منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11 - 04 - 2021, 09:43 PM   رقم المشاركة : ( 37601 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,416

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


يعقوب في فنيئيل


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


فقال له ما اسمك. فقال يعقوب... وباركه هناك ...

وأشرقت له الشمس إذ عبر فنوئيل وهو يخمع على فخذه

( تك 32: 27 ـ31)


ما أجمل إلهنا، وما أرقّ معاملاته، وما أحكم أساليبه! ألم يكن يعرف اسم يعقوب؟ ألم يشرح تاريخه وهو بعد في بطن أمه؟ نعم كان يعرف، لكنه أراد أن يصل بيعقوب إلى اعتراف مختصر، لكنه شامل، بنقاط ضعفه وعيوبه، وكأنه يقول له: إن كل مشاكلك تقبع في معنى اسمك. وقد سأله عن اسمه وكأنه ينتظر أن يُجيب يعقوب بالقول: اسمي ـ بكل الأسف ـ يعقوب، فأنا الذي أتعقب رغباتي حتى أنجزها، وأنا الذي أحاول أن أقبض على زمام الأشياء بحكمتي، لأجعلها تنجز رغبتي.. ها إني أعلن فشلي.

عند هذه النقطة، غيَّر الرب اسمه، هذا يعني أن المستقبل سيُرينا شخصية أخرى مختلفة تماماً عما مضى، فلن يعود يعقوب بل إسرائيل. كلمة إسرائيل تتكون من مقطعين: "إسرا"، و"إيل". وإسرا: تعني إدارة، وإيل: تعني الله، كأن الرب يريد أن يقول: يعقوب .. لقد عشت كل حياتك تجاهد مع الناس (كلمة يجاهد ويصارع في العبرية كلمة واحدة وهي إسرا وتعني يدير أو يأمر) وقد قدرت، ذلك لأنه كان لك من القوة ما يمكنك من الإدارة ويعينك على الصراع، لكن الآن وبعد أن صرت مخلوع الحُق، سيتسلم إيل الإدارة وستصبح أنت لا الآمر بل الأمير أي الذي تأتمر بأمر إيل، ولن تعود حياتك تُدار لحسابك بعد اليوم، بل ستُدار لحساب إيل، وهذه هي البركة الحقيقية في الحياة، لذلك يقول "وباركه هناك". وكم أشتاق من كل قلبي أن يدرك كل مؤمن هذه الحقيقة، أنه لن يعرف معنى البركة إلا بعد أن يتنازل عن إدارة حياته ويسلمها لله.

وفي مكان الإفراغ ـ (وهو معنى اسم المكان ـ يبوق) ـ خسر يعقوب شيئاً وربح كل شيء. لقد خسر قدرته إذ أُفرغ منها، وسيصبح من الآن أعرج لا يستطيع السير إلا مستنداً على آخر، هذا ما خسره. إلا أنه ربح كل شيء، إذ أن هذا الآخر الذي سيستند عليه، هو الله نفسه. فيا لعظمة ربحه، نعم، فمَنْ يسير مستنداً على إيل، حتماً سيكون أميراً.

وهناك أشرقت له الشمس. فمَنْ يدير له الله حياته، لن يزعجه ظلام، لن تحجب وجه الله عنه غيوم، نعم، لن تغيب الشمس أبداً عن حياة يديرها الله، ولن تُحرم من الدفء أبداً حياة تستند على الله.
 
قديم 11 - 04 - 2021, 09:44 PM   رقم المشاركة : ( 37602 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,416

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

خليلٌ أم مصارعٌ؟


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


فبقيَ يعقوب وحده،

وصارعه إنسانٌ حتى طلوع الفجر ..

وباركه هناك

( تك 32: 24 - 29)


لقد عاصر يعقوب جدّه إبراهيم 15 عامًا ( تك 21: 5 رو 4: 12 ، 20). وبالتأكيد قد سمع في هذه الفترة عن خُطوات الإيمان في حياة الجد إبراهيم ( تك 18: 18 )، وعن زيارة الرب له، وكيف كان إبراهيم من أصحاب سر الرب «هل أُخفي عن إبراهيم ما أنا فاعلهُ، وإبراهيم يكون أُمة كبيرة وقوية، ويتبَارك بهِ جميع أُمم الأرض؟ لأني عرَفتهُ لكي يُوصي بنيهِ وبيتهُ من بعدهِ أن يحفظوا طريق الرب، ليعملُوا برًا وعدلاً، لكي يأتي الرب لإبراهيم بما تكلَّم بهِ» (تك18: 18، 19).

لقد كانت علاقة الرب بإبراهيم علاقة الخِّل مع خليله، وقد أكد الروح القدس على هذه العلاقة ثلاث مرات ( عب 11: 8 عا 3: 3 عب 11: 6 ). وتلخَّصت حياة إبراهيم في أنه رجل الإيمان منذ أن دعاه الرب وحتى رقاده وهي فترة دامت 100 عامًا (عب11: 8، 13). والرب وجدَ في إبراهيم الخِّل الذي يشاركه أفكاره «هل يسيرُ اثنانِ معًا إن لم يتواعدا؟» (عا3: 3). والإيمان هو النقطة الوحيدة ليلتقي الله مع نفوسنا، وبدون إيمان لا يمكن إرضاؤه (عب11: 6). ومن هذا المُنطلق أُقيمت علاقة الصداقة بين الرب وإبراهيم.

أما عن يعقوب فلم تكن العلاقة علاقة الخليل مع خليله، بل علاقة المصارع مع غريمُه. ونلاحظ أن محبة الرب ليعقوب كانت تمامًا كمحبة الرب لإبراهيم. فمحبة الرب ثابتة لكل المؤمنين، ولكن العلاقة والشركة تختلف من مؤمن إلى آخر. فقد كان يعقوب رجل الصفقات ( تك 25: 31 )، رجل الدهاء وإجادة التمثيل (تك27)، رجل التمييز في معاملته لأُسرته ( تك 33: 1 ، 2). ورغم هذه الصفات، فإن محبة الرب ليعقوب جعلتهُ يدخل مع يعقوب حلبة المصارعة ( تك 32: 24 ).

وفي الحقيقة أن مصارعة الرب ليعقوب بدأت معهُ منذ خروجه من بيت أبيه متجهًا إلى حاران ( تك 28: 10 ). ودامت المصارعة لمدة 20 عامًا، وكانت مخاضة يبوق هى النقطة الفاصلة التي فيها انتصر الطرفان! الشيء الطبيعي لأي مصارعة أن يخرج منها طرف غالب وآخر مهزوم. لكن في حلبة مصارعة يبوق خرج الطرفان منتصران، وهذه هي مصارعة الله؛ لا يخسر فيها أحد. وحقق الرب الانتصار في تفريغ يعقوب من ذاته، وهذا ما تعنيه كلمة “يبوق” “تفريغ أو تجويف”. وحقق يعقوب الانتصار في حصوله على البركة، ورؤية وجه الله، والشمس أشرقت له ( تك 32: 30 ، 31).
 
قديم 11 - 04 - 2021, 09:45 PM   رقم المشاركة : ( 37603 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,416

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


يعقوب في مخاضة يبوق


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


ثُمَّ قَامَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَأَخَذَ امْرَأَتَيْهِ وَجَارِيَتَيْهِ

وَأَوْلاَدَهُ الأَحَدَ عَشَرَ وَعَبَرَ مَخَاضَةَ يَبُّوقَ
( تكوين 32: 22 )


بعد رحلة دامت عشرين عامًا في حاران عند خاله لابان ظهر له الرب في حلم قائلاَ له: «أنا إله بيت إيل حيث مسحتَ عمودًا، حيثُ نذرتَ لي نذرًا. الآن قُم اخرُج من هذه الأرض وارجع إلى أرض ميلادك» ( تك 31: 13 ). ولكي يصل يعقوب إلى بيت إيل كان لا بد أن يعبر مخاضة يبوق، وهذا يتناسب مع بيت إيل لأن كلمة “يبوق” تعني “يُفرِّغ”، وهذا ما تم مع يعقوب في مخاضة يبوق، عندما أجاز كل ما له «أخذهم وأجازهم الوادي، وأجازَ ما كان له. فبقيَ يعقوب وحدَهُ، وصارَعَهُ إنسانٌ حتى طلُوع الفجر» ( تك 32: 23 ، 24). والذي بدأ المصارعة هو الرب وليس يعقوب، واستمرت المصارعة لعدة ساعات. والملاحظ في هذه المصارعة جهاد يعقوب «في البطن قبضَ بِعَقِب أخيهِ، وبقوتهِ جاهدَ مع الله. جاهدَ مع الملاك وغلبَ. بكى واسترحَمَهُ» ( هو 12: 3 ، 4). ونتيجة المصارعة أن الرب “لمس” حُق فخذ يعقوب فانخلع، وبهذه النتيجة وصل الرب إلى الهدف من المصارعة “تفريغ يعقوب من ذاته”. وبعدما ضرب الرب حُق فخذ يعقوب، أراد الرب أن ينهي المصارعة قائلاَ له: «أطلقني، لأنه قد طلعَ الفجر». لكننا نجد دموع يعقوب التي أشار إليها هوشع «بكى واسترحَمَهُ»، فقالَ: «لا أُطلِقكَ إن لم تُباركني». ولقد كانت مخاضة يبوق نقطة تحوُّل في حياة يعقوب، وطلب يعقوب البركة من الرب بدموع، والرب في نعمتهِ أجاب طلب يعقوب «فقال له: ما اسمك؟ فقال: يعقوب. فقال: لا يُدعى اسمُكَ في ما بعد يعقوب بل إسرائيل، لأنكَ جاهدتَ مع الله والناس وقدرت». وسأل يعقوب وقال: «أخبرني باسمك. فقال: لماذا تسأل عن اسمي؟ وباركَهُ هناك» ( تك 32: 27 -29). لقد سأل الرب يعقوب عن اسمه وهو يعرف اسمه، وبهذا أراد من يعقوب أن يقرّ ويعترف “إني أنا المتعقب الذي اعتمدت على ذاتي في كل شيء، وبقلب مُنكسر وروح منسحق أتذلل أمامك وأقول لك يا رب: أنت تعلم كل شيء”.

وفي مخاضة يبوق لا نرى يعقوب بل نرى إسرائيل أي “أمير الله” وما أجمل القول: «وباركَهُ هناك ... وأشرقت له الشمس إذ عبرَ فنوئيل وهو يخمَعُ على فخذهِ» ( تك 32: 31 ).
 
قديم 11 - 04 - 2021, 09:49 PM   رقم المشاركة : ( 37604 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,416

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ما لي وللأصنام


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

فقال يعقوب لبيته ولكل مَن كان معه:

اعزِلوا الآلهة الغريبة التي بينكم وتطهَّروا

وأبدلوا ثيابكم ولنَقُم ونصعد إلى بيت إيل

( تك 35: 2 ، 3)


إن الأصنام هي كل شيء يأتي بيننا وبين الله. كل ما يدخل إلى بيوتنا وحياتنا ويحتل مكانًا في قلوبنا ونتعلق به، سواء كان شيئًا ماديًا أو معنويًا، أو شخصًا صار له مكان أكبر من الرب. بل إن أخطر إله غريب هو الذات التي قلما نفطن لها، فنسعى أن نُرضيها ونلبي رغباتها ونفعل إرادتها على حساب رغبات الرب وإرادته في حياتنا.

إن عزل أو نزع الآلهة الغريبة ليس سهلاً، ويحتاج إلى إماتة ورفض كل ما لا يتفق مع قداسة الله. وهذا مؤلم للجسد الذي فينا.

أمَرَ يعقوب أهل بيته أن يتطهروا، فلا مجال للدنس في بيت إيل. ففي محضر الرب نكتشف بشاعة الخطية ونجاستها. كما أمرهم أن يبدلوا ثيابهم. والثياب تتكلم عن العادات والتصرفات والسلوكيات الظاهرة. لقد استشعر أن ثياب شكيم لا تصلح في بيت إيل، وأن المظهر التقوي وليس العالمي، هو ما يليق ببيت إيل.

كل هذا من الناحية السلبية، لكنه أمرهم إيجابيًا أن يصعدوا معه إلى بيت إيل، ويكون لهم ذات الاهتمام، ويكون لهم علاقة بالمذبح الجديد في بيت إيل. ولقد كان له رجاء في الله الذي استجاب له في يوم ضيقه، ونجَّاه من عيسو، وحفظه في الطريق، أنه سيُزيل السحابة الكثيفة التي خيَّمت عليه في شكيم (تك34).

وكم هو مُسر أن نرى عمل الله في كل العائلة حيث تجاوبوا بسرعة فائقة معه، فأعطوه الآلهة الغريبة التي طلبها، وأعطوه الأقراط التي لم يطلبها، فطمرها يعقوب تحت البُطمة التي عند شكيم ( تك 35: 4 ).

وعندما يأخذ الرب مكانه في القلب، ستأخذ الآلهة الغريبة مكانها في التراب. ومن هنا نتعلم أن ما استُخدم في الشر وجلب الإهانة والعار والتأديب، لا يصلح أن يُستخدم في عمل الله. لذلك يجب أن نبغض حتى الثوب المدنّس من الجسد. ويمكننا أن نرى في البُطمة رمزًا للصليب الذي هو قوة الله للخلاص والتحرير من كل ما ارتبطنا به في الماضي. فبه صُلب العالم لنا ونحن له. تحت البُطمة دُفنت الأصنام. وعند الصليب يُدفن كل ما كان عزيزًا وغاليًا في حياتنا، ليبقى الرب وحده وليس معه شريك في القلب.

 
قديم 11 - 04 - 2021, 09:50 PM   رقم المشاركة : ( 37605 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,416

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

عناية الله وإظهار اسمه


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


فأتى يعقوب إلى ... بيت إيل...

وظهر الله ليعقوب أيضاً...

وقال له الله أنا الله القدير

( تك 35: 6 -11)


التقى الرب بيعقوب وهو هارب من بيت أبيه، وكان اللقاء في بيت إيل (تك28) وكأن الرب يريد أن يقول له إن كانت خطيتك حرمتك من بيت أبيك، فها لك بالنعمة بيت الله. وهناك سمع من فم الرب أروع مواعيد الحماية التي يمكن أن يسمعها إنسان، واستمرت هذه العناية طيلة فترة هروبه وتغربه عند لابان حوالي عشرين سنة. وفي النهاية أراد لابان أن يفعل الشر بيعقوب، أتى الله إليه بنفسه مُحذراً إياه أن يكلم يعقوب بخير أو شر (تك31). وما أروع أن يلاقي يعقوب جيشين من الملائكة عند عودته، وهو خائف من عيسو، وكأن الرب يقول له: لم يخرج أحد للقائك والترحيب بك، هاك الجيوش الملائكية للحماية والاستقبال.

أحبائي ... ماذا نقول لكل هذا؟ هل هناك رعاية وعناية أفضل من هذه؟ لا أعتقد. نعم إن بيت إيل والمصفاة ومحنايم وفنيئيل، كلها أماكن عطرة الذكرى تشهد عن رعاية لا مثيل لها، بمؤمن متعوج نظير يعقوب. لكن الغريب بل كل الغرابة نجدها في تكوين32: 29، حين يشعر يعقوب بغمر العناية، فيتجاسر ويسأل الرب عن اسمه إذ يقول: أخبرني باسمك، فإذ بالرب يرفض له هذا الطلب قائلاً: لماذا تسأل عن اسمي؟

لقد كان يعقوب ـ رغم تمتعه برعاية الرب ـ في وضع لا يصلح معه إعلان الاسم. لقد كان بعيداً عن بيت إيل (بيت الله). وبعيداً عن بيت الله توجد الآلهة الغريبة ( تك 35: 2 ). لذلك فبعد تأديبات مُوجعة، يظهر له الرب في تكوين35، ويقول له "قُم اصعد إلى بيت إيل، وأقم هناك، واصنع هناك مذبحاً لله الذي ظهر لك حين هربت من وجه عيسو أخيك". نعم يأمره بالعودة إلى حيث العمود، حيث مكان الشهادة للرب. وعندئذ ملأت رهبة هذا المكان (بيت إيل ـ تكوين28) قلب يعقوب، فقال لأهله: انزعوا الآلهة الغريبة، وقام هو وبيته وصعدوا إلى هناك وبنى المذبح، وعندئذ ظهر له الرب، وجدد له البركة، وأعاد تسميته ثانية بإسرائيل. لكن أعظم الكل يعلن الله له عن اسمه، حتى دون أن يسأل، قائلاً له: "أنا الله القدير" ( تك 35: 11 ). فلقد أصبحت الحالة مناسبة لإعلان الاسم إذ وُجد في المكان الصحيح ـ بيت إيل أو بيت الله.
 
قديم 11 - 04 - 2021, 09:51 PM   رقم المشاركة : ( 37606 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,416

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

هأنذا جئتُ


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


هأنذا جئت. بدرج الكتاب مكتوب عني:
أن أفعل مشيئتك يا إلهي سُررت،

وشريعتك في وسط أحشائي

( مز 40: 7 ،8)


هذه العبارة الرائعة: "هأنذا جئت" تتضمن إعلاناً عجيباً علينا أن ننتبه له جيداً، إذ أنه جدير منا بكل انتباه. دعنا نخفض الرأس في خشوع لنشهد كيف أن صورة الله غير المنظور أتى إلى العالم في شبه جسد الخطية، وكيف أن السرمدي دخل التاريخ مولوداً من امرأة، وغير المحدود أضحى طفلاً مقمطاً مُضجعاً في مذود، والقدير الذي لا نُدركه، لم يرسل إلينا أحداً من ملائكة قوته، بل أتى بنفسه إلى الأرض باعتباره "عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا" ( مت 1: 23 ). لقد كان مستحيلاً على الإنسان أن يصل إلى الله، لكن لم يكن مستحيلاً على الله أن يتنازل هو ويأتي إلى البشر. لقد أتى من قصور العاج إلى عالم البؤس والشقاء، والساكن في نور لا يُدنى منه أتى إلى مساكن الفقراء، وشمس البِر أشرقت على الجالسين في كورة الموت وظلاله!

وهذه العبارة العظيمة "هأنذا جئت" تحمل في طياتها أربع دلالات هامة:

أولاً: أن المسيح ـ بخلاف البشر ـ كان له وجود سابق، فهو لم يبدأ وجوده بمولده من العذراء ( يو 8: 58 ).

ثانياً: أن المسيح ـ بخلاف البشر ـ كانت له إرادة. فنحن لم يؤخذ رأينا قبل أن نأتي إلى العالم، وبالتالي لا يُقال عنا إننا جئنا بل وُلِدنا، أما المسيح فقد وُلِد وجاء أيضاً ( يو 18: 37 ).

ثالثاً: أنه أتى من مكان محدد. لقد جاء "من عند الآب" ( يو 16: 28 )، بل ومن "حضن الآب" ( يو 1: 18 ). وفي ذلك كان يوسف المُرسل من يعقوب أبيه، من وطاء حبرون، رمزاً له ( تك 37: 13 ،14).

رابعاً: أنه جاء لغرض معيَّن: كما يقول هنا "أن أفعل مشيئتك يا إلهي سُررت!" (ع8).

ونلاحظ أن الرسول في الرسالة إلى العبرانيين عندما اقتبس هذه العبارة الأخيرة قال: "أن أفعل مشيئتك يا الله" ولكنه لم يقتبس كلمة "سُررت"، وهذا دليل آخر على كمال الوحي وعصمته. لأنه في المزمور يتكلم عن المُحرقة الاختيارية التي تُسبب سروراً وفرحاً لله، أما في عبرانيين10 فهو يتحدث عن المسيح كذبيحة الخطية، فلم يكن من المناسب أن يذكر في هذه الذبيحة كلمة "سُررت".
 
قديم 11 - 04 - 2021, 09:54 PM   رقم المشاركة : ( 37607 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,416

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


إرادة الله وإرادة يعقوب


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




فقال إسرائيل ليوسف: أَ ليس إخوتك يرعون عند شكيم؟

تعال فأرسلك إليهم. فقال له: هأنذا ..

فذهب يوسف وراء إخوته فوجدهم في دوثان
( تك 37: 13 - 17)


لقد سمح الرب لأولاد يعقوب أن يقطعوا مسافة أبعد من شكيم التي كانت في ذهن يعقوب، وهي المكان المُحدد لإرسالية يوسف. لقد وصل إخوة يوسف إلى دوثان. وكان ذلك السماح ليأخذ الرب يوسف بعيدًا عن عواطف يعقوب أبيه وإرادته، ويُشعره كم هو ضعيف. كما أن الرب أرسل هذا الرجل الذي وجد يوسف ضالاً في الحقل ليُرشده إلى دوثان البعيدة، لأن في دوثان محطة التفريغ والتجريد، وطريق الاستلام للملء والتعويض. و"دوثان" معنى الاسم "القرار المزدوج"، أو "الصراع بين قرارين أو إرادتين"؛ إرادة الرب وقراره، وإرادة يعقوب وقراره من جهة يوسف. وسنجد نُصرة إرادة الرب وقراره، وفشل إرادة يعقوب وتخطيطاته.

يعقوب أراد أن يلبس يوسف أولاً ثوب الأمير بدل ثوب الراعي البسيط، بينما أراد الرب أن يلبس يوسف أولاً ثوب العبيد ويخلع عنه ثوب الأمير. يعقوب أرسل يوسف لافتقاد إخوته كسفير، بينما أراد الرب أن يكون يوسف أسيرًا. يعقوب أراد أن يوسف يرُّد عن إخوته خبرًا، لكن الرب سمح أن إخوة يوسف يردُّون عن يوسف خبرًا. يعقوب أراد من يوسف أن يفتش ويبحث عن إخوته الضالين، لكن الرب سمح أن يوسف يضل (ع15)، وأن آخر يفتش عنه كمَنْ ضل عن الآخرين.

المحطة الأخيرة في إرسالية يعقوب، هي شكيم، بينما المحطة الأخيرة في إرسالية الرب، هي جاسان. يعقوب حدد خدمة يوسف في أن يتبع إخوته ويسأل عن سلامتهم، لكن الرب حدد خدمة يوسف بأن يسبق إخوته إلى مصر ليكون ضمانًا لحياتهم. يعقوب عمل جاهدًا ليكون ليوسف ملجأ، لكن الرب جرَّد يوسف من يعقوب، ومن ذلك الملجأ.

أمل يعقوب أن يوسف يكون عظيمًا في حبرون، لكن الرب قصد أن يوسف يكون عظيمًا في مصر في قصر فرعون. ولقد تمنى يعقوب أن عظمة يوسف تزيد، والرب أراد على مسرح اتضاع يوسف، أنه هو الذي يزيد. بنى يعقوب فخره على يوسف الإنسان، والرب نزع ذلك الفخر ليكون الفخر في الرب وليس في الإنسان.

في صراع دوثان بين الإرادتين والقرارين، تمّ الانتصار الأول للرب وليس ليعقوب، فيعقوب يتسلَّم قميصًا ممزقًا بدون يوسف، والرب يتسلَّم يوسف مُمزقًا بدون قميص!
 
قديم 11 - 04 - 2021, 09:56 PM   رقم المشاركة : ( 37608 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,416

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


مُعاداة الابن


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




قال لهم رأوبين: لا تسفكوا دمًا.

اطرحوه في هذه البئر التي في البرية ولا تمدوا إليه يدًا،
لكي ينقذه من أيديهم ليرُده إلى أبيه

( تك 37: 22 )


لقد أظهر بر المسيح الكامل مذنوبية الجميع، ولكن، وإن كان الجميع قد أخطأوا، فقد تفاوتت مقاييس المذنوبية، وعلى جميعها سيُحاسب ديان الأرض كلها في الوقت المعين، كل واحد حسب ذنبه، فواحد يُضرب قليلاً والآخر يُضرب كثيرًا.

ونجد في قصة يوسف مثالاً لهذه الدرجات المتفاوتة من الذنب. لقد أذنب جميع إخوته، ولكن ليسوا جميعًا بنفس الدرجة. فرأوبين، مع كونه متقلبًا وفاسدًا أخلاقيًا، كما نستطيع أن نعرف ذلك من تاريخه ( تك 35: 22 تك 37: 26 ، 4)، لم يكن قاسيًا، ومع أنه تشارك مع إخوته في حيلتهم على أبيهم. إلا أن مشاعره الإنسانية لم تكن قد انطفأت في قلبه، لذا حاول أن ينقذ حياة يوسف ويرحم مشاعر أبيه. وكذلك يهوذا، مع كونه مُنساقًا خلف شهوته (تك38)، إلا أن ضميره وخَزه حتى لا يُلقِ على يوسف يدًا (تك37: 26).

هذه التفاوتات نجدها أيضًا في الطريقة التي عامل بها الناس مسيح الله. لقد أذنب الجميع بالحقيقة، لكن اختلفت درجات المذنوبية. فهيرودس، رجل الملذات الوضيع، استهزأ بالرب وسخر منه، ولكنه لم يجد فيه شيئًا يستحق الموت. وبيلاطس يذهب إلى أبعد من ذلك إذ يسلِّم المسيح إلى بُغضة اليهود القاتلة، ولكن لم يكن عنده عداء شخصي له، على الأقل قد حاول محاولة ضعيفة أن ينقذ من الموت ذلك الشخص الذي عرف أنه بريء. ولكن عن اليهود قال بطرس: «يسوع ... أسلمتموه أنتم وأنكرتموه أمام وجه بيلاطس، وهو حاكم بإطلاقه. ولكن أنتم أنكرتم القدوس البار، وطلبتم أن يُوهب لكم رجلٌ قاتل. ورئيس الحياة قتلتموه» (أع3).

وما زال إلى الآن يوجد مُحبو الملذات، الذين لا علاقة لهم بالأمور الدينية مُطلقًا، هم لا يتكلمون كلمة طيبة عن المسيح، ولكنهم أيضًا لا يعارضونه. ولكن يوجد فريق أكثر ذنبًا بالنسبة للمسيح، هم أولئك الذين يعترفون بسموه الأدبي، ومثل بيلاطس لا يجدون فيه عيبًا، ولكنهم لكي يحتفظوا بمراكزهم في العالم، يكبتون اقتناعهم، ويشاركون المُعادين له، الذين لا يدّخرون جهدًا في الهجوم على شخصه المجيد ودوس دمه الكريم. وهناك المُهملين وغير المُبالين، والخائفين وضعاف القلوب، كما يوجد أيضًا مَنْ يناصبون المسيح العداء العلني. ولكن الجميع يشتركون في رفضهم للمسيح.
 
قديم 11 - 04 - 2021, 09:57 PM   رقم المشاركة : ( 37609 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,416

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يَدُ اللهِ المُؤدبة


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


«مَزَّقَ يَعقُوبُ ثِيَابَهُ ...

وناحَ علَى ابنِهِ أَيَّامًا كثِيرَةً ... فأَبَى أَن يَتعَزى»
( تكوين 37: 34 ، 35)


جميل أن نلاحظ انتصارات النعمة الإلهية الواضحة في أيام يعقوب الأخيرة «أَمَّا سَبيلُ الصِّدِّيقينَ فكنورٍ مُشرِقٍ، يَتزايَدُ ويُنيرُ إِلَى النهَارِ الكامِلِ» ( أم 4: 18 )؛ وهو الأمر الظاهر جليًا في حالة هذا البطريرك. ما أضعف إظهارات الحياة الإلهية في حياة يعقوب سواء المبكرة، أو في منتصف عمره؛ فما أكثر سيره بقوة الجسد، حتى إنه يصعب علينا تحديد متى بدأت حياته الروحية بالضبط. لكن كلَّما اقترب من نهاية سياحته الأرضية، يزداد البرهان أنه «إِن كانَ إِنسَانُنا الخارِجُ يَفنى، فالدَّاخِلُ يتجَدَّدُ يَومًا فيَومًا» ( 2كو 4: 16 ). إن أُفول شمس حياة يعقوب يعلن عن انتصارات نعمة الله القديرة، وتأثير التغيير العجيب الذي تُحدثه قدرته في المادة التي تبدو غير واعدة.

وعلينا أن نوجه انتباهنا الآن إلى بعض ثمار الحياة الإلهية في يعقوب. وما الذي يُنشئ هذه الثمار؟ واحدة من الإجابات عن هذا التساؤل نجدها في عبرانيين 12 «يا ابني، لا تحتقِر تأديبَ الرَّبِّ، ولا تَخُرْ إِذَا وبَّخَكَ ... كُلَّ تأديبٍ فِي الحَاضرِ لا يُرى أَنهُ للفرَحِ بل للحَزَنِ. وأَمَّا أَخيرًا فَيُعطي الذينَ يتَدَرَّبُونَ بهِ ثمرَ بِرٍّ للسَّلاَمِ» ( عب 12: 5 ، 6، 11).

ألا تُعطي هذه الأعداد مفتاحًا للمشاهد الختامية في حياة بطريركنا! بأي وضوح يُمكننا تمييز يد الله المُؤدبة عليه؛ لقد تعاقبت الأحداث الأليمة على يعقوب. أولاً: ماتت المُرضعة المُخلِصة دبورة ( تك 35: 8 )، وتبع ذلك تقريبًا مباشرةً موت محبوبته راحيل ( تك 35: 19 ). ثانيًا: نقرأ أن بِكره رأوبين «ذهبَ واضطجَعَ معَ بِلهةَ سُرِّيَّةِ أَبيهِ، وسمعَ إِسرائِيلُ» ( تك 35: 22 )، ثم مات أباه إسحاق ( تك 35: 29 ). مسكين يعقوب! جاءته الأحزان ثقيلة وسريعة، لكن يد التأديب الإلهي كانت مزمعة أن تقع عليه أثقل وأقوى. فها يعقوب يُمَس الآن في مركز مشاعره؛ فيوسف ابنه المحبوب أُخذ منه، وندبه كميت. وكانت بلا شك لطمة قاسية ( تك 37: 34 ، 35).

كيف يُنظر إلى تلك الأحزان والمآسي؟ هل كدلائل على الغضب الإلهي؟ أم كقضاء من الله؟ بالطبع كلا، فالله لا يتعامل هكذا مع خاصته، بل الرب يُؤدب مَن يُحب؛ وحتى الآلام والمآسي هي ضمن عطايا محبته، مُرسلَة عن إخلاص، لبركاتنا ولتدريب قلوبنا، ولفطم مشاعرنا عن الأمور الأرضية، لنُلقي بأنفسنا بالتمام عليه، حتى نتعلَّم اختباريًا كفايته لنا في كل الظروف.

 
قديم 11 - 04 - 2021, 09:58 PM   رقم المشاركة : ( 37610 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,416

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يا مَن تُحبُّه نفسي


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


.. يَا مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي، أَيْنَ تَرْعَى،
أَيْنَ تُرْبِضُ عِنْدَ الظَّهِيرَةِ.

لِمَاذَا أَنَا أَكُونُ كَمُقَنَّعَةٍ عِنْدَ قُطْعَانِ أَصْحَابِكَ؟
( نشيد 1: 7 )


يا نفسي لكِ في هذا العدد الجميل ثلاث روائع تستحق تأملك العميق:

أولاً: مشاعر القلب الحقيقية: إن العروس لا تُناديه هنا: ”يا مَن يجب أن تُحبُّهُ نفسي“، ولا حتى: ”يا مَن تتوق أن تُحبُّهُ نفسي“، لكن: ”يَا مَنْ تُحِبُّهُ نفسي فعلاً“. ففي قلبها يتقد لهيب حب لشخص ربها ومُخلِّصها. إنها تُحبُّهُ لذلك تقول له: ”أخبرني أنا“، و”أخبرني بنفسك“. هذا هو القُرب الحقيقي. فأين في كل هذا الوجود ما يهمها أكثر مِن مخلِّصها، أو مَن تُفضِّله عنه، أو تُحبُّهُ أكثر منه؟

ثانيًا: الرغبة في الانتعاش، وفي التغذي منه مباشرة: إنها لا تُريد الانتعاش سوى منه هو شخصيًا، لذلك لم تذهب إلى الرعاة الذين يهتمون بالجزة أكثر مِن اهتمامهم بالخروف، بل مضت إلى رئيس الرعاة نفسه. صحيح هي دخلت إليه فيما سبق باعتباره الملك (ع4)، لكنها الآن مُنجذبة إليه كالراعي. فهو الملك والراعي كما كان داود قديمًا.

ثالثًا: الاشتياق إلى راحة قطيعه الغالي عند الظهيرة: إن قلبها يتوق إلى راحة قطيعه الغالي عليه عند استعار الحرارة، لينهل مِن بركاته الوفيرة المُتاحة له في الشركة الشخصية، والتغذية الإلهية، والراحة التامة. فبعد أن يتعب الإنسان مِن البحث العقيم عن الراحة والانتعاش بعيدًا عن الله، يعود ليجدهما في المراعي الخضراء، حيث تتدفق مياه حُبِّهُ ونعمته هادئة. وعندما يتذوق بركة الشركة مع الرب، تجذبه ليتعمق فيها، ويحرص ألا يفقدها.

إن الشعور بشك الآخرين في إخلاصك لهو شعور مؤلم. والتعبير ”مُقَنَّعَة“ يوحي لنا بفكرة الشك، التي تجرح كل مُخلِص ذي فكر مستقيم ( تك 38: 15 ). فالناس لا يستطيعون أن يفهموا طريق الشخص السائر مع الرب خارج النُظم البشرية المعروفة؛ فهو يتوق أن يُسِر الله حتى ولو نفَر منه الجميع. ومثل هذا عُرضة لأن يُساء فهمه مِن السائرين في الطريق المطروق، مثله مثل ”حنَّة“ التي كانت تُصلي بحرارة، ومع ذلك فإن عالي – كاهن الله نفسه – لم يفهمها! لكن الله كان يعلم دوافع قلبها.

لذلك حينما كانت العروس نفسها تُعاني بداخلها مِن اتهام الآخرين لها، أتى الحبيب ليُناديها: «ايتُّها الجميلة بين النساء ... اخرُجي على آثار الغنم، وارعي جداءك عند مساكن الرُّعاة» (ع8).


 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:37 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025