منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05 - 04 - 2021, 12:44 PM   رقم المشاركة : ( 37041 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,067

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

جوهر السجود



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




«أَمَّا أَنَا وَالْغُلاَمُ فَنَذْهَبُ إِلَى هُنَاكَ وَنَسْجُدُ،

ثُمَّ نَرْجِعُ إِلَيْكُمَا»
( تكوين 22: 5 )




إن السجود الحقيقي لا يعني مجرد تقديم بعض كلمات جميلة، أو عبارات منمَّقة، أو ترنيمات شجية، أو ممارسة طقوس معينة، لكن السجود الحقيقي هو أسلوب معيشة، وتوجُّه حياة، ويتضمن كل شيء له مساس بحياتنا الشخصية والبيتية، ويتناول كل تفاصيل الحياة العملية واليومية. كما أن السجود الحقيقي لا يتضمن العبادة العقلية فقط، بل أيضًا تقديم الثمين والغالي للرب، فالعطاء والبذل مرتبطان بالسجود ( عب 13: 16 ).

وفي مشهد تكوين 18 سجد إبراهيم للرب، وماذا بعد؟ هل اكتفى بهذا؟ لقد عبَّر عما في قلبه من تعبد وولاء بأن أسرع لاستحضار وتقديم ما يُشبع ويُنعش الرب، وأسرع وأشرك معه سارة وغلامه في خدمة إشباع وإنعاش الرب ( تك 18: 6 -8). فأصبح بيت إبراهيم كله مشغولاً بإكرام الرب والتعبد والسجود له، وكأن لسان حال إبراهيم «أَمَّا أَنَا وَبَيْتِي فَنَعْبُدُ الرَّبَّ» ( يش 24: 15 ).

وفي مشهد تكوين22 يلزمنا أن نرقب إبراهيم صاعدًا إلى جبل الْمُرِيَّا لكي نتعلم ماذا كان فكره من جهة السجود، وهل كان إبراهيم صاعدًا ليأخذ شيئًا أم ليعطي؟ هل كان صاعدًا ليشاهد ويتكلَّم، أم كان صاعدًا ليقدم ويضحي؟ لقد كان صاعدًا لكي يقدم أغلى وأفضل ما عنده لله «بِالإِيمَانِ قَدَّمَ إِبْرَاهِيمُ إِسْحَاقَ» ( عب 11: 17 ). كان صاعدًا لكي يسكب قلبه وأغلى ما يُحبه القلب أمام الرب، وهذا هو جوهر السجود.

وهل كان ممكنًا لإبراهيم أن يُقدِّم لله أغلى مما قدم؟ لقد كان إبراهيم غنيًا جدًا ( تك 13: 2 ؛ 24: 35)، ولكن ما قيمة بقره وغنمه وفضته وذهَبه، بدون إسحاق، ابنه وحيده، الذي يحبه؟ إذًا، عندما وضع إبراهيم ابنه إسحاق على المذبح ليُقدِّمه مُحرقة، إنما كان يُقدِّم لله كل شيء، وهذا هو معنى السجود.
 
قديم 05 - 04 - 2021, 12:46 PM   رقم المشاركة : ( 37042 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,067

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لوط في طريق السقوط



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


فحدثت مخاصمة بين رعاة مواشي أبرام ورعاة مواشي لوط...
فرفع لوط عينيه.. فاختار لوط لنفسه ..
ولوط سكن في مدن الدائرة ونقل خيامه إلى سدوم
( تك 13: 7 -12)


في لوط نرى صورة لمؤمن حقيقي يأخذ مكانه خارج العالم، ولكن ليس نتيجة إيمانه بالله، بل تحت تأثير غيره عليه، وهذا واضح من عدة مواضع في كلمة الله. مثلاً لما ترك أبرام حاران نقرأ "وذهب لوط معه" ( تك 12: 4 )، وأيضاً لما صعد أبرام من مصر نقرأ "وصعد لوط معه" ( تك 13: 1 )، وهنا المرة الثالثة التي يوصف فيها لوط بهذا الوصف "ولوط السائر مع أبرام" ( تك 13: 5 ).

إن لوط يمثل الكثيرين ممن يتخذون مركزاً صحيحاً خارج العالم، ولكنهم يفعلون ذلك تحت تأثير صديق أو قريب، وليس من التدريب الشخصي والإيمان بالله. ونشاهد أن لوطاً من أول سيره يُرى ماشياً على ضوء غيره، ويا للأسف! كم نُرى بطريقة أو بأخرى أننا نُشبه لوطاً، إذ نعمل دون أن يكون لنا في أنفسنا الإيمان، وعند التجربة نتزعزع ولا نقدر أن نثبت.

وعندما يجيء الامتحان، ماذا يحدث للمؤمنين الذين يسيرون في نور غيرهم! الذي يحدث أنهم يسقطون، ويتركون الطريق الذي لا توجد فيه جاذبيات للجسد، الطريق الذي لم يدربوا أنفسهم على السير فيه، وذلك لأنه ليس لهم الإيمان الشخصي.

وكانت المخاصمة لإظهار التفكير العالمي الذي كان في قلب لوط، فاختار ما هو الأحسن في نظر الطبيعة. لقد كان تحت تأثير غيره عندما قَبِل أن يخرج، ولكن إذ تُرِك لاختياره أظهر أن العالم موجود في قلبه، وبدون أن يطلب إرشاد الله له، اختار طريقه بحسب المنظور "فرفع عينيه ورأى كل دائرة الأردن" رأى ما هو حسن حسب المنظور، رأى كل ما كان يظن أن فيه راحته الحاضرة وغناه. ففي كل مكان في دائرة الأردن رأى ماء لمواشيه دون أن يضطره الأمر لحفر آبار. كما كانت هذه الدائرة خصبة مُثمرة "كجنة الرب" وأكثر من هذا كله أنها كانت "كأرض مصر". لقد تبع لوط أبرام يوم أن انحدر إلى مصر، وذاق رخاء مصر، مما أثارت رغائب قلبه لإشباع ميوله العالمية ومسراته الكامنة.

لأجل هذا اختار لوط كل دائرة الأردن، وتخلى عن طريق الانفصال التي لم يكن لها في قلبه الإيمان الشخصي الذي تتطلبه هذه الطريق، وهكذا ترك أرض كنعان، تركها إلى الأبد.

 
قديم 05 - 04 - 2021, 12:48 PM   رقم المشاركة : ( 37043 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,067

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لوط السائر مع أبرام



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


وَلُوطٌ السَّائِرُ مَعَ أَبْرَامَ، كَانَ لَهُ أَيْضًا غَنَمٌ وَبَقَرٌ وَخِيَامٌ.
وَلَمْ تَحْتَمِلْهُمَا الأَرْضُ أَنْ يَسْكُنَا مَعًا

( تكوين 13: 5 ، 6)



قد يستطيع لوط أن يتبع إبراهيم أينما ذهب. لوط الذي لم يكن يسلك بالإيمان في حياته. لكن إبراهيم الذي ظهر له إله المجد وهو في ما بين النهرين، كان يتبع يمين المجد ذاتها خارجًا من بيته ووطنه وعشيرته، بل خارجًا عن كل شيء. ولماذا كان لوط يتبعه؟ لأنه ثبَّت عينه على إبراهيم. وإبراهيم – بدوره – سار لأنه ثبَّت على الله عينه. ولماذا خرجنا نحن يا إخوتي؟ لماذا اعترافنا بأننا حاملون العار من أجل اسم المسيح؟ هل تبعنا المجد الإلهي؟ أم قريبًا لنا أو عزيزًا؟ هل تبع الأبناء آباءهم، والزوجات أزواجهن أو العكس؟ هل تبعنا مَنْ نُحب ونُكرِم بحسب الجسد؟ أم تبعنا المسيح؟ هل سمعنا لإرشاد روح الله أو لإرشاد رجال الإيمان؟ يستطيع رجال الإيمان أن يقودوا، لكنهم لن يقودوا حقيقةً إلا إذا تركَّزت العين على المسيح.

دخل إبراهيم إلى الأرض وفي صُحبته لوط. وتجرَّب إبراهيم في ساعة شريرة ونزل إلى مصر. وأين ذهب لوط؟ إلى مصر معه. وذلك هو الموضع الذي ينقله إليه الجسد. فأنت تتبع واحدًا من رجال الإيمان، ولكن عوض أن تتبع إيمانه، فإياه شخصيًا تتبع. فإن يمينًا ذهب، فإلى يمين تذهب أنت؛ وإن نزل إلى مصر فإليها أنت نازل! ثم عاد إبراهيم من مصر؛ أعادته يد الله الشافية، لكنني ما قرأت أن يد الله كانت على لوط لتُرجعه من مصر. ما قرأت أن الله تعامل مع لوط. والواقع أننا لم نقرأ أن لوطًا أخطأ وخاب خيبة مُحزنة مثلما خاب إبراهيم في مصر. لقد كان لوط مجرَّد ظل، شبح، يتبع إبراهيم هنا وهناك حتى جاء الوقت الذي لم يَعُد في إمكانه أن يتبعه بعد، يوم وقف يختار لنفسهِ كما نفعل نحن إذ نختار لأنفسنا. وأين اختار؟ نعم، إلى أي موضع ذهب اختياره يا إخوتي؟ وما اختيار الجسد؟ سهول سدوم الخصبة، حيث يد قضاء الله عليها.

إن لم يكن إيماننا إيمانًا حيًا، إن كنا قد ورثناه تقليدًا بأي معنى، فسوف يجوز الامتحان إن عاجلاً أم آجلاً، ويومئذٍ يواجهنا السؤال: إلى أين نسير؟ هل في طريقٍ مُعبَّدة سهلة؟ هل في طريق تستهوي الطبيعة والحاسيات الطبيعية؟ أم في الطريق المُوحشة، طريق الانفصال لله كما سلك إبراهيم مع الله منفصلاً عن لوط؟

 
قديم 05 - 04 - 2021, 12:49 PM   رقم المشاركة : ( 37044 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,067

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

إبراهيم ولوط



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


فقال أبرام للوط .. اعتزل عني. إن ذهبت شمالاً فأنا يميناً وإن يميناً فأنا شمالاً...

فاختار لوط لنفسه كل دائرة الأردن... ونقل خيامه إلى سدوم

( تك 13: 8 -12)



أعطى أبرام للوط الحق أن يختار لنفسه أولاً، وترك لله أن يختار له. وهذه هي الحكمة النازلة من فوق، وهذا هو عمل الإيمان. والمؤمن دائماً يقنع بالنصيب الذي يقسمه له الله ويقول: "حبال وقعت لي في النُعماء فالميراث حسن عندي" فلا يهمه أين تقع "الحبال" لأنه بالإيمان يثق أنها دائماً تقع "في النعماء" لأن الله هو الذي يضعها هناك.

وهكذا يستطيع رجل الإيمان أن يسمح لرجل العيان أن يختار لنفسه أولاً، وهنا إنكار الذات الصحيح والترفع الأدبي بمعناه الجميل. وطوبى لمن يتبع هذا المثال. فنصيب المؤمن مأمون ومضمون، لذلك لا يخاف من إعطاء حرية الاختيار للإنسان الطبيعي.

وماذا اختار لوط لما فوَّض له أبرام أمر الاختيار لنفسه أولاً؟ اختار سدوم وهو المكان الذي كان الله مزمعاً أن يرسل نار غضبه إليه. ولماذا وقع اختياره على تلك الدائرة؟ ذلك لأنه حكم بالظواهر، ولم يمد بصره إلى المستقبل. فهو لم يتأمل في شر أهل سدوم الذين كانوا "خطاة لدى الرب جداً" ولا ذكر نهايتهم ودينونة الله التي كانت مُزمعة أن تقع عليهم "بنار وكبريت من السماء". قد يقول البعض إن لوطاً لم يكن يعرف شيئاً من ذلك؛ فنقول ربما ولا أبرام أيضاً؛ ولكن الله كان يعلم، ولو كان لوط ترك لله أمر الاختيار ما كان ليختار له نصيباً في دائرة كان هو مزمعاً أن يهلكها، ولكن لوطاً لم يفعل ذلك، بل حكم لنفسه، فأعجبته سدوم وإن كانت لم تعجب الله. "ولوط ... نقل خيامه إلى سدوم". وهذا هو اختيار الإنسان الطبيعي، ولهذا السبب عينه ترك لوط أبرام، ترك موضع الشهادة وسكن في مكان الدينونة.

"وقال الرب لأبرام بعد اعتزال لوط عنه، ارفع عينيك ... لأن جميع الأرض التي أنت ترى لك أعطيها ولنسلك إلى الأبد". فالخصام والانفصال لم يضيِّع على أبرام شيئاً من امتيازاته الروحية، بل بالحري صار فرصة لإبراز ما يضمره الله له من الخير، وكان سبب تقوية لنفسه في حياة الإيمان، وفضلاً عن ذلك فقد تخلَّص من رفقة واحد كان معطلاً له لأنه كان كثقل عليه. وهكذا تحول الخصام إلى خير أبرام ونال من ورائه بركة.

 
قديم 05 - 04 - 2021, 12:51 PM   رقم المشاركة : ( 37045 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,067

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أنا تُرسٌ لك



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




«صارَ كلام الرب إلى أبرام في الرؤيا:
لا تخف يا أبرام. أنا تُرسٌ لك. أجرُكَ كثيرٌ جدًا»
( تكوين 15: 1 )


تعرَّض أبرام لضغوط ذهنية ونفسية، وتوفَّرت لديه الأسباب التي تجعله يقتنع أن حلفاء ملك عيلام الأقوياء، لن يستسلموا للهزيمة التي فاجأهم بها أبرام ليلاً، وعلِم أنهم لا بد أن يعودوا ويستجمعوا قواهم للانتقام. فبهزيمته لكدرلعومر وحلفائه، صار لأبرام أعداء أقوياء، أنفسهم مُرَّة، ولم يكن مِن المحتمل أنهم سيَرضون أن يتجرَّعوا مرارة الهزيمة في صمت، فهؤلاء الذين كانوا أقوياء لدرجة استطاعوا معها أن يهزموا ملوك سدوم وعمورة والمدن التي حولهما، لن يضعفوا في مواجهة أبرام العبراني والنفر القليل الذي معه. وفي ظل هذه الظروف «صارَ كلامُ الرب إلى أبرام في الرؤيا: لا تخف يا أبرام. أنا تُرسٌ لكَ». فالرب في نعمته المترفقة، أراد أن يُهدئ من روع القلب المضطرب لذلك الرَّجُل الذي سُرَّ أن يدعـوه ”خَلِيله“.

ثم يقول له الرب أيضًا: «أجرُكَ كثيرٌ جدًا (أنا أجرُكَ الكثير جدًا)»، وهذه كلمة ثمينة جدًا. فبعد هزيمة أبرام لكدرلعومر، وبعد أن قابل ملكي صادق، وباركه وأنعَشَهُ، عرَض عليه ملك سدوم أن يأخذ أبرام الغنائم ويُعطيه النفوس ( تك 14: 21 ). لكن هذا الذي كان «ينتظر المدينة التي لها الأساسات، التي صانعها وبارئُها الله»، لم يرضَ أن يقبل شيئًا من عطايا هذا العالم، وقال له: «رفعت يَدي إلى الرب الإله العلي مالك السماء والأرض، لا آخُذنَّ لا خيطًا ولا شراك نعل ...، فلا تقول: أنا أغنيتُ أبرام» ( تك 14: 22 ، 23). ويا للجواب النبيل!

ولكن الله لا يرضى أن يرى عبيده يُكرمونه ويطلبون مجده، وفي النهاية يخسرون. لقد رفض أبرام قبول غنيمة سدوم، لكن الرب ـ إله التعويضات ـ يُكافئه بسخاء. ومثلما حدث عندما أظهر أبرام الشهامة، وقال لابن أخيه لوط: «اعتزل عني. إن ذهبتَ شمالاً فأنا يمينًا، وإن يمينًا فأنا شمالاً ... وقال الرب لأبرام بعد اعتزال لوط عنهُ: ارفع عينيكَ وانظر ... لأن جميع الأرض التي أنت ترى لكَ أُعطيها ولنسلك إلى الأبد» ( تك 13: 9 - 15)؛ هكذا الآن، فإذ رفض أبرام قبول تَقدمة ملك سدوم، هذا الرفض قوبل من جانب الله بالتعويض، بل بأعظم تعويض، وذلك بأن كلَّمه الله في الرؤيا، فامتلأ قلب عبده بالفرح! وما أكثر الخسائر التي تُصيب شعب الرب، هذه الأيام، بسبب قبولهم تَقدمات العالم! ولذلك فما أقل الذين يُكلِّمهم الرب كما كلَّم أبرام هنا!
 
قديم 05 - 04 - 2021, 12:53 PM   رقم المشاركة : ( 37046 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,067

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أبرام السائر مع لوط



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله.
اهتموا بما فوق لا بما على الأرض

( كو 3: 1 ،2)



نجد في تكوين13 شخصين هما لوط وإبراهيم: الأول رفع عينيه ونظر، والثاني أمره الرب بأن يرفع عينيه وينظر. الأول كان العامل في رفع عينيه هو ذاته، وأما الآخر فالآمر له هو الرب إذ قال له ارفع عينيك وانظر من الموضع الذي أنت فيه شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً ( تك 13: 14 ). وكما أنه يوجد فرق في الباعث والمحرك في كليهما، كذلك نجد فرقاً في نتيجة نظرة كل منهما: فلوط "رفع عينيه ورأى كل دائرة الأردن أن جميعها سقي قبلما أخرب الرب سدوم وعمورة، كجنة الرب كأرض مصر" ( تك 13: 10 ) وإبراهيم أمره الرب بأن ينظر إلى العطية المُعطاة له من الله ليقبلها من يده. لوط الذي رفع عينيه ونظر، اتجهت نظرته إلى دائرة الأردن، أرض الخصب، ويا لها من نظرة! لقد جذبت قلبه إلى تلك الأرض، وبعدها توجه إلى سدوم، وهناك أسس البيوت، فكانت العاقبة وخيمة، التي نرجو من الرب أن يحفظنا منها.

طالما نسمع تاريخ لوط هذا ربما ننتقده. ولكن اسمحوا لي أن أقول لكم إن لوطاً كان أفضل من حالة البعض منا في هذه الأيام، الذين تقواهم سطحية وحياتهم كلها مشاكل حتى أنهم يجرّون بعضهم البعض إلى المحاكم؟

ولكن بالرغم من أن لوطاً كان باراً، إلا أن شهادته انطفأت في سدوم، وشركته مع الله كانت منعدمة، ولم يتخلص من سدوم إلا كما بنار.

آه يا إخوتي، ألا نأخذ الدرس والعبرة لنا من لوط؟ إن حالنا تنذر بالتأديب، وعلينا بالحكم الشديد على الذات قبل أن يحكم الرب علينا. ولا شيء يحفظ عيوننا من النظر إلى العالم إلا إذا نظرنا إلى الرب وتأملنا في البركات الروحية التي لنا في شخصه. وليُعطنا الرب روح الطاعة لنستطيع أن نتمتع بقول الرب لنا، لا عن ميراثنا الأرضي (فنحن لسنا موعودين بميراث في الأرض)، بل ميراثنا السماوي "ارفع عينيك وانظر".
 
قديم 05 - 04 - 2021, 12:55 PM   رقم المشاركة : ( 37047 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,067

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

المدينة التي لها الأساسات



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




بالإيمان تغرب (إبراهيم) في أرض الموعد..

ساكنًا في خيام .. لأنه كان ينتظر المدينة التي لها الأساسات،
التي صانعها وبارئها الله ( عب 11: 9 ، 10)


عاش إبراهيم في خيام مع إسحاق ويعقوب، عيشة تُنبئ بأن وطنه ليس هنا، لأن الخيمة تتكلم عن حياة الغريب السائح. ثم يستطرد الوحي، فيقول إن إبراهيم «كان ينتظر المدينة التي لها الأساسات التي صانعها وبارئها الله». وهنا نجد فكرًا ما كُنا نتوقع بالمرة أن نجده في العهد القديم. وهذا ما يجب أن يجعلنا أن لا نتسرَّع ونقول بأن مؤمني العهد القديم لم يكن لديهم رجاء أبعد من هذه الحياة الحاضرة. ويا له من أمر مؤثر أنه «كان ينتظر المدينة التي لها الأساسات». لا يقول أنه كان ينتظر مدينة ـ أي نوع يُشبه مدينة ـ بل «كان ينتظر المدينة». مدينة معينة معروفة له، «المدينة التي لها الأساسات»، أي الأساسات المعروفة له أيضًا. ولا يمكن أن يكون لتلك المدينة إلا نوع واحد من الأساسات، يوصف في سفر الرؤيا بأنه حجارة كريمة، رمزًا لله مُمجدًا في المسيح. ولا شك أن المسيح نفسه هو أساس تلك المدينة السماوية، وعمله الكفاري هو القاعدة التي ترتكز عليها.

تطلع إبراهيم رجل الإيمان إلى تلك المدينة، فلم يكن يتطلع إلى امتلاك شيء في كنعان، إذ كانت الخيمة هي كل ما يمتلك هناك، لكنه كان يتطلع وينتظر المدينة التي صانعها وبارئها الله ـ الله هو الذي صممها، والله هو الذي بناها.

أما لوط، فمع أنه كان ابنًا لله، ويطلق عليه الكتاب لقب «البار»، ولكنه لم يكن مثالاً للإيمان. لقد نظر إلى مدينة ـ مدينة سدوم ـ لقد رآها من بعيد في وادي الأردن بأنها «كجنة الرب» ( تك 13: 10 )، ولذلك نقل خيمته تجاهها. لقد ذهب تجاهها في البداءة، لكنه بعد ذلك خطا خطوة ثانية إذ تخلى عن الخيمة وسكن في سدوم ـ في مدينة ليس لها أساسات، وصانعها وبارئها الإنسان الخاطئ. وتلك المدينة كانت صورة للعالم كله، مثل مدينة قايين. فالإنسان يحاول أن يُحيط نفسه بالراحة والرفاهية بعيدًا عن الله، وذلك ببناء مدينة مقضي عليها بالهلاك. وقد أخرج الله لوطًا منها صفر اليدين، بينما لا خطر بالمرة من وقوع دينونة على المدينة التي كان ينتظرها إبراهيم، لأنه لا يمكن أن يدخلها ما كان في سدوم، إلا المكتوبين في سفر حياة الخروف. إلى تلك المدينة كان يتطلع إبراهيم. نعم، إن رجل الإيمان العزيز كان ينتظر المدينة التي ننتظرها نحن جميعًا ـ تلك المدينة التي سنشترك نحن كما هو في أمجادها وأفراحها.
 
قديم 05 - 04 - 2021, 12:56 PM   رقم المشاركة : ( 37048 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,067

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لوط والحصاد المُرّ



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


«فَاخْتَارَ لُوطٌ لِنَفْسِهِ كُلَّ دَائِرَةِ الأُرْدُنِّ،
وَارْتَحَلَ لُوطٌ شَرْقًا»

( تكوين 13: 11 )



إن أردنا أن نعطي تلخيصًا لحياة لوط، فيمكننا أن نلخصها في نقاط ثلاث:

أولاً: اختيار خاطئ: «فَرَفَعَ لُوطٌ عَيْنَيْهِ وَرَأَى كُلَّ دَائِرَةِ الأُرْدُنِّ أَنَّ جَمِيعَهَا سَقْيٌ، قَبْلَمَا أَخْرَبَ الرَّبُّ سَدُومَ وَعَمُورَةَ، كَجَنَّةِ الرَّبِّ كَأَرْضِ مِصْرَ ... فَاخْتَارَ لُوطٌ لِنَفْسِهِ كُلَّ دَائِرَةِ الأُرْدُنِّ، وَارْتَحَلَ لُوطٌ شَرْقًا» ( تك 13: 10 ، 11). ويا لبؤس الاختيار! أ تنعزل عن عمك يا لوط، وهو صاحب الدعوة، وهو الكبير وبمثابة والدك؟! أتختار بهذه الرعونة أرض سدوم المليئة بالشر والفساد والإنحطاط الأدبي والأخلاقي؟ لقداختار أغبى اختيار.

ثانيًا: حصاد مر: كم كان الحصاد مرًا عندما سمح الله في معاملاته أن يُسبَى لوط وبيته وأملاكه، مع من سباهم كدرلعومر الملك القاسي. علي ما يبدو أن مدة سبيهم لم تكن كبيرة، لأن إبراهيم أسرع بغلمان بيته، وصنع نصرةً وأنقذ لوطًا ابن اخيه. لكنها كانت فترة مذلة وقاسية على لوط وزوجته وبناته. هل تتوقع عزيزي القاريء أن اختياراتنا الخاطئة بإمكانها أن تستجلب لنا غير ذلك؛ غير الحصاد المر؟

ثالثًا: الحصاد الأّمر: كم هو مؤسف للغاية أن لوطًا بعدما أنقذه إبراهيم من سبيه، عاد مرة أخرى هو وأسرته وممتلكاته إلى سدوم! وكان حري به أن يعتذر لعمه عما بدر منه ويظل طيلة حياته ملاصقًا له. عاد إلى سدوم وكأن شيئًا لم يكن! لم يُنتج فيه السبي توبةً وندمًا! بل تمادي في تهوره وطيشه، فكان لا بد أن يُقاسي هذه المرة حصادًا أّمر؛ فخسر امرأته، وبناته المتزوجات وأزواجهن، وخسر جميع ممتلكاته، وخسر كرامته، وخسر أجرته. ويا لفداحة الخسارة!

أخي العزيز ليتنا نُحسن اختياراتنا، أو بالأحري ندع الرب يختار لنا. ليتنا نستفيد ونتعظ إن حصدنا يومًا من جراء ما أخطأناه حصادًا مرًا، فنُجنب أنفسنا الحصاد الأمر.
 
قديم 05 - 04 - 2021, 12:57 PM   رقم المشاركة : ( 37049 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,067

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لوط والتفكير العالمي



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


ولُوطٌ سَكَنَ فِي مُدُنِ الدَّائِرَةِ،
وَنَقَلَ خِيَامَهُ إِلَى سَدُومَ. وَكَانَ أَهْلُ سَدُومَ أَشْرَارًا ... جدًا
( تكوين 13: 12 ، 13)


بينما كانت المخاصمة فرصة لإظهار التفكير العالمي الذي كان في قلب لوط، كانت هذه المخاصمة فرصة لإظهار التفكير السَّماوي الذي كان في قلب أبرام، الذي استطاع أن يرفض كل ما هو منظور، ويقول للوط: «لا تكُن مُخاصمة بيني وبينك ... لأننا نحن أخوَان». أبرام، إذ كان أمامه الوطن السماوي، استطاع أن يتخلى عن العالم الحاضر، بكل ما فيه من راحة وغنى، أما لوط فاختار ما هو حسن في نظر الطبيعة. أبرام اكتفى بما اختاره الله له، عاِلمًا أن كل شيء سيفضي في النهاية إلى أرض الموعد بكل بركاتها.

وإذ تُرك لوط لاختياره أظهر أن العالم موجود في قلبه، وبدون أن يطلب إرشاد الله له، اختار لنفسه ما هو أفضل حسب المنظور «فرفع لوطٌ عينيهِ ورأى كل دائرة الأُردن أن جميعها سَقيٌ»؛ رأى ما هو حسن حسب المنظور، رأى ما كان يظن أن فيه راحته وغناه، ففي كل مكان في دائرة الأردن رأى ماء لمواشيه دون أن يضطره الأمر لحفر آبار. كما كانت هذه الدائرة خصبة مثمرة «كجنة الرب» وأكثر من هذا كله أنها كانت «كأرض مصر». لقد تبع لوط أبرام يوم أن انحدر إلى مصر، وذاق رخاء مصر، وهذا قوَّى الشوق في قلبه أن يُشبع ميوله العالمية الكامنة. لأجل هذا اختار لوط دائرة الأردن، وتخلَّى عن طريق الانفصال التي يكِّن لها في قلبه الإيمان الشخصي الذي تتطلبه هذه الطريق، وهكذا ترك أرض كنعان، تركها إلى الأبد.

لا خطأ في اختيار دائرة الأردن في ذاتها، لكن اختيار لوط لهذه الدائرة برهن على أن قلبه لم يكن موضوعًا على الوطن غير المنظور الذي وعد به الرب، وعلاوة على ذلك، فإن الخطر الكامن في أرض السقي هذه هو أن الشيطان غرس في وسط هذه الدائرة مدينة سدوم.

لقد بقي أبرام في أرض كنعان، بينما سكن لوط في مدن الدائرة، إذ كان قد تخلَّى عن طريق الإيمان، واختار لنفسه ما رأى حسب المنظور أن فيه راحته، لكن طريقه كانت في نزول مستمر، لأننا نقرأ أنه «نقلَ خيامهُ إلى سدوم. وكان أهل سدوم أشرارًا وخطاةً لدى الرب جدًا». ولم يكن للوط علاج من هذه الحالة، فانحدر وانحدر حتى ترك المشهد تحت سحابة من الخزي والعار.
 
قديم 05 - 04 - 2021, 01:41 PM   رقم المشاركة : ( 37050 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,067

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

امرأة لوط .. وطريق السقوط



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


وَنَظَرَتِ امْرَأَتُهُ مِنْ وَرَائِهِ فَصَارَتْ عَمُودَ مِلْحٍ !

( تكوين 19: 26 )


من المرجح أن امرأة لوط لم تكن من سكان سدوم وعمورة، بل ربما كانت واحدة من أفراد القافلة التي خرجت من أور الكلدانيين: تارح وإبراهيم وسارة ولوط، وفي هذه الحالة تكون قد خرجت تنشد غاية من أعظم الغايات التي وُضِعت أمام الإنسان على الأرض. وربما هي سمعت من إبراهيم عن الدعوة الإلهية والرؤيا السماوية، وكان لها شركة مع سارةَ، سمعت من خلالها عن المبادئ السماوية والمواعيد الإلهية، واشتركت كواحدة من العائلة في رؤية الذبائح والمحرقات التي أصعدها إبراهيم لله على المذبح في كنعان، هذا إلى جانب أنها رأت أول معجزة في الكتاب المقدس؛ معجزة ضرب الملاكين لرجال سدوم بالعمى ( تك 19: 11 )، لكن بالرغم من هذا كله هلكت.

من هذه الزاوية، تُعتبر امرأة لوط أصل الصورة لكل إنسان حبَاه الله بأعظم الامتيازات الروحية ووفرة الظروف الإيجابية، فيتأثر بها جدًا، ويسير بمقتضاها فترةً ثم لا يلبث أن يرتد عنها، مُنجذبًا وراء غرور الغنى الفاني والشهرة العالمية الزائلة.

تُمثل امرأة لوط كثيرين في هذه الأيام ممَّن يسيرون على نهجها، يقيسون الحياة بمقاييس مادية بحتة. من جانب كل تفكيرهم في البيت العصري والسيارة الحديثة والرصيد الوفير ووسائل الترَف والترفيه، ومن الجانب الآخر لا شأن لهم بالأمور الروحية والمبادئ الإلهية، طالما لا تمدُّهم باللقمة الدسمة والفراش الناعم والحياة الوثيرة. يركضون إلى سدوم “العالم الحاضر الشرير” وهم لا يدرون أن الثمن باهظ ومُكلِّف، وتعويضه مستحيل. العلاقة الحلوة مع الله، وسلام القلب العميق، وخلاص النفس الأبدي، هذه اللآلئ التي لا تُقدَّر بثمن، يُضحُّون بها، في سبيل تمتع وقتي زائل.

هؤلاء عقولهم لا تفكِّر في أي مبدأ إلهي، وقلوبهم لا ترتجف من أية خطية تُرتكَب، ومشاعرهم لا تهتز من أية رذيلة تُعمَل. فامرأة لوط لم يكن لديها أي تقدير للإله الحي، ولا أي اهتمام للخيمة والمذبح، ولا تحرُّك لمشاعرها وهي ترى زوجها مغلوبًا من سيرة الأردياء في الدعارة، وفي لا مُبالاة غريبة ليس لديها أي مانع، في أن ترتبط بناتها بأشر أشرار الأرض على الإطلاق، ما دام لهم من الشهرة والغنى الكثير. وبالإجمال ليس بغريب عندها أن تأكل وتشرب وتعيش، في مجتمع شهادة الله عنه «وكان أهل سدوم أشرارًا وخطاةً لدى الرب جدًا» ( تك 13: 13 ).
 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:24 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025