منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16 - 02 - 2021, 12:03 PM   رقم المشاركة : ( 33701 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,580

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ربي القدوس،

من فضلك ساعدنا ان نحطم كل حائط يقسم ويفرق بين شعبك.
سامحنا على تفاهتنا وتعصبنا تجاه بعضنا البعض.
حرك في داخلنا اشتياق عميق لمشاركة وحدة السماء في عالمنا اليوم.

في اسم يسوع، الذبيحة الكفارية لكل شعوب العالم، اسألك هذا. آمين.
 
قديم 16 - 02 - 2021, 12:14 PM   رقم المشاركة : ( 33702 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,580

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لأَنَّهُ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لاَ الْخِتَانُ يَنْفَعُ شَيْئًا وَلاَ الْغُرْلَةُ،
بَلِ الإِيمَانُ الْعَامِلُ بِالْمَحَبَّةِ.
غلاطية 6:5




وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





هل لاحظت مرة اننا نهتم كثيراً بأمور مهمة، لكنها لا تعد أهم شئ في إيماننا.

كثيراً ما يضيع أهم شئ عندما نتصارع. في القرن الأول، كان هذا الصراع في معظم الاحيان ما يتعلق باليهود و الامم .
لكن بينما يعد العرق والثقافة والميراث أمور هامة، الا ان الأهم حقاً هو اننا بينما نظهر للعالم اننا نقدر الاختلاف المجتمعي فيما بيننا،

في نفس الوقت نظل متحدين في المسيح. ففي عالمنا المتقدم تكنولوجياً اليوم،

أليس مثيراً للإهتمام ان أهم مشكلة هي نفسها التي كانت موجودة منذ ألفي سنة —

إظهار الإيمان في فعل محبة.
 
قديم 16 - 02 - 2021, 12:17 PM   رقم المشاركة : ( 33703 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,580

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

نبذة عن الشهيد جرجس سمير غول الايمان

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة











ولد فى قرية سمسوم سمالوط المنيا فى ظ،ظ©ظ©ظ،/ظ،ظ*/ظ، مواظب على الصلاة وحضور القداسات .محب للخير وايمانه قوى
كان يعمل فى بلدته ولضيق الحال قرر السفر الى ليبيا لاتمام زواجه لانه كان خاطب ومساعدة اهله فى المعيشه ولسؤ الاحوال فى ليبيا تم اختطافه مع اخواته الشهدا وتعرض للتعذيب
وشاهد عيان روي انه كان يقوى زملائه الشهدا على الثبات فى ايمانهم وكان لا يرهب الدواعش واتعدى عليهم فكانوا يهابوه وسموه بالغول وكان يتولى الصلاة معهم وكيرياليسون كانت تهز المكان وشاهدوا مناظر سمائيه ارعب القتله .

وكانت كلمته لاخواته الشهدا
((متخافوش احنا حياتنا فى ايد المسيح)) واتحمل الى ان نال اكليل البتوليه والشهادة فى ظ¢ظ*ظ،ظ¥/ظ¢/ظ،ظ¥ بركة شفاعتك
 
قديم 16 - 02 - 2021, 12:25 PM   رقم المشاركة : ( 33704 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,580

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس بولس السرياني


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


القديس بولس السرياني، الذي ولد بمدينة الإسكندرية من أبوين سرياني الجنس، ثم سكنا في مدينة الأشمونين، واقتنيا أموالًا كثيرة عن طريق التجارة، وسمع القديس بولس بتعذيب الولاة للمسيحيين، فلما توفي أبواه، وزع الأموال على المساكين وصلى إلى الله أن يهديه إلى الطريق الذي يرضيه، فأرسل له ملاكه سوريئيل».



وقال له: قد رسم لي الرب أن أكون معك وأقويك فلا تخف. فقام وأتى إلى والي انصنا واعترف أمامه بالسيد المسيح، فأمر بأن يُعرى من ثيابه، ويضرب بالسياط، ثم توضع مشاعل في جنبيه، فلم يخف ثم حاول إغراءه بالمال فقال له: قد ترك لي أبواي كثيرًا من الذهب والفضة فلم ألتفت إليها حبًا في المسيح، فكيف أنظر إلى مالك الآن؟ فغضب الوالي وعذبه بكل أنواع العذاب. فجاء إليه الملاك سوريئيل وشفاه وعزاه وقواه، وبعد ذلك أمر الوالي أن يطلقوا عليه حيات سامة فلم تؤذه».

ولما مضى الوالي إلى الإسكندرية أخذه معه إلى هناك وأودعه في السجن، حيث التقى بصديقيه القديسين الأنبا إيسى وتكله أخته، فصافحهما وابتهجت أرواحهم، وأوحى إليه الرب أنه سيستشهد في هذه المدينة، ولما عزم الوالي علي العودة أمر فقطعوا رأس القديس بولس علي شاطئ البحر، فأتى قوم من المؤمنين وأخذوا جسده وكفنوه وحفظوه عندهم».

 
قديم 16 - 02 - 2021, 03:11 PM   رقم المشاركة : ( 33705 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,580

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

تعرف على القصة الكاملة لـ"شهداء ليبيا"

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




أسمائهم هي: ميلاد مكين، أبانوب عياد، ماجد سليمان، يوسف شكري، كيرلس شكري، بيشوي أسطفانوس، صموئيل أسطفانوس، ملاك إبراهيم، تواضروس يوسف، جرجس ميلاد، مينا فايز، هاني عبدالمسيح، بيشوي عادل، صموئيل ألهم، عزت بشرى، لوقا نجاتي ، جابر منير، عصام بدار، ملاك فرج، سامح صلاح، وعامل إفريقي يدعى ماثيو إياريجيا.
تعود قصة الشهداء الـ21، لنهايات عام 2013، حين أعلن تنظيم "داعش" في ليبيا، خطف 7 عمال مصريين أقباط في مدينة سرت، وبعدها اختطف 14 آخرين في مطلع يناير 2015 من منازلهم.
وفي 15 فبراير نُشر إعلان على صفحات وحسابات تابعة لتنظيم داعش الإرهابي تحت عنوان: "رسالة موقعة بالدماء إلى أمة الصليب"، وهي العبارة المنسوبة لكيان يطلق على نفسه "مؤسسة الحياة"، اقترنت بصورة للبحر، وهو مختلط بالدماء لتنذر بعملية إرهابية "داعشية" جديدة، أعقبها بوقت قصير نشر مقطع مصور يحمل تفاصيلها.
وتضمن الفيديو مشاهد وحشية مروعة حيث تضمن لقطات لبحر وملثمين يسوقون عمال في ملابس إعدام برتقالية، ودماء تختلط بالماء، في فيديو مدته نحو 5 دقائق، شهد التفاصيل على "بشاعة" الإرهاب، حيث قام الإرهابيون بنحر 21 مصريًا وأفريقيًا بتهمة "المسيحية" على إحدى السواحل الليبيبة في مدينة سرت، والصوت في الخلفية يقول: "أيها الصليبيون إن الأمان لكم أماني".
وعقب ذلك، دعا الرئيس عبدالفتاح السيسي فورًا لاستصدار قرار من الأمم المتحدة يمنح تفويضًا لتشكيل تحالف دولي للتدخل في ليبيا، قصفت بعدها الطائرات المصرية أهدافًا لتنظيم "داعش" بعد موافقة الحكومة الليبية.
وقال الرئيس: "إنه ما من خيار آخر في ضوء موافقة شعب ليبيا وحكومتها ودعوتهما لمصر بالتحرك"، وذلك عقب رده السريع بمقاتلات من طراز "إف 16" فجر يوم 16 فبراير.
وقال المتحدث باسم الجيش المصري آنذاك العميد محمد سمير: "قامت قواتكم المسلحة بتوجيه ضربة جوية مركزة ضد معسكرات ومناطق تمركز وتدريب ومخازن أسلحة وذخائر تنظيم داعش الإرهابي بالأراضي الليبية، وحققت الضربة أهدافها بدقة، وعاد نسور قواتنا الجوية إلى قواعدهم سالمين بحمد الله"، مؤكدا أن "الثأر للدماء المصرية والقصاص من القتلة والمجرمين حق علينا واجب النفاذ، وليعلم القاصي والداني أن للمصريين درعًا يحمى ويصون أمن البلاد وسيفًا يبتر الإرهاب والتطرف".
وبعد عامين، أصدرت النيابة العامة الليبية في سبتمبر لعام 2017 بيانًا بعد اعتقال منفذ ومصور الواقعة، وحدد المكان، ليعود الأمل مرة أخرى لذوي الشهداء، ووجدت الجثامين مكبلة الأيادي ومقطوعة الرأس وبالزي البرتقالي، ليأتي دور الدولة المصرية في نقلهم إلى بلدهم.
وعلى الفور أعلنت وزارة الخارجية المصرية، نقل الرفات بطائرة مصرية بالتنسيق مع السلطات الليبية، ووصلت الجثامين مطار القاهرة، في العاشرة مساء يوم 14 مايو 2018 ليستقبلها قيادات الدولة والبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، والأنبا بفنوتيوس، مطران سمالوط، بالتزامن مع تجهيز القوات المسلحة 20 سيارة إسعاف لنقل رفات الشهداء من مطار القاهرة إلى ذويهم بقرية العور بمركز سمالوط، وتحرك الموكب عبر طريق الصعيد الصحراوي الشرقي لتستقبل الرفات بـ"زفة وأفراح"، في نحو الساعة الثالثة فجر 15 مايو، ونقل القساوسة رفات الشهداء لصناديق أصغر وضعت بمزار كنيسة "شهداء الإيمان" في المنيا.
 
قديم 16 - 02 - 2021, 03:33 PM   رقم المشاركة : ( 33706 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,580

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

إيليا يصعد للسماء


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


نجيء في تأملنا في حياة نبي اللّه إيليا إلى إصعاده للسماء بغير موت، فقد أخذ إيليا تلميذه أليشع من الجلجال متَّجهاً إلى بيت إيل، وكان فيها مقرٌّ للأنبياء. وكان النبي إيليا قد عرف وقت انتقاله إلى السماء، وربما عرف تلميذه أليشع أيضاً أن إيليا سيفارقه. كان إيليا على وشك الوقوف أمام الرب في السماء، وكان على أليشع أن يتسلَّم مسئوليات خدمة اللّه، بكل ما فيها من امتيازات ومتاعب. فقال النبي إيليا لأليشع: «إِنَّ ظ±لرَّبَّ قَدْ أَرْسَلَنِي إِلَى بَيْتِ إِيلَ» (ظ¢ملوك ظ¢: ظ¢). وكان الرب قد كشف لنبيه إيليا حوادث تلك الساعات الأخيرة من حياته، وكلَّفه أن يزور الأنبياء في أماكنهم المختلفة ليقدّم لهم وصاياه وتشجيعاته الأخيرة قبل انتقاله إلى السماء.
ولا ندري لماذا طلب إيليا من أليشع أن يبقى في الجلجال ليذهب هو وحده إلى بيت إيل. ربما أشفق على أليشع من أن يرى منظر انتقال معلِّمه إلى السماء. أو ربما قصد أن يمتحن محبة أليشع وأمانته. ولقد أظهر أليشع محبة شديدة لأستاذه النبي إيليا، فقال له: «حي هو الرب، وحيَّة هي نفسك، أني لا أتركك». فذهبا معاً إلى بيت إيل. وخرج بنو الأنبياء الذين في بيت إيل إلى أليشع، وقالوا له: «أَتَعْلَمُ أَنَّهُ ظ±لْيَوْمَ يَأْخُذُ ظ±لرَّبُّ سَيِّدَكَ مِنْ عَلَى رَأْسِكَ؟» فَقَالَ: «نَعَمْ، إِنِّي أَعْلَمُ فَظ±صْمُتُوا» (ظ¢ملوك ظ¢: ظ£). وبنو الأنبياء هؤلاء هم التلاميذ في مدرسة الأنبياء، وكان رئيسهم في مرتبة أبيهم. وربما عرفوا أن انتقال النبي إيليا إلى السماء قريب - إما بإعلان من اللّه أو من النبي إيليا نفسه. أما أليشع فلم يكن راغباً في الكلام لكثرة حزنه.
ثم قال إيليا لتلميذه أليشع: «أمكث هنا لأن الرب قد أرسلني إلى الأردن». فأصرَّ أليشع أن يصحبه في تلك الرحلة، فذهبا معاً، واجتمع خمسون رجلاً من بني الأنبياء ووقفوا يراقبون إيليا وأليشع من بعيد. ووجود خمسين من بني الأنبياء يدلّ على أن عدد المؤمنين كان كثيراً، وربما لجأ كل الذين يعبدون الرب إلى تلك المدارس خوفاً من اضطهاد الملك أخآب.
إيليا يشق نهر الأردن


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





وأخذ النبيُّ إيليا رداءه ولفَّه وضرب به ماء نهر الأردن، فانفلق النهر، وعبر إيليا وتلميذه أليشع على اليبس. لقد قام إيليا هنا بمعجزة تشبه معجزة موسى الذي شق البحر الأحمر، ومثل المعجزة التي قام بها يشوع الذي فلق نهر الأردن. وكان عمل إيليا شهادة للشعب لينتبهوا إلى كلامه ويؤمنوا بالإله الحي. وبعد أن عبر إيليا وأليشع نهر الأردن قال إيليا لتلميذه أليشع: «ظ±طْلُبْ مَاذَا أَفْعَلُ لَكَ قَبْلَ أَنْ أُوخَذَ مِنْكَ». فَقَالَ أَلِيشَعُ: «لِيَكُنْ نَصِيبُ ظ±ثْنَيْنِ مِنْ رُوحِكَ عَلَيَّ» (ظ¢ملوك ظ¢: ظ©). فقال إيليا: «صَعَّبْتَ ظ±لسُّؤَالَ. فَإِنْ رَأَيْتَنِي أُوخَذُ مِنْكَ يَكُونُ لَكَ كَذظ°لِكَ، وَإِلاَّ فَلاَ يَكُونُ» (ظ¢ملوك ظ¢: ظ،ظ*).
لم يكن عند إيليا مال ليتركه لتلميذه أليشع، ولكنه كان يدرك أن بركة اللّه أعظم كثيراً من المال. وطلب أليشع نصيب اثنين من روح إيليا، بمعنى أنه سيكون الابن البكر للنبي، لأن الابن البكر هو الذي يأخذ نصيب اثنين. وكان هذا يعني أن يكون كالبكر بين الأولاد، رئيساً للأنبياء. ولا ننسب لأليشع هنا الطمع ولا الكبرياء، لكن ننسب إليه الرغبة القوية في أن يخدم اللّه. وكانت إجابة إيليا له: «صعَّبتَ السؤال». بمعنى أنه ليس لإِيليا أن يختار خليفته، لكن الرب هو الذي يعيّن.

مركبة نار تأخذ إيليا


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





وسرعان ما جاءت مركبة من نار وخيل من نار وفصلت بين إيليا وتلميذه أليشع. وصعد إيليا في العاصفة إلى السماء، وكان أليشع يرى وهو يصرخ: «يا أبي، يا أبي، مركبة إسرائيل وفرسانها». وقول أليشع: «يا أبي» دليل على محبته لإِيليا. أما وصفه لإِيليا بأنه «مركبة إسرائيل وفرسانها» فمعناه أن إيليا وحده يشبه جيشاً كاملاً لحماية الشعب. وهذا صحيح، فقد كان إيليا أفضل من فرسان كثيرين، لأن به كان الرب يرشد شعبه، يحذرهم وينصرهم. وعندما أُصعد إيليا إلى السماء مزق أليشع ثيابه حزناً على فراق أستاذه.
لم يمُتْ نبيُّ اللّه إيليا، لكنه أُخذ إلى السماء بغير موت، في مركبة من نار تجرُّها خيول من نار. وكان هذا شيئاً هاماً يعلّم الشعب أن ينتبهوا إلى العالم الروحي الذي يدخله الأبرار. الناس دوماً يغرقون لآذانهم في ملذاتهم وأكلهم وشربهم وزواجهم وكسبهم المادي، بينما اللّه يريد أن يعلّمهم أن ينظروا إلى أعلى - إلى الباقي وليس إلى البائد. وإصعاد اللّه لإيليا في مركبة نارية شهادة من اللّه لخادمه أنه لم يكن مثير متاعب، كما اتهمه الملك الشرير أخآب بأنه مكدر إسرائيل. ولكن اللّه كان يختم على خدمة إيليا أنه خادم أمين، عرَّف الناس العبادة الحقيقية للّه.
إن الموت بالنسبة للمؤمن ليس موتاً لكنه انتقال، فالمؤمن يحيا هنا على الأرض مع اللّه، ثم ينتقل ليكون في السماء مع اللّه - ليس هو موتاً لكنه انتقال - وانتقال إيليا بهذه الطريقة يرينا كيف ستتغيَّر أجساد القديسين عندما يأتي المسيح ثانية من السماء ليأخذهم ليكونوا معه فيهتفون: «أَيْنَ شَوْكَتُكَ يَا مَوْتُ؟ أَيْنَ غَلَبَتُكِ يَا هَاوِيَةُ؟» (ظ،كورنثوس ظ،ظ¥: ظ¥ظ¥).
ندعوك لتفتح قلبك للّه، ليحل المسيح بالإيمان في قلبك، وعندها تختبر الحياة الأبدية التي لك في اللّه بواسطة المسيح. وقد قال السيد المسيح في صلاته الشفاعية: «هظ°ذِهِ هِيَ ظ±لْحَيَاةُ ظ±لأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ ظ±لإِلظ°هَ ظ±لْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ ظ±لْمَسِيحَ ظ±لَّذِي أَرْسَلْتَهُ» (يوحنا ظ،ظ§: ظ£).

إيليا في الإنجيل

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





تُحدثنا التوراة عن مجيء إيليا آخر يسبق مجيئُه مجيءَ المسيح إلى عالم البشر. وقد تنبأ أنبياء التوراة أن الحالة قبل مجيء المسيح ستكون في غاية السوء من الناحية الدينية والسياسية، فيجيء إيليا ليهيّئ الطريق لمجيء المسيح الذي يصلح الأحوال السيئة. وقد ظهر يوحنا المعمدان قبل مجيء المسيح مباشرة، يعظ الناس بالتوبة مبكّتاً إياهم على خطاياهم، فأخذ كثيرون يتساءلون إن كان هذا هو المسيح الآتي الذي ينتظرونه، أو إن كان هو النبيّ إيليا الذي سيجهّز الطريق لمجيء المسيح (يوحنا ظ،: ظ¢ظ،).
وبعد أن قطع هيرودس رئيس الربع رأس يوحنا المعمدان، سمع بمعجزات المسيح، فملأت نفسه المخاوف، لأن قوماً كانوا يقولون إن يوحنا المعمدان قد قام من الأموات، وقوماً إن النبي إيليا قد ظهر (لوقا ظ©: ظ§ ، ظ¨).
وقبل ظهور إيليا على جبل التجلي مع موسى، سأل السيد المسيح تلاميذه: «مَنْ يَقُولُ ظ±لنَّاسُ إِنِّي أَنَا ظ±بْنُ ظ±لإِنْسَانِ؟» فَقَالُوا: «قَوْمٌ يُوحَنَّا ظ±لْمَعْمَدَانُ، وَآخَرُونَ إِيلِيَّا» (متى ظ،ظ¦: ظ،ظ£ ، ظ،ظ¤).
وبعد أن رأى ثلاثةٌ من تلاميذ المسيح أمجاد التجلّي على الجبل - أوصاهم المسيح وهم نازلون من الجبل قائلاً: «لاَ تُعْلِمُوا أَحَداً بِمَا رَأَيْتُمْ حَتَّى يَقُومَ ظ±بْنُ ظ±لإِنْسَانِ مِنَ ظ±لأَمْوَاتِ». وَسَأَلَهُ تَلاَمِيذُهُ: «فَلِمَاذَا يَقُولُ ظ±لْكَتَبَةُ إِنَّ إِيلِيَّا يَنْبَغِي أَنْ يَأْتِيَ أَوَّلاً؟» فَأَجَابَ يَسُوعُ: «إِنَّ إِيلِيَّا يَأْتِي أَوَّلاً وَيَرُدُّ كُلَّ شَيْءٍ. وَلظ°كِنِّي أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ إِيلِيَّا قَدْ جَاءَ وَلَمْ يَعْرِفُوهُ، بَلْ عَمِلُوا بِهِ كُلَّ مَا أَرَادُوا. كَذظ°لِكَ ظ±بْنُ ظ±لإِنْسَانِ أَيْضاً سَوْفَ يَتَأَلَّمُ مِنْهُمْ». حِينَئِذٍ فَهِمَ ظ±لتَّلاَمِيذُ أَنَّهُ قَالَ لَهُمْ عَنْ يُوحَنَّا ظ±لْمَعْمَدَانِ» (متى ظ،ظ§: ظ©-ظ،ظ£).
من هذا كله يتضح لنا أن اليهود كانوا يتوقَّعون مجيء إيليا قبل مجيء المسيح، وقد بنوا كلماتهم هذه على ما جاء في نبوة ملاخي: «هَئَنَذَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ إِيلِيَّا ظ±لنَّبِيَّ قَبْلَ مَجِيءِ يَوْمِ ظ±لرَّبِّ ظ±لْيَوْمِ ظ±لْعَظِيمِ وَظ±لْمَخُوفِ، فَيَرُدُّ قَلْبَ ظ±لآبَاءِ عَلَى ظ±لأَبْنَاءِ، وَقَلْبَ ظ±لأَبْنَاءِ عَلَى آبَائِهِمْ» (ملاخي ظ¤: ظ¥ ، ظ¦). وقد توقَّع اليهود أن يجيء إيليا نفسهُ. ولكن تفسير السيد المسيح أظهر لنا أن إيليا الذي كان يجب أن يجيء ليهيّئ الطريق لمجيء المسيح، هو إيليا روحي، إيليا آخر، ولقد جاء يوحنا المعمدان بنفس روح إيليا، وبنفس طريقة وعظه، فهيَّأ الطريق لمجيء المسيح.
المعمدان بروح إيليا

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






قال السيد المسيح إن مجيء يوحنا المعمدان هو مجيء إيليا المنتظَر، فقد قال عن يوحنا المعمدان: «هظ°ذَا هُوَ ظ±لَّذِي كُتِبَ عَنْهُ: هَا أَنَا أُرْسِلُ أَمَامَ وَجْهِكَ مَلاَكِي ظ±لَّذِي يُهَيِّئُ طَرِيقَكَ قُدَّامَكَ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ يَقُمْ بَيْنَ ظ±لْمَوْلُودِينَ مِنَ ظ±لنِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا ظ±لْمَعْمَدَانِ، وَلظ°كِنَّ ظ±لأَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ ظ±لسَّمَاوَاتِ أَعْظَمُ مِنْهُ. وَمِنْ أَيَّامِ يُوحَنَّا ظ±لْمَعْمَدَانِ إِلَى ظ±لآنَ مَلَكُوتُ ظ±لسَّمَاوَاتِ يُغْصَبُ، وَظ±لْغَاصِبُونَ يَخْتَطِفُونَهُ. لأَنَّ جَمِيعَ ظ±لأَنْبِيَاءِ وَظ±لنَّامُوسَ إِلَى يُوحَنَّا تَنَبَّأُوا. وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا، فَهظ°ذَا هُوَ إِيلِيَّا ظ±لْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِيَ. مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ فَلْيَسْمَعْ» (متى ظ،ظ،: ظ،ظ*-ظ،ظ¥).
ومما يؤيد هذه الفكرة أن ملاك الرب وقف عن يمين مذبح البخور، حيث كان زكريا يبخّر وقال له: «طِلْبَتَكَ قَدْ سُمِعَتْ، وَظ±مْرَأَتُكَ أَلِيصَابَاتُ سَتَلِدُ لَكَ ظ±بْناً وَتُسَمِّيهِ يُوحَنَّا. وَيَكُونُ لَكَ فَرَحٌ وَظ±بْتِهَاجٌ، وَكَثِيرُونَ سَيَفْرَحُونَ بِوِلاَدَتِهِ، لأَنَّهُ يَكُونُ عَظِيماً أَمَامَ ظ±لرَّبِّ، وَخَمْراً وَمُسْكِراً لاَ يَشْرَبُ، وَمِنْ بَطْنِ أُمِّهِ يَمْتَلِئُ مِنَ ظ±لرُّوحِ ظ±لْقُدُسِ. وَيَرُدُّ كَثِيرِينَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى ظ±لرَّبِّ إِلَهِهِمْ. وَيَتَقَدَّمُ أَمَامَهُ بِرُوحِ إِيلِيَّا وَقُوَّتِهِ، لِيَرُدَّ قُلُوبَ ظ±لآبَاءِ إِلَى ظ±لأَبْنَاءِ، وَظ±لْعُصَاةَ إِلَى فِكْرِ ظ±لأَبْرَارِ، لِكَيْ يُهَيِّئَ لِلرَّبِّ شَعْباً مُسْتَعِدّاً» (لوقا ظ،: ظ،ظ£-ظ،ظ§).
في هذه الكلمات اقتبس ملاك الرب، ولعله جبرائيل، نبوة النبي ملاخي، وقال إنها ستتحقق في يوحنا المعمدان الذي يتقدم أمام المسيح بروح إيليا وقوته. إذاً إيليا الثاني هو إيليا روحي: هو يوحنا المعمدان.
ولو أننا تأملنا حياة يوحنا المعمدان لوجدنا أن شخصيته وعمله يشابهان شخصية النبي إيليا وعمله. في المنظر الخارجي كان الاثنان متشابهين، فكلاهما عاش في الصحراء، وبدأت خدمتهما الدينية للّه بطريقة مباشرة (قارن ظ،ملوك ظ،ظ§: ظ، ولوقا ظ£: ظ¢). وكان الإثنان يلبسان نفس الملابس: لباس من وبر الإبل وعلى وسطه حزام من جلد (ظ¢ملوك ظ،: ظ¨ ومتى ظ£: ظ،ظ¤). ولم يكن عمل إيليا تقديم رسالة جديدة من عند اللّه، ولكن هدفه كان أن يُعيد الشعب إلى العهد القديم مع اللّه، إلى سلطان اللّه. لقد تهدَّمت العبادة التي علَّم بها موسى، وإيليا يُعيدها إلى أصلها، وهكذا كان عمل يوحنا المعمدان أن يردّ كثيرين من بني إسرائيل إلى الرب إلههم، ويردَّ قلوب الأبناء إلى الآباء، والعصاةَ إلى فكر الأبرار. وهذا يعني أن عمل المعمدان ليس خَلْق عبادة جديدة، ولا تقديم أفكار جديدة، لكن تثبيت العهود القديمة بين الناس وإلههم. لقد كان المعمدان جباراً في وعظه وتوبيخه للناس، بغضّ النظر عن مستواهم الاجتماعي، شأنه في ذلك شأن إيليا الذي كان يوبخ الملك. فقد كان يقول: «ظ±لآنَ قَدْ وُضِعَتِ ظ±لْفَأْسُ عَلَى أَصْلِ ظ±لشَّجَرِ، فَكُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَراً جَيِّداً تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي ظ±لنَّارِ» (لوقا ظ£: ظ©) ولقد التقى المعمدان بهيرودس وجهاً لوجه ووبَّخه، لأنه تزوَّج بامرأة أخيه، كما واجه إيليا الملك الشرير أخآب، وبعده ابنه أخزيا. لقد تحققت نبوة النبي ملاخي بمجيء سابقٍ للسيد المسيح، يهيّئ الطريق أمامه، تكون له روح إيليا وقوته. وجاء إيليا الثاني يوحنا المعمدان.
إننا باحترام كبير ننظر إلى إيليا النبي، الإِنسان الذي سلم نفسه للّه، وكان واقفاً أمام اللّه باستمرار، فاستمدَّ القوة من عرش النعمة، فدعا كل الشعب ليرجعوا إلى عهودهم المقدسة الأولى. وهكذا فعل يوحنا المعمدان وهو يدعو قائلاً: «أَنَا أُعَمِّدُكُمْ بِمَاءٍ لِلتَّوْبَةِ، وَلظ°كِنِ ظ±لَّذِي يَأْتِي بَعْدِي هُوَ أَقْوَى مِنِّي، ظ±لَّذِي لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَحْمِلَ حِذَاءَهُ. هُوَ سَيُعَمِّدُكُمْ بِظ±لرُّوحِ ظ±لْقُدُسِ وَنَارٍ. ظ±لَّذِي رَفْشُهُ فِي يَدِهِ، وَسَيُنَقِّي بَيْدَرَهُ، وَيَجْمَعُ قَمْحَهُ إِلَى ظ±لْمَخْزَنِ، وَأَمَّا ظ±لتِّبْنُ فَيُحْرِقُهُ بِنَارٍ لاَ تُطْفَأُ» (متى ظ£: ظ،ظ، ، ظ،ظ¢).
هي دعوة لك للتوبة!

إيليا على جبل التجلي

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة







بعد أن صعد النبي إيليا إلى السماء في مركبة نارية تجرُّها خيول من نار، عاد إلى أرضنا مرة أخرى على جبل التجلي، ليلتقي بالسيد المسيح ومعه موسى. فعلى جبل حرمون العالي صعد السيد المسيح مع تلاميذه بطرس ويوحنا ويعقوب وابتدأ يصلي، وبينما هو يصلي تجلَّت هيئة وجهه وصارت ثيابه بيضاء لامعة. وجاء رجلان ليتحدثا معه هما موسى وإيليا، اللذان ظهرا بمجد، وتكلما عن خروجه الذي كان على وشك أن يكمله في أورشليم ليموت على الصليب. وأما بطرس ويعقوب ويوحنا فكانوا قد تثقلوا بالنوم، فلما استيقظوا رأوا مجد المسيح والرجلين الواقفين معه. وفيما موسى وإيليا يفارقان المسيح، قال بطرس ليسوع: «يَا رَبُّ، جَيِّدٌ أَنْ نَكُونَ هظ°هُنَا! فَإِنْ شِئْتَ نَصْنَعْ هُنَا ثَلاَثَ مَظَالَّ. لَكَ وَاحِدَةٌ، وَلِمُوسَى وَاحِدَةٌ وَلإِيلِيَّا وَاحِدَةٌ». وهو لا يعلم ما يقول وَفِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ إِذَا سَحَابَةٌ نَيِّرَةٌ ظَلَّلَتْهُمْ، وَصَوْتٌ مِنَ ظ±لسَّحَابَةِ قَائِلاً: «هظ°ذَا هُوَ ظ±بْنِي ظ±لْحَبِيبُ ظ±لَّذِي بِهِ سُرِرْتُ. لَهُ ظ±سْمَعُوا» (متى ظ،ظ§: ظ،-ظ،ظ£ ، مرقس ظ©: ظ¢-ظ،ظ£ ، لوقا ظ©: ظ¢ظ¨-ظ£ظ¦).
ترى لماذا اختار اللّه موسى وإيليا ليلتقيا بالسيد المسيح على الجبل في هذه المناسبة الجليلة؟ لقد كان موسى وإيليا ممثِّلين للعهد القديم كله. موسى يمثل الشريعة والناموس، وإيليا يمثّل الأنبياء. وكأن الشريعة كلها والأنبياء جميعاً يتطلعون إلى مجيء السيد المسيح إلى أرضنا، فموسى وإيليا معاً يشهدان بمجد السيد المسيح. وكان لهذا الظهور أثر عظيم في نفوس التلاميذ، وفي نفوسنا نحن اليوم عندما نقرأ عن هذا. لقد اختار اللّه موسى وإيليا ليقابلا السيد المسيح، لأن الاثنين فارقا عالمنا بطريقة تختلف عن الطريق التي يفارق بها البشر العاديون أرضنا. فموسى لم يمُت من تأثير المرض أو الشيخوخة، لكنه انتقل إلى السماء وسط مظاهر ترحيب اللّه، فانطلقت روحه إلى المجد دون أن يعاني آلام الموت، وقام اللّه نفسُه بدفْن جسده في مكان لا يعرفه أحد غيرُ اللّه. أما إيليا فلم يمُت، ولم يصَب بمرض أو بشيخوخة، لكنه انطلق إلى السماء في مركبة نارية تجرُّها خيول من نار. ونحن لا نستطيع أن ندرك هذه الأسرار العجيبة، ولكننا نعلم أن هذين الشخصين الممتازين رجعا إلى أرضنا ليقدّما للسيد المسيح شهادة أنه هو مشتهَى كل الأمم ومنتظر كل الأجيال.
ونعتقد أن هناك سبباً ثالثاً جعل اللّه يرسل موسى وإيليا ليلتقيا بالسيد المسيح على جبل التجلي، وهو أنهما يعلنان أن خدمتهما تمَّت بمجيء المسيح. قال فيلبس عن المسيح: «وَجَدْنَا ظ±لَّذِي كَتَبَ عَنْهُ مُوسَى فِي ظ±لنَّامُوسِ وَظ±لأَنْبِيَاءُ» (يوحنا ظ،: ظ¤ظ¥). وقال السيد المسيح: «هُوَ (موسى) كَتَبَ عَنِّي» (يوحنا ظ¥: ظ¤ظ¦). وعندما جاء السيد المسيح أرضنا متواضعاً لم يستطع البشر أن يدركوا حقيقة شخصه، حتى أن بطرس قال له: «يا سيد نصنع ثلاث مظال: لك واحدة ولموسى واحدة ولإيليا واحدة» ليساوي بين موسى وإيليا والمسيح. ولكن اللّه شاء أن يرجع موسى وإيليا مرة أخرى إلى السماء، ويبقى المسيح وحده وسط التلاميذ، ليسمعوا صوتاً سماوياً يقول: «هذا هو ابني الحبيب له اسمعوا». وكأن اللّه يقول: «لا تضعوا أنفسكم تحت شريعة موسى، ولا تكتفوا بالأنبياء، مهما سمت تعاليمهم، لكن قدِّموا الطاعة والإكرام للسيد المسيح». لقد ظهر البَطَلان العظيمان موسى وإيليا على جبل التجلي للحظات قليلة، عادا بعدها إلى المجد الذي جاءا منه، بعد أن شهدا لعظمة المسيح، وكان انسحابُهما من المشهد تنبيراً على ضرورة وضع التفكير كله في شخص المسيح.

موسى وإيليا والسيد المسيح

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





ترى ماذا كان موضوع الحديث الذي دار بين موسى وإيليا والسيد المسيح على جبل التجلي؟ يقول لنا الإنجيل المقدس: «إنهما ظهرا بمجد، وتكلما عن خروج المسيح الذي كان عتيداً أن يكمّله في أورشليم». لم يتحدث موسى وإيليا عن أخبار السماء، ولا عن ماضيهما العجيب ولا عن اختباراتهما في خدمة اللّه، ولا عن المستقبل البعيد، لكنهما تحدثا عن حادثة قريبة على وشك أن تحدث هي صَلْب المسيح. إن الأشخاص العظماء يتحدثون في مواضيع عظيمة، وهذا هو أعظم موضوع تحدث عنه موسى وإيليا. كان موسى يذكر كيف رفع الحية في البرية، حتى أن كل من نظر إليها نال الشفاء، وهو يعلم أنه كما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي أن يُرفع ابنُ الإنسان. لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية (يوحنا ظ£: ظ،ظ¤ ، ظ،ظ¥). وكان إيليا يدرك أن اللّه لم يظهر له في الزوبعة ولا في الزلزلة ولا في النار، ولكن في الصوت المنخفض الخفيف. وها هو المسيح المصلوب يعلن في صوت محب رقيق أن: «هظ°كَذَا أَحَبَّ ظ±للّظ°هُ ظ±لْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ظ±بْنَهُ ظ±لْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ ظ±لْحَيَاةُ ظ±لأَبَدِيَّةُ» (يوحنا ظ£: ظ،ظ¦). كان المسيح قد قال لتلاميذه إنه ينبغي أن ابن الإنسان يتألم كثيراً، ويُرفض من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة، وفي اليوم الثالث يقوم. فقال له التلاميذ: «حَاشَاكَ يَا رَبُّ!» (متى ظ،ظ¦: ظ¢ظ¢) لأنهم لم يكونوا يريدون له موتاً ولا صلْباً، لكن عظمة ومُلكاً. فجاء صوت السماء يقول: «هذا هو ابني الحبيب له اسمعوا». ولقد كان موسى وإيليا يتكلمان عن صليبه الكريم، الذي فيه وبواسطته يجد البشر خلاص نفوسهم. ففي الصليب نجد حلاً لمشكلة خطية البشرية، ونجد الخلاص، لأن في الصليب تصالحت عدالة اللّه مع رحمته، فاستوفى العدل الإِلهي حقه وبرهنت المحبة الإِلهية ذاتها.
إن خير حديث نحدّثك به الآن هو ما تحدث به موسى وإيليا مع السيد المسيح على جبل التجلي. إن المسيح قد مات من أجل خطايانا حسب الكتب، وأنه دُفن، وأنه قام في اليوم الثالث حسب الكتب، ليوجِد لك خلاصاً أبدياً.. فهل تقبله؟


إيليا البطل العظيم

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة







ظهر النبي إيليا على مسرح التاريخ عندما كانت حياة بني إسرائيل الدينية في هاوية ارتدادها، فقد ارتدَّ الشعب عن عبادة اللّه ارتداداً أليماً وعبدوا الأوثان، كان ملكهم أخآب غير متديّن ولا يهتم كثيراً بالدين، بينما كانت زوجته إيزابل متدينة غاية التديُّن، متعصبة لدين آبائها في عبادة الأوثان. فترك الملك الحبل على الغارب لزوجته وأنبياء أصنامها. وعندما تحدَّى النبي إيليا رجال الأوثان وأنزل النار من السماء، لم يهتم الملك أخآب كثيراً أو قليلاً بالأمر، كأنه لا يعنيه، بل كأنه كان يستغرب اهتمام الناس بالدين، فقد كان الملك مهتماً بصالحه الشخصي ونموه الاقتصادي، أكثر جداً من حياة الدولة الدينية. لقد بنى قصراً من العاج، وبنى مدناً كثيرة، لكنه لم يبْن الحياة الإِيمانية لشعبه. وعندما رأى أخآب أنبياء الأوثان يقتلون رجال اللّه ويضطهدونهم، لم يحاول أن يُرسي قواعد العدل في مملكته، حتى بدا كأن عبادة اللّه انتهت تماماً، لدرجة أننا سمعنا إيليا يقول: «بقيت أنا وحدي». في تلك الظروف المظلمة امتلأ إيليا بالضيق من العبادة الوثنية، ومن اضمحلال نفوذ شريعة الرب ومن الظلمة المحيطة به، فقرَّر أن يُعيد الشعب إلى عهده السابق مع اللّه. لم يقدم النبي إيليا أفكاراً جديدة، ولم يدْعُ لواجبات جديدة، ولكنه أراد أن يوقظ ضمير الأمة كلها. وكما قال السيد المسيح إن إيليا يأتي أولاً ويردّ كل شيء، فقد كانت رسالته تهدف إلى ردّ الشعب للعبادة الصحيحة كما أعطاها اللّه لكليمه موسى. ولذلك وقف يقدم رسالة نارية للناس.
إيليا نبي الدينونة والنار

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






والنبي إيليا هو نبي الدينونة والنار، وكان رجل عمل أكثر مما هو رجل كلام. كان متوحّداً في قلبه وفكره، يضع نفسه تماماً بين يدي اللّه، وينتظر إلهه، وكانت أول كلماته: «حيٌّ هو الرب إله إسرائيل الذي وقفتُ أمامه». وقد تعامل معه الإِله الحي دائماً، وجاءه كلام الرب: «انطلق من هنا واتجه نحو المشرق، واختبئ عند نهر كريث، فتشرب من النهر. وقد أمرت الغربان أن تعولك هناك». وأطاع إيليا مباشرة ودون مناقشة ولا جدال، ودون أن يسأل كيف - أطاع بِناءً على ثقة كاملة في اللّه.
وعندما جفَّ ماء النهر كان كلام الرب له ثانية أن يذهب إلى أرملة لتعوله في صرفة. ولقد فعل بغير تردّد. وبعد ما هرب من أمام إيزابل الملكة، أصدر اللّه لإيليا أمراً أن يلتقي بالملك أخآب بعد أن استولى على حقل نابوت، ففعل، وفي غير خوف مضى يقابل الملك ليعلن له دينونة اللّه. ولم يظهر ضعف إيليا إلا مرة واحدة عندما هددته الملكة إيزابل بالقتل، فهرب لنفسه ومضى إلى صحراء سيناء بعيداً عن نفوذ الملكة إيزابل.
على أننا في حياة إيليا كلها نرى اعتماده الكلي على اللّه مؤمناً به. وحتى عندما طلب منه تلميذه أليشع أن يعطيه نصيب اثنين من روحه، قال له: «صعَّبت السؤال». وهو بهذا يلقي الموضوع كله بين يدي اللّه. لقد تميَّز النبي إيليا بالهدف الواحد والرؤية الواحدة. لم يكن له هدف في الحياة إلا أن يقود بني إسرائيل إلى العبادة الحقيقية.

إيليا نبي الشجاعة



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





وهناك صفة أخرى من صفات إيليا هي الشجاعة العظيمة، كأنه يقول ما قاله المرنم: «أَعْطَيْتَ خَائِفِيكَ رَايَةً تُرْفَعُ لأَجْلِ ظ±لْحَقِّ. لِكَيْ يَنْجُوَ أَحِبَّاؤُكَ. خَلِّصْ بِيَمِينِكَ وَظ±سْتَجِبْ لِي» (مزمور ظ¦ظ*: ظ¤، ظ¥).
وقف النبي إيليا أمام الملك أخآب ثلاث مرات. في المرة الأولى قال له: «حَيٌّ هُوَ ظ±لرَّبُّ إِلظ°هُ إِسْرَائِيلَ ظ±لَّذِي وَقَفْتُ أَمَامَهُ، إِنَّهُ لاَ يَكُونُ طَلٌّ وَلاَ مَطَرٌ فِي هظ°ذِهِ ظ±لسِّنِينَ إِلاَّ عِنْدَ قَوْلِي» (ظ،ملوك ظ،ظ§: ظ¢). وفي المرة الثانية التقى بالملك بعد ثلاث سنوات، فما أن رآه أخآب حتى قال له: «أنت هو مكدّر إسرائيل». فأجابه: «أَنَا لَمَ أُكَدِّرْ إِسْرَائِيلَ، بَلْ أَنْتَ وَبَيْتُ أَبِيكَ بِتَرْكِكُمْ وَصَايَا ظ±لرَّبِّ وَبِسَيْرِكَ وَرَاءَ ظ±لْبَعْلِيمِ» (ظ، ملوك ظ،ظ¨: ظ،ظ¨). وفي المرة الثالثة التقى بالملك عند حقل نابوت، بعد أن قتل الملك نابوت وأخذ حقله، وما أن رأى أخآب إيليا حتى قال له: «هَلْ وَجَدْتَنِي يَا عَدُوِّي؟» فَقَالَ: «قَدْ وَجَدْتُكَ لأَنَّكَ قَدْ بِعْتَ نَفْسَكَ لِعَمَلِ ظ±لشَّرِّ فِي عَيْنَيِ ظ±لرَّبِّ. هَئَنَذَا أَجْلِبُ عَلَيْكَ شَرّاً، وَأُبِيدُ نَسْلَكَ» (ظ،ملوك ظ¢ظ،: ظ¢ظ* وظ¢ظ،).
وكان هذا النبي الشجاع خشناً غاية الخشونة مع أعداء الرب، حتى أنه ذبح أنبياء البعل الأربعمائة والخمسين، وأنزل ناراً من السماء أحرقت الضابطين ومئة جندي. على أننا يجب أن لا ننسى أن هذا الرجل الخشن كان قلبه عامراً بالحب لتلميذه أليشع، ولأرملة صرفة، ولأبناء الأنبياء الذين زارهم قبل أن يصعد إلى السماء مباشرة. لكن طابع شخصيته الأساسي كان الشجاعة والخشونة.

إيليا نبي الطاعة والصلاة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة







قال إيليا إنه عبد اللّه وخادمه ونبيُّه، وأثبت صِدق هذا كله بما أجراه اللّه على يديه. لقد كان النبي إيليا دوماً يقف أمام اللّه وقوف الخادم أمام سيده، منتظراً توجيهات سيده. كان يكلم اللّه بالصلاة، وكان مستعداً دوماً أن يعمل مشيئته. وما أكثر احتياجنا في هذه الأيام إلى نبي مثل إيليا! وقليلون في عالمنا اليوم يؤمنون باللّه الحي كما آمن النبي إيليا، لأن البشر عادة يهتمون بما يريدون وبما يلمسون، وهم يشكُّون فيما لا يلمسونه. وكثيرون من الناس لا يريدون أن يؤمنوا بالإِله الحي لأن إيمانهم يعني أنهم سيكونون مسئولين أمام هذا الإِله الحي، وهم لا يريدون أن يتحمَّلوا مسئولية تُجاه أحد، ويريدون أن يسيروا في طريقهم كما يشاؤون، بغير رقابة من إله حي. إنهم يريدون أن يتمتعوا بالمنظور الملموس، ولذلك فإنهم يضعون قلوبهم وأفكارهم على الماديات.

مكانة إيليا في العهد الجديد

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة







ولنبي اللّه إيليا مكانة عظيمة في العهد الجديد كما رأينا في الفصل التاسع. كان الكتبة والفريسيون اليهود يعتقدون أن لا سلطان ليوحنا المعمدان أن يعمد، ما لم يكن هو المسيح أو إيليا أو النبي (يوحنا ظ،: ظ¢ظ¥). ويذكر الرسول بولس النبي إيليا في حديثه في الأصحاح الحادي عشر من رسالة رومية ليوضح أنه قد حصلت بقية حسب اختيار النعمة (رومية ظ،ظ،: ظ¢-ظ¥) ويرى رسول المسيحية يعقوب في النبي إيليا مثالاً رائعاً لقوة الصلاة (يعقوب ظ¥: ظ،ظ§) ويتحدث تلاميذ السيد المسيح إليه عن قوة إيليا التي أنزلت ناراً من السماء أفنت الأعداء (لوقا ظ©: ظ¥ظ¤).
يقف النبي إيليا على صفحات التوراة كواحد من أعظم الشخصيات الفريدة، لا يفوقه إلا كليم اللّه موسى. هذا هو النبي الناري الذي هيأ الطريق للرب، ولمجيء رجاء العالم، السيد المسيح.

 
قديم 16 - 02 - 2021, 03:35 PM   رقم المشاركة : ( 33707 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,580

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

إيليا يصعد للسماء


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


نجيء في تأملنا في حياة نبي اللّه إيليا إلى إصعاده للسماء بغير موت، فقد أخذ إيليا تلميذه أليشع من الجلجال متَّجهاً إلى بيت إيل، وكان فيها مقرٌّ للأنبياء. وكان النبي إيليا قد عرف وقت انتقاله إلى السماء، وربما عرف تلميذه أليشع أيضاً أن إيليا سيفارقه. كان إيليا على وشك الوقوف أمام الرب في السماء، وكان على أليشع أن يتسلَّم مسئوليات خدمة اللّه، بكل ما فيها من امتيازات ومتاعب. فقال النبي إيليا لأليشع: «إِنَّ ظ±لرَّبَّ قَدْ أَرْسَلَنِي إِلَى بَيْتِ إِيلَ» (ظ¢ملوك ظ¢: ظ¢). وكان الرب قد كشف لنبيه إيليا حوادث تلك الساعات الأخيرة من حياته، وكلَّفه أن يزور الأنبياء في أماكنهم المختلفة ليقدّم لهم وصاياه وتشجيعاته الأخيرة قبل انتقاله إلى السماء.
ولا ندري لماذا طلب إيليا من أليشع أن يبقى في الجلجال ليذهب هو وحده إلى بيت إيل. ربما أشفق على أليشع من أن يرى منظر انتقال معلِّمه إلى السماء. أو ربما قصد أن يمتحن محبة أليشع وأمانته. ولقد أظهر أليشع محبة شديدة لأستاذه النبي إيليا، فقال له: «حي هو الرب، وحيَّة هي نفسك، أني لا أتركك». فذهبا معاً إلى بيت إيل. وخرج بنو الأنبياء الذين في بيت إيل إلى أليشع، وقالوا له: «أَتَعْلَمُ أَنَّهُ ظ±لْيَوْمَ يَأْخُذُ ظ±لرَّبُّ سَيِّدَكَ مِنْ عَلَى رَأْسِكَ؟» فَقَالَ: «نَعَمْ، إِنِّي أَعْلَمُ فَظ±صْمُتُوا» (ظ¢ملوك ظ¢: ظ£). وبنو الأنبياء هؤلاء هم التلاميذ في مدرسة الأنبياء، وكان رئيسهم في مرتبة أبيهم. وربما عرفوا أن انتقال النبي إيليا إلى السماء قريب - إما بإعلان من اللّه أو من النبي إيليا نفسه. أما أليشع فلم يكن راغباً في الكلام لكثرة حزنه.
ثم قال إيليا لتلميذه أليشع: «أمكث هنا لأن الرب قد أرسلني إلى الأردن». فأصرَّ أليشع أن يصحبه في تلك الرحلة، فذهبا معاً، واجتمع خمسون رجلاً من بني الأنبياء ووقفوا يراقبون إيليا وأليشع من بعيد. ووجود خمسين من بني الأنبياء يدلّ على أن عدد المؤمنين كان كثيراً، وربما لجأ كل الذين يعبدون الرب إلى تلك المدارس خوفاً من اضطهاد الملك أخآب.
 
قديم 16 - 02 - 2021, 03:35 PM   رقم المشاركة : ( 33708 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,580

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

إيليا يشق نهر الأردن


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





وأخذ النبيُّ إيليا رداءه ولفَّه وضرب به ماء نهر الأردن، فانفلق النهر، وعبر إيليا وتلميذه أليشع على اليبس. لقد قام إيليا هنا بمعجزة تشبه معجزة موسى الذي شق البحر الأحمر، ومثل المعجزة التي قام بها يشوع الذي فلق نهر الأردن. وكان عمل إيليا شهادة للشعب لينتبهوا إلى كلامه ويؤمنوا بالإله الحي. وبعد أن عبر إيليا وأليشع نهر الأردن قال إيليا لتلميذه أليشع: «ظ±طْلُبْ مَاذَا أَفْعَلُ لَكَ قَبْلَ أَنْ أُوخَذَ مِنْكَ». فَقَالَ أَلِيشَعُ: «لِيَكُنْ نَصِيبُ ظ±ثْنَيْنِ مِنْ رُوحِكَ عَلَيَّ» (ظ¢ملوك ظ¢: ظ©). فقال إيليا: «صَعَّبْتَ ظ±لسُّؤَالَ. فَإِنْ رَأَيْتَنِي أُوخَذُ مِنْكَ يَكُونُ لَكَ كَذظ°لِكَ، وَإِلاَّ فَلاَ يَكُونُ» (ظ¢ملوك ظ¢: ظ،ظ*).
لم يكن عند إيليا مال ليتركه لتلميذه أليشع، ولكنه كان يدرك أن بركة اللّه أعظم كثيراً من المال. وطلب أليشع نصيب اثنين من روح إيليا، بمعنى أنه سيكون الابن البكر للنبي، لأن الابن البكر هو الذي يأخذ نصيب اثنين. وكان هذا يعني أن يكون كالبكر بين الأولاد، رئيساً للأنبياء. ولا ننسب لأليشع هنا الطمع ولا الكبرياء، لكن ننسب إليه الرغبة القوية في أن يخدم اللّه. وكانت إجابة إيليا له: «صعَّبتَ السؤال». بمعنى أنه ليس لإِيليا أن يختار خليفته، لكن الرب هو الذي يعيّن.
 
قديم 16 - 02 - 2021, 03:35 PM   رقم المشاركة : ( 33709 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,580

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

مركبة نار تأخذ إيليا


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





وسرعان ما جاءت مركبة من نار وخيل من نار وفصلت بين إيليا وتلميذه أليشع. وصعد إيليا في العاصفة إلى السماء، وكان أليشع يرى وهو يصرخ: «يا أبي، يا أبي، مركبة إسرائيل وفرسانها». وقول أليشع: «يا أبي» دليل على محبته لإِيليا. أما وصفه لإِيليا بأنه «مركبة إسرائيل وفرسانها» فمعناه أن إيليا وحده يشبه جيشاً كاملاً لحماية الشعب. وهذا صحيح، فقد كان إيليا أفضل من فرسان كثيرين، لأن به كان الرب يرشد شعبه، يحذرهم وينصرهم. وعندما أُصعد إيليا إلى السماء مزق أليشع ثيابه حزناً على فراق أستاذه.
لم يمُتْ نبيُّ اللّه إيليا، لكنه أُخذ إلى السماء بغير موت، في مركبة من نار تجرُّها خيول من نار. وكان هذا شيئاً هاماً يعلّم الشعب أن ينتبهوا إلى العالم الروحي الذي يدخله الأبرار. الناس دوماً يغرقون لآذانهم في ملذاتهم وأكلهم وشربهم وزواجهم وكسبهم المادي، بينما اللّه يريد أن يعلّمهم أن ينظروا إلى أعلى - إلى الباقي وليس إلى البائد. وإصعاد اللّه لإيليا في مركبة نارية شهادة من اللّه لخادمه أنه لم يكن مثير متاعب، كما اتهمه الملك الشرير أخآب بأنه مكدر إسرائيل. ولكن اللّه كان يختم على خدمة إيليا أنه خادم أمين، عرَّف الناس العبادة الحقيقية للّه.
إن الموت بالنسبة للمؤمن ليس موتاً لكنه انتقال، فالمؤمن يحيا هنا على الأرض مع اللّه، ثم ينتقل ليكون في السماء مع اللّه - ليس هو موتاً لكنه انتقال - وانتقال إيليا بهذه الطريقة يرينا كيف ستتغيَّر أجساد القديسين عندما يأتي المسيح ثانية من السماء ليأخذهم ليكونوا معه فيهتفون: «أَيْنَ شَوْكَتُكَ يَا مَوْتُ؟ أَيْنَ غَلَبَتُكِ يَا هَاوِيَةُ؟» (ظ،كورنثوس ظ،ظ¥: ظ¥ظ¥).
ندعوك لتفتح قلبك للّه، ليحل المسيح بالإيمان في قلبك، وعندها تختبر الحياة الأبدية التي لك في اللّه بواسطة المسيح. وقد قال السيد المسيح في صلاته الشفاعية: «هظ°ذِهِ هِيَ ظ±لْحَيَاةُ ظ±لأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ ظ±لإِلظ°هَ ظ±لْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ ظ±لْمَسِيحَ ظ±لَّذِي أَرْسَلْتَهُ» (يوحنا ظ،ظ§: ظ£).
 
قديم 16 - 02 - 2021, 03:36 PM   رقم المشاركة : ( 33710 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,580

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

إيليا في الإنجيل

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





تُحدثنا التوراة عن مجيء إيليا آخر يسبق مجيئُه مجيءَ المسيح إلى عالم البشر. وقد تنبأ أنبياء التوراة أن الحالة قبل مجيء المسيح ستكون في غاية السوء من الناحية الدينية والسياسية، فيجيء إيليا ليهيّئ الطريق لمجيء المسيح الذي يصلح الأحوال السيئة. وقد ظهر يوحنا المعمدان قبل مجيء المسيح مباشرة، يعظ الناس بالتوبة مبكّتاً إياهم على خطاياهم، فأخذ كثيرون يتساءلون إن كان هذا هو المسيح الآتي الذي ينتظرونه، أو إن كان هو النبيّ إيليا الذي سيجهّز الطريق لمجيء المسيح (يوحنا ظ،: ظ¢ظ،).
وبعد أن قطع هيرودس رئيس الربع رأس يوحنا المعمدان، سمع بمعجزات المسيح، فملأت نفسه المخاوف، لأن قوماً كانوا يقولون إن يوحنا المعمدان قد قام من الأموات، وقوماً إن النبي إيليا قد ظهر (لوقا ظ©: ظ§ ، ظ¨).
وقبل ظهور إيليا على جبل التجلي مع موسى، سأل السيد المسيح تلاميذه: «مَنْ يَقُولُ ظ±لنَّاسُ إِنِّي أَنَا ظ±بْنُ ظ±لإِنْسَانِ؟» فَقَالُوا: «قَوْمٌ يُوحَنَّا ظ±لْمَعْمَدَانُ، وَآخَرُونَ إِيلِيَّا» (متى ظ،ظ¦: ظ،ظ£ ، ظ،ظ¤).
وبعد أن رأى ثلاثةٌ من تلاميذ المسيح أمجاد التجلّي على الجبل - أوصاهم المسيح وهم نازلون من الجبل قائلاً: «لاَ تُعْلِمُوا أَحَداً بِمَا رَأَيْتُمْ حَتَّى يَقُومَ ظ±بْنُ ظ±لإِنْسَانِ مِنَ ظ±لأَمْوَاتِ». وَسَأَلَهُ تَلاَمِيذُهُ: «فَلِمَاذَا يَقُولُ ظ±لْكَتَبَةُ إِنَّ إِيلِيَّا يَنْبَغِي أَنْ يَأْتِيَ أَوَّلاً؟» فَأَجَابَ يَسُوعُ: «إِنَّ إِيلِيَّا يَأْتِي أَوَّلاً وَيَرُدُّ كُلَّ شَيْءٍ. وَلظ°كِنِّي أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ إِيلِيَّا قَدْ جَاءَ وَلَمْ يَعْرِفُوهُ، بَلْ عَمِلُوا بِهِ كُلَّ مَا أَرَادُوا. كَذظ°لِكَ ظ±بْنُ ظ±لإِنْسَانِ أَيْضاً سَوْفَ يَتَأَلَّمُ مِنْهُمْ». حِينَئِذٍ فَهِمَ ظ±لتَّلاَمِيذُ أَنَّهُ قَالَ لَهُمْ عَنْ يُوحَنَّا ظ±لْمَعْمَدَانِ» (متى ظ،ظ§: ظ©-ظ،ظ£).
من هذا كله يتضح لنا أن اليهود كانوا يتوقَّعون مجيء إيليا قبل مجيء المسيح، وقد بنوا كلماتهم هذه على ما جاء في نبوة ملاخي: «هَئَنَذَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ إِيلِيَّا ظ±لنَّبِيَّ قَبْلَ مَجِيءِ يَوْمِ ظ±لرَّبِّ ظ±لْيَوْمِ ظ±لْعَظِيمِ وَظ±لْمَخُوفِ، فَيَرُدُّ قَلْبَ ظ±لآبَاءِ عَلَى ظ±لأَبْنَاءِ، وَقَلْبَ ظ±لأَبْنَاءِ عَلَى آبَائِهِمْ» (ملاخي ظ¤: ظ¥ ، ظ¦). وقد توقَّع اليهود أن يجيء إيليا نفسهُ. ولكن تفسير السيد المسيح أظهر لنا أن إيليا الذي كان يجب أن يجيء ليهيّئ الطريق لمجيء المسيح، هو إيليا روحي، إيليا آخر، ولقد جاء يوحنا المعمدان بنفس روح إيليا، وبنفس طريقة وعظه، فهيَّأ الطريق لمجيء المسيح.
 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:57 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025