![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 35531 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() البابا شنودة ودراسته ![]() التحق بجامعة فؤاد الأول، في قسم التاريخ، وبدأ بدراسة التاريخ الفرعوني والإسلامي والتاريخ الحديث، وحصل على الليسانس بتقدير (ممتاز) عام 1947. وفي السنة النهائية بكلية الآداب التحق بالكلية الإكليركية. وبعد حصوله على الليسانس بثلاث سنوات تخرج من الكلية الإكليركية عمل مدرساً للتاريخ. حضر فصولا مسائية في كلية اللاهوت القبطي وكان تلميذاً واستاذاُ في نفس الكلية في نفس الوقت. كان يحب الكتابة وخاصة كتابة القصائد الشعرية ولقد كان ولعدة سنوات محررا ثم رئيسا للتحرير في مجلة مدارس الآحد وفي الوقت نفسه كان يتابع دراساته العليا في علم الآثار القديمة. كان من الأشخاص النشيطين في الكنيسة وكان خادما في مدارس الآحد. ثم ضباطاً برتبة ملازم بالجيش. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 35532 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() البابا شنودة وانخراطه في العمل الديني ![]() انخراطه في العمل الديني كان نظير جيد (اسمه الحقيقى) خادما بجمعية النهضة الروحية التابعة لكنيسة العذراء مريم بمسرة وطالباً بمدارس الأحد ثم خادماً بكنيسة الانبا انطونيوس بشبرا في منتصف الأربعينات. رسم راهباً باسم (انطونيوس السرياني) في يوم السبت 18 يوليو 1954، وقد قال أنه وجد في الرهبنة حياة مليئة بالحرية والنقاء. ومن عام 1956 إلى عام 1962 عاش حياة الوحدة في مغارة تبعد حوالي 7 أميال عن مبنى الدير مكرسا فيها كل وقته للتأمل والصلاة. وبعد سنة من رهبنته تمت سيامته قساً. أمضى 10 سنوات في الدير دون أن يغادره. عمل سكرتيراً خاصاً للبابا كيرلس السادس في عام 1959. رُسِمَ اسقفاً للمعاهد الدينية والتربية الكنسية، وكان أول أسقف للتعليم المسيحي وعميد الكلية الاكليريكية، وذلك في 30 سبتمبر 1962. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 35533 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() البابا شنودة و باباويته ![]() باباويته وعندما مات البابا كيرلس في الثلاثاء 9 مارس 1971 أجريت انتخابات البابا الجديد في الأربعاء 13 أكتوبر. ثم جاء حفل تتويج البابا (شنودة) للجلوس على كرسي البابوية في الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالقاهرة في 14 نوفمبر 1971 وبذلك أصبح البابا رقم (117) في تاريخ البطاركة. في عهده تمت سيامة أكثر من 100 أسقف وأسقف عام؛ بما في ذلك أول أسقف للشباب، أكثر من 400 كاهن وعدد غير محدود من الشمامسة في القاهرة والإسكندرية وكنائس المهجر. أولى اهتماما خاصا لخدمة المرأة في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية. يحاول دائما قضاء ثلاثة أيام أسبوعيا في الدير، وحبه لحياة الرهبنة أدى إلى انتعاشها في الكنيسة القبطية حيث تم في عهده سيامة المئات من الرهبان والراهبات. وكان أول بطريرك يقوم بإنشاء العديد من الأديرة القبطية خارج جمهورية مصر العربية وأعاد تعمير عدد كبير من الأديرة التي اندثرت. في عهده زادت الابارشيات كما تم إنشاء عدد كبير من الكنائس سواء داخل أو خارج جمهورية مصر. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 35534 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() البابا شنودة وخلافه مع السادات ![]() خلافه مع السادات طوال سنوات الثورة الأولى لم يحدث احتكاك واضح بينها وبين الكنيسة، بل لعل الأقباط كان وحدهم الذين نجوا من حفلات الاعتقال التي دشنتها الثورة طوال سنوات الخمسينيات والستينيات وطالت كل التيارات والاتجاهات بما فيها الشيوعيون والإخوان المسلمين، ولم يكن الأمر هنا فيه شيء من صفقة بين النظام والأقباط، وإنما جرت الأمور على طبيعتها فلم يكن للأقباط -كتجمع ديني- أي طموح سياسي بعد قيام ثورة يوليو على عكس الحال مع باقي التيارات الأخرى التي اصطدمت رغباتها مع طموح رجال الثورة، لكن الأمر اختلف في السبعينيات بعد أن اعتلى "السادات" وخلفه البابا "شنودة" قمة الرئاسة والكنيسة على الترتيب. الاصطدام لم يأتِ مبكرا، وبخاصة أن الرئيس "أنور السادات " لم يكن في حاجة لتوسيع رقعة الأعداء الكثر أصلا، وبعد أن أزاح ما يعرف بـ"مراكز القوى الناصرية" كان لابد وأن يلملم ولا يفرق لأنه مقدم على حرب حتمية مفروضة عليه لاسترداد الأرض، وبعد نصر أكتوبر عام 1973 بات "السادات" أكثر ثقة في نفسه وأكثر انفرادا بالقرار فكان قراره الأخطر بإطلاق يد الجماعات والتيار الإسلامي -دون قيد- في الجامعات والشارع السياسي المصري لمحاربة التيار اليساري والشيوعي فكان أن تحقق له هذا بالفعل. وعلى الرغم من أنه لا يوجد توثيق دقيق وحصر واضح لأسباب اشتعال فتيل الفتنة بين المسلمين والمسيحيين وبخاصة في صعيد مصر.. إلا أن النار قد التهبت وكان لابد من أن يكون للبابا "شنودة" رأيا فيما حدث. قبل هذا كان البابا "شنودة" قد سجل رفضه لاتفاقية السلام مع إسرائيل، وأكد ذلك بأن قرر عدم الذهاب مع الرئيس "السادات" في زيارته إلى إسرائيل عام 1977، هذا بطبيعة الحال صنع حالة عدائية من السادات تجاه البابا لأنه لم يتصور أن يخالفه أحد في قرارته بعد الحرب فما بالك إذا كان هذا هو القيادة الكبرى لكل الأرثوذكس الذين يشكلون أغلبية المسيحيين في مصر؟! بات الصدام وشيكا.. وفي ظل اتهامات متزايدة من الأقباط بأن الدولة تغذي العنف تجاههم من قبل الجماعات الإسلامية، وعندما قام الرئيس "السادات" بزيارة إلى أمريكا كان الصدام.. إذ نظم الأقباط في أمريكا مظاهرة مناهضة لـ"السادات" رفعوا فيها لافتات تصف ما يحدث للأقباط في مصر بأنه اضطهاد وهو بالقطع ما أضر بصورة "السادات" كثيرا فطلب من معاونيه أن يتصلوا بالبابا ليرسل من يوقف هذه المظاهرات، وعندما حدث هذا فعلا متأخرا بعض الشيء ظن "السادات" بأن البابا "شنودة" يتحداه، فكانت أن أصدرت أجهزة الأمن قرارا للبابا بأن يتوقف عن إلقاء درسه الأسبوعي، الأمر الذي رفضه البابا ثم قرر تصعيد الأمر بأن أصدر قرارا بدوره بعدم الاحتفال بالعيد في الكنيسة وعدم استقبال المسئولين الرسميين الذين يوفدون من قبل الدولة عادة للتهنئة.. بل وصل الأمر إلى ذروته عندما كتب في رسالته التي طافت بكل الكنائس قبيل الاحتفال بالعيد أن هذه القرارات جاءت "احتجاجا على اضطهاد الأقباط في مصر"، وكانت هذه المرة الوحيدة التي يقر فيه البابا علانية بوجود اضطهاد للأقباط في مصر ولم يفعلها بعد ذلك مطلقا.. أصبحت القطيعة بين "السادات" والبابا "شنودة" هي عنوان المشهد، ولذا كان من المنطقي أن يطول العقاب البابا في أيام "السادات" الأخيرة عندما أصدر في سبتمبر عام 1981 قراره بالتحفظ على 1531 من الشخصيات العامة المعارضة، لم يكن مصير البابا الاعتقال وإنما كان تحديد الإقامة في الدير بوادي النطرون، ولعل "السادات" فعل ذلك درءا لرد فعل مضاد من قبل الأقباط. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 35535 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() البابا شنودة وحكم مبارك ![]() حكم مبارك تقلد حسني مبارك مقاليد الرئاسة في 14 أكتوبر 1981 حيث قام في عام 1982 بالإفراج عن المعتقليين الذين قام سلفه السادات باعتقالهم وقابل بعضهم وكان على رأس هذا البعض "البابا شنودة"، ومن هذا اللقاء بدا واضحا أن سياسة الرئيس "مبارك" تتجنب الصدام بأي شكل من الأشكال مع الأقباط خاصة وبوصفه كان مقربا من الرئيس "السادات" بحكم منصبه كنائب له. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 35536 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() وفاة البابا شنودة ![]() وفاته أعلن الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس يوم السبت 17 مارس 2012، وفاة البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عن عمر يناهز 89 عاماً. وأضاف في بيان رسمي: «المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية يودع لأحضان القديسين معلم الأجيال قداسة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، نياحا لروحه والعزاء للجميع.» تم يوم الأحد 18 مارس 2012 وضع جثمان البابا في كامل هيئته الكهنوتية، على كرسى القديس مار مرقس في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، لإلقاء نظرة الوداع عليه. وأقيم أول قداس صباح الأحد في وجود الجثمان، ورأس الصلاة الأنبا باخوميوس، قائم مقام البطريرك، في حضور معظم أساقفة المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية. واستمر بقاء الجثمان على كرسى البابوية حتى يوم الثلاثاء 20 مارس 2012، لإتاحة الفرصة أمام أكبر عدد من الأقباط وزوار مصر لإلقاء نظرة الوداع على جثمان البابا شنودة، وتم نقل جثمانه يوم الثلاثاء بطائرة عسكرية بقرار مصدق من المشير محمد حسين طنطاوي إلى دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون حيث أوصى بأن يدفن، إذ دفن في تابوت أهداه له بابا روما بندكت السادس عشر. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 35537 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() البابا شنودة الثالث دراسته![]() (وُلِد باسم نظير جيد روفائيل) (3 أغسطس 1923 - 17 مارس 2012)، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وسائر بلاد المهجر، وهو البابا رقم 117. كان أول أسقف للتعليم المسيحي قبل أن يصبح البابا، وهو رابع أسقف أو مطران يصبح البابا بعد البابا يوحنا التاسع عشر (1928 - 1942) ومكاريوس الثالث (1942 - 1944) ويوساب الثاني (1946 - 1956). وقد كان من الكتّاب أيضًا إلى جانب الوظيفة الدينية العظمى التي يشغلها، وكان ينشر في جريدة الأهرام الحكومية المصرية بصورة منتظمة. التحق بجامعة فؤاد الأول، في قسم التاريخ، وبدأ بدراسة التاريخ الفرعوني والإسلامي والتاريخ الحديث، وحصل على الليسانس بتقدير (ممتاز) عام 1947. وفي السنة النهائية بكلية الآداب التحق بالكلية الإكليركية. وبعد حصوله على الليسانس بثلاث سنوات تخرج من الكلية الإكليركية عمل مدرساً للتاريخ. حضر فصولا مسائية في كلية اللاهوت القبطي وكان تلميذاً واستاذاُ في نفس الكلية في نفس الوقت. كان يحب الكتابة وخاصة كتابة القصائد الشعرية ولقد كان ولعدة سنوات محررا ثم رئيسا للتحرير في مجلة مدارس الآحد وفي الوقت نفسه كان يتابع دراساته العليا في علم الآثار القديمة. كان من الأشخاص النشيطين في الكنيسة وكان خادما في مدارس الآحد. ثم ضباطاً برتبة ملازم بالجيش. كان نظير جيد (اسمه الحقيقى) خادما بجمعية النهضة الروحية التابعة لكنيسة العذراء مريم بمسرة وطالباً بمدارس الأحد ثم خادماً بكنيسة الانبا انطونيوس بشبرا في منتصف الأربعينات. باباويتهرسم راهباً باسم (انطونيوس السرياني) في يوم السبت 18 يوليو 1954، وقد قال أنه وجد في الرهبنة حياة مليئة بالحرية والنقاء. ومن عام 1956 إلى عام 1962 عاش حياة الوحدة في مغارة تبعد حوالي 7 أميال عن مبنى الدير مكرسا فيها كل وقته للتأمل والصلاة. وبعد سنة من رهبنته تمت سيامته قساً. أمضى 10 سنوات في الدير دون أن يغادره. عمل سكرتيراً خاصاً للبابا كيرلس السادس في عام 1959. رُسِمَ اسقفاً للمعاهد الدينية والتربية الكنسية، وكان أول أسقف للتعليم المسيحي وعميد الكلية الاكليريكية، وذلك في 30 سبتمبر 1962. وعندما مات البابا كيرلس في الثلاثاء 9 مارس 1971 أجريت انتخابات البابا الجديد في الأربعاء 13 أكتوبر. ثم جاء حفل تتويج البابا (شنودة) للجلوس على كرسي البابوية في الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالقاهرة في 14 نوفمبر 1971 وبذلك أصبح البابا رقم (117) في تاريخ البطاركة. خلافه مع الساداتفي عهده تمت سيامة أكثر من 100 أسقف وأسقف عام؛ بما في ذلك أول أسقف للشباب، أكثر من 400 كاهن وعدد غير محدود من الشمامسة في القاهرة والإسكندرية وكنائس المهجر. أولى اهتماما خاصا لخدمة المرأة في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية. يحاول دائما قضاء ثلاثة أيام أسبوعيا في الدير، وحبه لحياة الرهبنة أدى إلى انتعاشها في الكنيسة القبطية حيث تم في عهده سيامة المئات من الرهبان والراهبات. وكان أول بطريرك يقوم بإنشاء العديد من الأديرة القبطية خارج جمهورية مصر العربية وأعاد تعمير عدد كبير من الأديرة التي اندثرت. في عهده زادت الابارشيات كما تم إنشاء عدد كبير من الكنائس سواء داخل أو خارج جمهورية مصر. طوال سنوات الثورة الأولى لم يحدث احتكاك واضح بينها وبين الكنيسة، بل لعل الأقباط كان وحدهم الذين نجوا من حفلات الاعتقال التي دشنتها الثورة طوال سنوات الخمسينيات والستينيات وطالت كل التيارات والاتجاهات بما فيها الشيوعيون والإخوان المسلمين، ولم يكن الأمر هنا فيه شيء من صفقة بين النظام والأقباط، وإنما جرت الأمور على طبيعتها فلم يكن للأقباط -كتجمع ديني- أي طموح سياسي بعد قيام ثورة يوليو على عكس الحال مع باقي التيارات الأخرى التي اصطدمت رغباتها مع طموح رجال الثورة، لكن الأمر اختلف في السبعينيات بعد أن اعتلى "السادات" وخلفه البابا "شنودة" قمة الرئاسة والكنيسة على الترتيب. حكم مباركالاصطدام لم يأتِ مبكرا، وبخاصة أن الرئيس "أنور السادات " لم يكن في حاجة لتوسيع رقعة الأعداء الكثر أصلا، وبعد أن أزاح ما يعرف بـ"مراكز القوى الناصرية" كان لابد وأن يلملم ولا يفرق لأنه مقدم على حرب حتمية مفروضة عليه لاسترداد الأرض، وبعد نصر أكتوبر عام 1973 بات "السادات" أكثر ثقة في نفسه وأكثر انفرادا بالقرار فكان قراره الأخطر بإطلاق يد الجماعات والتيار الإسلامي -دون قيد- في الجامعات والشارع السياسي المصري لمحاربة التيار اليساري والشيوعي فكان أن تحقق له هذا بالفعل. وعلى الرغم من أنه لا يوجد توثيق دقيق وحصر واضح لأسباب اشتعال فتيل الفتنة بين المسلمين والمسيحيين وبخاصة في صعيد مصر.. إلا أن النار قد التهبت وكان لابد من أن يكون للبابا "شنودة" رأيا فيما حدث. قبل هذا كان البابا "شنودة" قد سجل رفضه لاتفاقية السلام مع إسرائيل، وأكد ذلك بأن قرر عدم الذهاب مع الرئيس "السادات" في زيارته إلى إسرائيل عام 1977، هذا بطبيعة الحال صنع حالة عدائية من السادات تجاه البابا لأنه لم يتصور أن يخالفه أحد في قرارته بعد الحرب فما بالك إذا كان هذا هو القيادة الكبرى لكل الأرثوذكس الذين يشكلون أغلبية المسيحيين في مصر؟! بات الصدام وشيكا.. وفي ظل اتهامات متزايدة من الأقباط بأن الدولة تغذي العنف تجاههم من قبل الجماعات الإسلامية، وعندما قام الرئيس "السادات" بزيارة إلى أمريكا كان الصدام.. إذ نظم الأقباط في أمريكا مظاهرة مناهضة لـ"السادات" رفعوا فيها لافتات تصف ما يحدث للأقباط في مصر بأنه اضطهاد وهو بالقطع ما أضر بصورة "السادات" كثيرا فطلب من معاونيه أن يتصلوا بالبابا ليرسل من يوقف هذه المظاهرات، وعندما حدث هذا فعلا متأخرا بعض الشيء ظن "السادات" بأن البابا "شنودة" يتحداه، فكانت أن أصدرت أجهزة الأمن قرارا للبابا بأن يتوقف عن إلقاء درسه الأسبوعي، الأمر الذي رفضه البابا ثم قرر تصعيد الأمر بأن أصدر قرارا بدوره بعدم الاحتفال بالعيد في الكنيسة وعدم استقبال المسئولين الرسميين الذين يوفدون من قبل الدولة عادة للتهنئة.. بل وصل الأمر إلى ذروته عندما كتب في رسالته التي طافت بكل الكنائس قبيل الاحتفال بالعيد أن هذه القرارات جاءت "احتجاجا على اضطهاد الأقباط في مصر"، وكانت هذه المرة الوحيدة التي يقر فيه البابا علانية بوجود اضطهاد للأقباط في مصر ولم يفعلها بعد ذلك مطلقا.. أصبحت القطيعة بين "السادات" والبابا "شنودة" هي عنوان المشهد، ولذا كان من المنطقي أن يطول العقاب البابا في أيام "السادات" الأخيرة عندما أصدر في سبتمبر عام 1981 قراره بالتحفظ على 1531 من الشخصيات العامة المعارضة، لم يكن مصير البابا الاعتقال وإنما كان تحديد الإقامة في الدير بوادي النطرون، ولعل "السادات" فعل ذلك درءا لرد فعل مضاد من قبل الأقباط. تقلد حسني مبارك مقاليد الرئاسة في 14 أكتوبر 1981 حيث قام في عام 1982 بالإفراج عن المعتقليين الذين قام سلفه السادات باعتقالهم وقابل بعضهم وكان على رأس هذا البعض "البابا شنودة"، ومن هذا اللقاء بدا واضحا أن سياسة الرئيس "مبارك" تتجنب الصدام بأي شكل من الأشكال مع الأقباط خاصة وبوصفه كان مقربا من الرئيس "السادات" بحكم منصبه كنائب له. أعلن الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس يوم السبت 17 مارس 2012، وفاة البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عن عمر يناهز 89 عاماً. وأضاف في بيان رسمي: «المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية يودع لأحضان القديسين معلم الأجيال قداسة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، نياحا لروحه والعزاء للجميع.» تم يوم الأحد 18 مارس 2012 وضع جثمان البابا في كامل هيئته الكهنوتية، على كرسى القديس مار مرقس في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، لإلقاء نظرة الوداع عليه. وأقيم أول قداس صباح الأحد في وجود الجثمان، ورأس الصلاة الأنبا باخوميوس، قائم مقام البطريرك، في حضور معظم أساقفة المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية. واستمر بقاء الجثمان على كرسى البابوية حتى يوم الثلاثاء 20 مارس 2012، لإتاحة الفرصة أمام أكبر عدد من الأقباط وزوار مصر لإلقاء نظرة الوداع على جثمان البابا شنودة، وتم نقل جثمانه يوم الثلاثاء بطائرة عسكرية بقرار مصدق من المشير محمد حسين طنطاوي إلى دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون حيث أوصى بأن يدفن، إذ دفن في تابوت أهداه له بابا روما بندكت السادس عشر. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 35538 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() حياة قداسة البابا شنوده الثالث
حياتي يقول قداسته ![]() + بداية قصتي لا أعرفها ولكني أعرف أنها بدأت في 23 أغسطس 1923، في إحدى قرى أسيوط ــــ سلام ـــــ كنت طفلًا وحيدًا ماتت أمه دون أن يرضع منها، وعاش طفولته المبكرة بلا صداقة ولا زمالة ولا لعب مثل باقي الأطفال. + في فترة الطفولة المبكرة، أذكر زيارتي لدير درنكة بأسيوط مع مئات وآلاف العائلات، التي تذهب إلى جبل أسيوط لتأخذ بركة السيدة العذراء. + بدأت دراستي ما قبل الابتدائي بأسيوط والسنة الثانية و الثالثة الابتدائي قضيتها في الإسكندرية، ثم رجعنا إلى أسيوط في السنة الرابعة، حيث كنت اتمتع بقداسات الأنبا مكاريوس الثالث، واستمع إلى عظات الأرشيد ياكون اسكندر حنا. + ذهبت إلى بنها مع أخي الأكبر الأستاذ روفائيل ومنها إلى القاهرة، ودخلت مدرسة الإيمان الثانوية في شبرا. + بعد أن انتهيت من مرحلة الثانوية دخلت جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة) كلية الآداب قسم التاريخ، وفي السنة الرابعة التحقت بالكلية الإكليريكية، وبكلية الضباط الاحتياط.. وهكذا كنت أدرس بالكليات الثلاث في سنة واحدة. + كانت تجمعني بالأرشيد ياكون حبيب جرجس ــــ مدير الكلية الإكليريكيةــــ صداقة ومودة وكنت متأثرًا به جدًا، وعُيّنت في هيئة التدريس بالكلية الإكليريكية، وصرت عضوًا في اللجنة العليا لمدارس الأحد، وأصبحت حياتي هي حياة تكريس تقريبًا. البابا الخادم![]() + غرست يمين الرب الخادم نظير جيد في حقل الخدمة منذ صباه، وأثمرت خدمته في التربية الكنسية، واجتماعات الخدام، واجتماعات الشباب وذلك في كنائس وجمعيات عديدة منها: كنيسة السيدة العذراء بمهمشة عام 1939، جمعية النهضة الروحية بشبرا في أوائل الأربعينات، وخدم في بيت مدارس الأحد القبطي 70 شارع روض الفرج بشبرا. + عندما صار أسقفًا للتعليم وبعدما أصبح بطريركًا اهتم بخدمة التربية الكنيسة ووضع مناهجها، كما اهتم بخدمة وأنشطة أسقفية الشباب وأسقفية الخدمات، كما اهتم باجتماعات أمناء الخدمة، واجتماعات الأسر الجامعية. + في كل مكان ذهب إليه قداسته اهتم بخدمة المرأة والأسرة والطفل، كما اهتم بخدمة المرضى والذين ليس لهم أحد يذكرهم، والمعاقين، والمسنين، وذوي الاحتياجات الخاصة Handicapped. + حظيت الخدمة التي تقوم بها الجمعيات على اهتمام قداسته وتشجيعه لها. + وفي كل هذا يقول قداسته: “إن طريقنا في الخدمة يا اخواتي هو الحب.. نحب الكل بلا استثناء.. بلا تفريق.. فالله محبة.. نحن نحب الجميع، وننشد الحب في كل زمان.. وفي كل مكان، وفي كل قلب. نحن نحب الذي يحبنا، الذي يكرهنا أيضًا.. وثقوا أن المحبة لابد أن تنتصر.. فالمحبة لا تسقط أبدًا”. البابا الراهب![]() + أحب الشاب نظير جيد الرهبنة من كل قلبه، فكان له وهو علماني قلب راهب.. وكانت حجرته في المدينة قلاية حصينة، وفي 18/7/1954 ذهب إلى الدير وقبّل أبوابه عازمًا أن لا يغادره إلى الأبد، وترهبن باسم الراهب أنطونيوس السرياني. + كانت له قلاية منفردة في حصن الدير (قلاية الكرنك)، وفي عام 1956 اشتاق إلٍى حياة الوحدة واختار لنفسه مغارة في الجبل تبعد 3,5 كم عن الدير، + ورسم قسًا في 31/8/1958، ثم ذهب في عام 1960 إلى مغارة في منطقة البحر الفارغ تبعد 12كم عن الدير، وتعرف على الراهب عبد المسيح الحبشي. + اختير سكرتيرًا لقداسة البابا كيرلس السادس، وظل 3 أشهر. + في موعد رتبته العناية الإلهية اصطحبه رئيس الدير الأنبا ثاؤفيلس لزيارة البابا كيرلس السادس، الذي بحيلة مقدسة قام بسيامتة أسقفًا للتعليم في 30 سبتمبر 1962، وفي هذا اليوم بكي وهو يردد قول إرميا النبي: “عرفت يارب أنه ليس للإنسان طريقه، ليس لإنسان يمشي أن يهدي خطواته” (إر23:10). + وفي فترة الأسقفية وأيضًا في فترة البطريركية ارتبط قداسته بحب الرهبنة، ولم يتخلّ عن حياة الدير وسكونه، قاد قداسته حركة التعمير للأديرة “رهبانيًا ومعماريًا”. رهبانيًا: بسيامة آباء أساقفة رؤساء للأديرة وسيامة العديد من الرهبان والرهبات معماريًا: وذلك بالاهتمام بتعمير الأديرة القائمة وإحياء الأديرة القديمة. البابا المعلم![]() + أكثر ما يميز قداسته أنه البابا المعلم، البابا الذي اهتم بالبحث والاطلاع، وبالتعليم والتأليف، إن قداسته على مثال الآباء الأوائل معلمي المسكونة: أثناسيوس وكيرلس وديوسقوروس. + يقول قداسته: “الوضع الطبيعي هو مصر والخارج، وكذلك بمعهد الدراسات القبطية، ومعهد الرعاية والتربية، ومعهد الكتاب المقدس. + أسس قداسته مركز البابا شنوده الثقافي للتعليم وتكنولوجيا المعلومات. + استمر قداسته حتى آخر لحظه من حياته في إشباع جموع المؤمنين بالتعليم الروحي من خلال عظاته الأسبوعية.. في الكلية الإكليريكية وفي الندوات واللقاءات التي كان يُدعى إليها.. بأسلوب سهل وعميق “أسلوب السهل الممتنع”.. ومتنوع ومتجدد. + نال جائزة أفضل واعظ ومعلم للدين المسيحي التي قدمتها مؤسسة براوننج Browning الأمريكية لعام 1978، من أجل جهود قداسته الواضحة في نشر رسالة الإنجيل. +مدحوك فقالوا: ياواعظ الدهور عن علم وتجربة كأنه الوحي تنزيلا وتوجيهًا + بالحقيقة يستحق أن يدعى عظيمًا: “وأما من عمل وعلم، فهذا يُدعى عظيمًا في ملكوت السموات”(مت19:5). البابا الراعي ![]() + قال قداسته في بداية حبريته: “في هذه اللحظة الرهيبة، حين أرى نفسي ملتزمًا بالتقدم في هذا العمل الخطير، والقيام بهذه المسئولية الكبرى، أرجو أن أتلمس طريقي وطريقكم في آيتين: الآية الأولى: أعرف خاصتي وخاصتي تعرفني”(يو14:10)، الآية الثانية: “لي خراف أُخر ليست من هذه الحظيرة، ينبغي أن آتي بتلك أيضًا” (يو16:10)” + من أجل هذا كان قداسته يجول يصنع خيرًا ليرعى شعبه ويفتقده في كل مكان.. وكم من الاف الأميال قطعها، وكم من ألوف بل وملايين تقابل معهم في قرى ومدن وطننا الغالي مصر، وفي بلاد لم تر أحدًا من البابوات منذ قرون. + شارك قداسته شعبه أفراحهم فدشن لهم مذابح وكنائس عديدة، واستقبله أبناؤه بلافتات الترحيب وسعف النخيل في حشد ليس له مثيل وهم يترمون بألحان الفرح والتهليل. + قام قداسته بتكريس وعمل الميرون 8 مرات.. وأرسي الكثير من المبادئ الرعوية، وقدم راعي الرعاة لا خوته وأبنائه الرعاة (الأسقف، الكاهن، الشماس، الخادم) نصائحه الرعوية. + شاركت السماء في أفراح الراعي والرعية بظواهر روحية عديدة منها: ظهور السيدة العذراء في كنيسة الشهيدة دميانة ببابا دبلو بشبرا عام 1986، وظهورها في أسيوط عام 1999، وظهورها في الوراق عام 2009، هذا غلى جانب معجزة الزيت من أيقونة السيدة العذراء في بورسعيد، وكليفلاند بأمريكا. البابا الكارز![]() Pope Shenouda + ما أجمل أقدامك أيها البابا الكارز، المبشر بالسلام، المبشر بالخيرات. + حملت للذين اغتربوا عن وطنهم رسالة حب عامرة بالصلوات. + رأوك فاطمأنوا إنهم إن بعدوا لحظة، فهم في قلبك كل اللحظات. + منذ الشهور الأولى لجلوس قداسته على عرش مارمرقس، انطلق قداسته كسفير أمين وفي جهاد لا يلين يكرز ببشارة الإنجيل.. + قام قداسته بعدد 104 رحلة العالم زار فيها 195 زيارة، وتباركت بها 38 دولة في قارات العالم الست. + مئات الألوف من أقباط المهجر فرحوا بقدومه ومن أجلهم قام بتدشين المذابح والكنائس وأسس العديد من الأديرة والكليات الإكليريكية والمدارس القبطية ومباني الخدمات وسام العديد من الأساقفة والكهنة والشمامسة. + عقد قداسته الكثير من السيمنارات والمؤتمرات مقدمًا نصائحه من أجل بناء الأسرة والاهتمام بالشباب والطفل ليتمسكوا بقيم كنيستهم الأم. + رحّب بقداسته الرؤساء وقدموا له الأوسمة وشهادات التقدير ومفاتيح المدن. + عقد قداسته العديد من المؤتمرات واللقاءات، شاركه فيها سفراء مصر، ورؤساء الكنائس الأخرى ورجال الدين الإسلامي، فيها تحدث عن مصرنا الحبيبة وقضاياها واهتماماتها فكان بالحقيقة سفيرًا فوق العادة لبلادنا وكنيستنا. + ها أن حبة الخردل قد نمت، وصارت شجرة عظيمة وترعرعت.. ومن لا شيء صار كل شيء. + من أجل هذا ننحني أمامك أيها الكارز العملاق. + امتدت كرازة البابا شنوده من مصر إلى أقصي المسكونة، لذا فهو شخصية مسكونية عالمية تجاوزت حدود الزمان والمكان.. + كانت زياراته المسكونية سببًا رئيسيًا في حل مشاكل كثيرة، كانت في القرون الماضية حجر عثر في طريق الوحدة المسكونية، وبدأ قداسته عهدًا جديدًا من الحوار والتآخي بين كنيستنا وكنائس المسكونة. + وفي هذا يقول قداسته: “اول سياسة سارت عليها الكنيسة في هذه الأيام لتواكب العصر هي: “سياسة الانفتاح على الجميع”. + صارت كنيستنا القبطية الأرثوذكسية عضوًا في كثير من المجالس المسكونية مثل مجلس الكنائس العالمي W.C.C.، ومجلس كنائس الشرف الأوسط M.E.C.C.، وفي عام 1991 اختير قداسته رئيسًا لمجلس الكنائس العالمي عن الأرثوذكس الشرقيين، وذلك تقديرًا لمكانته كلاهوتي قدير. +صار قداسته أحد رؤساء مجلس كنائس الشرق الأوسط في 3 دورات متتالية ابتداء من عام 1994، كما صارت كنيستنا عضوًا مؤسسًا في مجلس كنائس كل أفريقيا A.A.C.C.، وفي عام 1976 ألقى قداسته كلمة الافتتاح بهذا المجلس تدعيمًا للعمل المسكوني والوطني مع كنائس أفريقيا. + أسس قداسته علاقات قوية مع مجالس الكنائس في أمريكا وكندا وأستراليا وأروبا. + امتازت العلاقة بين قداسته ورؤساء الكنائس بلقاءات المحبة والصداقة. البابا الوطني![]() + منذ سنوات شبابه الأولى، تمتع الشاب “نظير جيد” بالحس الوطني المرهف، وأنشد نشيدًا “تريد الكنانة عزمًا قويًا…” + التحق بكلية الضباط الاحتياط، وكان أول الخريجين عام 1947. المجيدة، وحيا قائد العبور وجيشنا الباسل الذي اشترك فيه المسيحيون والمسلمون بدم واحد، وهو دم مصر. + حمل قداسته هموم وطنه وشارك في العديد من القضايا الوطنية، وفي الحوارات الإسلامية المسيحية، وكانت له علاقة طيبة مع الأزهر الشريف ورجال الدين الإسلامي. + أيضًا كان لقداسته دور بارز في قضية القدس والحقوق المشروعة لشعب فلسطين. + في مخيم اليرموك بدمشق، أسُتقِبَل استقبالًا شعبيًا حافلًا، وأطلقوا عليه لقب “بابا العرب”. + قال عنه الحكماء أنه: “صمام الأمان، ولرمانة الميزان.. شعاره السائد هو السلام”. “علامة فارقة، وذو مكانة بارزة، وموهبة كارزمية نادرة، وخبرة طويلة مثمرة”. + تغني فV a aa V حب وطنه بمقولته الرائعة: “مصر ليست وطنًا نعيش فيه.. بل وطنًا يعيش فينا” وأنشد قصيدته: “في حبك يا مصر”. البابا الإنسان![]() + لا يستطيع أحد أن يحصى اللمسات الإنسانية العديدة التي كان يقدمها قداسة البابا شنوده في حب عجيب واهتمام فريد. + أحب الجميع.. كل البشر.. صديقًا أو عدوًا.. بارًا أو خاطئاً.. وفي هذا يقول: “إن البار نحبه لأنه قدوة صالحة، والخاطئ نحبه ونصلي من أجله، لينفذه الرب من أخطائه ويقوده للخير.. ولأن محبتنا للناس تصل بنا إلى محبة الله..”. + لم تَر عيناه أمه.. لم تقّبِله أو تهدهده.. هكذا كانت طفولته، وعندما كبر قليلًا، ولأنه ذاق مشاعر اليتم منذ طفولته، كان رقيق القلب جدًا مع الذين حُرِموا من حنان الوالدين.. وكان أكثر من كريم مع الولد اليتيم.. وتجَّلي هذا عندمَا كان مديرًا لبيت مدارس الأحد بشبرا. + وفي حنان أرسل البابا الإنسان تحية للام في عيدها قائلًا: “تحية لهذه الإنسانة التي تفيض على البيت جمالًا، وأناقة، ونظافة، ووجدانه رحيل الكثير من الآباء والأبناء الأحباء، وإذ يقف أمامهم مصليًا عنهم، تغلبه دموعه عن الاستمرار في الحديث. + في أبوة صادقة كثيرًا ما كان يردد هذا القول الرائع: “أنا أب.. ولن يفصلني أحد عن أبنائي”. + وما أكثر مشاعره الحانية وقلبه البشوش المرح في لقائه مع أحبائه الأطفال الصغار؛ إذ يسرع بتقديم الهدايا لهم.. وفي حنان يضم الصغير إلى حضنه الكبير. البابا الشاعر![]() +منذ أكثر من سبعين عامًا، وقداسة البابا شنوده يمّتع الملاييٍن من محبى الشعر، وغاص قداسته في بخور الشعر فأخرج لنا منها دررًا: ألحانا، وأنغامًا تفيض علينا قداسة وبرًا. +بدأت التجربة الشعرية عند قداسته مبكرًا، صقلها في عام 1939 بدراسة قواعد الشعر، بعدما عثر على كتاب “نظير” في أوزانه وأشعاره على البحور الصافية مثل: (الكامل ـــــ الرمل ـــــ الوافر ــــ الهزج ــــ البسيط) في تناغم رائع وحسن إبداع، وجمال إيقاع!! وهكذا كان من السهل تلحين قصائده، وإنشادها. +تميز الطالب “نظير جيد” بالشعر الضاحك؛ فألف قصائد كثيرة منها: (العميد ــــ حاجة غريبة ــــ يامن ستتركنا). +في عام 1946 وما يليه، اتخذ الشعر عنده مجالًا دينيًا فكتب قصائد عديدة منها: (ذلك الثوب ــــ أبواب الجحيم ــــ أبطال ــــ هذه الكرمة ــــ وماذا بعد هذا ـــــ الأمومة ــــ من ألحان باراباس ــــ قم ــــ أغلق الباب وحاجج ــــ همسة حب ــــ وأب أنت ــــ سائح ــــ آدم وحواء..). +ومع توالي الايام وتتابع السنين، لم ينضب نبع شعره فكتب أيضًا ــــ بدءًا من عام 2007 ــــ قصائد منها: (ما حياتي كيف صرت ــــ يا إلهي ـــ حُرمت الجبال ــــ أُحبِك يا رب ــــ إن للكون إلهًا ــــ حنانك يا رب ــــ إن جاع عدوك أطعمه…). البابا الحكيم![]() + رغم بساطة بابانا الحبيب وطيبة قلبه ووداعته، فإن الحكمة كانت تغلف كل هذه الفاضل، إنه يمكننا بحق أن نلقب قداسته بالبابا ذو العينين المفتوحتين، فهو لا تبهره الأمور في مظهرها، بل يفحص بحكمة جوهرها.. + كان يتميز قداسته بملامح مشرقة تكشف عن الموهبة التي أعطاها الله له نذكر منهًا: إذا عالج قداسته موضوعًا أو مشكلة، فإنه يتناولها بطريقة موضوعية عجيبة ناظرًا إلى الجوهر لا المظهر.. إلى الجذور العميقة لا الأوراق المرئية. كم من انفعالات طرحت أمام قداسته، وهو بأسلوبه الهادئ الرصين يطفئ لهيب الموقف ليبقى الحق خالصًا وحده. +كان من أهم ملامح بابانا الحكيم من صفاته البارزة: الصبر.. يلقى الشبك أو الصنارة، وربما ينتظر طويلًا، ولكنه لا يمل هكذا أيضًا صيد الناس. “رابح النفوس حكيم في الوسيلة التي يستخدمها للوصول إلى النتيجة التي يريدها”. + مثلما كان قداسته حكيمًا في كلامه.. كان حكيمًا أيضًا في صمته.. يعرف متى يصمت ومتى يتكلم، فهو لا يصمت حين يجب الكلام، ولا يتكلم حين يفضل الصمت.. فحينما يتكلم لابد أن يشعر بأن كل كلمة لها رسالة وهدف، متذكرًا قول سليمان الحكيم: “تفاح من ذهب في مصوغ من فضة.. كلمة مقولة في محلها”(أم25:11). البابا الكاتب![]() +خلال أكثر من سبعين عامًا، أنار قداسته عيون قلوبنا وأذهاننا بكتاباته التي سطرها منذ شبابه المبكر واستمرت سنوات يزداد لمعانها وقوتها، في روحانية صادقة وإيجابية فارقة، وموضوعية هادئة وواقعية هادفة.. تجمع بين البساطة والعمق والدقة والاتزان، يفهمها القارئ البسيط والعالم الكبير. + في ديسمبر 1947 قامت “مجلة الحق” التي كان يصدرها القمص يوسف الديرى كاهن شبرا البلد، وهو أب اعتراف الخادم “نظير جيد “بنشر مقالاته بعنوان” أخطأ إلى الرب”، وهي تتحدث عن سر الاعتراف. + كتب قصته الأولى “حدث في تلك الليلة” ونُشرت في مجلة مدارس الأحد في مايو 1948.. ثم بدأ يكتب العديد من المقالات الروحية والإيمانية والشبابية والكنسية، وهي تتضمن الكثير من التوجيهات والنصائح والتدريب الروحية. + كان كتاب انطلاق الروح باكورة كتبه، ونشرت مجلة “مدارس الأحد” بعضًا من فصوله بدءًا من عام 1948. + بدأ الكتابة في مجلة الكرازة، التي رأس تحريرها، بمقاله الرائع: “بدلًا من أن تلعنوا الظلام.. أضيئوا شمعة”، وذلك في العدد الأول يناير 1965. + كتب قصته الثانية” أبونا أنسطاسي” ونشرها في مجلة الكرازة عام 1965. + ثم توالت كتاباته التي بلغت حوالي 150 كتابًا ونبذة في مختلف المجالات: الروحية ـــ واللاهوتية ــــ والعقيدية ــــ والكتابية ــــ والتاريخية ــــ والاجتماعية.. والتي تميزت بسهولة التعبير، وعمق المعنى، ونقاء التعليم، والمبادئ الروحية السامية. البابا العطاء![]() + تميز قداسة البابا شنوده بفضيلة العطاء.. عطاء للكبير والصغير، للغني والفقير.. للحكيم والبسيط.. عطاء بلا حدود.. عطاء يزكينا إلى الملكوت. + وعلى الرغم من مشاغل قداسته الكثيرة، حرص على رئاسته للجنة البر، التي تنعقد في المقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية الكبرى بالأنبا رويس أسبوعيَّا صباح كل يوم خميس، وأيضًا صباح كل يوم أحد بالإسكندرية (كل أسبوعين)، وفي كرم وسخاء يقدم قداسته للأسرة المسورة كل ما تحتاجه وتطلبه، بل وأكثر مما تطلبه، بعدها يبادرها بالسؤال في حنان أبوي: “هل تحتاجون إلى شيء آخر.. هل ينقصكم شيء؟!” + وهذا بعض من بركات العطاء كما رأيناها وسمعناها في لجنة البر: – قولي ما تتكسفيش: هكذا يشجع قداسته العروسة لتستكمل احتياجاتها – فيه حد يتسلف من أبوه: كانت هذه إجابته للابنة التي طلبت قرضًا منه. – محتاجة لفيتامينات: إذ رأى قداسته سيدة يبدو عليها الضعف الشديد، أسرع وطلب إحضار علبة فيتامينات من قلايته. – عصا الكفيف: أحضرها سيدنا عندما جاءه رجل كفيف، وفك غلافها، أسرع وطلب أجزاءها وقدمها له في أبوة حانية. – أريد صلواتكم: ذات مرة سألنا سيدنا: أنا عارف إنه مكتوب في الخولاجي صلوات من لأجل البطريرك.. ولكن أنا باسألكم انتو بتصلوا من أجلي؟.. حقيقي أنا محتاج لصلواتكم!! وتنتهي لقاءات المحبة هذه بدعوات قلبية، وزغرودة حلوة مدوية.. الوادع الأسطوري![]() + في عيد الميلاد 7 يناير 2012 شعر الكثيرون بأنهم قد لا يرون قداسته ثانية بالجسد، فكانت تحية الوادع الأخير، وكانت عظة الأربعاء 7 مارس 2012 هي عظة الوداع الأخير. + ثم جاء يوم السبت 17 مارس 2012 يوم انطلاق الروح.. وحلّق طائر السلام والمحبة، ليستقبله راعي الرعاة الأعظم ومعه أمه العذراء وكوكبة من الملائكة والقديسين. + أعلن الحداد.. وبكته مصر بكل طوائفها وخيّمت أجواء الحزن والأسى سماء الوطن، وخرجت الملايين عن بكرة أبيها لتؤكد الوحدة الوطنية في أبهي معانيها، وامتلأت ساحات الكاتدرائية بمئات الألوف من أبناء الشعب المصري العظيم. + دقت الكنائس أجراسها حزنًا وألمًا على رحيل الأب الراعي، وقامت أعداد كبيرة جنود وضباط الشرطة العسكرية وقوات الأمن المركزي بتنظيم مراسم تشييع الجثمان، وتوافد عدد كبير من رؤساء الطوائف وكبار الشخصيات المسيحية والإسلامية من كل مكان لتشارك في تشييع الجنازة وتقديم العزاء، وبعد انتهاء الصلاة حمل الآباء الجثمان وطافوا به ثلاث مرات حول المذبح. + نقلته طائرة عسكرية إلى المدفن الذي صار مستقرًا لجسده الطوباوي. + قداسة أبينا الطوباوي البابا شنوده الثالث… وداعًا لجسدك.. شعبك يشكرك من أجل صلواتك التي أعطتنا عطية الله |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 35539 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() حياة قداسة البابا شنوده الثالث حياتي يقول قداسته ![]() + بداية قصتي لا أعرفها ولكني أعرف أنها بدأت في 23 أغسطس 1923، في إحدى قرى أسيوط ــــ سلام ـــــ كنت طفلًا وحيدًا ماتت أمه دون أن يرضع منها، وعاش طفولته المبكرة بلا صداقة ولا زمالة ولا لعب مثل باقي الأطفال. + في فترة الطفولة المبكرة، أذكر زيارتي لدير درنكة بأسيوط مع مئات وآلاف العائلات، التي تذهب إلى جبل أسيوط لتأخذ بركة السيدة العذراء. + بدأت دراستي ما قبل الابتدائي بأسيوط والسنة الثانية و الثالثة الابتدائي قضيتها في الإسكندرية، ثم رجعنا إلى أسيوط في السنة الرابعة، حيث كنت اتمتع بقداسات الأنبا مكاريوس الثالث، واستمع إلى عظات الأرشيد ياكون اسكندر حنا. + ذهبت إلى بنها مع أخي الأكبر الأستاذ روفائيل ومنها إلى القاهرة، ودخلت مدرسة الإيمان الثانوية في شبرا. + بعد أن انتهيت من مرحلة الثانوية دخلت جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة) كلية الآداب قسم التاريخ، وفي السنة الرابعة التحقت بالكلية الإكليريكية، وبكلية الضباط الاحتياط.. وهكذا كنت أدرس بالكليات الثلاث في سنة واحدة. + كانت تجمعني بالأرشيد ياكون حبيب جرجس ــــ مدير الكلية الإكليريكيةــــ صداقة ومودة وكنت متأثرًا به جدًا، وعُيّنت في هيئة التدريس بالكلية الإكليريكية، وصرت عضوًا في اللجنة العليا لمدارس الأحد، وأصبحت حياتي هي حياة تكريس تقريبًا. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 35540 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() البابا الخادم ![]() + غرست يمين الرب الخادم نظير جيد في حقل الخدمة منذ صباه، وأثمرت خدمته في التربية الكنسية، واجتماعات الخدام، واجتماعات الشباب وذلك في كنائس وجمعيات عديدة منها: كنيسة السيدة العذراء بمهمشة عام 1939، جمعية النهضة الروحية بشبرا في أوائل الأربعينات، وخدم في بيت مدارس الأحد القبطي 70 شارع روض الفرج بشبرا. + عندما صار أسقفًا للتعليم وبعدما أصبح بطريركًا اهتم بخدمة التربية الكنيسة ووضع مناهجها، كما اهتم بخدمة وأنشطة أسقفية الشباب وأسقفية الخدمات، كما اهتم باجتماعات أمناء الخدمة، واجتماعات الأسر الجامعية. + في كل مكان ذهب إليه قداسته اهتم بخدمة المرأة والأسرة والطفل، كما اهتم بخدمة المرضى والذين ليس لهم أحد يذكرهم، والمعاقين، والمسنين، وذوي الاحتياجات الخاصة Handicapped. + حظيت الخدمة التي تقوم بها الجمعيات على اهتمام قداسته وتشجيعه لها. + وفي كل هذا يقول قداسته: “إن طريقنا في الخدمة يا اخواتي هو الحب.. نحب الكل بلا استثناء.. بلا تفريق.. فالله محبة.. نحن نحب الجميع، وننشد الحب في كل زمان.. وفي كل مكان، وفي كل قلب. نحن نحب الذي يحبنا، الذي يكرهنا أيضًا.. وثقوا أن المحبة لابد أن تنتصر.. فالمحبة لا تسقط أبدًا”. |
||||