منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12 - 04 - 2021, 04:41 PM   رقم المشاركة : ( 37671 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,504

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يوسف وقيود المحبة !



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


فتحوَّل عنهم وبكى، ثم رجع إليهم وكلمهم،
وأخذ منهم شمعون وقيده أمام عيونهم
( تك 42: 24 )



هذه أول مرة يُذكر فيها عن يوسف أنه بكى، وسجلها الروح القدس ليؤكد لنا أن يوسف بتنكره وجفائه لإخوته، وإن بَدَت معاملات قاسية، لكنها معاملات نابعة من قلبه المُحب. وهنا يقيد شمعون أمام عيونهم ليُعيد شريط خطاياهم، وما قد فعلوه معه هو. وأخذ شمعون مقيدًا كبديل عن الكل، ليتحقق إن كانوا قد اقتنعوا بخطئهم، أم يكررون خيانتهم مرة أخرى؟ وكيف يكون موقفهم من تقييد شمعون وفقدانه، أو حبسه عنده؟ وإلى حين المجيء بالصغير بنيامين، كيف سيتصرفون مع يعقوب؟ وأي أسلوب سيستخدمونه لفك قيود شمعون؟ ومن الجهة الأخرى ضمان أخذ بنيامين وإرجاعه لأبيهم.

لقد أراد يوسف إصلاح كل المواقف، وأن يُذكِّر إخوته من أين سقطوا، ويُرجعهم من حيث البداءة ليبدأوا المشوار بأسلوب جديد وتعامل جديد، أولاً مع إلههم، وثانيًا مع يوسف، وثالثًا مع بعضهم البعض، وأخيرًا مع أبيهم يعقوب. وهذا ما ابتدأ فيه إخوة يوسف عند رجوعهم من مصر إلى أبيهم. فقيود المحبة وتأديباتهم، بدأت تُثمر فيهم طريقًا أفضل، نلمسه في نهاية الأصحاح الثاني والأربعين، عندما أخبروا أباهم بكل ما حدث معهم في مصر. عندما صرَّح يعقوب قائلاً: «أعدمتموني الأولاد! يوسف مفقود، وشمعون مفقود، وبنيامين تأخذونه. صار كل هذا عليَّ» ( تك 42: 36 )، لكن لنسمع جواب رأوبين وموقفه الجديد بعد التأديب «وقال رأوبين لأبيه: اقتل ابنيَّ إن لم أجئ به إليك. سلِّمه بيدي وأنا أردُّه إليك» (ع37). واسمع ما قاله يهوذا بعد هذه المعاملات «وقال يهوذا لإسرائيل أبيه: أرسِل الغلام معي لنقوم ونذهب ونحيا ولا نموت، نحن وأنت وأولادنا جميعًا. أنا أضمنه. من يدي تطلبه. إن لم أجئ به إليك وأُوقفه قدامك، أصير مُذنبًا إليك كل الأيام» ( تك 43: 8 ، 9).

إن قيود المحبة هي تحرير من قيود الخطية والإرادة الذاتية. إن قيود يوسف لشمعون، حررت إخوته من رُبط القساوة وقيود الأنانية، وعلَّمتهم درس الفداء، أن يفدوا شمعون أو بنيامين بنفوسهم. فافرح عندما تقيدك المحبة لأنها ستحرر نفسك، لتحلِّق في مناخ الحرية، بعيدًا عن قيود الذات.
 
قديم 12 - 04 - 2021, 04:42 PM   رقم المشاركة : ( 37672 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,504

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

خطة الإنسان الطبيعي



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


فقال لهم إسرائيل أبوهم: .. خذوا من أفخر جني الأرض..،
وأنزلوا للرجل هدية .. وخذوا فضة أخرى... لعله كان سهوًا
( تك 43: 11 ، 12)



مع أن يعقوب رجل إيمان إلا أنه في هذه الحادثة التي أمامنا، من قصة معاملات يوسف مع إخوته، نراه يتكلم كإنسان حسب الجسد فيقول: «إن كان هكذا فافعلوا هذا»، وتعتمد خطة يعقوب على ما يفعله الإنسان. لقد كان يحتاج إلى قمح، وكان يريد أن يحصل على إطلاق سراح شمعون، وضمان سلامة بنيامين، ولهذا فإنه اقترح خطة يحصل بها على كل هذه الطلبات، تعتمد على مجهوداتهم الذاتية. وهذا هو الطريق الذي ما زال الإنسان يسلكه، والذي يتخذه دائمًا لكي يحصل على البركة من الله. لقد اتخذ قايين هذا الطريق عندما أتى بثمار تعبه وأراد أن يقدمه لله. واتخذ بنو إسرائيل هذا الطريق نفسه عندما قالوا: «كل ما تكلم به الرب نفعل». وهو أيضًا الطريق الذي اتخذه ذلك الناموسي الذي جاء إلى الرب أثناء وجوده على الأرض وقال له: «يا سيد ماذا أفعل لكي أرث الحياة الأبدية؟». وبعد عشرين قرنًا من زمان النعمة، ما زال الإنسان يتبع هذا الطريق المُهلك عينه، إذ نقرأ أنه في آخر أيام المسيحية يوجد قوم يقول عنهم الكتاب إنهم «سلكوا طريق قايين» (يه11).

وهكذا، في مشغوليتهم بأعمالهم، يستعرض يعقوب خطته فيقول: «خذوا ... وأنزلوا للرجل هدية»، ولشراء القمح «خذوا فضة أخرى ... والفضة المردودة في أفواه عِدالكم» وأيضًا «خذوا أخاكم وقوموا ارجعوا إلى الرجل». الإنسان الطبيعي لا يستطيع أن يعرف الله كالمُعطي، ولا حقيقة الإنسان كمَن يأخذ. إنه لا يعرف الله على حقيقته، ولا الإنسان على حقيقته، فهو لا يستطيع أن يدرك أن الله غني في النعمة لدرجة أنه يعطي كل شيء مجانًا، وأن الإنسان عاجز ومُفلس لدرجة أنه لا يستطيع إلا أن يأخذ فقط. ولذلك كان على يعقوب وبنيه أن يتعلموا أن كل خططهم ستفشل في ضمان البركة من يوسف.

وعلاوة على ذلك فإننا نتعلم من هذه القصة أن خطط الإنسان ليست فقط عقيمة وعديمة الفائدة، ولكن أيضًا أن المشغولية بهذه الخطط كثيرًا ما تعمي عيوننا وبصيرتنا عن نعمة الله. فلم يستطع يعقوب أن يفهم نعمة يوسف وصلاحه في رد الفضة، بل اعتبر ذلك سهوًا. وعلى كل حال، لا يوجد «سهو» عند الله مطلقًا، فالسهو هو من جانب الإنسان فقط. الإنسان إذ قد أعمته أعماله، كثيرًا ما يغفل عن ما يعمله الله ( تك 43: 11 - 23).
 
قديم 12 - 04 - 2021, 04:57 PM   رقم المشاركة : ( 37673 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,504

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يعقوب والطريقة التي لا تنفع



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


فأخذ الرجال هذه الهدية، وأخذوا ضعف الفضة في أياديهم،
وبنيامين، ... ووقفوا أمام يوسف
( تك 43: 15 )



في القصة الشيقة الواردة في الأصحاحات الأخيرة من سفر التكوين، نجد أن يعقوب احتاج إلى قمح. وكان يريد أن يحصل على إطلاق سراح شمعون، وضمان سلامة بنيامين، ولهذا فإنه اقترح خطة يحصل بها على كل هذه الطلبات، تعتمد على مجهوداتهم الذاتية. وبعدما وضع يعقوب كل خططه، استودع بنيه لرحمة الله القدير (ع14). لقد وضع خططه أولاً، والله القدير ثانيًا! أي أنه إذا كان هناك نقص ما في خططه، فهو يأمل في رحمة الله القدير لكي تعوّض هذا النقص. وهذه هي نفس الطريقة التي يتعامل بها الإنسان مع الله إلى هذا اليوم. فالله في رحمته أرسل ابنه الوحيد الذي أكمل عمل الفداء العظيم، ولكن الإنسان ما زال متمسكًا بأعماله الذاتية، وينظر إلى رحمة الله وإلى عمل المسيح كشيء مكمِّل لأي نقص أو قصور في أعمال الإنسان. ولكن كل هذه الخطط لم تُعطِ يعقوب أي يقين، بل تركته في شك ويأس وحيرة، وهذا ما يحدث مع كل مَن يتكل على أعماله الذاتية إلى الآن. فبعد كل هذا اعترف يعقوب أنه غير واثق من النتائج إذ يقول: «وأنا إذا عدمت الأولاد عدمتهم» (ع14).

يا لها من صورة مُحزنة تصف بدقة طريق الإنسان الذي يحاول به الحصول على بركة من الله. إذا عملت ما في وسعك ثم انتظرت أن تعوض رحمة الله أي فشل في مجهوداتك، راجيًا بذلك خيرًا في المستقبل، فالنتيجة هي أنك تقول في دخيلة نفسك: إذا خلصت خلصت وإذا هلكت هلكت!

ابتدأ إخوة يوسف في تنفيذ خطة أبيهم، فقط لكي يكتشفوا في النهاية عقمها وعدم نفعها (ع15). ولم يَعِر يوسف لهديتهم أي اهتمام، ولم يلمس فضتهم؛ لقد تجاهل خطتهم تمامًا وابتدأ يعمل حسب ما في قلبه. بدايةً، قال للذي على بيته: «أَدخِل الرجال إلى البيت واذبح ذبيحة وهيئ، لأن الرجال يأكلون معي عند الظهر» (ع16). أ ليست هذه صورة للوليمة الأعظم التي يقدمها الله إلى الخطاة قائلاً: «تعالوا لأن كل شيء قد أُعد»!

لقد كانت خطتهم أن يشتروا قمحًا لكي يصنعوا به وليمة مع بعضهم البعض، أما خطة يوسف فكانت أن يصنع لهم وليمة يتمتعون فيها بالشركة معه «لأن الرجال يأكلون معي» (ع16).
 
قديم 12 - 04 - 2021, 04:58 PM   رقم المشاركة : ( 37674 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,504

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الموكل على بيت يوسف



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


فلما رأى يوسف بنيامين معهم قال للذي على بيته

أدخل الرجال إلى البيت واذبح ذبيحة وهيء.
لأن الرجال يأكلون معي عند الظهر

( تك 43: 16 )


في قصة يوسف نجد رمزاً جميلاً للروح القدس وعمله. فإذا كان يوسف يرمز للمسيح، فإن الترجمان الذي بواسطته تحدَّث يوسف لإخوته ( تك 42: 23 ) والذي كان على بيته ( تك 43: 16 ،19)، يكلمنا عن الروح القدس. فقد قال يوسف لوكيله "أدخل الرجال إلى البيت واذبح ذبيحة وهيئ لأن الرجال يأكلون معي عند الظهر. ففعل الرجل كما قال يوسف، وأدخل الرجل الرجال إلى بيت يوسف" ( تك 43: 16 ،17). لقد كانت خطتهم أن يشتروا قمحاً لكي يصنعوا به وليمة مع بعضهم البعض، أما خطة يوسف فكانت أن يصنع لهم وليمة يتمتعون فيها بالشركة معه "لأن الرجال يأكلون معي" (ع16). فيوسف دعاهم، ووكيله أدخلهم. والروح هو الذي يُدخلنا إلى البيت، فنأكل على مائدته، وإذ ننقاد بالروح القدس، ننتهي إلى الوجود "كل حين مع الرب".

وفي مشقتهم وضيقتهم، جاء إخوة يوسف للوكيل "وكلموه في باب البيت". وإجابته تذكّرنا بما يتكلم به المعزي الآخر للقلوب المضطربة، لأنه هو قال: "سلام لكم. لا تخافوا" ( تك 43: 23 ). وهكذا نحن، لم نأخذ روح العبودية للخوف، بل أخذنا روح التبني الذي به نصرخ يا أبا الآب، و"ثمر الروح هو ... سلام". وهو يملأنا "كل سرور وسلام في الإيمان لتزدادوا في الرجاء بقوة الروح القدس" ( رو 15: 13 ).

ومرة أخرى نقرأ "وأدخل الرجل الرجال إلى بيت يوسف وأعطاهم ماء ليغسلوا أرجلهم" ( تك 43: 24 ). ولذلك كانوا مهيئين لمقابلة يوسف، ولتقديمهم هداياهم وتقدماتهم له. وفي الأصحاح التالي نقرأ أن يوسف قد أمر الوكيل أن يمتحن إخوته، حتى يمكن أن تستحضر خطيتهم أمام ذاكرتهم. وفي حزن عظيم، هرولوا راجعين إلى محضر يوسف قائلين: "بماذا نتبرر؟ الله قد وجد إثم عبيدك" ( تك 44: 16 ) فاسترجعوا في أذهانهم معاملتهم ليوسف. ويقول الرب "متى جاء ذاك يبكت العالم على خطية وعلى بر وعلى دينونة"، والخطية هنا هي عدم الإيمان بالمسيح.

وفي هذين الأصحاحين (تك43،44) يتكلم وكيل يوسف بكل سلطان ونفوذ يوسف نفسه "فضتكم وصلت إليَّ"، "الذي يوجد معه (الكأس) يكون لي عبداً" ( تك 43: 23 ؛ 44: 10).
 
قديم 12 - 04 - 2021, 05:00 PM   رقم المشاركة : ( 37675 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,504

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القميص المُلوَّن والأحلام



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


«وَازْدَادُوا أَيْضًا بُغْضًا لَهُ مِنْ أَجْلِ أَحْلاَمِهِ وَمِنْ أَجْلِ كَلاَمِهِ»

( تكوين 37: 8 )

إن سِرّ الكراهية المُستعرة ضد يوسف من إخوته، أنَّه صاحب القميص المُلوَّن، وأنَّه صاحب الأحلام. وبالنسبة للمسيح أيضًا كَرِهَهُ اليهود نظرًا لأمجاده الأزليَّة (المُمثَّلة في القميص الملوَّن)، ولأمجاده الرسميَّة (المُمثَّلة في الأحلام)؛ فثلاث مرَّات حاول اليهود رجم المسيح عندما تحدَّث عن لاهوته ( يو 5: 18 مت 26: 63 ، 59؛ 10: 30، 31). ثمَّ في المحاكمة أمام مجمعهم الديني حكموا عليه بالصلب نظرًا لِما أعلنَهُ من أنَّه ابن الله، وأنَّه ابن الإنسان، الذي سوف يجلس عن يمين القوة، ويأتي على سحاب السماء (مت26: 63- 66؛ لو22: 66- 71؛ دا 7: 13، 14).

والربّ، سواء في المحاكمة الليليَّة أمام قيافا، أو أمام كل المجمع في النهار، أعلن أمام مُمثلي الأُمَّة أمرين: أوَّلاً: أنَّه هو المسيح ابن الله (الذي لم يكن يوسف صاحب القميص الملوَّن إلاَّ صورة مُصغَّرة له). وثانيًا: أنَّهم سوف يُبصـرونه باعتباره ابن الإنسان جالسًا عن يمين القوة وآتيًا على سحاب السماء (أي مركز كل السلطان، الذي لم يكن يوسف صاحب الأحلام إلا رمزًا بسيطًا له). ثم عندما قدَّموه لبيلاطس كانت شكواهم عليه أنَّه قال عن نفسه إنَّه ابن الله (مجده الأزلي)، وإنَّه المَلك (مجده الرسمي) ( يو 19: 7 ، 12).

ولقد رفضه مُمثلو الأمَّة باعتباره ابن الله، كمَن أتى إليهم في مجيئه الأوَّل ليُخلِّصهم، لكنَّه سيأتي ثانيةً باعتباره ابن الإنسان ليَدين. لقد أتى مرَّة في تواضع وصلبوه، وهذا هو نصف الحق، أمَّا نصفه الثاني والذي لا يتجزَّأ عن الأول فهو مجيئه الثاني بالمجد، وعلى رأسه التيجان الكثيرة ليسود على الكل ( رؤ 19: 11 - 16).

ونلاحظ أنَّ إخوة يوسف قاموا برحلتين إلى مصر، ويُمكننا أنْ نرى في هاتين الرحلتين صورة لنصفي الأسبوع الأخير من أسابيع دانيآل؛ وهما ما يُسمَّيان: ”مبتدأ الأوجاع“، ثم ”الضيقة العظمى“. ما حدث في رحلتهم الأولى يُمثِّل مبتدأ الأوجاع، وكانت رحلة أليمة. لكن ما حدث في الزيارة الثانية كان أقسى جدًّا (تك44). في الزيارة الأولى نقرأ أنَّهم سجدوا ليوسف بوجوههم إلى الأرض ( تك 42: 6 )، ولكن في الزيارة الثانية نقرأ ثلاث مرات أنَّهم سجدوا، بل نقرأ أنَّهم وقعوا أمامه على الأرض ( تك 43: 26 ، 28؛ 44: 14). لقد كانوا في شدَّة مُستَحكَمَـة ليس لهم منها مناص. وهذا يُمثِّل بالنسبة للشعب في المستقبل الضيقة العظيمة، ولكن بعدها مباشرةً أتى الفرج، وعرَّف يوسف نفسه لإخوته، وهو ما يمثل بالنسبة للأمَّة: ظهور المسيح لبركة شعبه التائب.
 
قديم 12 - 04 - 2021, 05:02 PM   رقم المشاركة : ( 37676 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,504

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الموكل على بيت يوسف



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


فلما رأى يوسف بنيامين معهم قال للذي على بيته

أدخل الرجال إلى البيت واذبح ذبيحة وهيء.
لأن الرجال يأكلون معي عند الظهر

( تك 43: 16 )


في عدَّة مرات في كلمة الله، يُذكَر ”رَجُل“ دون بيان آخر أو اسم، وهو رمز للروح القدس. فعندما أرسَل الرب يسوع تلميذيه لإعداد الفصح، قال لهما: «إِذَا دَخَلتُمَا المَدِينَةَ يَستَقبِلُكُمَا إِنسَانٌ حَامِلٌ جَرَّةَ مَاءٍ. اِتبَعَاهُ إِلَى البَيْتِ حَيثُ يَدخُـلُ» ( لو 22: 10 ). فهذا الرَّجُل سوف يُريهم إذًا المكان الذي يجب أن يجتمعوا فيه مع الرب يسوع حيث سيتم تأسيس العشاء.

وفي مَثَلِ السامري الصالح، يُشير هذا السامري إلى الرب يسوع الذي يُنقذ المجروح، ويقوده إلى الفندق، ويُسلِّمه لعناية صاحبـه. وفي بيت الله، صاحـب الفندق؛ الروح القدس، يُزوِّد المجروح إلى أن يعود المُخلِّص ( لو 10: 30 -35).

وفي مَثَلِ العشاء العظيم في إنجيل متى 22: 1-14 تم إرسال عدَّة عبيد ليَدعوا المَدعوِّين إلى العُرس، ثم ليُذيعوا الدعوة في الطُرق. هؤلاء يُمثلون خدَّام الرب الذين يُذيعون رسالة نعمته في العالم. ولكن في إنجيل لوقا 14: 16-24 تمَّ إرسال عبد واحد إلى المَدعوِّين، ثم إلى شوارع المدينة وأزقتها، ثم إلى الطُرق والسياجات. وهو وحده الذي وُجَّه إليه القول: «أَلْزِمهُم بِالدُّخُولِ حَتَّى يَمتَلِئَ بَيتِي». وبالفعل، الروح القدس هو الذي يعمل في القلوب؛ يُلزمهم ويقنعهم، بينما الخدَّام لا يُمكنهم سوى توصيل دعوة السَيِّد.

وفي قصة يوسف وإخوته، استخدم يوسف ذلك الرَّجُل الذي على بيته، ليُجري تأثيرًا كبيرًا على ضمائر إخوته. فهو أولاً كان مُكلَّفًا بأن يُدخلهم في بيت يوسف ( تك 43: 16 ، 17). فخاف الرِّجال إذ أُدخلوا إلى بيت يوسف، وأقلقتهم ضمائرهم بسبب الفضة التي أُعيدت إليهم، ناسين أنه – في الواقع – كانت هناك فضة أخرى هي التي يجب أن تقلقهم؛ إذ كانوا قد باعوا يوسف للإسماعيليين بعشرين من الفضة. وما أقل الثمن! ولكن الرَّجُل الذي على بيت يوسف تجاهل الفضة التي قدَّموها ( تك 43: 20 -22). وأتاهم بالسلام قائلاً: «سَلاَمٌ لَكُم. لاَ تَخَافُـوا ... فِضَّتُكُمْ وَصَلَت إِلَـيَّ» (ع23). ثم أخرَج إليهم شمعون – حبيس القضاء، كأنه أُقيم من الأموات في مثال – وكان في هذا الدليل الحيّ على تسديد الدين (ع23). كما أعطاهم ماءً (الكلمة) ليغسلوا أرجلهم (ع24). وأخيرًا أمرَهُ يوسف أن يمتحن إخوته، حتى يمكن أن تُستحضَـر خطيتهم أمام ذاكرتهم، فرتب قصة الطاس التي اقتادتهم إلى الاعتراف النهائي ( تك 44: 1 -13). ومَن سوى الروح القدس يستطيع أن يُنتج مثل عمل الضمير هذا، ويقتاد إلى التبكيت على الخطية؟

 
قديم 12 - 04 - 2021, 05:07 PM   رقم المشاركة : ( 37677 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,504

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لهج على لهج



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


طوبى للرجل الذي ... في ناموس الرب مسرته، وفي ناموسه يلهج نهارًا وليلاً، فيكون كشجرة مغروسة عند مجاري المياه، التي تعطي ثمرها في أوانه ( مز 1: 1 - 3)


قيل عن الرجل المطوَّب في المزمور الأول، إنه رجل يلهج في ناموس الرب «نهارًا وليلاً»، ونحن نُسائل أنفسنا: كم من المسيحيين يا ترى في أيامنا هذه يدركون معنى اللهج حتى في ضوء النهار، دَعك من ساعات التيقظ في الليل؟

إن لهج الإنسان هو فهرسه الروحي الذي يدل على حالته، كما لكل كتاب فهرس يدل على محتوياته. ففي أي شيء أنت تلهج؟ اسأل نفسك هذا السؤال فتجد في الجواب النبأ الأكيد عن حالتك بالتمام.

وما هو اللهج؟ هو مُناجاة النفس، بل قُل هو الجهاز الهضمي للعقل، فبواسطته يتحول الحق الإلهي إلى غذاء روحي ينعش النفس. إنه يساعد الذاكرة على استذكار جواهر الحق الإلهي المكنوزة في مستودع القلب، فإذا لم تكن في نمو مستمر، فذلك راجع لعدم وجود الغذاء، وكيف يتوفر الغذاء إذا لم يكن جهاز هضمي؟ هذه حقيقة لا تقبل الجَدَل. والواقع أننا نجد أن أولئك الذين قد أصبحت أفكارهم محصورة في الأشياء الروحية هم وحدهم الذين يختبرون قوة هذه الأشياء في حياتهم. إن كثير من الوعظ والتعليم في أيامنا هذه يذهب هباءً منثورًا، ذلك لأن الناس لا يجعلون أفكارهم تتغذى بكلمة الله، كما أنهم ليسوا كذلك الرجل الذي يصفه صاحب المزمور بأنه «كشجرة مغروسة عند مجاري المياه».

وإذا كنا نرغب في أن نكون كالشجر، علينا أن ننمو في كِلا الجانبين. فالشجرة تُرسل جذعها القوي إلى الفضاء فيجد الناس من فروعها المورقة ظلاً، ومن أزهارها جمالاً، ومن ثمرها شِبعًا لنفوسهم. ولكن لا يمكن أن يتم هذا النمو الخارجي إن لم يكن هناك نموًا نظيره في الأعماق. هذا هو السر في نمو الشجرة. فماذا نحن فاعلون؟ يجب بل يتحتم أن تكون لنا تلك الحياة السرية غير المنظورة، فهي بمثابة الجذور التي منها تتغذى النفس. يجب أن يكون هناك تأمل عميق يصل إلى قرار حق الله ويستمد منه ماء الحياة. فكما أن كل العُصارة الموجودة في الشجرة مُستمدة من جذورها، هكذا قوة المسيحي الروحية وثمرها تتوقف بجملتها على ما لديه من قوة لامتصاص عناصر الحياة الجديدة بواسطة الشركة مع سيده والتأمل العميق في كلمته الحية.

فما أسعد تلك النفس التي تخلو مع سيدها لاهجة في كلمته موجهة أفكارها إلى العَلاء، فتكون له كملائكة تصعد وتنزل حاملة التعزية والقوة، كما كانت سُلّم يعقوب في وسط البرية القحلاء.
 
قديم 12 - 04 - 2021, 05:08 PM   رقم المشاركة : ( 37678 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,504

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

المؤمن كشجرة



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


«يَكُونُ كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ عِنْدَ مَجَارِيِِ الْمِيَاهِ»
( مزمور 1: 3 )


إليك ما كتبه أحد المؤمنين: كان منزلنا يطل على نهر، فأتاح لي ذلك فرصة لدراسة أطواره المختلفة، فكان من بين مشاهداتي تلك الظاهرة البارزة المتعلقة بالأشجار النامية على شطيه، في حالة امتلائه بالمياه. كانت الأشجار وهي بعد صغيرة مرنة ولينة، فعندما كانت المياه ترتفع وقد تحمَّلت ببعض الأخشاب والحطام، ما كانت الأشجار تُضار أو تُصاب بأذى لأنها كانت تنحني وتطأطئ رؤوسها ولا تبدي أية مقاومة، ولكن كلما كبرت الأشجار واشتد عودها وصارت أكثر صلابة، كانت تتزايد الأضرار التي تحيق بها، إذ يتعذر عليها الانحناء، فلا مناص من أن تتحطم أمام قوة التيار الذي يكتسحها. وحين تتراجع المياه فإذا بالأشجار قد اختفت تمامًا وصارت أثرًا بعد عين.

وكثيرًا ما قادتني هذه المشاهد إلى التفكير في إمكان صيرورة المؤمن شبيهًا بهذه الأشجار، فطالما كان المسيحي مرنًا مذعنًا لإرادة الله، فإنه يستطيع التغلّب على العواصف، ويواصل نموه حتى في أسوأ الظروف، ولكن حين يتسرب الغرور إلى نفسه، يخال له أنه قادر على أن يستقل بأمره دون حاجة إلى سماع صوت الله، والخضوع لإرادته، وعندئذ يحل به الخسران والأذى. وإن أصرَّ بعناد على هذا المسلك، حتى لم يعد ممكنًا لله أن يستخدمه، فلا مناص من تنحيته وإحلال آخرين أكثر تسليمًا وإذعانًا لمشيئته.

ليت لنا في هذه الأشجار عبرة، فلا نُتيح للذات فرصة لتقسي وتصلّب إرادتنا، فنتوهم أننا نستطيع الاعتماد على أنفسنا، في حين أننا إن تمسكنا بالتواضع، فإننا نستطيع أن ننهض ونرفع رؤوسنا رغم كل ما يحيق بنا من تجارب، إذ يحفظ أقدامنا ثابتة ويعيننا على اجتيازها بسلام «فَيَكُونُ كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ عِنْدَ مَجَارِيِِ الْمِيَاهِ».
 
قديم 12 - 04 - 2021, 05:10 PM   رقم المشاركة : ( 37679 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,504

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الصدِّيقون والأشرار‬



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


«سَبِيلُ الصِّدِّيقِينَ فكَنورٍ مُشرِقٍ ...
أَمَّا طَرِيقُ الأشرَارِ فكَالظَّلاَمِ»â€¬â€«
( أمثال 4: 18 ، 19)


سَبِيلُ الصِّدِّيقينَ يزداد إشراقًا، وأما طَرِيقُ الأَشرَار فتزداد إظلامًا. يقول الحكيم «أَمَّا سَبِيلُ الصِّدِّيقينَ فكَنُورٍ مُشـرقٍ، يَتَزايَدُ ... أَمَّا طرِيقُ الأَشرارِ فكَالظَّلاَمِ. لا يَعلَمُونَ ما يَعثُرونَ بهِ» ( أم 4: 18 ، 19). ويا له من اختلاف كبير! فالمؤمن المسيحي قد يكون له نور قليل في البداءة، ولكنه إذ يزداد معرفة بالرب، فإن النور يتزايد. وهذا هو اختبار المؤمن. ‬

‫ أما الأشرار فبالعكس «الأَشرَارِ ... لاَ يَعلَمُونَ ما يَعثُرونَ بهِ». ولماذا يعثرون؟ السبب واضح؛ لأنهم في الظلام. فالشـرير يعثر في كل رحلة حياته. هو يرجو ما هو أفضل، ولكن ليست له مرساة حقيقية، كما أن ليس له رجاءً أبديًا. يا له من اختبار مُقبض! وهل يريد الله أن الإنسان يعثر في حياته؟ كلا بالطبع، فلقد خلقنا لشـيء أفضل، وهو يريدنا أن نختبر السبيل المُشـرق الذي يتزايد إلى النهار الكامل. ويوجد الروح المرشد الذي يرغب في أن يقود النفوس العاثرة لو سلَّموا له زمام أمورهم «مِن قِبَلِ الرَّبِّ تتَثَبَّتُ خطَواتُ الإِنسَانِ وفِي طَريقهِ يُسَـرُّ» ( مز 37: 23 ). وهذا المرشد العجيب ينتظر أن يأخذ بيدك لو تسمح له، وهو يقودك خلال شعاب الحياة المُعقَّدة إلى محضر الله.‬

‫ الصديقون لهم مستقبل مجيد، وأما الأشرار فلهم نهاية مرعبة. إن الصديقين في سياحة حتى يصلوا إلى النهار الكامل «أَمَّا سَبيلُ الصِّدِّيقينَ فكَنُورٍ مُشرقٍ، يتزايَدُ ويُنيرُ إِلى النَّهَارِ الكاملِ». وما هو النهار الكامل؟ لعلَّنا نجد جوابًا كافيًا في قول الرب: «في بَيتِ أَبِي مَنازلُ كثيرَةٌ ... أَنَا أَمضـي لأُعِدَّ لَكُم مكَانًا، وإِن مَضَيتُ وأَعدَدتُ لَكُم مكَانًا آتي أَيضًا وآخُذُكم إِليَّ، حتى حَيثُ أَكُونُ أَنا تكُونونَ أنتم أَيضًا» ( يو 14: 2 ، 3).‬

‫ وماذا عن الأشرار؟ «أَمَّا طَريقُ الأَشرَارِ فكالظَّلاَمِ. لاَ يَعلَمُونَ ما يَعثُرونَ بهِ»، وهذه الآية تَرِد في بعض الترجمات هكذا: ”وأما الأشرار ففي الظلام يصمتون“. هذا عن القضاء؛ «يُطرَحُونَ إِلى الظُّلمَة الخارجيَّة» ( مت 8: 12 ). «لذلكَ لا تَقُومُ الأشرَارُ في الدِّينِ، ولا الخُطَاةُ فِي جمَاعَة الأَبرَارِ. لأَنَّ الرَّبَّ يَعلَمُ طَريقَ الأَبرَارِ، أَمَّا طَريقُ الأَشرَارِ فَتهلِكُ» ( مز 1: 5 ، 6). ‬

‫ ففي أي طريق أنت مسافر؟ أ في الطريق الذي له مستقبل مجيد، أم الطريق الذي له نهاية مرعبة؟‬
 
قديم 12 - 04 - 2021, 05:11 PM   رقم المشاركة : ( 37680 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,504

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

عيد الفوريم



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


وكتب مردخاي ... ليوجب عليهم أن يعيدوا في اليوم الرابع عشر
من شهر آذار واليوم الخامس عشر منه في كل سنة

( أس 9: 20 ،21)


كان من المفروض لو جرت الأحداث في أعنتها كما هو مخطط لها ـ أن يكون هذان اليومان هما أتعس يومين في تاريخ إسرائيل، إذ أنهما يعقبان يوم 13 آذار الذي كان هامان الأجاجي عدو اليهود قد سبق واستصدر قراراً امبراطورياً بإبادة جميع شعب اليهود فيه، إلا أن الله كان بسلطانه يعمل من وراء الستار؛ وفي اللحظة المناسبة استصدرت أستير مرسوماً امبراطورياً يقف بمقتضاه جميع اليهود ضد أعدائهم وينتقمون منهم، يعضدهم في ذلك قوة وتأثير الملكة على كل الشعوب، وهيبة مردخاي على كل رؤساء البلدان، وعليه فقد تحوّل اليومان إلى يومي خلاص وفرح وبهجة، ولذلك وجب العيد.

ومن الجميل أن يكون ميعاد هذا العيد هو الشهر الأخير من السنة الروحية؛ أقصد العبرية، إلا أني أسميها هكذا لأنها ترتبت بشهورها هكذا بعد الفصح، فهذا الميعاد يُرينا عدة أشياء:

(1) أن الكلمة الأخيرة هي لله. فالله يترك الأشرار يحرثون ويزرعون، يخططون وينفذون أحد عشر شهراً، وقبل الحصاد يقول الله كلمته الأخيرة ليعمل حسب مسرة مشيئته.

(2) فيه أيضاً نرى طول أناة الله، فلم يعيِّد شعبه عيد الفوريم إلا في الشهر الثاني عشر، هذه الأناة الطويلة هي التي أثارت على مرّ العصور حيرة الأبرار المتألمين، فكان سؤالهم الدائم هو: حتى متى يا رب؟ والإجابة هي: في الشهر الثاني عشر بعد أن يُخرج الشرير كل شره ويُظهر الله كل أناته.

(3) فيه نرى لطف الله مع الخطاة. فقبل أن يقلب المائدة على رؤوسهم ويجعلهم يشربون كأس الأهوال التي صنعوها بأيديهم، يعطيهم أطول فرصة ممكنة فيها يجاهد روحه معهم لعل لطفه يقتادهم إلى التوبة ( رو 2: 5 ،6).

(4) ما أجملها نهاية للسنة؟! فقد تحفل السنة بالأحزان، والضيقات بسبب الأشرار، لكن حتماً سيأتي في النهاية عيد «فإن العقب لإنسان السلامة» ( مز 37: 37 ).

(5) لا تنسَ أن هذا الميعاد 13 آذار حددته القرعة، وكان هذا يجري من خلال السحرة والمنجمين. وهنا نرى كأن الشيطان وأعوانه يحددون بأيديهم يوم هزيمتهم وإبادتهم ـ هذه هي سخرية الله من شر الأشرار ( مز 2: 4 ).
 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:09 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025