![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 34581 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() استير رمز للحركة النسائية الصهيونية
![]() في العصر الحديث، ومع الإقرار بقلّة العناصر التاريخية في "سفر إستير"، وارتباطه بالمخيال الشعبي، كما لو أنه كان قبساً من "ألف ليلة وليلة" ضمن الكتاب المقدّس، إلا أنّ التبرير الذي أعطاه هامان لقتل اليهود اعتبر بمثابة تلخيص لمنطق المعاداة العرقية لليهود، بعد تراجع المعاداة لهم على أساس ديني صرف. بالتوازي، نشأت المنظمة الصهيونية النسائية الأمريكية لتحمل اسم إستير الأصلي، "هداسا"، عام 1912، والتي أنشأت مستشفى هداسا في القدس، كأنّما لم تعد هناك من حاجة لإسم المنفى، إسم "الستر". لكن "إستير" لم تكن فقط إسماً لمنفى، كانت إسماً لنجمة الصبح. وإذا انوجد تقليد يميل إلى تحديد قبر إستير ومردخاي في الجليل، قرب الحدود اللبنانية، فإن التقليد الأكثر شيوعاً، هو زيارة ضريحهما في "بقعة إستير ومردخاي" في همدان بإيران، ولا يزال الضريح في مكانه إلى يومنا، ويمكن مشاهدته في هذا الفيديو: Tomb of Mordechai and Esther in Hamedan, Iran. קבר ×רדכי ו×گ×،×ھר |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 34582 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الملكة إستير ![]() لم يكن سهلاً أن يشمل الكتاب المقدّس، إن في اليهودية أو في المسيحية، سفراً لا يأتي على ذكر الرّب، ولا يستدعي غيباً أو وحياً أو ملاكاً، ويخلو من أي معجزة. مع ذلك، فرض "سفر إستير" نفسه في آخر الأمر على المدوّنة الكتابية اليهومسيحية. ورغم أنّ الملكة إستير، الشابة اليهودية في بلاط ملك الفرس أيّام الأخمينيين، تمكّنت من إنقاذ شعبها من مكيدة كانت تحضّر له، بحسب سفر إستير، لكنّها ارتكبت في الوقت نفسه إثماً صعُب على حكماء التلمود تجاوزه دون أخذ وردّ فيما بينهم، وذلك بزواجها مع الملك الفارسي غير المختون. فكيف يسوّغ بعد ذلك ضمّ السفر الذي يروي مأثرتها إلى الكتاب المقدّس؟ وكذلك بالنسبة إلى اللاهوتيين المسيحيين في القرون الأولى. فالعهد الجديد لا يذكر الملكة إستير ومأثرتها بكلمة واحدة. فكيف يبرّر إذاً دمج سفرها هذا في العهد القديم بحسب الترسيمة المسيحية له؟ ولماذا لم يعامل شأنه شأن مرويات كثيرة ذات طبيعة قصصية تعليمية إلى جانب الكتاب المقدّس، بدلاً من ضمّه إلى دفّتي الكتاب؟ |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 34583 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() استير ملكة جمال الشعب ![]() ثمّة سفران في العهد القديم يحملان إسم إمرأة: "سفر روث" و"سفر إستير". وثمة سفران لا يذكران الرّب مباشرة أيضاً: "نشيد الأناشيد"، و"سفر إستير". لقرون طويلة، نُسِبَ سفر إستير إلى "عزرا الكاتب" في القرن الخامس قبل الميلاد، خلال فترة السبي البابلي. ولا يمكن التسرّع وربط عزرا الكاتب بـ"عزير" الذي يتحدّث عنه القرآن، كما لا يمكن الجزم بتاريخية شخصية عزرا، في حين يمكن اعتبار إستير شخصية من نسج المخيّل الشعبي اليهودي قبل أي شيء آخر. الملكة إستير هي، إن جازت المجازفة، "سندريللا العهد القديم". فالملك أحشويرش، الفارسي الأخميني الذي "ملك من الهند إلى كوش"، يغضب من زوجته الملكة "وشتي" التي رفضت المثول أمامه في مهرجان جمع رؤساء الشعوب، ويقرّر تتويج ملكة جديدة. السبب الذي يعلّل به كبير الخصيان لدى الملك أحشويرش في القصة، لزوم خلع الملكة "وشتي"، لافت، فهي لم تذنب فقط لأنها عصت زوجها الملك، بل لأنّها تكبّرت على جميع الرؤساء وجميع الشعوب، وسوف "يبلغ خبر الملكة إلى جميع النساء، فيحتقرن أزواجهن في أعينهن عندما يقال إن الملك احشويرش أمر أن يؤتي بوشتي الملكة إلى أمامه فلم تأت". يحتاج الملك إذاً إلى ملكة بديلة، "ملكة جمال من الشعب"، كي لا يتخلخل النظام العائلي الاجتماعي "الذكوري" في مملكته. قصة تشبه إحدى قصص "ألف ليلة وليلة" ولكن في الكتاب المقدّس لليهود... |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 34584 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() هداسة التي تخفي أصلها ![]() ينجح اليهودي مردخاي بن يائير، المسبي البابلي المتحدّر من أورشليم، والذي يعمل في قصر الملك، بأن يقدّم ابنة أخيه اليتيمة التي ربّاها هو، إلى "المسابقة الملكية"، بعد أن طلب منها أن تخفي قرابتها له، فـ"لم تخبر إستير عن شعبها وجنسها لأن مردخاي أوصاها أن لا تخبر". وإستير هي "هداسة" في الأصل، أما إسمها إستير، فقد اختلفت التفسيرات حوله، بين من ذكّر بأن اليهود في زمن السبي البابلي كانوا يتسمّون بآلهة البابليين، وبالتالي يكون اسم إستير تحويراً لعشتار، وبين التقليد اليهودي الذي أرجع "إستير" إلى "ستاره" بالفارسية، أي النجمة، وتحديداً نجمة الصبح، أو إلى الجمع "أستار"، نسبة إلى دخول النبوّة مع إستير في "دور الستر". وهنا، يتفاوت التراث اليهودي تحديداً في معنى توصيف الملكة إستير بأنها نبيّة أيضاً |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 34585 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() هامان الشرير ![]() في مقابل مردخاي وإستير، يظهر في القصة الوزير هامان بن همداثا. يصطدم هامان بمردخاي الذي يرفض أن يجثو أو يسجد له، فيحقد هامان على اليهود، وينجح في إقناع الملك بمشروع تهلكتهم، أولاً لأنهم يتبعون سنناً مغايرة "لجميع الشعوب ولا يعملون سنن الملك"، وثانياً لأن إبادتهم تعود بأطنان من الفضّة إلى خزانات المملكة. اللافت هنا أن "هامان" في العهد القديم اليهومسيحي هو وزير ملك الفرس، في حين أنّه وزير لفرعون في القرآن. تتابع القصة. يدخل مردخاي واليهود الذين علموا بقرار الملك تهلكتهم في مناحة عظيمة، وينقل مردخاي طلبه لابنة أخيه بأنّ عليها أن تبادر وتفعل شيئاً، فيما تذكّره هي بأنها لا تستطيع أن تدخل على زوجها الملك من دون استئذانه، وقد يؤدي دخولها عليه بلا إذن إلى مصرعها، إلا إذا مدّ لها الملك "قضيب الذهب". يتصلّب موقف مردخاي ويحذّر ابنة أخيه من أنها إذا خشيت افتداء شعبها والمغامرة بالدخول على الملك، فإن التهلكة ستصل إليها أيضاً. تقرّر أستير المجازفة لكنها تطلب من مردخاي واليهود، كما من جواريها، الصيام من أجلها، ثلاثة أيام، ليلاً ونهاراً، بلا مأكل أو مشرب. يعطيها زوجها الملك الأمان حين تدخل عليه، فتدعوه إلى وليمة هو ووزيره هامان، وفي الوليمة تدعو الإثنين إلى وليمة في اليوم الثاني. بين الوليمتين، يعود هامان إلى منزله مفتخراً بأنّ "إستير الملكة لم تُدخل مع الملك إلى الوليمة التي عملتها إلا يإاي، وانا غداً أيضاً مدعو إليها مع الملك". ثم يتذكر أمر مردخاي الواقف ليل نهار على باب القصر، متشحاً بالرماد، في انتظار ساعة تهلكة كل اليهود، ويقول إن كل هذا المجد لا يساوي عنده شيئاً كلما تذكر منظر مردخاي هذا. وعندها تحرّضه زوجته على أنّ يعد لمردخاي في الغد خشبة لصلبه عليها. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 34586 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() استير والثأر المرعب
![]() تمضي القصة إلى حيث ينقلب السحر على الساحر، خصوصاً عند الاجتماع في الوليمة الثانية، حين تصارح إستير زوجها بأن هناك من يعدّ لقتلها وأهلها، فيغضب الملك ويطلب أن يعرف من هو هذا المتآمر على الملكة وأهلها كي يعاقبه، فتقول له إنّه هامان. يُصلب هامان على الخشبة التي أعدّها لمردخاي، لكن اللافت في "سفر إستير" هو الثأر اليهودي من زبانية هامان في الأيام التالية، إذ يصل السفر لرقم 75 ألفاً قضوا على يد اليهود بعد الإطاحة بهامان، وتولية مردخاي مساعداً للملك: "فلم يقف أحد أمامهم لأن رعبهم سقط على جميع الشعوب". لعبت قصة إستير ومردخاي دوراً ملهماً للفن الشعبي اليهودي، كما تحوّلت إلى موضوع متواصل في تاريخ الفن التشكيلي الغربي، وبخلفيات وإضاءات مختلفة من رامبرانت حتى شاغال. زادت أهمية إستير الدينية في الجماعات اليهودية التي حُملت على تبديل دينها ظاهرياً، والحفاظ عليه سراً، بالمارانيين في إسبانيا، والدونمة في الأمبراطورية العثمانية، إذ مثّلت إستير ملهمة لـ"الدين اليهودي السرّي"، حيث أنّه سفر لا يأتي على ذكر الإلهيات والغيبيات والأشياء الدينية. ليس هناك ما هو "ديني" في سفر إستير سوى "الصوم"، ثم طلب الملكة إستير من شعبها إحياء ذكرى تدخلها لإنقاذه في يوم "القرعة"، يوم "الفوريم"، الذي تحوّل إلى أحد الأعياد الشعبية اليهودية في منتصف شهر مارس، ويسبق صومه، وتلبس فيه الأقنعة، ويحتفل بذكرى "الفوز بالقرعة"، ويشكر فيه "إلهنا الذي حارب عنّا". |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 34587 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() استير من فتاة يتيمة إلى ملكة عظيمة
معلومة عن سفر استير ![]() كل من يطالع سفر استير يلاحظ قبل كلّ شيء أن اسم "الله" غير مذكور فيه. فهو من هذه الناحية يشبه سفر نشيد الإنشاد إلى حدّ بعيد. ولكن على الرغم من ذلك يمكن القارئ أن يرى الله من خلال أسطر ذلك السفر. كما أنه يستطيع أن يرى سيادة الله وعنايته بأولاده وأن "كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله الذين هم مدعوون حسب قصده". (رومية 8: 28). نبذة عن الملكة استير ![]() 1- نشأتها ـ ولدت استير في بلاد فارس من أبوين كان قد سبيا أصلاً مع المسبيين إلى بابل. لكنها في وقت مبكّر من حياتها خسرت والديها وأصبحت يتيمة، غير أن الله دبّر أن يتبنّاها ابن عمها مردخاي الذي كان يخاف الله (3: 2). والذي يخاف الله لا خوف فيه لا خوف منه لا خوف عليه فكان لها أباً وأماً ومربياً. فترعرعت الفتاة في كنفه على محبة الله ومخافته وطاعته. ثمة كتابة على ناووس منسوبة إلى استير تشير إلى تقواها واتّكالها على الربّ ـ كتابة بشكل صلاة تقول: أحمدك يا الله لأنّك خلقتني أنا أعلم أن خطاياي تستوجب العقاب، لكنني أرجو الرحمة على يديك. لأنني حينا أدعوك تكون معي. وحضرتك القدسية تحفظني من كل الشرور. اللهمّ لا تطرحني من قدام وجهك الإلهي. فالذين تحبّهم لن يذوقوا عذابات الجحيم. قدني أيها الآب الرحيم إلى حياة الحياة حتى أمتلئ من ثمار الفردوس السماوي. استير ![]() ولأنها أحبّت الله أحبّت شعبها وأبناء جلدتها أيضاً (8: 6) "لأن الذي يحبّ الله يجب أخاه أيضاً". وهذا يتّفق مع الوصيّة العظمى التي تقول: "تحبّ الربّ إلهك من كل قلبك.. وقريبك كنفسك". ولهذا نحن لا نستغرب لماذا باركها الله وجعلها بركةً للكثيرين. معلومة عن اسم استير في الكتاب المقدس ![]() 2- اسمها ـ ذكر اسمها في سفرها 58 مرة، ونظراً للدور الذي لعبته في شوشن بل في كلّ الإمبراطورية التي كانت تعتبر من أعظم الإمبراطوريات في ذلك العصر. في الواقع كان لها اسمان: هدسّة واستير. الأول هو اسمها العبراني ويعني الآس، وهو نبات جميل المنظر، عطري الرائحة، وأوراقه دائمة الاخضرار. والحق يقال أن حياة هذه الفتاة كانت كشذى الآس الفوّاح، أو على حدّ قول الرسول بولس، كانت "رائحة المسيح الذكية" تفوح منها. والثاني هو اسمها الفارسي الذي يعتقد بأن الملك أحشويرش خلعه عليها. ويعني نجم أو كوكب نسبة إلى كوكب الزهرة اللاّمع الوضاء. وبالفعل فقد لمع اسم فتاتنا استير كنجم ساطع في سماء العهد القديم. وقد استمدّت نور حياتها من مصدر كلّ نور والساكن في نور لا يدنى منه ـ الله. غير أن أحدهم يقول أن اسم استير معناه "يختفي" لأنها كانت مختفية في بيت ولي أمرها لمدة من الزمن، وأيضاً لأنها أخفت جنسيتها إلى أن سنحت لها الفرصة لإظهارها. على كل حال، يمكننا القول أن استير كانت اسماً على مسمّى على غرار إبراهيم الذي صار أباً لجمهور غفير وسارة التي صارت أميرةً ورئيسة وداود الذي صار حسب قلب الله وبطرس الذي صخرة في إيمانه وبرنابا الذي صار ابن التعزية والوعظ ويسوع الذي صار مخلّصاً لجميع الناس جمال استير ![]() 3- جمالها ـ نحن نعيش اليوم في عصر يقيم للجمال وزناً كبيراً. فهناك صالونات للتجميل وهناك ملكات للجمال وهناك كعارض للجمال وهناك طبّ للتجميل وكأنّ الناس ألّهوا الجمال وعبدوه على نحو ما فعل الأقدمون حين عبدوا فينوس آلهة الحبّ والجمال. لكنّ هذا النوع من الجمال محصور في الجسم دون الروح، ولذا كان سبب شرّ ووبال على الكثيرين والكثيرات من الرجال والنساء. أما استير فكان جمالها جمال الروح أولاً ثم جمال الجسم، أي جمال القلب والقالب. كان جمالها كجمال يوسف الصدّيق. كجمال موسى الكليم كجمال داود الملك ويصحّ أن يُقال عنها ما قيل عن ماري ملكة الاسكتلنديين "إن جميع الكتّاب المعاصرين متّفقون على أنها كانت على أوفر قسط من الجمال والأناقة يمكن أن يصل إليه جسم إنسان. وما من إنسان رآها إلاّ وأثارت إعجابه وتقديره". لكنّها وضعت جمالها الطبيعي، لا الاصطناعيّ، بين يديّ الله، فكان بركةً عوض اللعنة وخيراً عوض الشرّ. نعم كانت جميلةً إنما جمالها الأعظم، على حدّ قول متى هنري، كان في حكمتها وفضيلتها. فما أحسن وما أجمل أن يضع المؤمن كلّ ما عنده بين يديّ الله وتحت تصرّفه، وهو بدوره يحوّل كلّ شيء لخيرنا الروحي والزمني والجسدي. 4- طاعة استير ـ هنا سرّ البركة والعظمة ![]() سئلت والدة جورج واشنطن عن سرّ عظمة وانتصارات ابنها، فأجابت: "علّمته الطاعة". لقد تعلّمت استير الطاعة: طاعة الله أولاً ثم طاعة ابن عمّها (2: 10و20). ومما لا ريب فيه أن هذه الصفة في حياة استير كانت العامل الأساسي في ارتقائها عرش الملك. ألا يذكّرنا هذا بالربّ يسوع الذي أطاع حتى الموت ومت الصليب ولذلك رفعه الله وأعطاه اسماً فوق كلّ اسم؟ ألا يذكّرنا هذا بإبراهيم الذي لما دعي أطاع طاعةً عمياء ولذلك باركه الله وجعله بركةً للشعوب. ألا يذكّرنا هذا بيوسف الذي لأجل طاعته لله وأبيه ارتفع إلى رئاسة الوزارة في مصر بعد أن دبّر أخوته مكايد لقتلة وباعوه بأقل من ثمن العبد؟ ألا يذكّرنا هذا بنوح الذي فعل كلّ ما أمره به الله؟ ألا يذكّرنا هذا بموسى الذي أطاع الله فترك مصر غير خائفٍ من غضب الملك؟ قيل لشاول الملك قديماً " الاستماع أفضل من الذبيحة والإصغاء أفضل من شحم الكباش". فالله ينتظر منا أن نسمع منه ونخضع له ونعمل بأمره ووصاياه، لأننا في المسيح صرنا أولاد الطاعة لكي نحيا حياة الطاعة. 5- غيرة استير ![]() كانت فتاتنا الشجاعة ذات غيرةٍ ملتهبة واندفاع نادر. كانت تحسّ بثقل مسؤوليتها نحو شعبها وجنسها سيّما وأن شعبها كان آنذاك في خطر عظيم بسبب مؤامرة حيكت ضدّه. فعندما فكّرت بهم وبحالتهم وما ينتظرهم تحرّكت أحشاؤها في داخلها وصرخت: "كيف أستطيع أن أرى هلاك جنسي؟". (استير 8: 6). يا ليت الله يعطينا هذا النوع من المحبة الجارفة لخلاص النفوس!! لم تكتفِ استير بالتعبير عن شعورها بواسطة الكلام بل وضعت كلامها موضع التنفيذ فقامت بما يلي: أولاً، خاطرت بحياتها من أجل قضية أمتها وكانت على استعداد لأن تموت في سبيل حياة شعبها. ولا زالت كلماتها "إذا هلكتُ هلكتُ" ترنّ في آذاننا وقلوبنا. إن كلّ من ذاب قلبه محبةً للنفوس، على استعداد لأن يضحّي بنفسه من أجل الآخرين. قال بولس معبّراً عن رغبة قلبه من نحو أبناء قومه: "كنت أودّ لو أكون أنا نفسي محروماً من المسيح لأجل أخوتي أنسبائي حسب الجسد". وقال موسى مخاطباً الله من جهة شعبه "والآن أن غفرت خطيّتهم.. وإلاّ فامحُ اسمي من سفرك الذي كتبت". ثانياً، تعاونت مع ابن عمّها وجميع شعبها في شوشن على الصوم والصلاة لعلّ الله يليّن قلب الملك ويعطيها سؤلها (استير 4: 16). إن هكذا صلاة وصوماً لهما كل القوة والفاعلية عند الرب. ألم يقل سيدنا "إن اتّفق اثنان منكم على الأرض في أيّ شيء يطلبانه يكون لهما من قِبَل أبي الذي في السموات"؟ ألم يقل يعقوب أخو الربّ "طلبة البارّ تقتدر كثيراً في فعلها"؟ (يع 5: 16). استير صلّت وحصلت على ما أرادت. وكأن الله قال لها "بحسب إيمانك ليكن لكِ". وأخيراً، تذللت أمام الملك وتضرّعت إليه لكي يزيل شرّ هامان الذي دبّره ضدّ بني قومها وقد طلبت ذلك بكلّ لجاجةٍ من الملك (7: 3؛ 8: 3). فكان أن استجاب جلالته لطلبتها وأعطاها سؤلها. إن كان هذا هو شأن الملوك الأرضيين فماذا عسانا نقول عن ملك الملوك؟ ـ عن الآب السماوي الذي يعطينا كلّ ما نسأله باسم ابنه الحبيب؟ "الله الذي لم يشفق على ابنه بل بذله لأجلنا أجمعين، كيف لا يهبنا أيضاً معه كلّ شيء؟". ليتنا نتمثّل باستير وبشخصيتها الفذّة وبإيمانها وجرأتها وغيرتها وطاعتها وتفانيها في سبيل الآخرين. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 34588 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() معلومة عن سفر استير ![]() كل من يطالع سفر استير يلاحظ قبل كلّ شيء أن اسم "الله" غير مذكور فيه. فهو من هذه الناحية يشبه سفر نشيد الإنشاد إلى حدّ بعيد. ولكن على الرغم من ذلك يمكن القارئ أن يرى الله من خلال أسطر ذلك السفر. كما أنه يستطيع أن يرى سيادة الله وعنايته بأولاده وأن "كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله الذين هم مدعوون حسب قصده". (رومية 8: 28). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 34589 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() نبذة عن الملكة استير ![]() 1- نشأتها ـ ولدت استير في بلاد فارس من أبوين كان قد سبيا أصلاً مع المسبيين إلى بابل. لكنها في وقت مبكّر من حياتها خسرت والديها وأصبحت يتيمة، غير أن الله دبّر أن يتبنّاها ابن عمها مردخاي الذي كان يخاف الله (3: 2). والذي يخاف الله لا خوف فيه لا خوف منه لا خوف عليه فكان لها أباً وأماً ومربياً. فترعرعت الفتاة في كنفه على محبة الله ومخافته وطاعته. ثمة كتابة على ناووس منسوبة إلى استير تشير إلى تقواها واتّكالها على الربّ ـ كتابة بشكل صلاة تقول: أحمدك يا الله لأنّك خلقتني أنا أعلم أن خطاياي تستوجب العقاب، لكنني أرجو الرحمة على يديك. لأنني حينا أدعوك تكون معي. وحضرتك القدسية تحفظني من كل الشرور. اللهمّ لا تطرحني من قدام وجهك الإلهي. فالذين تحبّهم لن يذوقوا عذابات الجحيم. قدني أيها الآب الرحيم إلى حياة الحياة حتى أمتلئ من ثمار الفردوس السماوي. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 34590 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() استير
![]() ولأنها أحبّت الله أحبّت شعبها وأبناء جلدتها أيضاً (8: 6) "لأن الذي يحبّ الله يجب أخاه أيضاً". وهذا يتّفق مع الوصيّة العظمى التي تقول: "تحبّ الربّ إلهك من كل قلبك.. وقريبك كنفسك". ولهذا نحن لا نستغرب لماذا باركها الله وجعلها بركةً للكثيرين. |
||||