منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30 - 03 - 2021, 02:26 PM   رقم المشاركة : ( 36531 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,067

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

حواء وأبناؤها

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وعرف آدم حواء امرأته فحبلت وولدت قايين ...
ثم عادت فولدت أخاه هابيل..
وعرف آدم امرأته ...
فولدت ابنًا ودعت اسمه شيثًا
( تك 4: 1 ، 2، 25)



خارج الجنة بدأت قصة مُعاناة البشرية وأشواقها وسعادتها. هذه العناصر الثلاثة التي اتضحت لنا في أسماء المولودين الثلاثة لآدم وحواء، والذين دعتهم حواء بأسمائهم. ففي قايين نرى الأمومة في ولَعها وشوقها، وفي هابيل نبصرها في حزنها وألمها. وفي شيث في انتظارها ورجائها.

في قايين نجد حسن الظن الذي ينتهي بخيبة الأمل، وفي هابيل نجد الحزن وانكسار القلب الذي عادة ما يُتبع بشيث الذي فيه نجد التعويض الإلهي. كم انكسر قلب أمهات بلا عدد لأجل حياة ابن عاق، ولأجل موت ابن بار. لكن الله عنده دائمًا التعويض في شيث.

ومن اسم المولود الأول لحواء نفهم أنها كانت متشوقة إلى المنفذ، متعجلة لمجيئه لينهي المُعاناة عنها وعن البشرية، شأنها في ذلك شأن كل الجنس البشري بصفة عامة، والنساء بصفة خاصة. وفي اشتياقها لمجيء نسل المرأة ظنت أن قايين هو الحل، فاتضح أنه جزء من المشكلة، وكان الأمر يحتاج إلى وقت طويل من الانتظار الصبور حتى يتم تحقيق ذلك الوعد الكريم.

كان لا بد أن يولد نسل المرأة، لكنه كان سيولد لا في أول الزمان بل في ملء الزمان، بعد أن يكون جاء إلى العالم بلايين البشر، ليتضح تمامًا أنه هو الإنسان الثاني، وأنه بحق الرجل الذي من عند الرب. وكان لا بد أن يموت كشهيد كما حدث مع هابيل، وليس كشهيد فقط، بل ككفارة وفدية أيضًا. لكنه أخيرًا لا بد أن يقوم من الأموات ليكون رأس جنس جديد، كمَن كان شيث رمزًا وصورة له.

وإن كنا نرى بداية أحزان البشرية في حزن حواء على الشهيد الأول، فإن قمتها نراها في حزن المطوَّبة مريم على الشهيد الأعظم، عندما تمت فيها كلمات سمعان البار لها «وأنتِ يجوز في نفسك سيف».

بل ألا يمكننا أن نفكر أيضًا في حال التلاميذ وسيدهم معهم. لقد اقتنوا رجلاً من عند الرب بكل معنى الكلمة. لكن أ لم يكونوا هم أيضًا متعجلين إلى المُلك دون المرور بالصليب! ماذا كان حالهم لما قُبض على سيدهم؟ ما كان أشد حزنهم لما أُقتيد للصلب واللحد. لكن تأمل كيف تبدّل حالهم بعد أن قام المسيح من الأموات وصار باكورة الراقدين! حقًا «إن نهاية أمر خيرٌ من بدايته».
 
قديم 30 - 03 - 2021, 02:32 PM   رقم المشاركة : ( 36532 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,067

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

طريق قايين


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


وَيْلٌ لَهُمْ ! لأَنَّهُمْ سَلَكُوا طَرِيقَ قَايِينَ
(يهوذا 11)



يمثل قايين مسَار الإنسان الطبيعي على الأرض وهو في خطاياه، صورة للإنسان العابد لله والمتجه إليه مُقَدِّمًا عمل يديه وثمر تعبه، وهو غير مرتاب من قبول الله له من عَدمه. قايين لم ينقصه ”التدين“، فهو أول المتدينين على وجه الأرض؛ ديانة الجسد، وطريق الإنسان. إننا كبشر لا نستطيع أن نعيش دون استنشاق الهواء، هكذا الخاطئ لا يمكن أن تستقيم حياته مع الله دون الإيمان. وهذا ما افتقر إليه قايين «بدون إيمان لا يمكن إرضاؤه» ( عب 11: 6 ).

قايين هو الأب الأكبر والصورة الأصلية لفريق من الناس وهم السواد الأعظم، في نظر أنفسهم أبرار لا يحتاجون إلى التوبة. يجهلون شر قلوبهم وفساد طبيعتهم من ناحية، ونعمة وبر الله من الناحية الأخرى «لأنهم إذ كانوا يجهلون بر الله، ويطلبون أن يُثبتوا بر أنفسهم لم يخضعوا لبر الله» ( رو 10: 3 ). لهم طريقهم الخاص للاقتراب إلى الله فيتقدمون إليه بذواتهم ظانين أنهم يُداينون الله بأعمالهم، وكالفريسيين الذين يُظهرون أنهم أكثر الناس غيرة لله وناموسه، وهم في الحقيقة أكثر المضادين له «ويلٌ لهم لأنهم سلكوا طريق قايين» (يه11).

قايين ومَن هو على شاكلته، لديه من الأسئلة الغبية الكثيرة: لماذا الذبيحة؟ وأي سرور لله في موت البديل؟ وهل يُعقَل أن موت البريء وغير المُذنب يُكفِّر ويرفع خطية المُذنب؟ يحاج ويناقش كثيرًا ويرفض الذبيحة، ثم يقدِّم من ثمر الأرض الملعونة. يغتاظ، لكن ليس بالصواب، يغتاظ من شهادة أخيه لأنها تطعنه في كبريائه الفريسية، ومن شهادة الله لأنها تكشف عدم قدرته على خلاص نفسه. شخص لا يسمع لصوت الله لكي يرفع وجهه، لكن بخبث يتقدم فيذبح شقيقه. وأخيرًا هو لا يبالي بفعل الخطية، لكن يتذمر كثيرًا من عقابها «أحبَّ اللعنة فأتتهُ، ولم يُسَرّ بالبَركَة فتباعدت عنه» ( مز 109: 17 ).

ذبح قايين أخاه هابيل، لماذا؟ «لأن أعماله كانت شريرة، وأعمال أخيه بارة» ( 1يو 3: 12 ). إنه صورة لليهود إخوة المسيح حسب الجسد الذين في حَسدهم قتلوا المسيح. ذبح قايين أخاه في الحقل فصار ”حقل دم“ «صوتُ دم أخيكَ صارخٌ إليَّ من الأرض» ( تك 4: 10 ) صورة أيضًا لليهود في شرائهم بثمن المسيح لحقل الفخاري مقبرة للغرباء، فصار حقل الدم. ولقد عاقب الرب قايين بالتيه والهَرَب في الأرض، صورة لتشتت اليهود وتيهانهم في كل الأرض.
 
قديم 30 - 03 - 2021, 02:34 PM   رقم المشاركة : ( 36533 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,067

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

غُرباء ونُزَلاء
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، أَطْلُبُ إِلَيْكُمْ كَغُرَبَاءَ وَنُزَلاَءَ،
أَنْ تَمْتَنِعُوا عَنِ الشَّهَوَاتِ الْجَسَدِيَّةِ الَّتِي تُحَارِبُ النَّفْسَ
( 1بطرس 2: 11 )
الذين كان يُخاطبهم الرسول بطرس كانوا بالطبع ”غُرباء ونُزلاء“ في البلاد التي تشتَّتوا فيها ( 1بط 1: 1 )، ولكن ليس هذا ما يُشير الرسول إليه هنا. فكل مؤمن هو غريب ونزيل (سائح)، ولا يدهشنا هذا، لأن نفس حقيقة أننا صرنا في علاقة حميمة ومُكرَّمة مع الله، لا بد أن يقابلها قطع العلاقة مع العالم. فالعالم في عداء كُلي مع الله، ولا يمكننا أن نرتبط بالاثنين في الوقت نفسه. فإما هذا أو ذاك. فبالنسبة لنا هي علاقة واتحاد مع الله، ولذلك فنحن «غُرباء ونُزلاء» في العالم.

لقد بدأ العالم نفسه ”بقايين“ الذي كان «تائهًا وهاربًا ... في الأرض» ( تك 4: 12 ). التائه (أو الشريد) هو الشخص الذي هرب من البيت. والهارب هو الذي ليس له بيت. والغريب هو الشخص البعيد عن البيت. والنزيل (أو السائح) هو الشخص الذي في الطريق إلى البيت.

إن محضر الله الحقيقي هو البيت أو الوطن لنفوسنا، ونحن قد انفصلنا عن العالم ولذلك فنحن غرباء فيه، مع أننا تُركنا فيه لفترة محدودة لنُخبِّر بفضائل الله. إلا أننا لسنا تائهين نسير على غير هُدى، لأننا سياح أيضًا، وهذا معناه أن هناك هدفًا أمامنا؛ مقصدًا معيَّنًا نسعى إليه.

العالم غارق في الشهوات والرغبات الجسدية، وهدفه هو إشباع هذه الشهوات. أما المؤمن فله رغبات أخرى ذات طابع روحي، لا تنبع من الجسد على الإطلاق، والطريق الوحيد لإنمائها هو الامتناع عن شهوات الجسد، وهذا أمر شخصي جدًا.

وتتناول الآية 12 حياتنا في علاقتنا بالآخرين «وأن تكون سيرتكم بين الأمم حسنة، لكي يكونوا في ما يفترون عليكم كفاعلي شر يُمجدون الله في يوم الافتقاد». فالأمم كانوا بالطبع رافضين لهؤلاء اليهود المتغربين في وسطهم، ويميلون للافتراء عليهم. وإذا آمن أحد هؤلاء بالمسيح، فإن افتراء الأمم عليهم يكون متوقَّعًا أكثر. ولذلك، فأسلوب حياتهم كلها يجب أن يكون بالحق والإخلاص. واليهودي، بما فيه من غريزة قوية كاسحة في موضوع كسب الربح، قد يكون محتاجًا بشكل خاص لهذا التحريض، لكن مَنْ منا لا يحتاجه؟ فإذا تمسَّكنا بالبر، فإن المُفترين علينا (أعداءنا) سيمجِّدون الله في النهاية. قد يحدث هذا الآن بطريقة يكون فيها بركتهم. ولو أنهم بكل يقين سوف يمجدون الله عندما يفتقدهم الله في الدينونة.
 
قديم 30 - 03 - 2021, 02:35 PM   رقم المشاركة : ( 36534 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,067

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

قايين وهابيل
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


بِالإِيمَانِ قَدَّمَ هَابِيلُ لِلَّهِ ذَبِيحَةً أَفْضَلَ مِنْ قَايِينَ. ..
إذْ شَهِدَ اللهُ لِقَرَابِينِهِ. وَبِهِ، وَإِنْ مَاتَ، يَتَكَلَّمْ..
( عبرانيين 11: 4 )
كانت تقدمة قايين من أثمار الأرض التي لعنها الله، لم تُعبِِّر عن موت بديل، أي كانت تنكر حاجة الإنسان إلى الفداء، وهو الدرس الأساسي الذي يحتاج إليه الإنسان الذي يدرك أنه خاطئ يستحق الموت؛ الاحتياج إلى الفداء. وهذا هو الدرس الأساسي في قصة قايين وهابيل. وهذا هو المقصود بالقول:

«وإن مات، يتكلم بعد!». إنه يُعطي موعظة تبشيرية بليغة، وكأنه يقول: ”إياكم والاتكال على أعمالكم. تمسكوا بالفادي الذي لنا فيه الفداء بدمه، حتى لو أدَّى الأمر للاستشهاد“.

وفي قايين نرى مصير الإنسان المتديِّن الذي يريد أن يُقبَل لدى الله على أساس أعماله. قد يقول شخص إن قايين كان «عَامِلاً فِي الأَرضِ» فمن الطبيعي أن يقدِّم من ثمار الأرض. نعم، قد يكون هذا طبيعيًا، وهو دليلٌ على أن «الإنسان الطبيعي لا يقبل ما لروح الله لأنه عنده جهالة» ( 1كو 2: 14 ). وهذا نراه بوضوح بخصوص موت المسيح «فإن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة، وأما عندنا نحن المُخلَّصين فهي قوة الله» ( 1كو 1: 18 ).

ونرى في تعامل الله مع قايين صبر الله وأناته، فلم يكن قايين يجهل هذه الأمور، ومع ذلك فقد أعطاه الله فرصة للتوبة وللسلوك في الطريق الذي عيَّنه الله. ولكنه تجاهل النصيحة الإلهية، فظهر شرّ قلبه غير المؤمن «وحدثَ إذ كانا في الحقل أن قايين قام على هابيل أخيهِ وقتله. فقال الرب لقايين: أين هابيل أخوك؟ فقال: لا أعلم! أ حارسٌ أنا لأخي؟» ( تك 4: 8 ، 9). وبهذا نرى التدهور لمَن يسلك في طريق قايين؛ ففي قوله «لا أعلم!»، كان يكذب على الله، كأن الله لا يعرف. وبعد ذلك يقول لله بوقاحة: «أ حارسٌ أنا لأخي؟» أي أن سؤالك هذا لا معنى له، وليس في محله. وكانت النتيجة أنه جلب اللعنة على نفسه وأصبح تائهًا وهاربًا في الأرض، أي متشردًا. مع ذلك فقد «جعل الرب لقايين علامة لكي لا يقتلَهُ كلُّ مَن وجدَهُ» ( تك 4: 15 ). يا للعجب! لقد سمح الله لقايين أن يقتل هابيل، ولكنه لم يُصرِّح لأحد أن يقتل قايين. إذًا لا نندهش إذا كان المؤمنون يُضطَهَدون ويُقتَلون، بينما لا يُصرَّح لهم أن ينتقموا من مضطهديهم. ولكن ماذا يقول لنا عن الذين يسلكون في طريق قايين؟ «ويلٌ لهم لأنهم سلكوا طريق قايين» (يه11). حقًا ما أخطره طريق! هو طريق الهلاك الأبدي.
 
قديم 30 - 03 - 2021, 02:36 PM   رقم المشاركة : ( 36535 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,067

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

قايين: دُنياه ودينه


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ويلٌ لهم لأنهم سلكوا طريق قايين
(يهوذا 11)



إنه لتاريخ مُريع عن بؤس الإنسان وعجزه، يدوِّنه الله في كلمته، كما أن فيه إعلانًا إلهيًا أيضًا عن نعمة الله المباركة لأنها تُخبرنا عن المسيح وتقودنا إليه.

فالإنسان يسلك في طريقه الشرير بالرغم من كل الوسائل التي أُعدت لردعه وإرجاعه عنه. فقايين، بكر آدم يقتل أخاه هابيل (تك4)، ثم طُرد من محضر الله وبدأ يدبر نفسه بنفسه. بحث له عن مسكن ـ ليس مع الله بل على الأرض التي حكم الرب عليها باللعنة، وجعل من نفسه رئيسًا لمدينة، بينما هو أمام الله تائه وهارب.

بل أكثر من ذلك لاحظ محاولة الإنسان أن يجعل نفسه سعيدًا في بُعده عن الله. ففي عائلة قايين لا نجد فقط يابال «الذي كان أبًا لساكني الخيام ورعاة المواشي» بل أيضًا نجد يوبال «الذي كان أبًا لكل ضارب بالعود والمزمار» وأيضًا توبال «الضارب كل آلة من نحاس وحديد» ( تك 4: 20 - 22).

كان قايين يزين العالم لنفسه بدون الله. هذه هي جهود الإنسان الذي استقر في عالم تحت الدينونة ويحاول أن يجعل نفسه سعيدًا ويجمِّل العالم بقدر ما يستطيع بدون الله، إلى أن يدركه الموت والدينونة. فلو وجدت شخصًا ارتكب جريمة ضد أبيه، يضرب عودًا أو مزمارًا كأن لم يصدر منه شيء، هل تعد ذلك أمرًا معقولاً لا غبار عليه؟

هكذا كانت دنيا قايين، هل هناك اختلاف بين عالم قايين وبين العالم الآن؟ لقد صلب العالم ابن الله. إن عالم قايين هو هو عالم اليوم. وهذا الثمر من ذاك الشجر.

ومن الغريب أن نجد في قايين صورة رجل متعبد! وأكثر غرابة أن نجده متعبدًا لله الحي الحقيقي! لأننا نقرأ: «وكان هابيل راعيًا للغنم وكان قايين عاملاً في الأرض، وحدث من بعد أيام أن قايين قدَّم من أثمار الأرض قربانًا للرب». قدَّم قايين من تعب يديه ـ ”عرق جبينه“ قربانًا للرب. إن عرق جبينه يحكي قصة سقوط الإنسان ويروي تاريخ اللعنة، لذلك فإننا نراه يستخف بدينونة الله، إذ نرى في عبادته أسوأ ما فعل! إذ بها اعترف جهلاً بأنه لم يخطئ. لقد عميت بصيرته عن حالته، وظن بأنه كعامل في الأرض يستطيع أن يدخل إلى محضر الله!! وقدَّم إلى محضر الله علامة وختم الخطية التي أبعدته عن الله.
 
قديم 30 - 03 - 2021, 03:06 PM   رقم المشاركة : ( 36536 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,067

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

قايين
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وحدث من بعد أيامٍ أن قايين قدم من أثمار الأرض قرباناً للرب ...
فنظر الرب إلى هابيل وقربانه ولكن إلى قايين وقربانه لم ينظر
( تك 4: 3 -5)
لقد ظن "قايين" أن قرابينه ستجلب المسرة إلى قلب الله وتحوز رضاه أكثر من ذبائح "آدم" أبيه و"هابيل" أخيه. وبذلك يكون "قايين" قد ابتدع طريقاً جديداً ـ ابتدع ديناً ـ ظاناً أنه من خلاله يستطيع إرضاء الله والتقرب إليه، دين مؤسس على الأعمال وليس على الثقة والإيمان. وهكذا أصبح "قايين" أول "متدين" على الأرض .. فإلى أين قاده هذا التدين؟!

أولاً: عندما نظر الرب إلى هابيل وقربانه ولم ينظر إلى قايين وقربانه، اغتاظ قايين وحقد على أخيه، ثم قام عليه وقتله. وهكذا أصبح أول متدين في العالم هو أول قاتل نفس على الأرض.

ثانياً: تمادى قايين في عصيان الله، ليس فقط بكسر وصاياه، ولكن أيضاً بكسر أحكامه. كان حكم الله على قايين "... تائهاً وهارباً تكون في الأرض" إلا أن قايين قام وبنى مدينة ليستقر فيها ( تك 4: 12 ،17).

ثالثاً: اتَّبع نسل قايين طريق أبيهم في الانفصال عن الله وكسر وصاياه. فبدأوا يبحثون عن وسائل أخرى يملأون بها هذا الفراغ غير التقرب لله والخضوع له، هذه الوسائل تمثلت في:

أ ـ هدم الأسس التي كان الله قد وضعها من البَدء، وذلك عن طريق حفيده "لامك" ومعنى اسمه "هدام" الذي اتخذ لنفسه امرأتين ( تك 4: 19 ) فكان أول مَنْ أدخل نظام تعدد الزوجات.

ب ـ الانشغال بالتجارة وتحقيق الأرباح عن طريق حفيده "يابال" ومعنى اسمه "رحال" الذي كان راعياً للمواشي ( تك 4: 20 ).

جـ ـ تنمية الهوايات الموسيقية متمثلة في حفيده "يوبال" الذي كان أباً لكل ضارب بالعود والمزمار ( تك 4: 21 ).

د ـ الاهتمام بالصناعة متمثلة في حفيده "توبال قايين" وكان ضارباً لكل آلة من نحاس وحديد ( تك 4: 22 ).

هـ ـ الانغماس في الحفلات مُتمثلة في حفيدته "نعمة" ومعنى اسمها "مسرة" ( تك 4: 22 ).

أليست هذه جميعها هي بعينها مشاكل العصر الذي نحن فيه الآن .. لا مكان للرب .. لا وقت للرب .. لقد حذر الوحي الإلهي مثل هؤلاء الناس الناسين الله والتابعين لطريق قايين قائلاً: "ويل لهم لأنهم سلكوا طريق قايين" (يه11).
 
قديم 30 - 03 - 2021, 03:08 PM   رقم المشاركة : ( 36537 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,067

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أَخْنُوخُ السير مع الله


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


وَسَارَ أَخْنُوخُ مَعَ اللهِ
بَعْدَ مَا وَلَدَ مَتُوشَالَحَ ثَلاَثَ مِئَةِ سَنَةٍ
( تكوين 5: 22 )




سار أخنوخ مع الله سير الأصدقاء سير مُتَحِدي القصد، مَن يحلو بينهم الحديث ويطول بينهم الكلام، يتكلَّمون لغة واحدة ويهتمون اهتمامًا واحدًا. ومن متابعة الأجزاء القليلة التي ذُكِرَ فيها أخنوخ ( تك 5: 18 -24؛ عب11: 5؛ يه 14)، يُمكننا أن نُدرك أن الحديث بين أخنوخ وإلهه شمل الكثير. لقد فَهِم عالمه، بل وعَلِم ما لم يتم بعد، كما نفهم من رسالة يهوذا! لا بد أن الكلام بينهما كان يشمل كل شيء.

هذا هو الدرس الذي نحتاج أن نتعلَّمه: أن نتحدث مع إلهنا، ويطول الحديث. ليس أن “نصلي” بالمفهوم الذي تعارف عليه الناس، بل أن يحلو بين المؤمن وربِّه الحديث بلا حدود.

عندنا طلبات؛ لنرفعها له فهو يسمع لنا. في قلبنا تشكُّرات؛ لنُكثِر منها فهو جديرٌ بها. إن أُعجِبنا بمناظر الطبيعة، أ فلا يستحق خالقها كلمات تقدير؟! وعندما نكتشف شيئًا من جماله وجلاله، أ ليس من الواجب أن نُسبِّحه؟! وسط ظروفنا، ليكن هو الملجأ الوحيد. في مخاوفنا، لنتعلَّم أن يكون أول مَن نقول له: “يا رب نجِّنا”. وعندما تميِّز عيوننا، من بين سطور الأحداث، أنه العلي المتسلط في مملكة الناس، فهل نقف صامتين؟! أ ليس لدينا تساؤلات؟! أوَ لا نحتاج لأن نطلب منه أن يفتح أذهاننا ويكشف عن عيوننا لنفهم كلمته؟! ماذا عن سر الرب الذي لخائفيه؟! إخفاقاتنا وزلاتنا، ألا نحتاج لأن نتحاجج معه بشأنها؟! ألا يمكننا أن نشاركه الحديث عن عمله وأموره؟! ماذا عن أقارب لنا لم يختبروه بعد؟! وشهادتنا له وسط هذا العالم؟! ومجده وسط الكنيسة؟! أوَ لا نُعبِّر له عن أشواقنا للِّقاء الأبدي؟! ..

بعد كل هذا .. هل نسأل عن محتوى الحديث بين أخنوخ والله؟ أو نشتكي أننا لا نجد ما نقوله وقت الصلاة؟!

ولتكتمل الصورة، أوَّد أن أوضح أن كل ما تقدَّم هو منهج حياة، ليس مُجرَّد دقائق - ولا حتى ساعات - نقضيها في وقت “صلاة” أو “خلوة” أو “أداء” شيء ما أو طقس. لنتعلَّم أن نتكلَّم معه في خلوتنا كما ونحن وسط الألوف. لنُحادثه ونحن في طرقنا، وعملنا، واجتماعاتنا. في صحونا وفي وقت الأرق، ونحن نستيقظ ونحن نأوي لفراشنا. في الضيق ووقت الفرج، في المعركة وعند النصرة، في الحاجة وبعد انقضائها. باختصار، ليكن الله حاضرًا في كل الحياة، ففي حضوره البركة في ملئها، وتلك هي حياة الشركة.
 
قديم 30 - 03 - 2021, 03:10 PM   رقم المشاركة : ( 36538 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,067

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

«وسَارَ أَخنوخُ معَ اللهِ»
‬‫ ( تكوين 5: 22 ، 24)



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


وَسَارَ أَخْنُوخُ مَعَ اللهِ
( تكوين 5: 22 )





التأثر بنشاط أحد خدام المسيح المُخلِصين شيء، وامتلاك تلك الصفات الأدبية التي وحدها تؤهِّل الشخص لأن يكون هو نفسه خادمًا غيورًا شيء آخر يختلف تمامًا عن الأول. يوجد فرق كبير بين السير في أثر خطوات أحد خدام الله المُخلِصين، وبين أن نسير مع الله بأنفسنا؛ بين أن نُحمَل ونُقَاد بإيمان ونشاط الغير، وبين الاتكال على الله بأنفسنا، وبقوة إيماننا الشخصي.‬

‫ هناك على الدوام خطر كبير في أن نكون مجرَّد مُقلِّدين لإيمان الآخرين، ومُتتبعين مثالهم دون قوتهم الروحية، والسير على طريقتهم الخاصة بدون شركتهم الشخصية. كل هذا يجب التحفظ منه بكل دقة. ونحن نُحذِّر منه الناشئ المسيحي على الخصوص. ولنكن بسطاء وودعاء وجادين. قد نكون صغارًا جدًا، ومجالنا ضيق للغاية، وطريقنا مُتعب، ولكن هذا ليس له أقل أهمية ما دمنا سائرين حسب ما عملته النعمة فينا، وما دمنا نشغَل المركز الذي وضعنا فيه سيدنا المبارك، ونطأ الطريق التي فتحها أمامنا. وليس من الضـروري مطلقًا أن نكون عظماء أو مشهورين، ولكن من الضـروري جدًا أن نكون جادين ومتواضعين ومطيعين ومتكّلين على الله. لهذا يستطيع الله أن يستخدمنا بدون خوف من أن نفتخر بأنفسنا، ومن ثم أيضًا نكون آمنين وسعداء. وليس هناك ألَّذ للمسيحي الحقيقي، وخادم المسيح الأمين، من أن يجد نفسه في الطريق الهادئ المُتضع، حيث الذات قد تلاشت من أمام النظر، وضياء طلعة الله الوضاح يُبهج النفس، وحيث لا قيمة لأفكار الناس بل رضاء المسيح الحلو هو كل شيء للنفس.‬

‫ الجسد لا يمكن أن يوثَق به. إنه يُحوِّل نفس خدمة المسيح إلى فرصة لرفع الذات، ويستعمل نفس اسم ذاك الذي جعل نفسه لا شيء لكي يجعل (الجسد) نفسه شيئًا، ويبني شهرة لنفسه بالتظاهر في نشـر الدعوة لاسم ذاك الذي لم يسعَ للدعاية لنفسه. هكذا حال الجسد، وحالنا نحن في ذواتنا. وكخلائق غبية راغبة في رفع الذات، ترانا دائمًا ميَّالين أن نفتخر بأنفسنا، بينما نعترف أننا في أنفسنا لسنا شيئًا، وأننا لا نستحق شيئًا سوى نيران جهنم الأبدية. ‬

‫ إن خدمة المسيح شيء خطير جدًا، ومقدس للغاية، وكل الذين يشتركون فيها يجب أن يكونوا قد حكموا على الذات، وغير واثقين بها، ومُفرَّغين منها، ويجب عليهم أيضًا أن يعتمدوا على الله الحي.‬
 
قديم 30 - 03 - 2021, 03:11 PM   رقم المشاركة : ( 36539 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,067

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أَخْنُوخ ونُوح
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


«وَسَارَ أَخْنُوخُ مَعَ اللهِ،
وَلَمْ يُوجَدْ لأَنَّ اللهَ أَخَذَهُ»
( تك 5: 24 )
فترة تُقدَّر بثلاث مئة سنة من حياة رجل الله هذا أُختُزِلت في هذه العبارة: «وَسَارَ أَخْنُوخُ مَعَ اللهِ». يا له من شرف عظيم لأخنوخ! ونَعْلَم من عبرانيين 11: 5 أنه قد أرضى الله. ويا لها من مكافأة! إنه لم يرَ الموت لأن الله أخذه ليكون معه.

ولكن هل كان أخنوخ هو الشخص الوحيد الذي سار مع الله؟ كلا، فنحن نقرأ عن نوح: «كَانَ نُوحٌ رَجُلاً بَارًّا كَامِلاً فِي أَجْيَالِهِ. وَسَارَ نُوحٌ مَعَ اللهِ» ( تك 6: 9 ، 10).

ولسنا بحاجة لأن نحسد هذين الرجلين، فالله يرغب أن يسير الإنسان معه. والحق إنه قال لإبراهيم: ««أَنَا اللهُ الْقَدِيرُ. سِرْ أَمَامِي (أمام وجهي) وَكُنْ كَامِلاً» ( تك 17: 1 ).

والآن هلا لاحظتم أن نهاية كل واحد من أولئك كانت مختلفة عن الأخرى. لقد اشترك ثلاثتهم في شيء واحد: ساروا مع الله. ولكنهم لم يكونوا نسخًا متماثلة. أحيانًا، عندما نُعجب بحياة شخص معين نتمنى لو صرنا نسخة منه. إنه لأمر حسن بالطبع أن نتعلَّم من حياوات الآخرين، ولكن ليس أن نتمنى لو صرنا نسخًا طبق الأصل منهم.

سَارَ أَخْنُوخُ مَعَ اللهِ، ثم أَخَذَهُ اللهَ ولم يرَ الموت ( تك 5: 24 )، ومن ناحية أخرى؛ سَارَ نُوحٌ مَعَ اللهِ، ولكنه رأى الموت على نحو نعجز عن تخيّله، وأخيرًا مات هو نفسه. لقد كان كارزًا عظيمًا للبر، ورجلاً بارًا، وفوق ذلك سار مع الله، ولكن الله لم يفعل معه كما فعل مع أخنوخ.

وماذا عن إبراهيم، خليل الله؟ لقد كان عليه أن يواجه الموت وجهًا لوجه عندما أخذ إسحاق ليُقدّمه محرقة على جبل المُريا.

دعونا نسير مع الله ... ولكن يظل الله هو الله!
 
قديم 30 - 03 - 2021, 03:13 PM   رقم المشاركة : ( 36540 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,067

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

العشاء العظيم



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

إنسان صنع عشاءً عظيماً ودعا كثيرين
وأرسل عبده في ساعة العشاء ليقول للمدعوين
تعالوا لأن كل شيء قد أُعد
( لو 14: 16 -18)


إن وليمة الإنجيل قد قدمها الله كآخر وجبة من مُعاملاته مع الناس. والعشاء هو آخر وجبة في اليوم قبل إتيان نصف الليل. ولقد أتى الإنجيل بعد كل معاملات الله السابقة لامتحان الإنسان واختباره.

لقد انقضى سريعاً صباح البراءة في جنة عدن، فقد سقط الإنسان وفقد براءته دون رجعة إلى تلك الحالة المباركة. ثم أتى ظُهر معاملات الله مع الإنسان على أساس الضمير الذي تحصَّل عليه الإنسان نتيجة لسقوطه. وأثناء ذلك الوقت ظهر شر الإنسان المُخيف المرعب، حيث امتلأت الأرض من الشر والفساد والطغيان ( تك 6: 5 ) فكانت دينونة الطوفان الرهيبة. وفي الأرض المجددة استبدل الناس عبادة الله بعبادة الشيطان في تلك الأوثان البكماء وذلك لفساد قلوبهم الشريرة ولشهواتهم الردية.

ثم تبع ذلك امتحان الناموس الذي أتى بعد الظهر. وكشف الناموس عن حالة الإنسان وخرابه الكامل عديم الشفاء، ولكنه لم يخبره عمن هو الله بقلبه الممتلئ بالرحمة والمحبة الكاملة. ثم أرسل الله الأنبياء ليذكّروا الإنسان بحفظ الناموس لئلا تباغته الدينونة، ولكن الناس رجموهم وقتلوهم وسخروا بهم.

وأخيراً في المساء أعلن الله عن ذاته في المسيح، الابن المتجسد. هل يستجيب الإنسان لهذا الإعلان؟ وهل يرجع إلى الله؟ للأسف، كلا! لم ينجذب إلى المسيح، ولا قلب واحد، من ذاته. إنهم لم يروا فيه جمالاً حتى يشتهونه. لقد كان مساءً جميلاً، بعد نهار مليء بالعواصف والشر، وقد أتى هذا المساء ببهاء ولمعان شديدين، ولكن وا أسفاه. لقد انتهى سريعاً حول ظلمة الصليب، حيث أطفأ الناس (بقدر ما استطاعوا) نور الإعلان الإلهي. ورغم ذلك لم يَزَل عند الله وقت للرحمة. ففي العشية أرسل الروح القدس من السماء بهذه الرسالة المباركة الممتلئة بالنعمة والمحبة. "تعالوا لأن كل شيء قد أُعد" - تعالوا قبل أن تقع دينونة نصف الليل. ولكن "ابتدأ الجميع برأي واحد يستعفون". ومَنْ هم الذين استعفوا من هذه الدعوة؟ لم يكونوا أُناساً عائشين في الخطية العلنية، ولكنهم كانوا يؤدون أعمالاً قانونية وصحيحة - أعمالاً تتعلق بالحقول والتجارة والأمور العائلية، نعم هؤلاء هم الذين رفضوا عطية الله ودعوته. ويا لها من حقيقة مُرعبة تنكشف لنا، عندما تُعلن الدينونة المرعبة التي ستنصب على الرافضين لنعمته.
 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:26 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025