منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10 - 04 - 2021, 11:03 PM   رقم المشاركة : ( 37581 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


شفاء المفلوج



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



ضمن معجزات الرب في كفر ناحوم وتخومها (التي تقع شمال غرب بحر أو بحيرة طبرية - بحر الجليل أو بحيرة جنِّيسارت)، كانت معجزة(1) شفاء المفلوج(2)، حيث عَبَر الرب وتلاميذه بالسفينة إلى كفر ناحوم ودخل واحداً من البيوت التي اعتادهـا لكي يُعلِّم ويكرز ويشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب (مت 4: 23؛ 9: 35)، ربما بيت بطرس وأندراوس (مت 8: 14؛ مر 1: 29) أو بيت متَّى(3).
في اقتضاب يذكر الكتاب المعجزة: مفلوج (أشلَّ) عاجز عن الحركة يَحُول بينه وبين الطبيب الشافي الجموع الكثيرة التي تزحمه فضلاً عن عجزه؛ هكذا سعى أصدقاؤه الأربعة (مر 2: 3) الذين حملوه على فراش (مت 9: 2)، ولكنهم تواجهوا مع الكثيرين مِمَّن جاءوا لسماع كلمة الله ومعهم طالبو الشفاء «حتى لم يَعُد يسع ولا ما حول الباب» (مر 2: 2). ولأنهم وضعوا في قلوبهم ألاَّ يعودوا خائبين، فلم يهزمهم الزحام، وتفتَّق ذهنهم على أن يصعدوا إلى سطح البيت حيث أزاحوا الآجر (وهو نوع من الطوب الآحمر) (لو 5: 19)، فانكشفت فتحة كانت كافية لأن يُنزِلوا مريضهم على فراشه من خلالها ليصير في الوسط قدَّام يسوع.

يقول الكتاب مباشرة: «فلما رأى يسوع إيمانهم قال للمفلوج: ثق يا بُنيَّ. مغفورة لك خطاياك» (مت 9: 2). وبينما انتظر المفلوج وأصحابه الشفاء، صدمت كلمات الرب الكتبة والفرِّيسيين المتربصين الذين قالوا (في أنفسهم – في قلوبهم) احتجاجاً: «لماذا يتكلَّم هذا هكذا بتجاديف. مَن يقدر أن يغفر الخطايا إلاَّ الله وحده» (مر 2: 7؛ لو 5: 21). ولكن فاحص القلوب والكُلَى (مز 7: 9) عَلِمَ أفكارهم، وأجاب قائلاً: «لماذا تُفكِّرون بالشر في قلوبكم؟ أيُّما أيسر، أن يُقال: مغفورة لك خطاياك، أم أن يُقال: قُمْ وامشِ؟ ولكن (قلتُ هذا) لكي تعلموا أن لابن الإنسان سلطاناً على الأرض أن يغفر الخطايا» (مت 9: 6؛ مر 2: 10؛ لو 5: 24). «حينئذ قال للمفلوج: قُمْ احمل فراشك واذهب إلى بيتك!». وعلى الفور قام المفلوج وحمل فراشه ومضى إلى بيته. فأخذت الجميع حيرة ومجَّدوا الله قائلين: «ما رأينا مثل هذا قط» (مت 9: 6-8؛ مر 2: 11؛ لو 5: 24-26).
والمعجزة - على تفاصيلها القصيرة - تكشف لنا عن كيف يتعامل الله مع مشاكلنا، وما ينبغي أن يكون عليه توجُّه صاحب المشكلة أو مَن يطلب من أجله، وعن المصدر الحقيقي للمشاكل والمصاعب التي يواجهها الإنسان.
أولاً: من ناحية الله:
1. فالله يعرف مَن يأتي إليه وما هي قضيته؟

فالمسيح كان جالساً يُعلِّم وحوله الجموع. وفجأة ينزل أمامه على فراش مفلوج يُدلِّيه من السقف أربعة رجال. ولكن الرب لم يُفاجَأ ولم يُبْدِ اندهاشاً لِمَا يجري، ولم يستفسر عن شيء، لأنه كان يعرف المريض والمرض، ولأنه أدرك صدق إيمانهم المنحصر في قدرته على الشفاء والإصرار على الوصول إليه. وهكذا استجاب، فأجرى المعجزة.
وقد كان الرب نائماً في قاع السفينة، وهي تتأرجح بين الأمواج والرياح، وما أن استنجد به تلاميذه حتى «قام وانتهر الرياح والبحر، فصار هدوء عظيم»، ولام تلاميذه على تخوُّفهم رغم أنه كان في وسطهم (مت 8: 23-26؛ مر 4: 35-39؛ لو 8: 23-27).
2. والله قادر على الحل:

فالمفلوج العاجز عن الحركة وربما الكلام، نال الشفاء على الفور. والرب يقول عن نفسه: «غير المستطاع عند الناس مستطاع عند الله» (لو 18: 27)، ومكتوب أنه: «القادر على كل شيء» (رؤ 1: 8؛ 4: 8؛ 11: 17؛ 15: 3؛ 16: 7؛ 19: 6).
ورغم كثرة الواقفين بباب الرب، إلاَّ أنه مهتمٌّ بكل واحد وقادر أن يسد أعواز الكل. وهو شَعَرَ بالمرأة نازفة الدم التي كانت قد تألَّمت من أطباء كثيرين وأنفقت كل ما عندها ولم تنتفع شيئاً، بل صارت إلى حالٍ أردأ، ولكنها اختطفت شفاءً كاملاً بلمسة واحدة لهُدب ثوب المسيح (مر 5: 19-22؛ لو 8: 43-48). ومكتوب أيضاً أنهم: «أحضروا إليه جميع المرضى وطلبوا إليه أن يلمسوا هُدْب ثوبه فقط. فجميع الذين لمسوه نالوا الشفاء» (مت 14: 36،35؛ مر 5: 26؛ لو 8: 43).
3. والله يستجيب لمَن يدعوه:

والرب لما «رأى إيمانهم» (أي إيمان أصدقاء المفلوج) تحنَّن ووهب المفلوج الشفاء الذي تاق إليه طويلاً. والصحة الكاملة عادت إليه حتى أنه بعد أن دخل محمولاً، خرج حاملاً فراشه!
وهو يُنادينا: «ادْعُني في يوم الضيق، أنقذك فتُمجِّدني» (مز 50: 15)، «تعالوا إليَّ يا جميع المتعبين والثَّقيلي الأحمال وأنـا أُريحكم» (مت 11: 28)، «اسألوا تُعطَوْا. اطلبوا تجدوا. اقرعوا يُفتح لكم» (مت 7: 7؛ لو 11: 9). وهو واقف مستعد ليفيض بحنانه على المحتاجين المتوسِّلين إليه: «إنْ سمع أحد صوتي وفتح الباب، أدخل إليه وأتعشَّى معه وهو معي» (رؤ 3: 20).
4. والله يُعطي بسخاء:

وهو يجول يصنع خيراً (أع 10: 38) لكل محتاج حتى بغير طلب. فالكتاب يُسجِّل كثيراً تحنُّن الرب على الجموع، وكان يراهم كغنم هائمة لا راعي لها (مت 9: 36؛ مر 6: 34)؛ كما اهتمَّ بالآلاف الذين بقوا معه ثلاثة أيام يتابعون تعاليمه وقد نفد طعامهم وقال عنهم: «إني أشفق على الجمع... ولستُ أريد أن أصرفهم صائمين لئلا يُخَوِّروا في الطريق» (مت 15: 32)، وهو كثَّر لهم الخبز والسمك حتى «أكل الجميع وشبعوا» (مت 15: 37)؛ وهو أوقف جنازة وحيد الأرملة «فلما رآها الرب تحنَّن عليها، وقال لها: لا تبكي»، وتقدَّم ولمس النعش وأقام الشاب ودفعه إلى أُمِّه (لو 7: 11-15)؛ وهو لما رأى حماة بطرس مطروحة ومحمومة لمس يدها وأقامها بغير طلب (مت 18: 15،14؛ مر 1: 31،30؛ لو 4: 39،38)؛ بل إن المسيح هو الذي اتَّجه إلى مريض بركة بيت حِسْدا وسأله إذا كان يريد أن يبرأ، فلما عبَّر الرجل عن يأسه وسوء طالعه، بادره يسوع أنْ «قُم احمل سريرك وامشِ. فحالاً برئ الإنسان» (يو 5: 6-9). كما أنه كان أحياناً يهب شفاءً جماعياً للمرضى بغير تمييز (مت 8: 16؛ 14: 14). فهو يُعطي الجميع بسخاء ولا يُعيِّر (يع 1: 5)، وخيراته يُنعِم بها على الجميع: «فإنه يُشرق شمسه على الأشرار والصالحين، ويُمطر على الأبرار والظالمين» (مت 5: 45). وهو في ذلك لا يُميِّز بين مؤمنيه وغيرهم، فهـو مُحب لكل خليقته، وهـو تحنَّن على الكنعانية وشفى ابنتها (مت 15: 21؛ مر 7: 24-30)، وشفى البُرص العشرة وضمنهم سامري غريب الجنس (لو 17: 11-19).
ثانياً: عن خدمة المرضى،

والتوسُّل لأجلهم:
يُسجِّل الكتاب أن المفلوج قُدِّم للرب مصحوباً بإيمان أصدقائه، من هنا فإنَّ الرب عندما «رأى إيمانهم»، غفر للمفلوج خطاياه، وأقامه صحيحاً معافًى. وإذا كان هناك مَن يقول: "تكلَّم حتى أراك"، أي أنَّ كلماتك تُقدِّمك للناس وتكشف عن شخصيتك؛ فهكذا يمكن القول إنَّ موقفنا وقت التجربة يعكس حقيقة إيماننا: هل هو ثابت صادق أصيل تُلهبه الضيقة، أو هو ادِّعاء كاذب ينهار من ضربة واحدة.

+ فشفاء المفلوج كتتويج لمسعى وإيمان أصحابه، يُقدِّم مثالاً صريحاً لقيمة خدمة وشفاعة الآخرين وإيمانهم وتوسُّلاتهم وصلاتهم(4). فصاحب المشكلة أو التجربة قد لا يكون واعياً أصلاً أو ضعيفاً غير قادر على الطلب، فيتقدَّم عنه آخرون بإيمانهم، والله يستجيب. بل إنَّ الرب أقام موتى استجابةً لتوسُّل أهلهم أو دموعهم: كابنة يايرس (مت 9: 18-26؛ مر 5: 21-43؛ لو 8: 41-56)، وابن الأرملة (لو 7: 11-15)، ولعازر أخي مريم ومرثا (يو 11: 33،21،3).
+ من هذا المنطلق فإنَّ الكنيسة، آباءً وخداماً وشعباً، تُصلِّي من أجل المرضى والمتألِّمين والمتضايقين (كما صلَّت بلجاجة من أجل بطرس الرسول، فخرج من سجنه: أع 12: 3-10). والكتاب يحثُّنا أن «احملوا بعضكم أثقال بعض» (غل 6: 2)، «صلُّوا بعضكم لأجل بعض لكي تُشفَوْا» (يع 5: 16)، وأيضاً أن يُصلِّي الشعب من أجل الآباء والخدَّام: «مُصلِّين في ذلك لأجلنا نحن أيضاً ليفتح الرب لنا باباً للكلام» (كو 4: 2)، «أيها الإخوة صلُّوا لأجلنا» (1تس 5: 25).
+ ما أنبل خدمة المرضى وكل مَن هم في ضيقة، وهي التي تعكس غِنَى المحبة المسيحية في أشرق صورها. وكما أنَّ المسيح هو الطبيب الشافي الذي يُنهِض الإنسان صحيحاً من مذلَّة المرض وأوجاعه؛ كذلك فالمؤمنون بالمسيح يسيرون على نهجه طاعةً لوصيته: «كنتُ مريضاً فزرتموني» (مت 25: 36)، يخدمون المرضى، ويتابعون علاجهم، ويحتملون معهم وطأة المرض ونفاد الصبر، ويجتهدون في التخفيف عنهم وتعزيتهم وتشجيعهم ورفع معنوياتهم وتسليتهم، والصلاة من أجلهم، وإحاطتهم بكل ألوان الرعاية بغير تذمُّر أو تململ، وهي خدمة تقود أصحابها لوراثة الملكوت (مت 25: 34).
وطوبى لكل طبيب أو جرَّاح أو ممرض – رغم التعوُّد على التعامُل مع المرضى والمرض – وهو يُقدِّم قائمة الدواء أو يُجري الجراحة أو يتابع الحالة، يُرفق بها الرحمة والبسمة والمساندة والأناة، ولهم هذا الوعد: «طوبى للرحماء لأنهم يُرحمون» (مت 5: 7).
ثالثاً: عن الإيمان وضرورته:
الإيمان ضرورة للتمتُّع بتدخُّل الله في تجاربنا، سواء كان إيمان المُجرَّب أو مَن يطلب من أجله. وهكذا كان الرب يسأل: «أتريد أن تبرأ؟» (لمريض بركة بيت حسدا - يو 5: 6)، «أتؤمن بابن الله؟» (للمولود أعمى - يو 9: 35)، «أتؤمنان أني أقدر أن أفعل هذا؟» (للأعميين في كفر ناحوم – مت 9: 28). والقديس بولس صادف في لسترة رجلاً مُقعداً من بطن أُمه «وإذ رأى أنَّ له إيماناً ليُشفَى، قال بصوت عظيم: قُمْ على رجليك منتصباً. فوثب وصار يمشي» (أع 14: 8-10).
وعلى المؤمن ألاَّ يفقد رجاءه إن تأخرت الاستجابة أو ظهرت العقبات، بل عليه أن يُواصل الطلب واثقاً بغير ملل. فرئيس المجمع الذي جاء يطلب من أجل ابنته يأتيه - وهو يُكلِّم الرب - مَن يُخبره بوفاة وحيدته وألاَّ يُتعب المعلم، فيكون ردُّ الرب: «لا تخف. آمن فقط، فهي تُشفَى» (لو 8: 50،49). والأعميان في أريحا، اللذان سمعا أن الرب يسوع مجتاز، صرخا - ليجتذبا انتباه الرب - طالبَيْن الشفاء، ولما انتهرهما الجمع «فكانا يصرخان أكثر»، وبمثابرتهما نالا الشفاء وما هو أكثر، فقد نَعِمَا بتبعية الرب (مت 20: 29-34؛ مر 10: 46-52؛ لو 18: 35-43).
على أنه مِن صِدْق الإيمان أيضاً أن نخضع لمشيئة الله: «لتكن لا إرادتي بل إرادتك» (لو 22: 42)، واثقين «أن كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله» (رو 8: 28)، وراضين باختيار الله: فقد تكون إجابته بالرفض، ويكون الله قد استجاب بالفعل ولكنه قال لا.
رابعاً: عن المشكلة أو التجربة:
الرب وضع يده على سرِّ الشقاء الإنساني عندما بادر المفلوج بالقول: «يا بُنيَّ مغفورة لك خطاياك» (مت 9: 2؛ مر 2: 5؛ لو 5: 20) قبل أن يهبه الشفاء(5). فالخطية هي التي فصمت علاقة الإنسان بالله، فاقتحم حياته الاضطراب والنقص في علاقته بنفسه والآخرين وبالكائنات من حوله. والكتاب يؤكِّد أنَّ «كل أحد يُجرَّب إذا انجذب وانخدع من شهوته. ثم الشهوة إذا حبلت تلد خطية، والخطية إذا كملت تُنتج موتاً» (يع 1: 15،14). والقديس يعقوب يُشير أيضاً إلى علاقة المرض بالخطية عندما يقول: «وصلاة الإيمان تشفي المريض، والرب يُقيمه، وإن كان قد فعل خطية تُغفر له» (يع 5: 15).
فمحبة الذات وشهوة الجسد وشهوة العيون وتعظُّم المعيشة والطمع والكراهية ومجافاة الله، هي الطريق الأكيد للتعاسة وسيطرة الخوف؛ وهكذا ينزلق الإنسان إلى التجربة، مما ينعكس بالتالي على الجسد وأداء وظائفه وانهيار مناعته واجتياح الأمراض له.
والرب جاء لعلاج الإنسان مما أصابه وشفائه جسداً ونفساً وروحاً: «لا يحتاج الأصحَّاء إلى طبيب، بل المرضى. لم آتِ لأدعو أبراراً، بل خطاةً إلى التوبة» (مت 9: 13؛ مر 2: 17؛ لو 5: 32،31). وبالنسبة للمؤمن، فالتجربة تكون قد حقَّقت غرضها، إذا انتهت على أيِّ حال، بالتمسُّك بالله أكثر، وبفحص الحياة الداخلية، ومراجعة النفس، وتجديد التوبة.

وقد تكون تجربة المرض الثقيل على وجه أخص، إيذاناً بالانطلاق من هذا العالم، ويقتضي الإيمان هنا التسليم، بل والترحيب بها كحافز إلهي للاستعداد والتهيُّؤ للقاء الرب. وهكذا «تكون تزكية إيمانكم، وهي أثمن من الذهب الفاني مع أنه يُمتحن بالنار، توجد للمدح والكرامة والمجد عند استعلان يسوع المسيح» (1بط 1: 7،6).
ويا لفرح البشرية التي أذلَّتها الخطية، وصرعتها الأهواء، وأصابتها بالأمراض والأوجاع والآلام؛ فقد جاء مخلِّصها الذي يقول: «لأني لم آتِ لأدين العالم، بل لأخلِّص العالم» (يو 12: 47)، «لأن ابن الإنسان قد جاء لكي يطلب ويُخلِّص ما قد هلك» (مت 18: 11؛ لو 19: 10).
وها هو القديس بولس يقول مبتهجاً: «صادقة هي الكلمة ومستحقة كل قبول: أنَّ المسيح يسوع قد جاء إلى العالم ليُخلِّص الخطاة الذين أولهم أنا» (1تي 1: 15). والقديس يوحنا يكتب مؤكِّداً على رجاء كل الخطاة في المسيح يسوع: «وإن أخطأ أحدٌ فلنا شفيعٌ عند الآب، يسوع المسيح البارُّ. وهو كفَّارة لخطايانا. ليس لخطايانا فقط، بل لخطايا كل العالم أيضاً» (1يو 2: 2،1).

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 10 - 04 - 2021, 11:06 PM   رقم المشاركة : ( 37582 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أحد المخلع من الصوم الكبير


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






في اورشليم عند باب الضان بركة يقال لها بالعبرانية «بيت حسدا» لها خمسة اروقة. في هذه كان مضطجعا جمهور كثير من مرضى وعمي وعرج وعسم، يتوقعون تحريك الماء. لان ملاكا كان ينزل احيانا في البركة ويحرك الماء. فمن نزل اولا بعد تحريك الماء كان يبرا من اي مرض اعتراه. وكان هناك انسان به مرض منذ ثمان وثلاثين سنة. هذا راه يسوع مضطجعا، وعلم ان له زمانا كثيرا، فقال له: «اتريد ان تبرا؟» اجابه المريض:«يا سيد، ليس لي انسان يلقيني في البركة متى تحرك الماء. بل بينما انا ات، ينزل قدامي اخر». قال له يسوع:«قم. احمل سريرك وامش». فحالا برئ الانسان وحمل سريره ومشى. وقال له:«ها انت قد برئت، فلا تخطئ ايضا، لئلا يكون لك اشر»(يوظ¥: ظ،-ظ،ظ¨)
يا رب استمع صلاتي وليدخل اليك صراخي. لا تحجب وجهك عني في يوم ضيقي.امل الي اذنك في يوم ادعوك.استجب لي سريعا.. اما انت يا رب فالى الدهر جالس وذكرك الى دور فدور.(مز ظ،ظ*ظ¢: ظ،-ظ¢، ظ،ظ¢)
قال لهم يسوع: «اما قراتم قط في الكتب: الحجر الذي رفضه البناؤون هو قد صار راس الزاوية. من قبل الرب كان هذا وهو عجيب في اعيننا؟ لذلك اقول لكم: ان ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لامة تعمل اثماره. ومن سقط على هذا الحجر يترضض ومن سقط هو عليه يسحقه». (مت ظ¢ظ،: ظ£ظ£-ظ¤ظ¦)
امتلات الارض من رحمة الرب. بكلمة الرب صنعت السموات وبنسمة فيه كل جنودها. (مز ظ£ظ£: ظ¥-ظ¦)
ثم نسألكم ايها الاخوة من جهة مجيء ربنا يسوع المسيح واجتماعنا اليه،ان لا تتزعزعوا سريعا عن ذهنكم، ولا ترتاعوا، لا بروح ولا بكلمة ولا برسالة كانها منا: اي ان يوم المسيح قد حضر. لا يخدعنكم احد على طريقة ما، لانه لا ياتي ان لم يات الارتداد اولا، ويستعلن انسان الخطية، ابن الهلاك، المقاوم والمرتفع على كل ما يدعى الها او معبودا، حتى انه يجلس في هيكل الله كاله، مظهرا نفسه انه اله. اما تذكرون اني وانا بعد عندكم، كنت اقول لكم هذا؟ والان تعلمون ما يحجز حتى يستعلن في وقته. لان سر الاثم الان يعمل فقط، الى ان يرفع من الوسط الذي يحجز الان، وحينئذ سيستعلن الاثيم، الذي الرب يبيده بنفخة فمه، ويبطله بظهور مجيئه. الذي مجيئه بعمل الشيطان، بكل قوة، وبايات وعجائب كاذبة، وبكل خديعة الاثم، في الهالكين، لانهم لم يقبلوا محبة الحق حتى يخلصوا. ولاجل هذا سيرسل اليهم الله عمل الضلال، حتى يصدقوا الكذب، لكي يدان جميع الذين لم يصدقوا الحق، بل سروا بالاثم. واما نحن فينبغي لنا ان نشكر الله كل حين لاجلكم ايها الاخوة المحبوبون من الرب، ان الله اختاركم من البدء للخلاص، بتقديس الروح وتصديق الحق. الامر الذي دعاكم اليه بانجيلنا، لاقتناء مجد ربنا يسوع المسيح. فاثبتوا اذا ايها الاخوة وتمسكوا بالتعاليم التي تعلمتموها، سواء كان بالكلام ام برسالتنا. وربنا نفسه يسوع المسيح، والله ابونا الذي احبنا واعطانا عزاء ابديا ورجاء صالحا بالنعمة، يعزي قلوبكم ويثبتكم في كل كلام وعمل صالح.(ظ¢تسظ¢: ظ،-ظ،ظ§)
هذه اكتبها الان اليكم رسالة ثانية ايها الاحباء، فيهما انهض بالتذكرة ذهنكم النقي، لتذكروا الاقوال التي قالها سابقا الانبياء القديسون، ووصيتنا نحن الرسل، وصية الرب والمخلص. عالمين هذا اولا: انه سياتي في اخر الايام قوم مستهزئون، سالكين بحسب شهوات انفسهم، وقائلين: «اين هو موعد مجيئه؟ لانه من حين رقد الاباء كل شيء باق هكذا من بدء الخليقة». لان هذا يخفى عليهم بارادتهم: ان السماوات كانت منذ القديم، والارض بكلمة الله قائمة من الماء وبالماء، اللواتي بهن العالم الكائن حينئذ فاض عليه الماء فهلك. واما السماوات والارض الكائنة الان، فهي مخزونة بتلك الكلمة عينها، محفوظة للنار الى يوم الدين وهلاك الناس الفجار. ولكن لا يخف عليكم هذا الشيء الواحد ايها الاحباء: ان يوما واحدا عند الرب كالف سنة، والف سنة كيوم واحد. لا يتباطا الرب عن وعده كما يحسب قوم التباطؤ، لكنه يتانى علينا، وهو لا يشاء ان يهلك اناس، بل ان يقبل الجميع الى التوبة. ولكن سياتي كلص في الليل، يوم الرب، الذي فيه تزول السماوات بضجيج، وتنحل العناصر محترقة، وتحترق الارض والمصنوعات التي فيها. فبما ان هذه كلها تنحل، اي اناس يجب ان تكونوا انتم في سيرة مقدسة وتقوى؟ منتظرين وطالبين سرعة مجيء يوم الرب، الذي به تنحل السماوات ملتهبة، والعناصر محترقة تذوب. ولكننا بحسب وعده ننتظر سماوات جديدة، وارضا جديدة، يسكن فيها البر. لذلك ايها الاحباء، اذ انتم منتظرون هذه، اجتهدوا لتوجدوا عنده بلا دنس ولا عيب، في سلام. واحسبوا اناة ربنا خلاصا، كما كتب اليكم اخونا الحبيب بولس ايضا بحسب الحكمة المعطاة له، كما في الرسائل كلها ايضا، متكلما فيها عن هذه الامور، التي فيها اشياء عسرة الفهم، يحرفها غير العلماء وغير الثابتين، كباقي الكتب ايضا، لهلاك انفسهم. فانتم ايها الاحباء، اذ قد سبقتم فعرفتم، احترسوا من ان تنقادوا بضلال الاردياء، فتسقطوا من ثباتكم. ولكن انموا في النعمة وفي معرفة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح. له المجد الان والى يوم الدهر. امين.(ظ¢بطظ£: ظ،-ظ،ظ¨)
 
قديم 10 - 04 - 2021, 11:08 PM   رقم المشاركة : ( 37583 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

احد شفاء المخلع مرقس
(2 /1-12)
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

في الآحَادِ الَّتِي سَبَقَت وَفِي الأَحَدِ الَّذِي َيَلِي، نَرَى يَسُوع يَشفِي الأَبرَص وَالمَنَزُوفَة وَالأَعمَى بِفِعلِ إِيمَانِهِم الشَّخصِي وَبِعَلاقَة شَخصِيَّة فَردِيَّة. فَهُم بِمَفرَدِهِم وَبمُبَادَرَة شَخصِيَّة وَمِن حَاجَتِهِم أَتَوا إِلَى يَسُوع وَنَالُوا الشِّفَاءَ وَعَادُوا إِلَى الحَيَاةِ الطَّبِيعِيَّة.

وَلكِن فِي هَذَا الأَحَد، أَحَدِ المُخَلَّع، نَرَى يَسُوعَ يَشفِي المُخَلَّعَ لَيسَ لإِيمَانِهِ هُوَ !!

وَلَكِن لإِيمَانِ الأَشخَاصِ الأَربَعَةِ الَّذِينَ حَملُوهُ وَتَحَدُّوا الصُّعُوبات،

فَنَبَشُوا السَّقفَ، فَمَا كَانَ مَن يَسُوعَ الَّذِي رَأَى إِيمَانَهُم أَن قَالَ لِلمُخَلَّعِ مَغفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ مُعِيداً لِهَذَا المُخَلَّع الصِّحَّةَ الرُّوحِيَّةَ

وَبعدَهَا وَتَأْكِيداً عَلَى الشِّفَاءِ الرُّوحِي الَّذِي لا يُرَى، قَالَ لِلمُخَلَّع "قُمِ احمِل سَرِيرَكَ وَامْشِ" لِكَي يَرَى المُشَكِّكُونَ الصِّحَّةَ الرُّوحِيَّةَ بِصِحَّةِ الجَسَد (أَلَسنَا نَقُولُ العَقل السَّلِيمُ فِي الجِسمِ السَّلِيم) وَفِي هَذَا رَمزٌ وَدَعوَة.

فِي الرَّمزِ، يِرمُزُ الأَشخَاصُ الأَربَعَة إِلَى الكَنِيسَة الَّتِي تَحمِلُ المَرِيضَ (نَفساً وَجَسَداً) إِلَى يَسُوع لِيُعِيدَ إِلَيهِ الحَيَاةَ السَّوِيَّة.

فَهَل نَحمِلُ هَؤُلاء الأَشخَاص إِلَى يَسُوع أَقَلَّهُ فِي صَلاتِنَا أَم نَتَحَامل علَيهِم بِكَلامِنَا وَالتَّهَكُّمِ عَلَيهِم فَنَصِلَ بِهِم إِلَى اليَأْسِ وَفُقدَانِ الأَمَلِ بِالشِّفَاء !فَنَخسَرَهُم كَأَعضَاء أَحيَاء بَينَنا وَنَجعلهم أَعضَاءَ مَوتَى فِي عَالَمِ الأَحيَاء.!







إنّها دعوةٌ لأن نحمل بعضنا بعضاً كما فعل الأربعة مع المخلّع، فإن سُدَّت كلّ طرقات العالم ستبقى وسائل وطرق كثيرة للوصول إلى الربّ!

ونحن نرى كم هناك من الجموع التي تمنعنا من الدخول من الباب بحجج مختلفة، تارة متطلبات الحياة وطوراً ثقافات جديدة أو عدم وجود الوقت! أمورٌ كثيرة تفتّر الايمان وتقعده في الزاوية ونعيش واقفين مكاننا وسط الجموع التي تقطع الطريق كما حاولت الجموع منع أعمى أريحا من الصراخ وكنا رأيناها كيف حاولت منع النازفة من لمس طرف رداء المعلم.

"وبَعْدَ أَيَّامٍ عَادَ يَسُوعُ إِلى كَفَرْنَاحُوم. وسَمِعَ النَّاسُ أَنَّهُ في البَيْت.

فتَجَمَّعَ عَدَدٌ كَبيرٌ مِنْهُم حَتَّى غَصَّ بِهِمِ المَكَان، ولَمْ يَبْقَ مَوْضِعٌ لأَحَدٍ ولا عِنْدَ البَاب. وكانَ يُخَاطِبُهُم بِكَلِمَةِ الله".

يحدد القديس مرقس ان معجزة شفاء المفلوج قد تمت في مدينة كفرناحوم التي تعني "كفر التعزية أو النياح".

فحينما نلتقي مع السيد المسيح - أينما وجدنا - ندخل معه إلى مدينته الروحية "كفرناحوم الروحية"، فيكون لنا الموضع للنياح الحقيقي والراحة الداخلية. وجوده يهب نياحًا حتى وإن أُلقينا مع الفتية في أتون النار، أو مع دانيال في جب الأسود، أو مع يونان في وسط المياه. هو واهب الراحة الحقيقية! لقاؤنا مع السيد يجعل من نفوسنا كفرناحوم، وحرماننا منه يجعلنا منها "كفر العذاب".

"وللوقت اجتمع كثيرون حتى لم يسع ولا ما حول الباب، فكان يخاطبهم بالكلمة. وجاءوا إليه مقدمين مفلوجًا يحمله أربعة. إذ لم يقدروا أن يقتربوا إليه من أجل الجمع، كشفوا السقف حيث كان وبعدما نقبوه دلوا السرير الذي كان المفلوج مضجعًا عليه. فلما رأى يسوع إيمانهم قال للمفلوج: يا بني مغفورة لك خطاياك" [2-5].

و من هذا النص نلاحظ الآتي :

أولاً: يقدم لنا الإنجيلي مرقس السيد المسيح صاحب السلطان الذي متى حلّ في بيت امتلأ من الجماهير وفاض،

حتى لم يستطع ما حول الباب الخارجي أن يسع هذه الجماهير القادمة، لا لتتملقه أو تنتظر مكسبًا أدبيًا أو اجتماعيًا أو ماديًا، إنما تترقب الكلمة الخارجة من فيه لتشبع أعماقهم، وتشفي جراحاتهم الداخلية.

هذا هو المسيا خادم البشرية بكلمة محبته وخدمته غير المنقطعة!

لعل هذا البيت أيضًا يشير إلى القلب الذي يدخله السيد ليملك على عرشه الداخلي، ويقيم مملكته فيه كوعده "ملكوت الله داخلكم" (لو 17: 21).

متى حلّ السيد في القلب اجتمعت كل طاقات الإنسان وقواه الروحية والنفسية والجسدية وأحاطت به كجماهير بلا حصر، فلا يعيش القلب بعد في فراغ ولا في تشتيت بل يتركز حول مخلصه بكل الإمكانيات.

عندئذ يرفع الإنجيليون الأربعة الفكر إلى السماوات كما إلى السطح ليتنقي وينضبط في الرب ويُحصر فيه ويكون أمامه.

والعجيب أن الذهن ينزل من السطح بالتواضع إلى حيث السيد المسيح الذي من أجلنا اتضع، فلا يكون نموه الروحي عله الكبرياء أو تشامخ أو تبرير ذاتي بل علة لقاء مع المسيح المتواضع

يقول القديس يوحنا سابا: [تسربل يا أخي بالتواضع كل حين فإنه يُلبس نفسك المسيح معطيه]

ثانيًا: إن كان الرجال قد قدموا بالإيمان المريض فشفاه السيد بإيمانهم فيرى البعض أن المفلوج نفسه أيضًا كان له إيمانه الذي عبر عنه بقبول حمله وتدليته من السقف وإن كان إيمانًا خافتًا وضعيفًا.

على أي الأحوال هؤلاء الرجال الأربعة يشيرون إلى الكنيسة كلها كهنة (3 رتب: الأسقفية، القسيسية، الشموسية) وشعبًا، إذ يلتزم أن يعمل الكل معًا بروح واحد في اتزانٍ، لكي يقدموا كل نفس مصابة بالفالج للسيد المسيح.

يتحدث القديس أمبروسيوس عن هؤلاء الرجال الأربعة، قائلاً: [ينبغي أن يكون لكل مريض شفعاء يطلبون عنه لينال الشفاء، فبشفاعتهم تتقوى عظام حياتنا اللينة ويستقيم اعوجاج أعمالنا بدواء كلمة الحياة. ليوجد إذن مرشدون للنفوس يترفقون بروح الإنسان التي قيدتها ضعفات الجسد.

فالكهنة يشكلون الروح، يعرفون كيف ترتفع وكيف تتواضع لتقف أمام يسوع، إذ "نظر إلى تواضع أمته" (لو 1: 48)، ينظر إلى المتواضعين

ثالثًا: مدح القديس يوحنا الذهبي الفم هؤلاء الرجال، قائلاً: [وضعوا المريض أمام المسيح ولم ينطقوا بشيء بل تركوا كل شيء له]

ما أجمل أن تكون صلواتنا عرضًا أمام الله باشتياق حقيقي أن يتمم إرادته فينا

رابعًا: ما هو السقف المكشوف الذي قدم خلاله الرجال الأربعة المفلوج إلا البصيرة الروحية المفتوحة أو الإدراك الروحي.

حينما ينزع السقف الطيني أو المادي ينفتح القلب على الله وينعم بالمحبة معه

خامسًا: إذ رآه السيد المسيح قال له: "يا بني".

يا للعجب، الكهنة يستنكفون من لمس المفلوج، والخالق يدعوه ابنا له!

هذه هي أبوة الله للبشرية، يشتاق أن يرد كل نفس ساقطة بالبنوة إليه بشركة أمجاد أبيها السماوي!

سادسًا: كان يليق بالكتبة أن يفرحوا إذ رأوا المفلوج ينعم بغفران خطاياه وشفاء نفسه، لكنهم إذ كانوا متقوقعين حول ذواتهم رأوا في كلمات السيد تجديفًا وهروبًا من شفاء الجسد، فقالوا: "لماذا يتكلم هذا هكذا بتجاديف؟ من يقدر أن يغفر خطايا إلا الله وحده"؟ [7].

لم يأخذ السيد موقفًا مضادًا منهم، إنما في محبته اللانهائية أراد أيضًا أن يشفي نفوسهم مع نفس المفلوج فأوضح لهم أمرين،

الأولأنه عارف الأفكار، إذ قال لهم: "لماذا تفكرون بهذا في قلوبكم"؟ [8].

لعلهم يدركون أن الذي يفحص القلوب ويعرف الأفكار (إر 7: 10؛ مز 33: 15) قادر على غفران الخطايا.

أما الأمر الثاني فهو تصحيح مفاهيمهم، إذ حسبوا أن شفاء الجسد أصعب من شفاء النفس، لهذا أوضح لهم أنه يشفي الجسد المنظور لكي يتأكدوا من شفائه للنفس وغفرانه للخطايا وهو الأمر الأصعب.

على أي الأحوال يقول القديس يوحنا الذهبي الفم [لقد أربكهم بنفس كلماتهم، فكأنه يقول: لقد اعترفتم أن غفران الخطايا خاص بالله وحده، إذن لم تعد شخصيتي موضع تساؤل]

لقد أكد لهم "ولكن لكي تعلموا أن لابن الإنسان سلطان على الأرض أن يغفر الخطايا، قال للمفلوج: لك أقول قم، واحمل سريرك، واذهب إلى بيتك" [10-11].

سابعًا: إن كان قد أمره بحمل سريره ليُعلن أن الشفاء حقيقة واقعة ملموسة، وليؤكد أنه الله الذي يغفر خطايانا، إنما لنقوم معه ونحيا بقوة قيامته، نمارس وصيته ونتمم إرادته بالعمل الإيجابي، حاملين سريرنا إلى بيتنا الذي تركناه أي كنيستنا أو فردوسنا المفقود

يرى القديس أغسطينوس في هذا السرير رمزًا لضعفات الجسد. ففي خطايانا كنا محمولين بشهوات الجسد وضعفاته، مربوطة نفوسنا ومقيدة عن الحركة،

لكننا إذ نحمل قوة الحياة الجديدة تحمل النفس الجسد بكل أحاسيسه وطاقاته لتقوده هي بالروح لحساب مملكة الله وتدخل به إلى بيتها، أي الحياة المقدسة.

هكذا لا يعود الجسد ثقلاً يحطم النفس، بل يكون معينًا يتجاوب معها تحت قيادة الروح القدس.

وكما يقول القديس يوحنا سابا يصير كنيسة مقدسة للرب: [من يذبح ذاته كل يوم بأتعاب المشيئة من أجل معرفة المسيح يكون جسده كنيسة محسوسة، والشعب الذي بداخلها هو مجمع الفضائل... العقل الذي استحق نظر الثالوث القدوس يكون كنيسة معقولة، والشعب الذي بداخلها هو جمع الملائكة]

ثامنًا: يقول الإنجيلي: فقام للوقت وحمل السرير وخرج قدام الكل حتى بُهت الجميع، ومجدوا الله، قائلين: ما رأينا مثل هذا قط" [12].

شفاء المفلوج كان بركة للمريض نفسه الذي تمتع بغفران خطاياه كما بصحة جسده، وفرصة لكي يتحدث الرب مع الكتبة معلنًا لهم أنه المسيّا، وأيضًا للجماهير التي بهتت، قائلة: "ما رأينا مثل هذا قط".

يرى الأب ثيؤفلاكتيوس أن هذه الجماهير تشير إلى أفكارنا التي تتمتع برؤية روحية سليمة ونقاوة عند غفران خطايانا، فتقف مبهورة أمام السيد المسيح واهب الشفاء.

حقًا أن النفس التي أصيبت بالفالج إذ تسمع صوت طبيبها السماوي وتنعم بعمله فيها وتتذوق رؤيته تبهر به ولا تطيق الحرمان منه.

وكما يقول القديس يوحنا سابا: [من رآه ثم احتمل ألا يراه؟ من سمع صوته واحتمل أن يعيش بدون سماع صوته؟ من استنشق رائحته ولم يجيء حالاً ليتنعم به؟

آمــــيـــــــــــن
 
قديم 10 - 04 - 2021, 11:10 PM   رقم المشاركة : ( 37584 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

معجزة شفاء المفلوج


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة








إنجيل هذا الصباح المبارك يحكي معجزة ربما نكون كلنا نعرفها وهي عن المفلوج الذي حمله أربعة رجال أصدقائه .. ربنا يسوع في مدينة كفرناحوم إجتمع في منزل ومن المعروف عن شخصية ربنا يسوع المحبوبة الجذابة أنه حيثما وُجِد تجمع زحام حوله .. ربنا يسوع لو تأملنا في شخصيته نجد أنه كم كانت الجموع شغوفة لسماع تعاليمه مرة يقول الكتاب ï´؟ اجتمع ربوات الشعب حتى كان بعضهم يدوس بعضاً ï´¾ ( لو 12 : 1) .. يصعد على الجبل لكي يتكلم .. لم يقل الكتاب لنا في كل مرة إجتمع فيها ربنا يسوع مع الجموع كم كان عددهم ؟ وجدنا أنه في المرة التي كان فيها على الجبل كان عددهم خمسة آلاف رجل غير النساء والأطفال .. تخيل هذا العدد في عظة يقولها ربنا يسوع على جبل وبالطبع كانت المدينة كلها في ذلك الوقت لا تتعدى إثنين مليون نسمة تقريباً .
بذلك نجد هذه النسبة تعلن أن ربنا يسوع شخصية جذابة جداً وكل من يسمعه يحرص على أن يعود ليسمعه مرة أخرى .. ï´؟ ثم دخل كفرناحوم أيضاً بعد أيام فسُمع أنه في بيت وللوقت اجتمع كثيرون حتى لم يعد يسع ولا ما حول الباب ï´¾ ( مر 2 : 1 – 2 ) .. مجرد أن عرفت الجموع أنه في بيت تجمعوا حوله في البيت .. لذلك كان ربنا يسوع يُعلم في أي مكان قد يكون على جبل أو مكان عام .. في مجمع .. على شاطئ البحر .. لأنه حيثما تواجد ربنا يسوع تواجد زحام حوله .. لم يسع البيت الجموع من كثرتها حتى أمام الباب .. ï´؟ فكان يخاطبهم بالكلمة وجاءوا إليه مقدمين مفلوجاً يحمله أربعة وإذ لم يقدروا أن يقتربوا إليه من أجل الجمع كشفوا السقف حيث كان ï´¾ ( مر 2 : 2 – 4 ) .. هنا نتكلم عن نقطتين هما :
1. روح الخدمة في الرجال الأربعة .
2. هدف المعجزة .
1. روح الخدمة في الرجال الأربعة :
===========================================
ذهب الرجال الأربعة ليسمعوا ربنا يسوع مثل غيرهم ومثل من في البيت لكن كان لديهم روح خدمة وكانوا حريصين على أن يأخذوا معهم شخص لا يستطيع أن يذهب ويريدونه أن يتقابل مع ربنا يسوع .. أرادوا أن يأخذوا معهم إنسان مفلوج .. ومرض الفلج هو الشلل الكلي .. الإنسان المقعد الذي كل أعضاؤه ضامرة .. عضلات الجسد كله ضامرة وغير عاملة .. هذا هو الإنسان المشلول .. أخذوه وحملوه معاً على سريره ليقدموه للمسيح .. هذه هي روح الخدمة التي يجب أن يتحلى بها الإنسان المسيحي الذي لا يريد أن يذهب وحده بل يذهب ومعه أصحابه .. وعندما يذهب ومعه أصحابه لا يفكر في أصحابه الذين إعتادوا الذهاب بل يفكر في أصحابه الذين لا يستطيعون الذهاب .
هذه هي روح الخدمة التي يجب أن يتحلى بها الإنسان المسيحي بنعمة الله .. أن يكون له غيرة وله حب وأمانة نحو سائر إخوته خاصةً الذين لا يستطيعون ولا يعرفون أن يأتوا .. خدمة يطلق عليها الآباء إسم خدمة المفلوجين .. وبالطبع مفلوج بالمعنى الجسدي أن جسده لا يتحرك أما المفلوج بالمعنى الروحي فهو كل نفس لها قيود داخلها تمنعها من الحياة مع الله .. المفلوج بالمعنى الروحي هو شخص لم تتعود رجليه أن تقف للصلاة وليس له يدين إعتادتا أن ترتفعا للصلاة وليس له لسان تعود مباركة الله وتسبيحه وذِكر إسمه – هذا مفلوج روحياً – .. وعندما تسأل نفسك كم مفلوج تعرفهم تجد أنهم كثيرون .. نفوس كثيرة لا تعرف طريق الله وليس بها مخافة الله .. نفوس كثيرة أرجلها لا تعرف طريق الله وليس في قلبها مخافة الله .. نفوس كثيرة مفلوجة لا تستطيع أن تتقدم في طريق الله ولا خطوة واحدة .
لابد أن أشعر في قلبي أن عليَّ مسئولية نحو هذه النفوس .. لا يكفي أن أذهب بمفردي .. لا يكفي أن أهتم بخلاص نفسي وحدي .. كلما ذاقت النفس عذوبة وحلاوة الحياة مع الله كلما شعرت أنها لا تستطيع أن تعيش وحدها معه بل تشتاق أن تقدم له كل يوم نفوس جديدة .. بل تقول مع داود النبي ï´؟ ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب ï´¾ ( مز 34 : 8 ) .. لا تريد أن تترك شخص لم يعرف الله .. لا تترك شخص مازال مُقيد مفلوج ليس بداخله حركة الإشتياق لله .. معلمنا بولس الرسول كان يقول ï´؟ من يضعف وأنا لا أضعف من يعثر وأنا لا ألتهب ï´¾ ( 2كو 11 : 29 ) .. من أسمع عنه أنه مازال لا يعرف الله ويعيش في عثرة وأنا لا أعثر من أجله ؟! من الذي أشعر أنه يعيش في ضعف وأنا لا أضعف من أجله ؟!
لذلك قال ï´؟ صرت لليهود كيهودي لأربح اليهود وللذين تحت الناموس كأني تحت الناموس لأربح الذين تحت الناموس .......... صرت للكل كل شيء لأخلص على كل حالٍ قوماً ï´¾ ( 1كو 9 : 20 – 22 ) .. معلمنا بولس الرسول مملوء غيرة حتى أنه قال لنا كلمة صعب جداً فهمها ï´؟ كنت أود لو أكون أنا نفسي محروماً من المسيح لأجل إخوتي أنسبائي حسب الجسد ï´¾ ( رو 9 : 3 ) .. نستطيع أن نقول أنَّ نفس الكلمة تنطبق على الرجال الأربعة الذين حملوا المفلوج .. كان يمكن لكل واحد منهم أن يقول أنا أريد أن أسمع وحدي أو أن أسمع براحتي .. وحدي أستطيع أن أدخل بسهولة لكن لأننا أربعة ونحمل معنا مفلوج فهذا سيحرمنا من أن نسمع .. لا .. هم قبلوا أن يُحرموا من أن يسمعوا ولكن من أجل عمل أفضل من أن يسمعوا .. يجب أن نهتم بخلاص غيرنا وكما قال بولس الرسول ï´؟ لكي نُحضر كل إنسانٍ كاملاً في المسيح يسوع ï´¾ ( كو 1 : 28 ) .. نحضر نحن .. المفروض أن نخرج خارج أنفسنا ونسأل عن إخوتنا ونهتم بأن نُحضر للمسيح نفوس جديدة ونهتم بخدمة المفلوجين ونهتم بخدمة الذين ليس لهم أحد يذكرهم .
إهتم بإفتقاد الإخوة .. إهتم بإفتقاد الناس التي أخذها العالم وابتلعها .. إن لم يحمل الإنسان المسيحي في قلبه روح غيرة ومحبة لإخوته يكون هناك خطأ في حياته المسيحية .. الذي عايش المسيح بالفعل لا يستطيع أن يهدأ حتى يأتي بنفوس كثيرة للمسيح .. القديس يوحنا فم الذهب يقول لو قلت أنَّ الشمس لا تضئ أصدقك لكن لو قلت أنَّ المسيحي لا يخدم لن أصدقك .. يريد أن يقول كون الشمس لا تنير فهذا شئ لا يصدقه عقل لكن قد أصدقك .. لكن .. أن تقول لي مسيحي لا يخدم فلن أصدقك أبداً .. لماذا ؟ لأنَّ نور المسيحي أقوى من نور الشمس لأنَّ نوره من نور خالقه الله .. قال الله ï´؟ لا يمكن أن تُخفى مدينة موضوعة على جبلٍ ï´¾ ( مت 5 : 14) .. كيف تُغطى مدينة كائنة على جبل ؟ هل تغطيها بيدك أو بسِتر ؟ لا يمكن أن تُغطى .. ï´؟ ولا يوقدون سراجاً ويضعونه تحت المكيال ï´¾ ( مت 5 : 15) .. يريد أن يقول لك أنت مثل مدينة كائنة على جبل تضئ للآخرين بحياتك وسيرتك وسلوكك .
الإنسان المسيحي لابد أن يعيش الخدمة وروح الخدمة .. هؤلاء الرجال الأربعة لم يريدوا أن يذهبوا وحدهم .. لم يشعروا أنهم مسئولين عن أنفسهم وحدهم فقط بل عن الاخرين أيضاً هذه هي الروح التي يجب أن نتحلى بها ونلتزم بها .. ربنا يسوع قال عن نفسه ï´؟ كما أنَّ ابن الإنسان لم يأتِ ليُخدم بل ليخدم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين ï´¾ ( مت 20 : 28 ) .. رأينا ربنا يسوع بشخصه المبارك يجول يصنع خير .. ويشفي كل مرض تسلط عليهم .. يقول الكتاب أنه ï´؟ ولما رأى الجموع تحنن عليهم إذ كانوا منزعجين ومنطرحين كعنمٍ لا راعي لها ï´¾ ( مت 9 : 36 ) .. الإنسان الذي تذوق حلاوة الحياة مع الله يكون حنون على إخوته وينظر لهم بنظرة حب وحنان وشفقة ويكون غيور على خلاصهم بل وساعي لخلاصهم .. هذه هي الروح المسيحية التي لابد أن تكون فينا إتجاه كل نفس .
إن كنت لا تستطيع أن تُحضر نفوس لله .. إن كنت عاجز عن أن تُعلم فعلى الأقل صلي من أجلهم .. على الأقل قدم لهم نموذج جيد قدوة لهم يجعل قلوبهم تتحرك نحو الله .. مسئولية نحن غير مدركين لها وسُندان عليها .. إن كان ليس لدينا روح خدمة .. الله خلق الإنسان بطاقة حب وطاقة فكر جبارة إن حصر نفسه في نفسه فهو بذلك أول الخاسرين وأول المُتعبين .. أكثر شئ يتعب الإنسان أن لا يهتم سوى بنفسه فقط .. لكن عندما يكون له روح خدمة إتجاه الآخرين تجده يقول ï´؟ أحيا لا أنا بل المسيح فيَّ ï´¾ ( غل 2 : 20 ) .
يقول القديس يوحنا ذهبي الفم تشبيه رائع عن الكنيسة فيقول أنها جسد المسيح ويأتي بتشبيه من العهد القديم .. وهو عندما سكر أبونا نوح في أحد المرات وتعرى فدخل عليه إبنه كنعان ورآه فتهكم على أبيه وخرج دون أن يستره .. لكن عندما دخل إبنيه سام وحام ورأيا عُري أبيهما أحضرا ملآه ورجعا بظهرهما وسترا أبيهما لكي لا ينظرا عُريه .. وعندما أيقن نوح هذا الموقف لعن كنعان وبارك سام وحام .. يقول القديس يوحنا ذهبي الفم أنَّ الكنيسة هي جسد المسيح وكل جزء في الكنيسة فارغ من المؤمنين هو جزء مُعرى وإن رأيت هذا الجزء المُعرى لابد أن تغطيه ليس بستر بل بمؤمنين تُحضرهم للكنيسة لأنَّ حضورهم هو الذي يستر الكنيسة .. إذاً عليك أمرين مهمين أولهما إنك لابد أن تأتي أنت بنفسك لئلا تكون متسبب في العُري وهذا أصعب لأنك المُتسبب .. وثانيهما أنه إن وجدت جزء مُعرى فكَّر في إخوتك لكي تأتي بهم لتستر الكنيسة جسد المسيح وتنال بركة .. لذلك لابد أن تتعامل مع الكنيسة على أنها جسد المسيح التي هي حريصة على أن تكون ممتلئة وفرحة ومتهللة بجماعة المُصليين والمُسبحين لأنَّ الله يحب جمهور المُعيدين لذلك لابد أن تشعر بروح المسئولية ليس نحو نفسك فقط بل ونحو الآخرين أيضاً .
اليوم نتعلم روح الخدمة من الرجال الأربعة الذين حملوا المفلوج وإن كانوا قد حُرموا من سماع كلمة الله .. نتعلم روح الخدمة والبذل وتقديم الآخرين عن أنفسنا .. الإنسان الذي يحب أن يقدم غيره عن نفسه يريد أن يتمتع الآخرين بالله مثله ولا يكون هناك شخص محروم من عِشرة الله الحلوة .
هؤلاء الرجال الأربعة عندما ذهبوا إلى المسيح وجدوا أنه من الصعب الوصول إليه .. لم يرجعوا بل فكروا كيف يتغلبوا على هذه العقبة .. الذي له روح الخدمة يغلب العوائق وليس الزحام هو الذي يجعله يتراجع عن روح الخدمة .. الإنسان الذي به روح الخدمة لا يعطلها أي عوائق .. مادام القلب مملوء بحب الله والنفس مملوءة بالغيرة إذاً لن توجد عوائق لهذه الخدمة .
2. هدف المعجزة :
======================
كل الناس تتخيل أنَّ هدف المعجزة أن يتلامس هذا المفلوج مع المسيح ويُشفى من مرضه .. وربما هذا الهدف هو الذي كان في هؤلاء الرجال الأربعة أيضاً .. ï´؟ وبعدما نقبوه دلوا السرير الذي كان المفلوج مُضجعاً عليه فلما رأى يسوع إيمانهم قال للمفلوج يا بُني مغفورة لك خطاياك ï´¾ ( مر 2 : 4 – 5 ) .. لم يتوقعوا من يسوع أن يقول له تلك العبارة بل توقعوا أن يقول له قم إحمل سريرك وامشِ .. توقعوا أن يقول له أنت برئت قم مُعافى لكن لم يتوقعوا أن يقول له مغفورة لك خطاياك .. بالطبع كان هناك قوم من الكتبة وقالوا ï´؟ لماذا يتكلم هذا هكذا بتجاديف ï´¾ ( مر 2 : 7 ) ؟ أي ما معنى إنسان يقول مغفورة لك خطاياك .. ما سلطانه على غفران الخطايا ؟ ï´؟ من يقدر أن يغفر خطايا إلا الله وحده فللوقت شعر يسوع بروحه أنهم يفكرون هكذا في أنفسهم فقال لهم لماذا تفكرون بهذا في قلوبكم أيُّما أيسر أن يُقال للمفلوج مغفورة لك خطاياك أم أن يُقال قم واحمل سريرك وامشِ ï´¾ ( مر 2 : 7 – 9 ) .. أنتم في أذهانكم أيهما أيسر أن أُقيمه من سريره أم أن أغفر له خطاياه ؟ أراد أن يقول لهم إقامته من سريره أمر سهل جداً لكن الأصعب هو مغفرة الخطايا .. ï´؟ ولكن لكي تعلموا أنَّ لابن الإنسان سلطاناً على الأرض أن يغفر الخطايا ï´¾ ( مر 2 : 10) .. أريد أن أُعلمكم أمر مهم جداً وهو أنَّ مغفرة الخطايا أهم جداً من أنه يكون مفلوج .. كون أنه يكون مفلوج ويظل بمرضه أو لا يظل بمرضه فهذا أمر لا يشغل ربنا يسوع بقدر ما يشغله غفران الخطايا .. لذلك قال له ï´؟ لك أقول قم واحمل سريرك واذهب إلى بيتك ....... حتى بُهت الجميع ومجدوا الله ï´¾ ( مر 2 : 11 – 12) .
هدف المعجزة هنا هو خلاص النفس .. لو نظرنا إلى كل المعجزات التي صنعها ربنا يسوع نجد أنَّ هدفه ليس أن يجمع الجموع ويصنع المعجزة لكي يفتخر بصنعها ويظهر أنه رجل عجائب .. لا .. لم يكن هذا هدفه .. لم يكن هدفه أن يأخذ الجموع إلى الجبل ويعلمهم لكي يمضي الوقت ويجوعوا فيطعمهم ويُقال عنه أنه أشبعهم .. لا .. ما من معجزة عملها إلاَّ وهدفها إعلان لاهوته .. إلاَّ وهدفها خلاص النفس وهذا أروع وأجمل من مجرد أكل وشرب وشفاء مرض .
أروع معجزة يصنعها فينا ربنا يسوع أن نتلامس معها هي توبتنا .. إختبارنا الشخصي كل يوم بغفرانه لنا .. غفران ربنا يسوع أجمل من شفاء مفلوج لذلك كوننا نقف عند هذا الحد نكون قد أخلينا ربنا يسوع من جوهره الإلهي .. عندما يأتي إنسان ليتعامل مع ربنا يسوع لمجرد أنه يشفيه أو يحل له مشكلة فهذا الأمر يجعل نظرته ضعيفة جداً وقليلة عن ربنا يسوع لكن يجب أن نتخطى ذلك بكثير لكي نتلامس معه كإله ونتذوق منه غفران خطايانا وأن نعرف كيف نمجده لأنه صنع معنا أمر عظيم في حياتنا .. أجمل وأعظم معجزة يصنعها فينا أن نتغير إلى تلك الصورة عينها .. أعظم معجزة يصنعها فينا الله أنه يعطينا نفسه على المذبح مأكل ومشرب حقيقي لكي يثبتنا فيه ويثبت هو فينا .. أعظم معجزة يعملها الله فينا هي التوبة ونعمة مغفرة الخطايا .
أحياناً الناس وخاصةً في جيلنا يتعلقون بالمعجزات .. كثيرون يقرأون معجزات البابا كيرلس وأبونا عبد المسيح المناهري وأبونا يسى و ..... ويتركون الكتاب المقدس .. كثيرون فكرهم نحو المسيح أنه يحل فقط المشاكل في حين أنَّ هدف ربنا يسوع نحونا غير ذلك .. هدفه توبتنا وخلاص أنفسنا .. لذلك ما من معجزة صنعها ربنا يسوع إلا وكشف لنا هذا الجانب .. الجموع التي أكلت من الخبز وشبعت وأشبعها فرحت .. وقالوا لقد أشبعنا لنظل سائرين معه حتى لا نجوع لكنه قال لهم أنتم مخطئون أنا لست ساحر أطعمكم وأشبعكم .. لا .. ï´؟ اعملوا لا للطعام البائد بل للطعام الباقي للحياة الأبدية ï´¾ ( يو 6 : 27 ) .. أعطاهم فكر إلهي فكر عن خلاص أنفسهم .
عندما ننظر لمعجزة صيد السمك التي عملها مع بطرس الرسول .. قال له ï´؟ ابعد إلى العمق ï´¾ ( لو 5 : 4 ) .. قال له بطرس ï´؟ قد تعبنا الليل كله ولم نأخذ شيئاً ولكن على كلمتك أُلقي الشبكة ï´¾ ( لو 5 : 5 ) .. هل الذي تعب الليل كله ولم يصطاد شىء الآن يقول له ربنا يسوع أدخل للعمق ؟ ودخل بطرس للعمق واصطاد سمك كثير جداً حتى كادت السفينة أن تغرق فإستعان بسفينة يعقوب ويوحنا التي هي أيضاً كادت أن تغرق من غزارة الصيد والشباك كانت تتخرق من كثرة الصيد .. هل إنتهت المعجزة إلى هذا الهدف أنَّ المسيح جعلهم يصطادون سمك كثير ؟ .. لا .. ليس هذا هدف المعجزة بل هدفها أعظم بكثير وهو أنَّ بطرس سجد لربنا يسوع وقال له ï´؟ اخرج من سفينتي يارب لأني رجل خاطئ ï´¾ ( لو 5 : 8 ) .. إذاً المعجزة هدفها خلاص النفس وتبرير الإنسان ومن هنا تحول من سمعان إلى بطرس ومن صياد سمك إلى صياد الناس .. وهنا مجد المعجزة .
صعب أن نرغب في السير وراء المعجزة لأجل المعجزة مثل اليهود الذين قالوا له نريد أن نرى آية .. نريد معجزة .. كثيراً ما يطلب الإنسان معجزة من أجل أطماع شخصية أو أهداف أرضية أو من أجل تأمين حياة .. في حين أنَّ هذا ليس هدف ربنا يسوع مع النفس .. والعجيب أنه عندما نرى عمل المسيح المعجزة مع بطرس نجد الكتاب بعدها يقول ï´؟ تركوا كل شيءٍ وتبعوه ï´¾ ( لو 5 : 11) .. إذاً ماذا عن السمك يا معلمنا بطرس ولمن تتركه ؟ يقول الأمر الآن أصبح ليس صيد سمك كثير الأمر أكبر من ذلك بكثير .. الأمر في الذي أعطاني السمك .. هل يليق أن أتمسك بالسمك وأترك الذي أعطاني إياه ؟
هكذا اليوم مع المفلوج ربنا يسوع قال له ï´؟ قم واحمل سريرك واذهب إلى بيتك ï´¾ .. هل أفكر في الذي قال هذه العبارة ومن هو وما هي قدرته ؟ إذاً يجب أن أكون قد تلامست مع الله وعندما أتلامس معه أتبعه أينما يمضي .. ربنا يسوع لا يحب أن يظهر معنا في حياتنا في شكل أمر يعطي إندهاش للنفس أو يصنع عمل عجائبي أي مثلاً يصعد أعلى الجبل ويُلقي نفسه فتأتي الملائكة وتحمله .. لا .. هذا فكر شيطان لذلك هو لم يسمح لهذا الفكر وقال له ï´؟ لا تجرب الرب إلهك ï´¾ ( لو 4 : 12) .. في حين أنه قادر أن يصعد إلى جناح الهيكل ويُلقي نفسه ولا يُؤذى .. هو قادر .. لكن يقول لماذا وما هدف ذلك ؟ أي معجزة أصنعها لابد أن يكون هدفها توبة النفس وخلاصها وإعلان مجد لاهوتي في النفس وفي أولادي ووسط الكنيسة .
لذلك يجب أن لا نطلب أمور تحقق إيماننا لأن إيماننا أكبر من كل الأمور المرئية .. أنا لست منتظر معجزة لأعرف أنَّ إلهي هو الإله الحقيقي .. لا .. أنا إيماني أقوى بكثير من كل ما هو مرئي .. أنا أؤمن به داخل قلبي ونفسي وعقلي أنه قادر ومقتدر وأكبر دليل يعلن لي أنَّ إلهي قادر ومُقتدر أنه يغفر لي خطاياي وأنه يعدني بالحياة الأبدية وأنه يعطيني مجد ألوهيته في داخلي وأنه خلقني على صورته ومثاله – هذا أكبر مجد – لكن كون أنَّ هناك أمور أخرى أتعلق بها .. أقول لك أنت بذلك لم تفهم هدف المسيح من صنع أي معجزة .. إن كان المفلوج أول كلمة قالها له هي مغفورة لك خطاياك ثم بعد ذلك قال له قم إحمل سريرك وامشِ إذاً الأهم من شفاء الجسد هو شفاء مرض النفس .
قد يسمح الله كثيراً بأمراض للجسد لكيما تكون شفاء للنفس .. قد يسمح الله للإنسان أن يُحرم من بعض الأمور الأرضية من أجل اقتناء ما هو أهم وهو الأمور السماوية فنجد أنه قد يسمح لأبرار وقديسين أن يتألموا في الجسد ويُصابوا بأمراض ومع ذلك يقول أنَّ هدف الله من الإنسان هو خلاص نفسه .. أهم بكثير من بعض آلام في الجسد بل قد تكون آلام الجسد سبب بركة للنفس والروح .. لذلك هدف المعجزة في فكر المسيح وفي فكر الإنجيل هو تغيير الإنسان وتوبة الإنسان وليس مجرد فعل ظاهري .
الله الذي تحنن على المفلوج يتحنن علينا ويقول كلمة الخلاص لكل نفس أنَّ مغفورة لك خطاياك لنقوم ونحمل سريرنا ولا يعود سلطان المرض يغلب علينا بل نقوم ونمجد ذاك الذي أعطانا السلطان والمجد وشفانا .
ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته
له المجد دائماً أبدياً آمين
 
قديم 10 - 04 - 2021, 11:12 PM   رقم المشاركة : ( 37585 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

عجيبة شفاء المفلوج "رَأَى يَسُوعُ إِيمَانَهُمْ"





الإيمان أهم عنصر في الحياة المسيحية وفي علاقتنا بالله. وليس الإيمان مجرد موضوعً للحديث، بل يجب تجسيده في طريقة حياتنا. ومن لا يعيش الإيمان فإنه ببساطة غير مؤمن. ونجد أساسًا كتابيًّا لمثل هذا الكلام
مرقس 1:2-12 "ثُمَّ دَخَلَ كَفْرَنَاحُومَ أَيْضًا بَعْدَ أَيَّامٍ، فَسُمِعَ أَنَّهُ فِي بَيْتٍ. 2وَلِلْوَقْتِ اجْتَمَعَ كَثِيرُونَ حَتَّى لَمْ يَعُدْ يَسَعُ وَلاَ مَا حَوْلَ الْبَابِ. فَكَانَ يُخَاطِبُهُمْ بِالْكَلِمَةِ. 3وَجَاءُوا إِلَيْهِ مُقَدِّمِينَ مَفْلُوجًا يَحْمِلُهُ أَرْبَعَةٌ. 4وَإِذْ لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَقْتَرِبُوا إِلَيْهِ مِنْ أَجْلِ الْجَمْعِ، كَشَفُوا السَّقْفَ حَيْثُ كَانَ. وَبَعْدَ مَا نَقَبُوهُ دَلَّوُا السَّرِيرَ الَّذِي كَانَ الْمَفْلُوجُ مُضْطَجِعًا عَلَيْهِ. 5فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ إِيمَانَهُمْ، قَالَ لِلْمَفْلُوجِ: يَا بُنَيَّ، مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ. 6وَكَانَ قَوْمٌ مِنَ الْكَتَبَةِ هُنَاكَ جَالِسِينَ يُفَكِّرُونَ فِي قُلُوبِهِمْ: 7لِمَاذَا يَتَكَلَّمُ هذَا هكَذَا بِتَجَادِيفَ؟ مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَغْفِرَ خَطَايَا إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ؟ 8فَلِلْوَقْتِ شَعَرَ يَسُوعُ بِرُوحِهِ أَنَّهُمْ يُفَكِّرُونَ هكَذَا فِي أَنْفُسِهِمْ، فَقَالَ لَهُمْ:لِمَاذَا تُفَكِّرُونَ بِهذَا فِي قُلُوبِكُمْ؟ 9أَيُّمَا أَيْسَرُ، أَنْ يُقَالَ لِلْمَفْلُوجِ: مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ، أَمْ أَنْ يُقَالَ: قُمْ وَاحْمِلْ سَرِيرَكَ وَامْشِ؟ 10وَلكِنْ لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لابْنِ الإِنْسَانِ سُلْطَانًا عَلَى الأَرْضِ أَنْ يَغْفِرَ الْخَطَايَا. قَالَ لِلْمَفْلُوجِ: 11لَكَ أَقُولُ: قُمْ وَاحْمِلْ سَرِيرَكَ وَاذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ!. 12فَقَامَ لِلْوَقْتِ وَحَمَلَ السَّرِيرَ وَخَرَجَ قُدَّامَ الْكُلِّ، حَتَّى بُهِتَ الْجَمِيعُ وَمَجَّدُوا اللهَ قَائِلِينَ:مَا رَأَيْنَا مِثْلَ هذَا قَطُّ!.


الإيمان أهم عنصر في الحياة المسيحية وفي علاقتنا بالله. وليس الإيمان مجرد موضوعً للحديث، بل يجب تجسيده في طريقة حياتنا. ومن لا يعيش الإيمان فإنه ببساطة غير مؤمن. ونجد أساسًا كتابيًّا لمثل هذا الكلام في رسالة يعقوب 18:2 "لَكِنْ يَقُولُ قَائِلٌ: "أَنْتَ لَكَ إِيمَانٌ، وَأَنَا لِي أَعْمَالٌ!" أَرِنِي إِيمَانَكَ بِدُونِ أَعْمَالِكَ، وَأَنَا أُرِيكَ بِأَعْمَالِي إِيمَانِي". فلا يمكن لإنسان في الوجود أن يقول إنه مؤمن وهو لا يجسد هذا الإيمان في أعماله وتصرفاته وأسلوب حياته اليومية. فلا يمكن تصديق من يقول إن الإيمان في القلب فقط. فالمؤمن يعيش إيمانه في النور.
نقرأ في قصة شفاء المفلوج في مرقس 1:2-12 في الآية رقم 5 قوله "فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ إِيمَانَهُمْ". رأى الرب يسوع إيمان الرجال. وقد يثير مثل هذا الكلام اعتراض بعض الناس قائلين إن الإيمان أمر لا يمكن أن يُشاهد. فالإيمان شيء معنوي وروحي لا يرى بالعين المجردة، أي أنه ليس شيئًا ماديًا له وجود فعلي. ومع ذلك، يقول الكتاب إن الرب يسوع رأى إيمان الرجال الأربعة الذين أحضروا إليه المفلوج.
نقرأ في القصة أن الرب يسوع قد دخل أحد البيوت، ولحق به الناس هناك. وفي غضون عدة دقائق، امتلأ البيت بالحضور، حتى إن باب البيت أصبح مكتظًا بالناس فلم يعد باستطاعة أحد الدخول أو حتى الخروج، وكان ذلك بسبب أن كل واحد من الجموع أراد الاقتراب أكثر وأكثر لمشاهدة رب المجد يسوع وسماعه.
وفي تلك الأثناء، جاء أربعة رجال حاملين إنسانًا مصابًا بالشلل الكامل. أرادوا أن يأخذوا صديقهم أو قريبهم المشلول إلى محضر الرب يسوع. لكن كان من المتعذر عليهم الدخول من الباب والوصول إلى مكان الرب يسوع بسبب الازدحام. فما العمل؟ كانوا متلهفين إلى أن يرى الرب صديقهم المشلول، وأرادوا دخول البيت بأية وسيلة ممكنة، لكنهم "لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَقْتَرِبُوا إِلَيْهِ مِنْ أَجْلِ الْجَمْعِ" (الآية 4). كانوا في وضع يائس، وربما فكروا أن هذه الفرصة لن تتاح لهم ثانية. فيسوع هنا، وهو قادر على شفاء صديقهم. لقد آمنوا من كل قلوبهم بقوة الرّب يسوع على الشّفاء، وآمنوا بعظمته ومجده وسلطانه على المرض، لكنهم لم يستطيعوا الوصول إليه بصديقهم المعاق. فما العمل؟! كان يجب عليهم أن يصلوا إلى مكان الرّب يسوع بأي ثمن.
نبني، نحن أبناء فلسطين، بيوتنا بأسطح مستوية، وقد توارثنا هذا النمط من البناء عن آبائنا وأجدادنا منذ أيام الرب يسوع المسيح وحتى يومنا هذا. فالسطح المستوي أو ظهر البيت يستخدم كمكانٍ للراحة والهدوء، ولتجفيف الغسيل، ولتجميع مياه الأمطار، وحتى للنوم في الليالي الشديدة الحرارة وأيام الجفاف. فمثلًا في سفر الملوك الأول 19:17، 23 نقرأ أن إيليا كان يسكن في علية مبنية على سطح بيت أرملة صرفة. ونقرأ في سفر أعمال الرسل 9:10 "صَعِدَ بُطْرُسُ عَلَى السَّطْحِ لِيُصَلِّيَ نَحْوَ السَّاعَةِ السَّادِسَةِ"، أي أنّ بطرس الرسول صعد إلى سطح البيت الذي كان يقيم فيه في يافا ليصلي.
وفي أيام الرب يسوع، كما تبرهن الحفريات وكتب التاريخ، كانت البيوت تبنى من الحجارة. أما السقف فكان يعمل من جذوع وأغصان الشجر، حيث ترتب الجذوع على مسافات متقاربة، ثم يتم سد الفراغات بين الجذوع والأغصان بوساطة الطين المخلوط بالقش وقطع صغيرة من الخشب وأوراق الشجر الجافة. ويسهل إزالة هذا النوع من السقوف. وهذا هو بالضبط ما خطر بفكر الرجال: إزالة جزء من سقف البيت وإنزال المفلوج إلى داخل البيت من تلك الفتحة في السقف.
نحن هنا أمام عمل في غاية الغرابة، وفي غاية الجرأة والبطولة في نفس الوقت. أراد هؤلاء الرجال أن يصلوا بصديقهم المشلول إلى شخص الرب يسوع. لا بد أنهم سمعوا وعرفوا أنه قادر على الشفاء والإتيان بالمعجزات. ولا بد أنهم سمعوا تعاليمه عن المحبة والرحمة والخلاص. ولا بد أنهم شاهدوا أو على الأقل سمعوا عن المعجزات التي جرت على يديه. لقد آمنوا به إيمانًا راسخًا. وبسبب هذا الإيمان، كانوا مستعدين للقيام بأي عمل للوصول إلى مكان الرب يسوع.
لا نعرف من خلال قراءتنا للقصة صاحب هذا البيت. فهل كان البيت الذي عاش فيه الرب يسوع خلال سنوات خدمته في كفر ناحوم، أم كان بيت بطرس أم بيت أحد التلاميذ؟ ببساطة لا نعرف. لكن ما نعرفه هو أن الرجال الأربعة "كشفوا السّقف" أي أنهم اعتدوا على بيت آخرين، وتجرأوا على إحداث فتحة كبيرة في سقف البيت من أجل أن يدلّوا منها الرجل المشلول. من المؤكد أنهم كانوا مستعدين إلى الدخول في جدال أو حوار مع صاحب البيت بسبب ما عملوه. ونحن لا نعرف إن كان صاحب البيت قد أذن لهم القيام بهذا العمل أم لا، ولكننا نجد في القصة أن كشف السقف وإنزال المفلوج بالحبال إلى داخل البيت قد تم بهدوء وسلام، وهذا برهان يقطع بعدم اعتراض صاحب البيت على العمل الذي أقدموا عليه.
لقد كانوا أبطالًا في جرأتهم وإيمانهم وثقتهم بشخص الرب يسوع. كانوا على استعداد لكشف سقف البيت، ولا بد أنهم قاموا فيما بعد بإصلاح ما فعلوه، فالمهم الوصول إلى يسوع. لقد آمنوا بكل كلمة قالها الرب يسوع عن نفسه، كما آمنوا بقدرته على الشفاء إلى التمام.
يمكننا ببساطة أن نقول إن هؤلاء الرجال قد جسّدوا إيمانهم بشخص الرب يسوع بطريقة عملية واضحة، طريقة شاهدها الجميع من دون استثناء. لقد قاموا بعمل يثير التساؤلات من الآخرين أو ربما يثير الاستهجان وحتى الاستغراب. لكن لم تهمهم آراء الناس أو تعليقاتهم، بل كان همهم الوحيد الوصول بالمشلول إلى شخص الرب يسوع.
هذه صورة عن الحياة المسيحية العملية، وهي تجبرنا على أن نعيد النظر في حياتنا وإيماننا ومسيرتنا مع الرب. فهل لدينا إيمان قوي يدفعنا للقيام بأعمالٍ تحتاج إلى الشجاعة والبطولة من أجل مجد الرب يسوع؟ نقرأ في سفر التكوين 26:32 أن رجل الله يعقوب قد تصارع مع الله شخصيًا ولم يشأ أن يبتعد عنه قبل الحصول على بركة منه، حيث خاطب يعقوب الله قائلًا: "لاَ أُطْلِقُكَ إِنْ لَمْ تُبَارِكْنِي".. وفي رسالة العبرانيين 16:4 نقرأ "فَلْنَتَقَدَّمْ بِثِقَةٍ إِلَى عَرْشِ النِّعْمَةِ لِكَيْ نَنَالَ رَحْمَةً وَنَجِدَ نِعْمَةً عَوْنًا فِي حِينِهِ". فالإيمان القوي بأن الله أمين وصادق في كل كلمة من كلامه يعني بطولة وثقة مطلقة بشخص الرب يسوع. فيجب أن تكون علاقتنا بالله ليست مجرد علاقة سطحية أو بسيطة أو هادئة. بل يجب أن نقف بجرأة وبطولة أمام الرب، ونقول للرب أن يباركنا بفيض رحمته وشفائه ونعمته. فالرب أعطانا وعودًا كثيرة، وعلينا أن نتجرأ ونطالب الرب أن يحقق لنا هذه الوعود. فهو إله صادق ولا يمكن أن ينكر نفسه. علينا أن نتصارع مع الله في الصلاة، وأن نأخذ كلماته على محمل الجد، وأن نتوقع منه أن يعمل بحسب وعوده الكثيرة لنا.
لم يتذمر الرب يسوع بسبب ما فعله الرجال الأربعة بسقف البيت. فالإنسان أثمن جدًا من كل بيوت العالم. فقد جاء الرب أصلًا من أجل البشر وليس من أجل الحجر. وهو يهتم بالناس، فهو خالقهم المحب الذي يريد لهم الأفضل. وكل ما رآه الرب في هؤلاء الرجال هو إيمانهم، أي أنه لم يهتم بما حصل للسقف، فهذا أمر سهل الإصلاح. فالمهم هو الإيمان العامل بالمحبة. والواقع أننا لو تأملنا بإيمان هؤلاء الرجال، سنجد على الأقل ثلاث خصائص لهذا الإيمان، وينبغي لهذه الخصائص أن تصبح في حياة كل مؤمن بشخص الرب يسوع وتتجلّى في كنيستنا اليوم.
1. رآى الرب يسوع أربعة رجال مهتمين بغيرهم من الناس: لم يفكر هؤلاء الرجال الأربعة بأنفسهم، ولم يطلبوا بركة خاصة لهم من الرب يسوع. لكن كان لديهم صديق محتاج إلى الرب. ولذلك بذلوا جهدًا شاقًا في أخذ هذا الصديق المحتاج إلى محضر الرب. لقد كان المشلول هامًا لهم. كانوا يحبونه ويريدون له الخير، أي أنهم اهتموا به بلا حدود.
يقول كل مؤمن حقيقي بشخص الرب يسوع في داخل نفسه إنه يحب الناس، ويهتم بهم، ويريد الخير لهم. ولكن الناس لا تعرف ما في قلوبنا من نحوهم لأننا لا نجسد ذلك عمليًا في حياتنا اليومية، كما جسد هؤلاء الرجال الأربعة اهتمامهم بهذا الإنسان المشلول. لن يهتم الناس بما نؤمن به وبما نعرفه، إلا إذا عرفوا ولمسوا وأدركوا واختبروا عمليًّا كم نهتم بهم ونخدمهم.
كان الرب يسوع، وهو الآن، وسيبقى دائمًا أعظم مثال لنا في تجسيد المحبة. فمثلًا، نعرف من قراءة ما جاء في متى 11 أن يوحنا المعمدان أرسل من سجنه اثنين من تلاميذه لمعرفة إن كان يسوع في الحقيقة هو المسيح المنتظر. ونقرأ في الآيتين 4، و5 "فَأَجَابَهُمَا يَسُوعُ: "ï*گذْهَبَا وَأَخْبِرَا يُوحَنَّا بِمَا تَسْمَعَانِ وَتَنْظُرَانِ: اَلْعُمْيُ يُبْصِرُونَ وَالْعُرْجُ يَمْشُونَ وَالْبُرْصُ يُطَهَّرُونَ وَالصُّمُّ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَقُومُونَ وَالْمَسَاكِينُ يُبَشَّرُونَ". يعني هذا أن الرب يسوع قال للتلميذين أن يذهبا ويخبرا يوحنا أن يسوع بالحقيقة يهتم بالناس، ويتألم لآلامهم، ويهتم باحتياجاتهم. إن إلهنا هو إله الحب والحنان، إلهنا يهتم بنا عمليًّا.
وعلينا كجسد المسيح، ككنيسة حية، أن نهتم عمليًا بحاجات الناس من حولنا. نقرأ في رومية 15:12 "فَرَحًا مَعَ الْفَرِحِينَ وَبُكَاءً مَعَ الْبَاكِينَ"، أي أن نهتم بالناس عمليًّا، ونشاركهم في أفراحهم وآلامهم. فما أسهل أن يهتم الإنسان بنفسه فقط، ولا يلتفت إلى أحد من حوله! لكن ما أروع الفرق الذي يحدث بسببنا إن صرفنا ولو جزءًا بسيط من وقتنا كل يوم لإظهار اهتمام بشخص محتاج! وقد يكون هذا الشخص أخًا أو أختًا في الكنيسة، أو صديقًا أو جارًّا أو حتى شخصًا بعيداً، لكننا سمعنا باحتياجه إلى الرعاية والحب. علينا أن نساعد الناس في مشاكلهم، أي أن نكف عن تقوقعنا، ونخرج إلى العالم المتألم من حولنا لنجلب لهم رسالة الحب والخلاص بشخص الرب يسوع.
نقرأ في رسالة يعقوب 14:2-16 "مَا الْمَنْفَعَةُ يَا إِخْوَتِي إِنْ قَالَ أَحَدٌ إِنَّ لَهُ إِيمَانًا وَلَكِنْ لَيْسَ لَهُ أَعْمَالٌ؟ هَلْ يَقْدِرُ الإِيمَانُ أَنْ يُخَلِّصَهُ؟ إِنْ كَانَ أَخٌ وَأُخْتٌ عُرْيَانَيْنِ وَمُعْتَازَيْنِ لِلْقُوتِ الْيَوْمِيِّ، فَقَالَ لَهُمَا أَحَدُكُمُ: "امْضِيَا بِسَلاَمٍ، اسْتَدْفِئَا وَاشْبَعَا" وَلَكِنْ لَمْ تُعْطُوهُمَا حَاجَاتِ الْجَسَدِ، فَمَا الْمَنْفَعَةُ؟" حقًا ما المنفعة من الإيمان من دون أعمال؟ إنه إيمان ميت، أي ليس بإيمان على الإطلاق. أما مساعدة الناس والاهتمام بحاجاتهم، كما فعل الرجال الأربعة مع الرجل المفلوج، فإنه يبرهن أن إيماننا حقيقي وحيٌّ.
لقد رأى الرب يسوع أربعة رجال يهتمون بالآخرين، ونحن اليوم بحاجة إلى ذات الإيمان، أي إيمان عملي يهتم بالآخرين، ويشمل هذا حاجاتهم الجسديّة واليوميّة والروحية.
2. رأى الرب يسوع أربعة رجال يريدون أن يشاركوا الآخرين شخص الرب يسوع: أراد الرجال الأربعة أن يصلوا بالرّجل المفلوج إلى يسوع. فلم يهتموا بأنفسهم، بل اهتموا بحاجة الإنسان المريض، ما غيّر حياة هذا الرجل إلى الأبد. والكنيسة اليوم بحاجة إلى أشخاص لديهم إيمان كامل ومتلهف إلى مشاركة الأخبار السّارة عن الرب يسوع مع الآخرين. نقرأ في الإنجيل أن أندراوس لم يكن شخصية مركزية بين الرسل كما كان بطرس ويعقوب ويوحنا، لكننا في كل مرة نقرأ فيها عن أندراوس، نجده يحضر أشخاصًا إلى الرب يسوع. فهو أولًا أحضر أخاه بطرس، ثم أحضر مجموعة من الرجال اليونانيين إلى الرب يسوع. لقد شارك الرب يسوع مع الناس من حوله، وهذا أعظم عمل يمكن أن يقوم به أي إنسان في الوجود.
لم يكن الرجال الأربعة في قصتنا بحاجة إلى شفاء. فقد كانوا أقوياء وبصحة جيدة، لذلك استطاعوا حمل المفلوج وصعدوا به إلى سطح البيت، ونقبوا السطح، وأنزلوا المفلوج بالحبال إلى الأسفل أمام الرب يسوع. لم يكن عندهم احتياج صحي أو أي احتياج من أي نوع آخر، لكنهم أحضروا من له احتياج إلى الرب. ويجب أن يكون هذا لسان حال كل مؤمن مسيحي، كما نقرأ عن الرسل في أعمال 20:4 "أَنَّنَا نَحْنُ لاَ يُمْكِنُنَا أَنْ لاَ نَتَكَلَّمَ بِمَا رَأَيْنَا وَسَمِعْنَا".
3. رأى الرب يسوع أربعة رجال لم ييأسوا ولم يستسلموا: كان من المستحيل أن يصل الرجال الأربعة بالرجل المفلوج إلى داخل البيت حيث الرب يسوع. ومع ذلك، لم ينتظروا في الخارج حتى ينتهي الرب يسوع من تعليم الجموع ويغادر الجميع ليتمكنوا من الدخول والوصول إلى حيث هو. لذلك لم يستسلموا ويعودوا أدراجهم من حيث أتوا. أي أنهم لم يحاولوا التحجج بالازدحام للتخلص من المفلوج والعودة إلى بيوتهم. والواقع أن الأشخاص الذين يجدون الأعذار الواهية للتهرب من مسئولياتهم أو من القيام بعمل خيرٍ للآخرين هم بلا حصر. والمؤسف حقًا أننا قد نجد بين المؤمنين في الكنيسة من يبحث عن الأعذار للتهرب من الخدمة وعدم زيارة الناس، وعدم التبشير، وعدم الاهتمام بحاجات الآخرين.
كان لدى الرجال الأربعة إيمان عظيم لم يتزعزع أمام المعوّقات، لذلك لم يستسلموا. فصديقهم كان مريضًا، ويجب أن يراه يسوع بأي ثمن، لأن الرب قادر على شفائه. وفعلًا دفعوا الثمن: فلقد حملوا المريض أولًا من بيته إلى البيت الذي كان فيه الرب يسوع، ثم دفعوا الثمن في رفع الرجل إلى سطح البيت، ثم تعبوا في ثقب سقف البيت. وفضلًا عن ذلك، لا بد أن ترميم البيت كلفهم مبلغًا لا بأس به. لقد كانوا مستعدين أن يعملوا أي شيء وبأي ثمن. فالمهم أن يصل الرجل المفلوج إلى محضر الرب يسوع. ولا بد أن التعب والمشقة عزّزا إيمانهم أكثر فأكثر. فالمصاعب التي واجهتهم كانت امتحانًا لهم، واجتازوه بتفوق وامتياز.
لا يعود سبب فشلنا في النمو ككنيسة وكأفراد إلى المشاكل والصعوبات التي تقف في طريقنا، بل إلى قلة أو ضعف إيماننا. لقد قررنا أن لا نخدم ولا نبشر ولا نخرج من عالمنا المريح. ولإراحة ضمائرنا اختلقنا الحجج مثل قسوة الناس وعدم تجاوبهم، وأخذنا نردد عبارات الفشل قائلين إن الناس لن يستمعوا إلينا، فلا حاجة بنا إلى أن نتعب أنفسنا. لكننا في الواقع نستطيع أن ننجز الكثير عندما ندرك قوة الله بالروح القدس العاملة فينا. نقرأ في فيلبي 13:4 قول الوحي: "أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي". لم يتم عمل الله في الغالب على أيدي أشخاص متعلمين وموهوبين وأقوياء، بل تمّ بوساطة أشخاص آمنوا بقوة الله، وعملوا كل ما في مقدرتهم معتمدين على الله.
لقد رفض الرجال الأربعة فكرة الفشل والهزيمة. صحيح أن طريقهم كانت ممتلئة بالمعوّقات، ولكن إيمانهم الحي دفعهم إلى بذل الجهد اللازم للوصول إلى شخص الرب يسوع. وفعلًا رأى الرب يسوع هذا الإيمان، وكافأهم بشفاء المفلوج.
تستطيع أعمالنا أن تظهر إيماننا أمام العالم. فالإيمان المرئي هو الإيمان العامل بالمحبة. وقد رأى الرب يسوع إيمان وتصميم واهتمام الرجال الأربعة. لذلك فإنّ السّؤال الّذي يتحدّانا اليوم هو: إن نظر الرّب يسوع اليوم، فما الذي سيراه؟ هل سيرى إيماننا أم شرورنا وخطايانا؟ لذلك على كل واحد منا أن يرجع إلى الرب بالتوبة من كل القلب، وان يؤمن بأن الرب يسوع قادر أن يطهره بالدم الذي سفك على الصّليب. وهكذا نتغير الى الصورة التي يريد الله أن يرانا بها، أي صورة الإنسان التائب والمؤمن الذي يعمل ويعيش لمجد الله.

 
قديم 10 - 04 - 2021, 11:16 PM   رقم المشاركة : ( 37586 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

قصة يسوع والرجل المفلوج


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





الشخصيات: الراوي – يسوع – الجمهور – صديق 1 – صديق 2 – صديق 3 – صديق 4 – الرجل المفلوج - قائد ديني




الراوي:أد إيه انت شايف نفسك صاحب كويس ؟ وإيه إللي انت تقدر تعمله لأصحابك؟ تعال نقابل شوية أصدقاء كويسين ساعدوا راجل مفلوج عشان يقابل يسوع

(أصوات الجمهور)

الراوي: لما كان يسوع في كفر ناحوم ناس كتير جم البيت إللي هو كان مقيم فيه لدرجة إنه مكنش فيه ولا أوضة فاضية في البيت ولا حتى قدام الباب ... وفي بيت تاني مش بعيد أوي عن البيت ده كان فيه 5 بيتكلموا ...

صديق 1: سمعتوا الأخبار ؟ يسوع هنا ... يسوع هنا في كفر ناحوم

المفلوج: ياااه أنا نفسي أشوفه قوي بس أنا مش باقدر أمشي ... انتوا روحوا ... سيبوني هنا وروحوا عشان تشوفوه، أنا مش هامانع ... ولما ترجعوا ابقوا احكولي على كل حاجة ... ياللا روحوا عشان تشوفوه.

صديق 2 : لا ... أنا عندي فكرة أحلى أنا سمعت أن يسوع بيشفي الناس إللي مش بتقدر تشوف ومش بتسمع ... وكمان بيشفي الناس إللي زيك إللي مش بيقدروا يمشوا ... احنا لازم نروح كلنا عشان نشوف يسوع وكمان نطلب منه إنه يشفي رجليك

المفلوج: بس أنا هاروح إزاي ليسوع؟


صديق 3: سهلة ... احنا أربعة واحنا أقوياء هنشيلك بالفرش بتاعك ... ياللا نعمل كده

(أصوات الأصدقاء وهم يوافقون على المهمة)

الراوي: و شال الأربع أصحاب صاحبهم المفلوج وراحوا بيه للبيت إللي كان يسوع بيوعظ فيه... بس كان فيه مفاجأة مستنياهم

(أصوات الجمهور )

صديق 1: بصوا كل الناس ديه جاية عشان تشوف يسوع ... أنا مش قادر أشوفه

صديق 2 : احنا لازم نقرب من يسوع ... تعالوا نجرب السطح

( أصوات شيل المفلوج والطلوع للسطح )

صديق 3 : إيه العمل دلوقتي ؟ برضه مش عارفين نشوف يسوع

صديق 4: أنا عارف ... تعالوا نعمل فتحة في السطح وننزل منها صاحبنا بالفرش بتاعه ... وبكده يسوع هيشوفه

صديق 1: دي فكرة كويسة ... ياللا بينا نجرب

( أصوات عمل فتحة في السطح )

صديق 4 : تمام ... كده الفتحة كافية

صديق 1 : كله جاهز ؟ هنبتدي

( أصوات تنزيل المفلوج إلى داخل الغرفة)

صديق 2: احنا آسفين يا يسوع إننا عملنا كده

صديق 4: احنا مقدرناش ندخل من الباب عشان كان فيه ناس كتير عشان كده عملنا فتحة في السقف ونزلنا صاحبنا منها ... من فضلك يا يسوع ساعدنا


صديق 1: من فضلك يا يسوع ... احنا عارفين إنك بتشفي الناس عشان كده جبنالك صاحبنا ... من فضلك اشفي رجليه عشان يقدر يمشي

يسوع : أنا مبسوط بإيمانكم ... يابني مغفورة ليك خطاياك

الراوي: ولما القادة الدينين سمعوا إللي يسوع قاله اتضايقوا جدا ...

القادة الدينين: (يهمسوا بغضب ) إيه ؟ الراجل ده بيقول إنه يقدر يغفر الخطايا ؟ إزاي جاتله الجرأة إنه يقول كده؟ مفيش حد يقدر يغفر الخطايا غير الله ... هو فاكر نفسه مين؟

الراوي: بس يسوع كان عارف إللي هما بيفكروا فيه ...

يسوع : ليه انتوا بتفكروا كده ؟ إيه الأسهل إنه يتقال للمفلوج " مغفورة خطاياك " ولا يتقال " قوم وخد الفرش بتاعك وامشي" ؟ لكن عشان اثبت لكم ان ابن الانسان له سلطان على الأرض أنه يغفر الخطايا ... أيها الشاب قم احمل سريرك واذهب إلى بيتك"

المفلوج: بصوا أنا قادر أقف قادر أمشي ... يسوع شفى رجليّ ... أشكرك جداً يايسوع

الراوي: الأربع أصحاب كانوا مبسوطين قوي إنهم جم وشافوا يسوع وصاحبهم المفلوج خف وهيقولوا للناس على إللي يسوع عملوا ليهم.

لو عايز تقرا أكتر عن يسوع اقرا إنجيل لوقا في العهد الجديد في كتابك المقدس



 
قديم 11 - 04 - 2021, 09:25 PM   رقم المشاركة : ( 37587 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

بيت إيل وعاي


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


ونصب خيمته. وله بيت إيل من المغرب وعاي من المشرق.
فبنى هناك مذبحاً للرب ودعا باسم الرب.

ثم ارتحل أبرام ارتحالاً متوالياً نحو الجنوب

( تك 12: 8 ،9)




كان أبرام في المكان الصحيح يوم نصب خيمته "بين بيت إيل وعاي". وبيت إيل تعني "بيت الله"، وعاي تعني "كومة خراب". فعلى الجانب الأول يتطلع ويرى بيت إيل والتي تتكلم عن محضر الله والشركة مع الله ( تك 28: 16 ،17)، وعلى الجانب الآخر يتطلع ويرى عاي. ومن عاي نتعلم دروساً هامة:

(1) فهي تمثل هذا العالم كمعنى اسمها "كومة خراب". الإيمان يراه كذلك. والذي يتمتع بالشركة مع الله في بيت إيل هو الذي يرى العالم وقد فقد بريقه وجاذبيته. ومهما حاول الشيطان رئيس هذا العالم أن يجعله مُسراً وجذاباً، لكن المؤمن الذي وجد شبعه في المسيح، يستطيع أن يدوس العسل ويحتقر مباهج وإغراءات هذا العالم.

(2) ثم في عاي نرى خيانة إسرائيل للرب مُمثلة في عخان (يش7). ومنها نتعلم أن الخطية هي خيانة ضد الرب، وهذا ينشئ فينا ارتعاداً ورعباً منها.

(3) وأخيراً نتعلم من عاي عدم الاتكال على الجسد. فقد شعر إسرائيل بالغرور بعد الانتصار على أريحا. وفقدوا الشعور بالاحتياج إلى رئيس جند الرب، ولجأوا إلى الحكمة الإنسانية فانكسروا أمام عاي الصغيرة (يش7).

وصل أبرام إلى القمة وهو في هذا المكان، متمتعاً بالشركة مع الرب الذي ظهر له، ساجداً وشاهداً، مُصلياً ومتكلاً على الرب وداعياً باسم الرب. ولكن الجسد لا يحتمل أن يسير بالإيمان طويلاً، ويميل إلى العيان. إنه يستثقل الأمور الإلهية وسرعان ما يشعر بالملل منها. إنه يحب التغيير ولا يقنع بالمسيح وحده نصيباً كافياً بطول الرحلة. إنه لا يرفض المسيح، لكنه يريد معه أشياء أخرى، ويرغب في أن يخوض تجارب جديدة ولو من قبيل العلم بالشيء. وهذا ما حدث بالأسف مع أبرام، حيث "ارتحل أبرام ارتحالاً متوالياً نحو الجنوب". لقد ارتحل عن بيت إيل مُعطياً ظهره للرب.

إنه يمثل المؤمن الذي يسمح بتساهل تدريجي في حياته وسلوكه. والتساهل إذا عبر بدون مشاكل سيقود إلى تساهل أكبر. ولا أحد يستطيع أن يوقف تيار الخطية الجارف إذا انكسرت الحواجز النفسية وفقد المؤمن الشعور بحضور الله. وهذا هو الارتحال المتوالي نحو الجنوب.



 
قديم 11 - 04 - 2021, 09:27 PM   رقم المشاركة : ( 37588 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

بيت إيل وعاي


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


ونصب خيمته. وله بيت إيل من المغرب وعاي من المشرق.
( تك 12: 8)




كان أبرام في المكان الصحيح يوم “نَصَبَ خَيْمَتَهُ بين بَيْتُ إِيلَ وَعَايُ”. “بَيْتُ إِيلَ” تعني “بيت الله”، وتتكلَّم عن صلاح الله ونعمته وقداسته. و“عَايُ” تعني “خرائب”، وتشهد عن خراب الإنسان وحقيقة هذا العالم الفاسد. وإدراك هذين الأمرين في غاية الأهمية للشهادة. فعلى الجانب الأول يتطلع ويرى “بَيْت إِيلَ”. والذي دعاها بهذا الاسم هو يعقوب، بعد ذلك بحوالي 160 سنة، يوم ظهر له الرب في حلم، وأعطاه مواعيد نعمة عجيبة، وأظهر نحوه كل الصلاح الإلهي ( تك 28: 16 ، 17)، وهناك ظهر مزيج من النعمة والقداسة.

وعلى الجانب الآخر كان يتطلع ويرى “عَاي” التي منها نتعلَّم دروسًا هامة:

(1) هي تمثل حقيقة هذا العالم كمعنى اسمها “خرائب”. الإيمان يراه كذلك. والذي يتمتع بالشركة مع الله في “بَيْت إِيلَ” هو الذي يرى العالم وقد فقد بريقه وجاذبياته. ومهما حاول الشيطان، رئيس هذا العالم، أن يجعله مُسرًا وجذابًا، لكن المؤمن الذي وجد شبعه في المسيح، يستطيع أن يدوس العسل ويحتقر مباهج وإغراءات هذا العالم الزائل. وعندما يمتلئ بالأفكار الإلهية عن هذا العالم، سيراه حقًا كومة خراب، وأنه سيزول بالحريق، ويُقر بأنه غريب ونزيل، وينتظر مجيء الحبيب، والوصول إلى الوطن السماوي والبيت الرحيب.

(2) ثم في “عَاي” نرى خيانة إسرائيل للرب عندما انكسروا أمامها. هذه الخيانة تمثلت في “عَخَان بْن كَرْمِي” (يش7). ومنها نتعلَّم أن الخطية هي خيانة ضد الرب. وهذا ينشئ فينا ارتعادًا ورعبًا من الخطية.
(3) وأخيرًا نتعلَّم من “عَاي” عدم الاتكال على الجسد. فقد شعر إسرائيل بالغرور بعد الانتصار على أريحا، وفقدوا الشعور بالاحتياج إلى رئيس جند الرب، ولجأوا إلى الحكمة الإنسانية، فانكسروا أمام “عَاي” الصغيرة (يش7).


 
قديم 11 - 04 - 2021, 09:28 PM   رقم المشاركة : ( 37589 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يعقوب في طريقه إلى فدان أرام


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


وجده في أرض قفر، وفي خلاء مستوحش خرب.
أحاط به، ولاحظه، وصانه كحدقة عينه

( تث 32: 10 )




تاريخ يعقوب في الكتاب المقدس يُبين لنا مَنْ هو الله ومَنْ هو الإنسان. يُبين الله في غنى نعمته ومُطلق سلطانه، ويُبين الإنسان في خيانته وعدم تقديره لنعمة الله. فيعقوب هنا هو في طريقه من كنعان إلى حاران، أي في طريق التحول عن الرب والابتعاد عن الأرض التي أعطاها الله لإبراهيم ولنسله. ولكن هل المؤمن الحقيقي يملك حرية الرجوع عن اختيار الله؟ يقول الكتاب "أما نحن فلسنا من الارتداد للهلاك بل من الإيمان لاقتناء النفس" ( عب 10: 39 ). فالله وإن كان يسمح ليعقوب أن يخرج من كنعان، فذلك ليس لكي يهلك، بل لكي يختبر مرارة الضلال وحلاوة رَّد النفس.

ظهر الله ليعقوب وهو في طريق الضلال وأعلن له ذاته قائلاً له "أنا الرب إله إبراهيم أبيك وإله إسحاق. الأرض التي أنت مضطجع عليها أعطيها لك ولنسلك ... ويتبارك فيك وفي نسلك جميع قبائل الأرض" ( تك 28: 13 ،14). هنا نجد الوعد بالبركات الأرضية والزمنية .. علاوة على أن الرب طمأنه على حياته، وأنه لا بد أن يتمم مقاصده.

ولكن يعقوب عندما استيقظ من نومه خاف. والسبب في ذلك أن الخطية كانت باقية على ضميره، وغير مُعترف بها. فامتلاك النعمة شيء والتمتع بها شيء آخر. وهل كل مؤمن يستطيع أن يقول إنه متمتع بالنعمة؟ لماذا القلق والخوف مع أننا نُقيم في النعمة؟ السبب هو انقطاع الشركة بسبب وقوعنا في الخطية وعدم حكمنا عليها، ولذا لم يخف يعقوب فقط، بل أكثر من ذلك أنه لم يصدّق أقوال الله، فقال: "إن كان الله معي وحفظني في هذا الطريق الذي أنا سائر فيه وأعطاني خبزاً لآكل وثياباً لألبس" ( تك 28: 20 ). فالنفس المُخطئة تجد صعوبة في تصديق مواعيد الله. ومع أن الله قد باركنا بكل بركة روحية في السماويات في المسيح يسوع، إلا أن وجوهنا كثيراً ما تتجه نحو الأرض لكي نطلب طعاماً لنأكل وثياباً لنلبس ... فإن كان يعقوب يظهر أمامنا بهذه الصورة، فلا يجب أن نستغرب لأنها صورة كل واحد منا.
 
قديم 11 - 04 - 2021, 09:29 PM   رقم المشاركة : ( 37590 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

التعويضات الإلهية


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


وَرَأَى الرَّبُّ أَنَّ لَيْئَةَ مَكْرُوهَةٌ فَفَتَحَ رَحِمَهَا
( تكوين 29: 31 )




يا لها من تعزية عندما ندرك هذه الحقيقة أن الرب يرانا ويشعر بنا، وأنه قريبٌ من المنكسري القلوب! إنه يعرف ما نعاني منه، وما يجعلنا نئن في صمت، حتى دون أن نشكو. إنه الإله العطوف الذي ولو أحزن، يرحم حسب كثرة مراحمه. إنه لا يحرم من كل شيء، لذلك ترفَّق بليئة وفتح رحمها، في الوقت الذي فيه كانت راحيل عاقرًا.

«فحبلت ليئة وولدت ابنًا ودعَت اسمَهُ رأُوبين، لأنها قالت: إن الرب قد نظر إلى مذلتي. إنه الآن يُحبُّني رَجُلي» (ع 32). فرحتْ ليئة برأوبين ووجدتْ فيه تعويضًا. وأهم من ذلك، أنها تعلَّمتْ أن الرب ينظر إلى المسكين ويرى مذلَّته واتضاعه. وقد ظنَّت أن هذا الطفل الأول سيربط زوجها بها ويجذب قلبه ومحبته لها، وهذا ما كانت ترجوه، لكن هذا بالأسف لم يحدث.

«وحبلت أيضًا وولدت ابنًا، وقالت: إن الرب قد سمع أني مكروهةٌ فأعطاني هذا أيضًا. فدَعَت اسمَهُ شمعون» (ع 33). ومع هذا الابن الآخر تعلَّمتْ درسًا آخر عن الرب، أنه ليس فقط ينظر، بل يسمع تأوه الودعاء وصراخ المساكين. في البداية لم تتكلَّم أو تَشكُ لكنه هو رأى. وعندما زادت أحزانها وخاب رجاؤها، ذهبت بشكواها إلى الرب، والرب قد سمع.

«وحبلت أيضًا وولدت ابنًا، وقالت: الآن هذه المرة يقترن بي رجُلي، لأني ولدتُ له ثلاثة بنين. لذلك دُعيَ اسمُهُ لاوي» (ع 34). لقد كانت تطلب شيئًا مشروعًا، وهو احتياج طبيعي عند كل زوجة. إنها تريد أن تشعر أنها محبوبة ومقبولة، وليست مهجورة ومكروهة. كان يعقوب بالنسبة لها كل الرجاء. وكانت تتمنَّى أن يتحسَّن موقفه مع كثرة البنين. كانت تشعر بالرفض الجارح من البداية. طالَت مُعاناتها فضجرتْ (كمعنى اسمها)، وكانت ترجو حلاً عاجلاً للمشكلة. ونحن دائمًا نرغب في سرعة الخلاص من التجربة بدلاً من أن نطلب نعمة لكي نحتمل التجربة ونستفيد منها.

«وحبلت أيضًا وولدَت ابنًا وقالت: هذه المرة أحمَدُ الرب. لذلك دعَت اسمَهُ يهوذا» (ع 35). لقد تعلَّمتْ أخيرًا الدرس الذي كان الرب يريدها أن تتعلَّمه من خلال كل الضغوط والحرمان والأحزان، وهو أن تتحوَّل إليه شخصيًا، وتجد فيه كل الكفاية والتعويض والتعزية. إنها الآن فقط، بعد أن ولدتْ هذا الابن الرابع «يهوذا»، استطاعت أن تفرح وترنِّم وتحمد الرب (كمعنى اسم يهوذا)، بالاستقلال عن يعقوب، وبالرغم من كل الظروف المُكدِّرة.
 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:13 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025