منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11 - 04 - 2021, 09:30 PM   رقم المشاركة : ( 37591 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,499

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يعقوب في يبوق


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


ثم قام في تلك الليلة وأخذ امرأتيه وجاريتيه وأولاده الأحد عشر

وعَبَر مخاضة يبوق ... فبقيَ يعقوب وحده،
وصارعه إنسان حتى طلوع الفجر

( تك 32: 22 - 24)


إن الرب إلهنا حكيم القلب، يرسم طريقنا من جديد، ويقودنا إلى حيث يريد، وعندما تتراكم في حياتنا أشياء غير نقية ويرتفع منسوب الذات والعناد فينا، لا بد أن يأخذنا الرب لمحطة التفريغ والتجريد، قبل أن يرحل بنا لمرحلة أفضل من الشركة الأعمق معه.

إن الوصول إلى شركة أعمق مع الرب، يلزمها أولاً إزالة الشوائب (اليعقوبية) من حياتنا، وما أكثرها عندنا، إن كان في أمور الزمان أو الأمور الروحية. تلك اليعقوبية التي تظهر عن طريق الدهاء والخبث والذكاء الإنساني. لا تنسَ أن اليعقوبية تستطيع أن تقوم بدور عيسو لأخذ البركة، وتستطيع أن تُقشّر وتُقشِّط قضبانًا من اللُبنى واللوز والدُلب، وتوقفها في مساقي الماء، لتحصل على غنم أكثر ( تك 30: 32 -43)، وغيرها من تلك الأساليب التي إن لم تتغير وتُعزل من حياتنا، فلا بد أن الرب يُجيزنا مَخَاضة يبوق أو معبر التفريغ، حيث هناك لا تسمح السلطات الإلهية بإدخال ما لا يتفق مع قوانينها وترتيبها. فلا تتذمر أخي المؤمن، إن كنت الآن تجتاز مثل هذا التفريغ، فهذا لخيرك. وإليك سبعة أمور غيَّرها الرب في يعقوب عند مخاضة يبوق:

(1) دخل الاختبار في ليلة مُظلمة، وبعد الاختبار أشرقت له الشمس (المفاهيم تغيرت).

(2) دخل الاختبار بإحساس الوحدة أو عاملاً لوحده، لكن في الاختبار صارعه إنسان (التلامس مع الرب).

(3) أراد يعقوب أن يرى وجه عيسو، لكن في الاختبار رأى وجه الله (بدل رضى الإنسان، رضى الرب).

(4) اسم المكان كان يبوق، أصبح اسمه فنوئيل (بدل التفريغ، التعويض).

(5) تغيير اسم يعقوب إلى إسرائيل (الرب يدير الحياة).

(6) دخل منتصرًا على الرب بعناده، وخرج منتصرًا ببكائه (الاتضاع).

(7) لم يَعُد بنو إسرائيل آكلين عِرق النسا (عدم الاعتماد على قوة الجسد).

لقد عاد اختبار يبوق بفوائد كثيرة على يعقوب، وكان معبرًا مهمًا للوصول إلى القمة وعُمق الشركة. وهكذا يعمل الرب معنا.
 
قديم 11 - 04 - 2021, 09:32 PM   رقم المشاركة : ( 37592 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,499

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أمانة راعينا


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


يدعو خرافه الخاصة بأسماء ويُخرجها.

ومتى أخرج خرافه الخاصة يذهب أمامها،

والخراف تتبعه، لأنها تعرف صوته

( يو 10: 3 ، 4)


في سفر التكوين نجد قصة أخوين توأمين كان أحدهما صيادًا والآخر راعيًا، هما: عيسو ويعقوب. والصياد يجد لذته في آلام فريسته، فلا يهمه ما يحدث للحيوان الذي يطارده، طالما أنه يظفر به ويزهو بهذا الانتصار. أما الراعي فليس كذلك، إذ هو يتحمَّل كل تضحية في سبيل العناية بغنمه، فهو يبحث عن الضال ويسترد المطرود ويُجبر الكسير ويعصب الجريح ( حز 34: 16 ). وهو يكرِّس نفسه لغنمه حتى ولو كان في النهار يأكله الحر وفي الليل الجليد، ويطير نومه من عينيه ( تك 31: 40 ).

وفي يوحنا10 أول ما يفعله الراعي هو أنه «يدعو خرافه الخاصة بأسماء». إننا لا نجد هنا صوتًا عامًا يدعو الجميع، بل صوت الراعي شخصيًا يدعو واحدًا من خرافه الخاصة باسمه. ولا بد أن يصل الصوت إلى قلب الخروف ويأتي بإجابة شخصية، ثم برابطة أبدية. ودعوة الراعي تُخرج الخروف من دائرة حياته القديمة ولا تُدخله إلى حظيرة مُسيَّجة فيما بعد، بل تأتي به إلى الراعي نفسه. وماذا يحدث للذين يسمعون صوته ويتبعونه منفصلين عن أوساطهم الأدبية الأولى؟ ماذا لهم إزاء المشاكل التي يواجهونها؟ هناك جواب واحد وهو أنه «يذهب أمامها». ويا للتعزية! ويا للمعونة! «يذهب أمامها» إذًا فلا هم ولا اهتمام، بل ثقة بسيطة، وهو الذي يفتح الطريق ويحمي من الأخطار، ويرعى رعاية أمينة إلى النهاية.

ولكن في الحال يأتي الخطر الأول: «صوت الغرباء» (ع5). فيقول: لماذا تتبعون الرب يسوع، إنكم بذلك تخسرون كل ما يمكن أن تقدمه لكم الحياة؟ وآخرون يحاولون أن يزرعوا الشكوك في العقل أو في القلب ـ شكوك من جهة شخصه، أو من جهة كلمته، أو من جهة طريق الإيمان. فماذا تفعل الخراف؟ ”تهرب منهم“ إنها لا تناقش الغرباء، بل تهرب منهم وتتكل على الراعي.

ولكن الراعي لا يُخرج الخراف فقط, ولكنه يُدخلها أيضًا (ع7- 9). يُدخلها إلى دائرة جديدة هو نفسه بابها. وهناك تجد الخلاص، والحرية، والمرعى والحياة، والحياة الأفضل. هناك طعام للنفس كل يوم، وهناك مراحم جديدة كل صباح. وكلما عرفته النفس أكثر، تمتعت بالحياة الأفضل.
 
قديم 11 - 04 - 2021, 09:36 PM   رقم المشاركة : ( 37593 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,499

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

صموئيل: من سنة إلى سنة


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


كان هذا الرجل يصعد من مدينته من سنة إلى سنة

ليسجد ويذبح لرب الجنود في شيلوه

( 1صم 1: 3 )


في تاريخ صموئيل نجد ثلاث مناسبات ذُكر فيها التعبير "من سنة إلى سنة". الأولى بالارتباط مع السجود ( 1صم 1: 3 ) والثانية بالارتباط بالنمو ( 1صم 2: 19 ) والثالثة بالارتباط بالخدمة ( 1صم 7: 15 -17).

(1) من سنة إلى سنة: يصعد ليسجد. فرغم الشرور التي انتشرت، ليس في الشعب فقط بل حتى في الكهنوت، كان ألقانه يصعد من مدينته من سنة إلى سنة ليسجد ويذبح لرب الجنود في شيلوه حيث كان هناك التابوت، الذي يمثّل مجد حضور يهوه في وسطهم، وهذا يمثّل الأمانة الفردية والبيتية في زمن الخراب. والأمانة تظهر في التقدير لبيت الله ولأهمية السجود.

(2) من سنة إلى سنة: جُبة جديدة. كانت حنة تعمل جُبة صغيرة لصموئيل وتُصعدها من سنة إلى سنة. وكانت تتوقع نمواً طبيعياً تأخذه في الاعتبار وهى تعمل له هذه الجُبة. وكم كان فرحها عظيماً وهى تراه ينمو في القامة والحكمة والنعمة من سنة إلى سنة. "أما الصبي صموئيل فتزايد نمواً وصلاحاً لدى الرب والناس أيضاً" ( 1صم 2: 26 ). كان يكبر في علاقته بالله وله شهادة حسنة من الناس "وكبر صموئيل ..." ( 1صم 3: 19 ). والسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل نحن ننمو في علاقتنا بالرب، في المعرفة والشركة والتكريس والخدمة من سنة إلى سنة.

(3) من سنة إلى سنة: دورة مجيدة. كان صموئيل يذهب من سنة إلى سنة ويدور في بيت إيل والجلجال والمصفاة ويقضي لإسرائيل في جميع هذه المواضع. كان يبدأ من "بيت إيل" التي تتكلم عن محضر الله والشركة معه. ومن الأقداس تبدأ الخدمة الناجحة. وكل خادم حقيقي يقدِّر قداسة بيت الله وخطورة التعامل مع إله قدوس. وفي "الجلجال" ختن يشوع الشعب. وهو يتكلم روحياً عن الحكم على الذات وإدانة الجسد. أما "المصفاة" فهى تعني المراقبة ( تك 31: 49 ) وكل خادم يجب أن يعرف هذه الحقيقة أن الله يراقب الدوافع والتحركات والتصرفات والتيهان وكل شيء، إنه يرى في الخفاء ويجازي علانية. وأخيراً كان رجوع صموئيل إلى "الرامه" التي تعني المرتفعة، حيث الخلوات في المرتفعات، في جو السماويات، بعيداً عن العالم بمشغولياته.

يا ليت هذه الدروس تتعمق وتتأصل في كياننا من سنة إلى سنة حتى تنتهي الغربة بمجيء الحبيب.

 
قديم 11 - 04 - 2021, 09:36 PM   رقم المشاركة : ( 37594 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,499

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 11 - 04 - 2021, 09:37 PM   رقم المشاركة : ( 37595 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,499

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

باركَهُ هناك


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


«فَبَقِيَ يَعْقُوبُ وَحْدَهُ.
وَصَارَعَهُ إِنْسَانٌ حَتَّى طُلُوعِ الْفَجْرِ»

( تكوين 32: 24 )


تمامًا كما نحتاج نحن بين الحين والآخر إلى أن ننفرد بذواتنا، كذلك هيأ الرب الظروف ليعقوب ليختلي بنفسه ( تك 32: 24 ). في هذا الوقت صارعه إنسانٌ حتى طلوع الفجر. ولا شك أن هذا الإنسان كان هو الله في صورة إنسانية، مما تطلب معجزة غير عادية. وبالتأكيد كان بإمكان الرب أن يُخضِع يعقوب في الحال، إلا أن المصارعة امتدت لساعات.

لقد كان المقصود من هذه الحادثة درسًا ذا مغزى ليعقوب ولنا، إذ كان الله يُصارع يعقوب من قبل على مدى حياته، لكنه لم يستسلم، بل ظل يُجاهد ضد معاملات الله معه. فكيف كان له أن يتعلَّم الدرس جيدًا إذًا؟ لقد كان تخطيطه، ثم صلاته، ثم عودته إلى تخطيطه مرة أخرى، من مقومات شخصيته السابقة التي تثق في نفسها، أكثر من ثقتها في الله ( تك 32: 3 -21). فقلما انتبه وهو يُصارع أن هذه المصارعة كانت ضد الله.

وأخيرًا، لما استمر يعقوب في الصراع، ضرب الرب حق فخذه بكل بساطة، فخلعه (ع25). لقد كان بوسعه أن يعمل هذا من قبل لكنه أراد أن يُعطي يعقوب فرصة ليستسلم فيها دون اللجوء إلى العنف. وأحيانًا نحتاج نحن إلى بعض الشدة قبل أن نتعلَّم أن نُخضِع ذواتنا لله.

لم يَعُد يعقوب بعد ذلك كفؤًا للمصارعة، لكنه عندئذٍ تعلَّق تمامًا بالرب الذي قال له: «أَطْلِقْنِي لأَنَّهُ قَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ» (ع26). وكان بإمكان الرب أن يذهب عنه في الحال، لكنه أعطاه الفرصة حتى يقول له ما قاله: «لاَ أُطْلِقُكَ إِنْ لَمْ تُبَارِكْنِي» (ع26). وعلى الأقل كان إيمان يعقوب وقتئذٍ صادقًا، رغم كونه ضعيفًا. لقد علم أنه محتاج إلى بركة الرب رغم أنه لم يتصرف طبقًا لعلمه. فصارت له البركة على أساس اعتماده المثشبث بالرب، وليس على أساس مصارعته.
 
قديم 11 - 04 - 2021, 09:38 PM   رقم المشاركة : ( 37596 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,499

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

صراع نصف الليل


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


وقال يعقوب يا إله أبي إبراهيم ...
صغير أنا عن جميع ألطافك وجميع الأمانة التي صنعت إلى عبدك...

نجني.. لأني خائف.. وأنت قد قلت إني أحسن إليك

( تك 32: 9 -12)


في تلك الصلاة نجد علامات كثيرة تدل على سلامة نفس يعقوب وقوته، فإنها من بعض النواحي يليق بأن تكون نموذجاً لنفوسنا عندما تُصهر في بوتقة الآلام.

فهو قد بدأ الصلاة بترديد وعد الله مرتين "أنت قد قلت" ( تك 32: 9 ،12)، إذاً فقد كان مُمسكاً بالله. إن الله بمواعيده يضع نفسه في متناولنا، وعندما نستطيع أن نقول له "أنت قد قلت" لا يمكن أن يقول "كلا"، بل لا بد وأن يعمل كما قال. إذاً في الصلاة تأكد من أنك تستند على أحد مواعيد الله، إذ بذلك تجد باب السماء مفتوحاً وقوة الله في متناول يدك.

وبعد ذلك تقدَّم إلى الاعتراف "صغير أنا عن جميع ألطافك ...." (أنا دون أن أستحق جميع ما صنعت إلى عبدك من المراحم). لقد استعرض بمخيلته خداعه لأبيه الشيخ، وتصرفه نحو عيسو، حِيَله الكثيرة التي ارتكبها مع لابان مدة السنوات الطويلة. لقد انكشف أمامه خداع قلبه ونجاسة حياته في لحظة بكل وضوح، والضمير استيقظ من سُباته الطويل الذي استغرق فيه فساد طبيعته، ووقف مُحاجاً ومحتجاً ومشتكياً. وإذ مَثَلَ أمامه الماضي بكل ما فيه من نقائص وشرور، ألم يكن هناك ما يبرر اعترافه "صغير أنا" (أنا دون أن أستحق)؟

ومن ثمَّ تقدم لطلب النجاة "نجني من يد أخي من يد عيسو". لقد كان مُحقاً بطبيعة الحال أن يصلي هكذا. ولكنني لست أظن أنها صلاة من القلب لأنه لم يكد يتمها حتى عاد إلى الخطة التي كان منشغلاً بتدبيرها قبل أن يلجأ إلى الصلاة. لقد كان يدبر خطة لاستعطاف عيسو. ولا أستطيع بطبيعة الحال أن أقول كلمة واحدة ضد تدبير الخطط إن اتضح لنا تماماً أن هذه هي طريقة نجاتنا. ولكن أخشى ما أخشاه هو أن يحل تدبير الخطط محل انتظار الله بكل اتكال وبساطة حتى تصعد السحابة وتسير أمامنا وترشدنا إلى الطريق وسط الصحاري والقفار.

كلنا نميل أن نصلي كما صلّى يعقوب، ثم نحاول بعد ذلك تدبير الخطط لنجاتنا. لا شك أن الموقف الصحيح هو أن نصمت وننتظر الله ـ بعد الصلاة ـ لكي يتم خطته هو ويرشدنا إلى الطرق التي لم نكن نحلم بها من قبل.
 
قديم 11 - 04 - 2021, 09:39 PM   رقم المشاركة : ( 37597 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,499

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجهاً لوجه .. مع الله !


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


ونحن جميعاً ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف كما في مرآه،

نتغير إلى تلك الصورة عينها من مجد إلى مجد كما من الرب الروح
( 2كو 3: 18 )


ما أروع المكوث في حضرة الله! بل وما أجمل أن نراه الآن بالإيمان ( عب 2: 9 )، وغداً بالعيان! إن أسمى امتياز للمؤمن مُنح له على مبدأ النعمة، هو التمتع بإشراقة مجد الله "في وجه يسوع المسيح"، والوجود الدائم في شركة معه .. هنا تكمن كل ينابيع الحياة المسيحية الممتلئة والفائضة.

والوجود في حضرة الله ولقائه وجهاً لوجه، امتياز مجيد، وتلذذ فريد. وهو ضرورة لا غنى عنها لحياة مسيحية قوية ومُثمرة، وخدمة روحية بنّاءة ومؤثرة. وعن أحاديث الشركة المتبادلة في مثل هذه الفرص، صلى يوحنا سابا قائلاً: يارب .. طوبى لمن نسيَ حديث العالم بحديثه معك، فمنك تكتمل كل حاجته: أنت هو بيته ومسكن راحته، بنورك يرى الخفيات. وعن ضرورة ذلك كتب يوحنا داربي: يجب أن تكون النفس قريبة من الرب أكثر من أي شخص آخر. وجهاً لوجه مع الله! يا للامتياز! ويا للبركات!

ولكن كيف ـ عملياً ـ نرى الله وجهاً لوجه؟ قديماً رأى يعقوب الله وجهاً لوجه في فنيئيل (أي وجه الله) ( تك 32: 22 ـ32). لكن الطريق إلى فنيئيل فيه كسر للإرادة الذاتية، وإفراغ من القوة الطبيعية، كشرط لنوال القوة الإلهية، والتمتع بالرؤيا السماوية!

واسم المكان نفسه تغيَّر كدلالة على أن الإفراغ من الذات (يبوق وتعني إفراغ) ياتي من قِبَل وجه الله (فنيئيل). كما أن اسم "يعقوب" نفسه تغيَّر! فيعقوب المتعقب لرغباته، الحريص على إتمامها بحكمته ودهائه، بعد أن صارعه إنسان حتى طلوع الفجر وقد خلع حق فخذه؛ تحوَّل إلى "إسرائيل" أي الأمير الذي يأمره الله ويدير حياته؛ دلالة على التنازل عن إدارة الحياة وتسليمها بالكامل لله. وهنا تكمن قيمة الحياة. وجميل أن تشرق له الشمس هناك بعد أن كانت قد غابت منذ تكوين28: 11. فحيث طاعة صوت الرب، وكسر الإرادة الذاتية، وحيث الإرادة الخاضعة لله، يأتي نور الشمس ودفئها. حسناً قال واحد: لن تغيب الشمس أبداً عن حياة يديرها الله، ولن تُحرم من الدفء أبداً حياة تستند عليه، إذ نرى يعقوب بعد ذلك يرفض أن يُطلقه ما لم يباركه.

هنا .. وهنا فقط يمكننا أن نتمتع عملياً برؤية الله وجهاً لوجه!
 
قديم 11 - 04 - 2021, 09:40 PM   رقم المشاركة : ( 37598 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,499

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ليلة مصارعة


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


فبقيَ يعقوب وحده،

وصارعه إنسانٌ حتى طلوع الفجر ..

وباركه هناك

( تك 32: 24 - 29)


يا لها من ليلة .. ليلة المصارعة هذه! لقد ظن البعض أنها صورة تشبيهية للجاجة والمثابرة التي يجب أن تتوفر لدينا عند الصلاة. ولكن الكتاب لا يقول إن يعقوب هو الذي كان يصارع، بل «صارعه إنسان حتى طلوع الفجر». وهذا الإنسان الذي لا يُذكر اسمه، صارع يعقوب طول الليل حتى طلوع الفجر. لقد كان يعقوب مصممًا على المقاومة، ولكن الله أيضًا صمم على أن يكسر عناد يعقوب واعتماده على قدرته الشخصية وذلك لكي يباركه.

أيها القارئ العزيز: هل أمضيت ليلة مع الله؟ .. إنها لحظة البركة عندما تنفرد النفس مع الله. ويعقوب هنا بقي وحده واقترب منه الله بقصد بركته «وصارعه إنسانٌ حتى طلوع الفجر». أيها الصديق: هل يتعامل الله معك؟ هل يصارعك؟ هل يضع يده عليك بالمرض أو بالظروف غير الموفقة؟ إن لدى الله طرقًا عديدة يستخدمها ليجذب الإنسان إليه. فإذا كان الله يتعامل معك، لا تقاومه، فإن مصيرك الأبدي يتوقف على خضوعك لله.

لقد صارع ذلك الإنسان يعقوب حتى طلوع النهار، لقد صبر طويلاً على يعقوب الذي كان يقاومه. لقد كان غرض الله هو أن يكسر إرادة يعقوب ويُخضعه لكي يصبح الله مُتكله. وكان يعقوب بقوته يقاوم الرب. وأخيرًا عندما بزغ الفجر ... «ولما رأى أنه لا يقدر عليه، ضرب حق فخذه» ـ ضربه في ذات مركز قوته «فانخلع حق فخذ يعقوب في مصارعته معه. وقال: اطلقني لأنه قد طلع الفجر». ولكن يعقوب قال له: «لا أطلقك إن لم تباركني». كأن يعقوب يقول له: لا يمكن أن أطلقك الآن وأنا لا أستطيع أن أسند نفسي بعد أن ضاعت قوتي. فأنا ضعيف أعرج، ولا أستطيع أن أستغني عنك. لقد تعلَّم يعقوب درس التمسك بالله والاعتماد عليه للبركة. ويا له من درس ثمين! عندئذ غيَّر الرب اسم يعقوب (المراوغ) وأعطاه اسمًا جديدًا. إن اسمنا المشترك بحسب الطبيعة "خطاة"، ولكن الإنجيل يقول لي: لا يُدعى اسمك في ما بعد "خاطئًا"، لقد فقدت عنادك واسمك القديم، وأصبحت مؤمنًا لتنال كل بركة على أساس عمل المسيح الفادي. إن تغيير الاسم في الكتاب المقدس دائمًا يعلمنا هذه الحقيقة، أن الشخص الذي يتغير اسمه، يخضع دائمًا لمن غيَّر له اسمه ويتبعه.
 
قديم 11 - 04 - 2021, 09:41 PM   رقم المشاركة : ( 37599 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,499

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ليلة مصارعة


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


فبقيَ يعقوب وحده،

وصارعه إنسانٌ حتى طلوع الفجر ..

وباركه هناك

( تك 32: 24 - 29)


يا لها من ليلة .. ليلة المصارعة هذه! لقد ظن البعض أنها صورة تشبيهية للجاجة والمُثابرة التي يجب أن تتوفـر لدينا عند الصلاة، ولكن الكتاب لا يقول إن يعقوب هو الذي كان يُصارع، بل «صَارَعَهُ إِنْسَانٌ». وهذا الإنسان الذي لا يُذكـر اسمه، يقينًا هو الرب الذي صارَع يعقوب طول الليل حتى طلوع الفجر. لقد كان يعقوب مُصمِّمًا على المقاومة، ولكن الرب أيضًا صمَّم على أن يكسر عناد يعقوب واعتماده على قدرته الشخصية، وذلك لكي يُباركه.

أيها القارئ العزيز: هل يتعامل الرب معك؟ هل يُصارعـك؟ هل يضع يده بالمرض أو بالظروف غير المُوفقة؟ إن لدى الرب طرقًا عديدة يستخدمهـا ليجذب الإنسان إليه. فإذا كان يتعامل معك لا ترفض ولا تُقاومه، فإن مصيرك الأبدي، وحتى نجاحك الزمني، يتوقف على خضوعك لله.

لقد صارَع ذلك الإنسان يعقوب حتى طلوع النهار، وصَبِرَ طويلاً عليه لأنه كان يُقاومه. وكان غرض الرب هو أن يكسر إرادة يعقوب ويُخضعه لكي يصبح الله مُتكَّله. وكان يعقوب بقوته يُقاوم الرب. وأخيرًا عندما بزغ الفجر «وَلَمَّا رَأَى أنَّهُ لاَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ، ضَرَبَ حُقَّ فَخذِهِ» - ضربه في ذات مركز قوته - «فَانْخَلَعَ حُقُّ فَخْذِ يَعْقُوبَ». وقال الرب: «أَطْلِقْنِي لأَنَّهُ قَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ». ولكن يعقوب قال له بالدموع: «لاَ أُطْلِقُكَ إِنْ لَمْ تُبَارِكْنِي». كأنه يقول: ”لقد ضاعَت قوتي .. أنا الآن ضعيف ولا أستطيع أن أستغني عنك .. أنا في حاجة شديدة إليك“.

لقد تعلَّم يعقوب درس التمسُّك بالله والاعتماد عليه للبركة. ويا له من درس ثمين! عندئذٍ غيَّر الرب اسم يعقوب (المراوغ)، وأعطاه اسمًا جديدًا. إن تغيير الاسم في الكتاب دائمًا يعني أن الشخص الذي يتغيَّر اسمه، يخضع دائمًا لمَن غيَّر له اسمه، ويتبعه. وقال الله ليعقوب: «لاَ يُدعَى اسمُكَ فِي مَا بَعدُ يَعْقُوبَ بَل إِسرَائِيلَ». لقدد نالَ اسمًـا جديدًا ومكانًا جديدًا أمام الله الذي كسر إرادته، فتعلَّق به، فباركَـهُ.

وهناك غيَّر يعقوب اسم المكان الذي تقابَل فيه مع الرب إلى ”فَنِيئِيلَ“ التي تعني ”وجه الله“، بدلاً من ”يَبُّوقَ“ التي تعني ”إفراغ“. وهناك «أَشْرَقَتْ لَهُ الشَّمْسُ إِذ عَبَرَ فَنُوئِيلَ وَهُوَ يَخْمَعُ عَلَى فَخْذِهِ»، وكانت بداية جديدة مُشـرقة في حياته، ومن ذلك الوقت بدأ مسَاره الروحي يستقيم، رغم أنه ظل يعرج طوال حياته الباقية.
 
قديم 11 - 04 - 2021, 09:42 PM   رقم المشاركة : ( 37600 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,499

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

رِجلا يعقوب



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


ولما فرغ يعقوب من توصية بنيه، ضمَّ رجليه إلى السرير،
وأسلمَ الروح وانضم إلى قومه
( تك 49: 33 )


أول لقاء بيعقوب على صفحات الوحي هو عند ولادته، حيث خرج ويده قابضة بعقب عيسو في محاولة منه أن يكون سابقًا لأخيه ( تك 25: 24 - 26)، وهي رغبة نابعة من الطبيعة الموروثة المتصفة بالكبرياء والذاتية. إن الكبرياء والذات أكثر ما يبغضه الرب، فهو «لا يُسرّ بقوة الخيل، لا يرضى بساقي الرجل» ( مز 147: 10 ). وها هو موسى يقول للشعب: «لا تخافوا. قفوا وانظروا خلاص الرب الذي يصنعه لكم اليوم» ( خر 14: 13 )، أي لا تستخدموا أرجلكم. وكان شاول الطرسوسي قبلاً ـ في كبريائه وعناده ـ كمَن يرفس (برجليه) مناخِس ( أع 9: 5 )، ولكنه فيما بعد اختبر كفاية قوة الرب في ضعفه فقال: «لذلك أُسرُّ بالضعفات ... لأني حينما أنا ضعيف فحينئذٍ أنا قوي» ( 2كو 12: 10 ).

ودعونا ـ أيها الأحباء ـ نستعرض ثلاثة فصول تكلِّمنا عن رجلي يعقوب:

( تك 28: 11 «رفع يعقوب رجليه وذهب إلى أرض بني المشرق»، وهنا نرى استناده على قوته الشخصية، وكم جلبت له من متاعب لمدة 20 سنة كان طابعها عدم السلوك في النور، وهو ما عبَّرت عنه العبارة الواردة في بداية رحلته إلى فدان أرام «وصادف مكانًا وباتَ ..لأن الشمس كانت قد غابت» (تك28: 11).

( تك 32: 31 - 32 في طريق عودته وعبوره مخاضة يبوق، صارعه الله، وخلع حق فخذه، فصار يمشي وهو يَخمَع على فخذه، أي أنه فقد قوة رجليه. وفي ذلك الوقت جاءت العبارة «وأشرقت له الشمس» (تك32: 31). وهنا نرى إفراغ يعقوب من قوته الشخصية وإرادته الذاتية، واستناده على الرب.

( أم 4: 18 «ولما فرغ يعقوب من توصية بنيه ضمَّ رجليه إلى السرير». وهنا وصل يعقوب إلى النهار الكامل ( لو 20: 38 )، حيث البصيرة الروحية في القمة، فتنبأ لأولاده بما يُصيبهم في الأيام الأخيرة، ثم «أسلم الروح وانضم إلى قومه» حيث النهار الأبدي، إذ هو وآبائه الجميع عند الله أحياء في نور محضره الأبدي (لو20: 38).

ويمكننا القول إن يعقوب في تكوين29 كان يحسب نفسه شيئًا، وفي تكوين32 عرف بالاختبار أنه لا شيء، فتعلَّق بالرب قائلاً: «لا أُطلقك إن لم تباركني» ( تك 32: 26 )، أما في تكوين49 فقد أقرّ بضم رجليه أن الله هو كل شيء.
 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:02 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025