منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09 - 04 - 2021, 12:32 PM   رقم المشاركة : ( 37371 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

نداءات ثنائية



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


شَاوُلُ، شَاوُلُ! لِمَاذَا تَضْطَهِدُنِي؟

( أعمال 9: 4 )



أن ينادي الله شخصًا باسمه فهذه نعمة، وأن يناديه مرتين فهذا يعني أن الأمر خطير وعاجل. وفي كلمة الله نقرأ 7 مرات عن نداءات ثنائية من الله لبعض الشخصيات، ومن خلال ذلك نتعلَّم أروع الدروس والتي يمكن أن نتتبعها في ترتيب أدبي:

فمع شاول الطرسوسي في أعمال 9: 4 كان نداء التغيير نقطة فارقة في مساره ومصيره. إذ تحوَّل بعدها إلى بولس الرسول المغبوط. ومع مرثا في لوقا 10: 41 كان نداء التحرير ليفك عنها شعورها بالضيق والاضطراب، نتيجة الاهتمام بأمورٍ كثيرة بينما الحاجة إلى واحد. أما مع سمعان بطرس في لوقا 22: 31 فكان هناك نداء التحذير من الرب المحب لشخصه، إذ وثق في ذاته وشعر بأفضليته فأمسى على بُعد شعرة من السقوط.

وقديمًا كان نداء الرب المُطمئن إلى يعقوب بمثابة نداء التأخير ( تك 46: 2 ) فالشخص العجول المتعقب لرغباته صار بعد المعاملات الإلهية شخصًا يتردَّد في التحرك، حتى عندما سمع بأن يوسف ابنه حي بعد، فجاء نداء الرب مُشجعًا له على النزول إلى مصر حيث يوسف.

ثم نقرأ بعد ذلك عن نداء النذير لصموئيل، وهو بعد صبي صغير ولكنه مُكرَّس للرب ليصبح نافعًا للسيد قبل أن ينطفئ سراج الله ( 1صم 3: 10 )، فالرب دائمًا ما يُبقي لنفسه بقية، وفي أحلك الأوقات يجهز أروع الشهود ويبرزهم في المشهد.

أما عن نداء الله لموسى فهو بمثابة نداء التحضير لبدء الخدمة التي طال انتظارها، وقيادة شعبه القديم للخروج من مصر ( خر 3: 4 ) ليس في وقت استحسان الإنسان ولكن في التوقيت الإلهي المناسب والصحيح دائمًا. وأخيرًا يجيء نداء الله لإبراهيم - وهو أول نداء مزدوج في الكتاب - ليكون بمثابة نداء التقدير من الرب لشخص فاضل فضَّل الرب على مشاعره كأب، وعلى ابنه الوحيد إسحاق، فاستحق مكافآت السماء بسخاء ( تك 22: 11 ).

ليت قلوبنا قبل آذاننا تصغي بإنصات إلى نداءات الرب لنا، فنتجاوب معها في طاعة فورية تليق بها في رحلة تبدأ بالتغيير، وتختبر التحرير، وتنتبه لكل تحذير، ولا تتباطأ في تأخير، فتحيا حياة النذير، مستعدة لكل تحضير، وفي الختام تنال من السيد كل التقدير.
 
قديم 09 - 04 - 2021, 12:33 PM   رقم المشاركة : ( 37372 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

إبراهيم دُعي خليل الله




وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



وسار أخنوخ مع الله

( تك 5: 24 )
( يع 2: 23 )

يكلم الرب موسى وجهًا لوجه كما يكلم الرجل صاحبه

( خر 33: 11 )

أصدقاء الله

أخنوخ، إبراهيم، موسى؛ ثلاثة يستحقون بحق هذا اللقب: ”أصدقاء الله“، والثلاثة شهد عنهم الوحي بذلك. فيُقال عن أخنوخ إنه سار مع الله، والفعل ”سار“ هنا يفيد التوافق والصداقة (وما زلنا نستعمل مثل هذا التعبير كناية عن الصداقة). كما يُقال عن إبراهيم «خليل (صديق) الله»، وعن موسى إنه كان يكلم الرب «كما يكلم الرجل صاحبه».

ولهذه الصداقة سمات ومقوِّمات؛ ونستطيع أن نرى في كل واحد من هؤلاء الأفاضل سِمَة، ويمكننا أن نقول:

عن أخنوخ: سار مع الله ( تك 5: 22 ،23)،

وعن إبراهيم: سار أمام الله ( تك 17: 1 )،

وعن موسى سار خلف الله ( خر 33: 14 ،15).

ففي أخنوخ نرى حلاوة الشركة والعشرة بالرب. لقد قضى الوقت الطويل يتحدث مع إلهه، ولا يُخبرنا الكتاب بشيء عن هذا الحديث؛ وكأنه يستحث كل واحد منا أن تكون له أحاديثه الخاصة السرية مع الرب. لقد شارك أخنوخ الله أفكاره، ففهم فكره حتى عن أمور لم تحدث إلى يومنا هذا، بعد آلاف السنين من حياته. واستمر الحال هكذا حتى «لم يوجد لأن الله أخذه».

وفي إبراهيم نرى قوة التقوى. فالقول «سِِر أمامي» يساوي ”تذكَّر في كل لحظة أنني أنظر سلوكك“، وقد عاش إبراهيم بالفعل هكذا، حتى أن الله نفسه شهد له «علمت أنك خائف الله» ( تك 22: 12 ). كان ”يفعل“ أو ”يمتنع“، ”يتكلم“ أو ”يصمت“، ”يذهب“ أو ”يجيء“، بناء على هذا المبدأ: أن الله يرى الكل.

أما في موسى فنرى روعة الانقياد برأي الله. لقد رفض أن يسير وراء أي مخلوق، حتى لو كان ملاكًا؛ مؤثِرًا أن يُقتاد بالله دون سواه. فلقد كان يرى في ذلك: الضمان، والأفضل، والامتياز. فمَنْ يضمن الطريق إلا الأعلى؟ ومَنْ يعرف الأفضل للمخلوق إلا الخالق؟ وأي امتياز لإنسان، بمقدار أن يكون الله قائده؟ لذا، فقد كانت طلبته: "علمني طريقك حتى أعرفك".

ولنا نحن أيضًا، في يومنا هذا، أن نتمتع بهذا الامتياز أيضًا: أن نكون أصدقاء لله. فإن كانت تلك أشواقنا، فدعونا:

نسير مع الله؛ في شركة حميمة تبغي الدخول إلى العُمق،

نسير أمام الله؛ في تقوى حقيقية، مُراعين مشاعر إلهنا،

نسير خلف الله؛ منقادين برأيه، لا بأفكارنا.
 
قديم 09 - 04 - 2021, 12:35 PM   رقم المشاركة : ( 37373 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

معية الرب



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



فقال (الرب): إني أكون معك ( خر 3: 12 )فقال (الرب)
: وجهي يسير فأُريحك

( خر 33: 14 )

إذا جعلنا من كلمات الرب لموسى شعارًا ممتدًا على طول الطريق، فلسوف نجده شعارًا يصلح لمواجهة كل أنواع التجارب التي تصادفنا في السير. قال الرب لموسى: «إني أكون معك» ( خر 3: 12 )، وقال أيضًا: «وجهي يسير فأُريحك» ( خر 33: 14 ). والتعبير الأخير يجمع معاني كلمات الرب لشعبه القديم: «إذا اجتزت في المياه فأنا معك، وفي الأنهار فلا تغمرك. إذا مشيت في النار فلا تُلذع .. أنا الرب إلهك .. مُخلِّصُك» ( إش 43: 2 ) و«أيضًا إذا سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شرًا، لأنك أنت معي» ( مز 23: 4 ). وفي العهد الجديد بينما يُفتتح إنجيل متى بإعلان عن مجيء المخلِّص ( مت 1: 21 )، فإن خاتمته هي توكيد لدوام سير وحضور المخلِّص مع شعبه «ها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر» ( مت 28: 20 ). «كل الأيام»: في أيام الصحو وأيام الغيم، في أيام الصحة وأيام المرض، في أيام الخير وأيام الضيم، في الشدو أو في النوح، ولن يأتي اليوم الذي فيه يكون الرب بعيدًا عنا. قد يتخلى مُحب وصاحب، لكنه يلتصق بنا ولو كنا في الأتون، يُخضع لحسابنا كبرياء البحر والموج العنيد، وينزل الجُب إلينا ويسد أفواه الأسود.

وفي الكتاب المقدس نجد ثلاثة أسماء من بين أسماء الله العظيمة، ولكلٍ معناه الكبير جدًا عند شعبه وهم يقطعون مراحل الطريق، وفي هذه الأسماء الكفاية لمواجهة كل أعواز الطريق مهما تنوعت:

أول هذه الأسماء هو: «حجر المعونة» الذي تفسيره «إلى هنا أعاننا الرب» ( 1صم 7: 12 )

وثانيها «عمانوئيل» الذي تفسيره «الله معنا» ( مت 1: 23 ).

وثالثهما «يهوه يرأه» الذي تفسيره «الرب يَرى» أو «الرب يدبر» ( تك 22: 14 ).

و«حجر المعونة» بكل ما فيه من ذكريات سعيدة، إنما يُعبِّر صادقًا عن سير الرب معنا في الماضي.

و«عمانوئيل» بكل ما فيه من بركة وكفاية إنما يعبِّر صادقًا عما يبعثه هذا الاسم من طمأنينة حاضرة.

و«يهوه يرأه» بكل ما يتضمنه من موارد غير محدودة إنما يعبِّر تعبيرًا صادقًا عن الثقة التي بها نواجه المستقبل.

ولنتأمل معًا كفاية هذه الأسماء الإلهية حين تعمل معًا لتنضج ثمرًا من اختبارات الطريق.
 
قديم 09 - 04 - 2021, 12:45 PM   رقم المشاركة : ( 37374 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

عيسو بائع البكورية




وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


مُلاحظين لئلا يخيب أحد من نعمة الله ...

لئلا يكون أحد زانياً أو مستبيحاً كعيسو

الذي لأجل أكلة واحدة باع بكوريته
( عب 12: 15 ،16)

عيسو هو الأخ التوأم ليعقوب، وقبل ولادتهما حدث صراع بينهما ( تك 25: 22 )، صورة للصراع الكائن بين الجسد والروح ( غل 5: 17 ). وقد وُلد عيسو أولاً ثم يعقوب. بحسب القاعدة التي وضعها الروح القدس "ليس الروحاني أولاً بل الحيواني (أو الطبيعي) وبعد ذلك الروحاني" ( 1كو 15: 46 ).

وعند ولادته كان عيسو كله كفروة شعر ولونه أحمر، ولذلك دُعيَ اسمه "عيسو" أي "مُشعر" أو "كثيف الشعر" ( تك 25: 25 ). والشعر في الكتاب يكلمنا عن قوة الإنسان الطبيعي ونتاج الطبيعة العتيقة (قارن لا14: 9).

وأول ما نقرأ عن عيسو أنه باع بكوريته بأكلة عدس، لذلك قيل عنه في العهد الجديد إنه "مُستبيح" لأنه لم يقدِّر عطية الله. وبعد ذلك طلب البركة بالدموع، ولكن لم يجد تراجعاً من جانب أبيه إسحاق ( عب 12: 16 ،17).

إنه لم يبكِ عند ضياع البكورية وامتيازاتها، لكنه بكى عندما حُرم من بركة أبيه. ويا له من تناقض غريب! إنه يقدِّر بركة الإنسان مفضلاً إياها على بركة الله. لقد كان رجلاً دنيوياً، مُستهيناً بمقدسات الله، أو "لا مقدسات في حياته" كما تعني كلمة "مُستبيح" في أصلها اللغوي. كان رجلاً أعمى عن جميع القيم الروحية في الحياة. ومثل هذا الرجل لا معنى للبكورية عنده، إذ أن البكورية كانت تتضمن بركات روحية؛ فكانت تمنح صاحبها أن يكون رأس العائلة وممثلها أمام الله، وأن يكون كاهنها الذي يتقدم بالذبائح عنها أمام المذبح الإلهي، وأن يكون مستودعاً للإعلانات الإلهية وناقلها إلى عائلة الإيمان، وأن يرث نصيباً مُضاعفاً من ميراث أبيه ( تث 21: 15 -17). وكان له شرف وراثة المواعيد والعهود التي قُطعت لإبراهيم وإسحاق، وأهمها أن يأتي من نسلهما المسيا فادي البشرية الذي فيه تتبارك جميع أمم الأرض ( تك 22: 18 ؛ 26: 4). ولكن جميع هذه القيم الروحية كانت بلا معنى أو مذاق أمام عيسو، إنه يتعامل مع الأشياء المقدسة باستخفاف كما لو كانت قليلة الأهمية. وهو مُغلق العين والقلب بالنسبة لها جميعاً، وأقل ما في الحاضر لهو أفضل عنده من كل انتظارات المستقبل. ومن ثم كانت البكورية الممنوحة له لا معنى لها ما دامت ترتبط بمستقبل قريب أو بعيد. فيا للاستباحة!!

 
قديم 09 - 04 - 2021, 12:47 PM   رقم المشاركة : ( 37375 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


إسحاق رمز للمسيح



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


بالإيمان قدَّم إبراهيم إسحاق وهو مُجرَّب.

قدَّم الذي قَبِلَ المواعيد وحيده، الذي قيل له:
إنه بإسحاق يُدعى لك نسل
( عب 11: 17 )


إن أجمل ما في حياة إسحاق، أنها مليئة بالرموز والظلال لربنا يسوع المسيح.

(1) لقد سماه الله بهذا الاسم قبل أن يولد، إذ قال لإبراهيم: «سارة امرأتك تلد لك ابنًا وتدعو اسمه إسحاق» ( تك 17: 19 )، كما تسمَّي الرب يسوع، له المجد، قبل ولادته إذ قال الملاك للعذراء «وها أنت ستحبلين وتلدين ابنًا وتُسمينه يسوع» ( لو 1: 31 ).

(2) معنى كلمة "إسحاق" ضحك أو سرور، فقد قالت سارة أمه عند ولادته: «قد صنع إليَّ الله ضحكًا» ( تك 21: 6 ) أي أنشأ الله ليَّ سرورًا. والرب يسوع ـ له كل المجد ـ ليس فقط موضوع مسرة الله وفرحه ( أم 8: 30 )، بل هو أيضًا مصدر كل فرح وبهجة للإنسان «لا تخافوا! فها أنا أُبشركم بفرحٍ عظيم يكون لجميع الشعب: أنه وُلد لكم اليوم في مدينة داود مُخلص هو المسيح الرب» ( لو 2: 10 ).

(3) إسحاق هو النسل الحقيقي لإبراهيم ( تك 21: 12 تك 22: 18 ). وقد قبل فيه إبراهيم الوعد من الله بالبركة «ويتبارك في نسلك جميع أمم الأرض» ( أف 1: 3 ؛ غل3: 16) وفي هذا نرى رمزًا جميلاً للرب يسوع المسيح، لأن الله قد «باركنا بكل بركة روحية في السماويات في المسيح» (أف1: 3)

(4) عندما أراد الله أن يمتحن إبراهيم بأن يُقدم إسحاق مُحرقة على جبل المُريا، لم يُبدِ إسحاق الشاب أية مقاومة لأبيه الشيخ، وفي هذا نرى رمزًا جميلاً للطاعة الكاملة التي أظهرها الابن الوحيد، ربنا يسوع المسيح، للآب في تتميم مشيئته ( في 2: 8 ).

(5) وفي قيامة إسحاق من على المذبح، في اليوم الثالث ( تك 22: 4 ) رمز جميل لقيامة ربنا يسوع المسيح ( عب 11: 19 ؛ 1كو15: 3، 4).

(6) بعد أن أَصعد إبراهيم الكبش مُحرقة عوضًا عن ابنه، قيل «ثم رجع إبراهيم إلى غُلاميه» ( تك 22: 19 ) ولم يُذكر رجوع إسحاق، لأنه رمز جميل للشخص الفريد الذي بعد موته وقيامته، صعد فوق جميع السماوات.

(7) كان زواج إسحاق برفقة من أجمل الرموز لاقتران المسيح بالكنيسة، العروس السماوية، التي أحبها المسيح وأسلم نفسه لأجلها، وقريبًا سيُحضرها لنفسه.
 
قديم 09 - 04 - 2021, 12:49 PM   رقم المشاركة : ( 37376 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

دموع إبراهيم



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


وماتت سارة ...

فأتى إبراهيم ليندب سارة ويبكي عليها
( تك 23: 2 )

يبدو أن إبراهيم كان متغيباً عن بيته عندما لفظت سارة أنفاسها الأخيرة، ولكنه أتى في الحال ليندب سارة ويبكي عليها. وهذه أول مرة نقرأ عن إبراهيم أنه بكى. لا نقرأ أنه بكى عند نهر الفرات عندما ترك الأهل والأوطان، ولا نرى أثراً لذلك عندما وصلت إليه أخبار سبي أخيه لوط، والكتاب لا يذكر أنه فعل ذلك في طريقه إلى جبل المُريا لتقديم وحيده الذي يحبه اسحق مُحرقة، أما وقد ماتت سارة فقد تفجرت ينابيع حزنه وسالت دموعه مدراراً.

ما الذي أحدث هذا التغيير؟ نعم عندما نُدعى من الله لنتمم عملاً، سواء كان رحلة شاقة، أو حرباً شعواء، أو تضحية ما؛ فإننا نستطيع أن نحبس دموعنا، ونتحمل كل شيء بصبر، وربما كثرة مشاغلنا تلهينا عن أحزاننا. ولكن عندما ينتهي كل شيء، وعندما تأتي بنا الأيام بجوار جثة هامدة، لا تملك أيدينا أن تفعل لها شيئاً، حينئذ تنساب دموعنا.

لعله ليس بمستغرب أن يبكي ابراهيم. لقد كانت سارة شريكة حياته، كانت هى الوحيدة الباقية ممن تحمّلوا معه مشاق رحلته الخطيرة هذه السنين الطوال، وإذ جثا بجوارها، انهالت عليه ذكريات الماضي؛ تذكرها كعروس في بدء حياتهما الزوجية، تذكر طاعتها وخضوعها في كل حياتها داعية إياه سيدها، مرَّ في مخيلته شريط أحداث متتابعة ومواقف كثيرة لها، ضيافتها وكرمها، وقارها وزينة الروح الوديع الهادئ الكثير الثمن، حسن تدبيرها ووقوفها معه في كل مسيرة الحياة، كل هذا كان لا بد أن يقوده للبكاء.

إن الدموع تهوّن على النفس أحزانها الثقيلة، وهى تخفف ضغط الأحزان عن القلب. هى لآلئ وليدة الجروح والآلام، كما تتحول الجروح في المحارات إلى لآلئ.

نحن لا نستطيع أن نعرف تماماً لماذا يبكي البشر إذا وقفنا معهم بجانب القبر. ففي معظم الأحيان يكون باعث الحزن خالص المحبة، ولكن في بعض الأحيان تكون الدموع ممتزجة بمرارة، بسبب ما يملأ نفوسهم بالندم والأسف بسبب معاملة قاسية أو كلمات صعبة أو بسبب تقصير في خدمة أو مشاركة في أعواز.

ليحفظنا الرب في روح المحبة لكي لا نشرب مثل هذه الكأس المُرَّة - كأس أحزان الحرمان.
 
قديم 09 - 04 - 2021, 12:51 PM   رقم المشاركة : ( 37377 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

انتظار الإيمان



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


وماتت سارة ...
فأتى إبراهيم ليندب سارة ويبكي عليها
وَقَامَ إبْراهيِمُ مِنْ أَمَامِ مَيْتِهِ
( تك 23: 2 )

لقد آمن إبراهيم بكلام الرب عندما وعده بإسحاق، ولم يعتبر جسده وهو قد صار مُماتًا، وبالإيمان قدَّم إسحاق ابنه حسب قول الرب له، إذ حسب أن الله قادر على الإقامة من الأموات، والآن نرى إيمانه يظهر وهو يدفن سارة على رجاء القيامة. فالإيمان الذي بقوته صعد إلى جبل المُريا ليقدِّم إسحاق ابنه، هو بعينه الإيمان الذي نظر به إلى مغارة المكفيلة ليدفن فيها ميته. لقد جاء الوقت الذي فيه يدفن إبراهيم ميته من أمامه، وهو يفعل ذلك كان على يقين تام أن سارة ستقوم، ويكون لها نصيب في الوطن السماوي؛ الوطن الأفضل الذي كان إيمانه ينتظره.

لقد أظهر الله ذاته لإبراهيم كالقدير، وكإله القيامة، كما أكد له أن الأرض التي هو فيها كغريب ونزيل قد أُعطيت له ملكًا أبديًا ( تك 17: 8 )، فالكل كان له بموجب الوعد، حتى وإن لم يملك شيئًا بعد، وبمقتضى إيمانه بوعد الله، اهتم بدفن جسد سارة في تلك الأرض التي وُعد بها. ففي تلك الأرض عاشت سارة، وفيها دُفنت ( تك 23: 2 ، 19)، وبهذا الإيمان عينه نقرأ بعد ذلك أن ابني إسحاق دفنا أباهما في حبرون في هذه الأرض عينها ( تك 35: 27 - 29). وأيضًا يعقوب الذي مات في مصر، نقرأ أن بنيه دفنوه في مغارة حقل المكفيلة في الأرض ذاتها ( تك 50: 13 ). كذلك يوسف لمَّا دَنَت ساعة موته تجلَّى هذا الإيمان فيه، فأوصى إخوته من جهة عظامه أن يحملوها معهم من مصر إلى كنعان ( تك 50: 25 ، 26؛ خر13: 19).

وإن كنا قد رأينا الإيمان يلمع في مشهد الموت، فإننا نلاحظ في الوقت ذاته أن الإيمان لا يضع العواطف البشرية جانبًا، لذلك نقرأ القول: «فأتى إبراهيم ليندب سارة ويبكي عليها» ( تك 23: 2 )، نحن نعلم ونوقن بالإيمان أن أحباءنا الذين رقدوا في الرب سيقومون، وأن الموت لهم هو ربح، لكننا في الوقت عينه نحن نحزن عليهم ونشعر بخسارتنا لهم. إن رجاءنا بالقيامة رجاء مؤكد ويعلن لنا ـ كما يذكر لنا الرسول بولس ـ أن حزننا ليس كحزن أولئك الذين لا رجاء لهم. وليس هناك كلمة تقول إننا لا نحزن أو لا نبكي، وهل كان هناك مَن يعلم بقوة القيامة أكثر من ذاك الذي قال: «أنا هو القيامة والحياة» ومع كل ذلك بكى عند قبر لعازر؟!
 
قديم 09 - 04 - 2021, 12:53 PM   رقم المشاركة : ( 37378 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

غريب ونزيل



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أَنَا غَرِيبٌ وَنَزِيلٌ عِنْدَكُمْ

( تكوين 23: 4 )

تتلخص حياة إبراهيم في ثلاثة أمور عظيمة هي: الإيمان والرجاء والمحبة. الإيمان الذي ظهر في قبوله لدعوة الله وخروجه من أرضه وعشيرته، والرجاء الذي تجلى في حياة الغربة وانتظاره مواعيد الله، والمحبة التي تبرهنت عند الامتحان العظيم؛ تقديم إسحاق. لقد كان عرض حياة إبراهيم محبة، وطولها إيمان، وارتفاعها رجاء.

دعونا الآن نُلقي نظرة على الرجاء، وما أنتجه مِن اغتراب. فكما كان إبراهيم أبًا للمؤمنين، كان هو بحق أبًا لكل المهاجرين والغرباء. كان هو الرائد الأول، وتبعه بعد ذلك كل المؤمنين.

في تكوين 12 عندما وصل إبراهيم إلى الأرض كان أول تصرف له أن «اجتاز أبرام في الأرض»، اجتياز الغريب (ع6)؛ وبعد ذلك يقول الوحي: «وظهرَ الرب لأبرام» - وهذه أول مرة يظهر له فيها بعدما ترك أور - «وقال: لنسلَك أُعطي هذه الأرض» (ع7). فماذا كانت النتيجة؟ يذكر الوحي تصرفًا مُزدوجًا لإبراهيم: أولاً: «بنى هناك مذبحًا للرب الذي ظهرَ له» (ع7)، فلا زال قلبه على الرب لا على الأرض، فلم تكن مشغوليته بالرب الذي وعده، بل بالرب الذي ظهر له. ثانيًا: «نقلَ (خيامه) من هناك» - وكأنه خشى لئلا يتعلَّق قلبه بالأرض، بالمكان الذي فيه أعلن الله له هذا الوعد – ونصبَ خيمته في مكانٍ آخر، وهو موقع له أهميته – «شرقي بيت إيل ... وله بيت إيل من المغرب وعاي من المَشرق» (ع8). فأن يُعطي وجهه إلى ”بيت إيل“ يعني أنه يُعطي ظهره ”لعَاي“ (التي تعني كومة خراب)، وهكذا كان كل العالم في نظر إبراهيم، كما وفي نظر كل مؤمن واعٍ.

ومرة ثانية في أصحاح 13 عندما قال له الرب، بعد اعتزال لوط عنه «قُم امشِ في الأرض طولها وعرضها، لأني لكَ أُعطيها» ( تك 13: 17 ). فماذا فعل إبراهيم؟ «نقل خيامَهُ وأتى وأقام عند بلوطات مَمرا التي في حَبرون» (ع18)، وكأنه خشى مرة أخرى لئلا يتعلَّق قلبه بالمكان. لقد انطبق عليه تمامًا كلمات الرسول: «أقرُّوا بأنهم غُرباء ونُزلاء على الأرض» ( عب 11: 13 ).

ولقد استمر هذا الشعور ملازمًا لإبراهيم كل حياته. وعندما ماتت سارة ذهب إلى سكان الأرض طالبًا منهم ملك قبر يشتريه منهم بفضة، مُصدِّرًا كلامه إليهم بهذه العبارة التي كانت شعارًا لحياته: «أنا غريب ونزيل عندكم» ( تك 23: 4 ). فما أقوى فعل الرجاء عندما يسيطر على المؤمن، ويجعله يحتقر المنظور!

 
قديم 09 - 04 - 2021, 12:54 PM   رقم المشاركة : ( 37379 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لا تشاكلوا هذا الدهر



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فأطلب إليكم أيها الأخوة ..

أن تقدموا أجسادكم ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله،...
ولا تُشاكلوا هذا الدهر

( رو 12: 1 ، 2)

كلمة ”مُشاكلة“ تعني حرفيًا: مُطابقة، أو مُشابهة تامة. أما كلمة ”الدهر“ فالمقصود بها في رومية12: 2 ”العالم“: النظام الذي أسسه ويرأسه الشيطان ليحتفظ بالإنسان بعيدًا عن الله.

فنحن المؤمنين، قصد الله في اختياره وتعيينه لنا أن نكون مُشابهين صورة ابنه ( رو 8: 29 ) لا مُشاكلين هذا العالم في مبادئه.

تخيَّل لو أن سفيرًا لدولة عُظمى، راقية ومتحضرة، يرتضي أن يُشابه أهل البلاد التي هو مُوفَد إليها، وتلك الأخيرة ما هي إلا بلاد متخلفة وفقيرة، يعمها الجهل وتسودها عادات بدائية! إنك لو أمكنك أن تستسيغ وضعًا كهذا، فإنه مُحال أن يقبل عقلك أن أشخاصًا سماويين، ليسوا من هذا العالم ( يو 17: 14 ، 16) يعيشون على كوكب الأرض، وقدوتهم سكانها، فيحتذون بعادات شعوبها!!

إن هذا التشبيه البسيط لهو أقل جدًا من الواقع. فنحن المؤمنين هنا، لسنا فقط نسعى كسفراء عن المسيح، ولكننا نقول إننا مُرسلون إلى العالم من قِبَل المسيح شخصيًا، وذلك حسب صريح كلماته هو ـ له المجد ـ «كما أرسلني الآب، أُرسلكم أنا» ( يو 20: 21 ). فيا لشرف الامتياز! ويا لجسامة المسئولية في آن واحد!

إن مُشاكلة هذا العالم، بناسه وأفكاره، لهيَ خطية عُظمى، وخسارة فادحة، وعدم تقدير لِما أوصلتنا إليه نعمة الله، ليس من جهة مقامنا الشرعي فحسَب، ولكن أيضًا من جهة دورنا وتأثيرنا هنا على الأرض، وفوق الكل عدم تقدير لرفض هذا العالم لسيدنا وربنا المعبود، فالصليب فصل بيننا وبين هذا العالم أدبيًا وروحيًا ( غل 6: 14 )، وبعمل الصليب أنقذنا المسيح من هذا العالم الحاضر الشرير.

لقد شاكل لوط في يومه هذا الدهر، فخسر شهادته، وخسر مكافأة الأمانة، خسر عائلته، وخسر كرامته، خسر أفراحه، وخسر كل ممتلكاته، خسر زوجته، وخسر شرفه. بالإجمال: خسر كل شيء ما عدا نفسه، لا لشيء إلا لأنه كان بارًا، ولكن بكل أسف «مُعذبًا»!! ( 2بط 2: 7 ، 8).

على النقيض من ذلك، يقف أبو المؤمنين إبراهيم، الذي عرف أنه ليس إلا غريبًا ونزيلاً، فلم يطبعه العالم بطابعه، بل ترك هو تأثيره على العالم المُحيط به كرئيس من الله بينهم ( تك 23: 6 ). وما أبعد المُباينة! تُرى في أي جانب تقف أنت الآن أيها القارئ المؤمن
؟
 
قديم 09 - 04 - 2021, 01:07 PM   رقم المشاركة : ( 37380 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

إبراهيم وانسكاب البركات



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


بذاتي أقسمت يقول الرب...

أُباركك مباركةً، وأكثِّر نسلك تكثيرًا...

ويَرِث نسلك باب أعدائه
( تك 22: 16 - 18)


كان إبراهيم في تكوين22 صراعًا بين موقفين: إما أن يطيع الرب مقدمًا إسحاق، أو أن يرفض ويُبقيه. لكن الرب كان أغلى من أي عزيز وحبيب في حياة إبراهيم، حتى إسحاق الوحيد، وإن قيمة الرب لديه لا تُحَد ولا تُقاس «ثم مدَّ إبراهيم يده وأخذ السكين ليذبح ابنه» ( تك 22: 16 ).

وإن الساجد الصادق، الذي يتخلى عن كل غالٍ نفيس، متخلصًا من عالقات الأرض ونوازع النفس وأهوائها وشهواتها، يبدو شفيف الروح، طهور الجسد، تنهمر عليه بركات الرب، نذكر بعضها:

1 ـ عظمة البركة: «بذاتي أقسمت يقول الرب» (ع16). تكمن عظمة البركة بالقَسَم بذات الرب، لذا فالبركة مساوية الرب. وعندما يتكلم الله ذاته، يترسَّخ الوعد، ويوطّد العهد، ويؤبد الصدق.

2ـ تأكيد البركة: «أُباركك مباركةً» (ع17). إن فعل الله مُطلق، يكبر الزمان، ويتجاوز المكان، ويعلو الامتحان، لا تحده حدود، ولا تقيده قيود، ولا توقفه سدود.

3 ـ تكثير النسل: «وأكثِّر نسلك تكثيرًا كنجوم السماء وكالرمل الذي على شاطئ البحر» (ع17). كان تكاثر النسل امتيازًا كبيرًا، وإكرامًا عظيمًا، ورضىً طيبًا من الرب، وكان العُقم عارًا. إن إبراهيم العاجز كليًا، وُعِد بكثرة نسل لا يُحصى، فآمن مصدقًا الوعد ( تك 15: 3 - 7)، ونال بركة إيمانه، ووُهب نسلاً بإسحاق.

4 ـ انتصار على الأعداء: «ويرث نسلك باب أعدائه» (ع17). حَفَل التاريخ المقدس بحروب عديدة، وخاض الشعب معارك جَمة لامتلاك الأرض الموعودة. وكان على يشوع أن ينتصر على واحد وثلاثين ملكًا، مُحققًا وعد الرب. إنها بركة وراثة الأعداء.

5 ـ امتداد البركة: «ويتبارك في نسلك جميع أمم الأرض» (ع18). بعد نجاح إبراهيم في امتحان تقديم إسحاق، والتضحية بالمحبوب الوحيد الغالي، إطاعة لطلب الرب، بورك إبراهيم من الرب، وألبسه هيبة ووقارًا، فكان السيد المهوب، الذي فيه اختُزنت بركة الله، وامتدت إلى أمم كثيرة ( تك 23: 6 ، 11، 15).
 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:24 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025