منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 05 - 09 - 2012, 02:15 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,281

أولاد العسال



تنحدر هذه الاسرة الفطمية الشأن من اصل قبطى صميم، وهم يتصا عدون فى النسب الى: ابى البشر يوحنا الكاتب الذى ولد ابا سهل جرجس، وهذا ولد ابا اسحق ابراهيم الذى انجب الشيخ الأجل فخر الدولة ابو الفضائل اسعد والد العلماء الثلاثة الذين اشتهروا من اولاده وهم: الشيخ الصفى ابو الفضائل الأمجد، والشيخ مؤتمن الدولة ابو اسحق، والشيخ ابو الفرج هبة الله المعروفين بأسماء: اولاد العسال
وهو ان لم يكن لدينا مصادر وافية عنهم الا انه تعرف انهم درسوا فى الكتاتيب القبطية، ثم اتصلوا بعلماء الاقباط وكبار رجال الدين المعاصرين، وكان استاذهم الاكبر الشيخ السنى ابا المجد المعروف بعد رهبنته بالشيخ السنى بطرس بن الثعبان الراهب، ويعتبر من فطاحل القرن 13، ويشتهر بأنه قسيس ابى سرجة بمصر القديمة، وكان اولاد العسال على معرفة بليغة باللغة العربية وعلامها من: حرف ونحو وبيان وعروض ومنطق وفقة وغير ذلك الى جانب اللغة القبطية واليونانية والسريانية.
كما اشتهروا بجورة خطهم العربى ونسب اليهم الخط الاسعدى فضلا عن حظهم اليونانى القديم
ونعرض لاهم اعمال كل منهم:

اولا: الشيخ المؤتمن ابو اسحق بن العسال:

1-
مجموع اصول الدين ومسموع محصول اليقين وهو من اوسع الكتب اللاهوتية
2-
التبصرة المختصرة فى اللغة القبطية
3-
اداب الكنيسة
4-
خطب الاعياد السبدية وغيرها
5-
السلم المقفى والذهب المصفى وهو قاموس قبطى عربى
6-
مقدمة فى رسائل بولس
ثانيا: الاسعد ابو الفرج هبة الله

1-
مقدمة فى (اجرومية اللغة )
2-
مقابلة وتصحيح لترجمات الاناجيل الاربعة
3-
رسالة فى مقدمة رسائل بولس التى حنقها اخوه المؤتمن
4-
كتابة فى حساب الابقطى وفيه بعض قواعد فلكيه تاريخية وجدول للبطاركة
5-
ارجوزه فى حساب الابقطى شرحها البابا يوحنا البطريرك الـ107.
ثالثا: الشيخ الصفى ابى الفضائل بن العسال

1-
كتاب الصمائح فى الرد على النصائح
2-
كتاب فى الرد على المدعين بتحريف الانجيل
3-
جامع اختصار القوانين المعروف بالجموع الصفوى وهو الذى تعتمد عليه الكنيسة اليوم
4-
الكتاب الاوسط
5-
فصول مختصره فى التثليث والتوحيد
6-
حواش على مناظرات الشيخ عيسى الوراق مع ابن عدى واجوبته على اعتراضات عبد الله الناشى وغيره
7-
ارجوزة فى المواتب، وله كتاب (كغاية المتبدين فى علم القوانين) وفقد.
_____
(1) عن عظة للبابا شنوده الثالث بعنوان "المجامع المسكونية"، في التسعينات من القرن الحادي والعشرين.
قديم 05 - 09 - 2012, 02:17 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,281

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

الأب أولاديوس


لا نعرف عنه سوى ما جاء عنه في البستان، أنه أقام في البرية 20 عامًا في حياة نسكية صارمة، لا يأكل سوى خبز وملح (وربما بعض الحشائش)، ولم يرفع عينيه لينظر سقف قلايته، إذ كان دائم الانشغال بحياته الداخلية في الرب.

 
قديم 05 - 09 - 2012, 02:17 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,281

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

الأب أولجيوس



التقى القديس جيروم بكاهن راهب مسن يدعى أولجيوس، يعيش في منطقة طيبة غالبًا، إذ أورد تاريخه بين الرهبان الذين التقى بهم في أديرة هذه المنطقة.
قال عنه أنه كان شيخًا قديرًا، يطلب دائمًا من الله أثناء تقديمه "التقدمة" أن يعطيه معرفة لما في ذهن كل راهب يقترب للاشتراك في المقدسات. وفي مرات كثيرة كان يمنع بعض الرهبان من الاقتراب من الأسرار الإلهية، قائلًا لهم: "كيف تتجاسرون على الاقتراب من الأسرار الإلهية ولكم أفكار شريرة؟" كان يقول لهذا: "هذه الليلة قد فكرت في الشهوة الجسدية"، ولآخر: "وأنت فكرت أنه يعوقك بار أو شرير من الاقتراب من صلاح الله". ولثالث: "لقد شككت في ذهنك إن كانت المقدسات قادرة على تقديس من يقترب إليها، لذلك يلزمك أن تمتنع قليلًا عن الأسرار المقدسة، وتقدم توبة بكل نفسك، فتنال غفران خطاياك، وتتأهل للشركة مع المسيح، فإنك إن لم تنقِ أفكارك قبل الاقتراب لن تحصل على الغفران".

 
قديم 05 - 09 - 2012, 02:18 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,281

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

الأب أولجيوس الناسك



أحد الآباء بالقسطنطينية عاش في نسك شديد حتى صار لا يأكل سوى خبزًا وملحًا (ربما مع بعض الحشائش)، زار مصر لكي ينعم بمقابلة بعض نساكها فيتعلم شيئًا أسمى.
جاء إلى الأب يوسف وكان يتوقع أن يرى جهادًا أعظم مما له فاستقبله الشيخ بفرح، وقال لتلميذه: "أعدد له طعامًا خاصًا يليق بالغرباء". وإذ أُعدت المائدة، قال الذين مع القس أولجيوس: "أحضر قليلًا من الملح فإن الأب لا يأكل غيره"، أما أنبا يوسف فأكل وشرب ثم صمت. قضى الأب أولجيوس ثلاثة أيام مع أنبا يوسف ومن حوله فلم يسمعهم يسبحون مزامير ولا يتلون صلوات، وكانت عبادتهم كلها خفية، فخرج أولجيوس ومن معه دون أن ينتفعوا شيئًا. بتدبير إلهي ضلوا الطريق واضطروا أن يعودوا في نفس اليوم، وإذ جاءوا إلى قلاية الأنبا يوسف سمعهم يرنمون المزامير في الداخل، وإذ بقوا هكذا وقتًا طويلًا قرعوا الباب وللحال صمت كل المسبحين. إذ كان أولجيوس في شدة العطش أسرع واحد من القادمين معه وصب ماء له في كوب وأعطاه، فوجده أولجيوس مالحًا ولم يستطع أن يشرب. عندئذ رجع إلى نفسه وجاء قدام الشيخ ووقع عند قدميه يسأله: "ما هذا يا أبتاه إنك لم تصلِ ولا سبّحت بالمزامير في الأول، والآن بعد خروجنا سَبحت. وأيضًا لما أخذنا كوب الماء وجدنا ماء حلوًا، والآن وجدناه مالحًا". فقال له الشيخ: "إن الأخ موسوس ومن جهله مزج بماء من البحر". وإذ كان أولجيوس يطلب بإلحاح أن يعرف الحق، قال له الشيخ: "المزيج الذي من الخمر (عصير العنب) شربناه من أجل محبة المسيح، لكن الاخوة يشربون دائمًا من هذا الماء"، ثم أوضح له كيف أنهم يحبون ممارسة حياتهم خفية لا يعرفها أحد.

 
قديم 05 - 09 - 2012, 02:19 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,281

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

القديس أولجيوس قاطع الأحجار



في صعيد مصر إذ كان القديس أنبا دانيال مع تلميذه في زيارة بالصعيد ، كان التلميذ يتعجل العودة إلى الإسقيط، أما أنبا دانيال فطلب منه أن يقضيا اليوم في القرية. وفيما هما يتحدثان معًا اقبل إليهما شيخ من أهل القرية، قبّل قدمي الأنبا دانيال بدموع كثيرة ثم قبّل تلميذه، ودعاهما إلى كوخه حيث وجداه بسيطًا جدًا ليس فيه سوى حصيرة قديمة وما لزم جدًا للحياة. قام الشيخ بغسل أرجلهما، ثم قدم لهما طعامًا فأكل الكل ببساطة قلب وبهجة. بعد الأكل انفرد الشيخ بالقديس أنبا دانيال قس الإسقيط حتى الصباح، ثم صلى الكل معًا وودعهما الشيخ وانصرف الأنبا دانيال وتلميذه.
إلى الإسقيط:


في الطريق إلى الإسقيط نظر التلميذ إلى معلمه بدهشة وصار يسأله ما قصة هذا الشيخ العجيب، الفقير والناسك، الذي تبدو نعمة الله عاملة فيه بقوة، وقد قضى الليلة كلها يتحدث معه. تنهد القديس الأنبا دانيال بمرارة، ثم بدأ يروي لتلميذه قصة هذا الشيخ التي جاء فيها هكذا:
لما كان الأنبا دانيال بلغ الأربعين من عمره جاء إلى هذه القرية، فلما حّل المساء أخذه هذا الشيخ أولجيوس وأخذ معه بعض الاخوة حيث أضافهم كعادته. لقد كان أولوجيوس يعمل كقاطع حجارة، يقوم ببيعها، ليستخدم جزءًا من الثمن في استضافة الغرباء والباقي للفقراء ولا يبقى لنفسه شيئًا. هذا ما سبق فعرفه عنه أنبا دانيال في الأربعين، لهذا عندما رجع إلى الإسقيط صارت فضيلة هذا الرجل لا تفارق فكره، فصار يتضرع إلى الله كي يهبه مالًا وفيرًا ينفقه على الفقراء، عوض عمله كحجّار. أقام أنبا دانيال ثلاث أسابيع صائمًا من أجل هذا الأمر، في نهايتها رأى بالليل كأن إنسانًا يرتدي ملابس كهنوتية يسأله عن حاله، فأجاب الأنبا دانيال: أنه قطع عهدًا ألا يأكل خبزًا حتى يستجيب الله طلبه من جهة أولجيوس. فسأله الرجل إن كان الله يهبه طلبه فهل يكون ضامنًا لخلاص أولجيوس وسط غناه، فأجاب بالإيجاب.
أكمل الأنبا دانيال حديثه مع تلميذه قائلًا: بأن الله استجاب طلبته فعلًا من أجل أولجيوس، الذي بينما كان يقطع الحجارة في المقطع وجد كنزًا ثمينًا، وللحال خبأه وانطلق به إلى القسطنطينية، وصار يستغل هذا الكنز في تكوين صداقات مع العظماء فسمع عنه الملك الذي أكرمه وجعله من كبار وزرائه. هكذا أفسدت كثرة المال قلب أولجيوس فنسى استضافة الغرباء والاهتمام بالفقراء، ليعيش في ترف العيش على مستوى العظماء بقلب متكبر متشامخ.
رأى الأنبا دانيال في حلم كأن أولجيوس يجلس بين أناس قبيحي المنظر، وقد ظهر له الإنسان لابس الثياب الكهنوتية يسأله عن أولجيوس الذي طلب له الغنى والتزم بضمانه، فانتبه الأنبا دانيال لنفسه وشعر بضيق شديد، وكانت دموعه لا تجف من أجل فقدان أولجيوس لخلاص نفسه وعجزه عن الوفاء بما تعهد به. فقرر أن يسافر إلى القسطنطينية ليلتقي بالوزير أولجيوس القبطي مهما كلفه الثمن.
في القسطنطينية وقف دانيال أمام دار الوزير يود مقابلته، فنظره قادمًا بثياب ثمينة في أُبهة وعظمة، فصار يصرخ، لكن رجاله ضربوه وطردوه، وإذ تكرر هذا الأمر أيامًا متوالية صغرت نفس القديس واضطر أن يفكر في العودة.
ركب السفينة متجهًا إلى الإسكندرية، فرأى كأن السيد المسيح جالسًا على العرش يعاتبه قائلًا: "لا تكن ضامنًا لما هو فوق قوتك". ولم يستطع القديس أن يفتح شفتيه، وقد سمع صوتًا يقول: "ها الملكة خارجة"، وبالفعل ظهرت القديسة مريم العذراء، فتضرع إليها أن تطلب عنه، فقبلت. وبالفعّل قبّلت قدمي السيد المسيح الذي أمر بإطلاق سراحه، ثم وعده أنه سيرد أولجيوس إلى رتبته الأولى. بعد ثلاثة أيام من الرؤيا مات الملك ليحل محله جوستنيان، وقد دبّر ثلاثة وزراء مؤامرة لقتله، كان من بينهم أولجيوس، وإذ اكتشف أمرهم، هرب أولجيوس ليلًا وانطلق إلى الإسكندرية لا يملك شيئًا، وعاد إلى عمله الأول، ورجع إلى محبته للغرباء والفقراء. التقى به الأنبا دانيال وأخبره بكل ما حدث فشكر أولجيوس الله الذي أنقذه من الهلاك الأبدي ومجد الله. هذا ما رواه الأنبا دانيال لتلميذه موضحًا كيف يهتم الله بكل إنسان. تُعيّد له الكنيسة اليونانية في 27 أبريل.

 
قديم 05 - 09 - 2012, 02:20 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,281

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

الأب أولجيوس والكسيح



يروي لنا المؤرخ الرهباني بالاديوس قصة أولجيوس والكسيح، قائلًا: روى لي كرونيوس كاهن نتريا هذه القصة:
عندما كنت صغيرًا وهربت من الدير الذي به رئيس المتوحدين "الأرشمندريت" بسبب السأم، وصلت في تجولي إلى جبل القديس أنطونيوس (يقصد به الجبل الخارجي الذي قضى فيه القديس عشرين عامًا قبل دخوله البرية الداخلية)، يقع هذا الموضع ما بين بابليون (الفسطاط) وهيراقليا (هيراكليوبوليس، أحد المدن المصرية القديمة جنوب الفيوم، توجد جنوب هيراكليوبوليس الصحراء الكبرى - على جانب النيل - التي لطيبة)، مقابل الصحراء الكبرى التي تمتد إلى البحر الأحمر حوالي 30 ميلًا من النهر. عندما وصلت إلى ديره بالنهر حيث كان يسكن تلميذاه مقاريوس وأماتاس في بسبير Pispir، وهما اللذان دفناه، انتظرت خمسة أيام لألتقي بالقديس أنطونيوس. لقد قيل لي إنه يأتي إلى هذا الدير مرة كل عشرة أيام أوكل عشرين يومًا، وأحيانًا كل خمسة أيام حسبما يرشده الله، ليحقق خيرًا للذين يوفدون إلى الدير. وكان هناك يجتمع أخوة مختلفون، كل له احتياجه الخاص، من بينهم متوحد إسكندري هو أولجيوس وكان معه رجل كسيح، أما سبب مجيئهما فهو الآتي:
كان أولجيوس هذا متضلعًا في العلوم الإنسانية وملهمًا، ومحبًا للخلود، ترك مباهج العالم ووزع كل أمواله، محتفظًا بالقليل منها لنفسه، إذ كان غير قادر على العمل. إذ كان قد سئم ولم يرد أن يختلط بجماعة ما وجد في السوق كسيحًا مبتور اليدين والرجلين، ليس له غير لسانه الذي به يتعامل مع المارة.
وقف أولجيوس وتفرس فيه وصلى إلى الله وقطع عهدًا: "باسمك يارب سأحمل هذا الكسيح وأهتم به حتى النفس الأخير لكي به أخلص، هب لي نعمتك لأحتمل تحقيق هذا التعهد".
اقترب من الكسيح، وسأله: "أتحب يا سيدي أن آخذك إلى بيتي وأعتني بك؟"
أجاب: بالتأكيد أود ذلك. حسنًا، سأحضر بغلًا وآخذك. تم الاتفاق وأخذه إلى حجرة الضيافة واهتم به. عاش الكسيح خمسة عشر عامًا تحت عنايته، وكان أولجيوس يغسله ويخدمه بنفسه، ويحضر له كل طلباته. وبعد هذه السنوات الخمسة عشر بث الشيطان في الكسيح التمرد على أولجيوس، وصار يقذفه بكلمات شريرة وتجاديف ويهينه، قائلًا: "أيها القاتل السارق، أتسرق ما للغير وتريد أن تخلص بعنايتك بي؟ القِني في السوق، فإنني أشتهي اللحم". فأحضر له أولجيوس لحمًا. مرة أخرى صار يقول: "هذا لا يكفي، أريد الالتقاء بالجماهير، أريد العودة إلى السوق! ما هذا العنف! ردني إلى حيث وجدتني!"
لو كانت له يدان لخنق أولجيوس بسرعة بسبب عنف الشيطان الذي تملك عليه.
ذهب أولجيوس إلى النساك القريبين منه، وسألهم: ماذا أفعل؟ لقد حطمني الكسيح باليأس؟ هل ألقيه خارجًا، وقد تعاهدت مع الله أن أعتني به، وأخشى الحنث بالوعد.
فإن كنت القيه خارجًا فإنني لا أدري ماذا أفعل. أجابوه: "مادام العظيم (أنطونيوس) حيًا اذهب إليه. خذ الكسيح في مركب وأحضره إلى الدير.
انتظر حتى يأتي العظيم من مغارته وضع القضية بين يديه. وما يقوله لك افعل، فإن الله ينطق به". اتفق معهم على ذلك، فوضع الكسيح في مركب وأخذه إلى دير تلاميذ أنطونيوس. حدث أن جاء العظيم في الليل متأخرًا ملتفًا في عباءة من جلد. وإذ وصل إلى ديرهم نادى، قائلًا: "أيها الأخ مقاريوس، هل جاء أحد من الأخوة؟" وكان يجيبه: "نعم". فيسأل : "هل هم من مصر أم من أورشليم؟".
لأنه كان قد أعطى إشارة للتفاهم، فإن كان من المتهاونين يقول "من مصر"، وإن كان من الجادين والوقورين يقول: "من أورشليم".
سأله إذ ذاك كعادته: "هل هم من مصر أم أورشليم؟" فأجابه: إنهم خليط.
كان إذا قيل له إنهم من مصر يأمر لهم بطبخ عدس ليأكلوا ويصلي لأجلهم ثم يصرفهم، وإن قيل إنهم من أورشليم يجلس معهم طول الليل يحدثهم عن الخلاص.
في تلك الليلة جلس - حسب ما قاله كرونيوس - ونادى الجميع دون أن يخبره أحدهم عن أسماء الضيوف. ولما حلَ الظلام نادى: "أولجيوس، أولجيوس، أولجيوس".
لم يجب الرجل المتعلم السابق ذكره ظنًا منه أنه يوجد آخر غيره يحمل ذات الاسم، فناداه أنطونيوس مرة أخرى، قائلًا له: "إنني أقصدك أنت يا أولجيوس يا من قدمت من الإسكندرية". فقال لأولجيوس: "أسألك ماذا تريد؟ لماذا أتيت إلى هنا؟".
أجاب أولجيوس: "الذي أعلمك باسمي لابد أنه أخبرك بعملي".
قال له أنطونيوس: "إنني أعرف لماذا جئت، إنما أخبر الاخوة علانية لكي يسمعوا".
أجاب أولجيوس: "لقد وجدت هذا الكسيح في السوق، وتعهّدت أمام الله على الاعتناء به فأخلص به وهو بي. وبعد كل هذه السنين بدأ يزعجني فخطر بفكري أن أتخلص منه، لذلك جئت إلى قداستكم لتخبرني ماذا يجب أن أفعل، ولكي تصلي عني لأني حزين للغاية".
في هدوء ووقار أجابه أنطونيوس: "أتريد أن تتخلص منه؟ لكن الذي خلقه لن يتخلص منه. أنت تنبذه فيقيم الله من هو أفضل منك ليعتني به".
صمت أولجيوس وجثا على ركبتيه، ثم تركه أنطونيوس، وبدأ يعنف الكسيح، قائلًا له: "أيها الكسيح المشوّه، يا من لا تستحق الأرض ولا السماء، لماذا لا تكف عن مقاومة الله نفسه؟ ألا تعلم أن المسيح هو الذي يخدمك؟ كيف تتجاسر وتتفوه بمثل هذه الألفاظ ضد المسيح؟ ألم يُقم لك هذا الرجل خادمًا لك من أجل المسيح؟". هكذا كان قاسيًا عليه، ثم تركه ليتحدث مع بقية الاخوة بخصوص احتياجاتهم المختلفة، ليعود ثانية إلى أولجيوس والكسيح ويقول لهما: "لا تبقيا هنا، بل عودا إلى حيث جئتما. إيّاكما أن تنفصلا عن بعضكما البعض، سوى في القلاية التي تشاركتموها كل هذه السنوات، فإن الله يرسل لكما الآن يطلبكما. وقد حلت هذه التجربة بكما لأن الموت قد اقترب منكما، وسوف يزكّيكما بالإكليل. لهذا لا تفعلا غير ما قلته لكما حتى متى جاء الملك يجدكما". عادا بسرعة إلى قلايتهما، وبعد أربعين يومًا تنيح أولجيوس، وبعد ثلاثة أيام مات الكسيح أيضًا.
 
قديم 05 - 09 - 2012, 02:20 PM   رقم المشاركة : ( 7 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,281

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

الشهيد أولمباس الرسول



هو الملقب ببولس أحد السبعين رسولًا. هذا الرسول هو الذي خدم التلاميذ وحمل بعض رسائل بطرس الرسول إلى الأمم ودخل معه رومية وكرز بها وعلم وردَّ كثيرين. ولما استشهد القديس بطرس كان هذا الرسول هو الذي أنزله عن الصليب وكفنه ونقله إلى بيت أحد المؤمنين، فسعى به بعضهم لدى نيرون الملك أنه من تلاميذ بطرس، فاستحضره وسأله عن ذلك فاعترف وأقر بالسيد المسيح أنه الإله الحق. عذبه نيرون عذابًا أليمًا، ثم قال له أي ميتة تريد أن تموت بها؟ فأجابه القديس قائلًا: "أريد أن أموت من أجل المسيح وكفى، وذلك أن تميتني بأي نوع تريد لأصل إلى مرادي سريعًا". فأمر الملك بضربه وصلبه منكسًا مثل معلمه ففعلوا به كذلك ونال إكليل الشهادة. العيد يوم 6 أبيب.

 
قديم 05 - 09 - 2012, 02:22 PM   رقم المشاركة : ( 8 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,281

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

الأب أولجيوس والكسيح



يروي لنا المؤرخ الرهباني بالاديوس قصة أولجيوس والكسيح، قائلًا: روى لي كرونيوس كاهن نتريا هذه القصة:
عندما كنت صغيرًا وهربت من الدير الذي به رئيس المتوحدين "الأرشمندريت" بسبب السأم، وصلت في تجولي إلى جبل القديس أنطونيوس (يقصد به الجبل الخارجي الذي قضى فيه القديس عشرين عامًا قبل دخوله البرية الداخلية)، يقع هذا الموضع ما بين بابليون (الفسطاط) وهيراقليا (هيراكليوبوليس، أحد المدن المصرية القديمة جنوب الفيوم، توجد جنوب هيراكليوبوليس الصحراء الكبرى - على جانب النيل - التي لطيبة)، مقابل الصحراء الكبرى التي تمتد إلى البحر الأحمر حوالي 30 ميلًا من النهر. عندما وصلت إلى ديره بالنهر حيث كان يسكن تلميذاه مقاريوس وأماتاس في بسبير Pispir، وهما اللذان دفناه، انتظرت خمسة أيام لألتقي بالقديس أنطونيوس. لقد قيل لي إنه يأتي إلى هذا الدير مرة كل عشرة أيام أوكل عشرين يومًا، وأحيانًا كل خمسة أيام حسبما يرشده الله، ليحقق خيرًا للذين يوفدون إلى الدير. وكان هناك يجتمع أخوة مختلفون، كل له احتياجه الخاص، من بينهم متوحد إسكندري هو أولجيوس وكان معه رجل كسيح، أما سبب مجيئهما فهو الآتي:
كان أولجيوس هذا متضلعًا في العلوم الإنسانية وملهمًا، ومحبًا للخلود، ترك مباهج العالم ووزع كل أمواله، محتفظًا بالقليل منها لنفسه، إذ كان غير قادر على العمل. إذ كان قد سئم ولم يرد أن يختلط بجماعة ما وجد في السوق كسيحًا مبتور اليدين والرجلين، ليس له غير لسانه الذي به يتعامل مع المارة.
وقف أولجيوس وتفرس فيه وصلى إلى الله وقطع عهدًا: "باسمك يارب سأحمل هذا الكسيح وأهتم به حتى النفس الأخير لكي به أخلص، هب لي نعمتك لأحتمل تحقيق هذا التعهد".
اقترب من الكسيح، وسأله: "أتحب يا سيدي أن آخذك إلى بيتي وأعتني بك؟"
أجاب: بالتأكيد أود ذلك. حسنًا، سأحضر بغلًا وآخذك. تم الاتفاق وأخذه إلى حجرة الضيافة واهتم به. عاش الكسيح خمسة عشر عامًا تحت عنايته، وكان أولجيوس يغسله ويخدمه بنفسه، ويحضر له كل طلباته. وبعد هذه السنوات الخمسة عشر بث الشيطان في الكسيح التمرد على أولجيوس، وصار يقذفه بكلمات شريرة وتجاديف ويهينه، قائلًا: "أيها القاتل السارق، أتسرق ما للغير وتريد أن تخلص بعنايتك بي؟ القِني في السوق، فإنني أشتهي اللحم". فأحضر له أولجيوس لحمًا. مرة أخرى صار يقول: "هذا لا يكفي، أريد الالتقاء بالجماهير، أريد العودة إلى السوق! ما هذا العنف! ردني إلى حيث وجدتني!"
لو كانت له يدان لخنق أولجيوس بسرعة بسبب عنف الشيطان الذي تملك عليه.
ذهب أولجيوس إلى النساك القريبين منه، وسألهم: ماذا أفعل؟ لقد حطمني الكسيح باليأس؟ هل ألقيه خارجًا، وقد تعاهدت مع الله أن أعتني به، وأخشى الحنث بالوعد.
فإن كنت القيه خارجًا فإنني لا أدري ماذا أفعل. أجابوه: "مادام العظيم (أنطونيوس) حيًا اذهب إليه. خذ الكسيح في مركب وأحضره إلى الدير.
انتظر حتى يأتي العظيم من مغارته وضع القضية بين يديه. وما يقوله لك افعل، فإن الله ينطق به". اتفق معهم على ذلك، فوضع الكسيح في مركب وأخذه إلى دير تلاميذ أنطونيوس. حدث أن جاء العظيم في الليل متأخرًا ملتفًا في عباءة من جلد. وإذ وصل إلى ديرهم نادى، قائلًا: "أيها الأخ مقاريوس، هل جاء أحد من الأخوة؟" وكان يجيبه: "نعم". فيسأل : "هل هم من مصر أم من أورشليم؟".
لأنه كان قد أعطى إشارة للتفاهم، فإن كان من المتهاونين يقول "من مصر"، وإن كان من الجادين والوقورين يقول: "من أورشليم".
سأله إذ ذاك كعادته: "هل هم من مصر أم أورشليم؟" فأجابه: إنهم خليط.
كان إذا قيل له إنهم من مصر يأمر لهم بطبخ عدس ليأكلوا ويصلي لأجلهم ثم يصرفهم، وإن قيل إنهم من أورشليم يجلس معهم طول الليل يحدثهم عن الخلاص.
في تلك الليلة جلس - حسب ما قاله كرونيوس - ونادى الجميع دون أن يخبره أحدهم عن أسماء الضيوف. ولما حلَ الظلام نادى: "أولجيوس، أولجيوس، أولجيوس".
لم يجب الرجل المتعلم السابق ذكره ظنًا منه أنه يوجد آخر غيره يحمل ذات الاسم، فناداه أنطونيوس مرة أخرى، قائلًا له: "إنني أقصدك أنت يا أولجيوس يا من قدمت من الإسكندرية". فقال لأولجيوس: "أسألك ماذا تريد؟ لماذا أتيت إلى هنا؟".
أجاب أولجيوس: "الذي أعلمك باسمي لابد أنه أخبرك بعملي".
قال له أنطونيوس: "إنني أعرف لماذا جئت، إنما أخبر الاخوة علانية لكي يسمعوا".
أجاب أولجيوس: "لقد وجدت هذا الكسيح في السوق، وتعهّدت أمام الله على الاعتناء به فأخلص به وهو بي. وبعد كل هذه السنين بدأ يزعجني فخطر بفكري أن أتخلص منه، لذلك جئت إلى قداستكم لتخبرني ماذا يجب أن أفعل، ولكي تصلي عني لأني حزين للغاية".
في هدوء ووقار أجابه أنطونيوس: "أتريد أن تتخلص منه؟ لكن الذي خلقه لن يتخلص منه. أنت تنبذه فيقيم الله من هو أفضل منك ليعتني به".
صمت أولجيوس وجثا على ركبتيه، ثم تركه أنطونيوس، وبدأ يعنف الكسيح، قائلًا له: "أيها الكسيح المشوّه، يا من لا تستحق الأرض ولا السماء، لماذا لا تكف عن مقاومة الله نفسه؟ ألا تعلم أن المسيح هو الذي يخدمك؟ كيف تتجاسر وتتفوه بمثل هذه الألفاظ ضد المسيح؟ ألم يُقم لك هذا الرجل خادمًا لك من أجل المسيح؟". هكذا كان قاسيًا عليه، ثم تركه ليتحدث مع بقية الاخوة بخصوص احتياجاتهم المختلفة، ليعود ثانية إلى أولجيوس والكسيح ويقول لهما: "لا تبقيا هنا، بل عودا إلى حيث جئتما. إيّاكما أن تنفصلا عن بعضكما البعض، سوى في القلاية التي تشاركتموها كل هذه السنوات، فإن الله يرسل لكما الآن يطلبكما. وقد حلت هذه التجربة بكما لأن الموت قد اقترب منكما، وسوف يزكّيكما بالإكليل. لهذا لا تفعلا غير ما قلته لكما حتى متى جاء الملك يجدكما". عادا بسرعة إلى قلايتهما، وبعد أربعين يومًا تنيح أولجيوس، وبعد ثلاثة أيام مات الكسيح أيضًا.
 
قديم 05 - 09 - 2012, 02:23 PM   رقم المشاركة : ( 9 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,281

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

القديسة أولمبياس الشماسة



"أولمبياس مجد الأرامل في الكنيسة الشرقية" القديس غريغوريوس النزينزي تعتبر أولمبياس مثلًا رائعًا للفتاة الشرقية الملتهبة بنار الحب الإلهي، تجتاز كل العوائق منطلقة للعمل الروحي بفكر كنسي رزين إنجيلي.
كان جدّها أبلافيوس واليًا على القسطنطينية مقربًا من الملك ثيؤدوسيوس، كما كان والدها سيليكوس واليًا. ولدت حوالي عام 368 م، وتيتمت وهي بعد صبية صغيرة، فاهتم برعايتها بروكوبيوس صديق القديس إغريغوريوس النزينزي، وقامت بتعليمهما ثؤدوسيا أخت القديس أمفلوكيوس أسقف أيقونية، كما تأثرت بالقديسة ميلانية الكبرى.
اشتهرت بجمالها الفائق وغناها، فتزوجت في سن السادسة عشر بنيبريدوس والي القسطنطينية، لكنه سرعان ما توفى، فأراد الملك ثيؤدوسيوس أن يزوجها بقريبه ألبيدوس، ولما رفضت بشدة، قائلة: "لو كان الله يريدني أن أعيش زوجة لما أخذ مني نيبريدوس!"، أراد أن يضغط عليها فوضع ممتلكاتها تحت الوصاية حتى تبلغ الثلاثين من عمرها، كما حرمها من رؤية الأساقفة والاشتراك في العبادة الكنسية، فأرسلت إليه تشكره، لأنه رفع عنها نير تدبير أموالها، معلنة له سرورها بالأكثر لو أمر بتوزيع مالها على الفقراء. تأثر الملك برسالتها هذه، خاصة وأنها انطلقت إلى الشرق تمارس الحياة النسكية في غيرة متقدة لمدة أربعة أعوام، فأعاد إليها ممتلكاتها عام 391 م، ووهبها حرية التصرف.
تقدمت للقديس نكتاريوس أسقف القسطنطينية تعلن رغبتها في تكريس حياتها لله، فأقامها شماسة وهي بعد صغيرة السن. فقامت بإنشاء بيت العذارى، يقع ما بين كنيسة السلام وكنيسة أجيا صوفية، كما اهتمت بخدمة المرضى والفقراء، فلجأ الكثيرات إليها.
إذ سيم القديس يوحنا الذهبي الفم بطريركًا على القسطنطينية، وجد في هذه الشماسة الأرملة قلبًا ناريًا في خدمة العذارى والمرضى والفقراء، وكانت تقدم أموالها للكل بسخاء شديد، وكان الأب البطريرك يحبها جدًا، إذ رأى فيها أمومة عجيبة للفقراء، وسندًا للمتألمين، كما اتسمت بالاتزان والحكمة إذ كان البطريرك السابق "تكتاريوس" يعتز بآرائها في تدبير أمور كثيرة.
إذ نُفي القديس يوحنا، بعث إليها عدة رسائل ليسندها وسط آلامها بسبب ما حّل بالكنيسة، وكان يرفعها فوق الألم ليدفعها للعمل الروحي والخدمة، عوض الحزن المفرط. وقد جاءت هذه الرسائل تكشف عن مدى محبته لشماسته التي دعاها أحيانًا "أولمبياسته"، وإعجابه بها وثقته فيها، كما كشفت عن مفهوم الألم، وحملت إلينا الكثير من الجوانب التاريخية الخاصة برحلته إلى المنفى وحياته في جبال أرمينيا.جاء في بعض رسائله إليها:
  • يطول بنا الحديث عن آلامِك منذ نعومة أظافرك حتى الآن: آلام من الأقرباء وآلام من الغرباء، آلام من الأعداء، آلام من الذين ترتبطين بهم منذ ميلادك، وآلام من الذين لم ترتبطين بهم، آلام من العظماء، وآلام من الفقراء، آلام من الحكام، وآلام من المسئولين، وآلام من رجال الإكليروس...
  • كما سبق أن قلت أخاف أن أدخل بحر فضائلك غير المتناهي...
  • أذكري أنك منذ بدء شبابِك حتى اليوم لم تكفِّ عن تغذية السيد المسيح، عندما يكون جائعًا، وإروائه عندما يكون ظمآنًا، وكسوته عندما يكون عريانًا، واستقباله عندما يكون غريبًا، والسهر عليه عندما يكون مريضًا، والذهاب إليه عندما يكون مسجونًا.
  • لا تكفي عن الاهتمام بالأسقف ماروتاس، كأنما تهتمين بنفسك. أنقذيه من الهاوية... ليكن هذا هو شغلك الشاغل.
  • أخيرًا نذكر ما قاله عنها القديس المؤرخ بالاديوس: "امرأة عجيبة... تشبه إناءًا ثمينًا مملوء بالروح القدس".
 
قديم 05 - 09 - 2012, 02:25 PM   رقم المشاركة : ( 10 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,281

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

الشهيدان أولمبياس ومكسيموس



من بين الشهداء الذين تمتعوا بإكليل الشهادة في عهد ديسيوس أولمبياس ومكسيموس، كانا شريفين بمدينة كوردينا Corduena ببلاد فارس، إذ كان قد سيطر على بعض الولايات الفارسية. استدعاهما الإمبراطور وسألهما عن أموالهما لكي يصادرها، فأجاباه: "إن أعضائنا هي كنوزنا، خذها، حطِّمها، أهلكها، اسحقها، احرقها، فإننا ننال الغنى الأبدي مكافأة من الرب". إذ قام بتعذيبهما بأنواع عذابات كثيرة دون أن يهز إيمانهما، أرسلهما إلى الضابط الخاص به فيتيليوس انيسيوس Vitellius Anisius ليقتلهما. ضربهما "بالعتلة" على رأسهما فنالا إكليل الاستشهاد. العيد يوم 15 إبريل.
 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ما لم يستطع الناموس أن يتمّمه بالحروف تحقّق بالإيمان
صلوات سهمية بالحروف الأبجدية
ايات بالحروف الابجدية من الكتاب المقدس
توبيكاتنا الجميلة بالحروف الابجدية
الأحباب ينتحرون بالحروف والسهر والحنين


الساعة الآن 01:03 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024