منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21 - 05 - 2012, 10:22 PM   رقم المشاركة : ( 361 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي

كرامة الخدمة الحقيقية

إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخْدِمُنِي فَلْيَتْبَعْنِي، وَحَيْثُ أَكُونُ أَنَا هُنَاكَ أَيْضًا يَكُونُ خَادِمِي. وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخْدِمُنِي يُكْرِمُهُ الآبُ ( يو 12: 26 )


من الأمور المهمة التي ينبغي أن نعرفها جيدًا أنه من الممكن أن يكون هناك ”شغل“ كثير دون أن تكون هناك أية خدمة. والخادم الحقيقي هو الذي يصنع مشيئة سيده ومسرته. فقد يخدم خادم من الصباح إلى المساء في كد وتعب، ولكن ليس كما يريد سيده ولا حسب مسرة قلبه. فهل هذا يُحْسَب خادمًا؟ هل تعبه هذا يُحْسَب خدمة؟

إن المطلوب في الخادم، قبل كل شيء، هو أن يكون في خضوع، فلا يمارس إرادته الذاتية واستحسانه البشري في الخدمة، وأن يكون صاحيًا واعيًا لا يتخلَّف بعدم فهم عن ما هي إرادة الله الصالحة، وأن يكون نشيطًا فيؤدي الخدمة بغيرة متوقدة متوثبة. وعلى كل هذه أن يكون مُحبًا؛ بالمحبة يَخدم، ومن نبع المحبة تفيض خدمته.

تأمل أصحاب داود الثلاثة الذين شقُّوا المَحَلَّة، واستقوا ماء من بئر في قبضة الأعداء ( 2صم 23: 14 -17)، لقد فهموا مشيئة مسيح الرب، وبالمحبة المضحية في خضوع ووعي وغيرة خدموه مُخاطرين بأنفسهم، فأُكْرِمُوا. لقد جاءوا بخدمتهم إلى سيدهم فرحين بعملهم خدمةً له تُشبع قلبه. إنهم لم يعلنوا عنها ولم يطبِّلوا ويزمِّروا مفتخرين بما عملوا، بل كان فرحهم في أنهم صنعوا مسرة داود. والرب يسوع يقول: «إن كان أحدٌ يخدمني فليتبعني، وحيث أكون أنا هناك أيضًا يكون خادمي» ( يو 12: 26 )، فهل نحن على استعداد لأن نتبعه في الطريق الذي انتهى به إلى الرفض، وحَملِْ العار خارج المَحَلَّة؟

ويجب أن ندرك تمام الإدراك أنه من المُلذ لقلب الرب وأكثر بركة لقلوبنا أن نكون «في شركة معه». هذا أفضل من أن نخدمه مجرَّد خدمة. ونحن نقرأ عن البعض أنهم «تركوا كل شيء وتبعوه» هذه هي روح الخدمة الحقيقية. ويا لها من بركة عظيمة عندما يستحوذ الروح القدس على القلب، ويكشف عن جمال وكمال وصفات «ابن الله»، حتى يشبع به القلب، ويزدري بكل شيء عَداه! لأنه لا يوجد شيء يمكنه أن يطرد العالم من قلوبنا غير حلول المسيح فيها.

ليتنا نجتهد أن نكون مرضيين عنده ونصنع مرضاته. هذه هي الخدمة الأعظم التي نؤديها لسيدنا. وشرف هذه الخدمة يمكن أن يكون من نصيب أي مؤمن؛ الصغير والضعيف مثل الكبير والموهوب، الجميع يمكنهم ذلك إن جنَّدوا الإرادة لإشباع محبته.
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 05 - 2012, 10:23 PM   رقم المشاركة : ( 362 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي

نوعا الألم في الجلجثة

تَعِبْتُ مِنْ صُرَاخِي.. كَلَّتْ عَيْنَايَ مِنِ انْتِظَارِ إِلَهِي.. اعْتَزَّ مُسْتَهْلِكِيَّ أَعْدَائِي ظُلْمًا..رَدَدْتُ الَّذِي لَمْ أَخْطَفْهُ ( مز 69: 3 ، 4)

على الصليب تألم المسيح من مصدرين؛ من الله، ومن البشر. ويمكن أن نضيف مصدرًا ثالثًا، لكننا سنعتبر الشيطان والناس فريقًا واحدًا.

لقد ظل المسيح على الصليب ست ساعات، من الساعة التاسعة صباحًا حتى الثالثة بعد الظهر حسب توقيتنا الحاضر. ولقد كان في الثلاث ساعات الأولى نور، بينما غطى الكون الظلام في الساعات الثلاث التالية. والفارق كبير بين آلام المسيح في هاتين الفترتين.

* فالمسيح تألم في الفترة الأولى من يد البشر؛ وبالتالي فإنه تألم كشهيد. وهو إن كان له النصيب الأوفر من هذه الآلام، لكن كان نوع آلامه التي تحملها من يد الإنسان هي من ذات نوع آلام باقي الشهداء. فبطرس مات مصلوبًا، وكثير من الشهداء ماتوا ميتات بشعة. وهكذا المسيح تألم من يد البشر كشهيد. لكن ليست هذه الآلام هي التي خلَّصتنا، بل الآلام التي احتملها المسيح من يد الله.

* ولقد كان ما احتمله المسيح من يد البشر ظلمًا فاضحًا. أ ليس عجيبًا حقًا أن يقول بيلاطس: «لم أجد فيه عِلةً واحدة»، ثم يستطرد قائلا: «فأنا أُؤدبه وأُطلِقُهُ» ( لو 23: 14، 15)! فإن كان لا يوجد فيه عِلة واحدة فعلامَ يؤدبه؟! ثم لمّا لم تنجح محاولة تخليصه من أيدي الشاكين الحاسدين قال: «إني بريء من دم هذا البار!»، ثم «أسلَمَهُ ليُصلَب» ( مت 27: 24-26)! ومرة أخرى نقول: أي عدل هذا أن يُصلب البار؟!

لكن على الجانب الآخر، فإن ما احتمله المسيح من الآلام من الله الديان كان بالعدل. لقد كان المسيح في ساعات الظلام يسدد دينًا علينا، كان من المحتَّم سداده. نتذكَّر أن الرسول بولس كان قد تعهد أمام فليمون من جهة العبد أنسيمس قائلاً: «أنا أُوفي». والأرجح أن بولس لم يعوِّض فليمون بشيء إذ كان سجينًا ولا يمتلك شيئًا، أما المسيح فكما نقول في ترنيمتنا الجميلة:

قد وفى ديني كُلهُ الحَمَلْ
حينما ماتَ لذا قال قد كَمَلْ

  رد مع اقتباس
قديم 21 - 05 - 2012, 10:26 PM   رقم المشاركة : ( 363 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي

اصرف وقتًا مع الله

لِكُلِّ شَيْءٍ زَمَانٌ، وَلِكُلِّ أَمْرٍ تَحْتَ السَّمَاوَاتِ وَقْتٌ ( جا 3: 1 )


ينبغي أن يضع كل مؤمن على قلبه أن يُخصِّص وقتًا يوميًا يصرفه مع الله. عندنا وقت لكل شيء، فهلا وجدنا وقتًا للشركة مع الله خالق الكل؟ هلا وجدنا وقتًا لنتأمل في مشيئة الله الصالحة ومقاصده الطيبة من جهتنا؟ إن الله الطيِّب؛ رب المحبة ورب القداسة يستحق بكل تأكيد أن يأخذ أفخر أوقاتنا، بل يستحق أن نكرِّس له كل أوقات حياتنا. ينبغي أن نعيش في شركة معه. لكن يلزم أن نُخصِّص ونُكرِّس وقتًا في كل يوم فيه نختلي بالرب منفردين.

نحتاج إلى هذه الفرصة اليومية للشركة السرية مع الرب ـ فرصة فيها ننفض أنفسنا من مشاغل الحياة لنفحص قلوبنا في نور حضرته ـ فرصة لندرس كلمته بخشوع وفي تقوى. فرصة فيها نلتمس وجهه الكريم ونسأله لكي يعلن ذاته لنا. نحتاج وقتًا كافيًا فيه نتحقَّق أنه له المجد يرانا ويسمعنا حينما نبسط طلباتنا لدى الله في عبارات تخرج من أعماق قلوبنا. إننا نحتاج إلى وقت فيه يتعامل الله مع أعوازنا الخصوصية، وفيه يشرق بنوره في قلوبنا، وفيه يملؤنا روحه القدوس.

ما رأيك أيها الأخ القارئ، هل يمكنك أن تُكرِّس ولو نصف ساعة كل يوم لأجل هذا الغرض؟ إن لم تكن لك إرادة لتنظيم وقتك على هذا النحو فلا تستغرب إذا ضعفت حياتك الروحية وصارت بلا فاعلية. إن ساعة الشركة مع الرب ينبغي أن تكون لها الأولوية على ما عداها، وإذا أنت رتبت حياتك على هذا الأساس، فسوف تصبح فرصة الشركة اليومية مع الله غالية جدًا على قلبك، ولسوف تشعر بعد وقت قصير ببركة الرب على باقي أوقاتك.

إن كل شيء على هذه الأرض يحتاج إلى «الوقت». تأمل الساعات الطويلة التي يقضيها تلميذ صغير كل يوم في المدرسة في تحصيل المعارف لكي يتفهَّم أمور هذه الحياة، فكم نحن نحتاج بالحري إلى وقت أطول لنتعلَّم من الله أمور الحياة الأبدية؟

أيها المؤمن قدِّم للرب إله القداسة وإله كل نعمة ما تستطيع أن تعطيه من وقت، إلى أن تمتلئ بنوره وحياته ومحبته. وهكذا تثبت في الرب يسوع المسيح وفي محبته عن طريق الكلمة، وعن طريق الصلاة.

إنما كل مُرادي وجهكَ الوضَّاحْ
فاشفِ جُرحي بالحشا يا مُنية الأرواحْ
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 05 - 2012, 10:29 PM   رقم المشاركة : ( 364 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي

أُعلِّمُكَ ... أُرشِدُكَ ... أَنْصَحُكَ

أُعَلِّمُكَ وَأُرْشِدُكَ الطَّرِيقَ الَّتِي تَسْلُكُهَا. أَنْصَحُكَ. عَيْنِي عَلَيْكَ (بعَيْنِي التي عَلَيْكَ) ( مز 32: 8 )

يبدأ المرنم في أول هذا المزمور بتطويب مَن نال غفران الخطايا الذي هو أول احتياج للإنسان، وأول بركة يمنحها الله. ثم يستطرد مسَّويًا ما شَاب علاقته بالله من آثام، فنراه يعترف بذنبه ويتركه، وإذ ذاك يأتي الرب نفسه ليحدِّثه عن كيفية قيادته ليختبر إرادته. وهنا نتعلم أنه دون وجود علاقة حقيقية مع الرب ونوال غفران الخطايا، ودون شركة غير متعطلة معه لا يمكن إدراك مشيئته. كما نتعلَّم أن إعلان مشيئة الله هو في المقام الأول رغبة قلب الرب، بل ومسرته قبل أن تكون رغبتنا وطِلبتنا نحن.

يستخدم الرب ثلاثة أفعال متتالية جميلة فيقول: «أُعلِّمك» ثم: «أُرشدك» الطريق التي تسلكها، وأخيرًا «أَنصحك عيني عليك (بعيني التي عليك)». ومن الجميل أن نلاحظ هذه الثلاثية التي يستخدمها الرب معنا لإرشادنا وهدايتنا: فهو يعطينا التعليمات اللازمة والصحيحة، فهو وحده الخبير بأعماقنا، وبالظروف، وبالناس، وبالمستقبل وبكل شيء. لذا فتعليماته دائمًا صحيحة وصادرة من قلبٍ صالح عطوف. كما أنه يرتقي بنا فيعلِّمنا فكره من خلال كلمته، فنفهم طرقه ونتعلَّم مبادئه، فتتدرب أفكارنا وحواسنا على استيعاب إرادته وسرعة اكتشاف مشيئته. كما أنه ينصحنا، يُشير علينا كأبناء بالغين، فهو المُشير ( إش 9: 6 )، والذي له المشورة، ذاك الذي «مَنْ صار له مُشيرًا؟» ( رو 11: 34 ).

لقد حدثنا الرسول يوحنا عن عائلة الله في رسالته الأولي أصحاح2 وقسَّمها إلى ثلاث فئات: الأولاد، أي الأطفال الصغار روحيًا الذين غُفرت لهم الخطايا، وهؤلاء لهم وعد الرب أنه يعطيهم التعليمات المفيدة، حتى لو لم يمكنهم استيعاب أبعادها أو عمق أغراضها. ثم الأحداث البالغين الذين كلمة الله ثابتة فيهم، وهؤلاء يعلِّمهم الرب طريقه من خلال دراسة كلمته، فيعلمون أغراضه بشكل أعمق وأدق. وأخيرًا هناك الآباء الناضجين الذين عرفوا الذي من البدء، والذين بسبب التمرُّن صارت لهم الحواس مدرَّبة. هؤلاء يشير الرب عليهم بفكره من خلال لغة العيون ـ إن جاز التعبير ـ وهي تصوير للعلاقة الوثيقة. إن عين الرب هي على كل أولاده، إلا أن الناضجين فقط هم الذين عيونهم عليه، ويفهمون مشورته حسب عينه التي هي عليهم.


  رد مع اقتباس
قديم 21 - 05 - 2012, 10:31 PM   رقم المشاركة : ( 365 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي

رفقة المُعيَّنة

.. أَنَّ الْفَتَاةَ الَّتِي أَقُولُ لَهَا: أَمِيلِي جَرَّتَكِ لأَشْرَبَ فَتَقُولَ: اشْرَبْ وَأَنَا أَسْقِي جِمَالَكَ أَيْضًا، هِيَ الَّتِي عَيَّنْتَهَا لِعَبْدِك ( تك 24: 14 )

لم تكن مُهمة العبد في أور الكلدانيين هي أن يجد فتاة مناسبة لإسحاق؛ فالمُناسِبَات كن كثيرات، ولكن كانت مهمته هي أن يجد العروس المُعيَّنة لإسحاق، ورفقة كانت معروفة ومُعيَّنة سابقًا ( تك 22: 23 ). فليست أية فتاة مؤمنة هي الفتاة المعيَّنة من الله للمؤمن كزوجة ( تك 2: 18 ؛ عا3: 3).

ونحن نتذكَّر أن مراسيم الزواج الأول تمت في جنة عدن لراحة آدم وسعادته. وفي الوقت الذي أخضع الرب كل شيء لإرادة آدم ولسعادته، إلا أنه ظلَّ وحيدًا، وفي حاجة إلى رفيق ليملأ الفراغ، لهذا «قال الرب الإله: ليس جيدًا أن يكون آدم وحده، فأصنع له مُعينًا نظيره» ( تك 2: 18 ). ولاحظ دقة التعبير «مُعينًا نظيره (شريكًا)»، والكلمة ترد في هامش ترجمة داربي «Partenar or Counterpart»، أي ”الجزء المُكمِّل“ أو ”الجزء المُتمِّم“. ويُستخدم هذا التعبير لوصف آلة مكونة من قطعتين؛ كل قطعة هي الجزء المُكمِّل للآخر بحيث لا يمكن أن تعمل الآلة بفاعلية إلا بوجود القطعتين متَّحدتين وملتّصقتين معًا. وبالتأكيد لا يصلح أي جزء من أي آلة ليُكمِّل جزء من آلة أخرى.

عزيزي الشاب .. ربما تسألني: وكيف أعرف المُعيَّنة لي من بين كل المؤمنات اللواتي أعرفهن؟! وإجابتي: في قصة تكوين 24 نرى قيمة وفاعلية الصلاة وبخاصة ”الصلاة في الروح“. فإن إرشاد الروح القدس وقيادته هو مُميز أبناء الله في يوم الروح القدس. فما أن رفع العبد قلبه في صلاة، حتى استجابها الله «وإذ كان لم يفرغ بعد من الكلام، إذا رفقة التي وُلدت لبتوئيل ابن مِلكة امرأة ناحور أخي إبراهيم، خارجة وجرَّتها على كتفها» (ع15، 45)، الأمر الذي جعله يتفرَّس في الفتاة صامتًا (ع21).

أخي المحبوب ... لا تخطو خطوة واحدة، خصوصًا في تلك الأمور التي لا يمكن نقضها أو الرجوع فيها، دون رفع صلاة حارة لكي يكون الاختيار لله، دون أن يكون لك دخل فيه على الإطلاق، ولكي يحفظك من كل الأخطار، ولكي يُعلن لك إرادته.

ولتكف الفتيات المسيحيات عن التفكير في جذب الانتباه نحوهن، ولتسكِّن الفتاة قلبها كفطيم، ولتترك الأمر لله لكي يختار لها الشاب الذي يزيد جمالها، ويحمي ضعفها، ويبادلها محبتها.
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 05 - 2012, 10:43 PM   رقم المشاركة : ( 366 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي

سيظهَر ثانيةً

الْمَسِيحُ .. بَعْدَمَا قُدِّمَ مَرَّةً لِكَيْ يَحْمِلَ خَطَايَا كَثِيرِينَ، سَيَظْهَرُ ثَانِيَةً بِلاَ خَطِيَّةٍ لِلْخَلاَصِ لِلَّذِينَ يَنْتَظِرُونَهُ ( عب 9: 28 )

إنه توجد دينونة مُريعة للذين احتقروا الرحمة ورفضوا المُخلِّص، أما للذين خضعوا لبر الله، كخطاة مساكين، مؤمنين بمحبته، فسيظهر المسيح مرة ثانية بلا خطية للخلاص ( عب 9: 28 )، ذلك لأنه وقد رفع الخطية عنهم رفعًا كاملاً في المرة الأولى، وسيأتي المرة الثانية ولا شأن له بالخطية إطلاقًا فيما يتعلق بهم، ولكن لكي يحقق لهم امتلاكهم الكامل للنتيجة المجيدة، كما قال هو نفسه «أنا أمضي لأُعِد لكم مكانًا، وإن مضيت وأعددت لكم مكانًا آتي أيضًا وآخذكم إليَّ، حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضًا» ( يو 14: 2 ، 3).

تأمل مليًا في هذا: إن المسيح «قد أُظهر مرة عند انقضاء الدهور ليُبطل الخطية بذبيحة نفسه. وكما وُضع للناس أن يموتوا مرةً ثم بعد ذلك الدينونة (النصيب الطبيعي للخاطئ)، هكذا المسيح أيضًا، بعدما قُدِّمَ مرةً لكي يحمل خطايا كثيرين، سيظهر ثانيةً بلا خطية للخلاص للذين ينتظرونه». ( عب 26: 9 - 28). في المرة الأولى جاء ليحمل الخطايا، وفي المرة الثانية سيأتي بلا علاقة بذلك، بل للخلاص الكامل للذين ينتظرونه.

أيها القارئ المحبوب، هل ترضى أن يفوتك هذا كله؟ أ يغيب عن ذهنك وعن قلبك أنه قدَّم نفسه كذبيحة ليرفع الخطية؟ أ لم يسحقه الرب؟ أ لم يَقُل «إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟» ( مت 27: 46 ). ألا تحتاج نفسك لرفع الخطية؟ أ لم تظهر محبة الله بالطريقة التي تحتاجها ببذل المسيح بهذه الكيفية؟ أ لم يتمجد الله بهذه الطريقة؟ أوَ لم يتمجد هو فيها وبها، رغمًا عن مرارتها؟ ألا نمتلئ بالسلام إذ نعلم أنه قام بهذا العمل العجيب، وأنه به قد رفع الخطية عنا إلى الأبد؟ أ ليست كلمة الله تؤكد لنا ذلك؟ ليت الرب يعطيك أن تؤمن بهذا الحق إيمانًا صادقًا. لقد أعطاني شخصيًا سلامًا كاملاً متزايدًا، له كل المجد. إني أعرف أن الله محبة، وأنه طهّر ضميري من الخطية. فليتك أيها القارئ العزيز تعرف هذا أنت أيضًا، تعرفه بنفس الفرح والابتهاج، فإنك إن فعلت ذلك أدركت صدق ما أقول. ليت نعمة الله تجعل ذاك الذي أكمل العمل أكثر غلاوة وإعزاز لكلينا. إنها لبركة عظمى وفرح لا يُنطَق به ومجيد أن نعلم أنه سيكون لنا أبدية فيها نمدحه كما يجب من أجل عمل محبته العجيب، عمل نعمته على الصليب.

  رد مع اقتباس
قديم 21 - 05 - 2012, 11:14 PM   رقم المشاركة : ( 367 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي

مجيء الرب

وَلَكُمْ أَيُّهَا الْمُتَّقُونَ اسْمِي تُشْرِقُ شَمْسُ الْبِرِّ َالشِّفَاءُ فِي أَجْنِحَتِهَا ( ملا 4: 2 )

في أول العهد القديم نقرأ عن دخول الخطية إلى العالم، وعن اللعنة التي دخلت في ركابها. ثم يُختم بالتهديد بمجيء الرب ليضرب الأرض باللعن ( ملا 4: 1 -6). أما العهد الجديد فيبدأ بمجيء المسيح الأول في محبة عجيبة وفائقة لوضع الحل والعلاج لمشكلة الخطية. ثم ينتهي بهذه الكلمات المجيدة «نعم! أنا آتي سريعًا. آمين. تعالَ أيها الرب يسوع. نعمة ربنا يسوع المسيح مع جميعكم. آمين» ( رؤ 22: 20 ، 21).

ويجدر بنا أن نميز بين مجيء الرب لأجل الكنيسة، ومجيئه المذكور في العهد القديم. فالكنيسة نفسها لم يَرِد لها ذكر في العهد القديم، إذ كانت سرًا لم يُعرَّفْ به بَنو البشر ( أف 3: 5 )، وبالتالي لا نقرأ عن رجائها في العهد القديم، الذي كان أيضًا سرًا. فعندما تحدَّث الرسول بولس للكورنثيين عن تفصيلات مجيء الرب للاختطاف قال: «هوذا سرٌّ أقوله لكم» ( 1كو 15: 51 ).

أحد الاختلافات الهامة بين الاختطاف والظهور الوارد في متى24، 25 أن الذي سيؤخذ في الاختطاف هو المؤمن الذي اغتسل بدم المسيح، والباقون (من العذارى الجاهلات) سيُغلق في وجوههم الباب، بينما في الظهور سيؤخذ الأشرار بالضربات للهلاك، كما أخذ الطوفان جميع الأشرار من الأرض، ومَن سيبقى على الأرض سيُترك للبركة تحت سيادة المسيح ( مت 24: 40 ، 41).

هذا معناه أنه سيعقب الاختطاف أسوأ أيام البشرية؛ الضيقة العظيمة التي لم يكن مثلها ولن يكون، بينما بعد ظهور المسيح ستأتي أسعد أيام على البشرية، إذ ستظهر للمُتقين شمس البر والشفاء في أجنحتها. وبالنسبة لهم سينتهي تمامًا الحزن والتنهد، ويُصبحان من مخلفات الماضي.

والكتاب المقدس يُحدثنا عن الرب كشمس البر عند ظهوره للأرض (قارن2صم23: 4؛ مت17: 2)، أما بالنسبة للكنيسة في العهد الجديد فنقرأ عن تشبيه آخر، ليس الرب كشمس البر، بل المسيح ككوكب الصبح ( 2بط 1: 19 ؛ رؤ22: 16). ونحن نعلم أن كوكب الصبح ينتظره الساهر بشوق، ويراه مَنْ يترقبه بلهفة، إذ يتطلع إليه في السماء وسط الظلمة الكثيفة من حوله. أما شمس البر فإنها كفيلة أن تجعل الجميع يشعرون بها، ولا شيء يختفي من حرها.

قارئي العزيز، العريس آت عن قريب، فهل أنت مستعد للقائه؟
  رد مع اقتباس
قديم 22 - 05 - 2012, 08:36 PM   رقم المشاركة : ( 368 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي

كيفية مواجهة الشر

تَكَلَّمْ بِهَذِهِ، وَعِظْ، وَوَبِّخْ بِكُلِّ سُلْطَانٍ. لاَ يَسْتَهِنْ بِكَ أَحَدٌ ( تي 2: 15 )

هذه العبارة يوجهها بولس إلى ابنه في الإيمان وشريكه في الخدمة تيطس، وفيها ملخَّص خدمة تيطس في جزيرة كريت.

ولا ننسى ما كان عليه جنس الكريتيين الأشرار من صفات ذميمة، وصفها «واحدٌ منهم ـ وهو نبيٌ لهم خاصٌ» ـ عاش قبل المسيح بما لا يقل عن 600 سنة، وهو الفيلسوف ”ابيمانيد“، أنهم: «الكريتيون دائمًا كذَّابون. وحوش ردية. بطون بطَّالة». أي أنهم بحسب وصف واحد من أُدبائهم وفلاسفتهم اشتهروا بالكذب والوحشية والشراهة. وفي أيام الرسول بولس كانت ما زالت هذه الصفات فيهم، لذلك قال: «هذه الشهادة صادقة» أي أن ذلك الفيلسوف قال الصدق عن مواطنيه ( تي 1: 12 ، 13).

لذلك كان لا بد لخدمة تيطس بين هؤلاء القوم أن تتميز بالسلطان. وهناك حالات يكون فيها استعمال السلطان، بحسب الله بيد مَنْ أقامهم لصيانة الترتيب في بيت الله، هو الوسيلة الوحيدة لصد تيار الشر.

غير أن هذا ليس معناه أن ”التوبيخ“ هو دائمًا الوسيلة الوحيدة أو الرئيسية. لأن اللطف والنعمة والتشجيع والاحتمال والمحبة ـ جميع هذه الوسائل تكسب القلوب وتبني الآخرين. لكننا نريد أن نقول: إنه في بعض الحالات تكون الشدة لازمة لوقف الشر والحد منه.

إن الرب نفسه تكلَّم بسلطان إلى البحر الهائج، ووبَّخ بسلطان الأرواح الشريرة. ولكن هذه لم تكن الناحية الجوهرية من نشاطه، ولا كانت كذلك الناحية الجوهرية من خدمة تيطس مندوب الرسول في كريت. قال الرب عن نفسه: «تعلَّموا مني، لأني وديع ومتواضع القلب» ( مت 11: 29 ). إنه كما «بزجرته ينشِّف البحر»، أيضًا بكلمة تشجيع فيها عطف ومحبة كان «يُغيث المُعيي بكلمة» ( إش 50: 2 ، 4).

أما تيطس فكان السلطان لازمًا له أولاً لأن البيئة التي دُعيَ للخدمة فيها كانت منحطة أدبيًا. وثانيًا لأنه كان حديث السن. لذلك كان لازمًا له أن يتصرف بكيفية تجعله لا يتعرَّض لأي احتقار، لأن كرامته من كرامة كلمة الله التي كان ينادي بها. وكل إهانة تلحقه إنما كانت تمس كرامة هذه الكلمة التي أؤتمن عليها. ولذلك يقول له الرسول: «لا يَستَهِن بكَ أحدٌ»، وهكذا قال أيضًا لتيموثاوس ( 1تي 4: 12 )، لأن تيموثاوس كان مثل تيطس حديث السن.

  رد مع اقتباس
قديم 22 - 05 - 2012, 08:37 PM   رقم المشاركة : ( 369 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي

الذي عَظَّمهُ الملك

عَظَمَةِ مُرْدَخَايَ الَّذِي عَظَّمَهُ الْمَلِكُ ... ثَانِىَ الْمَلِكِ أَحْشَوِيرُوشَ، وَعَظِيمًا بَيْنَ الْيَهُودِ ... ( أس 10: 2 ، 3)

إن «عظمة مردخاي الذي عظَّمه الملك» تذكِّرنا بذاك الذي صار إنسانًا ليتألم عن الخطية، ولكنه الآن كإنسان قد مجَّده الآب «فوق كل رياسة وسلطان وقوة وسيادة، وكل اسم يُسمَّى ليس في هذا الدهر فقط بل في المستقبل أيضًا، وأخضع كل شيءٍ تحت قدميه، وإياه جعل رأسًا فوق كل شيء» ( أف 1: 21 ، 22). هذه هي عظمة مردخاي الحقيقي، الرب يسوع المسيح، الذي من أجل اتضاعه هنا وطاعته حتى الموت موت الصليب، هو الآن مُمجَّد أعلى من السماوات، وإليه دُفع كل سلطان في السماء وعلى الأرض ( مت 28: 18 )، وقد حصل على هذا المركز كالإنسان المُمجَّد بتنازله إلى أقل مكان وبموته موت الصليب.

«ثاني الملك»... يُمكننا أن نرى في ذلك ما يُشير إلى المسيح كعبد يهوة الكامل عندما تنازل إلى هذا العالم ليصنع مشيئة الآب، والأمين في مشهد انعدمت فيه الأمانة لله، حتى إنه وجد فيه كل سروره. وحتى في المستقبل، وهو على العرش، سيكون خادم الآب أيضًا كما كان هنا على الأرض. و1كورنثوس15: 24-28 يصوِّره لنا كمَن سيملك حتى يضع أعداءه تحت قدميه، وحينئذٍ كالقائد المِقدام الذي وكَّل إليه سيده أمر إخماد ثورة في مملكته، وإذ يتمم هذه الخدمة يقدِّم تقاريره للملك بإتمامها. وعلى ذلك نقرأ في 1كورنثوس15: 28 أنه بعد أن يُخضع كل شيء لله، حينئذٍ ربنا يسوع المسيح ـ كإنسان ـ سيخضع لله. بعد أن يتم نهائيًا قوله: «العمل الذي أعطيتني لأعمل قد أكملته» ( يو 17: 4 ). هذه هي النهاية؛ نهاية إتمام العمل الذي لأجله صار إنسانًا.

«عظيمًا ... ومقبولاً عند كثرة إخوته» ... يا له من تغيير سيشمل البقية الأمينة عندما يكون الرب لهم كما كان لهم مردخاي هنا! ويا له من تغيير سيتم بنفس النظام أيضًا! فإن توبتهم وتجديدهم سيكونان بعد اجتيازهم «ضيقة يعقوب» التي نرى ظلالها في سفر أستير ( زك 12: 10 -14؛ 13: 1؛ إر30: 7).

«طالبًا الخير لشعبه ومتكلمًا بالسلام لكل نسله». وهذا يُعيد إلى ذاكرتنا قصة يوسف، وبالأخص الكلمة المذكورة قي تكوين50: 21 «فالآن لا تخافوا. أنا أعولكم وأولادكم. فعزاهم وطيَّب قلوبهم». وكما كان الأمر مع يوسف وإخوته، هكذا سيكون مع المسيح وإخوته حسب الجسد عندما يجتمعون مرة أخرى تحت حُكمه، ويسكنون في ملء السلام والنجاة والبركة.
  رد مع اقتباس
قديم 22 - 05 - 2012, 08:47 PM   رقم المشاركة : ( 370 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي

سـر الانتصار

وَحَدَثَ بَعْدَ هَذِهِ الأُمُورِ أَنَّ امْرَأَةَ سَيِّدِهِ رَفَعَتْ عَيْنَيْهَا إِلَى يُوسُفَ ( تك 39: 7 ، 8)

لأن يوسف كان يعيش في حضرة الله، وجد السعادة، وكل السعادة، في التوافق معه. ولذلك رفض إتيان الخطية التي يتهافت عليها الكثيرون، فلنستقر نحن أيضًا أيها الأعزاء في حضرة الله. لنعرفه في كل طرقنا، وهو يقوِّم سُبُلنا ( أم 3: 6 ). لنسكن معه في كل حين، نجده أيضًا معنا في كل حين، لا سيما في التجربة التي نكون فيها أحوج ما نكون إليه، وبذلك لا يمكن أن تسيطر علينا الأهواء أو تخدعنا، لأننا إذا كنا في حالة الشركة مع الرب، وهاجمتنا الخطية من الباطن، أو من الداخل، نستطيع أن نقول لها: ”لا“. وإذا وعدتنا باللذة والنعيم إن عملناها، نستطيع أن نقول لها: ”لا“. وإذا توعدتنا بالأسى والاكتئاب إن ابتعدنا عنها، نستطيع أن نقول لها: ”لا“. و”لا“ بكل معنى كلمة ”لا“، لأنها لا تكون وقتئذٍ ”لا“ الراغبين في الشهوة، المتمانعين عنها، بل ”لا“ القديسين الذين يبغضونها ويترَّفعون عن مجرد التفكير فيها، إذ إنهم يدركون الشر المُخيف الذي ينجم من جرائها.

أما الذين يرفضون إتيان الخطية أحيانًا، بينما يميلون إليها في الباطن، فإنهم إذا قالوا لها وقتًا ما ، تشبهًا بالقديسين، فمن المحتمل جدًا أن يأتوها قبل أن تغادر ألسنتهم كلمة ”لا“ هذه. ويرجع السبب في ذلك أن الرغبة الصادقة في البقاء في حضرة الله والتمتع به، هي وحدها التي تقدس القلب وتحفظه من السقوط في الخطية.

إني أعرف كثيرين سَمَت حياتهم الروحية سموًا عظيمًا بفضل وجودهم المستمر في حضرة الله، ولذلك فإنهم لا يعانون متاعب الجهاد ضد الأهواء، أو مذلة الإنكسار أمامها، بل يشقون طريقهم في هذا العالم الشرير، وهم خالو الذهن منها، لأنها أصبحت بالنسبة إليهم شيئًا دنيئًا لا يسترعي انتباههم. ولا شك أن كل واحد من القرّاء سيكون مثلهم، إذا هرب من الأهواء وعاش في حضرة الله بإخلاص كما يعيشون، لأن فضل القوة لله وليس منا ( 2كو 4: 7 ).

كم أنا فيكَ سعيدٌ قـد هديتنـي إليك
حبُّكَ ربي مجيدٌ غبطتي في راحتيكَ
واحدًا أرجوه ربي أن أراك بجواري
مالئًا عقلي وقلبي كل ليلي ونهاري


  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس تبدأ بحرف التاء ت
اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس تبدأ بحرف الباء ب
اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس تبدأ بحرف الحاء ح
اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس تبدأ بحرف الألف أ
مجموعة ايات من الكتاب المقدس


الساعة الآن 01:31 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024