![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 36991 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الماء يعطي الحياة ![]() يواصل يسوع الحوار ويقول للمرأة: "لو كنتٍ تعرفين عطيّة الله ومَن هو الذي يقول لكِ أعطيني لأشرب لكنتِ أنتِ تسألينه أن يعطيكِ الماء الحيّ". (يو 4، آية 10). فأجابته بحيويةٍ "يا سيّد ليس معك شيء لتستقي والبئر عميقة فمن أين عندك ماء الحياة؟ أتكون أعظم من أبينا يعقوب الذي أعطانا هذه البئر وشرب منه هو وأولاده وماشيته؟ (11 ـ 12). يُجيبها يسوع: مَنْ شرب من الماء الذي أنا أعطيه أن لن يعطش أبدًا والماء الذي أنا أعطيه يصير فيه نبع ماء يجري للحياة الأبديّة" (13ـ 15). الماء يعطي الحياة عندما لا يهطل المطر تجنّ الأرض والزرع لا ينبت والناس يموتون جوعًا. فكم يمكن العيش من الأيّام بدون ماء؟ الرمزيّة لافتة. يسوع أتى يروي عطشنا إلى الحضور عطشنا إلى أن نقبل. عطشنا إلى معنىً عندما نكون مُغفّلين . الماء الذي يعطينا إيّاه يسوع هو ماء نوره وحضوره، الذي يرفع قلقنا من الوحدة. ويجعلنا نعيش. الماء هو رمز الرّوح حياة الله بالذات التي جاء يسوع يقاسمنا إيّاها. يسوع يكشف لنا أنّه إذا شربنا من نبع الحبّ ومن حنوّ الله نصير بدورنا ينابيع حبّ ورأفة. إذا قبلنا روح الله نعطي روح الله. الحياة التي نحصل عليها هي نفسها التي نعطيها. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 36992 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() أن تكون في علاقة ![]() أن تكون في علاقة في كتابه "أنا وأنت" يقول لنا الكاتب مارتن بوبر M. Buber: كم في الحضارات والثقافات حيث هناك أشياء كثيرة نخشى أن نصبح أقلّ مطواعية للنّاس كي نكون معهم، نفهم ونتقاسم وإيّاهم. نصبح جدّ مأخوذين بالأشياء: نملك الأشياء، نعمل أشياء نبيع ونشتري أشياء. نخشى أن ننسى أنّ الفرح والغنى فرح الناس وغناهم هما أن نكون مع الآخرين حتى نحتفل بالحياة معًا. ليس للعلاقة هدف أن تعمل أشياء للناس، وأقل أيضًا أن تمتلكهم أو أن تستخدمهم للذّتنا، لملء فراغنا. العلاقة هي لكي تكشف لكلّ واحد أنّه فريد وأنّه ثمين، وأنّ لديه مواهب يتقاسمها. هي أن تعيش تبادل القلوب. من خلاله نتعاون لننال حريّة أكبر. الحياة تجري من الواحد إلى الآخر. بالنسبة إلى يسوع، المعارف والمؤهّلات الأشياء ليست هامّة بحدّ ذاتها: إنّها في سبيل العلاقة. الهامّ هم الأشخاص: أنت، أنا، كلّ واحد مهما تكون جذورنا أو ثقافتنا. هذا ما يكشفه يسوع في هذا اللقاء مع المرأة السّامريّة. يكشف أنّ في قلب كلّ شيء من كلّ الخلق، من الحياة ومن رسالتها الحبيّة يوجد القلب البشريّ المصنوع للعلاقة بين شخص وشخص. كلٌ يعطي ذاته للآخر ويناله. كلٌ يساعد الآخر على أن يعيش. جاء يسوع ليعيطنا الحياة، الحياة الأبديّة، حياة الله بالذات من خلال علاقة شخصية مع كلّ منّا. ونحن مدعوّون إلى أن نعطي هذه الحياة للآخرين. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 36993 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() أن نقبل بالرّوح ما نحن عليه ![]() وعد يسوع لهذه المرأة ولكلِّ واحدٍ منّا أن يصير نبع حياةٍ للآخرين لا يُمكن أن يتحقّق إلّا إذا كنّا متواضعين. إذا اعترفنا بفقرنا وبنقائصنا، وإذا قبلنا ذواتنا تمامًا كما نحن. يسوع يدعو هذه المرأة ويدعو كلّا منّا لنعيد زيارة ماضينا من جديد بالحقّ، ليس فقط لنحلّله أو لنقبع فيه لكن لكي نتحرّر من تسلّطه علينا. يسوع يلمس الجرح الداخليّ لهذه المرأة بلطف وحبّ. "إمضي وادعي زوجك وعودي إلى هنا" (6) إنّه يلمس بالضبط مكان فقرها وشعورها بالذنب "لا زوج لي"، أجابت. فقال لها يسوع: "الحقيقة قلتِ أن لا زوج لكِ لأنّه كان لكِ خمسة أزواج وهذا الذي معك الآن ليس زوجك وبهذا صدقتِ" (17 ـ 18). قصّة هذه السّامريّة قصّة حقيقيّة كانت امرأة مجروحة في قدرتها على أن تحبّ إنّها أيضًا رمزيّة؛ إنّها تمثّل كلّ واحد منّا. فنحن جميعًا هذه المرأة السّامريّة. نحن كلّنا نوعًا ما مجروحون عاطفيًا ولنا تاريخ علاقات ممزّقة. أغلبنا يخفي صعوبات علائقيّة وراء ذهننا وقدرتنا. نحن عطشى للإعجاب ولا نريد أن نعترف بجروحيتنا بالإعاقة المختبئة في عدم قدرتنا على أن نحبّ بعض أشخاص وأن نغفر لهم. يمكننا أن نكون سجناء خَواء حزننا، وغضبنا، ربّما بغضنا. عندما أسمع المرأة تقول: "لا زوج لي"، أسمع هذا التشكّي المؤلم للبشريّة لكثيرين منّا: "أشعر أنّي وحيد ومذنب، لا أحد عندي". إنّها صرخة حزن عميق. فلكي نتمكّن من أن نقبل الماء الحيّ الذي يجري من يسوع، علينا أن نعترف بأن كلّ ما فينا هو خَواء وموت. بقدر ما نحن ملآنون من ذواتنا من قدرتنا ومن يقيننا، نفكّر أن باستطاعتنا التحرّك لوحدنا وتدبير أمرنا ولا نحتاج إلى أحد لنتمكّن أن نعترف بحاجتنا إلى يسوع إلى حياة جديدة. فقط عندما نقدّم ليسوع فراغنا وعجزنا وقلبنا الممزّق عندها يتمكّن أن يملأنا من قوّة الرّوح ويلمسنا بحبّه. لكن الآتي كي يحمل لنا حياة جديدة قابل للانجراح يأتي إلينا ويسألنا أن نساعده، نظير طفل. إنّه إله متواضع يأتي إلينا كمتسوّل يطلب منّا العون إنّه هو، الفقير الذي سيوقظنا على الحبّ ويعيطنا حياة جديدة. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 36994 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() مَن هو على حقّ ومَن المخطئ؟ ![]() أكيد أنّ المرأة اندهشت من أن يسوع يعرفها جيدًا، تقول له: "أرى أنّك نبيّ" (19) عندئذ تلقي عليه سؤالًا كان يحرق قلب كثيرين من السامريّين والذي لم يكن ممكنًا طرحه إلّا على نبيّ: مَن على حق؟ اليهود أم السّامريّون؟ أَعَلينا أن نعبد الله في الهيكل أم على جبل جريزيم؟ أيّة ديانة هي الصّالحة؟ أيتهما تملك الحقيقة؟ يقول لها يسوع بأنّ القضية ليست هنا "ستأتي ساعة وهي الآن حاضرة حيث العابدون الحقيقيّون يعبدون الآب في الرّوح والحقّ" سيلهمهم الرّوح القدس السّاكن فيهم". بكلمات وجيزة كشف لها يسوع الذي سيكون يقينًا عند بولس بعد بضع سنوات عندما يكتب إلى تلاميذ روما. "والذين يقودهم روح الله هم جميعًا أبناء الله لأنّ الرّوح الذي نلتموه لا يستعبدكم ويردّكم إلى الخوف بل يجعلكم أبناء الله وبه نصرخ إلى الله: "أيّها الآب، أبانا" (روم 8: 14 ـ 15). نحن مدعوّون لنعبد الله في قلوبنا بالرّوح القدس المُعطى لنا. المرأة السامريّة، لا تفهم جيدًا أين يريد يسوع أن يوصلها في النهاية. فتقول :أعرف أنّ المسيح سوف يأتي وعندما سياتي يشرح لنا كلّ شيء. يجيب يسوع: "أنا هو، الذي يكلّمك" التي فسرّها العلماء أحيانًا "أنا هو". هذا التعبير "أنا هو" غنيّ بالمعنى يكشف، كما سنرى لاحقًا اسم الله نفسه، حبّه المقدّس الذي نجده في سفر الخروج (خر 3). نحن نعرف يسوع الحمل، المختار، العريس، المسيح، ابن يوسف من الناصرة، ابن الله، ابن الإنسان، ملك إسرائيل. حاليًا، اسمه الإلهيّ هو المكشوف لنا. ـ "أنا هو" يتسوّل الماء من إحدى النساء الأكثر حقارة. التي ليست أحدًا، والتي لا اسم لها، التي ليست شيئًا في نظر المجتمع. يسوع يكشف لها مَن هي ومَن هي مدعوةٌ أن تصير: نبعَ ماءِ حياةِ الله، إذا فتحَتْ له قلبها وقَبِلَتْ حبّه، الشقاء والرّحمة يلتقيان هنا على البئر. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 36995 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() امرأة متحوّلة ![]() ـ في هذه الأثناء وصل التلاميذ الذين يتعجّبون من رؤيتهم يسوع يتكلّم مع امرأة. يريدون أن يأكل ما ابتاعوه من القرية لكن يسوع يقول لهم "لي طعام آخر لا تعلمونه[...] طعامي أن أعمل مشيئة مَن أرسلني وأن أكمّل عمله (32 ـ 34). عَمَل يسوع هو أن يجمع أبناء الله في الوحدة وأن يأخذهم إلى الآب؛ يدعونا إلى أن نعيش شركة القلوب. لقد عاش يسوع شيئًا عميقًا ومكثّفًا مع هذه المرأة. لقاء حبٍّ شخصيّ لقد لَمَس قلبها وغذّاه. وهي ابتدأت تثق به. وُلِد الحبّ بينهما. في لحظات كهذه، لا يفكّر بالطعام اتّحاد القلوب هو طعام. قد يكون يسوع قد تأثّر أيضًا لأنّ أباه ألهمه أن يشكف سرّه واسمه الخفيّ "أنا هو" لهذه المرأة التي نبذها ذووها. يسوع لا يكشفه لأحدٍ آخر في الإنجيل. الآب هو الذي كشفه للتلاميذ. فقط لهذه المرأة وحدها الأكثر شقاء والأكثر وحدة يكشف اسمه الخفيّ، مَن هو: المسيح. لقد تحوّلت في الحبّ. كيف كان بإمكانها أن تتخيّل أنّ المسيح، المُرسل من الله يتحدّث معها، هي المرأة المسكينة التي رذلها ذووها؟ ليس فقط تكلّم معها، ولكن أيضًا طلب منها الماء بتواضع. هذا غير ممكن! عليها أن تحلم! ومع هذا فهو هنا. لقد أخبرها بكلّ ما عملتْ بدون إدانة أو حكم. من خلال نظرته، وحركاته، ونبرة صوته شعرتْ ليس فقط بالاحترام، لكن بالحبّ. هل هذا ممكن؟ ـ بحماس كلّي، مَضَتْ إلى القرية مسرعة، تاركة جرّتها لأنّه منذ الآن قلبها قد امتلأ من الماء الحيّ. ذهبت لتجد النّاس ولتقول لهم: تعالوا وانظروا رجلًا قال لي كلّ ما فعلتْ! أليس هو المسيح" (29) ـ الماء الحيّ يجري منها كما وعدها يسوع. إنّها حصلتْ على الحياة، حياة يسوع؛ وبدورها تعطي الحياة. دُهِشَ الناس وتعجّبوا من التغيير الذي حصل لديها. فيتبعونها، ويذهبون إلى لقاء يسوع ويطلبون منه أن يبقى معهم. يقول الإنجيل: "وبقي معهم يومين فقالوا عندئذ للمرأة: ليس لكلامك نحن نؤمن فقد سمعناه نحن أنفسنا نعرف أنّه هو حقيقة مخلّص العالم"(43). بالنسبة إلى الذين بيننا الذين يعرفون أنهم مجروحون، وغير محبوبين، كَشَف حبّ يسوع خبرًا سارًّا رائعًا. عندما نعي شعورنا بالوحدة وبعطشنا وبحاجاتنا إلى الحبّ الإلهي يمكننا أن نقول مثل هذه المرأة "أعطني من هذا الماء حتى لا أعود أعطش أبدًا". |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 36996 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() سيرة القديسة فوتينى ( المرأة السامرية ) ![]() " يا سيد أعطني هذا الماء لكى لا أعطش" يوحنا 4 : 15 فوتينى القديسة، وشهيدة المسيح العظيمة. كانت امرأة سامرية من مدينة سوخار. وأول مرة نقابلها فى إنجيل القديس يوحنا. كانت هى المرأة التى تحدث معها ربنا يسوع المسيح عند بئر يعقوب. ويقع هذا البئر عند الطرف الشرقى للوادى الذى يفصل جبل جرزيم وجبل عيبال. المرأة عند البئر غادر يسوع اليهودية وسافر شمالاً نحو الجليل. ولقد اختار طريق السامرة عن قصد وقد كان طريقاً لا يحب اليهود أن يعبروه. ولقد نزل من مرتفعات افرايم إلى مدينة فى السامرة تدعى سوخار بقرب الضيعة التى وهبها يعقوب ليوسف ابنه. وكانت هناك بئر يعقوب. وإذ كان المسيح متعباً جلس هادئاً على حجر بقرب البئر. وكان نحو الساعة السادسة (وقت الظهيرة) (يوحنا 4: 3 ـ 6 ). جاءت امرأة من السامرة تدعى فوتينى لتستقى ماءً. فقال لها يسوع: "أعطيني لأشرب، لأن تلاميذه كانوا قد مضوا إلى المدينة ليبتاعوا طعاما. فقالت له المرأة السامرية كيف تطلب مني لتشرب و أنت يهودي و أنا امرأة سامريه. لان اليهود لا يعاملون السامريين. أجاب يسوع و قال لها لو كنت تعلمين عطية الله و من هو الذي يقول لك أعطيني لأشرب، لطلبت أنت منه فأعطاك ماء حيا. قالت له المرأة يا سيد، لا دلو لك و البئر عميقة فمن أين لك الماء الحي. العلك أعظم من أبينا يعقوب الذي أعطانا البئر و شرب منها هو و بنوه و مواشيه. أجاب يسوع و قال لها كل من يشرب من هذا الماء يعطش أيضاً. و لكن من يشرب من الماء الذي أعطيه أنا، فلن يعطش إلى الأبد. بل الماء الذي أعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية. قالت له المرأة يا سيد اعطني هذا الماء لكي لا اعطش و لا آتى إلى هنا لاستقي قال لها يسوع اذهبي وادعي زوجك وتعالي إلى ههنا. أجابت المرأة و قالت ليس لي زوج. قال لها يسوع حسنا قلت ليس لي زوج لأنه كان لك خمسة أزواج و الذي لك الآن ليس هو زوجك هذا قلت بالصدق. قالت له المرأة يا سيد أرى انك نبي. آباؤنا سجدوا في هذا الجبل و انتم تقولون أن في أورشليم الموضع الذي ينبغي أن يسجد فيه. قال لها يسوع يا امرأة صدقيني، انه تأتى ساعة لا في هذا الجبل ولا في أورشليم تسجدون للآب. انتم تسجدون لما لستم تعلمون. أما نحن فنسجد لما نعلم. لان الخلاص هو من اليهود. و لكن تأتى ساعة و هي الآن حين الساجدون الحقيقيون يسجدون للآب بالروح و الحق. لأن الآب طالب مثل هؤلاء الساجدين له. الله روح و الذين يسجدون له فبالروح و الحق ينبغي ان يسجدوا. قالت له المرأة أنا اعلم أن مسيا الذي يقال له المسيح يأتي. فمتى جاء ذاك يخبرنا بكل شيء. قال لها يسوع أنا الذي أكلمك هو. و عند ذلك جاء تلاميذه و كانوا يتعجبون انه يتكلم مع امرأة. و لكن لم يقل أحد ماذا تطلب أو لماذا تتكلم معها. فتركت المرأة جرتها و مضت إلى المدينة و قالت للناس هلموا انظروا إنساناً قال لي كل ما فعلت ألعل هذا هو المسيح. فخرجوا من المدينة وأتوا إليه. و في إثناء ذلك سأله تلاميذه قائلين يا معلم كل. فقال لهم أنا لي طعام لآكل لستم تعرفونه انتم. فقال التلاميذ بعضهم لبعض ألعل أحداً أتاه بشيء ليأكل. قال لهم يسوع طعامي أن اعمل مشيئة الذي أرسلني وأتمم عمله. أما تقولون أنه يكون أربعة اشهر ثم يأتي الحصاد. ها أنا أقول لكم ارفعوا أعينكم و انظروا الحقول إنها قد ابيضت للحصاد. و الحاصد يأخذ أجرة و يجمع ثمرا للحياة الأبدية لكي يفرح الزارع و الحاصد معا. لأنه في هذا يصدق القول أن واحدا يزرع و آخر يحصد. أنا أرسلتكم لتحصدوا ما لم تتعبوا فيه آخرون تعبوا و انتم قد دخلتم على تعبهم. فآمن به من تلك المدينة كثيرون من السامريين بسبب كلام المرأة التي كانت تشهد انه قال لي كل ما فعلت. فلما جاء إليه السامريون سألوه أن يمكث عندهم فمكث هناك يومين. فآمن به اكثر جدا بسبب كلامه. و قالوا للمرأة إننا لسنا بعد بسبب كلامك نؤمن. لأننا نحن قد سمعنا و نعلم أن هذا هو بالحقيقة المسيح مخلص العالم". ( يوحنا 4: 7 ـ 42 ) القديسة فوتينى بعد حلول الروح القدس يوم الخمسين. بعد صعود ربنا وحلول الروح القدس على الرسل القديسين يوم الخمسين اعتمدت هذه المرأة المباركة مع ابنيها وخمس أخوات لها على يد الرسل. بعد ذلك تبعوا جميعهم الرسل بغيرة متقدة نحو المسيح المخلص، وبشروا بالمسيح من مكان لمكان ومن بلد إلى بلد.وحولوا الكثير من الوثنيين من عدم التقوى إلى الإيمان المستقيم بالمسيح. أثناء حكم الإمبراطور الروماني الكافر نيرون (54 ـ 68 م) صار اضطهاد عظيم على المسيحيين بعد استشهاد أئمة الرسل بطرس و بولس ( 64 م). طلب نيرون ان يطرد جميع تلاميذهم وكل من يؤمن بالمسيح. ولم يعلم عديمو العقل انة كلما تعقبوا المؤمنين بالمسيح كلما زادوا وثبتوا .(18 : لأن المسيح قال: "أبواب الجحيم لن تقوى عليكِ" أى الكنيسة (متى16-18) |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 36997 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() القديسة فوتينى بعد حلول الروح القدس ![]() القديسة فوتينى بعد حلول الروح القدس يوم الخمسين. بعد صعود ربنا وحلول الروح القدس على الرسل القديسين يوم الخمسين اعتمدت هذه المرأة المباركة مع ابنيها وخمس أخوات لها على يد الرسل. بعد ذلك تبعوا جميعهم الرسل بغيرة متقدة نحو المسيح المخلص، وبشروا بالمسيح من مكان لمكان ومن بلد إلى بلد.وحولوا الكثير من الوثنيين من عدم التقوى إلى الإيمان المستقيم بالمسيح. أثناء حكم الإمبراطور الروماني الكافر نيرون (54 ـ 68 م) صار اضطهاد عظيم على المسيحيين بعد استشهاد أئمة الرسل بطرس و بولس ( 64 م). طلب نيرون ان يطرد جميع تلاميذهم وكل من يؤمن بالمسيح. ولم يعلم عديمو العقل انة كلما تعقبوا المؤمنين بالمسيح كلما زادوا وثبتوا .(18 : لأن المسيح قال: "أبواب الجحيم لن تقوى عليكِ" أى الكنيسة (متى16-18) |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 36998 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() يسوع والسامرية ![]() لعلّ الحوار الذي دار بين يسوع والسامرية هو أجمل صفحة لا في الإنجيل الرابع وحسب بل في الأدب الديني العالمي . وقد أثار فيه يسوع اسمى المواضيع وأجلها قدراً ، فتحدث عن ماء الحياة والتوبة والعبادة والمسيح ، فأعلن عن نفسه مشيراً إلى أنه هو : ” المسيح مخلصّ العالم ” . و فيما نتأمل و نتابع مراحل هذا الحوار الشيّق في إطاره الطبيعي والتاريخي والروحي ، مستنتجين من خلاله طريقة التعليم التي اعتمدها السيد المسيح وجوهر رسالته ، نسأل الله أن يعطينا أن نعرف سمو عطائه فنعمل على أن نحيا منه وفيه ” الحياة الأبدية ” . ظ، – الإطار الطبيعي والتاريخي : شاء يسوع أن ينتقل من اليهودية إلى الجليل مفتتحاً فيه أعمال التبشير رالكرازة . وكان قد شعر بما يحوك له الفريسيّون من اكاذيب ودسائس، وقد رأوا الناس يتقاطرون إليه حتى أصبح له من التلاميذ أكثر مما كان ليوحنا . وكان بين اليهود والسامريين خصومات قديمة تمنعهم من الالتقاء والتكلم مع بعضهم ، ( راحع اسباب ذلك في سفر الملوك الثاني ظ،ظ§ / ظ¢ظ¤ ) ، وراجع ( لوقا ظ©/ ظ¥ظ¢ ) ، وهي خصومات بعض أسبابها ديني سببه أن السامريين كانوا ، خلافاً لليهود، لا يتمسكون إلاّ بالتوراة فقط دون سواها من أسفار الكتاب المقدّس ، ويحصرون العبادة في مدينة يقال لها سيخارة وهي مدينة في السامرة على جبل جرزيم . ولهذا كان اليهود يتحاشون المرور في السامرة ، وكان الكثيرون منهم يفضّلون الذهاب من اليهودية إلى الجليل عن طريق عبر الأردن. أمّا يسوع فتجاهل هذه الاعتبارات وسلك طريق السامرة بصحبة عدد من تلاميذه . ولما اجتازوا بعض الطريق وصلوا إلى حقل كان أعطاه يعقوب لإبنه يوسف ( تكوين ظ£ظ£ : ظ،ظ¨- ظ¢ظ* ويشوع ظ¢ظ¤ : ظ£ظ¢ )، فيه بئر عرفت باسم بئر يعقوب لا يقل عمقها عن الثلاثين متراً ويأتيها ماء حي من ينبوع مجاور . وحانت ساعة الظهر وأحس التلاميذ بالجوع والتعب . ولم يكن معهم طعام فتابعوا المسير إلى أقرب مدينة منهم وهي سيخارة وتقع على كيلو متر واحد من بئر يعقوب إلى الغرب . أما يسوع فأراد أن يتخذ قسطاً من الراحة ، فجلس على حافة البئر وراح يمتع النظر بما ينبسط أمامه من مناظر خلابة فيها أودية وتلال وينابيع ومروج خضراء يعلوها جبلا عيبال وجرزيم ، وهذا ما جعل من السامرة أجمل بقاع مملكة داود وسليمان . وما أن توارى التلاميذ عن البصر حتى رأى يسوع امرأة سامرية تقترب منه وعلى كتفها جرّة فارغة وهمّت بالاستقاء دون أن تحيّيه . لقد رأت الجالس على حافة البئر وعرفت أنه يهودي ورجل دين ، وما كان من سبيل إلى الكلام بين اليهود والسامريين ، وما كان لرجل دين أن يتحدّث مع إمرأة على الطريق العام . لكن يسوع شاء أن يخرق التقليد فأقام مع هذه السامرية حواراً كشف فيه عن طريقته فى التعليم وعن جوهر رسالته . ظ¢ – طريقة يسوع في التعليم : كان يسوع يحرص على أثارة الفضول لدى السامع واسترعاء الانتباه ، فيستدرجه من العادي إلى الخطير من الشؤون . وهذا ما نشهده في هذا الحوار، وقد استولت الدهشة فيه على هذه السامرية حتى كادت تفقد الصواب لعجز مداركها عن استيعاب ما سمعت من حقائق سامية وأوّلها ” الماء الحي ” . أ- الماء الحي : بادر يسوع المرأة بالكلام قائلاً لها ” اسقيني ” ( يوحنا ظ¤ : ظ§ ) ، وهذا ما أثار دهشها وعجبها ، فقالت له : ” كيف تسألني أن أسقيكَ وانت يهوديٌّ وانا امرأةٌ سامر ّيّة ؟ ” وزاد عجبها عندما رأته يبدّل موقفه ، فيعرض عليها ماء من شرب منه لا يعطش أبداً، ويُضيف قائلاً : ” لو كُنتٍ تعرفين عطاء الله ، ومن هو الذي يقول لكِ : : اسقيني ، لسألتِهِ أنت ، فأعطاك ماءً حياً ” ( يوحنا ظ¤ : ظ،ظ* ) . وتحار في رباطة جأشه وثقته من نفسه فتقول له : ” يا ربّ ، لا دَلوَ عندك ، والبئر عميقة ، فمن أين لك الماء الحي؟ هل انت أعظم من أبينا يعقوب الذي أعطانا البئر ؟ ” ، وما كانت تصدق ما سمعت لفرط الدهشة عندما قال لها : ” الماء الذي أعطيه إياه يصير فيه عين ماء يتفجر حياة أبدية “. هي عبارات مذهلة فجّرت ينابيع الخلاص في العالم . وقالت المرأة في عفوية : ” سيدي أعطني هذا الماء لكي لا أعطش فأعود إلى الاستقاء من هنا ” . وكيف لها أن تحصل على ماء الحياة وهي تتمرغ فى أوحال الخطيئة ؟. ب – التوبة : وانتقل الحوار إلى موضوع التوبة وجاء الانتقال في الظاهر مفاجئاً ولكنه يدل على ترابط محكم بين جزئي هذا الحوار . أراد يسوع أن يوقظ هذه المرأة من غفلتها ، وأن يجبرها على الغوص في أعماق نفسها فتستأصل منها ما عشش في قرارتها من خطايا . لذلك فاجأها بقوله لها : ” اذهبي فادعي زوجك وارجعي إلى ههنا ” فاجابته بكل بساطة : ” ليس لي زوج ” وكان ينتظر منها هذا الجواب وظنت أنها تخدعه . ولكنه كشف لها حقيقتها فقال لها في صوت حزين : ” لقد صدقت . قد اتخذت خمسة أزواج ومن يصحبك اليوم ليس بزوجك ” . وصعقت المرأة لدى سماعها هذه الحقيقة الجارحة وشعرت أنها أصيبت في الصميم ، ولا سيما أن شريعة الطلاق لدى السامريين كانت أضيق منها لدى اليهود . وحاولت الخروج من هذا المأزق فأثارت ما كان يدور من جدل قديم بين اليهود والسامريين حول مكان العبادة . فقالت : ” قالت يا رب ، أرى أنك نبيّ . قد تعبد آباؤنا في هذا الجبل ، ( وقد بنى السامريون في أعله هيكلاً لينافسوا به هيكل اورشليم ) ، وأنتم تقولون : إن المكان الذي فيه يجب التعبد هو أُورشليم ” . وانتقلت بالحديث من اامستوى الأخلاقي إلى المعنى الديني ، وهذا ما كان يرمي إليه يسوع فأخذ يُحدّث المرأة عن عبادة الله . ومن التوبة تأتي العبادة . ج – العبادة : فاه السيد المسيح بكلمات هي أعمق ما قيل في ماهية الدين ، فخاطب المرأة وكأنه يخاطب البشر أجمعين فقال : ” صدِّقيني ، أيتها المرأة تأتى ساعةٌ فيها تعبدون الأب لا في هذا الجبل ولا في أورشليم ….فيها العباد الصادقون يعبدون الآب بالروحِ والحق فمثل أولئك العباد يُريد الآب . إن الله روح فعلى العباد أن يعب دوه بالروح والحق ” ( يوحنا ظ¤ : ظ¢ظ، – ظ¢ظ¤ ) . فأعلمنا أن الله أب وأنه روح وأن عهد الروح قد بدأ به وها هي ساعته الآن وأن العبادة لن تنحصر فيما بعد في هيكل أورشليم أو جبل جرزيم وتنبأ بانهم سيهدمان بعد بضع سنوات ، وعرّفنا ان العبادة تكون في كل مكان من الأرض ، حيث تصفو النيات وتتنقى القلوب من أدران الكفر والحقد والصغائر وسيعرف المؤمنون من يعبدون خلافاً للذين كانوا يعبدون ما يجهلون . وادركت المرأة ما سمعت فإذا بها تلجأ إلى مثل كل الناس يرددونه فى أيامها، فتقول : ” إني أعلم أن المسيح آتٍ ، وهو الذي يُقال له المسيح ، وإذا أتى انبأنا بكل شيء “. ودخلت من دون وعي و قصد منها في موضوع المسيح وهذا ما كان يسوع ينتظره ، وقد أراد أن يفهمها أن العبادة الحق لا تستقيم دون المسيح فكشف عن نفسه وقال ” أناهو ، انا هو المسيح الذي يُكلّمكِ ” . يعني أنا موضوع العبادة . د- المسيح : أصاب السامرية ما أصاب التلاميذ عندما كان يسوع يحدثهم عن حقيقة أمره، فلم يكونوا قادرين على فهم أقواله . لذلك أراد أن يحسم الجدل ويختم الحوار مع المرأة بجواب قاطع جازم فقال لها : ” أنا هو ( المسيح ) ، أنا الذي يكلمك ” ( يوحنا ظ¤ : ظ¢ظ¦ ). لقد باح بسره . أطلق الكلمة التي كانت تنتظرها الأرض بأجمعها باح بها لأول مرة لأمرأة من السامرة مشهور أمرها ولكنها تفتحت لمياه النعمة ، فتركت جرّتها وذهبت تبشّر بالمسيح ، فخرج الناس وساروا إليه ليتعرّفوا عليه ويسمعوا إلى تعاليمه . ظ£ – جوهر رسالته : ورجع التلاميذ، وكان قد انتهى الحوار، ” فعجبوا إذ رأوه يحادث امرأة على قارعة الطريق وفي رابعة النهار . ولكن لم يقل أحد منهم ” ماذا تريدين منه ؟ ولماذا تحادثها “. وتركت الجرّة، وما حاجتها إليها وقد ملأت قلبها من ماء الحياة الأبدية ؟ وعندما سأله تلاميذه خلال ذلك أن يأكل فأجابهم قائلاً : ” لي طعامٌ آكُلُه انتم لا تعرفونه ” فلم يفهموا وظنوا أن أحداً جاءه بطعام ، فأوضح لهم ما عنى فقال : ” طعامي أن أعمل بمشيئة من أرسلني وأن أُتم عمله ” ( يوحنا ظ¤ : ظ£ظ، -ظ£ظ¤ ) . وترآت له في البعيد جموع السامريين آتين إليه ومن ورائهم جماهير المؤمنين في كل عصر فهتف بتلاميذه قائلاً : ” أرفعوا عيونكم وأنظروا إلى الحقول ، تروها قد ابيضت وحان وقت الحصاد ” ( يوحنا ظ¤: ظ£ظ¥ ) . لقد بدأ رسالته وهو بحاجة إلى حصّادين يسيرون معه و يعاونوه . آمن به السامريون قبل اليهود . آمنوا به لما سمعوا من السامرية ابنة قومهم تخبرهم عن كل شيء تخصها كلامها عنها . وآمنوا على الأخص لأنهم سمعوه ورأوه وقد قضى في ضيافتهم يومين تلبية لدعوتهم ، وعلموا أنه ” مخلص العالم حقاً ” . فاكتشفوا حقيقة رسالته وهي خلاص العالم . اللهم أعطنا أن نعرف عطاءك فننهل من هذا الماء الذي إذا شربنا منه لا نعود نظمأ أبداً. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 36999 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الإطار الطبيعي والتاريخي لقصة السامرية ![]() شاء يسوع أن ينتقل من اليهودية إلى الجليل مفتتحاً فيه أعمال التبشير رالكرازة . وكان قد شعر بما يحوك له الفريسيّون من اكاذيب ودسائس، وقد رأوا الناس يتقاطرون إليه حتى أصبح له من التلاميذ أكثر مما كان ليوحنا . وكان بين اليهود والسامريين خصومات قديمة تمنعهم من الالتقاء والتكلم مع بعضهم ، ( راحع اسباب ذلك في سفر الملوك الثاني ظ،ظ§ / ظ¢ظ¤ ) ، وراجع ( لوقا ظ©/ ظ¥ظ¢ ) ، وهي خصومات بعض أسبابها ديني سببه أن السامريين كانوا ، خلافاً لليهود، لا يتمسكون إلاّ بالتوراة فقط دون سواها من أسفار الكتاب المقدّس ، ويحصرون العبادة في مدينة يقال لها سيخارة وهي مدينة في السامرة على جبل جرزيم . ولهذا كان اليهود يتحاشون المرور في السامرة ، وكان الكثيرون منهم يفضّلون الذهاب من اليهودية إلى الجليل عن طريق عبر الأردن. أمّا يسوع فتجاهل هذه الاعتبارات وسلك طريق السامرة بصحبة عدد من تلاميذه . ولما اجتازوا بعض الطريق وصلوا إلى حقل كان أعطاه يعقوب لإبنه يوسف ( تكوين ظ£ظ£ : ظ،ظ¨- ظ¢ظ* ويشوع ظ¢ظ¤ : ظ£ظ¢ )، فيه بئر عرفت باسم بئر يعقوب لا يقل عمقها عن الثلاثين متراً ويأتيها ماء حي من ينبوع مجاور . وحانت ساعة الظهر وأحس التلاميذ بالجوع والتعب . ولم يكن معهم طعام فتابعوا المسير إلى أقرب مدينة منهم وهي سيخارة وتقع على كيلو متر واحد من بئر يعقوب إلى الغرب . أما يسوع فأراد أن يتخذ قسطاً من الراحة ، فجلس على حافة البئر وراح يمتع النظر بما ينبسط أمامه من مناظر خلابة فيها أودية وتلال وينابيع ومروج خضراء يعلوها جبلا عيبال وجرزيم ، وهذا ما جعل من السامرة أجمل بقاع مملكة داود وسليمان . وما أن توارى التلاميذ عن البصر حتى رأى يسوع امرأة سامرية تقترب منه وعلى كتفها جرّة فارغة وهمّت بالاستقاء دون أن تحيّيه . لقد رأت الجالس على حافة البئر وعرفت أنه يهودي ورجل دين ، وما كان من سبيل إلى الكلام بين اليهود والسامريين ، وما كان لرجل دين أن يتحدّث مع إمرأة على الطريق العام . لكن يسوع شاء أن يخرق التقليد فأقام مع هذه السامرية حواراً كشف فيه عن طريقته فى التعليم وعن جوهر رسالته . |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 37000 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() طريقة يسوع في التعليم ![]() كان يسوع يحرص على أثارة الفضول لدى السامع واسترعاء الانتباه ، فيستدرجه من العادي إلى الخطير من الشؤون . وهذا ما نشهده في هذا الحوار، وقد استولت الدهشة فيه على هذه السامرية حتى كادت تفقد الصواب لعجز مداركها عن استيعاب ما سمعت من حقائق سامية وأوّلها ” الماء الحي ” . أ- الماء الحي : بادر يسوع المرأة بالكلام قائلاً لها ” اسقيني ” ( يوحنا ظ¤ : ظ§ ) ، وهذا ما أثار دهشها وعجبها ، فقالت له : ” كيف تسألني أن أسقيكَ وانت يهوديٌّ وانا امرأةٌ سامر ّيّة ؟ ” وزاد عجبها عندما رأته يبدّل موقفه ، فيعرض عليها ماء من شرب منه لا يعطش أبداً، ويُضيف قائلاً : ” لو كُنتٍ تعرفين عطاء الله ، ومن هو الذي يقول لكِ : : اسقيني ، لسألتِهِ أنت ، فأعطاك ماءً حياً ” ( يوحنا ظ¤ : ظ،ظ* ) . وتحار في رباطة جأشه وثقته من نفسه فتقول له : ” يا ربّ ، لا دَلوَ عندك ، والبئر عميقة ، فمن أين لك الماء الحي؟ هل انت أعظم من أبينا يعقوب الذي أعطانا البئر ؟ ” ، وما كانت تصدق ما سمعت لفرط الدهشة عندما قال لها : ” الماء الذي أعطيه إياه يصير فيه عين ماء يتفجر حياة أبدية “. هي عبارات مذهلة فجّرت ينابيع الخلاص في العالم . وقالت المرأة في عفوية : ” سيدي أعطني هذا الماء لكي لا أعطش فأعود إلى الاستقاء من هنا ” . وكيف لها أن تحصل على ماء الحياة وهي تتمرغ فى أوحال الخطيئة ؟. ب – التوبة : وانتقل الحوار إلى موضوع التوبة وجاء الانتقال في الظاهر مفاجئاً ولكنه يدل على ترابط محكم بين جزئي هذا الحوار . أراد يسوع أن يوقظ هذه المرأة من غفلتها ، وأن يجبرها على الغوص في أعماق نفسها فتستأصل منها ما عشش في قرارتها من خطايا . لذلك فاجأها بقوله لها : ” اذهبي فادعي زوجك وارجعي إلى ههنا ” فاجابته بكل بساطة : ” ليس لي زوج ” وكان ينتظر منها هذا الجواب وظنت أنها تخدعه . ولكنه كشف لها حقيقتها فقال لها في صوت حزين : ” لقد صدقت . قد اتخذت خمسة أزواج ومن يصحبك اليوم ليس بزوجك ” . وصعقت المرأة لدى سماعها هذه الحقيقة الجارحة وشعرت أنها أصيبت في الصميم ، ولا سيما أن شريعة الطلاق لدى السامريين كانت أضيق منها لدى اليهود . وحاولت الخروج من هذا المأزق فأثارت ما كان يدور من جدل قديم بين اليهود والسامريين حول مكان العبادة . فقالت : ” قالت يا رب ، أرى أنك نبيّ . قد تعبد آباؤنا في هذا الجبل ، ( وقد بنى السامريون في أعله هيكلاً لينافسوا به هيكل اورشليم ) ، وأنتم تقولون : إن المكان الذي فيه يجب التعبد هو أُورشليم ” . وانتقلت بالحديث من اامستوى الأخلاقي إلى المعنى الديني ، وهذا ما كان يرمي إليه يسوع فأخذ يُحدّث المرأة عن عبادة الله . ومن التوبة تأتي العبادة . ج – العبادة : فاه السيد المسيح بكلمات هي أعمق ما قيل في ماهية الدين ، فخاطب المرأة وكأنه يخاطب البشر أجمعين فقال : ” صدِّقيني ، أيتها المرأة تأتى ساعةٌ فيها تعبدون الأب لا في هذا الجبل ولا في أورشليم ….فيها العباد الصادقون يعبدون الآب بالروحِ والحق فمثل أولئك العباد يُريد الآب . إن الله روح فعلى العباد أن يعب دوه بالروح والحق ” ( يوحنا ظ¤ : ظ¢ظ، – ظ¢ظ¤ ) . فأعلمنا أن الله أب وأنه روح وأن عهد الروح قد بدأ به وها هي ساعته الآن وأن العبادة لن تنحصر فيما بعد في هيكل أورشليم أو جبل جرزيم وتنبأ بانهم سيهدمان بعد بضع سنوات ، وعرّفنا ان العبادة تكون في كل مكان من الأرض ، حيث تصفو النيات وتتنقى القلوب من أدران الكفر والحقد والصغائر وسيعرف المؤمنون من يعبدون خلافاً للذين كانوا يعبدون ما يجهلون . وادركت المرأة ما سمعت فإذا بها تلجأ إلى مثل كل الناس يرددونه فى أيامها، فتقول : ” إني أعلم أن المسيح آتٍ ، وهو الذي يُقال له المسيح ، وإذا أتى انبأنا بكل شيء “. ودخلت من دون وعي و قصد منها في موضوع المسيح وهذا ما كان يسوع ينتظره ، وقد أراد أن يفهمها أن العبادة الحق لا تستقيم دون المسيح فكشف عن نفسه وقال ” أناهو ، انا هو المسيح الذي يُكلّمكِ ” . يعني أنا موضوع العبادة . د- المسيح : أصاب السامرية ما أصاب التلاميذ عندما كان يسوع يحدثهم عن حقيقة أمره، فلم يكونوا قادرين على فهم أقواله . لذلك أراد أن يحسم الجدل ويختم الحوار مع المرأة بجواب قاطع جازم فقال لها : ” أنا هو ( المسيح ) ، أنا الذي يكلمك ” ( يوحنا ظ¤ : ظ¢ظ¦ ). لقد باح بسره . أطلق الكلمة التي كانت تنتظرها الأرض بأجمعها باح بها لأول مرة لأمرأة من السامرة مشهور أمرها ولكنها تفتحت لمياه النعمة ، فتركت جرّتها وذهبت تبشّر بالمسيح ، فخرج الناس وساروا إليه ليتعرّفوا عليه ويسمعوا إلى تعاليمه |
||||