![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 35371 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() مريم في إنجيل يوحنا
![]() إنجيل يوحنا يذكر مريم في مناسبتين رئيسيتين: عرس قانا الجليل وعند الصليب. هل توجد علاقة لاهوتية بين هذين المشهدين؟ طبعاً توجد وعلاقة قوية جداً. الملاحظة الثانية هي أن يوحنا لا يدعو مريم باسمها بل فقط بلقبها “أم يسوع”: إنه لا يريد معرفتها إلا من خلال يسوع. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 35372 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() مريم في إنجيل يوحنا ![]() إنجيل يوحنا يذكر مريم في مناسبتين رئيسيتين: عرس قانا الجليل وعند الصليب. هل توجد علاقة لاهوتية بين هذين المشهدين؟ طبعاً توجد وعلاقة قوية جداً. الملاحظة الثانية هي أن يوحنا لا يدعو مريم باسمها بل فقط بلقبها “أم يسوع”: إنه لا يريد معرفتها إلا من خلال يسوع. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 35373 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() مريم في عرس قانا الجليل: (يوحنا 2: 1-11)
![]() مريم مذكورة قبل يسوع وتلاميذه بسبب دورها البارز في هذا المشهد(21). مريم تتحسّس نضوب الخمر في العرس، والعرس هو العلاقة بين الله وشعبه. والخمر هو الفرح. إذاً مريم تتحسّس أن علاقة الله بشعبه في “ملء الزمان” صارت بدون “خمر”، بدون فرح، بدون بركة فقالت ليسوع “ليس لهم خمر”. يسوع يعرف أن الخمر نضبت، لكن مريم تُخبره بهذا لأنها أمّه ولها دالّة عنده. مريم إذاً تتشفّع لنا عند ابنها وإلهها، أي تصلّي من أجلنا. يسوع أجاب مريم: “يا امرأة”: ليس هذا توبيخاً، ولا تعبيراً غير مهذّب من يسوع وهو القائل: “أكرم أباك وأمّك فهذه أول وصيةٍ بوعدٍ”. لكن يسوع خاطب نسوة أخريات بهذا اللقب مثل: الكنعانية (متّى 15: 28)، والمنحنية (لو 13: 12) والسامرية (يو 4: 21، 23)، والزانية (يو 8: 10)، والمجدلية (يو 20: 15). العنصر المشترك بين هذه المشاهد كلها هو: أن يسوع استعمل لقب “يا امرأة” عندما كان على وشك أن يُظهر ألوهيته. استعمل يسوع لقب “يا امرأة” عندما كان على وشك القيام بمعجزة (الكنعانية والمرأة المنحنية)، وعندما أصدر دينونةً وحُكماً لامرأة أدانتها الشريعة اليهودية (الزانية). وعندما أعلن طريقة العبادة الحقيقية لله الآب (السامرية). وعندما وقف كإلهٍ ناهضٍ من الأموات (المجدلية). أخيراً استعمل لقب “يا امرأة” عندما كان على معلّقاً على الصليب يحتضر، فخاطب أمّه: “يا امرأة، هوذا ابنك” (يو 17: 26)، وخاطب تلميذه قائلاً: “هوذا أمّك” (يو 17: 27) علاقة مشهد الصلب مع عرس قانا الجليل واضحة. فهما المشهدان الوحيدان في يوحنا حيث تظهر أم يسوع. لقد خاطبها يسوع بالعبارة نفسها: “يا امرأة”. عرس قانا الجليل حدث قبل “الساعة” (2: 4)، أي قبل ساعة الصلب والموت والتمجيد، يحدث هذا المشهد بعد أن أتت الساعة (19: 26). إذاً، عندما يستعمل يسوع لقب “يا امرأة” فإنه يستعمله لا كمجرد إنسانٍ أو معلّم، بل كإلهٍ يُعلن شفاءً أو حُكماً أو شريعةً أو كشفاً عن علاقة جديدة بين الإله المصلوب والقائم من الأموات وبين الإنسان المدعو إلى الإيمان به والتلمذة له. في استعماله تعبير “يا امرأة” يكون يسوع في موقف خاص يعلن اعلاناُ خاصاً، اعلاناً يتعلّق بألوهيته وربوبيته. فما هو هذا الإعلان الذي جاء في كلامه لأمّه هنا عندما قال: “مالي ولك يا امرأة، لم تأت ساعتي بعد”؟ حتى نفهم لماذا استعمل الرب تعبير “يا امرأة” في عرس قانا علينا أن نفهم معنى قوله “مالي ولك يا امرأة، لم تأتِ ساعتي بعد”. “مالي ولكِ”: هو تعبير سامي معناه باختصار: “ما علاقتي بك؟” عندما يُطلب من طرف التدخل في مسألة، يشعر أن لا علاقة له بها، يستطيع أن يقول لمَن يطلب منه التدخل: “مالي ولك؟”، أي هذا شغلك، كيف أتدخّل أنا هنا؟(22) فالرب في قوله: “لم تأتٍ ساعتي بعد” يفسّر لأمّه ماذا يقصد بجملة: “مالي ولك يا امرأة”. وكي نفهم معنى قوله “مالي ولكِ يا امرأة” علينا أن نفهم المقصود بقوله: “لم تأتِ ساعتي بعد”. فما المقصود من “الساعة” هنا؟ ما هي “الساعة” إذاً في إنجيل يوحنا؟ الساعة هي ساعة الآلام والصلب والموت: فيها الموت يؤدّي إلى حياة كما أن حزن الماخضة يؤدي إلى ولادة جديدة وحياة جديدة(23). الآن نستطيع فهم لغز هذا الحوار بين مريم ويسوع في قانا. مريم تقول ليسوع: “ليس لهم خمر”. بالنسبة ليسوع الخمر هي رمز الدم. بما أن خمر العهد القديم قد نضبت وخسرت بركتها، احتاج الشعب إلى عهد جديد مختوم بدم جديد هو دم المسيح، والخمر هنا رمز لدم المسيح. وبما أن “الساعة”، ساعة الآلام والصلب لم تأتِ بعد عندما سيقدّم يسوع للشعب “الخمر الجديدة”، “الخمر الحقيقية” التي هي دمه، لهذا قال لمريم: “مالي ولك يا امرأة، لم تأتِ ساعتي بعد”. لأن يسوع وحده هو مَن يحدّد ساعة الصلب، ساعة إهراق دمه “الخمرة الحقيقية”. مريم طلبت خمراً ويسوع فهم طلبها على مستوى آخر، أعمق. مريم فهمت قول الرب لها فقالت للخدام: “افعلوا كلَّ ما يقوله لكم”. لم تفهم قول الرب لها رفضاً لطلبها أو إهانة لا سمع الله. ويسوع فهم طلب مريم منه لكنه أراد التلميح إلى أن الخمر الحقيقية هي الوحيدة المستحقة أن تُطلب. هذه الخمر الحقيقية هي دمه القدوس. “فآمن به تلاميذه” (يو 2: 11). يوحنا لا يقول إن مريم آمنت بيسوع، لأنها كانت مؤمنة به سلفاً حتى قبل أول الآيات. قد يسأل سائل: من أين تعلم أن مريم كانت مؤمنة بيسوع قبل أول الآيات؟ سأجيب على هذا السؤال هنا لأنه سؤال الكثيرين من غير الأرثوذكس. قال الإنجيلي يوحنا إن تلاميذه هم الذين آمنوا به ولم يذكر أمَّ يسوع. حقاً لم يكن في العذراء أيُّ شكٍ بيسوع أو بمقدرة يسوع. كيف سيدخل إليها أيُّ أثرٍ من شك وهي التي حبلت بالروح القدس بحسب قول جبرائيل نفسه، وأنجبت عمانوئيل، يسوع، يهوه المخلِّص، لأنه يخلص شعبه من خطاياهم؟ يكف تشكُ وهي التي سمعت من أليصابات أن يوحنا المعمدان الجنين قد ارتكض ابتهاجاً في بطن أليصابات لدى سماعه صوت مريم، أمّ الرب؟ كيف سيداخلها أيُّ شكٍ وهي التي رأت المجوس الغرباء يأتون إليه ليسجدوا له سجودهم لملكٍ وإلهٍ؟ كيف يداخلها أيُّ شكٍ وهي التي رأت الرعاة يزورون الطفل الإلهي بعد أن سمعوا رسالةً ملائكية سماوية تسبّح الله في الأعالي؟ كيف يساورها أيُّ شكٍ وهي التي سمعت سمعان البارّ يقول عن الطفل الإلهي، عن مسح الرب، إنه خلاص يهوه ونور إعلان للأمم ومجداً لشعب يهوه (لو 2: 26-32)؟ كيف ستشكّ وهي التي سمعت من ابنها يسوع نفسه أن الله هو أبوه (لو 2: 49)، “فكانت أمّه تحفظ جميع هذه الأمور في قلبها” (لو 2: 51)؟ من الواضح أن يوحنا الإنجيلي يضع مريم على حدة بالنسبة لتلاميذ يسوع. كان أمُّ يسوع متميّزة عنهم. لكن الرب وهو على الصليب أراد أن يُظهر أن أمّه هي التلميذ المثالي، فقام بإيداعها لتلميذه الذي يحبّه، ليوحنا، مُظهراً أن التلمذة ليسوع أهمّ من العائلة الطبيعية. فمريم صارت أمّ الرب منذ الحبل بيسوع، لكنها كان تلميذته قبل ذلك لأنها كانت أفضل مَن كان يصلح ليكون أمّاً لابن الله وإلا لما عَدَلَ الله في اختياره لها. ” يا امرأة هوذا ابنك…. هوذا أمّك…” (يو 19: 25-27): أم يسوع لم تغادره عند الصليب. الإنجيليين الإزائيين لم يذكروا وجودها عن الصليب. من يوحنا نعلم أنها كانت موجودة. إذا قاعدة: عدم ذكر مريم في مناسبة ما لا يعني عدم وجوده. يسوع يؤسّس العائلة الإسكاتولوجية التي سبق وعرّفها سابقاً: التلميذ الذي كان يسوع يحبّه هو ابن مريم. كل تلميذ يحبّه يسوع هو ابن مريم وبالتالي مريم أمه. مريم جزء لا يتجزأ من العائلة المسيحية لا يمكن أن نتجاهله. يسوع كإلهٍ مصلوبٍ يؤسس العائلة الإسكاتولوجية. لهذا السبب يسوع يخاطب أمه “يا امرأة” وليس “يا أمّي”. هذا لا يعني أم مريم ليس ام يسوع أو أنه ينكرها, إنما يعني أن علاقة يسوع بمريم من الآن فصاعداً هي علاقة أهم وأعظم: علاقة إلهٍ بخليقته، ومعلّم بتلميذه. ولأن يوحنا هو التلميذ المثالي والذي كان يسوع يحبّه، فمريم هي التلميذة المثاليّة التي كان يسوع يحبّها. إذاً: يسوع يعطي التلميذة المثالية إلى التلميذ المثالي. هذا يفسّر تعريف العائلة الإسكاتولوجية، ويفسّر “يا امرأة”. “ومن تلك الساعة أخذها التلميذ إلى خاصته” (يو 19: 27). لو كان لمريم أبناء غير يسوع لما كانت قد سكنت مع يوحنا. حتى لو كان أخوة غير مؤمنين به آنذاك، فهذا لا يسمح ليسوع بتسليم مريم ليوحنا، لأن مريم، في تلك الحالة لو وجدت، كانت تسكن معهم (حتى لو كانوا غير مؤمنين). أيضاً: “إلى خاصته” تعني إلى بيته، إلى حياته: كل مؤمن يجب أن يدعو مريم للدخول إلى بيته وحياته أي إلى خاصته كما فعل يوحنا: هذه وصية إلهية من الرب يسوع، لأن كل مؤمن مدعوٌ أن يكون “التلميذ المثالي” وبالتالي ينال شرف أن يكون ابن مريم، وأن تكون مريم أمّه، وبالتالي يأخذها إلى “خاصته”، إلى حياته. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 35374 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() مريم في أعمال الرسل ![]() “هؤلاء كلهم كانوا يواظبون بنفس واحدة على الصلاة (والطلبة) مع النساء ومريم أم يسوع ومع اخوته” (أعمال 1: 14): مريم أم يسوع منفصلة ومتميّزة عن “النساء” لأنها لا تُقاس بهن: “تطوبني جميع الأجيال” الخ… مريم أم يسوع منفصلة عن “اخوته” لأنها جزء من العائلة الإيمانية وليس بحسب الجسد بعد الآن. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 35375 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() مريم في سفر الرؤيا
![]() “وظهرت آيةٌ عظيمة في السماء، امرأة متسربلةٌ بالشمس… وعلى رأسها إكليلٌ… والتنين وقف أمام المرأة العتيدة أن تلد حتى يبتلع ولدها…” (رؤ 12: 1-6): المرأة هنا تتمخض لتلد ابناً. كثيرون من المفسّرين يعتبرون “المرأة” في رؤيا 12 أنها الكنيسة. لكن الكنيسة ليس أمّ المسيح، بل عروسه. إذاً المرأة في رؤيا 12 يمكن أن ترمز أيضاً إلى العذراء مريم أم المسيح. مريم لها إكليل على رأسها فهي الملكة. مريم متسربلة بالشمس: دلالة على مكانة مريم في الكنيسة. توجد وجهات نظر متباينة تؤيد التفسيرّين معاً. في هذه اللمحة السريعة تناولنا مناقشة النصوص الكتابية التي تذكر مريم في العهد الجديد. نلخص النقاط المهمّة التي وجدناها كما يلي: 1- الحبل بيسوع المسيح كان حبلاً عجائبياً من الروح القدس وبدون علاقة زوجية مع يوسف، مما يميّز حبل مريم عن حبل العاقرات في العهد القديم. بالحري، إن مريم هي أعظم مخصبة لأنها ولدت المسيح، الحياة الأبدية. 2- مريم “الممتلئة نعمة” هي أفضل امرأة وأصلح نساء الكون لتكون أمّاً ليسوع وإلا لكان الله قد أجحف في اختياره لها. قداستها ومحبتها وغيرتها جعلتها موضع اختيار الله. 3- مريم لم تكن منفعلة في التجسد الإلهي، ولم يستعملها الله كأداة أو قناة أو مجرد “رحم” ليلد منه المسيح. كان دورها فاعلاً لدرجة تطلب أن توافق على الخطة الإلهية. 4- يوسف لم يعرف مريم قبل زواجها بسبب يهوه المخلّص الموجود في بطنها. هذا السبب دفع يوسف لعدم معرفة مريم معرفة جسدية بعد ولادة المسيح الرب. 5- مريم هي تابوت الله وهيكله ومكان حلول الثالوث القدوس. “لأنه ليس شيء غير ممكن لدى الله”. 6- مريم نبع سلام وبركة ونعمة وبواسطتها يحلّ الروح القدس حلولاً عجائبياً وصانعاً للعجائب. 7- مريم هي أم الرب أي أم الله لأن المولود منها هو نفسه الرب، عمانوئيل، المسيح الرب. هي أم المولود منها وليس أم جزء منه. 8- يجب أن نكون مستحقين لحضور مريم في حياتنا، فهي ليست إنساناً عادياً، علاقتنا بمريم هي علاقة إيمانية، مبنية على العائلة الأخروية أو الإيمانية. جميع الأجيال مطالبة بتطويب مريم وبصنع علاقة إيمانية خاصة معها. 9- مريم تتشفّع من أجلنا إلى ابنها وإلهها. إنها تتحسّس حاجاتنا وضعفاتنا فتقول لابنها: “ليس لهم خمرٌ”، أي نضبت النعمة لديهم. وابنها يستجيب لطلباتها من أجلنا. إيمان الكنيسة الأرثوذكسية بمريم العذراء، هو إيمان مبني على الكتاب المقدس في كل تفاصيله. لهذا السبب لا يستقيم الإيمان بالمسيح بدون الإيمان الصحيح بمريم العذراء بدون مغالاة، سواء برفضها كلياً أو بنسبة أمور غير صحيحة لها. (د. عدنان طرابلسي) “ومن ثمّ فإنه لعدلٌ وحق أن نسمّي القديسة مريم والدة الإله، لأن هذا الاسم يوطّد سرّ التدبير كله. فإذا كانت الوالدة والدة الإله. فالمولود منها إلهٌ بكامله وإنسان أيضاً بكامله.” (القديس يوحنا الدمشقي) “خلّصي عبيدك من الشدائد يا والدة الإله، لأننا كلنا بعد الله إليكِ نلتجئ، كمثل حصن لا ينشق ولا ينصدع، وشفيعة” (خدمة الباراكليسي) |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 35376 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() يسوع المسيح ملك السلام ![]() ما أحوجنا إليه اليوم بأيها الإخوة والأخوات الأعزاء شهادة الكتاب المقدس ليسوع المسيح وللسلام الذي يهبه لكل من يؤمن به ويعمل بوصاياه ولغفران الخطايا والمصالحة مع الله ومع البشر. ونرى سلامه يشعّ من أولئك الذين يتبعوه بإخلاص، حيث لا تحمل أيديهم سلاحا وتزهق الأرواح ولا تتفوه أفواههم باطلا ولا تقترف أيديهم ظلما، لأنه أوصانا بمحبة جميع الناس. فنتمنى لكم قراءة مباركة. قال النبي إشعيا متنبأ عن المسيح: «لأَنَّهُ يُوْلَدُ لَنَا وَلَدٌ وَيُعْطَى لَنَا ابْنٌ يَحْمِلُ الرِّيَاسَةَ عَلَى كَتِفِهِ، وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيباً، مُشِيراً، إِلَهاً قَدِيراً، أَباً أَبَدِيّاً، رَئِيسَ السَّلاَمِ.» (إشعيا 9: 6) بشارة الملائكة للرعاة: وَكَانَ فِي تِلْكَ الْمِنْطَقَةِ رُعَاةٌ يَبِيتُونَ فِي الْعَرَاءِ، يَتَنَاوَبُونَ حِرَاسَةَ قَطِيعِهِمْ فِي اللَّيْلِ. وَإِذَا مَلاَكٌ مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لَهُمْ، وَمَجْدُ الرَّبِّ أَضَاءَ حَوْلَهُمْ، فَخَافُوا أَشَدَّ الْخَوْفِ. فَقَالَ لَهُمُ الْمَلاَكُ: «لاَ تَخَافُوا! فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَعُمُّ الشَّعْبَ كُلَّهُ: فَقَدْ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ. وَهَذِهِ هِيَ الْعَلاَمَةُ لَكُمْ. تَجِدُونَ طِفْلاً مَلْفُوفاً بِقِمَاطٍ وَنَائِماً فِي مِذْوَدٍ.» وَفَجْأَةً ظَهَرَ مَعَ الْمَلاَكِ جُمْهُورٌ مِنَ الْجُنْدِ السَّمَاوِيِّ، يُسَبِّحُونَ اللهَ قَائِلِينَ: «الْمَجْدُ لِلهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلامُ؛ وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ!» (لوقا 2: 8-14) قال يسوع المسيح: «سلامًا أترُكُ لكُم، وسَلامي أُعطيكُم، لا كما يُعطيهِ العالَمُ أُعطيكُم أنا. فلا تَضطَرِبْ قُلوبُكُم ولا تَفزَعْ.» (يوحنا 14: 27) «قَدْ كَلَّمْتُكُمْ بِهَذَا لِيَكُونَ لَكُمْ فِيَّ سَلاَمٌ. فِي الْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ، وَلَكِنْ ثِقُوا: أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ.» (يوحنا 16: 33) «طوبى لِلسَّاعينَ إِلى السَّلام فإِنَّهم أَبناءَ اللهِ يُدعَون.» (متى 5: 9) «سَمِعتُم أنَّهُ قِيلَ لآبائِكُم: لا تَقتُلْ، فمَنْ يَقتُلْ يَسْتَوْجِبْ حُكْمَ القاضي. أمَّا أنا فأقولُ لكُم: مَنْ غَضِبَ على أخيهِ اَستَوجَبَ حُكمَ القاضي، ومَنْ قالَ لأخيهِ: يا جاهلُ اَستوجبَ حُكمَ المجلِسِ، ومَنْ قالَ لَه: يا أحمقُ اَستوجَبَ نارَ جَهَنَّمَ. وإذا كُنتَ تُقَدِّمُ قُربانَكَ إلى المَذبَحِ وتذكَّرتَ هُناكَ أنَّ لأخيكَ شيئًا عليكَ، فاَترُكْ قُربانَكَ عِندَ المَذبَحِ هُناكَ، واَذهَبْ أولاً وصالِـحْ أخاكَ، ثُمَّ تَعالَ وقَدِّم قُربانَكَ. وإذا خاصَمَكَ أحَدٌ، فسارِعْ إلى إرْضائِهِ ما دُمْتَ معَهُ في الطَّريقِ، لِئلاَّ يُسَلِّمَك الخَصمُ إلى القاضي، والقاضي إلى الشُّرطي، فَتُلقى في السِّجنِ. الحقَّ أقولُ لكَ: لن تخرُجَ مِنْ هُناكَ حتّى تُوفيَ آخِرَ دِرهَمٍ.» (متى 5: 21-26) «رُدَّ سَيْفَكَ إِلَى مَكَانِهِ. لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ السَّيْفَ بِالسَّيْفِ يَهْلِكُونَ!» (متى 26: 52) «لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ! يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.» (متى 7: 21) شهادة الرسل في الإنجيل عن يسوع ![]() أمَّا الآنَ، فَفي المَسيحِ يَسوعَ صِرتُم قَريبينَ بِدَمِ المَسيحِ بَعدَما كُنتُم بَعيدينَ. فالمَسيحُ هوَ سلامُنا، جعَلَ اليَهودَ وغَيرَ اليَهودِ شَعبًا واحدًا وهدَمَ الحاجِزَ الّذي يَفصِلُ بَينَهُما، أيِ العَداوَةَ، وألغى بِجَسَدِهِ شَريعَةَ موسى بأحكامِها ووَصاياها لِيَخلُقَ في شَخصِهِ مِنْ هاتَينِ الجَماعتَينِ، بَعدَما أحَلَّ السَّلامَ بَينَهُما، إنسانًا واحدًا جَديدًا، ويُصْلِحَ بَينَهُما وبَينَ الله بِصَليبِهِ، فقَضى على العَداوةِ وجعَلَهُما جسَدًا واحدًا. جاءَ وبَشَّرَكُم بالسَّلامِ أنتُمُ الّذينَ كُنتُم بعيدينَ، كما بَشَّرَ بالسَّلامِ الّذينَ كانوا قَريبينَ، لأنَّ لنا بِه جميعًا سَبيلَ الوُصولِ إلى الآبِ في الرُّوحِ الواحِدِ. (أفسس 2: 13-18) وأنتُم الّذينَ اختارَهُمُ اللهُ فقَدَّسَهُم وأحَبَّهُم، البَسُوا عَواطِفَ الحَنانِ والرّأْفَةِ والتَّواضُعِ والوَداعَةِ والصَّبرِ. احتَمِلوا بَعضُكُم بَعضًا، ولْيُسامِحْ بَعضُكُم بَعضًا إذا كانَت لأَحَدٍ شَكوى مِنَ الآخَرِ. فكما سامَحَكُمُ الرَّبُّ، سامِحوا أنتُم أيضًا. والبَسُوا فَوقَ هذا كُلِّهِ المَحبَّةَ، فهِيَ رِباطُ الكَمالِ. ولْيَملِكْ في قُلوبِكُم سلامُ المَسيحِ، فإلَيهِ دَعاكُمُ اللهُ لِتَصيروا جَسَدًا واحدًا. كونوا شاكِرينَ. (كولوسي 3: 12-15) ورَبُّ السَّلامِ نَفسُهُ يَمنَحُكُمُ السَّلامَ في كُلِّ وقتٍ وفي كُلِّ حالٍ. لِيكُنِ الرَّبُّ مَعكُم جميعًا. (2 تسالونيكي 3: 16) لأنَّ اللهَ شاءَ أنْ يَحِلَّ فيهِ الملءُ كُلُّهُ، وأنْ يُصالِحَ بِه كُلَّ شيءٍ في الأرضِ كما في السَّماواتِ، فبِدَمِهِ على الصَّليبِ حُقِّقَ السَّلامُ. (كولوسي 1: 19-20) والآنَ أيُّها الإخوَةُ، افرَحوا واسعُوا إلى الكَمالِ، وتشَجَّعوا وكونوا على رَأْيٍ واحدٍ وعيشوا بِسلامٍ، وإلهُ المَحبَّةِ والسَّلامِ يكونُ مَعكُم. (2 كورنثوس 13: 11) فوصَلَ [بطرس] إلى قَيصَريَّةَ في اليومِ التَّالي. وكانَ كُورنيليوسُ يَنتَظِرُهُم معَ الّذينَ دَعاهُم مِنْ أنسِبائِهِ وأخَصِّ أصدقائِهِ. فلمَّا دخَلَ بُطرُسُ، اَستَقْبَلَهُ كُورنيليوسُ واَرتَمى ساجِدًا لَه. فأنهَضَهُ بُطرُسُ وقالَ لَه: «قُمْ، ما أنا إلاَّ بَشَرٌ مِثلُكَ!» ودخَلَ وهوَ يُحادِثُهُ، فوَجَدَ جَمعًا كَبيرًا مِنَ الناسِ، فقالَ لهُم: «تَعرِفونَ أنَّ اليَهودِيَ لا يَحِلُّ لَه أنْ يُخالِطَ أجنَبِيًّا، أو يَدخُلَ بَيتَهُ. لكِنَّ اللهَ أراني أنْ لا أحسُبَ أحدًا مِنَ النّاسِ نَجِسًا أو دَنِسًا. فلمَّا دَعَوتُموني جِئْتُ مِنْ غَيرِ اَعتِراضٍ. فأسألُكُم: لِماذا دَعَوتُموني؟» فقالَ كُورنيليوسُ: «كُنتُ مِنْ أربعةِ أيّامِ أُصَلّي في بَيتي عِندَ السّاعَةِ الثَّالِثَةِ بَعدَ الظُّهرِ، فرَأيتُ رَجُلاً علَيهِ ثِيابٌ بَرّاقةٌ يَقِفُ أمامي ويَقولُ لي: ‹يا كُورنيليوسُ! سَمِعَ اللهُ صَلواتِكَ وذكَرَ أعمالَكَ الخَيريَّةَ، فأرسِلْ إلى يافا، واَستَدْعِ سِمعانَ الّذي يُقالُ لَه بُطرُسُ، فهوَ نازِلٌ في بَيتِ سِمعانَ الدَّبّاغِ على شاطئِ البحرِ.› فأرسَلتُ إلَيكَ في الحالِ، وأنتَ أحسَنْتَ في مَجيئِكَ. ونَحنُ الآنَ جَميعًا في حَضرَةِ اللهِ لنَسمَعَ كُلَّ ما أمَرَكَ بِه الرَّبُّ.» فقالَ بُطرُسُ: «أرى أنَّ اللهَ في الحَقيقةِ لا يُفَضِّلُ أحدًا على أحدٍ، فمَنْ خافَهُ مِنْ أيَّةِ أُمَّةٍ كانَت وعَمِلَ الخيرَ كانَ مَقبولاً عِندَهُ. أرسَلَ كَلِمَتَهُ إلى بَني إِسرائيلَ يُعلِنُ بِشارَةَ السَّلامِ بِيَسوعَ المَسيحِ الّذي هوَ رَبُّ العالَمينَ. وأنتُم تَعرِفونَ ما جرى في اليَهوديَّةِ كُلِّها، اَبتداءً مِنَ الجَليلِ بَعدَ المَعموديَّةِ الّتي دعا إلَيها يوحنَّا، وكيفَ مسَحَ اللهُ يَسوعَ النّاصِريَّ بالرُّوحِ القُدُسِ والقُدرَةِ، فسارَ في كُلِّ مكانٍ يَعمَلُ الخَيرَ ويَشفي جميعَ الّذينَ اَستولى علَيهِم إبليسُ، لأنَّ اللهَ كانَ معَهُ. ونَحنُ شُهودٌ على كُلِّ ما عَمِلَ مِنَ الخَيرِ في بِلادِ اليَهودِ وفي أُورُشليمَ. وهوَ الّذي صَلَبوهُ وقَتَلوهُ. ولكِنَ اللهَ أقامَهُ في اليومِ الثَّالِثِ وأعطاهُ أنْ يَظهَرَ، لا لِلشَعبِ كُلِّهِ، بل لِلشُّهودِ الّذينَ اَختارَهُمُ اللهُ مِنْ قَبلُ، أي لنا نَحنُ الّذينَ أكلوا وشَرِبوا معَهُ بَعدَ قيامَتِهِ مِنْ بَينِ الأمواتِ. وأوصانا أنْ نُبَشِّرَ الشَّعبَ ونَشْهَدَ أنَّ اللهَ جَعَلَهُ ديَّانًا لِلأحياءِ والأموات. ولَه يَشهَدُ جميعُ الأنبِياءِ بِأَنَّ كُلَّ مَنْ آمنَ بِه يَنالُ باَسمِهِ غُفرانَ الخَطايا.» (أعمال الرسل 10: 24-43) وَأَسْأَلُ اللهَ، إِلَهَ السَّلاَمِ الَّذِي أَقَامَ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ رَبَّنَا يَسُوعَ رَاعِيَ الْخِرَافِ الْعَظِيمَ بِفَضْلِ دَمِهِ الَّذِي خَتَمَ بِهِ الْعَهْدَ الأَبَدِيَّ. (عبرانيين 13: 20) وسَلامُ اللهِ الّذي يَفوقُ كُلَّ إدراكٍ يَحفَظُ قُلوبَكُم وعُقولَكُم في المَسيحِ يَسوعَ. (فيليبي 4: 7) فلمَّا بَرَّرَنا اللهُ بالإيمانِ نَعِمْنا بِسلامٍ معَهُ بِرَبِّنا يَسوعَ المَسيحِ. (رومة 5: 1) وإلهُ السَّلامِ سَيَسحقُ إبليسَ سَريعًا تَحتَ أقدامِكُم. ولتَكُنْ نِعمَةُ رَبِّنا يَسوعَ مَعكُم. (رومة 16: 20) وليَكُنْ إلَهُ السَّلامِ مَعكُم أجمعينَ. آمين. (رومة 15: 33) |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 35377 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() شهادة الرسل في الإنجيل عن يسوع ![]() أمَّا الآنَ، فَفي المَسيحِ يَسوعَ صِرتُم قَريبينَ بِدَمِ المَسيحِ بَعدَما كُنتُم بَعيدينَ. فالمَسيحُ هوَ سلامُنا، جعَلَ اليَهودَ وغَيرَ اليَهودِ شَعبًا واحدًا وهدَمَ الحاجِزَ الّذي يَفصِلُ بَينَهُما، أيِ العَداوَةَ، وألغى بِجَسَدِهِ شَريعَةَ موسى بأحكامِها ووَصاياها لِيَخلُقَ في شَخصِهِ مِنْ هاتَينِ الجَماعتَينِ، بَعدَما أحَلَّ السَّلامَ بَينَهُما، إنسانًا واحدًا جَديدًا، ويُصْلِحَ بَينَهُما وبَينَ الله بِصَليبِهِ، فقَضى على العَداوةِ وجعَلَهُما جسَدًا واحدًا. جاءَ وبَشَّرَكُم بالسَّلامِ أنتُمُ الّذينَ كُنتُم بعيدينَ، كما بَشَّرَ بالسَّلامِ الّذينَ كانوا قَريبينَ، لأنَّ لنا بِه جميعًا سَبيلَ الوُصولِ إلى الآبِ في الرُّوحِ الواحِدِ. (أفسس 2: 13-18) وأنتُم الّذينَ اختارَهُمُ اللهُ فقَدَّسَهُم وأحَبَّهُم، البَسُوا عَواطِفَ الحَنانِ والرّأْفَةِ والتَّواضُعِ والوَداعَةِ والصَّبرِ. احتَمِلوا بَعضُكُم بَعضًا، ولْيُسامِحْ بَعضُكُم بَعضًا إذا كانَت لأَحَدٍ شَكوى مِنَ الآخَرِ. فكما سامَحَكُمُ الرَّبُّ، سامِحوا أنتُم أيضًا. والبَسُوا فَوقَ هذا كُلِّهِ المَحبَّةَ، فهِيَ رِباطُ الكَمالِ. ولْيَملِكْ في قُلوبِكُم سلامُ المَسيحِ، فإلَيهِ دَعاكُمُ اللهُ لِتَصيروا جَسَدًا واحدًا. كونوا شاكِرينَ. (كولوسي 3: 12-15) ورَبُّ السَّلامِ نَفسُهُ يَمنَحُكُمُ السَّلامَ في كُلِّ وقتٍ وفي كُلِّ حالٍ. لِيكُنِ الرَّبُّ مَعكُم جميعًا. (2 تسالونيكي 3: 16) لأنَّ اللهَ شاءَ أنْ يَحِلَّ فيهِ الملءُ كُلُّهُ، وأنْ يُصالِحَ بِه كُلَّ شيءٍ في الأرضِ كما في السَّماواتِ، فبِدَمِهِ على الصَّليبِ حُقِّقَ السَّلامُ. (كولوسي 1: 19-20) والآنَ أيُّها الإخوَةُ، افرَحوا واسعُوا إلى الكَمالِ، وتشَجَّعوا وكونوا على رَأْيٍ واحدٍ وعيشوا بِسلامٍ، وإلهُ المَحبَّةِ والسَّلامِ يكونُ مَعكُم. (2 كورنثوس 13: 11) فوصَلَ [بطرس] إلى قَيصَريَّةَ في اليومِ التَّالي. وكانَ كُورنيليوسُ يَنتَظِرُهُم معَ الّذينَ دَعاهُم مِنْ أنسِبائِهِ وأخَصِّ أصدقائِهِ. فلمَّا دخَلَ بُطرُسُ، اَستَقْبَلَهُ كُورنيليوسُ واَرتَمى ساجِدًا لَه. فأنهَضَهُ بُطرُسُ وقالَ لَه: «قُمْ، ما أنا إلاَّ بَشَرٌ مِثلُكَ!» ودخَلَ وهوَ يُحادِثُهُ، فوَجَدَ جَمعًا كَبيرًا مِنَ الناسِ، فقالَ لهُم: «تَعرِفونَ أنَّ اليَهودِيَ لا يَحِلُّ لَه أنْ يُخالِطَ أجنَبِيًّا، أو يَدخُلَ بَيتَهُ. لكِنَّ اللهَ أراني أنْ لا أحسُبَ أحدًا مِنَ النّاسِ نَجِسًا أو دَنِسًا. فلمَّا دَعَوتُموني جِئْتُ مِنْ غَيرِ اَعتِراضٍ. فأسألُكُم: لِماذا دَعَوتُموني؟» فقالَ كُورنيليوسُ: «كُنتُ مِنْ أربعةِ أيّامِ أُصَلّي في بَيتي عِندَ السّاعَةِ الثَّالِثَةِ بَعدَ الظُّهرِ، فرَأيتُ رَجُلاً علَيهِ ثِيابٌ بَرّاقةٌ يَقِفُ أمامي ويَقولُ لي: ‹يا كُورنيليوسُ! سَمِعَ اللهُ صَلواتِكَ وذكَرَ أعمالَكَ الخَيريَّةَ، فأرسِلْ إلى يافا، واَستَدْعِ سِمعانَ الّذي يُقالُ لَه بُطرُسُ، فهوَ نازِلٌ في بَيتِ سِمعانَ الدَّبّاغِ على شاطئِ البحرِ.› فأرسَلتُ إلَيكَ في الحالِ، وأنتَ أحسَنْتَ في مَجيئِكَ. ونَحنُ الآنَ جَميعًا في حَضرَةِ اللهِ لنَسمَعَ كُلَّ ما أمَرَكَ بِه الرَّبُّ.» فقالَ بُطرُسُ: «أرى أنَّ اللهَ في الحَقيقةِ لا يُفَضِّلُ أحدًا على أحدٍ، فمَنْ خافَهُ مِنْ أيَّةِ أُمَّةٍ كانَت وعَمِلَ الخيرَ كانَ مَقبولاً عِندَهُ. أرسَلَ كَلِمَتَهُ إلى بَني إِسرائيلَ يُعلِنُ بِشارَةَ السَّلامِ بِيَسوعَ المَسيحِ الّذي هوَ رَبُّ العالَمينَ. وأنتُم تَعرِفونَ ما جرى في اليَهوديَّةِ كُلِّها، اَبتداءً مِنَ الجَليلِ بَعدَ المَعموديَّةِ الّتي دعا إلَيها يوحنَّا، وكيفَ مسَحَ اللهُ يَسوعَ النّاصِريَّ بالرُّوحِ القُدُسِ والقُدرَةِ، فسارَ في كُلِّ مكانٍ يَعمَلُ الخَيرَ ويَشفي جميعَ الّذينَ اَستولى علَيهِم إبليسُ، لأنَّ اللهَ كانَ معَهُ. ونَحنُ شُهودٌ على كُلِّ ما عَمِلَ مِنَ الخَيرِ في بِلادِ اليَهودِ وفي أُورُشليمَ. وهوَ الّذي صَلَبوهُ وقَتَلوهُ. ولكِنَ اللهَ أقامَهُ في اليومِ الثَّالِثِ وأعطاهُ أنْ يَظهَرَ، لا لِلشَعبِ كُلِّهِ، بل لِلشُّهودِ الّذينَ اَختارَهُمُ اللهُ مِنْ قَبلُ، أي لنا نَحنُ الّذينَ أكلوا وشَرِبوا معَهُ بَعدَ قيامَتِهِ مِنْ بَينِ الأمواتِ. وأوصانا أنْ نُبَشِّرَ الشَّعبَ ونَشْهَدَ أنَّ اللهَ جَعَلَهُ ديَّانًا لِلأحياءِ والأموات. ولَه يَشهَدُ جميعُ الأنبِياءِ بِأَنَّ كُلَّ مَنْ آمنَ بِه يَنالُ باَسمِهِ غُفرانَ الخَطايا.» (أعمال الرسل 10: 24-43) وَأَسْأَلُ اللهَ، إِلَهَ السَّلاَمِ الَّذِي أَقَامَ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ رَبَّنَا يَسُوعَ رَاعِيَ الْخِرَافِ الْعَظِيمَ بِفَضْلِ دَمِهِ الَّذِي خَتَمَ بِهِ الْعَهْدَ الأَبَدِيَّ. (عبرانيين 13: 20) وسَلامُ اللهِ الّذي يَفوقُ كُلَّ إدراكٍ يَحفَظُ قُلوبَكُم وعُقولَكُم في المَسيحِ يَسوعَ. (فيليبي 4: 7) فلمَّا بَرَّرَنا اللهُ بالإيمانِ نَعِمْنا بِسلامٍ معَهُ بِرَبِّنا يَسوعَ المَسيحِ. (رومة 5: 1) وإلهُ السَّلامِ سَيَسحقُ إبليسَ سَريعًا تَحتَ أقدامِكُم. ولتَكُنْ نِعمَةُ رَبِّنا يَسوعَ مَعكُم. (رومة 16: 20) وليَكُنْ إلَهُ السَّلامِ مَعكُم أجمعينَ. آمين. (رومة 15: 33) |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 35378 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() “طوبى لِلسَّاعينَ إِلى السَّلام فإِنَّهم أَبناءَ اللهِ يُدعَون”
(متى 5، 9) ![]() أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، صباح الخير! إنّ التعليم المسيحي اليوم مخصّص للتطويبة السابعة، أي “لِلسَّاعينَ إِلى السَّلام”، الذين يُدعَون أبناء الله. يسرني أن تقع هذه التطويبة السابعة مباشرةً بعد عيد الفصح، لأنّ سلام المسيح هو ثمرة موته وقيامته، كما سمعنا في قراءة القديس بولس. كي نفهم هذه التطويبة، يجب أن نشرح معنى كلمة “سلام”، التي يمكن أن يُساء فهمها أو أحيانًا يمكن أن تُفرَّغ من معناها. نحن أمام فكرتين عن السلام: الأولى وفقًا للكتاب المقدس، حيث تظهر الكلمة الجميلة “شالوم“، والتي تعبّر عن الوفرة والازدهار والرفاهية. عندما نتمنّى السلام في اللغة العبرية، نتمنّى حياة جميلة وكاملة ومزدهرة، ولكن أيضًا وفقًا للحقيقة والعدالة، اللتان تتحقّقان في المسيح، أمير السلام (را. أش 9، 6؛ مي 5، 4- 5). ثم هناك المعنى الآخر الأكثر انتشارًا حيث تُفهم كلمة “سلام” على أنها نوع من الاطمئنان الداخلي. أنا مطمئن، أنا في سلام. هذه فكرة حديثة ونفسية وأكثر نسبية. يُعتقد بصورة عامة أنّ السلام هو اطمئنان هدوء وانسجام وتوازن داخلي. هذا التفسير لكلمة “سلام” غير كامل ولا يمكن اعتباره مُطْلَقًا، لأن القلق أيضًا في الحياة يمكن أن يكون مرحلة نموّ مهمّة. في كثير من الأحيان الربّ يسوع نفسه يزرع فينا القلق من أجل الذهاب إليه للقائه واكتشافه. بهذا المعنى فهي مرحلة نمو مهمة. فيما أن الاطمئنان الداخلي قد يعكس أحيانا ضميرًا روضّته المصالح وليس خَلاصًا روحيًّا حقًّا. في كثير من الأحيان يجب أن يكون الربّ يسوع “آيَةً مُعَرَّضةً لِلرَّفْض” (را. لو 2، 34- 35)، يهزّ ضماناتنا الزائفة، كي يقودنا إلى الخلاص.وفي تلك اللحظة يبدو أننا لا نعيش في سلام، ولكن الربّ يسوع هو الذي يضعنا على هذا الطريق للوصول إلى السلام الذي سيعطينا إياه هو نفسه. عند هذا الحد يجب أن نذكّر أنّ مفهوم الربّ يسوع لسلامه يختلف عن السلام البشري، عن سلام العالم عندما قال: “السَّلامَ أَستَودِعُكُم وسَلامي أُعْطيكم. لا أُعْطي أَنا كما يُعْطي العالَم” (يو 14، 27).إنّ سلام يسوع هو سلام آخر، يختلف عن سلام العالم. لنسأل أنفسنا: كيف يعطي العالم السلام؟ إذا فكرنا في الصراعات الحربية، وجدنا أن الحروب تنتهي عادة على شكلين: إما بهزيمة أحد الطرفين، أو بمعاهدات سلام. لا يسعنا إلا أن نأمل ونصلي من أجل أن تتم دائمًا بحسب الطريقة الثانية. ومع ذلك، فإننا نرى أنّ التاريخ هو سلسلة لا نهاية لها من معاهدات سلام نقضتها حروب متتالية، أو اتّخذت أشكالًا أخرى أو انتقلت إلى أماكن أخرى. حتى في عصرنا، تحدث حروب “على أجزاء” في سيناريوهات متعدّدة وبطرق مختلفة[1]. يجب علينا على الأقل أن نعرف أن “سلام” البعض، في سياق العولمة التي تتكون قبل كل شيء من المصالح الاقتصادية أو المالية، يعني “حرب” الآخرين. وهذا ليس سلام المسيح! إذًا، كيف يعطي الربّ يسوع سلامه؟ سمعنا القديس بولس يقول إنّ سلام المسيح هو أن “يعمل من الاثنين واحدًا” (را. أف 2، 14)، وأن يلغي العداوة بينهما ويصالحهما. والطريقة لإنجاز عمل السلام هذا هو جسده. في الواقع، هو يصالح بين كل الأشياء ويمنح السلام بدم صليبه، كما يقول الرسول نفسه في مكان آخر (را. قول 1، 20). وهنا أتساءل، يمكننا جميعًا أن نسأل أنفسنا: من هم بالتالي “صانعو السلام”؟ التطويبة السابعة هي الأكثر نشاطًا وفعاليةً واضحة. التعبير اللفظي مشابه للتعبير المستخدم في الآية الأولى من الكتاب المقدس لعملية الخلق والذي يشير إلى المبادرة والاجتهاد. الحب من طبيعته خلَّاق –الحب هو دائمًا خلاق- ويسعى للمصالحة بأي ثمن. يُدعون أبناء الله الذين تعلّموا فنّ السلام ويمارسونه، ويَعلَمون أنه لا توجد مصالحة بدون بذل الحياة، وأنه يجب السعي إلى السلام مهما تطلّب الأمر، مهما تطلّب الأمر: لا تنسوا هذا! هكذا يجب السعي إليه. هذا ليس عملاً مستقلاً ثمرة لقدرات ذاتية، بل هو تعبير عن النعمة التي نلناها من المسيح، الذي هو سلامنا، والتي جعلتنا أبناء الله. يتدفق السلام الحقيقي والتوازن الداخلي الحقيقي من سلام المسيح. وسلام المسيح أتى من الصليب، وولَدَ إنسانية جديدة، تجسّدت في مجموعة لا نهاية لها من القديسين والقديسات، المبدعين والخلاقين، الذين ابتكروا دائمًا طرقًا جديدة للحب. القديسين والقديسات هم الذين يبنون السلام. إن حياة أبناء الله هذه: هم الذين، من أجل دم المسيح، يبحثون عن إخوتهم ويجدونهم. هذه هي السعادة الحقيقية.طوبى لمن يسلك هذا الطريق. ومن جديد أتمنى لكم جميعًا فصحًا مجيدًا في سلام المسيح. شكرًا! * * * * * * قراءة من رسالة القديس بولس الرسول إلى أهل أفسس (أف 2، 14-16). “يسوع المسيح هو سَلامُنا، فقَد جَعَلَ مِنَ الجَماعتَينِ جَماعةً واحِدة وهَدَمَ في جَسَدِه الحاجِزَ الَّذي يَفصِلُ بَينَهما، أَيِ العَداوة، وأَلغى شَريعةَ الوَصايا وما فيها مِن أَحكام لِيَخلُقَ في شَخْصِه مِن هاتَينِ الجَماعتَين، بَعدَما أَحَلَّ السَّلامَ بَينَهما، إِنسانًا جَديدًا واحِدًا ويُصلِحَ بَينَهما وبَينَ الله فجَعَلَهما جَسَدًا واحِدًا بِالصَّليب وبِه قَضى على العَداوة”. كلامُ الرّب * * * * * * * توَقَّفَ قداسةُ البابا اليَومَ في إطارِ تعاليمِهِ حول التطويبات، عندَ التطويبةِ السابعة: “طوبى لِلسَّاعينَ إِلى السَّلام فإِنَّهم أَبناءَ اللهِ يُدعَون”. وأوضح قداسته أن سلام المسيح يعني المصالحة وإلغاء العداوة، وهو سلام لا يقوم على التمني وإنما على قبول الصليب والآلام والمعاناة. ولذا “فصانعوا السلام” هم الأشخاص الذين يسعون دائمًا إلى تحقيق السلام، عبر التضحية والمثابرة، وبذل الذات إن لزم الأمر. وأكد قداسة البابا أن المسيح قد وهبنا السلام الحقيقي عبر سر الصليب والقيامة. فمن فصحه ولَدَت الكنيسة، ومن أحشاء الكنيسة خرج عدد هائل من القديسين والقديسات، والمبدعين والخلاقين، الذين ابتكروا دائمًا طرقًا جديدة للحب. فألهم هكذا نور قبر المسيح الكثيرين وحثهم على الإيمان بأن السعادة الحقيقية هي ثمرة البحث عن الإخوة والسعي لتحقيق السلام، مهما كان الثمن. * * * * * * |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 35379 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() (( سلام مع الله ......كانت تحية الرب يسوع لتلاميذه: "سلام لكم" )) (( أبي السماوي كم أشكرك لأنه معك لا أثقال تحني قلبي بل راحة.....)) (( أحد متى الثالث )) ![]() جاء في الرسالة الى اهل رومية ( فَإِذْ قَدْ تَبَرَّرْنَا بِالإِيمَانِ لَنَا سَلاَمٌ مَعَ اللهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ،.......رومية 5 ) بالخلاص نتبرّر، فيصير لنا سلام مع الله بربّنا يسوع المسيح. وهذا السلام ينقلنا إلى الحياة الأفضل كما أرادها لنا السيّد الربّ بانتظار السعادة الأبديّة في أورشليم السماويّة. وأنجيل المسيح هو رسالة سلام من الله للإنسان (لو 2: 14)، فهو "الكلمة التي أرسلها... وقد صار "لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح" (رو 5: 1). ومن ينادون بالإنجيل إنما يبشرون بالسلام وبالخيرات (رو 10: 15). والمسيح "هو سلامنا" الذي "نقض حائط السياج المتوسط أي العداوة" بين اليهود والأمم (أف 2: 14و 15). كما أن السلام عنصر هام في ملكوت الله (رو 14: 17). يجب على المؤمنين أن يشتهوه ويتبعوه، فقد أوصي الرب يسوع المسيح تلاميذه: "ليكن لكم في أنفسكم ملح وسالموا بعضكم بعضًا" (مز 9: 50). ويحرض الرسول بولس المؤمنين قائلًا: "عيشوا بالسلام، وإله المحبة والسلام سيكون معكم" (2كو 13: 11، انظر أيضًا رو 12: 18، 1كو 7: 15). والله هو "إله السلام" فهو مصدر ومانح كل سلام وخير وبركة (انظر رو 15: 33، 16: 20)، وهو "رب السلام" ومعطي السلام (2تس 3: 16). وكانت التحية والطلبة الرسولية من أجل الكنيسة هى: ليكن لكم "سلام من الله أبينا والرب يسوع المسيح" (انظر 1كو 1: 3، 2كو 1: 2... الخ). كما أن "السلام" كان التحية المألوفة (مت 10: 13، لو 10: 5)، و"ابن السلام" هو المستحق للسلام والذي يسعى للسلام (لو 10: 6). وكانت تحية الرب يسوع لتلاميذه: "سلام لكم" (لو 24: 36، يو 20: 19و 21و 26). وقبل أن يفارقهم، باركهم قائلًا لهم: "سلامًا أترك لكم، سلامي أعطيكم، ليس كما يعطى العالم أعطيكم أنا" (يو 14: 27). وكثيرًا ما قال "اذهب بسلام" (مرقس 5: 34، لو 7: 50). السلام الذي صنعه المسيح هو أساسًا سلام روحي من الله ومع الله، سلام في القلب، وسلام في الروح. وقد قال الرب: "لا تظنوا أنى جئت لألقي سلامًا على الأرض. ما جئت لألقي سلامًا بل سيفًا" (مت 10: 34، لو 12: 51) مشيرًا بذلك إلى طبيعة دعوته الفاحصة وما سينتج عنها من انقسامات حول الحق الواضح. لكن لاشك في أن روح الإنجيل والحياة المسيحية هو السلام. ومن واجب المؤمن أن يسعى نحو السلام، وأن يعمل على وضع حد للحروب والمنازعات والمخاصمات أينما وجد. أمين......هـذا ســـلام لــي شــــراه رب الفدى بالصلب.......كالنهرِ يجرى في صفاه يروى ظمـاء القلــب أبي السماوي كم أشكرك لأنه معك لا أثقال تحني قلبي بل راحة. أشكرك لأن محبتك الكاملة الثابتة نحوي تنزع مني كل هم وخوف لتعطي سلام لقلبي في كل يوم . سلامك الذي يفوق كل عقل ليحفظني من القلق والهم. سلام يثبت في العواصف لأنك مخبأ لي من الريح وستارة من السيل وظل صخرة عظيمة في أرض معيية.....آمين |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 35380 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ثلاثة دوائر للراحة في المسيح ![]() نريد جميعًا أن نحصل على الراحة مع أننا أحيانًا لا نعرف عن سبب عدم الراحة فينا: هل هو ذهني الذي لا يتوقف عن التفكير؟ أم ضميري المتعب الذي يشعرني بالذنب ويخيفني من الاقتراب إلى الله؟ أم السبب هو أن قلبي الذي يشعر دائمًا أن إرادة الله ليست ما أصبو إليه وأتمناه لحياتي. 1- راحة الضمير المتعبولا ننس أن لنا حنين داخلي للحصول على الراحة مهما تنوعت، إلا أن جميعها ليس لها مصدر إلا شخص الرب يسوع له المجد وبعيدًا عنه لا توجد راحة... إذ "تكثر أوجاعهم الذين أسرعوا وراء آخر" (مزمور 4:16). ![]() "تعالوا إليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم" 2- راحة القلب(متى 28:11). وهنا نجد أن الرب يدعو الجميع لهذه الراحة. فأثقل ما يتعب الإنسان هو ضمير متعب، ضمير مشتكٍ وهو الذي قيل عنه ضمير شرير أو ضمير خطايا (عبرانيين 22:10). فالشعور بالذنب أقسى ما يحتمله الإنسان ويؤدي إلى الاضطرابات النفسية الشديدة، ولا يوجد علاج لهذا الضمير المثقل بعيدًا عن المسيح الذي ينادي: "تعالوا إليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم". ففي لوقا 7 نجد امرأة خاطئة جدًا جاءت إلى المسيح وجلست وراءه تبكي من ثقل همومها وضميرها المشتكي عليها بسبب خطاياها، فغسلت رجليه بدموعها، ومسحتهما بشعرها، وذلك في بيت الفريسي، فالتفت إليها الرب وقال: يا امرأة إيمانك قد خلصك. مغفورة لكِ خطاياك. وهذا ما أراح ضميرها المتعب، إلا أن الحاضرين اعترضوا على هذا. لكنه يقول الكتاب: "وليس بأحد غيره الخلاص"، فهو مريح التعابى، معزي النفوس، والوحيد الذي دمه يطهر من كل خطية. "فَإِذْ لَنَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ ثِقَةٌ بِالدُّخُولِ إِلَى الأَقْدَاسِ بِدَمِ يَسُوعَ... لِنَتَقَدَّمْ بِقَلْبٍ صَادِق فِي يَقِينِ الإِيمَانِ، مَرْشُوشَةً قُلُوبُنَا مِنْ ضَمِيرٍ شِرِّيرٍ، وَمُغْتَسِلَةً أَجْسَادُنَا بِمَاءٍ نَقِيٍّ" (عبرانيين 19:10، 22). فدم المسيح جعل لنا طريقًا حديثًا مكرسًا حيث شق الحجاب، وأصبح لنا ثقة الدخول إلى الأقداس، ولنا يقين الإيمان مرشوشة قلوبنا من ضمر شرير، ولا يقصد أنه ضمير مليء بالشر بل ضمير يشتكي شاعرًا بالذنب كلما اقترب إلى الله. لكن هنا يؤكد الرسول أن لنا ثقة بالدخول للأقداس على أساس دم المسيح الذي يطهرنا (ليس طهرًا مؤقتًا فقط بل تطهيرًا مستمرًا) من كل خطية فيهدأ هذا الضمير المتعب لأن راحته هي في ربنا يسوع المسيح. ![]() "اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي، لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ" 3- راحة الفكر(متى 29:11). وهنا نجد المسيح يعلن: "احملوا نيري... تعلموا مني... تجدوا راحة... نيري هيّن وحملي خفيف. النير هو خشبة غليظة توضع على رقبتي حيوانين في الحرث، لكن، ما هو نير المسيح؟ هو باختصار الخضوع لمشيئته فنعمل إرادته دون مناقشة، فكل ما يطلبه الرب أن أعمله في حياتي أعمله دون تردد. لكن، ما أقسى ما نتحمله نحن بسبب عنادنا وعدم الخضوع لمشيئته في حياتنا! فهو الذي يرسم طريق حياتنا، ونحن لا نريد أن نسير فيه. فالرب يرسم ونحن لا نخضع لإرادته في حياتنا فنجد أنفسنا تعابى القلوب، غير مستريحين، رغم أنني قد أظهر أمام الناس أنني في أحسن حال، لكن قلبي غير مستريح لأنني لم أنفذ إرادة الله في حياتي بل إرادتي الذاتية. لكن حمل النير يعني: لتكن إرادتك يا رب لا إرادتي. فمثلاً بطرس عندما رأى الملاءة نازلة والرب يقول له: قم اذبح وكلْ. فيرد بطرس: كلا يا رب! هل يجوز هذا الرد "كلا يا رب"؟ كيف وهو السيد، أقول له: كلا؟ وهذا ما يحدث معنا عندما يأمرنا الرب ولكن نأبى أن نطيع. كذلك يوحنا المعمدان عندما أراد الرب، له المجد، أن يعتمد، منعه قائلاً: أنا محتاج أن أعتمد منك. لكن الرب يسوع يقول له، وهو الملك: اسمح الآن، وليس اسمع الآن، لأنه هكذا يليق بنا أن نكمل كل بر لأنه خاضع لمشيئة أبيه. فعند صعوده من الماء نجد السماوات انفتحت له، والروح نازل مثل حمامة، وصوت من السماء يقول: "هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت؟".فما أعظم ما نناله عندما نخضع لمشيئة الرب؟ ترتاح قلوبنا راحة بلا حدود! فلعلنا نخضع لإرادة الرب ونتعلم أن نقول له: حاضر يا رب، ماذا تريد مني يا رب أن أفعل؟ وعندما نحمل النير نجد أيضًا أمرًا آخر: "تعلموا مني"! لأنه مثالنا لكي نتبع آثار خطواته. فهو عندما كان على الأرض كان خاضعًا لمشيئة الله مع قسوة ما كان يحتمله بسبب حمل النير، ففي متى 11 نجد يوحنا المعمدان الذي أعلن في بداية خدمته أنه حمل الله الذي يرفع خطية العالم، وفي نهايتها، عندما كان سجينًا أرسل تلاميذه متسائلاً: أأنت الآتي أم ننتظر آخر؟! لكن المسيح لم يغضب بل احتمل وأعلن أن يوحنا أعظم المولودين من النساء، لكن يا يوحنا: طوبى لمن لا يعثر فيّ. كذلك في المدن التي صنع فيها أعظم القوات لم يؤمنوا به ورُفضت خدمته، لكنه لم يغضب بل كان يسلم لمن كان يقضي بعدل. وعندئذ "في ذلك الوقت أجاب يسوع وقال: أحمدك أيها الآب رب السماء والأرض لأنك أخفيت هذه عن الحكماء والفهماء وأعلنتها للأطفال. نعم أيها الآب لأن هكذا صارت المسرة أمامك". فلم نجد في السيد إلا لسان الحمد الذي يشكر الآب دائمًا رغم الظروف القاسية من حوله معلنًا دائمًا: "لتكن إرادتك لا إرادتي". ليتنا نخضع له ونتعلم منه لنختبر ما هي إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة. ![]() "فقال لهم: تعالوا أنتم منفردين إلى موضع خلاء واستريحوا قليلاً" (مرقس 30:6). وهنا نجد عندما رجع التلاميذ من إرساليتهم التي أرسلهم فيها المسيح، أخذوا يحدثون الرب عما تم معهم في إرساليتهم. ولما وجد الرب أن أذهانهم لا تهدأ قال لهم: أما أنتم فتعالوا منفردين إلى موضع خلاء واستريحوا قليلاً. فما أقسى أن لا تهدأ أذهاننا فنجد أنفسنا نكلم أنفسنا طالما الذهن يعمل: "لماذا أنتِ منحنية فيّ يا نفسي؟". فهذا حوار مع النفس. كذلك نجد داود حين قال في قلبه: إني سأهلك يومًا بيد شاول (1صموئيل 1:27). فنحن نجد صوتًا في داخلنا يريد التحدث مع النفس، لكن لنأخذ كل هذه الأحاديث ونحوّلها إلى الرب. فعندما سأل داود: "لماذا أنتِ منحنية يا نفسي؟ " قال لها: "قومي ترجّي الرب". فما أجمل أن نحوّل ما في داخلنا فنوجهها إلى الرب. فبدلاً من يا نفسي لا تتحدثي معي نقول لها، بل قومي ترجي وتحدثي مع الرب، وهذا ما فعله داود وإرميا النبي أيضًا في (مراثي 1:3-20). "أنا هو الرجل الذي رأى مذلة... أبلى لحمي... كسر عظامي... أسكنني في ظلمات... ثقّل سلسلتي... أشبعني مرائر... ذكرًا تذكر نفسي وتنحني فيّ". وهكذا كان يتدرّج في حديثه مع نفسه وهو مكتئب وحزين. لكن عندما أخرج هذا الحديث مع نفسه ليضعه مع الرب فنجد من عدد 21-27 "من أجل ذلك أرجو: إنه من إحسانات الرب أننا لم نفن... جيد للرجل أن يحمل النير في صباه". لكنه عندما ترجى الرب وضع التقرير النهائي: "لأن السيد لا يرفض إلى الأبد. فإنه ولو أحزن يرحم حسب كثرة مراحمه. لأنه لا يذل من قلبه، ولا يحزن بني الإنسان" (عدد 31-33). فلا ننس الشيطان الذي ينسينا ما عمله الرب معنا فيما سبق، ويضع أعيننا على كل ما هو سلبي حتى يجعل كل منا يتساءل: لماذا أنا بالذات؟ فأجد نفسي أدور حول نفسي، لكن لنرجع بنظرتنا إلى الرب الذي يحوّل لنا المرارة إلى حلاوة وترنيمات، ولنرجع إلى أعظم وصفة طبية إلهية تجعلنا في حالة الراحة وعدم القلق الذهني وهي التي وردت في رسالة فيلبي 6:4 "لاَ تَهْتَمُّوا بِشَيْءٍ، بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِالصَّلاَةِ وَالدُّعَاءِ مَعَ الشُّكْرِ، لِتُعْلَمْ طِلْبَاتُكُمْ لَدَى اللهِ. وَسَلاَمُ اللهِ الَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْل، يَحْفَظُ قُلُوبَكُمْ وَأَفْكَارَكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ". فهذا يعلن لنا الوحي الإلهي أن لا نضطرب ولا نقلق بل في كل شيء ندخل مخادعنا لنصلي ونلقي على الرب همومنا وأتعابنا وهو يميل أذنه ليسمع أناتنا، فلا نكون متذمرين بل شاكرين حتى نضع كل أتعابنا لديه فيعطينا سلامه الذي لا يستطيع العالم أن يدركه. المسيح وحده مستودع راحتنا في كل أحوال الحياة. لنلتصق به أكثر فنجد راحة لنفوسنا الذي له كل المجد. |
||||