كان تم قبول شهادة استفانوس؟

وكم نرى تشابهًا عجيبًا مع سيده في تلك اللحظات الأخيرة. قال الرب يسوع: «يا أبتاه، في يديك أستودع روحي»، وهو مَن كان يستطيع أن يأخذ روحه بإرادته من جسده ( يو 10: 18 ). وقال استفانوس: «أيها الرب يسوع اقبل روحي» ( أع 7: 59 ). وقال الرب يسوع: «يا أبتاه اغفر لهم، لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون». لم يستطع استفانوس أن يقول ذلك لأن زمن الجهل كان قد مضى، ولأن اليهود رفضوا مسياهم بإرادتهم، لكن صلاته كانت ممتلئة محبة: «يا رب، لا تُقِم لهم هذه الخطية». وقيل عن الرب إنه «أسلم الروح» ( مت 27: 50 )، وعن استفانوس إنه «رقد»، لكنه سيقوم مع كل المؤمنين في قيامة الأبرار «أشبع إذا استيقظت بشبَهَك» ( مز 17: 15 ).
 
قديم 20 - 04 - 2021, 08:56 PM   رقم المشاركة : ( 38202 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,486

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

استفانوس ومجد الله




وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


«شَخَصَ إِلَى السَّمَاءِ ...

فَرَأَى مَجْدَ اللهِ»
( أعمال 7: 55 )


كان “اسْتِفَانُوسُ” رجلاً “مَشْهُودًا لَهُ”، وَمَمْلُوًّا مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَالحِكْمَةِ والإِيمَانِ والَقُوَّةِ” ( أع 6: 3 ، 5، 8). ولقد حانت الفرصة له ليشهد لليهود شهادة خاصة مؤسسة على الكلمة بتقديمه إياه مشورة الله من إبراهيم حتى المسيح. ومجد الله أحاط بعِظته. في البداية «ظَهَرَ إِلَهُ الْمَجْدِ لأَبِينَا إِبْرَاهِيمَ»، وفي نهاية كلمته، رفع عينيه إلى السماء «فَرَأَى مَجْدَ اللهِ» ( أع 7: 2 ، 55)، وانعكس ذلك المجد على وجهه «وَرَأَوْا وَجْهَهُ كَأَنَّهُ وَجْهُ مَلاَكٍ» ( أع 6: 15 ). يعقوب عند أسفل السلّم رأى الملائكة صاعدة ونازلة عليها، ولكن اسْتِفَانُوسُ، عند رأس السلّم، إذا صحّ القول، نظر “مَجْدَ الرَّبِّ بِوَجْهٍ مَكْشُوفٍ ... وَتَغَيَّرَ إِلَى تِلْكَ الصُّورَةِ عَيْنِهَا” ( 2كو 3: 18 ).

أية شجاعة وأي هدوء ظهرا عليه أمام مُشتكيه (ع51-55)، قبل الرجم، وبينما كان الكل يشتعل غضبًا ويصرّ بأسنانه عليه، اسْتِفَانُوسُ «وَهُوَ مُمْتَلِئٌ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ»، رأى «السَّمَاوَاتِ مَفْتُوحَةً، وَابْنَ الإِنْسَانِ قَائِمًا عَنْ يَمِينِ اللهِ» ( أع 7: 56 ). لماذا قائمًا؟ هل كان الرب يسوع هناك مستعدًا لاستقبال أول الشهداء؟ أم أنه مستعد للعودة لشعبه لو كان قد تم قبول شهادة استفانوس؟

وكم نرى تشابهًا عجيبًا مع سيده في تلك اللحظات الأخيرة. قال الرب يسوع: «يَا أَبَتَاهُ، فِي يَدَيْكَ أَسْتَوْدِعُ رُوحِي» ( لو 23: 46 )، وهو مَن كان يستطيع أن يأخذ روحه بإرادته من جسده ( يو 10: 18 ). وقال استفانوس: «أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوعُ، اقْبَلْ رُوحِي» ( أع 7: 59 ). وقال الرب يسوع: «يَا أَبَتَاهُ، اغْفِرْ لَهُمْ، لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ». لم يستطع استفانوس أن يقول ذلك لأن زمن الجهل كان قد مضى، ولأن اليهود رفضوا مسياهم بإرادتهم، لكن صلاته كانت ممتلئة محبة: «يَا رَبُّ، لاَ تُقِمْ لَهُمْ هَذِهِ الْخَطِيَّةَ». وقيل عن الرب إنه «أَسْلَمَ الرُّوحَ» ( مت 27: 50 )، وعن استفانوس إنه «رَقَدَ»، لكنه سيقوم مع كل المؤمنين في قيامة الأبرار «أَشْبَعُ إِذَا اسْتَيْقَظْتُ بِشَبَهِكَ» ( مز 17: 15 ).
 
قديم 20 - 04 - 2021, 09:00 PM   رقم المشاركة : ( 38203 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,486

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أُريد أن يُصلِّى الرجال



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



«فأُريد أن يُصلّي الرجال في كل مكان،
رافعين أيادي طاهرة،
بدون غضب ولا جِدال»
( 1تيموثاوس 2: 8 )


إن الرجال ـ تمييزًا عن النساء ـ تحت مسؤولية مُحدَّدة يضعها الكتاب في أعناقهم لكي يُصلُّوا صلوات مسموعة، في اجتماعات الصلاة العامة. صحيح إن الرجال والنساء على السواء تحت التزام في أمر الصلوات السرية لأعوازهم وأعواز الآخرين، غير أن الرسول هنا يُعلِّمنا ما يتصل بمسلَكنا في بيت الله. فإذا ما اجتمع المؤمنون للصلاة فإن الذين يصمتون من الرجال وقتئذٍ هم موضع مؤاخذة وتوبيخ لإهمالهم هذه المهمة الخطيرة: «أن يُصلِّي الرجال».

والرسول يفترض حرية الرجال للصلاة في «كل مكان»، على النقيض بلا شك مع التدبير الناموسي، يوم كان هنالك بيت مُخصَّص للصلاة. أما في عهدنا الجديد فالحرية المُطلَقة مكفولة لنا من حيث موقع اجتماع الصلاة، وأمامنا قول الرب: «لأنه حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فهناك أكون في وسطهم» ( مت 18: 20 ). ولئن لم يكن هنالك من قيد بالنسبة للمكان، فهناك قيود أو شروط بالنسبة للحالة والكيفية، فنرى الرسول يَصف الرجال المُصلِّين بهذه الملامح: (1) رافعين أيادي طاهرة، أي مقدسة. (2) بدون غضب. (3) بلا جدال.

أما أولاً، فلنأخذ الأيادي المقدَّسة. إن الرجال المطلوب منهم أن يُصلُّوا هم الذين يعيشون بالتعقل والبر والتقوى في هذا العالم الحاضر، وهكذا يتوفَّـر لهم أن أياديهم التي يبسطونها توسُّلاً إلى الله، تكون طاهرة «يُكافئني الرب حسب برِّي. حسب طهارة يديَّ يَرُدُّ لي كبرِّي» ( مز 18: 20 ، 24).

وأما ثانيًا، فعلى الرجال الذين يُصلُّون بصوتٍ مسموع رافعين إلى الله مطَالب الجماعة كلها، عليهم ألاَّ يرصدوا في قلوبهم غضبًا، وألاَّ يحتفظوا بروح عدم مُسامحة الآخرين. أمثال هؤلاء يجب أن يتصالحوا أولاً مع إخوتهم وينقوا أرواحهم من الأفكار القاسية، حتى لا يصرف فاحص القلوب أُذنيه عن صلاتهم.

والصلاة ـ ثالثًا ـ ليست مناسبة للنقاش أو الدفاع عن الذات. قد نُناقش ونُجادل رفاقنا إذا استدعَت الحال، ولكن كيف يُجادل الإنسان أو يجاوب القدير؟ إن الصلاة في جوهرها هي التعبير عن العجز وعن ثقة الأطفال. هكذا فليحرص الرجال المُصلُّون أن تكون أياديهم التي يرفعونها نقية، وأن تخلو قلوبهم من نزعة الغضب وشفاههم من المُجادلات.
 
قديم 20 - 04 - 2021, 09:01 PM   رقم المشاركة : ( 38204 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,486

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

تعميق المحبة



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



فَلَمَّا سَمِعَ أَنَّهُ مَرِيضٌ مَكَثَ

حِينَئِذٍ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي كَانَ فِيهِ يَوْمَيْنِ
( يوحنا 11: 6 )


إن المحبة البشرية، التي تفكِّر فقط في شفاء المريض، كانت تدفع الرب للذهاب في الحال إلى بيت عنيا. والأنانية البشرية، التي لا يهمها إلا مصلحة الذات، ما كانت لتُفكِّر في الذهاب إلى هناك على الإطلاق، كما قال التلاميذ: «يا مُعلِّم، الآن كان اليهود يطلبون أن يرجموك، وتذهب أيضًا إلى هناك». ولكن الرب مرتفعًا فوق المحبة البشرية، ومُنزهًا عن الأنانية البشـرية يتصرف حسب ما تُمليه عليه المحبة الإلهية التي تتحرك أيضًا بالحكمة الإلهية. حقًا «الله طريقه كامل» ( مز 18: 30 ؛ 2صم22: 31).

وبعد أن أتمّ الصبر عمله، وفى الميعاد المُحدَّد حسب خطة الحكمة والمحبة الإلهية، أتى الرب إلى الأختين الحزينتـين فى بيت عنيا، وأظهر محبة قلبه العميقة في الحديث معهما، وفي البكاء أيضًا معهما. إنه يعمِّق المحبة في قلبيهما: بكلمات المحبة، وبطريقة المحبة، وبدموع المحبة أيضًا. ما أعمق المحبة التي تَكمُن وراء تلك الكلمات «بكى يسوع»! لقد كان منظر المرأة الخاطئة وهي تبكي في مشهد محبته جميلاً، ولكن المنظر الأجمل والأعجب هو أن نرى المُخلِّص يبكي في مشهد أحزاننا. أن نبكي نحن بسبب خطايانا أمر يدعو إلى قليل من العجَب، أما أن يبكي هو بسبب أحزاننا فهذا يدعو إلى كل العجَب! إن هذا يُظهر لنا مقدار قُربه منَّا، ومن كل قديس متألـم وحزين. ربما نسأل لماذا هذه الدموع؟ لقد أخطأ اليهود الواقفون حول القبر في تفسير معـنى هذه الدموع إذ قالوا: «انظروا كيف كان يحبه!». حقًا لقد أحب الرب لعازر، ولكن هذه الدموع لم تكن تعبيرًا عن محبته للعازر. لقد بَكَت الأختان لفقدْ أخيهما، ولكن لم يكن هناك داعٍ لأن يبكي الرب على شخص هو مزمع أن يُقيمه بعد بُرهة قصيرة. إنه لم يبكِ على الميت، بل مُشاركة مع الأحياء، لم يبكِ لفقدْ لعازر، ولكن لحزن مريم ومرثا. لقد كُسِر قلبه لكى يُجبِر كسر قلوبنا، وذرَف الدموع لكى يُجفف دموعنا. لقد أعلن بذلك محبته لنا، وعمَّقَ محبتنا له. وهكذا فإنه يستخدم تجـارب وأحزان وآلام الحياة ليكشف لنا عن كنوز محبته، ولكي يجذب قلوبنا له.

لا شك أن الأختين قالتا بعد هذه التجربة العظيمة: “لقد كنا نعرف أنه يحبنا، ولكن لم نكن نعرف، إلى وقت التجربة، أنه لهذه الدرجة كان يحبنا، حتى إنه يسير معنا ويبكى معنا في أحزاننا”.
 
قديم 20 - 04 - 2021, 09:04 PM   رقم المشاركة : ( 38205 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,486

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كعكة رضف وكوز ماء!




وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


اضطجع (إيليا) ونام تحت الرتمة. وإذا بملاك قد مسَّه وقال:
قُم وكُل. فتطلع وإذا كعكة رضف وكوز ماء عند رأسه،
فأكل وشرب ثم رجع فاضطجع

( 1مل 19: 5 ، 6)


لقد أبدى إيليا نشاطًا عظيمًا لما ركض أمام مركبة آخاب من الكرمل إلى يزرعيل، ولقد ركض هكذا لأنه كان يعرف موطن القوة وسرها، فرجل الله، رجل الصلاة، لم ينهض من على ركبتيه حتى ظهرت الغيمة الصغيرة التي قدر كف إنسان. نهض إيليا حينئذ كما بأجنحة النسور، بعد ثلاث سنوات مُجدبة، وركض ولم يعيا ( 1مل 18: 46 ).

ولكن حتى بريق الذهب قد ينطفئ. ويُخبرنا 1مل19 أن لسان إيزابل المسنون ملأ قلب النبي بالخوف، ذلك النبي الذي واجه بمفرده على الكرمل أنبياء البعل الأربعمائة، وإذ خاف غضب الملكة، هرب إلى البرية ونام تحت رتمة، طالبًا الموت لنفسه وهو جوعان ويائس. لقد كان رجل الله يقاسي البرد والجوع في أرض ناشفة. ولكن كانت هناك مفاجأة مخبوءة لإيليا عند يقظته، فلم تكن هناك غربان تأتي إليه بخبز ولحم، ولم تكن اللمسة التي أيقظته لمسة من الأرملة بكوار دقيقها أو بأعواد القش. كلا، لقد وجد إيليا وهو تحت الرتمة «بيت إيل» له. وعاش ولم يَمُت. لقد جاءه ملاك الرب وأشبع كل حاجة له. فشبع واستدفأ.

لقد سقطت نار من السماء على الذبيحة فوق جبل الكرمل، استجابة لصلاة إيليا، ومياه كثيرة نزلت على الأرض العطشى من طاقات السماء التي فُتحت بصلاة تلك الرجل البار نفسه. لكن الكعكة الرضف الساخنة المخبوزة لوقتها على الجمر، وكوز الماء قد أُعطيت له دون أن يسأل. يا لها من أمانة، كانت وما زالت، في إلهنا الطيب!

لقد عرف الرب الرحلة الطويلة الشاقة التي أمام عبده، فزوّده الملاك بأكلة ثانية بعد فترة من النوم، وبقوة تلك الأكلة، التي لم تجهزها يد بشرية، سار إيليا أربعين يومًا وأربعين ليلة، حتى جاء إلى حوريب جبل الله.

ولعل إيليا تغنى كما فعل داود حين قال: «الإله الذي يمنطقني بالقوة، ويصيِّر طريقي كاملاً» ( مز 18: 32 ). حقًا إن الله يهيئ الطريق دائمًا أمامنا، كما يهيئنا نحن أيضًا للطريق. هو الله الذي يغيث المُعيي أيضًا. فلماذا يخامرنا الشك من جهته، له المجد، حتى وإن فقدنا كل ثقة في أنفسنا، ليس أحيانًا بل على طول الخط؟

 
قديم 20 - 04 - 2021, 09:06 PM   رقم المشاركة : ( 38206 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,486

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

حيٌ هو الرب



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





حيٌ هو الرب، ومبارك صخرتي،
ومُرتفع إله خلاصي
( مز 18: 46 )





إن الذخيرة الروحية العظيمة لكل مؤمن، يجب أن تكون الشعور المستمر بحضور الرب يسوع معه. ولا توجد قوة ترفع المؤمن إلى مستوى عالٍ، مثل اليقين بأن الرب يسوع حاضر معه كل حين فعليًا. وهذا الحضور مستقل عن شعوره الخاص، مستقل عن تقصيراته، مستقل أيضًا عن فكره بخصوص كيفية إعلان الرب لحضوره معه.

ومن أقصر العبارات الجميلة التي تحوي معنى كبيرًا جدًا، هي هذه العبارة الصغيرة «حيٌ هو الرب». إنها تنفع لشخص مظلوم، تنفع لشخص في حيرة شديدة يتلمَّس طريقه في الظلام، أو لآخر أُغلقت أمامه جميع الأبواب ولا يجد منفذًا واحدًا. تنفع لشخص يشعر أنه وحيد في هذه الحياة وليس له مُعين. إن الأشخاص الذين نستطيع الاعتماد عليهم في ظروف كثيرة، والذي يُخلصون لنا بشدة حتى أننا نجد معهم سعادتنا واطمئناننا، قد يأتي وقت نتلفت نبحث عنهم فلا نجدهم، إما بالموت أو بُعد المسافة أو تغيُّر المشاعر أو تداعي القوة ماديًا أو معنويًا. إننا لا يمكن بأي حال نضمن ونطمئن إلى وجودهم بجوارنا مدى الحياة. وَهَبنا تأكدنا من وجودهم معنا طوال الحياة، وتأكدنا من إخلاصهم الشديد ومحبتهم الصادقة وتسخيرهم كل إمكانياتهم لخدمتنا، لكن هل تستطيع محبتهم أن تجنّبنا أشواك البرية وتضمن لنا الصحة والعافية، وتحمينا من ظلم العُتاة ومن غوائل الزمن وإجحافه؟ إن الرب الذي هو لنا في كل أحوال الحياة صخرة وملجأ، هو يملؤنا فرحًا وسرورًا وسلامًا مهما كانت زوابع هذه الحياة وتياراتها العنيفة ولُججها الهائلة، هو لنا إذا ظُلمنا، وهو لنا في مرضنا، وهو معنا في حيرتنا. هو يحمل وهو يرفع وينجي ... إنه الحي إلى أبد الآبدين، الذي لا يعتريه تغيير ولا ظل دوران. إنه لن يكف أبدًا عن أن يكون مُشيرًا نصوحًا لك إذا طلبت مشورته بإخلاص، مُعينًا لك إذا هرعت إليه طالبًا النجدة، مؤازرًا ومُشددًا إذا التجأت إليه خائرًا مُعييًا، خِلاً وفيًا وصديقًا مُحبًا يملأ حياتك بهجةً وسرورًا.

عندما يموت الجميع من حولنا أدبيًا أو معنويًا، أو بأية صورةٍ كانت، يبقى لنا الرب، وفي الرب الكريم كل الكفاية لنفوسنا. كم أشكرك يا سيدي، فأنت سندي وقوتي، ومعونتي وحكمتي، وكل شيء لي.
 
قديم 20 - 04 - 2021, 09:08 PM   رقم المشاركة : ( 38207 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,486

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

تسبحة الجند السماوي



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



وظهر بغتة مع الملاك جمهورٌ من الجُند السماوي مُسبحين الله وقائلين:
المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرة
( لو 2: 13 ، 14)




لقد وصل ابن الله إلى الأرض، وها السماء تُعلن لسكان الأرض هذا الخبر العظيم؛ ميلاد المسيح. ولقد وقع اختيار السماء على الرعاة البسطاء لإبلاغهم هذا النبأ «وإذا ملاك الرب وقف بهم ... فقال لهم ... لا تخافوا! فها أنا أبشركم بفرحٍ عظيم يكون لجميع الشعب. أنه وُلد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب» .. يا للبشرى! أخيرًا وُلد لنا الفادي المخلص. ثم قدم الملاك العلامة فقال: «وهذه لكم العلامة: تجدون طفلاً مُقمطًا مُضجعًا في مذود». يا لها من علامة! بل يا له من اتضاع!

وبمجرد أن نطق الملاك بهذه العلامة العجيبة حتى حدث شيء عجيب آخر، إذ انشقت السماء على جمع حاشد من الملائكة المُسبحين. وهنا نرى مزيجًا من الاتضاع والعظمة. فإن كان ذلك الوليد طفلاً مقمطًا في مذود، إلا أن ملائكة السماء ترنم له وتسبح لاسمه. إنه ابن الإنسان المتواضع وابن الله العظيم في آن. إنه غير مُقدَّر من الأرض، لكنه موضوع تسبيح الملائكة وسجود السماء. «الله ظهر في الجسد ... تراءى لملائكة» ( 1تي 3: 16 ).

لقد قال جمهور الجند السماوي:

«المجد لله في الأعالي»: إن الخليقة تمجد الله «السماوات تحدث بمجد الله» ( مز 19: 1 ). لكن مجد الله كان عتيدًا أن يظهر في الفداء بأروع مما ظهر في الخلق.

«وعلى الأرض السلام»: الأرض التي فسدت بالخطية، وتلوثت بالدماء والحروب. ها قد جاء مسيح الله ليصنع السلام لها، ويصنعه بدم صليبه. وقبل أن تنعم كل الأرض عن قريب بالسلام عند مجيء المسيح الثاني، فها هو يقدِّم هذا السلام الآن مجانًا لكل مؤمن حقيقي به؛ سلامٌ مع الله، وسلامٌ مع الإنسان.

«وبالناس المسرة»: أخيرًا جاء إلى المشهد إنسان يختلف تمامًا عن آدم الساقط وذريته التي جعلت الرب يتأسف يومًا أنه خلق الإنسان لسبب شروره وفساده. هذا الإنسان المجيد هو الذي جعل لتسبيح الملائكة معنى «بالناس المسرة». وإن كانت قوة الله قد ظهرت في الخليقة، وإن كان عدل الله قد ظهر في الطوفان، فإن مسرة الله بالناس كانت على وشك أن تُستعلن على أكمل وجه عندما مات المسيح ابن الله الوحيد لأجل البشر على عود الصليب.
 
قديم 20 - 04 - 2021, 09:09 PM   رقم المشاركة : ( 38208 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,486

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

بهاء مجد الله




وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



الذي وهو بهاء مجد الله ورسم جوهره
( عب 1: 3 )


المسيح هو بهاء مجد الله. لمعان مجده الساطع! إن الله يسكن في نور لا يُدنى منه، وبهاء ذلك النور، يُبهر عين الإنسان ويمنعه عن رؤية الله أو إدراكه.

ومجد الله هو إعلان الله، فمجده يملأ كل الخليقة «السماوات تحدّث بمجد الله» ( مز 19: 1 ). فحيثما تُرى أعماله، هناك يُرى مجده. وحيثما توجد خلائقه، أو حيثما يوجد قلب يُقدّر مجده، هناك تجد هذا المجد مُعلنًا. ولكن وراء أقصى حدود الفضاء، وراء كل شيء مخلوق، حيث يمتد الخيال حتى يلامس اللا محدود الذي لا يمكن أن يُدركه إلا الله وحده، هناك تجد مجد الله أيضًا متخطيًا الكون، بل الأكوان، حيث أن الله وراءها جميعًا. ولكن المسيح هو بهاء وسطوع ولمعان ذلك المجد.

عندما كان سيدنا هنا، أعلن نفسه قائلاً: «أنا نور العالم» الله نور، والابن نور، والنور في الابن لم يكن نورًا مُكتسبًا أو مُنعكسًا، بل «فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس». فبفضل لاهوته، كان هو بهاء مجد الله وسناءه، بينما كان إنسانًا حقيقيًا في الوقت نفسه.

إني أعترف أن الكلمات البشرية تقف تافهة وهزيلة أمام موضوعات فائقة مجيدة مثل هذه، والقلب يبدو ضعيفًا ضيقًا أمام أفكار مُذهلة كهذه.

ولكن دعنا نضعها واضحة جليلة في أذهاننا وقلوبنا، على أي حال، لأني موقن أن عمل الروح القدس هو أن يمجد شخص المسيح، وأن يضع أمامنا في صورة كاملة ما هو دائمًا أبدًا أمام الآب، الذي هو وحده يستطيع أن يُدرك الحقائق عن ابنه إدراكًا كاملاً.

وأكثر من ذلك. فإننا نراه رسم جوهره، أي ذات شكل أو صورة كيان وحقيقة الله، حتى لقد قال الرب نفسه عن شخصه: «مَنْ رآني فقد رأى الآب». يا له من فكر عجيب! إن الكلمة المُترجمة «رسم» تعني الختم الذي به تُختم النقود، والكلمة في اللغة اليونانية، تعني أخلاق أو صفات، مما يدل على أن سيدنا المبارك كان إعلانًا كاملاً لأخلاق الله وصفاته: قداسته، كلمته، صلاحه، محبته، قوته. كل ما هو الله، ليس فقط في طُرقه، بل في كيانه مُعلن ومرسوم رسمًا دقيقًا مُطلقًا بواسطة الابن.
 
قديم 20 - 04 - 2021, 09:11 PM   رقم المشاركة : ( 38209 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,486

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كتاب الطبيعة وكتاب الكلمة



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



اَلسَّمَاوَاتُ تُحَدِّثُ بِمَجْدِ اللهِ،
وَالْفَلَكُ يُخْبِرُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ
( مزمور 19: 1 )


لقد سبق الله فأعطى للإنسان استعلانًا عن نفسه في أعماله المصنوعة، والتي سُرَّ الإنسان أن يدعوها الطبيعة، هذه التي تشهد بطريقة جليَّة لوجود خالقها. ورغم أنها كافية لاستعلان الله من خلالها، فتجعل البشر “بلا عذر”، لكن الخليقة لا تُفصِح بالكامل عن شخصية الله. إن الخليقة تُعلِن عن حكمة الله وقدرته، لكنها تُعطي فكرة غير كاملة عن رحمته ومحبته. الخليقة الآن تحت لعنة، وهي ناقصة لأنها فسدَت وتشوَّهت بالخطية، ولذلك فإن خليقة ناقصة لا يُمكنها أن تكون وسيلة كاملة لاستعلان الله، ومن ثم فإن شهادة الخليقة متناقضة.

في موسم الربيع، عندما ترتدي الطبيعة أحلى أثوابها، ونرى الخضرة الجميلة في الريف، ونُنصِت للتغريد الجميل للطيور، فإننا لا نجد صعوبة في أن نستدِّل على أن الإله الكريم والمُحب يسود على عالمنا. ولكن ماذا عن فصل الشتاء، عندما يكون الجو قفرًا، والأشجار بلا ورق ومهجورة، وعندما تكسو صفرة الموت كل شيء؟

عندما نقف على شاطئ البحر، ونراقب غروب الشمس يصبغ المياه الهادئة بلون قرمزي في مساء هادئ، فإننا لا نتردَّد في أن ننسب هذه الصورة إلى يد فنان إلهي. لكن عندما نقف على نفس الشاطئ، في ليلة عاصفة، ونسمع زئير الأمواج والرياح العاصفة، ونرى القوارب تكافح مع الأمواج الغاضبة، ونُنصِت لصيحات البحارة التي تُمزق القلب عندما تبتلعهم مياه البحر، فإن الدهشة تعترينا عمَّا إذا كان الله الرحيم بعد كل هذا يمسك الدفة.

عندما نقف أمام شلالات نياجرا، تبدو قوة الله ويده واضحة جدًا، لكن عندما نُعاين الخراب والآثار المُميتة للثورات البركانية لجبل فيزوف، يرتبك المرء ثانيةً ويحتار.

وبالاختصار فإن شهادة الطبيعة متضاربة، وكما قلنا فهذا يرجع لحقيقة أن الخطية التي دخلت العالم قد شوَّهته، وأفسدت عمل الله؛ الطبيعة ليست سوى وسيلة ناقصة لاستعلان الله، والخليقة تكشف عن صفات الله الطبيعية، لكنها لا تُخبرنا بشيء عن كمالاته الأدبية. الطبيعة لا تعرف الغفران أو تُظهِر الرحمة، ولو لم يكن هناك مصدر آخر للمعرفة، لمَا كنا قد اكتشفنا أبدًا حقيقة أن الله يغفر للخطاة. لذا يحتاج الإنسان لاستعلان مكتوب عن الله. إن محدوديات طبيعتنا وجهلنا تُعلن احتياجنا. الإنسان في حالة ظلمة من جهة الله. لو محونا الكتاب المقدس من الوجود، فما الذي سنعرفه عن شخص الله وصفاته الأدبية، وموقفه منا، أو مطاليبه علينا؟

 
قديم 20 - 04 - 2021, 09:13 PM   رقم المشاركة : ( 38210 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,486

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كتاب الطبيعة وكتاب الكلمة



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



ناموس الرب كامل يرد النفس.
شهادات الرب صادقة تصيِّر الجاهل حكيماً
( مز 19: 7 )


إنني أتعلم من الكتاب المقدس أنه يوجد إله واحد حي، أعلن ذاته لنا بالتمام في المسيح، وعرفناه كالآب والابن والروح القدس في وحدانية اللاهوت؛ ولكن كل أقنوم من الأقانيم الثلاثة مُعلن في الكتاب متميزاً بذاته: يريد، ويعمل، ويرسل، ويأتي، ويقسِّم أي يوزع، وغير ذلك من الأعمال؛ أقانيم ثلاثة في إله واحد، ثالوث في وحدانية. وأتعلم أن الله هو خالق كل الأشياء، لكن عملية الخلق منسوبة شخصياً للكلمة أي الابن، وإلى فعل روح الله.

وأتعلم أن الكلمة الذي كان عند الله وكان هو الله، صار جسداً وحلَّ بيننا، فإن الآب قد أرسل الابن مخلصاً للعالم، وأن الكلمة، باعتباره المسيح، وُلد من مريم العذراء بحلول الروح القدس عليها، إنساناً حقيقياً، بلا خطية، حلَّ فيه كل ملء اللاهوت جسدياً؛ وهو نسل داود الموعود به حسب الجسد؛ هو ابن الإنسان، وابن الله؛ أقنوم مبارك، الله وإنسان، الإنسان يسوع المسيح، الممسوح، يهوه المخلص، وأنه مات من أجل خطايانا حسب الكتب "أُظهر مرة عند انقضاء الدهور ليُبطل الخطية بذبيحة نفسه"، وأنه حمل خطايانا في جسده على الخشبة، متألماً من أجل الخطايا، البار من أجل الأثمة، لكي يقربنا إلى الله؛ وأنه أُقيم من بين الأموات، مُقاماً من الله، ومن تلقاء نفسه، بمجد الآب، وصعد إلى الأعالي، وجلس عن يمين الله.

وأتعلم أنه بعد صعود المسيح نزل الروح القدس ليسكن في شعبه أفراداً وجماعة بحيث أنهم صاروا ـ من الناحيتين كأفراد وكجماعة ـ هيكلاً لله. ونحن مختومون وممسوحون بالروح الذي هو عربون ميراثنا لفداء المقتنى، وبه نصرخ يا أبا الآب عالمين أننا أبناء.

وأتعلم أن المسيح سيأتي أيضاً لكي يأخذنا إليه، فيُقيم الراقدين الذين له ويغير المؤمنين الأحياء لتكون أجسادهم جميعاً على صورة جسد مجده حسب عمل استطاعته أن يُخضع لنفسه كل شيء؛ وأن أجساد قديسيه الذين يرقدون الآن سوف تُقام بمجد، وسوف ينطلقون ليكونوا معه.

وأتعلم أن الله قد أقام يوماً هو فيه مُزمع أن يدين المسكونة بالعدل برجل قد عيَّنه مقدماً إيماناً للجميع إذ أقامه من الأموات، وأنه في النهاية سيجلس على العرش العظيم الأبيض ويدين الأموات صغاراً وكباراً.
 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:51 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025