545 - " أَتَى عَمَالِيقُ وَحَارَبَ إِسْرَائِيلَ فِي رَفِيدِيمَ . " . امر موسى يشوع ان يخرج ويحارب عماليق . عمالقة مسلحون ، محترفوا حروب ، قساة قلوب ، اعداء اقوياء ، جبابرة بأس . اختار يشوع فتيان اقوياء ليقابلوا العمالقة ، ليس في قوتهم أوحجمهم .... انما المتاح له . كانوا شجعانا ً ، لم يخشوا طول قامتهم . لم يرتعبوا و يهربوا امام وحشية اعتدائاتهم . كان على موسى ان يقف على رأس التلة وعصا الله في يده ، هذا دور موسى في المعركة . اندفع يشوع برجاله ، رفعوا سلاحهم بايديهم وركضوا صارخين ، هاتفين للحرب . ووقف موسى على رأس التلة ، انتصب شامخا ً بلحيته الطويلة البيضاء وبيده عصا الله . وكان إذا رفع موسى يده أن اسرائيل يغلب واذا خفض يده ان عماليق يغلب . تحددت النصرة والهزيمة بارتفاع او انخفاض يد موسى المرفوعة نحو السماء . قوة من السماء كانت تنزل على يدي موسى وتنتقل الى ايدي المحاربين في الوادي . قوة الله مع شعب الله الذي يحارب حرب الله عن طريق ذراعا موسى المرفوعتين . لما ثقلت يدا موسى اجلس هارون وحور موسى على حجر ودعما يديه . كانت يداه ثابتتين الى غروب الشمس ، فهزم يشوع عماليق بحد السيف وبالذراعين المرفوعتين .
قال المسيح لتلاميذه ويقول لنا : " أَنَا الْكَرْمَةُ الْحَقِيقِيَّةُ ..... اُثْبُتُوا فِيَّ وَأَنَا فِيكُمْ ...... أَنَا الْكَرْمَةُ وَأَنْتُمُ الأَغْصَانُ..... الَّذِي يَثْبُتُ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ هذَا يَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ ...... إِنْ ثَبَتُّمْ فِيَّ وَثَبَتَ كَلاَمِي فِيكُمْ تَطْلُبُونَ مَا تُرِيدُونَ فَيَكُونُ لَكُمْ. بِهذَا يَتَمَجَّدُ أَبِي " ( يوحنا 15 ) . الطبيعي ان تُستجاب طلباتنا . نستطيع ان نحصل بالصلاة على ما لا نستطيعه وحدنا . الذراعين المرفوعتان تتلقيان استجابة طلباتنا المقدمة لله بالايمان . وتأتي الاستجابة في كل وقت ، حالا ً ، بعد قليل ، بعد كثير " فِي وَقْتِهِ أُسْرِعُ بِهِ " ( اشعياء 60 : 22 ) نفس الرجال في ساحة المعركة حينا ً يغلبون ويتقدمون وحينا ً ينهزمون ويتقهقرون . السر في يد موسى المرفوعة الى السماء وعصا الله تملأ الافق على رأس التلة .
نحن في صراعات الحياة ، نواجهها بأيدٍ مرفوعة فننتصر وبأيد ٍ ساقطة فننهزم . قف على رأس التلة ، قف مرتفعا ً شامخا ً . قف رافعا ً يديك ، تسري بركاته ويستجيب لك ، تمتلأ بالثمار ، ثمار مجد الله .