ربنا باعتلك رسالة ليك أنت
الرسالة دى تحطها فى قلبك طول سنة 2025
يالا اختار رسالتك من الهدايا الموجودة وشوف ربنا هايقولك ايه
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
13 - 06 - 2012, 11:21 PM | رقم المشاركة : ( 341 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موسوعة شاملة عن مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث بابا وبطريرك الكرازة المرقسية
الوداعة وقوة الشخصية بدأت معكم في مقالي السابق موضوعا عن الوداعة، فتحدثت عن علاقة الوداعة بدماثة الخلق، فشرحت بعضا من شخصية الإنسان الوديع ورقته وهدوئه ولطفه واحتماله.. ولكي نستكمل هذا الموضوع، علينا أن نتحدث عن نقطة أخري مهمة وهي علاقة الوداعة بقوة الشخصية، وبالذات بفضائل أخري مثل الشجاعة والشهامة والنخوة والجرأة، وهل كل تلك الفضائل تتعارض مع الوداعة في رقتها وهدوئها؟.. ** إن الفضائل لايناقض بعضها بعضا، فهي تتكامل ولاتتعارض، وينبغي أن يفهم الناس معني الوداعة في حكمة، فالمعروف أن الطيبة هي الطبع السائد عند الوديع، ولكن عندما يدعوه الموقف إلي الشهامة أو الشجاعة أو الشهادة للحق، فلا يجوز أن يمتنع عن ذلك بحجة التمسك بالوداعة، أما ان امتنع عن الموقف الشجاع، فلا تكون هذه وداعة حقيقية، إنما تصير رخاوة في الطبع، وعدم فهم للوداعة، بل عدم فهم للحياة الروحانية بصفة عامة. فالروحانية ليست تمسكا بفضيلة واحدة تلغي معها باقي الفضائل، إنما هي في ممارسة كل الفضائل معا بطريقة متجانسة ومتعاونة. إن الشخص الوديع الطيب الهادئ، ليس هو جثة هامدة لا تتحرك، بل إنه ـ إذا دعته الضرورة ـ يتحرك بقوة نحو الخير ونحو الغير، ولايكون هذا ضد الوداعة في شيء، إنما عدم تحركه يكون نوعا من الخمول، ويلام عليه.. وربما يصبح هزأة في نظر الناس.. ** فالوديع يمكن أن يدافع عن المظلوم، وان ينقذ المحتاج، هل إذا رأي شخصا في خطر، معرضا للقتل من بعض الأشرار، ألا يهم بإنقاذه، أم يحجم عن ذلك مدعيا ان الوداعة لاتتدخل في شئون الغير؟! وهل إن سمع فتاة تصرخ وهي تستغيث بسبب أشخاص يحاولون الاعتداء عليها، أتراه يبعد عن انقاذها، أم هو بكل شهامة ينقذها، ولو أدي به الأمر أن يدخل في عراك أو شجار.. فهكذا يكون موقف الرجولة والفروسية. وهو لايتعارض مع الوداعة في شيء.. ** إن الوديع لايكون سلبيا باستمرار، إنما يتخذ الوضع الإيجابي حينما تدفعه الضرورة الي ذلك، فهو يشهد للحق ولا يمتنع، كما يتدخل لحل مشاكل الغير حين يكون في طاقة يده أن يفعل ذلك، ويكون حله للمشاكل في هدوء يتفق مع طبيعته، وفي حدود الواجب عليه. ** من خصال الوديع ألايتكلم كثيرا، ولكنه في ذلك يضع أمامه قول سليمان الحكيم لكل شيء تحت السماوات وقت، للكلام وقت، وللسكوت وقت.. لذلك فهو يتكلم حين يحسن الكلام، ويصمت حين يحسن الصمت. وإذا تكلم يكون لكلامه تأثيره وقوته. وإن صمت يكون في صمته أيضا قوة.. ولكنه لايصمت حين تدعوه الضرورة الي الكلام، شاعرا بأننا أحيانا ندان علي صمتنا.. ** هنا ونسأل: هل يمكن للانسان الوديع الطيب القلب أن ينتهر ويوبخ ويؤدب؟ نقول: إن كان ذلك من واجبه، فلابد أن يفعل ذلك. فالأب له أن يؤدب أولاده، وإن لم يؤدبهم يجازه الله علي تقصيره. وكذلك المدرس بالنسبة الي مرءوسية، ورئيس أي عمل بالنسبة إلي مرءوسية. فكل هؤلاء يمكنهم أن ينتهروا ويوبخوا المخطئين، حفظا علي سلامة سير الأمور، ولايكون ذلك ضد الوداعة.. علي أن يكون التوبيخ في غير قسوة، وبأسلوب عفيف لاتتدني فيه الألفاظ عن المستوي اللائق. والمعروف ان الأنبياء والرسل كانوا يوبخون البعيدين عن طريق الرب لكي يقودوهم الي التوبة، وما كان يتهمهم أحد بأنهم ضد الوداعة. ** في موضوع الوداعة إذن، ينبغي أن نفرق بين الأشخاص الذين هم في وضع المسئولية، وبين الذين لامسئولية لهم. فالذي هو في منصب الإدارة والمسئولية، له أن يأمر وينهي، بكل حزم لكي تستقيم أمور ادارته، ولكن ليس له أن يأمر في تسلط أو غطرسة، فهذا لا يتفق مع الوداعة، وهكذا يحتفظ بين الوداعة والسلطة، ولكن الانسان الوديع العادي الذي لامسئولية له، فإنه ينأي عن الأمر والنهي واستخدام السلطة. * كذلك فالشخص المسئول ينبغي ان تكون له هيبته واحترامه، لا في كبرياء، إنما لتوقير منصبه وشخصه أيضا. ويمكن ان يجمع بين الوداعة والهيبة، فهو لايكلم الناس من فوق في تعال بل في بساطة وحسن تعامل واحترام لمشاعرهم، دون الإخلال بوقار رئاسته، وهكذا فإن الشخص المسئول يمكن ان يكون وديعا، لا وضيعا. وكبيرا لامتكبرا.. ** هل يمكن إذن للإنسان الوديع ان يغضب وأن يحتج دون أن يتعارض ذلك مع وداعته. نعم، يمكن ان يغضب، ولكن في غير نرفزة( عصبية), لأن النرفزة هي ضعف في الأعصاب لايليق بالوداعة، إنما الوديع في غضبه يعبر عن عدم رضاه، ويعبر عن ذلك في حزم وفي هدوء، دون صخب أو ضوضاء.. وهو في غضبه يعمل علي تصحيح الأخطاء. وله أيضا أن يحتج، ولكن في أدب وبأسلوب يليق بوداعته. واحتجاجه يكون تعبيرا عن عدم رضاه. ** إن الانسان الوديع له إنسانيته الكاملة، وله حقوقه وعليه واجبات. وإن كانت الطيبة هي الصفة السائدة في شخصيته، إلا أنها لاتلغي باقي صفات الشخصية من الشجاعة والشهامة والجرأة والشهادة للحق، كما ان للوديع حماسة قد تظهر في حينها، وإرادة تحب أن تعمل، والطيبة عنده لاتعني السذاجة، وإنما هي دائما تمتزج بالحكمة، وتسلك بالاسلوب الرصين في هدوء وبعد عن الضجيج. ** فالوديع لايهين أحدا، وفي نفس الوقت لايعرض ذاته للمهانة، وهو لايرد علي الإساءة بالإساءة، وأيضا يبعد عن المسيئين ويتحاشي الخلطة بهم. وهو يحترم الناس، ويتصرف بما يدعوهم الي احترامه.. هو في مستوي مرتفع عن الخطأ، فبقدر إمكانه لايقع في خطأ. أما ان اخطأ اليه احد، فذاك يبكته ضميره ويبكته الآخرون. ** لهذا كله لا نتناول الوداعة بأسلوب أنصاف الحقائق، بل نعرضها بحقيقتها الكاملة، سواء من جهة دماثة الخلق، أو من جهة قوة الشخصية أيضا، وبهذا تتضح صورتها الحقيقية. __________________ "كثيراً ما تكلمت وندمت أما عن السكوت فلم أندم قط" - أنبا أرسانيوس |
||||
13 - 06 - 2012, 11:22 PM | رقم المشاركة : ( 342 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موسوعة شاملة عن مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث بابا وبطريرك الكرازة المرقسية
مقالة جديدة رائعة للبابا شنودة فى الاهرام التمركز حول الذات... وإنكار الذات لاتظنوا أيها الأخوة الأحباء أن عبادة الأصنام قد تلاشت من الأرض. فهناك صنم كبير يكاد يعبده الكل, وهو الذات. فكل إنسان مشغول بذاته, معجب بذاته. يضع ذاته في المرتبة الأولي من الأهمية. أو في المرتبة الوحيدة من الأهمية. يفكر في ذاته. ويعمل من أجل ذاته. ويهمه أن تكبر هذه الذات, بل تصير أكبر من الكل. ويهمه أن تتمتع هذه الذات بكل اللذات, بأي ثمن أو بأي شكل. هذا هو التمركز حول الذات وفيه يختفي الكل وتبقي الذات. وحدها. فيه ينسي الإنسان غيره من الناس, أو يتجاهلهم, لكي تبقي الذات وحدها في الصورة... ويكون إذا فكر هذا الشخص في غيره من الناس يكون تفكيره فيهم ثانويا, في المرحلة التالية لذاته. أو قد يكون تفكيرآ سطحيا, أو تفكيرا عابرا. و هذا الشخص المتمركز حول ذاته: إذا ما أحب أحدا آخر, فإنه يحبه من أجل ذاته: ويكون من أحبه مجرد خادم لذاته, أو من يشبع ذاته في ناحية ما... يحب مثلا من يمدحه, أو من يقضي له حاجة ما, أو من يشبع له شهواته, أو من يحقق له رغبة ما. فهو في الحقيقة يحب ذاته لا غيره. وما حبه لغيره سوي وسيلة يحقق بها محبته لذاته. لذلك لا مانع عند هذا الشخص, أن يفخر بمثل هذا الحب إذا اصطدم بذاته ورغباته! ولعل هذا يفسر لنا الصداقات التي تنحل بسرعة, إذا ما اصطدمت بكرامة ذاتية أو غرض ذاتي... ولعل هذا يفسر لنا أيضا الزيجات التي تنتهي بالطلاق, أو إلي الانفصال... بينما يظن البعض أنها قد بدأت بحب, أو بحب عميق أو عنيف!! قطعا إن ذلك لم يكن حبا بمعناه الحقيقي. لأن الحب الحقيقي فيه تضحية واحتمال وبذل وعذر للآخرين. والمحبة الحقيقية تحتمل كل شيء. إن مثل هؤلاء الأشخاص كانوا يحبون ذواتهم فيما هم يتغنون بمحبتهم لغيرهم! كان في محبتهم عنصر الذاتية. لذلك ضحوا بهذه المحبة علي مذبح الذاتية أيضا. إنما المحبة تصل إلي أعماقها حينما تتكلل بالبذل... أي أن المحب الحقيقي هو الذي يضحي من أجل أحبائه بكل شيء, ولو أدي الأمر إلي أن يضحي بذاته. وكما قال الإنجيل: ليس حب أعظم من هذا, أن يضحي أحد بنفسه عن أحبائه. اما المحبة التي تأخذ أكثر مما تعطي, فهي ليست محبة حقيقية, إنما هي محبة للذات وهي أيضا تحب ما تأخذه, ولا تحب من تأخذ منه... لذلك فإن محبة الله لنا هي المحبة المثالية لأنها باستمرار يعطي دون أن تأخذ ولهذا ايضا فأن محبة الأم لطفلها هي محبة حقيقية, لأنها باستمرار تعطي, وباستمرار تبذل... >**gt; ولكن لعل إنسانا يسأل: ولماذا لا نحب ذواتنا؟ وأية خطيئة في ذلك؟! ومن من الناس لايحب ذاته ؟! إنها غريزة في النفس. نعم, جميل منك أن تحب نفسك. علي أن تحبها محبة روحية, تحب ذاتك من حيث ان تهتم بنقاء هذه اللذات وقداستها وحفظها بلا لوم أمام الله والناس. وتحب ذاتك من حيث اهتمامك بمصيرها الأبدي, ونجاتها من الدينونة الأخيرة حينما تقف أمام منبر الله العادل, لتعطي حسابا عن أعمالها وعن أفكارها ونياتها ومشاعرها. هذا هو الحب الحقيقي للذات. الحب الذي يطهر الذات من أخطائها ومن نقائصها, ويلبسها ثوبا من السمو والكمال. >**gt;وهناك شرط آخر للمحبة الحقيقية للذات, وهو أن الأنسان في محبته لذاته يحب جميع الناس أيضا, ويكون مستعدا أن يضحي من أجلهم بكل ما يملك, ولو ضحي بذاته آيضا فلا يجوز لك أن ترتفع علي جماجم الآخرين, ولا أن تبني سعادتك علي شقائهم, أو تبني راحتك علي تعبهم! لذلك ضع مصلحة الآخرين قبل مصلحتك, وفضل خيرهم علي خيرك. وعليك أن تضحي من أجل الناس, سواء شعروا بهذه التضحية أو لم يشعروا, وسواء شكروا عليها أو لم يشكروا >**gt; لذلك هناك فضيلة عظمي وهي إنكار الذات. فالإنسان النبيل لا يزاحم الناس في طريق الحياة. بل يفسح لهم مجالا لكي يعبروا, ولو سبقوه! إنه يختفي لكي يظهر غيره, ويصمت لكي يتكلم غيره. ويمدح غيره أكثر مما يمدح نفسه. ويعطي مكانه ومكانته لغيره. وبذلك كما يسعد غيره, يسعد نفسه أيضا... إنه دائم التفكير في غيره, ومحبة غيره وصالح غيره, وأبدية غيره وقداسة غيره... أما ذاته فيضعها آخر الكل, أو خادمة للكل. إنه يفرح لأفراح الناس, ولو كانت الآلام تحيط به من كل ناحية. وإن أصابهم ألم لا يستريح هو, وإن كانت وسائل الراحة تحت قدميه... إنه شمعة تذوب لكي تضيء للآخرين... وفي إنارتها للناس, لا تفرح بأنها صارت نور. إنما تفرح لأن الآخرين قد استناروا. ذاتها لا وجود لها في أهدافها. >**gt; إن أنجح الإداريين في العالم هم المنكرون لذواتهم. وأكثرهم فشلا هم الأنانيون. إن أنجح إداري هو الذي يعطي فرصة لكل إنسان أن يعمل, ويشرف علي الكل في عملهم. ويبدو كما لو كان هو لا يعمل شيئا, بينما يكون هو مركز العمل كله, ويكون محبوبا في عملهم. ويبدو كما لو كان هو لا يعمل شيئا, بينما يكون هو مركز العمل كله. ويكون محبوبا في العمل. لأنه كلما نجح العمل, يتحدث عن مجهود فلان وفلان, وينسب النجاح إلي كثيرين غيره وينكر ذاته... إن المنكر لذاته يهمه أن ينجح العمل أيا كانت اليد التي تعمله. أما المتمركز حول ذاته فلا يهمه إلا أن يتم النجاح علي يديه, ولو أدي الأمر إلي تعطيل العمل كله!! |
||||
13 - 06 - 2012, 11:23 PM | رقم المشاركة : ( 343 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موسوعة شاملة عن مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث بابا وبطريرك الكرازة المرقسية
قداسة البابا شنودة الثالث يكتب من الداخل، أمْ مِنَ الخارج؟ كتب أ ك أ بقلم قداسة البابا شنوده الثالث ?? إذا اجتمعت أعضاء الإنسان يوماً، فلا شكّ أن القلب سيكون بينها رئيساً. ذلك لأن الإنسان تقوده مشاعره، والمشاعر كامنة داخل القلب. ولكي تكون المشاعر سليمة، فإنَّ القلب يصطحب معه الضمير، بشرط أن تكون أحكام الضمير صالحة، وأحكامه توافق الحق، ولا يكون تحت تأثير خارجي. ?? ولذلك لابد من عمل تقييم مستمر لمستوى المشاعر واتجاهاتها، وتغيرها من حين إلى آخر! والتأكد من سلامة تصرُّف الإنسان في سلوكياته ... وهكذا تدعو الحاجة إلى مراقبة حالة النَّفس من الداخل ومن الخارج. وكيف تسلُك النَّفس في عدّة موضوعات من التقوى والعفة والصداقة وألوان من العبادة. وسنحاول أن نطرق الموقف من كل هذه الأمور وغيرها، بمقياس الخارج والداخل. ?? إنَّ اللَّه تهمه حالة القلب قبل كل شيء، وليس مُجرَّد المظاهر الخارجية. إلاَّ لو كانت تلك المظاهر الخارجية تعبيراً صادقاً عن حالة القلب من الداخل. بحيث يكون الأمران معاً عبارة عن صورة واحدة في تيار واحد. ?? من المُلاحظ أن بعض الوعاظ ورجال التربية يهتمُّون كل الاهتمام بالنقاوة الخارجية فقط ويُركَّزون عليها! فبالنسبة إلى الفتاة مثلاً، يهتمون بمظهرها: هل تتفق ملابسها وقواعد الحشمة؟ وهل هى تسرف في زينتها لكي تجذب بذلك غيرها! ويُركِّزون على هذه السلبيات. ولا يتطرَّقون إلى الباعث الداخلي، الذي يكمن في القلب، ويسبِّب عدم الحشمة!! والمفروض أن يكون التركيز على الداخل، من جهة محبة الفضيلة ونقاء القلب. فإن صار القلب نقياً من الداخل، وتخلَّص من المشاعر التي تدفع الفتاة إلى التَّبرُّج في زينتها، حينئذ هى نفسها، من تلقاء ذاتها وبدون وعظ، ستتخلَّى عن كل تلك المظاهر الخاطئة. ?? كذلك الشاب الذي يطيل شعره لكي يتميَّز عن غيره، ويلبس ملابس لا تليق. ويضع سيجارة في فمه ليشبه الكبار. ويستخدم العُنف ليُثبت قوته! هذا لا يثنيه الوعظ أو الضغط الخارجي. إنما يحتاج أن يعرف ما معنى الرجولة؟ وما هى علامات قوة الشخصية؟ وكيف يمكنه أن يكسب محبة وتقدير الناس؟ بالإضافة إلى نقاء القلب من الداخل. فإن اقتنع بكل هذا، لابد سيترك أخطاءه بدون توبيخ أو قهر... ?? إن العُنف والضغط الخارجي والشدة في التوبيخ، ليست هى الأمور التي تُصلِح الآخرين. وغاية مَن تصل إليه هو الإجبار على مظهر خارجي يبدو سليماً، ويبقى القلب كما هو، بنفس رغباته واتجاهاته. يُضاف إلى ذلك روح التَّذمُّر والضيق!! ?? يحسُن أن يعرف الشباب وغيره، أن العُنف ليس دليلاً على القوة. بل هو الاعتراف بالعجز عن حل الأمور بطريقة هادئة! وبهذه المناسبة، أتذكَّر ما قاله أحد الشعراء: ضِعاف الأُسد أكثرها زئيراً وقد كبر البعير بغير لبٍ ... ... وأصرمها اللواتى لا تزيرُ ولم يستفد بالكبر البعيرُ ?? إن الذين يهتمون بالمظاهر الخارجية الزائفة، رُبَّما يشبهون قبوراً مزينة جداً من الخارج. بينما في الداخل أجساد قد تحلَّلت ويأكلها الدود! إن المظاهر الخارجية غير مقبولة عند اللَّه، ولا ينخدع بها جميع الناس. ومع ذلك لا ننكر أنه بالإضافة إلى القلب النَّقي من الداخل، يحسُن أيضاً أن يكون الخارج أيضاً نقيَّاً: ويكون سلوك كل شخص حسنٌ جداً من الخارج، بحيث يكون ذلك نابعاً من القلب، وليس مُجرَّد تظاهر أو رياء لمُجرَّد نوال مديح الناس! بل الهدف هو إرضاء اللَّه، وأيضاً لكي لا يكون عثرة أمام الناس، بل قدوة صالحة تنفع الغير. ولا شكَّ أن الاهتمام بنقاء القلب من الداخل، ليس معناه ترك الخارج أيضاً. إنما علينا أن نضع أُسُس سليمة للتخلص من الأخطاء. ?? مثال ذلك: إنسان يكذب كثيراً. هل إصلاحه يأتي بعظات عن خطية الكذب وخطورتها ومضارها؟! وهل توبيخه على كذبه يجعله يبطل ذلك؟! أمْ الأفضل لإصلاحه أن نبحث عن الأسباب التي تدعوه إلى الكذب: هل هو يكذب لإخفاء خطية وقع فيها؟ أو يكذب للحصول على منفعة ما؟ أو القصد من الكذب هو التباهي، أو التخلُّص من الإحراج؟ أو أن الكذب قد صار عادة عنده، بحيث يكذب بلا سبب يضطره إلى ذلك؟ أمْ يكذب عن طريق الفكاهة، أو لإغاظة غيره أو التَّهكُّم عليه؟ أو لسبب آخر؟ إذن نبحث عن سبب الكذب ونُعالجه. ونقنع صاحبه بعدم جدواه. ونُقدِّم له حلولاً عملية أو بدائل لا خطأ فيها. مع الاقتناع بكسب ثقة الناس واحترامهم بأسلوب الصدق. وهكذا نُعالج الداخل، فيزول الخطأ الخارجي تلقائياً... ?? نصيحتي لك: أن تحترس من الأسباب التي تقودك إلى الخطأ الخارجي. وهذا الاحتراس يقودك إلى نقاء الداخل. ومن أجل أمانتك في الخارج، يُساعدك اللَّه على النقاء الداخلي. ?? نصيحة أخرى، وهو أن تسلك في الفضيلة بطريقة سليمة، تدرك عمقها الداخلي، وليس مجرد الممارسة الخارجية. فالصوم مثلاً، لا تعتبره مُجرَّد فضيلة خاصة بالجسد في الامتناع عن الطعام، فهذا عمل خارجي لا علاقة له بالقلب. إنما تضيف إلى ذلك الامتناع عن بعض الخطايا التي تقع فيها. وهنا يجتمع الأمران معاً: عمل الجسد وعمل القلب والروح. ?? الصلاة أيضاً لا تعتبرها مجرد كلام أمام اللّه. كما قال عنها أحد القديسين: " أنا ما وقفت أمام اللَّه لكي أعدّ ألفاظاً! ". إنما ليدخل عمل القلب في صلاتك: من حيث أن تصبح الصلاة صلة مع اللَّه، بتركيز الفكر والقلب في كل كلمة تقولها وتعنيها. وأيضاً باشتراك القلب بخشوعه. وليرشدك اللَّه في ممارسة كل فضيلة، بحيث لا تكتفي بمظهرها الخارجي، إنما تدخل إلى عُمقها. وليكن الرب معك خاص وكالة الانباء القبطية |
||||
13 - 06 - 2012, 11:24 PM | رقم المشاركة : ( 344 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موسوعة شاملة عن مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث بابا وبطريرك الكرازة المرقسية
الرحمة والقسوة بقلم قداسة البابا شنوده الثالث إنَّ الرحمة هى أوَّل ما يُركِّز عليه إخوتنا المسلمون من صفات اللَّه عزَّ وجلّ. فأوَّل آية في الفاتحة هى " بسم اللَّه الرحمن الرحيم ". وهذه قد تكرَّرت في آيات قرآنية كثيرة. وبها يبدأ المُسلم خطابه أو مقاله مُتذكِّراً كل يوم رحمة اللَّه. ويقول أيضاً: " رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين " [118 المؤمنين]، "وأنت أرحم الراحمين " [151 الأعراف]، ويقول أيضاً: " إن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ " [23 ؛ 149 الأعراف]. ولكنه يعرف في نفس الوقت أنه: " لا عَاصِمَ اليومَ مِن أمرِ اللَّهِ إِلاَّ مَن رَحِمَ " [43 هود]. إذن كما أنَّ اللَّه رحيم، ينبغي أن يكون البشر رُحماء. نفس الكلام عن الرحمة موجود في المسيحية. ولذلك فالمسيحي يقول في بدء صلاته كل يوم: " ارحمني يا اللَّه كعظيم رحمتك " ( مزمور 51 ). ويقول في نهاية الصلاة: " ارحمنا يا اللَّه ارحمنا " ( مزمور 123 ). ويقرأ في الإنجيل: " طوبى للرحماء فإنهم يُرحمون "، " طوبى للودعاء "، " طوبى لصانعي السلام " ( متى 5 ). ومن أهمية الرحمة يقول الرب في الكتاب المقدس: " أُريد رحمة لا ذبيحة " ( هوشع 6 ). ويقول أيضاً:" لا تنتقموا لأنفسكم ... إن جاع عدوك فأطعمه، وإن عطش فاسقه " ( رومية 12 ). ويقول عن الأشرار: " هم قُساةٌ لا يرحمون " ( إرميا 51 ). إذن الأمر واحد. اللَّه رحيم، ويريدنا أيضاً أن نكون رُحماء. أمَّا القُساة فهُم الذين لا يرحمون. حقاً إن رحمة اللَّه فوق الوصف، لا مثيل لها. فإلهنا في حنوه واشفاقه، يُقدِّر ظروف الإنسان وطبيعته الضعيفة، فيرحم. إنه لم يصنع معنا حسب خطايانا، ولم يجازنا حسب أثامنا، لأنه يعرف أننا تراب نحن، تثيره الريح فيتحوَّل إلى غبار في الجو. ويصبر اللَّه عليه تهدأ الريح فيستقر. أمَّا البشر فإنهم قُساة. ولذلك ما أجمل وأعمق ما قاله داود النبي: " أقع في يد اللَّه، ولا أقع في يد إنسان، لأن رحمة اللَّه واسعة ". ولعلَّ هذا يشبه ما قاله الشاعر العربي: عوى الذئبُ فاستأنستُ بالذئبِ إذ عوى وصوَّت إنسانٌ فكدتُ أطيرُ إنه أمر مُحزن أن الإنسان يكون أحياناً كالوحوش، حينما يغضب، أو ينتقم ويأخذ بالثأر. حقاً إن قسوة الإنسان معروفة منذ البدء، حين قام أخو هابيل عليه وقتله. للأسف كثيراً ما يكون الإنسان متعطِّشاً إلى الدَّم! يطلب دم غيره، ويفرح به إن سُفِكَ. هناك قوة غاضبة وحاقدة داخل نفسه تريد أن تتنفس! ولا يهمها كيف! هناك نوع من الأمراض النفسية يُسمَّى ( السادية ) ويعني التَّلذُّذ بآلام الغير. وهنا تظهر معاملة الذين يثأرون من غيرهم. فيعذبون عدوهم بأنواع عذابات كثيرة قبل أن يقتلوه. وما أبشع قول شخص يعزم أن يقتل عدوه. فيقول له في غيظ وقسوة " أريد أن أشرب من دمك!! ". أليس هذا لوناً من الوحشية يعيش فيها القُساة! والعجيب أن مِثل هذا القاتل يفتخر بما فعله شاعر بقوته وقدرته. يا أخي إنك إن قتلت مَن يعاديك، تحسب نفسك قوياً! ولكنك إن عفوت عنه فإنك تكون نبيلاً. والنُّبُل بلا شكّ أسمى وأعلى وأرقى خلقاً. ?? إن وجود الدم في الإنسان هو علامة حياته. وهكذا بسفك دمه تنتهي حياته. ولما كانت الحياة بيد اللَّه ( فهو الذي يُحيي ويُميت ) إذن فاللَّه هو وليّ الدم. لا يسمح أبداً بأن يُسفك الدم عبثاً أو ظُلماً. وقد قال في الكتاب المقدس: " سافك دم الإنسان، بيد الإنسان يُسفك دمه ". أي بيد الإنسان الموكل له من اللَّه أن يسفك دم سافك الدم، أو يأمر بذلك. وحفاظاً على دم الإنسان، أمر اللَّه قائلاً: " لا تقتل "، ووضع اللَّه الرحمةفي قلوب البشر لو استجابوا هُم لهذه الرحمة. أمَّا إذا لم يستجيبوا وقتلوا غيرهم، فإنَّ اللَّه سوف يُطالبهم بدم أخيهم المقتول منهم. ويقول للقاتل: " صوت دم أخيك صارخ إليَّ من الأرض ". بل أكثر من هذا فإن اللَّه الرحيم أمر بالرفق بالحيوان وعدم أذيَّته. وهكذا توجد جمعيات للرفق بالحيوان. ويوجد أطباء يتخصصون في الطب البيطري للعناية بالحيوان، ومعالجته إذا مرض. ومعروف ضمناً أن الإنسان الذي يشفق على حيوان، فإن مشاعره لا تسمح له بإيذاء إنسان. ما أشد قسوة بعض المتديِّنين في معاملتهم للخطاة، أو مَن يظنونهم خطاة، بعبارات جارحة. ويظنون أن هذه غيرة مقدسة وشهادة للحق! وما أشد عنف بعض الصحف التي تهاجم الغير، وبخاصة الذين لا يملكون الدفاع عن أنفسهم. فتتناولهم بكل سخرية وإهانة وتشهير ... وإن كان اللَّه سبحانه قد أمرَّ بعدم القتل، فهناك نوع آخر من القتل وهو القتل المعنوي الذي يقتل الإنسان في سمعته ويُحطِّمه بذلك. وكذلك القتل النفسي عن طريق الإذلال والإهانة والتشهير والتحطيم الإجتماعي وجرح الشعور والاحتقار والإهانة. وكل ذلك يكون مثل سُم يدخل داخل النَّفس. وإني أعجب من الذين يفرحون جداً بنشر الفضائح أيَّاً كانت ... فضائح مالية أو إجتماعية أو جنسية ويرون ذلك لوناً من التفوُّق الصحفي!! إنَّ اللَّه الذي ستر غالبية الناس، ولم يكشف كل ضعفاتهم أمام الآخرين، هو نفسه يُطالب البشر الذين يكشفون غيرهم ويعاملونهم بالخشونة والعُنف وبالقسوة والتعالي، يطالبهم جميعاً بالرفق بغيرهم. وعدم المحاولة بتجريح الغير، وكذلك بالبُعد عن الطريقة المنفِّرة في معاملة الآخرين ... مهما قدَّموا تبريرات كثيرة لِمَا يفعلون. |
||||
13 - 06 - 2012, 11:25 PM | رقم المشاركة : ( 345 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موسوعة شاملة عن مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث بابا وبطريرك الكرازة المرقسية
شبة الشر بقلم قداسة البابا شنوده الثالث في مفهوم الناس إن أي تصرُّف أو أي عمل: إمَّا أن يكون خيراً، أو أن يكون شراً. ولكن أن يكون شبه شرّ، فربما لا يكون هذا المفهوم وعملنا الآن هو أن نشرح هذا الأمر. ?? هناك أمور قد لا تكون شراً فى ذاتها، ولكنها لا تليق، فهى شبه شر. مثال ذلك إنسان يمضغ لباناً وسط الناس أو في إجتماع. ليس هذا شر فى ذاته ولكن لأنه أمر غير لائق يُعتبر شبه شر، أو شخص يغنى كما يشاء ويرفع صوته فى الطريق. ?? هناك أمور أخرى ليست شراً في ذاتها، ولكنها إذا تحولت إلى عادة تتسلط على إرادة الإنسان حينئذ تُصبح شراً. لأن كل ما يُفقد الإنسان حرية إرادته هو شر بلا شك. وهكذا تكون المرحلة المتوسطة قبل تكوين العادة المسيطرة هى شِبه شر. لذلك عليك أن تبتعد عن كل شيء يتحول عندك فيما بعد إلى عادة مسيطرة. في حالة الوصول إلى العادة المسيطرة يكون الأمر شراً واضحاً. أمَّا فى مرحلة الوصول إلى ذلك يكون الأمر هو شبه شر. ?? عليك أيضاً أن تبتعد عن كل ما يُسبِّب ضرراً لغيرك، حتى لو لم تكن تقصد إطلاقاً هذا الضرر ولا يخطر لك على بال. مثال ذلك ما يحدث من البعض فى زيارتهم للمرضى. وقد يكون مريض فى مستشفى وفي حالة تعب، والكلام معه يتعبه ويجهده. ويزوره أحد معارفه أو أصدقائه ويتكلَّم معه كثيراً وهو لا يدرى أن الكلام يتعبه. ويكون ذلك شبه شر. فإن أتعب المريض فعلاً أو أضره يتحوَّل الأمر إلى شر ... أو مريض آخر في مستشفى يحتاج فى مرضه إلى كمية من الأوكسجين. ورُبَّما يُركِّبون له في حجرته أجهزة الأوكسجين. ويزدحم مُحبِّوه فى غرفته بالمستشفى. وطبعاً يتنفسون ويأخذون كمية من الأوكسجين، ويتركون له كمية من ثاني أكسيد الكربون. وبهذا يضرونه وهم لا يعلمون ولا يقصدون. ويضطر الطبيب أن يخرجهم من حجرة المريض وهم واقعون في شبه شر. مثال آخر لشِبه الشرَّ، هو إنسان كثير الإلحاح. والإلحاح في ذاته ليس شراً إن كان في حدود المعقول. ولكن قد يزداد الإلحاح إلى درجة تُتعب الأعصاب. فيضطر السامع أن يقول: كفى أرجوك. لقد عرفت ما تطلب أو ما تقصد. فينصرف بعد أن يكون قد وقع في شِبه شر ... ومثل الإلحاح كثرة الشروحات أو تكرار الكلام، التي تكون بدرجة مُملَّة أو مزعجة. وبخاصة في موضوعات لا تحتاج إلى الشرح الكثير والتكرار الكثير. ويزداد الأمر إن كان السامع شديد الذكاء ويدرك ما يُقال له من أوَّل جملة. ويكون التكرار والشروحات ضغط على أعصابه. إن الشرح في ذاته ليس شراً ولكنه قد يتحوَّل إلى شبه شر. ?? مثال آخر هو زيارة صديق عزيز لك على غير موعد. بسبب الدالة والمحبة جاء إلى زيارتك، ولكن في وقت لا يعرف فيه هل هو مناسب أم لا؟ وهل تستطيع أن تتفرَّغ له أمْ لديك ما يشغلك؟ ويجلس، وتطول الجلسة. وأنت مُتضايق وبسبب المحبة لا تستيطع أن تظهر ضيقك. ويبدو أنه لم يضع حداً لنهاية زيارته! لا شك أن مثل هذه الزيارة للصديق العزيز قد دخلت في شبه شر. وإن طالت جداً وأتعبتك وأضاعت وقتك تتحوَّل إلى شر. وبالمِثل المكالمات التليفونية، بغير موعد وبغير وقت محدد. وقد يكون إنسان مع ضيوف له في بيته أو في مكتبه، يتحدَّثون معه في أمور هامة جداً. ثم يرن جرس التليفون، ويظل المُتكلِّم يتحدَّث في موضوعات طويلة، وهو لا يعبأ بالإجتماع وما يدور فيه، أو لا يعرف. ولا يسأل هل صاحب التليفون مشغول أو غير مشغول. من أجل هذا يضطر البعض إلى إتخاذ إجراءات لمنع الإتصال التليفوني في أوقات مُعيَّنة. هناك أمور رُبَّما لا تدركها، ولا تعرف هل تضر أو تضايق الطرف الآخر، ولكنها أمور تحتاج إلى حساسية وإلى ذكاء كي تدرك. وإلاَّ فإنك تدخل في شبه شر، أو تصبح غير مقبول في معاملاتك هذه مع الآخرين. ?? معروف أن عدم دفع الأجور لمستحقيها هو شر في ذاته. ولكن يدخل في شبه الشر أيضاً، تأخير دفع الأجور. ذلك لأن البعض لا يُبالي ويقول: أدفع للعامل أجرته باكر أو بعد باكر أو فما بعد. دون أن يدري إحتياج هذا العامل إلى أجرته وبسرعة، إن مثل هذا التأخير هو شِبه شر ... وبنفس المنطق تأثير دفع المساعدة لفقير. فلا يجوز أن تقول للمحتاج إذهب الآن وتعال غداً فأعطيك. بينما يكون ما يحتاجه موجوداً عنده. فهذا أيضاً شِبه شر. ويدخل في شِبه الشرِّ أيضاً التَّشدُّد في الثمن في البيع والشراء. وقد يكون في هذا ضرر للبائع أو المُشتري يحتمله مضطراً. ولا يظن المُتشدِّد في الثمن أنه قد ارتكب شرَّاً. لأن الصفقة تمَّت بموافقة الطرف الآخر (المُضطر). ولا شك أن هذا التَّشدُّد شِبه شر. فإن كان يحدث ضرراً واضحاً يكون شراً كاملاً. وبالمِثل الطبيب الذي يفرض مبلغاً ضخماً لإجراء عملية. وأيضاً كل صاحب مهنة، محامياً أو محاسباً أو مُدرِّساً، ومن شابه ذلك، بنفس التشدُّد في فرض أجرة عملية. وقد يدَّعي صاحب هذه المهنة أنه لم يرغم الذي يدفع له على التعامل معه. بينما يكون ذلك مضطراً، إذ كان يثق بكفاءة صاحب هذه المهنة. ?? ومن الأشياء التي تدخل في شِبه الشرِّ، الوقت الضائع بلا سبب جوهري. وقد يقول الشخص أنا لم أعمل في هذا الوقت أي شيء خاطئ! فنقول له وأيضاً لم تعمل فيه أي شيء نافع هو شِبه شرّ. هناك نوع آخر من شِبه الشرِّ، هو وقوف النمو في عمل الخير. فالمفروض الإنسان الروحي الذي يسعى إلى الكمال، أن ينمو باستمرار. وإن توقَّف نموه يكون هذا شِبه شرّ. ومن ضمن الأشياء التي تدخل في شِبه الشرِّ، أمور ليست شراً في ذاتها، ولكنها تنتهي إلى شر ... مثال ذلك علاقة تبدو بريئة في ذاتها. ولكنها بالوقت والإستمرار تنتهي بخطيئة. لذلك يحتاج الأمر إلى حكمة وتمييز للمواقف وما تنتهي إليه الأمور على المدى الزمني. ومن شِبه الشرّ أيضاً المواقف السلبية التي لم يفعل الإنسان خيراً ولا شراً. ولكنه كان ينبغي أن يأخذ موقفاً إيجابياً في الخير |
||||
13 - 06 - 2012, 11:27 PM | رقم المشاركة : ( 346 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موسوعة شاملة عن مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث بابا وبطريرك الكرازة المرقسية
ما هو الإيمان؟ وما صفاته؟ بقلم البابا المعظم الانبا شنودة الثالث † هناك أنواع كثيرة من الإيمان. منها المستوي العالي في الإيمان الذي يمكنه ان يصنع المعجزات ومثال ذلك إيمان موسي النبي الذي شق البحر الأحمر بعصاه. وكان واثقا ومؤمنا بانه حينما يضرب البحر بالعصا سينشطر شطرين وبهذا الإيمان ضرب لنا مثلا لم يحدث من قبل. وهناك الإيمان بأمور لا تري. مثلما نؤمن بالله وبملائكته وبسمائه ونحن لا نري. وهناك ايضا الإيمان القلبي، غير الإيمان النظري الذي نعرف به امورا عن الله -جل جلاله- من الكتب. † هناك الإيمان النظري الذي هو مجرد إيمان عقلي. وغير ذلك الإيمان العملي الذي يتخلل الحياة كلها. والذي يكون من نتائجه الإيمان الاختباري في الحياة مع الله. إنه إيمان يرتفع عن مستوي الحواس. وفيه يشعر الإنسان انه أمام الله في كل وقت، وفي كل مكان، وعنه قال داود النبي في المزمور: رأيت الرب أمامي في كل حين، لانه عن يميني فلا أتزعزع. وواضح من هذا انه لا يري الله بالعين المادية. فالله روح لا يري بالحواس. وقد قرأت قصة عن ان فيلسوفاً ملحداً كان يتمشي في وسط الحقول. ورأي فلاحا ساجدا علي الأرض يصلي، ويكلم الله بكل ثقة وإيمان فوقف ذلك الفيلسوف متعجبا من هذا الفلاح البسيط الذي يكلم كائنا لا يراه، ويسجد امامه بكل خشوع. وقال في نفسه انني مستعد ان اتنازل عن كل فلسفتي ان أمكنني ان احصل علي بساطة هذا الفلاح! ان الله بالنسبة الي المؤمنين الحقيقيين، ليس هو اله مناسبات. ولا مجرد إله يري في المواضع المقدسة. إنما هو إله كل وقت وكل مكان انه معنا باستمرار. إنه اله الحياة كلها نراه (أو نشعر) به في كل الأحداث التي تمر بنا. نؤمن بأنه هو الذي يحرك الكون ويدير دفته، نراه في كل ما مرت علينا من أحداث في الماضي، ونراه فيما نتوقع ان يعمله من اجلنا ومن اجل العالم في المستقبل. † إن الإيمان ليس مجرد فضيلة منفردة بذاتها، بل هو يتصل بفضائل عديدة: فهو يرتبط بالسلام والهدوء والاطمئنان. كذلك فإن المؤمن اذ يؤمن بوجود الله الذي لا يراه، فهو لا يجرؤ ان يرتكب خطية امام الله، حتي وهو وحده لا يراه احد. بل انه لا يجرؤ علي ارتكاب خطية بفكره او بنيته، ولا خطية في قلبه اذ يستحي من الله فاحص القلوب وقاريء الافكار. وبهذا يقوده الإيمان الي نقاوة القلب والفكر. † والمؤمن الحقيقي يستطيع ان يصل الي حياة التسليم اذ يسلم حياته في يدي الله وينساها هناك. يفعل هذا وهو مطمئن لا يناقش الله فيما يفعله به. إنه لا ينشغل بالحاضر ولا بالمستقبل. ولا تتعبه الأفكار والتكهنات. يكفي ان حياته في يد الله. وهذا يجعله مستريح البال مطمئن القلب. † حقا ان بساطة الإيمان تؤدي الي السعادة والراحة. عكس ذلك الذين لا يعيشون بالإيمان. فهم دائمو التفكير، وتتعبهم أفكارهم، وتقودهم الي الهم وإلي القلق، وإلي البحث عن طرق وحيل بشرية تعينهم. وقد تكون طرقا فيها العديد من الخطايا! وكل ذلك لأنهم اعتمدوا علي فكرهم البشري وحده وليس علي الإيمان بالله وعمله. † إن الإيمان يقود إلي السلام الداخلي وإلي الفرح بالله. والمؤمن الحقيقي يري ان "كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ" ويطيعونه (رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 8: 28). وبهذه الثقة في خيرية الله وصلاح عمله، يكون المؤمن في سلام داخلي، مهما كانت الأمور في ظاهرها غير ذلك! فهو يؤمن ان الله دائما يعمل معه خيرا. وإن هاجمه شر من الخارج، فالله قادر ان يحول الشر الي خير. والمؤمن الذي يسلم حياته لله، لا يشترط عليه شروطاً. ولا يطلب منه ضمانات، ولا يضع أمامه تحفظات!! إنما هو يسلم حياته لله، ولا يحمل بعد ذلك هما. ولا تحاربه الشكوك والأوهام وذلك لأنه مؤمن تماما بان الله لابد سيصنع معه خيرا. † والمؤمن الحقيقي لا يخشي العقبات ولا يعترف بالمستحيل. بل يؤمن ان الله قادر علي كل شيء ولا يعسر عليه أمر. فمادام الله يريد له الخير، وهو قادر أن يفعل ذلك، لذلك فإن المؤمن لا يضطرب ولا يحمل هما ولا يشك. وكل شيء في دائرة الإيمان سهل وممكن. † ان الإيمان درجة اعلي من العقل بكثير. فالعقل له دائرة محدودة يعمل فيها أما الإيمان فلا حدود لعمله. بل يصل أحياناً الي إمكانية حدوث المعجزة، والله قادر علي ذلك. بينما العقل لا يدرك المعجزة، فهي خاصة بالإيمان وحده. عجيب ان الإنسان أحياناً لا يتعبه سوي عقله وطريقة تفكيره. اما الإيمان فيريحه في كل شيء... وعندما يري العقل جميع الأبواب مغلقة أمامه، فإن الإيمان يري بابا يفتحه الله باستمرار، غير تلك الأبواب التي رآها العقل مغلقة. وبالإيمان يري الله يفتح، ولا احد يغلق.. مبارك أنت يا رب في كل رعايتك وعنايتك. ونحن بالإيمان نري أبوابك المفتوحة أمامنا، التي لا يستطيع احد ان يغلقها، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. إن المؤمن -اذا ضعف إيمانه- فإنه يحتاج حينذاك إلي أدلة وبراهين لكي تقوي إيمانه. اما المؤمن الحقيقي فهو مقتنع دائما بتدبير الله لحياته. واقتناعه مبني علي ثقة بمحبة الله له وحكمته فيما يعمله لأجله. ومادامت هذه الثقة موجودة، فلا حاجة اذن إلي البراهين التي لا يدفع إلي طلبها الا الشك! † إن المؤمن الحقيقي لا يؤمن فقط بوجود الله، بل يؤمن أيضا بكل صفات الله وبكل ما يخص الله ويتعلق به.. يؤمن بحكمة الله، وبمشيئته الصالحة. ويؤمن بوصايا الله وبكل وعوده لنا ويؤمن بالمعجزات وبقدرة الله علي كل شيء ويؤمن بالروح، والخلود وحياة الدهر الآتي. يؤمن بكل ذلك عن ثقة لا تقبل الشك وليست كأمور مفروضة عليه. وتظهر نتيجة إيمانه في حياته وتصرفاته. فهو يقول بإيمان: لتكن مشيئتك يا رب. فمشيئتك هي الصالحة لنا ولخيرنا حتي إن كنت أحياناً لا أدرك عمق حكمتك. ولكن من كل قلبي أؤمن بان كل ما تشاؤه هو خير وحكمة. † ولهذا فإن المؤمن الحقيقي يعيش دائما في حياة الشكر. فحياة الإيمان لا تعرف التذمر إطلاقاً لان التذمر هو احتجاج علي مشيئة الله، حتى ولو كان احتجاجا صامتا. كما انه اعتداد بالفهم البشري الخاص، وفي هذا لون من الغرور. |
||||
13 - 06 - 2012, 11:28 PM | رقم المشاركة : ( 347 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موسوعة شاملة عن مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث بابا وبطريرك الكرازة المرقسية
كنوز في السماء من مقالات قداسة البابا شنودة الثالث كل ما في السماء كنوز، لا تخطر على قلب بشر. وكلها قد أعدَّها اللَّه للأبرار، مكافأةً لهم على ثباتهم في الفضيلة، وعلى جهادهم الروحي وانتصاراتهم على كل إغراءات الشيطان وحيله، هو وكل أعوانه. ولكنني في هذا المقال لست أقصد الكنوز التي أعدَّها اللَّه ـ تبارك اسمه ـ ، إنَّما أقصد ما يكنزه الإنسان لنفسه في السماء، بأنواع وطُرق شتَّى سوف نتحدَّث عنها... وسعيد هو الإنسان الذي لا يركِّز كل اهتماماته وجهده على كنوز يكنزها ههنا في الأرض، كأموال في البنوك، أو عقارات وأبنية، أو أرضٍ يمتلكها، أو مصانع وشركات، أو ما شاكل ذلك من المقتنيات الأرضية ... إنما يكون له نصيب أيضاً فيما يجب أن يقتنيه في السماء وما يكنزه هناك. فلماذا يكون هذا؟ وكيف؟ إكنز لك كنوزاً في السماء، لأن كل ما في الأرض هو فانٍ لا يدوم. وكل ما تقتنيه فيها، لن تأخذه معك يوم تترك هذه الأرض مهما طال عمرك. لذلك عليك أن تضع أمامك ميزاناً يُفرِّق بين الفانيات والباقيات: ما تأخذه معك، وما تتركه لغيرك، أردت أو لم ترد... قد يقول البعض: " أنا ـ إن تركت العالم ـ فكل ما أقتنيه سأتركه لأولادي وأفراد عائلتي. وهكذا لن يضيع مني شيء " وطبعاً هذا أمر مقبول لا يُعارضه أحد، فأنت مسئول عن أولادك مسئولية اجتماعية أمام اللَّه والناس. ولكن هذا لا يمنع من أن تُقدِّم جزءاً من أموالك للغير. والحكمة تقول لنا جميعاً: " افعلوا هذه، ولا تتركوا تلك. ومحبة كل إنسان للخير ينبغي أنها لا تقتصر على أولاده، بل تكون شاملة. لأنه قد يكون الغير محتاجاً إلى المعونة أكثر من أولادك... كما أنك لا تضمن أولادك هل يحسنون التَّصرُّف في مالك أم يسيئون؟ فإن كانوا حكماء وميَّالين إلى عمل الخير، سوف تنال نصيباً في السماء من أجرهم. وإن كانوا عكس ذلك، وضيَّعوا المال بعيش مُسرف أو في ما لا يليق، تكون قد خسرت كل شيء. وعلى كل حال، فالأمر المضمون، هو أن تفعل خيراً للآخرين في حياتك مباشرةً. كذلك ينبغي أن تعرف أن كل المال الذي لك، وكل الخيرات التي منحك اللَّه إيَّاها، أنت مُجرَّد وكيل عليها لكي تستخدمها في الخير. وسوف تقدم عنها حساباً أمام اللَّه الذي سيقول لك هنا وفي الأبدية: " اعطني حساب وكالتك ". واذكر دائماً الحكمة التي تقول: " ما عاش مَن عاش لنفسه فقط ". فأنت تعيش يا أخي في مجتمع له حقوق عليك، ولابد أن تقوم بواجبك. فاكتنازك كل أموالك لنفسك، دون أن تعطي منها لغيرك وبخاصة للمحتاجين منهم، هو لون من الأنانية والالتفاف حول الذات، لا أقبله لك، ولا يجوز أن تقبله لنفسك... حسنٌ أن يسعد الإنسان في حياته، ولكن الأفضل من هذا، أن يُسعِد غيره. وبإسعاده للغير سوف يشعر بسعادة أكثر وأسمى. ولهذا الأمر فائدتان: فالذي يُسعِد غيره من ماله له أجر في السماء. وكل ما يدفعه يصير كنزاً له في الأبدية. وكأنه بهذا يحوِّل المال الأرضي الفاني إلى ما يسمونها " عملة صعبة " أعني سمائية. أمَّا الفائدة الثانية، فهي أنَّ هؤلاء الذين يسعدهم سوف يدعون له بالخير، ويُصلُّون من أجله، ويقبل اللَّه صلواتهم لأنها من قلوبهم... نقطة أخرى، وهى أنك إن أنفقت جزءاً من أموالك سوف يبارك اللَّه الباقي، وستجد أن مالك ـ بالعطاء ـ قد زاد ولم ينقص، إذ قد دخلت البركة بما قدمته لغيرك من الخير. وبخاصة في هذا العصر الذي انتشر فيه الغلاء وارتفعت الأسعار بطريقة لا يحتملها الكثيرون. واعرف أن كل معونة مالية تُقدّمها لمحتاج، لا ينساها لك اللَّه، بل أنه يعينك في حياتك كما أعنت غيرك... وتأكَّد تماماً أن ماليتك الحقيقية ليست هى مُجرَّد رصيدك في البنوك، أو ما تذخر به خزائنك. إنما رصيدك الحقيقي أمام اللَّه هو عدد الذين أسعدتهم بمعوناتك لهم، ومساهمتك في رفع الضيق عنهم، تُرى كم هم؟ أيضاً من الكنوز التي لك في السماء، ما ساهمت به في حَل مشاكل الناس، ومقدار جهدك في إراحة غيرك. حاول إذن أن تريح غيرك على قدر ما تستطيع، مِن كل مَن سمح اللَّه أن تقابلهم في طريق الحياة، أو مَن يقصدونك ولهم عشم فيك أن تصنع معهم خيراً. لهذا فكل وظيفة تعمل فيها، أو كل مسئولية تُعهد إليك، إتخذها بقدر استطاعتك مجالاً لعمل الخير وإراحة الناس حسب ما يسمح به اختصاصك. وفي هذا، أتذكَّر أنني قلت ذات مرَّة إنَّ الموظف النبيل يجد حلاً لكل مشكلة تصل إليه. أمَّا الموظف المُعقَّد فإنه يحاول أن يخلق مشكلة لكُلِّ حلٍّ، فيُعقِّد الأمور حسب نوع نفسيته! وثق أن سُمعتك سوف تتبعك بعد ترك الوظيفة أو المسئولية، ويصدر الناس أحكاماً من جهتك يجمعون عليها، فيحكمون على شخصيتك حسب ما فعلته... اكنز لك أيضاً حياة فاضلة، فإنَّ أعمالك ستتبعك وتقف أمامك في يوم الدينونة الرهيب. فيا ليت حياتك تكون كلها خيراً، لك ولكل الناس. وإن لم يكن لك ما تُقدِّمه من مال للغير، فعلى الأقل قدِّم لهم كلمة طيبة، أو ابتسامة رقيقة، أو تشجيعاً أو مواساة. وثِق أنَّ هذا كله سيكون مكنوزاً لك في السماء. هناك أشخاص كنزوا لهم في السماء مشروعات نافعة للبشرية كلها، أو قدّموا من عملهم وسائل لعلاج المرضى أو لتخفيف آلامهم، أو مشروعات تساعدهم على العيش. أو بعض كتَّاب قدَّموا من إنتاجهم الفكري ما يفيد الآخرين. إن كان الأمر هكذا، فماذا نقول إذن عن الذين يخافون أن يعطوا لئلا تنقص أموالهم، وهُم يريدونها أن تزيد وتنمو؟! بل ماذا نقول عن الذين يكنزون لأنفسهم أعمالاً شريرة تكون سبباً في هلاكهم أو طباعاً رديئة لا يشاءون أن يُغيِّروها؟ أخيراً أحب أن أسألك أيها القارئ العزيز: ماذا كنزت لنفسك في السماء؟ ما هو رصيدك فيها؟... |
||||
13 - 06 - 2012, 11:29 PM | رقم المشاركة : ( 348 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موسوعة شاملة عن مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث بابا وبطريرك الكرازة المرقسية
عظمة العذراء بقلم" البابا شنودة" عظمة العذراء عظمة العذراء قررها مجمع أفسس المسكوني المقدس الذي إنعقد سنة 431م بحضور 200 من أساقفة العالم ووضع مقدمة قانون الإيمان التي ورد فيها : نعظمك يا أم النور الحقيقي ونمجدك أيتها العذراء القديسة والدة الإله لأنك ولدت لنا مخلص العالم أتي وخلص نفوسنا فعلي أية الأسس وضع المجمع المسكوني هذه المقدمة هذا ما سنشرحه الأن : العذراء : هي القديسة المطوبة التي يستمر تطويبها مدي الأجيال كما ورد في تسبحتها : هوذا منذ الأن جميع جميع الأجيال تطوبني ( لو 1 : 46) والعذراء تلقبها الكنيسة بالملكة وفي ذلك أشار عنها المزمور 45 : قامت الملكة عن يمين الملك . ولذلك فإن كثيرا من الفنانين حينما يرسمون صورة العذراء يضعون تاجا علي رأسها وتبدو في الصورة عن يمين السيد المسيح ويبدو تبجيل العذراء في تحية الملاك جبرائيل لها : السلام لك أيتها الممتلئة نعمة . الرب معك . مباركة أنت في النساء ( لو 1 : 28) أي ببركة خاصة شهدت بها أيضا القديسة أليصابات التي صرخت بصوت عظيم وقالت لها : مباركة أنت في النساء ومباركة هي ثمرة بطنك ( لو 1 : 42) وأمام عظمة العذراء تصاغرت القديسة أليصابات في عيني نفسها وقالت في شعور بعدم الإستحقاق مع أن أليصابات كانت تعرف أن إبنها سيكون عظيما أمام الرب وأنه يأتي بروح إيليا وقوته ( لو 1 : 15 ، 17) " من أين لي هذا أن تأتي أم ربي إلي" ( لو 1 : 43) ولعل من أوضح الأدلة علي عظمة العذراء ومكانتها لدي الرب أنه بمجرد وصول سلامها إلي أليصابات إمتلأت أليصابات من الروح القدس وأحس جنينها فارتكض بابتهاج في بطنها وفي ذلك يقول الوحي الإلهي : فلما سمعت أليصابات سلام مريم ارتكض الجنين في بطنها وإمتلأت أليصابات من الروح القدس ( لو 1 : 41) إنها حقا عظمة مذهلة أن مجرد سلامها يجعل أليصابات تمتلئ من الروح القدس ! من من القديسين تسبب سلامه في أن يمتلئ غيره من الروح القدس ولكن هوذا أليصابات تشهد وتقول : هوذا حين صار سلامك في أذني ارتكض الجنين بابتهاج في بطني امتلأت أليصابات من الروح القدس بسلام مريم وأيضا نالت موهبة النبوة والكشف فعرفت أن هذه هي أم ربها وأنها : أمنت بما قيل لها من قبل الرب كما عرفت أن ارتكاض الجنين كان عن إبتهاج وهذا الابتهاج طبعا بسب المبارك الذي في بطن العذراء : مباركة هي ثمرة بطنك ( لو 1 : 41 – 45) عظمة العذراء تتجلي في اختيار الرب لها من بين كل نساء العالم الإنسانة الوحيدة التي انتظر التدبير الإلهي ألاف السنين حتي وجدها ورأها مستحقة لهذا الشرف العظيم الذي شرحه الملاك جبرائيل بقوله : الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك فلذلك أيضا القدوس المولود منك يدعي إبن الله ( لو 1 : 35) العذراء في عظمتها تفوق جميع النساء: لهذا قال عنها الوحي الإلهي : بنات كثيرات عملن فضلا أم أنت ففقت عليهن جميعا ( أم 31 : 39) ولعله من هذا النص الإلهي أخذت مديحة الكنيسة : نساء كثيرات نلن كرامات ولم تنل مثلك واحدة منهن هذه العذراء القديسة كانت في فكر الله وفي تدبيره منذ البدء ففي الخلاص الذي وٌعد به أبوينا الأولين قال لهما إن : نسل المرأة يسحق رأس الحية ( تك 3 : 15) هذه المرأة هي العذراء ونسلها هو المسيح الذي سحق رأس الحية علي الصليب |
||||
13 - 06 - 2012, 11:30 PM | رقم المشاركة : ( 349 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موسوعة شاملة عن مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث بابا وبطريرك الكرازة المرقسية
لست أريد شيئاً من العالم لقداسة البابا شنوده لست أريد شيئاً من العالم ، لأن العالم أفقر من ان يعطيني لو كان الذي أريده في العالم ، لا نقلبت هذه الأرض سماءاً ، ولكنها ما تزال أرضاً كما أري ، ليس في العالم الا المادة والماديات ، وأنا أبحث عن السماويات ، عن الروح ، عن الله . لست أريد شيئاً من العالم ، فأنا لست من العالم ، لست تراباً كما يظنون ، بل أنا نفخة إلهية , كنت عند الله منذ البدء ، ثم وضعني الله في التراب ، وسأترك هذا التراب بعد حين وأرجع إلي الله . لست أريد من هذا التراب شيئاً ، من عند الآب خرجت وأتيت إلي العالم ، وأيضاً أترك العالم وأرجع إلي الآب . لست أريد شيئاً من العالم ، لأن كل ما أريده هو التخلص من العالم . أريد أن أنطلق منه ، من الجسد ، من التراب ! وارجع – كما كنت – إلي الله ، نفخة { قدسية } لم تتدنس من العالم بشئ . لست أريد شيئاً من العالم ، لأني أبحث عن الباقيات الخالدات ، وليس في العالم شئ يبقي إلي الأبد ، كل ما فيه إلي فناء ، والعالم نفسه سيفني ويبيد . وأنا لست أبحث عن فناء . لست أريد شيئاً من العالم ، لأن هناك من اطلب منه . هناك الغني القوي الذي وجدت فيه كفايتي ولم يعوزني شئ . أنه يعطيني قبل أن أطلب منه ، يعطيني النافع الصالح لي . ومنذ وضعت نفسى في يده لم أعد أطلب من العالم شيئاً . لست اريد شيئاً من العالم ، لأن العالم لا يعطيني لفائدتي وإنما يعطي ليستعبد . والذين أخذوا من العالم صاروا عبيدا له ، يعطيهم لذة الجسد ، ويأخذ منهم طهارة الروح . يعطيهم متعة الدنيا ، ويأخذ منهم بركة الملكوت . ويعطيهم ممالك الأرض كلها ليخروا ويسجدوا له . ويعطيهم كل ما عنده لكي يخسروا نفوسهم . أما أنا فقد خسرت كل الأشياء وأنا أحسبها نفاية لكي اربح المسيح { في 8:3}. وهذا العالم الذي يأخذ أكثر وأفضل مما يعطي ، هذا العالم الذي يستعبد مريديه ، لست أريد منه شيئاً .. لست أريد شيئا من العالم لأنني أرقي من العالم . انني أبن الله . صورته ومثاله . أنني هيكل للروح القدس ومنزل لله أنني الكائن الوحيد الذي يتناول جسد الله ودمه . أنني أرقي من العالم ، وأجدر بالعالم أن يطلب مني فأعطيه ، أنا الذي أعطيت مفاتيح السماوات و الأرض . وانا الذي شاء الله في محبته وتواضعه أن يجعلين نوراً للعالم وملحا للارض {مت5}. لست أريد من العالم لأنني أريد ان أحيا كآبائي ، الذي لم تكن الأرض مستحقة ان يدوسوها بأقدامهم . هكذا عاشوا ، لم يأخذوا من العالم شيئا بل علي العكس كانوا بركة للعالم . من اجل صلواتهم أنزل الله الماء علي الأرض ، ومن أجلهم أبقي الله علي العالم حياة حتي اليوم .. لست أريد شيئا من العالم لأن الخطية قد دخلت إلي العالم فأفسدته . في البدء نظر الله إلي كل شئ فرأي أنه حسن جداً إذ لم تكن الخطية دخلت بعد ، حتي التنين العظيم في البحر باركه الرب ليثمر ويكثر ، أما الآن وقد تشوهت الصورة البديعة التي رسمها الله في الكون فقد مجت نفسي العالم ، ولم أعد اشتهي فيه شيئاً ، هذا العالم الذي أحب الظلمة أكثر من النور . لست اريد شيئاً من العالم ، لأني أريدك أنت وحدك ، انت الذي احببتني حتي المنتهي ، وبذلت ذاتك عني . أنت الذي كونتني اذ لم اكن ، ولم تكن محتاجاً إلي عبوديتي بل انا المحتاج إلي ربوييتك . أريد ان أنطلق من العالم وأتحد بك ، انت الذي أعطيتني علم معرفتك |
||||
13 - 06 - 2012, 11:31 PM | رقم المشاركة : ( 350 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موسوعة شاملة عن مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث بابا وبطريرك الكرازة المرقسية
مقاومة الأفكار الشريرة بقلم: قداسة البابا شنودة الثالث إلهنا القدوس يريد أن تكون أفكارنا دائما طاهرة ونقية, لا تتلوث ولا تلوث القلب معها إذا ما تحولت من أفكار إلي شهواتوالأفكار الشريرة علي أنواع: منها أفكار النجاسة, وأفكار الحقد والإنتقام, وأفكار العظمة والكبرياء,وأفكار الدهاء والنصب, وأفكار التجديف والإلحاد. وما إلي ذلك ، والأفكار الشريرة تأتي إما من فساد داخل النفس, وإما من حروب الشياطين, أو من عشرة رديئة منحرفة. ـ ونصيحتي لك أنك لا تنتظر حتى تهجم عليك الأفكار ثم تقاومها بل الأفضل ـ إن استطعت ـ أنك لا تعطيها مجالا علي الإطلاق للوصول إليك. وكيف ذلك؟ أشغل فكرك بإستمرار بما هو مفيد. ـ ولكن إن حدث ودخل فكر رديء إلي عقلك, استبدله بفكر آخر يحل محله. لأن العقل لا يستطيع أن يفكر في موضوعين في وقت واحد بنفس العمق. لذلك ينبغي أن يكون الفكر الجديد الذي تريد به أن تغطي علي فكر المحاربة, فكرا عميقا حتى يمكنه أن يطرد الفكر الآخر. كالتفكير في لغز أو مشكلة أو مسألة عقائدية, أو موضوع يهمك جدا, أو محاولة تذكر شيء نسيته ـ أو في مشكلة عائلية أو إجتماعية مهمة, أو في سؤال عويص ليس من السهل الإجابة عنه, أو في موضوع يسرك أن تستمر أن تفكر فيه ، أما التفكير السطحي فلا يطرد الأفكار المحاربة لك إنما تطرد أفكارا تكون أعمق منها, تدخل إلي أعماقك وتحل محل تلك الأفكار الشريرة. ـ يمكنك أيضاً أن تطرد الأفكار التي تحاربك,وذلك بأسلوب الإحلال.علي أن تكون أيضا قراءة عميقة لأن القراءة السطحية تعطي مجالات السرحان, ويبقي الفكران معاًً: أحدهما سطحي والآخر عميق. فإن حاربك فكر شهوة, لا تصلح لطرده قراءة عادية, بل تصلح القراءة التي تشغل الفكر في عمق وربما يطرد الفكر عن طريق الصلاة. لأن الإنسان يستحيي من الفكر الخاطئ أثناء مخاطبته لله في صلاته كما أنه ينال معونة من الصلاة إن كانت بحرارة تقاوم السرحان. وقد يطرد الفكر بالإنشغال بعمل يدوي, إن كان هذا العمل يحتاج إلي انتباه وتركيز. وعموما فإن العمل يشغل الإنسان ويريحه من حرب الأفكار, بعكس الفراغ الذي يكون مجالا لحروب الفكر. لذلك قال الحكماء إن الذي يعمل يحاربه شيطان واحد. بينما الذي لا يعمل تحاربه عدة شياطين فإن لم يمكن طرد الفكر الشرير بكل هذه الوسائل, فالأصلح أن يخرج الإنسان من وحدته ليتكلم مع شخص آخر. لأنه من الصعب أن يتكلم مع إنسان في موضوع معين, وفي نفس الوقت يكون عقله منشغلا بفكر آخر كذلك ينفعه أن ينشغل بأي نوع من التسلية, سواء كانت فردية أو مشتركة مع آخرين. ـ المهم أنك لا تترك الفكر الخاطئ ينفرد بك, أو تنفرد به إن عملية تشتيت الفكر الخاطئ أو إحلال فكر آخر محله, أو شغل الذهن عنه بعمل أو بتسلية, أو حديث أو كتابة أو قراءة أو صلاة.. كل ذلك يضعف الفكر أو يطرده أو ينسيه إياه. ـ كذلك يجب عليك أن تعرف سبب الفكر وتتصرف معه فقد يأتيك مثلا فكر غضب أو انتقام بسبب موضوع معين يحتاج إلي التصريف داخل قلبك. لأنه طالما تبقي داخلك أسباب الغضب, فلابد أن ترجع إليك الأفكار مهما طردتها فإن كان الفكر سببه قراءة معينة أو سماعات من الناس أو عثرة من الحراس, أو مشكلة تشغلك, فحاول أن تتفادى هذه الأسباب, أو تجد حلا. وهكذا تمنع الفكر بمنع سببه. ـ وإن حاربتك أفكار كبرياء أو عظمة أو مجد باطل, فتذكر أنك مخلوق من تراب, وإلي تراب تعود. وأن أفكار الكبرياء تمنع عنك نعمة الله فتتعرض للسقوط. وكما قال سليمان الحكيم قبل الكسر الكبرياء, وقبل السقوط تشامخ الروح وإن حوربت بمحبة الله وتحزينه, فضع في ذهنك بإستمرار أنك في يوم من الأيام ستترك هذا العالم وكل ما فيه من مال ومقتنيات, ولا يصحبك في طريق الأبدية سوي أعمالك, خيرا كانت أم شراًً ، في كل ذلك تقاوم الأفكار الخاطئة عن طريق مناقشتها روحيا وتحليلها والرد عليها. ـ علي أنه في مقاومة تلك الأفكار, ألجأ إلي السرعة وعدم التساهل في طرد الفكر. لأنك إن طردت الفكر بسرعة, فسوف يضعف أمامك. أما إن أعطيته فرصة وتساهلت معه, فسوف يقوي عليك, وتضعف أنت في مقاومته. إذ قد تنضم إليه أفكار أخري وتزداد فروعه ـ كما أنه قد ينتقل من العقل إلي القلب, ويتحول إلي شهوة, ويبسط نفوذه علي إرادتك. ـ بعض الآباء كانوا ينصحون في التخلص من الأفكار الخاطئة, أن نضع أمام الفكر آية من آيات الكتابة تنهي عنه أو تشرح ضلاله. والإنسان بتذكره هذه الآيات يخشي الله ويوقف الفكر الشرير, ولكن هناك أفكارا تحتاج إلي طرد سريع, وليس إلي الفحص والتحليل. لأن ذلك قد يؤدي إلي تثبيت الفكر بالأكثر, وإطالة مدة إقامته. كما قد يتسبب في تشعب الفكر. لذلك إن هاجمتك الأفكار الشريرة, يجب أن تصدها بسرعة. لا تتساهل معها, ولا تتراخ, ولا تتماهل, ولا تتفاوض إطلاقاً مع الفكر لا تأخذ معه وتعطي. لأنك كلما استبقيته عندك, يأخذ قوة, ويثبت أقدامه, ويحتل منطقة أوسع في تفكيرك. وبهذا يأخذ سلطانا عليك. أما في بدء مجيئه فكان ضعيفا يسهل طرده. ** إن طرد الأفكار يحتاج إلي حكمة وإفراز وإلي معونة إلهية أو معونة من المرشدين الخبيرين بالأفكار وطرق مقاومتها. فهم لا يجهلون حيل عدو الخير وأسلوبه في طرح الأخبار. لذلك فالمبتدئ في الروحيات, وليست له خبرة بمقاتلة الأفكار, ينفعه جدا أن يسأل مرشدا روحيا ذا خبرة وفي نفس الوقت حينما يصلي أن ينقذه الله من الأفكار, ما أسرع ما يأتيه العون الإلهي الذي يساعد المجاهدين في حياة البر, ويحرسه الرب من الفكر. ـ وبوجه عام فإن حرص الإنسان علي نقاوة قلبه, تجعله في حصانة من غزو الأفكار الشريرة له. قد تحاربه ولا تقدر عليه. لأن البر الذي فيه يكون دائما أقوي من الشر الذي يحاربه. فيصده عنه بسرعة, وتحميه نعمة الله من السقوط. |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|