رغم كل المعارضات والصعوبات الرب يرسل فوستينا الى فالندوف ويعدها بنعمٍ وافرة
الاختبار قبل النذور الأول
لمّا علمت أنني سأذهب إلى الاختبار، اختلج قلبي فرحاً من التفكير بهذه النعمة الفائقة التى هي النذور المؤبدة. حضرتُ أمام القربان المقدّس ولمّا غصتُ في صلاة الشكر سمعت في داخلي هذه الكلمات : «أنت سبب أبتهاجي، يا أبنتي، فيك يرتاح قلبي. أعطيكِ نعماً وافرة بقدر ما تشائين. كلما شئت أن تُفرحيني، تحدّثي إلى العالم عن رحمتي العظمى غير المدركة».
165- وقبل أن أعلم عن الأختبار بعدّة اسابيع دخلتْ الكنيسة لوقت قصير فقال لي يسوع: «في هذه اللحظة بالذات تقرّر الرئيسات اختيار من سيقدّم إلى النذورات الأخيرة. لن تعطي هذه النعمة للجميع، وهذا من خطئهم. فمن لا يستفيد من النعم الصغيرة لن ينال الكبيرة منها. لكن قد أعطيت لك أنت». ملأت هذه المفاجأت المفرحة نفسي، لا سيّما انني سمعت منذ بضعة ايام إحدى الأخوات تقول لي :«أنت لن تذهبي يا أختي إلى الأختبار الثالث إنني أرى انه لن يسمح بك أن تقدّمي نذوراتك». لم اقل شيء لتلك الراهبة ولكن شعرت بألم عميق، حاولت أخفاءه بقدر استطاعتي. كم هي غريبة طرقك يا يسوع. أرى الأن ان ليس باستطاعة الناس أن يحققوا إلا القليل وحدهم . وقد اتممت الاختبار كما قال لي يسوع.
166- كنت أجد دائماً النور وقوة الروح في الصلاة رغم أن هناك أوقاتاً تحمل الإهانة والتجربة، فيصعب أحياناً ان نتخيّل أن مثل هذه الامور تحدث في الدير. إنه لمن العجب كيف يسمح بها الله أحياناً ليظهر أو لينمي فضيلة النفس. هذه هو سبب التجارب.
167- اليوم تشرين الثاني ظ،ظ©ظ£ظ¢ وصلت إلى فاسو للاختبار الثالث، بعد لقاء ودّي مع الأم الرئيسة ذهبت إلى الكنيسة الصغيرة إلى حين ، فجأة ملأ حضور الله نفسي وسمعت هذه الكلمات: «أريد، يا ابنتي أن تقولبي قلبك على مثال قلبي الرحوم، عليك ان تتشربي كلياً من رحمتي».
سألتني مرة عزيزتي الأم الرئيسة (مرغريت) عما إذا قمتُ برياضة روحية هذه السنه فأجبت بالنفي. «عليك إذا ان تقومي برياضة تدوم ثلاثة أيام على الأقل».
كان والحمد لله، في فالندوف walendow رياضة تدوم ثمانية ايام وبإمكاني المشاركة فيها. غير ان الصعوبات اعترضت ذهابي إلى هذه الرياضة. لقد عارض بشدّة شخص ذهابي وبدا (كشيء واضح) انني لن أذهب. بعد الغذاء، ذهبت إلى الكنيسة للعباده مدّة خمس دقائق. فجأة رأيت يسوع وقال لي: «يا ابنتي، إنني أحضر لك العديد من النعم التى ستقبلينها طيلة الرياضة التى ستبدئينها». أجبت: «يا يسوع لقد بدأت الرياضة ومن المفترض أن لا أذهب إليها» فقال لي: «تحضري لانك ستبدئين الرياضة غداً وسأدبر أمر ذهابك مع الرئيسات». وأختفى يسوع في لحظة. وبدأت اتسائل كيف سيكون ذلك. بعد قليل أبعدت عني كل هذه الأفكار وكرست الوقت للصلاة سائلة الروح القدس النور لأرى كل هذه التعاسة التي تغمرني.
بعد قليل تركت الكنيسة لإتمام واجباتي. حالاً دعتني الأم العامة (مايكل) لتقول لي: «ستذهبين اليوم، يا أختي، إلى فالندوف مع الأم فاليريا لتبدأي الرياضة غداً، لحسن الحظ إن الأم فاليريا هي هنا ويمكن الذهاب معها». وبعد ساعتين كنت في فالدوف. فكرت في ذاتي قليلاً وتأكدت أن يسوع وحده هو قادر أن يدبر الأمور بهذا الشكل.
168- لما رآني الشخص الذي عارض بشدّة ذهابي إلى الرياضة، أبدى استغراباً وأستياءاً. فلم أعطي لذلك أهمية بل حييته بمودة وذهبت إلى زيارة الرب لأتعلم كيف ينبغي أن اتصرّف طيلة الرياضة.