منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08 - 04 - 2021, 07:31 PM   رقم المشاركة : ( 37271 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

اذكروا امرأة لوط



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


وَنَظَرَتِ امْرَأَتُهُ مِنْ وَرَائِهِ فَصَارَتْ عَمُودَ مِلْحٍ!
( تكوين 19: 26 )


نحن لا نحتاج للذهاب للبحر الميت لنرى فيه نَصبْ امرأة لوط الرهيب لكي نأخذ العِبرَة ونَعي التحذير، لأننا نراه مُنتصبًا في أي مكان وأي زمان، في صورة كل إنسان ميَّزته رحمة الله وعنايته بظروف زمنية مُيسَّرة ووسَط ديني حسن، مليء بالامتيازات الروحية، فيتعلَّق بها في بادئ الأمر ويسير بمقتضاها فترة، ثم لا يلبث أن يتحوَّل عنها ويذهب بعيدًا وراء غرور الغنى وشهوات سائر الأشياء، ثم ينتهي أخيرًا خاوي الوفاض ومُحطَّم الآمال، مُدمَّر الحياة وفاقد الخلاص.

«نظرت امرأتهُ من ورائهِ فصارت عمود ملح!» .. كانت لحظات عصيبة ومُرعِبة، والصراع فيها كان رهيبًا، تلك اللحظات التي لم يجد فيها لوط زوجته تسير بجانبه، فمن ناحية كان يريد أن يستدير ليعرف ما الذي أصابها، ومن الناحية الأخرى كان يعي التحذير جيدًا «اهرب لحياتك. لا تنظر إلى ورائك، ولا تقف في كل الدائرة. اهرب إلى الجبل»، فلم يستطع أن ينظر إليها حتى مجرَّد نظرة الوداع.

آه كم أنت قاسٍ أيها العالم الشرير، شِباكك كثيرة، وجاذبيتك رهيبة، وخداعك بلا حدود، لديك من الأشياء ألوانًا وأشكالاً وأصنافًا، وما من إنسان مؤمن أو خاطئ لديه حصانة في ذاته من خداعك، تعرف كيف تصطاد النفس البشرية الكريمة كما يصطاد الذئب الفريسة، فإذا ما طلب الانسان الشهرة الفانية، قدَّمت له. وإذا ما أراد المجد الزائل أسرعت به له. إذا ما اشتهى الغنى غير اليقيني، أكثرت منه. في عطائك خدَاع كبير، وفي قساوتك مُدمِّر فظيع، الأخلاق الجميلة تُفسِد، والمشاعر النبيلة تتلف، والنفس الغالية تُهلِك. وهذا كله لأن الشيطان الكذَّاب والقتَّال مؤسسك.

خَسرت امرأة لوط الراحة والهدوء، الأولاد والأصهار، الشهرة والنفوذ، الثروة وكل الممتلكات، على أن أقسى كل هذه الخسائر الفادحة، هي خسارة النفس، فطالما استطاع الإنسان أن يعوِّض على المدى القريب أو البعيد، كل خسارة مادية، لكنه يعجز تمامًا عن تعويض خسارة النفس الضائعة في الحياة الحاضرة والعتيدة أيضًا.

أيها الأحباء: علينا أن نتذكَّر امرأة لوط، المرأة التي سارت رحلة من أعظم رحلات الإنسان على الأرض، وعاصرت إبراهيم خليل الله، وسمعت عن الدعوة والوعد، لكنها أخيرًا فضَّلت سدوم (العالم) على كنعان (السماويات)، فلم تدخل هي إلى سدوم فحسب، بل دخلَت سدوم بأكملها في قلبها، فشاركت سدوم في مصيرها.
 
قديم 08 - 04 - 2021, 07:34 PM   رقم المشاركة : ( 37272 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ما لك ههنا يا لوط؟



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


فجاء الملاكان إلى سدوم مساءً،
وكان لوط جالسًا في باب سدوم.

( تك 19: 1 )


نرى في تكوين19 أن لوطًا قد وقع بالكامل في شَرَك شؤون سدوم، وهي خطوة منطقية أخرى نحو السقوط. كان على لوط أن يتعلَّم درسًا عندما أظهر له إبراهيم محبته بإنقاذه من الأسر (تك14)، لكن المؤمن الضعيف يصبح قلبه متقسيًا نحو المحبة والتفكير المنطقي السليم. وقد يتطلب الأمر أحيانًا حادثًا فظيعًا لإخراج مؤمن من سدوم. زيارة ملائكة ونار من السماء نجحت أخيرًا في إخراجه من سدوم، لكن بعد صراع ومماطلة وخسارة ( تك 19: 15 - 29).

ومقاومة لوط في الرحيل لم تكن المؤشر الوحيد على انغماسه في سدوم. فمن المحتمل أن يكون قد تزوج بامرأة من سدوم، وتخلَّص من خيامه، واشترى بيتًا في سدوم ليُقيم فيه بصفة دائمة. سكن مع أسرته في سدوم، وبالطبع كان من الصعب قطع تلك الجذور والروابط الأُسرية. فعندما جاء الملاكان إلى سدوم مساءً «كان لوط جالسًا في باب سدوم» ( تك 19: 1 )، تعبير يعني تورطه في إدارة شؤون سدوم.

قد يبدو الأمر أن لوطًا كان يحاول أن يقوم بحركة إصلاح في المدينة، لكن من الجدير بالملاحظة أن شهادة إبراهيم وهو خارج المدينة، كانت أقوى تأثيرًا من شهادة لوط المُقيم داخل المدينة. فالمؤمن المنخدع من العالم مثل لوط قد لا يكون متورطًا في خطايا أهل العالم الفظيعة كالشذوذ الجنسي والعنف والقتل ( تك 19: 2 - 9)، لكن تفكيره يصبح ملتويًا ومشوهًا ( تك 19: 8 )، لأنه فقدَ شركته مع الله. وقد يسخر من شهادته أقرب الناس إليه ( تك 19: 14 ). وقتها تصبح حالة المؤمن الساقط بائسة ومؤسفة ( 2بط 2: 7 ، 8).

والمشهد الأخير في قصة لوط، مشهد حزين للغاية. الله في مراحمه الواسعة أنقذ حياته، لكن الخطوة الأخيرة على طريق الفشل تؤدي إلى فقدان كل شيء: الوظيفة والبيت والممتلكات والزوجة. صحيح أن لوطًا استطاع إخراج ابنتيه من سدوم، لكن لم يستطع إخراج سدوم منهما. ومن علاقتهما الشاذة النجسة مع أبيهما جاء ”موآب“ و”عمون“، شعبان مرّرا حياة شعب الله لسنين طويلة ( تك 19: 30 - 38). وهكذا فإن قصة لوط بمثابة تحذير لكل مؤمن وخاصة الآباء، والتحذير هو: ”لا تسلك طريق الفشل“.
 
قديم 08 - 04 - 2021, 07:36 PM   رقم المشاركة : ( 37273 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لوط السائر




وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


وَلُوطٌ السَّائِرُ مَعَ أَبْرَامَ،

كَانَ لَهُ أَيْضًا غَنَمٌ وَبَقَرٌ وَخِيَامٌ

( تكوين 13: 5 )


كان يجب على لوط لا أن يسير مع أبرام فقط، بل مع الرب أيضًا. إن عبارة “يسير مع” تَنُّم عن وجود شركة، كما قيل عن أخنوخ «وسارَ أخنوخ مع الله» ( تك 5: 24 )، «هل يسير اثنان معًا إن لم يتواعدا؟» ( عا 3: 3 ). وعلى المؤمن أن تكون له شركة قوية بالرب أولاً، وأيضًا مع إخوته ( أع 2: 42 ). وإن لم تكن لنا شركة قوية مع الرب، فإن شركتنا مع إخوتنا تكون لها الشكل الظاهري، وباطنها المصالح الشخصية. وهذا ما نراه في حياة لوط؛ لقد كانت لهُ غنم وبقر وخيام، أي صارت له ثروة خاصة، وكانت المُخاصمة التي حدثت بين رعاة مواشي لوط ورعاة مواشي أبرام، بمثابة امتحان. ونتيجة الامتحان كشفت لنا ما في قلب لوط «فرفع لوطٌ عينيهِ ورأى كل دائرة الأُردن أن جميعها سقيٌ ... فاختارَ لوطٌ لنفسهِ كل دائرة الأردن، وارتحلَ لوط شرقًا. فاعتزلَ الواحد عن الآخر» ( تك 13: 10 ، 11). لم يَدَع لوط الرب يختار له، بل اختار لنفسه. وما ظنه راحة لنفسه، كان سبب مرارة «إذ كان البار، بالنظر والسَّمع وهو ساكنٌ بينهم، يُعذِّب يومًا فيومًا نفسَهُ البارة بالأفعال الأثيمة» ( 2بط 2: 8 ). لقد ارتحل شرقًا، والشرق يُرينا البُعد عن الله ( تك 4: 16 ؛ 11: 2). وانقطعت شركته مع الرب، ومع أخيه أبرام. وصارت شركته مع أهل سدوم الأشرار والخطاة لدى الرب جدًا؛ لقد طوَّح بنفسهُ وسط الأشرار.

وفي تكوين 14 نجد معاملات الله الحكيمة؛ لقد اندلعَت حرب عالمية مُنظمة بين أربعة ملوك وخمسة ملوك. وبهذه الحرب كأن الروح القدس يمسّ قلب لوط، ويريد أن يُعلِّمه درسًا. وكانت هذه الحرب بمثابة زلزال لإنهاض لوط من حالته. فكان على لوط - بعد أن أنقذه الرب بواسطة أبرام - أن يجلس أمام الرب ويقول له: “هذا نتيجة رفع عينيَّ واختياري لنفسي، لكني أخطأت، وعيني الآن نحوك، أخبرني إلى أين أذهب؟”. وبذلك كان يتقوَّى من ضعف ( عب 11: 34 ). لكنهُ ظل مكانه في سدوم، وبدلاً من أن يفهم فكر الرب من جهة الحرب، ويترك سدوم، استغل موقف الانتصار الذي حققه أبرام، وجلس في الباب كما يجلس الحكام «جاء هذا الإنسان ليتغرَّب، وهو يحكم حُكمًا» ( تك 19: 1 ، 9). وفاقد الشيء لا يعطيه؛ فحينما أراد أن يعمل عمل المبشر «كان كمازحٍ في أعيُن أصهاره» ( تك 19: 14 ). وأخيرًا صار لوط – بكل أسف - عِلّة وجود الموآبيين والعمونيين أعداء شعب الرب ( تك 19: 30 -38).
 
قديم 08 - 04 - 2021, 07:37 PM   رقم المشاركة : ( 37274 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لوط وشهادة مشكوك في أمرها




وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


فخرج لوط وكلَّم أصهاره الآخذين بناته وقال:
قوموا اخرجوا من هذا المكان، لأن الرب مُهلِك المدينة.
فكان كمازحٍ في أعين أصهاره

( تك 19: 14 )


لقد ذهب لوط إلى أصهاره مُوصلاً لهم رسالة التحذير، لكنهم ظنوه يمزح. لماذا؟ أَ لم يكن قد أخبرهم من قبل عن غضب الله من شر سدوم، وأنه لا بد أن يدين الخطية؟ هل انزلق إلى عادة عدم الجدية حتى أنه عندما كان جادًا لم يكن له تأثيرًا فيهم؟ لو كان لدينا ذات الميول لنتحذر بشدة من هذه الواقعة.

لكن ماذا عن بنيه؟ كم كان عددهم؟ لا ندري. لكننا لا نقرأ أنه حذرهم مُطلقًا. هل لأنه كان يرى أن تحذيرهم بلا جدوى؟ هل كانت شهادته لهم سلبية للغاية حتى أنهم لم يروا شيئًا من حق الله فيه، فتدَّنوا إلى نفس مستوى الباقين من هذه المدينة الشريرة؟ .. يا له من درس للآباء! لتكن كلماتنا وأيضًا قدوتنا واضحة جدًا لنُقنع أولادنا أننا نؤمن بالله الحي الحقيقي.

«ولما طلع الفجر كان الملاكان يُعجِّلان لوطًا قائلين: قُمْ خُذ امرأتك وابنتيك الموجودتين لئلا تهلك بإثم المدينة»، ولكن «لما توانى» ـ غير راغب أن يترك سدوم ـ «أمسك الرَجُلان بيدهِ وبيد امرأته وبيد ابنتيه، لشفقة الرب عليه، وأخرجاه ووضعاه خارج المدينة» ( تك 19: 15 ، 16). عمليًا كان الملاكان كمَن يسوقونهم ويجرونهم خارج سدوم عنوةً، ثم أجبروهم لأن يهربوا لحياتهم دون حتى النظر إلى الخلف. لكن «نظرت امرأته من ورائه فصارت عمود ملح!» ( تك 19: 26 )، كذكرى محفوظة لحماقة تفضيل سدوم على التحرر ـ بنعمة الله ـ من العالم الحاضر الشرير ( غل 1: 4 ). بالطبع ربما كانت مشغولة بأبنائها، لكن كان هذا متأخرًا جدًا، وكان الوقت بالأحرى وقت لتنشغل بخطاياها! لماذا لا يُعِد الآباء أبناءهم لمثل هذا الحَدَث؟

ولم ينقذ لوط أي شيء من ممتلكاته في سدوم. ويا له من مثال للمؤمن الذي لا تظهر حياة الإيمان فيه على الأرض. لقد ارتعب جدًا من الدمار الذي لحق بسدوم حتى أنه أخذ ابنتيه إلى الجبال، وعاشوا في مغارة ( تك 19: 30 ). وحتى هناك ظهر، في ابنتيه، الطابع الرديء المُثير للاشمئزاز، لشر سدوم. لقد استنفذ طاقته الأخلاقية حتى أنه سمح لابنتيه أن تسقيانه الخمر حتى الثمالة، وبهذا صار له أولاد من كِلتا ابنتيه دون درايته بأنه قد أقام علاقة جسدية معهما ( تك 19: 33 ، 35). هكذا غزا فساد سدوم الأدبي كل عائلته مُخلفًا ورائه وصمة عار وبصمة دمار.

 
قديم 08 - 04 - 2021, 07:38 PM   رقم المشاركة : ( 37275 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

علاج النعمة لضعف الإيمان



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


وانتقل إبراهيم من هناك إلى أرض الجنوب ..

وقال إبراهيم عن سارة امرأته: هي أختي.
فأرسل أبيمالك ملك جرار وأخذ سارة

( تك 20: 1 ، 2)


في تكوين 20 كان إبراهيم مُحبَطًا للغاية إذ رأى دخان حريق سدوم يصعد إلى السماء، فظن أن الرب أحرق المدينة ولوطًا في داخلها، فحزن واكتئب على ابن أخيه، وكنتيجة لهذا الاكتئاب والإحباط انتقل بعيدًا عن مشهد الحريق، فانتقل إلى أرض الجنوب وتغرَّب في جرار بين قادش وشور. وما أخطر القرارات المتسرعة، ولا سيما التي تؤخذ في لحظة إحباط أو اكتئاب، وهناك عاوده مرض ضعف الإيمان من جديد، فأفقده تركيزه واتزانه، فعاد لخوفه وإنكاره! (قارن تك12: 10- 20). وكما حدث في المرة الأولى في مصر، حدث ثانية هنا، فقد أُخذت سارة لبيت أبيمالك ملك جرار، وذهب هو إلى بيته الخالي، ليجتر آلام الوحدة وعار الخزي. أتخيله يجلس مكومًا في أحد الأركان ورأسه بين ركبتيه، وهو شيخ بلغ المائة من عمره، ودموعه تنهمر على الأرض، بينما منظر سارة وهي تؤخذ منه كسيرة ذليلة لا يفارق عينيه، فتارة يجهش بالبكاء، وتارة يعض أنامله ندمًا على قسوته عليها، وما فعله بها وهي زوجته المحبوبة لقلبه، وخزيًا من نفسه التي فعلت هذه الفعلة لا مرة بل مرتين. وكالمرة الأولى أيضًا توصد الأبواب في وجهه، ولا نجاة ستأتي من هنا كالمعتاد.

لكن .. فجأة يأتي الحل من هناك، من عند إله كل نعمة. فيأتي الله شخصيًا إلى أبيمالك في حلم الليل ويقول له: «ها أنت ميت من أجل المرأة التي أخذتها ... فالآن رُدّ امرأة الرجل، فإنه نبي، فيصلي لأجلك فتحيا» ( تك 20: 3 - 7)!! يا للعجب! يا للكرامة التي يعطيها إله كل نعمة لمؤمن في قاع بئر الخزي والخجل! يا لكرامته الآن أمام الناس وأمام سارة، إذ يشهد الله نفسه عنه بأنه نبي!! يا للشفاء العجيب بنعمة إله كل نعمة!!

ولقد ظهرت فاعلية هذا العلاج بشكل بديع، إذ لا يرجع إبراهيم بعدها إلى ما كان عليه قبلها، بل يصبح أروع مما كان بكثير!!

وهناك الكثيرون من أبطال الإيمان الذين ضعف إيمانهم وعالجهم إله النجاة بالنعمة. وفي كل هذه الحالات أظهر العلاج بالنعمة فاعلية عجيبة في الشفاء، إذ أنه لم يرجع مرضاه إلى حالتهم قبل المرض، بل أرجعهم أفضل مما كانوا قبله! بل الأروع، أنه نجح في أن يظهر قلب وحُب إله كل نعمة.
 
قديم 08 - 04 - 2021, 08:51 PM   رقم المشاركة : ( 37276 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الله يبقى أمينًا



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



فَجَاءَ اللهُ إِلَى أَبِيمَالِكَ.. وَقَالَ لَهُ:
"هَا أَنْتَ مَيِّتٌ.. فَالآنَ رُدَّ امْرَأَةَ الرَّجُلِ، فَإِنَّهُ نَبِيٌّ،
فَيُصَلِّيَ لأَجْلِكَ فَتَحْيَا

( تك 20: 3 -7)


مهما يكن من عُظم فشل شعب الله، فإن الله لا يتخلى عن شعبه، فهو لا يطرح الدُرر الغالية لمجرد التصاق غبار بها، لكنه يتعامل مع كل ما يراه فينا مُخالفًا له، ولو كان ذلك بكيفية مؤلمة لنفوسنا، وذلك لكي نشترك في قداسته. وليس ذلك فقط، بل يعمل أيضًا لأجل شعبه المسكين العاثر، لذا نراه يتداخل بكيفية ظاهرة لحفظ سارة من الخطر الذي عرَّضها إبراهيم له بسبب عدم أمانته، فحفظ أبيمالك من أن يأتي ضررًا بإبراهيم، وفي الوقت عينه حذَّره بقوله عن إبراهيم «إنه نبيٌ»، وأنه، أي أبيمالك، إذا لم يرُّد سارة إلى إبراهيم فإنه موتًا يموت هو وكل ما له، كما أوضح له أن الرجل الذي أخطأ في حقه هو قريب من الله، ويستطيع أن يصلي من أجله. فعلى الرغم من فشل إبراهيم فإنه كان نبيًا وشفيعًا لدى الله، ولم ينكر الله هذه الامتيازات السامية التي كانت لإبراهيم، بالرغم من فشله.

لكن هذه الامتيازات التي كانت لإبراهيم في كونه نبيًا وشفيعًا، زادت شر عدم أمانته، وليس بعسير على العالم أن يدرك ذلك، لأننا نقرأ أن أبيمالك استدعى إبراهيم في الحال وناقشه فيما فعل، وبعبارات صريحة قال له: «أعمالاً لا تُعمَل عملت بي»، أي أنت عملت بي أعمالاً كان ينبغي أن لا تُعمل. وإبراهيم في الواقع لم يفشل في إيمانه بالله فقط، ولم يخطئ في حق زوجته فقط، بل أخطأ أيضًا إلى رجل من أهل العالم، فهو في هذه الحالة لم ينزل إلى ما دون دعوته فقط، بل إلى ما هو أدنى من مستوى رجل من أهل العالم.

ويسأل أبيمالك إبراهيم عن السبب الذي لأجله فعل هذا، فيُجيب إبراهيم قائلاً: «إني قلت. ليس في هذا الموضع خوف الله البتة، فيقتلونني لأجل امرأتي». إلى أي حد نزل رجل الله؟ لقد حملته أفكاره للتفكير في سلامة نفسه فتصرَّف تصرفًا إن دلَّ على شيء فإنما يدل على عدم ثقته في الرب، وفي الوقت نفسه يتهم الآخرين بعدم مخافة الله!

وهكذا يحاول إبراهيم أن يبرر تصرفه، وبدلاً من أن يقول في صراحة ”أخطأت“، يلتمس لنفسه عذرًا فيقول: إن سارة حقيقةً هي أخته ابنة أبيه وأخفى الحقيقة أنها كانت زوجته أيضًا. حقًا ما أصعب على الخاطئ، وعلى المؤمن أيضًا، أن يقول في صراحة ”أخطأت“.
 
قديم 08 - 04 - 2021, 08:56 PM   رقم المشاركة : ( 37277 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

إسحاق الطائع




وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


وَقَالَتْ سَارَةُ: قَدْ صَنَعَ إِلَيَّ اللهُ ضِحْكًا.

كُلُّ مَنْ يَسْمَعُ يَضْحَكُ لِي
( تكوين 21: 6 )


يُمثل إسحاق بحسب ظروف ولادته ونَسَبه، أبناء عهد النعمة، لكن بحسب صفاته وتاريخ حياته هو رمز للمسيح، حسب مفهوم عبارة «أطاعَ حتى الموت موت الصليب»، وأيضًا حسب مفهوم النتائج التي ترتبت على ذلك بالقيامة.

وإذا كانت صفات إسحاق يُميزها الصبر والهدوء والطاعة، كان لا بد أن يُلاقي إسحاق قدرًا كبيرًا من احتقار العالم. وهو لم يُولد بعد، قوبل وعد مولده بالضحك من تلك التي ستكون أمه؟ وفي طفولته اُضطُهد من ابن الجارية؛ النسل الجسدي. والحقيقة هي أن اسمه يبدو أنه لا يعني فقط ”ضحك“ الرضا والابتهاج من جانب الإيمان، بل أيضًا يعني ضحك السخرية والاحتقار من جانب عدم الإيمان. وفي ختام حياته يتآمر عليه زوجته وابنه كما لو كانا يحسبانه في غفلة.

كانت حياته في أغلبها تتصف بالهدوء. ومرتين ينبش الآبار التي طمها الأعداء، ثم يختم حياته ببركة يعقوب. والمسيح بالمثل اجتاز الموت في خضوع اختياري، وفي قيامته فجَّر ينابيع النعمة، ثم انطلق من هذا العالم رافعًا يديه بالبركة لتلاميذه.

حياة إسحاق اتصفت عمومًا بالهدوء والتواري، وخَلَت من جسارة الاقتحام، وأحبَّت العيش في المراعي الخضراء وعند صفو المياه، إلا أنه لم يُعفَ من شدائد الحياة. وقال واحد: ”إن مَنْ لم يُكابد البلوى، لا يعرف للسعادة معنى“. ورجال الله المعروفون، لم يُعفَ واحد منهم من شدائد الحياة وتجاربها. على إبراهيم وعلى ابنهِ إسحاق دَنَت في تكوين 22 سحابة داكنة كئيبة جدًا. وعلى الملايين مثلهما من الجنس البشري تعيَّن أن يروا النور من خلال الظلمة، ويجتنون البركة من براثن الحزن، وتعلَّموا من صروف الأيام أن العطور زهور مسحوقة، وأن الطيب أعواد محروقة. وكلنا لا نختبر بركة الضيقات إلا عندما يهتز عشنا ويهدده الخطر.

وبين هذا وذاك قد يطرق القَدَر السيء بابنا بعنف أو بلطف. وجميل بنا أن ننهض لنواجهه بجنان ثابت قوي هادئ، كما فعل إبراهيم وإسحاق عند جبل المُريا. حينذاك كان إبراهيم شيخًا متقدمًا في الأيام، وكان إسحاق في عنفوان الشباب. ولو لم يكن إسحاق - بطبعه الهادئ المُذعن - راغبًا في أن يُربَط وأن يُذبح، لتغيَّر الحال. في هذا كان إسحاق رمزًا تصويريًا رائعًا للمسيح. إنه في ذلك لم يكن ضحية بريئة فقط، بل كان أيضًا ذبيحة مُذعنة وخاضعة. لقد «وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب».
 
قديم 08 - 04 - 2021, 08:58 PM   رقم المشاركة : ( 37278 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الفرح رغم الظروف



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


أَشْكُرُ إِلَهِي عِنْدَ كُلِّ ذِكْرِي إِيَّاكُمْ دَائِمًا فِي كُلِّ أَدْعِيَتِي،

مُقَدِّماً الطِّلْبَةَ لأَجْلِ جَمِيعِكُمْ بِفَرَحٍ

( في 1: 3 ، 4)


كتب الرسول بولس رسالة فيلبي وهو في السجن. وعندما يكون الإنسان سجينًا تكون الذكريات بالنسبة له أمرًا ثمينًا ومؤثرًا، خاصة عندما يتذكر الأحباء الذين لهم إعزاز خاص ومكانة في قلبه، لكن بسبب السجن قد افترق عنهم. وهذا أيضًا أمر مؤلم عندما يُحرَم مؤمن من الشركة الأخوية المنعشة، فاكتناف الأصدقاء له يُعدّ إحسانًا وامتيازًا. ولكن من أجل المسيح احتمل الرسول بولس – برضى وشكر - هذا الألم النفسي. ولكن أ ليس من تعويض له وهو وحيد في زنزانة رطبة مظلمة؟

نعم، دائمًا يذكر أن له إلهه. فحتى إن حُرم من الإخوة الأحباء حينًا، لكنه لن يُحرَم مِن إلهه الحبيب لحظة واحدة.

لم يكن الرسول بولس فقط خادمًا نشطًا، وكارزًا غيورًا، ومعلمًا موهوبًا، وراعيًا حنونًا، لكنه كان أيضًا رجل صلاة، مجاهدًا كل حينٍ بالصلوات، من أجل جميع القديسين، في جميع الكنائس. وهناك خطورة كبيرة على الخادم الذي ينشغل بالخدمة أكثر من الصلاة. التواصل مع الرب هو الذي يُعطي الحس المرهف لسماع صوت السَيِّد الذي نخدمه. والصلاة هي التي تُعمّق محبتنا للرب وللنفوس الغالية. الصلاة هي التي تُجدد الطاقات، والصلاة هي التي تُذكرنا باحتياجنا الدائم أن نستند على نعمة الله.

وإذ يتذكَّر الرسول القديسين في فيلبي، يشكر إلهه ويُصلي من أجل جميعهم بفرح ( في 1: 3 ، 4). هذه أول مرة يُذكر فيها الفرح في رسالة الفرح المسيحي. أي نوع من الرجال كان بولس هذا؟ يفرح من أجل الآخرين، رغم أنه مُقيَّد وسجين!

نعم، يفرح لأن قلبه قد انتعش وهو يتذكَّر أولاده الأحباء؛ جميع القديسين في فيلبي. يفرح لأن تعبه في الرب لم يكن باطلاً. إنه فرح ممتزج بالشكر في الصلاة من أجل شعب الرب الذين ينمون ويتقدمون إلى الأفضل. فرح الحاصد بالثمر الجيد والحلو بعد تعب وكدّ الحرث والزرع. إنها فرحة الأب المحب بأولاده الناجحين والمخلَّصين، مثل فرح الرسول يوحنا الذي قال عنه: «ليس لي فرحٌ أعظم من هذا: أن أسمع عن أولادي أنهم يسلكون بالحق» (3يو4). فتقدمهم ونضوجهم واجتهادهم أبهج قلب ذلك الخادم الأمين. فالنعمة التي خلَّصتهم لن تفارقهم، وعمل الروح القدس كان واضحًا فيهم.
 
قديم 08 - 04 - 2021, 09:00 PM   رقم المشاركة : ( 37279 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أفراح الكِبَر



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


أيضًا يُثمرون في الشيبة.

يكونون دِسامًا وخُضرًا، ليخبروا أن الرب مستقيم.
صخرتي هو ولا ظلم فيه

( مز 92: 14 )


لما بلغ واحد من خدام الرب الأجلاء الشيخوخة، قال:

فمي اليوم مملوء ضحكًا وقلبي يترنم. وأنا أعجب لقوم لا يريدون أن يبلغوا الكِبَر، وفي كل لحظة يحاولون أن يؤكدوا أنهم أصغر من سنهم، بل قد يستنكرون الحقيقة عن أعمارهم، أما أنا فارفل في مباهج شيخوختي، إنها ثروة لي.

أنا اليوم في أفضل العمر. في أحلى أيامي وأصفاها. طريقي يتزايد نورًا، وغناء الطير في أذني يزداد سحرًا. النسمات تهب رقيقة والشمس أكثر سطوعًا. صحيح أن «إنساني الخارج» يفنى، ولكن «إنساني الداخل» يتجدد يومًا بعد يوم. وسأحكي هنا بعضًا من الدروس التي تعلمتها ولو جزئيًا:

أولها: أن نعمِّق إيماننا بالله؛ إيمان الثقة في كمال رعايته وعنايته ودوام محبته. الإيمان بدقة الترتيب الإلهي الذي يحكم الحياة الحاضرة، وبمراحم محبة الله.

ثانيها: أن نتقبَّل بالرضى ظروف الحياة المُرّة والحلوة، وكثيرًا ما كان المُرّ منها أحلى من الحلو. والصبر من العادات الجميلة التي ينبغي أن نتعهدها في حياتنا. وحينما نقع في تجارب متنوعة فلنحسب هذا كل فرح، عالمين أن امتحان الإيمان يُنشئ صبرًا، وينبغي أن يكون للصبر عمل تام، لأن الغلبة الصحيحة نحصل عليها عن طريق القبول الحسن للشدائد والضرورات والضيقات، لأنها كلها تخدم أغراض الله في حياتنا ( يع 1: 2 - 7).

ثالثها: ينبغي أن تملأ المحبة قلوبنا. المحبة لجميع الناس. يجب أن نصبر على الذين يمتحنون الصبر فينا، فإن لم نستطع أن نحبهم للطف يبدو منهم، فلنحبهم لعطف منا عليهم. وعلى أي الحالين يجب أن نحبهم، وأن نصلي من أجلهم، وأن نطرح جانبًا المرارة من جهتهم شعورًا أو تفكيرًا.

ورابعها: ينبغي أن لا نصرف الوقت هباءً حسرة على الماضي، أو نضع اليد على الخد أسفًا على أخطاء الأمس أو على ذاهب الأيام. هذه جميعها نستودعها في يدي الله ونمتد إلى ما هو أعلى وما هو قدام ( في 3: 13 ، 14)، لنبدأ حياة خدمة، وحياة محبة، وحياة تقدم في كل شيء، ونمو في معرفة الله. هذه هي الحياة التي لا تشيخ أبدًا لأنها تتجدد دائمًا كالينبوع الفائض المتلألئ، تغذيه باستمرار سيول بركات تنحدر من القمم الأبدية.
 
قديم 08 - 04 - 2021, 09:04 PM   رقم المشاركة : ( 37280 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

سيرة الشهيدة بوتامينا





 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:11 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025