منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13 - 02 - 2021, 04:38 PM   رقم المشاركة : ( 33621 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,580

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ان قال احد اني احب اللّظ°ه وأَبغض اخاهُ فهو كاذبٌ.

لان مَنْ لا يحب اخاهُ الذي ابصرهُ

كيف يقدر ان يحب اللّظ°ه الذي لم يبصرهُ
(يوحنا الأولى 20:4)




وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

نحن نرنم دائما "أني احب يسوع".

ولكن يسوع يجيب بسؤالنا عن محبتنا لاخوتنا واخواتنا!

لا يمكننا ان نحب الله اذا لم نستطع الذين هم من حولنا!
 
قديم 13 - 02 - 2021, 04:41 PM   رقم المشاركة : ( 33622 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,580

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

صَالِحٌ هُوَ الرَّبُّ.

حِصْنٌ فِي يَوْمِ الضَّيقِ،

وَهُوَ يَعْرِفُ الْمُتَوَكِّلِينَ عَلَيْهِ

" (ناحوم ظ،: ظ§ )"



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 13 - 02 - 2021, 04:43 PM   رقم المشاركة : ( 33623 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,580

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديسة برناديت الذي ظهرت لها العذراء وأمرتها بالحفر



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





في يوم الخميس 11 فبراير 1858 ذهبت سمعت صوتا كاظ”نه ريح، تكررت ظهورات العذراء مريم لبرناديت ما يقارب 17 مرة، طلبت العذراء من برناديت اظ”ن تصلي من اظ”جل الخطاظ”ة، واظ”ن تبني كنيسة باسم السيدة العذراء ولكن لم يصدق الشعب ظهور العذراء لها، وعانت كثيرا من ذلك.

ظهرت لها العذراء واظ”مرتها باظ”ن تقوم بالحفر في موقع معين في الاظ”رض حتى تفجر ينبوع مياه، واظ”صبح هذا النبع سبب بركة لكثيرين وتمت بواسطته العديد من المعجزات، كما اظ”عطتها سرا وهذا السر يعنيها وحدها وقد بلغتها رسالة اظ”خرى تحث على التوبة والصلاة لاظ”جل الخطاظ”ة.

كبرت برناديت واختارت الدير مكانا لتصل به اظ•لى قمة التواضع توفيت برناديت في 16 اظ•بريل 1879م باسم الراهبة ماري برنارد، وكان عمرها 35 سنة. وبعد 122 سنة على وفاتها وجد جثمانها الطاهر كما هو
 
قديم 13 - 02 - 2021, 04:45 PM   رقم المشاركة : ( 33624 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,580

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

نبذة عن القديسين أباكير ويوحنا


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


القديسون أباكير ويوحنا والثلاث عذارى، ثاؤذورا التي تفسيرها عطية الله، وثاؤبستي التي تفسيرها أمانة الله، وثاؤذكسيا التي تفسيرها مجد الله، وأمهن أثناسيا التي تفسيرها غير المائتة.



"إن القديس أباكير كان راهبا متعبدا منذ حداثته وكان القديس يوحنا جنديا من خاصة الملك، وقد تركا الإسكندرية وطنهما الأصلي وأقاما في إنطاكية، ولما أثار الملك دقلديانوس الاضطهاد علي المسيحيين، اعترفا مع العذارى وأمهن أمامه بالسيد المسيح، وإذ عرف أنهم من الإسكندرية أمر بإعادتهم إليها، فلما وصلوا إلى هناك قدموهم إلى الوالي فاعترفوا بالسيد المسيح فأمر بقطع رؤوسهم، وكانت القديسة أثناسيا تثبت بناتها وتصبرهن وتعرفهن بأنهن إذا استشهدن يصرن عرائس المسيح، وهكذا قطعوا رؤوسهن أولا ثم أمهن فالقديسين أباكير ويوحنا، وبعد ذلك طرحوا أجسادهم للوحوش وطيور السماء، ولكن بعض المؤمنين أتوا واخذوا الأجساد ليلا ووضعوها في تابوت"

 
قديم 13 - 02 - 2021, 04:48 PM   رقم المشاركة : ( 33625 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,580

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

نبذة البابا مرقس الرابع


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ولم يذكر كتاب التاريخ الكنسي "السنكسار" الكثير عن البابا مرقس الرابع،


غير أنه احتل رقم 84 في تعداد بطاركة الإسكندرية من حيث الترتيب التسلسلي لبطاركة الكنيسة المصرية،

وبناءً عليه اكتفت الكنيسة بذكر اسمه في القداس الإلهي صباح اليوم.
 
قديم 13 - 02 - 2021, 04:55 PM   رقم المشاركة : ( 33626 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,580

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الأَيقونة الإِيفيرية في موزدك شيد لها كنيسة خصيصا





وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة










ظهرت هذه الأَيقونة في أَيَّام ملكة الكرج تمارة، أَي في أَواخر القرن الثَّاني عشر وَأَوائل الثَّالث عشر. وَقد اشتهرت هذه الملكة باجتهادها على الأَخصِّ في نشر المسيحيَّة بين سكَّان جبال القوقاز.
فشيَّدت فيها كنائس كثيرة، فضلًا عمَّا شيَّدته منها في شعابها وَجهَّزتها بالأَواني. وَبعد أَن تنصَّر جانبٌ كبيرٌ من الشَّراكسة، أَهدت نسخةً من الأَيقونة الإِيفيريَّة إِلى جماعة الأُوسيتينيِّين الَّذين اعتنقوا الإِيمان المسيحي. فبقيت في تلك الجبال، من أَيَّام الملكة تمارة حتَّى سنة ظ،ظ§ظ¦ظ¨. وَقد نسخها أَحد مصوِّري البلاط، بعد أَن استعدَّ لهذه المهمَّة الخطيرة بصوم ستَّة أَسابيع. وَتمجَّدت هنالك بعجائب كثيرة، وَسلمت من النَّار الَّتي التهمت كنيستها مرَّتين.

أهميتها
في سنة ظ،ظ§ظ¦ظ¨، نقلها النورتسيُّون سكَّان أُوسيتينة الجبليَّة معهم، لمَّا هاجروا إِلى شاطئ تيرسك قرب موزدك، بدعوةٍ من الإِمبراطورة كاترينا الثَّانية، فلاقاها أُسقفها غايوس الكرجي باحتفالٍ كنائسيٍّ وَصلَّى أَمامها صلاة الإِبتهال، وَأَراد أَن ينقلها إِلى كنيسة المدينة. وَقضوا هناك ليلتهم، فعاينوا فيها نورًا عجيبًا قد انبثق من مركبتها، فنوَّر الضَّواحي إِلى الصَّباح. وَفي الغد، توقَّفت الثِّيران بقدرةٍ خفيَّةٍ عن الجري، وَسمع أَحدهم في رؤَى اللَّيل صوتًا آمرًا ببقائها هناك، كما كُشف أَيضًا للأُسقف غايوس عن وجوب ذلك فلم يعد يجسر على معارضة إِرادة والدة المسيح، وَأَقام لها هناك مصلى، فتبادر النَّاس للصَّلاة أَمامها. وَفي سنة ظ،ظ§ظ¦ظ©، شيَّدوا مكانه كنيسةً لشرف انتقال السَّيِّدة وبُني قربها دير للعذارى، أُلغي سنة ظ،ظ§ظ©ظ© بإِلغاء أَبرشيَّة موزدك. وَفي السَّنة الثَّمانين من القرن التَّاسع عشر، بنيت كنيسة لشرف الأَيقونة الإِيفيريَّة.

إِلتجأَ النَّاس إِلى هذه الأَيقونة المقدَّسة في الأَمراض وَالرَّزايا. فالمسيحيُّون الأُرثوذكسيُّون وَالكرج وَالأَرمن وَالكاثوليك وَالشَّركس وَالآسيتينيون البرابرة، يكرِّمونها وَيضيئون أَمامها الشُّموع. وَيروي الشَّعب أَنَّ شامل لمَّا بلغ موزدك سنة ظ،ظ¨ظ¤ظ*، ظهرت له وَلعساكره امرأَةً في ثيابٍ بيضاء وَمنعته من مهاجمة المدينة.

وَيعتقد الناس هناك، بأَنَّه ينبغي لكلٍّ منهم أَن يزور موزدك وَيعترف وَيتناول القربان المقدَّس في كنيسة رقاد السَّيِّدة الموجودة فيها هذه الأَيقونة المقدَّسة. بل كثيرون ينذرون أَن يزوروها حفاة الأَقدام، فإِذا دخلوا الكنيسة طافوا مرارًا داخلها على ركبهم ساجدين. وَكلُّ مَن التجأَ فيها إِلى قدرة أُمِّ الإِله وَرحمتها، أَحرز المعونة وَالعزاء.

النسخ الموجودة عن هذه الأيقونة
يوجد في نيجني في نوفغورد، نسخةً عن هذه الأَيقونة المقدَّسة، أَهداها البطريرك إِلى فيلاريتوس مطران هذه المدينة الأَوَّل. وَفي دير القدِّيس صفرونيوس نسخةً أُخرى، اقتناها مؤَسِّسه سيرابيون. وَفي دير الثَّالوث الأَقدس في سمولينسك، نسخةً ثالثةً قديمة التَّصوير وَمعها مرسوم بركةٍ من مطران هذه المدينة، سيلفستروس الَّذي أَوجب أَن ترتَّل أَمامها صلاة الإِبتهال في كلِّ يوم سبت.

يذكر أن هذه الأَيقونة العجائبيَّة تنقل في كلِّ سنةٍ، إِلى مدينة فلاديفوستوك قتبقى فيها شهرًا. وَهي مصوَّرة بأَساسٍ ذهبٍ وَمناط بها تقديماتٍ عديدةٍ من الَّذين نالوا بها الأَشفية. طول الأَيقونة ذراعٍ وَربع الذِّراع، وَعرضها ذراعٍ وَسبعة قراريط.


 
قديم 13 - 02 - 2021, 04:57 PM   رقم المشاركة : ( 33627 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,580

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديسين اباكير ويوحنا والثلاث عذارى وأمهما




وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة







وُلِدَ أباكير في مدينة الإسكندرية من أبوين تقيين وربيَّاه تربية مسيحية وتعلَّم مهنة الطب فاشتهر بعلمه وتقواه ومحبة الفقراء فوَشُوا به عند الوالي أنه يشفي الناس بالسحر والشعوذة فأمر بالقبض عليه رغم علمه بالخدمات الكثيرة التي يقدمها لكل الناس فهرب أباكير إلى الصحراء الشرقية حيث انضم للنساك وعاش معهم وكان يخدمهم.
أما يوحنا فكان ضابطًا كبيرًا في جيش بلاد ما بين النهرين، وكان مسيحيًا تقيًا يميل إلى حياة النسك والعبادة فلما سمع بخبر أباكير، ترك الجُندية وجاء وزار الأماكن المقدسة في أورشليم ثم جاء إلى الصحراء الشرقية حيث يوجد القديس أباكير فتقابلا وسلَّما على بعضهما وسكن يوحنا بجوار أباكير واتخذه معلِّمًا له في الفضيلة وصارا كأخوين روحيين.
ولما أشعل دقلديانوس الاضطهاد ضد المسيحيين، وكانت الإسكندرية مسرحًا لحالات الاضطهاد والتعذيب فأمسك جنود الوالي بسيدة مسيحية مؤمنة تدعى أثناسيا ( معنى اسمها خالدة وغير مائتة) وبناتها العذارى الثلاث ثيئودورا (أي عطية الله) وثاؤبستى (أي إيمان الله) وثاؤذكسيا (أي مجد الله) واقتادوهن مقيَّدات للمحاكمة والتعذيب في منطقة تدعى كانوب بشرق الإسكندرية.
سمع القديس أباكير وهو في الصحراء بخبر القبض على أثناسيا وبناتها وكان يَعرفهن من قبل فأشفق عليهن لئلا يؤثِّر فيهن العذاب فيضعفن فقرر أن ينزل إلى الإسكندرية للوقوف بجانبهن ونزل معه أخوه الروحي يوحنا.
وما أن دخلا إلى الإسكندرية وذهبا إلى كانوب لكي يشجِّعا أثناسيا وبناتها حتى وشى بعض الأشرار للوالي بوصول أباكير ويوحنا، فأمر بالقبض عليهما ومحاكمتهما وتعذيبهما بعذابات شديدة.
أمر الوالي بقطع رؤوس أثناسيا وبناتها الثلاث أمام أباكير ويوحنا لكي يرعبهما ولكنهما ازدادا في التمسك بإيمانهما واشتاقا أن ينالا إكليل الشهادة أيضًا، وبعد سلسلة من العذابات أمر الوالي بقطع رأسيهما فنالا إكليل الشهادة في منطقة كانوب التي تسمت بعد ذلك أبوقير نسبة للقديس أباكير.
جاء القديس يوليوس الأقفهصي مع غلمانه وحملوا أجساد الشهداء ودفنوهم في مقبرة بقرب كنيسة مار مرقس بالإسكندرية وكتب قصة جهادهم واستشهادهم.


 
قديم 13 - 02 - 2021, 05:40 PM   رقم المشاركة : ( 33628 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,580

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ایلیا النبي وغیرة النار



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


عاش في القرن التاسع قبل المیلاد، ھو من ضیعة تشبة من سكان جلعاد. سیرته في الكتاب المقدس، العھد القديم، في سفر الملوك الأول، فصل 19/17-21 وسفر الملوك الثاني فصل 2/1. معنى اسمه «الرب ھو إلھي». ّ ي ويصوم ويبشر وأرسل الله له الغربان لتطعمه، زمن الجفاف. يصلّ قام بمعجزة تكثیر الطحین والزيت وأقام الابن الوحید لأرملة صرفت – صیدا من الموت، وأسقط المطر بعد جفاف. وساعة الخوف والیأس ھرب من وجه الملكة ايزابیل وسار حتى جبل حوريب، الجبل الذي تجلّى علیه الله للنبي موسى، ومسح ملكین، ومسح الیشاع نبیاً مكانه. رفعه الرب في مركبة ناريّة، «ولما دخل إيلیا في العاصفة مات



إيلیا علامة فارقة




وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



ھذا النبي ھو آية فارقة في حیاة اللبنانیین والمسیحیین وغیر المسیحیین، من مسلمین ودروز، إنه شخصیة فزة، وحده عبر العھد القديم ووصل إلینا بعبادة خاصة وممیزة غیر جمیع الأنبیاء، خاصة في الكنیسة الشرقیة، كأشعیا وإرمیا وحزقیال وسواھم من أنبیاء العھد القديم. ويكرّمه المسیحیون والمسلمون والدروز، ولو أطلق علیه اسم الخضر الذي يعرف به مار جرجس. المقلق المحرق بوھج النار أحرق الماء والأحجار والحطب، أقلق الجمیع بغیرته كما قال له آحاب الملك فطلب منه أن يجمعوا له كھنة بعلیم وتحداھم باسم الرب. ھناك في جبل الكرمل اجتمع الأربع مئة والخمسین من أنبیاء البعل (سفر الملوك .(3-9-17-18 الأول أنبیاء عشتاروت الأربع مئة وكلھم يأكلون على مائدة ايزابیل الملكة، وراح إيلیا يصرخ ويقول «إلى متى أنتم تعرجون بین الجانبین؟ إن كان الرب ھو الإله فاتبعوه، وإن كان البعل إياه، فاتبعوه. فلم يجبه القوم بكلمة، فقال إيلیا للشعب: (أنا الآن وحدي بقیت نبیاً للرب. فلیؤت ً. وادعوا ً على الحطب ولا نضع نارا ً على الحطب وأنا أجعل ثورا بثورين وأجعلوا ثورا باسم الھكم وأنا أدعو باسم الرب والذي يجیب بنار فھو الإله). أصرخوا للبعل النائم، فقام انبیاء البعل بالصراخ إلى البعل، أيھا البعل أجبنا، فلم يكن من يجیب، وھم يرقصون حول المذبح! فسخر منھم إيلیا وقال: (اصرخوا بصوت أعلى فلعله نائم، ولا يجیبكم أحد). فقام إيلیا وقال املأوا أربع جرار ماء وصبوا على المحرقة. ّ وتقدم إيلیا وصرخ استجبني يا رب استجبني. فھبطت النار وأكلت المحرقة والحطب والحجارة والتراب فضرب بالسیف كھنة البعل، ً وتوارى عن الأنظار. وحبس ايلیا الندى والمطر وراح إيلیا بعیدا أتى الى لبنان، صرفت صیدون، الغربان تأتیه بالخبز واللحم، ومن ھناك انطلق الى صرفت صیدون ويسوع أتى أيضاً إلى ھناك وأقام عند امرأة أرملة وطلب كسرة خبز، فقالت: (ليس عندي إلاّ هذا القليل من الدقيق والزيت سأصنعه لإبني، ونأكله ونموت).
فقال اضنعي ولا تخافي

ومرض ابن المرأة لم يبق فیه روح، فراحت المرأة تصرخ وتولول، فأخذ إيلیا الولد وأضجعه على سريره وصرخ إيلیا إلى الرب الإله فسمع الرب صوت إيلیا وعاد الغلام . حیاً حبس المرض وأنزله، وبعد انحباس المطر صعد إيلیا جبل الكرمل وقال لغلامه تطلع نحو البحر فصعد وتطلّع وقال: (ما أرى شیئاً). وبعد سبع مرات رأى سحابة قدر راحة رجل طالعة من البحر وجاء مطر عظیم. وخاف إيلیا من ايزابیل زوجة الملك أحاب لأنھا كانت تحمي كھنة البعل وھرب في البرية وطلب لنفسه الموت ونام تحت الشجرة فضربه ملاك الرب عل جنبه وقال له: (قم فكل وعاد ونام). فعاوده ملاك الرب ثانیة ولمسه وقال له: (قم فكل فان الطريق بعیدة أمامك فقام وأكل وسار في البرية أربعین يوماً وأربعین لیلة إلى جبل الله حوريب ودخل المغارة وھناك بات فیھا). فسأله الرب ما بالك ھھنا، فقال إيلیا بقیت وحدي، بقیت وحدي وھم يطلبون نفسي لیأخذوھا لأني غرت غیرت للرب، فقال له الرب أنا أبقیت لي بقیة لم تجث للبعل. الكلاب تلحس دمله، وكان لنابوت البزرعیلي كرم إلى جانب قصر الملك فطلبه الملك فرفض نابوت أن يعطیه میراث أبائه. فحزن الملك فسألته امرأته ايزابیل ما باله كئیباً؟ فأخبرھا. ّ ان نابوت جدف على الله وعلى الملك، فأخرجوه ً شھد فیه شاھدان كذباً فأصدرت أمرا ورجموه حتى الموت. فقال الرب لإيلیا (قم وقل للملك ھكذا يقول الرب)، في الموقع الذي لحست فیه . الكلاب دم نابوت تلحس الكلاب دمك انت أيضاً وقال لإيزابیل ان اللاب ستأكلھا، وھكذا كان. (فراس السواح، الاوان، النبي الیاس بین التوراة والقرآن، الخمیس 11 كانون الأول 2008) ،(مجلة بیبلیا). مركبة النار تأخذ إيلیا، وأراد الرب أن يرفع إيلیا في العاصفة وبعد أن لف إيلیا رداءه ضرب میاه الأردن به فانفلقت إلى ھنا وھناك وجاز كلاھما على الیبس وفیما كانا سائرين وھما يتحادثان إذا مركبة نارية وخیل نارية قد فصلت بینھما، وطلع إيلیا في العاصفة نحو السماء والیشاع ناظر وھو يصرخ: (يا أبي، يا أبي)، ورمى إلیه إيلیا بردائه فأخذه وضرب المیاه فانفلقت وعبر إلیشاع الى أريحا.





القرآن وذكر إيلیا


أتى ذكره في القرآن الكريم «وان الیاس لمن المرسلین» (الصافات .(185 والانعام 123 والمسلمون كما تقول الموسوعة الحرة ويكیبیديا يعتقدون برسالة ونبوة الیاس او ياسین «سلام على آل ياسین وإن الیاس ھو نفسه إيلیا (التفسیر الكبیر للرازي، ص 140 ،تفسیر آية 130 سورة الصافات، تفسیر القرطبي ص 153 .تفسیر آية 130 سورة الصافات «وزكريا ويحي وعیسى، والیاس كل من الصالحین» آية 6/85. الموحدون الدروز وذكر إيلیا، وجاء في موقع (مرمر) منیر فرو 24-1-211 في الخامس والعشرين من كانون الثاني من كل عام. يحتفل أبناء الطائفة الدرزية في البلاد بعید زيارة مقام سیدنا خضر، عندنا في المتن الأعلى الخضر ھو مار جرجس، علیه السلام في قرية كفرياسین في الجلیل. في ھذه المناسبة يتوافد إلى المقام الشريف مشايخ الطائفة من الجولان والجلیل والكرمل طلباً للرحمة والفرح. ُ وھناك مقامات عدة تحمل اسم ھذا النبي الرسول، ويقال سمي بالخضر وھذا الاسم يعرف به مار جرجس أيضاً لاخضرار الأرض التي يجلس علیھا لعبادة خالقه، وھو حي لا يموت. عند الیھود ھو الیاھو، وعند المسیحیین مار الیاس، أو مار جرجس الخضر حیث تخضر الدنیا بعیده في 23 نیسان. خاتمة، فلیكن مار الیاس الحي شافعاً لنا لدى الله كي لا نعبد شھوات الجسد والمال والمجد والسلطة كي نكون في الحق فلا نظلم الناس ونعرج على الجانبین، ولیكن في قلبنا غیرة الله ولتحرقنا نار حبه لنصل الیه على مركبة من نار عشقه والفناء فیه ولیمسحنا بزيت الشفاء والصحة والعافیة.
 
قديم 13 - 02 - 2021, 05:41 PM   رقم المشاركة : ( 33629 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,580

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

إيلیا علامة فارقة




وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



ھذا النبي ھو آية فارقة في حیاة اللبنانیین والمسیحیین وغیر المسیحیین، من مسلمین ودروز، إنه شخصیة فزة، وحده عبر العھد القديم ووصل إلینا بعبادة خاصة وممیزة غیر جمیع الأنبیاء، خاصة في الكنیسة الشرقیة، كأشعیا وإرمیا وحزقیال وسواھم من أنبیاء العھد القديم. ويكرّمه المسیحیون والمسلمون والدروز، ولو أطلق علیه اسم الخضر الذي يعرف به مار جرجس. المقلق المحرق بوھج النار أحرق الماء والأحجار والحطب، أقلق الجمیع بغیرته كما قال له آحاب الملك فطلب منه أن يجمعوا له كھنة بعلیم وتحداھم باسم الرب. ھناك في جبل الكرمل اجتمع الأربع مئة والخمسین من أنبیاء البعل (سفر الملوك .(3-9-17-18 الأول أنبیاء عشتاروت الأربع مئة وكلھم يأكلون على مائدة ايزابیل الملكة، وراح إيلیا يصرخ ويقول «إلى متى أنتم تعرجون بین الجانبین؟ إن كان الرب ھو الإله فاتبعوه، وإن كان البعل إياه، فاتبعوه. فلم يجبه القوم بكلمة، فقال إيلیا للشعب: (أنا الآن وحدي بقیت نبیاً للرب. فلیؤت ً. وادعوا ً على الحطب ولا نضع نارا ً على الحطب وأنا أجعل ثورا بثورين وأجعلوا ثورا باسم الھكم وأنا أدعو باسم الرب والذي يجیب بنار فھو الإله). أصرخوا للبعل النائم، فقام انبیاء البعل بالصراخ إلى البعل، أيھا البعل أجبنا، فلم يكن من يجیب، وھم يرقصون حول المذبح! فسخر منھم إيلیا وقال: (اصرخوا بصوت أعلى فلعله نائم، ولا يجیبكم أحد). فقام إيلیا وقال املأوا أربع جرار ماء وصبوا على المحرقة. ّ وتقدم إيلیا وصرخ استجبني يا رب استجبني. فھبطت النار وأكلت المحرقة والحطب والحجارة والتراب فضرب بالسیف كھنة البعل، ً وتوارى عن الأنظار. وحبس ايلیا الندى والمطر وراح إيلیا بعیدا أتى الى لبنان، صرفت صیدون، الغربان تأتیه بالخبز واللحم، ومن ھناك انطلق الى صرفت صیدون ويسوع أتى أيضاً إلى ھناك وأقام عند امرأة أرملة وطلب كسرة خبز، فقالت: (ليس عندي إلاّ هذا القليل من الدقيق والزيت سأصنعه لإبني، ونأكله ونموت).
فقال اضنعي ولا تخافي

ومرض ابن المرأة لم يبق فیه روح، فراحت المرأة تصرخ وتولول، فأخذ إيلیا الولد وأضجعه على سريره وصرخ إيلیا إلى الرب الإله فسمع الرب صوت إيلیا وعاد الغلام . حیاً حبس المرض وأنزله، وبعد انحباس المطر صعد إيلیا جبل الكرمل وقال لغلامه تطلع نحو البحر فصعد وتطلّع وقال: (ما أرى شیئاً). وبعد سبع مرات رأى سحابة قدر راحة رجل طالعة من البحر وجاء مطر عظیم. وخاف إيلیا من ايزابیل زوجة الملك أحاب لأنھا كانت تحمي كھنة البعل وھرب في البرية وطلب لنفسه الموت ونام تحت الشجرة فضربه ملاك الرب عل جنبه وقال له: (قم فكل وعاد ونام). فعاوده ملاك الرب ثانیة ولمسه وقال له: (قم فكل فان الطريق بعیدة أمامك فقام وأكل وسار في البرية أربعین يوماً وأربعین لیلة إلى جبل الله حوريب ودخل المغارة وھناك بات فیھا). فسأله الرب ما بالك ھھنا، فقال إيلیا بقیت وحدي، بقیت وحدي وھم يطلبون نفسي لیأخذوھا لأني غرت غیرت للرب، فقال له الرب أنا أبقیت لي بقیة لم تجث للبعل. الكلاب تلحس دمله، وكان لنابوت البزرعیلي كرم إلى جانب قصر الملك فطلبه الملك فرفض نابوت أن يعطیه میراث أبائه. فحزن الملك فسألته امرأته ايزابیل ما باله كئیباً؟ فأخبرھا. ّ ان نابوت جدف على الله وعلى الملك، فأخرجوه ً شھد فیه شاھدان كذباً فأصدرت أمرا ورجموه حتى الموت. فقال الرب لإيلیا (قم وقل للملك ھكذا يقول الرب)، في الموقع الذي لحست فیه . الكلاب دم نابوت تلحس الكلاب دمك انت أيضاً وقال لإيزابیل ان اللاب ستأكلھا، وھكذا كان. (فراس السواح، الاوان، النبي الیاس بین التوراة والقرآن، الخمیس 11 كانون الأول 2008) ،(مجلة بیبلیا). مركبة النار تأخذ إيلیا، وأراد الرب أن يرفع إيلیا في العاصفة وبعد أن لف إيلیا رداءه ضرب میاه الأردن به فانفلقت إلى ھنا وھناك وجاز كلاھما على الیبس وفیما كانا سائرين وھما يتحادثان إذا مركبة نارية وخیل نارية قد فصلت بینھما، وطلع إيلیا في العاصفة نحو السماء والیشاع ناظر وھو يصرخ: (يا أبي، يا أبي)، ورمى إلیه إيلیا بردائه فأخذه وضرب المیاه فانفلقت وعبر إلیشاع الى أريحا.


 
قديم 13 - 02 - 2021, 05:55 PM   رقم المشاركة : ( 33630 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,580

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

من هو إيليا


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





في عام ظ¨ظ§ظ¥ ق. م. وفي أثناء حكم الملك أخآب ظهر النبي العظيم إيليا ومعنى اسمه العبري «إلهي يهوه». ولا نعرف الكثير عن نشأة النبي إيليا، إلا أن التوراة المقدسة تقدّمه لنا باعتبار أنه إيليا التِّشْبِيّ من مستوطني جلعاد. كما تصفه بأنه رجل أشعر متمنطق بمنطقة من جلد على حقويه. وقال بعض العلماء إن كلمة التشبي تعني «الغريب». وقد يكون المقصود أن إيليا الغريب كان من مستوطني جلعاد، فيكون أنه مجهول الأصل، ولكن اللّه اختاره ليكون نبياً عظيماً له. أو لعله من مدينة تِشْبه الواقعة في شرق الأردن في منطقة جلعاد. ولعل تسميته بهذا الاسم تعني أنه كان شخصاً غريباً، بمعنى أنه مختلف عن غيره، لأنه كان يقضي الكثير من وقته في الصحراء في محضر اللّه، يتعبَّد له، إلى اليوم الذي فيه دعاه اللّه ليكون نبياً.
بداية خدمة ايليا


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





أول ما نقرأ عن النبي إيليا في التوراة المقدسة نقرأه في الأصحاح السابع عشر من سفر الملوك الأول حيث يقول: «وَقَالَ إِيلِيَّا ظ±لتِّشْبِيُّ مِنْ مُسْتَوْطِنِي جِلْعَادَ لأَخْآبَ: «حَيٌّ هُوَ ظ±لرَّبُّ إِلظ°هُ إِسْرَائِيلَ ظ±لَّذِي وَقَفْتُ أَمَامَهُ، إِنَّهُ لاَ يَكُونُ طَلٌّ وَلاَ مَطَرٌ فِي هظ°ذِهِ ظ±لسِّنِينَ إِلاَّ عِنْدَ قَوْلِي» (ظ،ملوك ظ،ظ§: ظ،). وهذا عقاب للذين هجروا عبادة اللّه الحي. لقد أقام اللّه النبي إيليا لينقذ بلاده من عبادة البعل، أو من العبادة المختلطة بين عبادة اللّه وعبادة البعل. ولما رأى تفشّي تلك العبادة الوثنية السيئة، أدرك أن عقاب اللّه لا بد سيحلُّ على البلاد التي بعُدت عنه. كانت الظلمة حالكة في تلك الأيام، وقلَّ عدد الذين يعبدون الرب بإخلاص، وارتفع مذبحٌ للصنم يكفي لكثيرين من العابدين، وانتشرت الهياكل الوثنية في كل أرجاء مملكة بني إسرائيل. أما مذابح الإِله الحي، مثل مذبح الكرمِل، فكان قد تهدَّم. واشتعلت نيران الاضطهاد، وأُغلقت مدارس الأنبياء. وكان الأنبياء والمخلِصون لعبادة الرب يطوفون في جلود غنم وجلود معزى، معتازين مكروبين مذلين (عبرانيين ظ،ظ،: ظ£ظ§). ووقف إيليا ينظر إلى هذه الحالة الشريرة وقد امتلأت نفسه بالغيرة لعبادة الرب. ترى ماذا عساه يفعل؟ لم يكن أمامه سوى أمر واحد، وهو أن يلجأ إلى اللّه مصلياً.
ويقول الإِنجيل إن إيليا «صلى صلاة» (يعقوب ظ¥: ظ،ظ§) بمعنى أنه رفع للّه صلاة حارة من أجل شعبه، فاشتعل غضب الرب عليهم، وأغلق السماء عنهم فلا تعود تعطي مطراً. وأدرك أن اللّه الحي سمع صلاته، فتوجَّه من الصحراء إلى العاصمة حيث الملك العظيم أخآب. ودون أن يخاف قال له: «حيٌّ هو الرب إله إسرائيل الذي وقفت أمامه، إنه لا يكون طل ولا مطر في هذه السنين إلا عند قولي». ويا لها من ثقة عظيمة في استجابة الصلاة، ويا له من إيمان حي باللّه القدير، ويا لها من صلاة مرعبة، فيها إعلان مخيف أعلنه النبي للملك في شجاعة وجرأة دون خوف.
كان إيليا يصلي، وكان واثقاً أن صلاته لا بد أن تُستجاب. ولم يكن سرُّ شجاعة إيليا في شخصه، ولا في الظروف التي عاش فيها. لكن لأنه وضع ثقته في اللّه قال: «حي هو الرب» فكل مَن هو غيْر اللّه قابلٌ للموت، أما اللّه فإنه الحي الذي قال عنه أيوب: «فَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ وَلِيِّي حَيٌّ» (أيوب ظ،ظ©: ظ¢ظ¥). ثم قال إيليا: «الرب الذي أنا واقف أمامه»، لقد وقف إيليا أمام اللّه الحق، فاستطاع أن يواجه الملك الشرير في غير خوف، ليعلن له قضاء اللّه وعقابه.
ليتنا ندرِّب أنفسنا على أن نتحقَّق دائماً من وجودنا في حضرة اللّه، وهذا يرفعنا فوق كل خوف. دعنا نحيا ونتحرك ونوجد، يسودنا فكر واحد هو أن اللّه هنا، وأنا أقف أمامه وفي محضره. وعندها تتحقق لنا استجابة الصلوات الغالبة المنتصرة، وندرك أن اللّه الحي يرى ويسمع ويستجيب ويبارك.
كان إيليا متأكداً أن اللّه حي، وكان قد وقف مصلياً في محضره، إلى أن استمد منه القوة والشجاعة. ولقد قلنا أن كلمة إيليا معناها: «إلهي يهوه». فعندما خصَّص إيليا نفسه للرب، وجد سرَّ القوة. إن كان اللّه حِصْنه فممّن يرتعب؟ وعندما اقترب إليه الأشرار ليأكلوا لحمه، مضايقوه وأعداؤه عثروا وسقطوا، كما يقول النبي داود في مزموره السابع والعشرين. ولذلك استطاع أن يهتف: «ظ±لرَّبُّ قُّوَتِي وَنَشِيدِي، وَقَدْ صَارَ خَلاَصِي» (خروج ظ،ظ¥: ظ¢).

الغربان تعول إيليا


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




توقَّف نزول المطر بناءً على صلاة إيليا، وبدأت الأرض تعاني من الجفاف. تُرى مَن يعول إيليا وقت المجاعة؟ تقول التوراة إن اللّه أصدر أمره إلى إيليا: «ظ±نْطَلِقْ مِنْ هُنَا وَاتَّجِهْ نَحْوَ ظ±لْمَشْرِقِ، وَظ±خْتَبِئْ عِنْدَ نَهْرِ كَرِيثَ ظ±لَّذِي هُوَ مُقَابِلُ ظ±لأُرْدُنِّ، فَتَشْرَبَ مِنَ ظ±لنَّهْرِ. وَقَدْ أَمَرْتُ ظ±لْغِرْبَانَ أَنْ تَعُولَكَ هُنَاكَ» (ظ،ملوك ظ،ظ§: ظ£، ظ¤) فانطلق النبي إيليا وعمل حسب كلام الرب، وذهب فأقام عند نهر كريث الذي هو مقابل الأردن (ولعله هو المعروف اليوم باسم فصيل، شرق الأردن). كانت الغربان تأتي للنبي إيليا بخبز ولحم صباحاً وبخبز ولحم مساءً، وكان يشرب من النهر... يا للمعجزة!!
ألا ترى معي أن قول التوراة: «كان كلام الرب إلى إيليا» يعني أن اللّه دوماً يكلّمنا، ويعلن لنا مشيئته الصالحة المرضية الكاملة. تأتيك كلمة اللّه من خلال الكتاب المقدس، وتأتيك من خلال تأثير يطبعه روح اللّه على قلبك، وتأتيك كلمته في بعض الظروف الخاصة. وكيفما جاءتك فإنها يجب أن تجدك مستعداً أن تسمعها، لأنك تقول للرب ما قاله النبي صموئيل: «تَكَلَّمْ يَا رَبُّ لأَنَّ عَبْدَكَ سَامِعٌ» (ظ،صموئيل ظ£: ظ©).
إن أمر اللّه للنبي إيليا أن يختبئ عند نهر كريث يعلّمنا أننا يجب أن نجد مكاناً نختلي فيه باللّه، كما قال السيد المسيح لتلاميذه: «تَعَالَوْا أَنْتُمْ مُنْفَرِدِينَ إِلَى مَوْضِعٍ خَلاَءٍ» (مرقس ظ¦: ظ£ظ،). لا شك أن النبي إيليا كان محتاجاً إلى وقت يختلي فيه بالرب. لقد وقف أمام الملك أخآب في غير خوف، وقال له: «لا يكون طل ولا مطر في هذه السنين إلا عند قولي». ولذلك كان معرَّضاً لأن تصيبه خطية الكبرياء - ربما يظن نفسه أنه عظيم - ولذلك طلب اللّه منه أن يختلي بعيداً وحده عند نهر كريث ليقيم في محضر اللّه، ليدرك أن اللّه هو الكل في الكل.
أحياناً نحس أننا شيء، والواقع أننا لسنا شيئاً، فقد قال لنا السيد المسيح: «بِدُونِي لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئاً» (يوحنا ظ،ظ¥: ظ¥). ربما يطلب منك اللّه أن تختبئ على فراش مرض، أو في مواجهة خسارة، أو في فَقْد أحباء. في مثل هذا الوقت الذي يهجرك فيه الناس وتحسّ أنك وحيد، لا يستطيع أحد أن يشاركك المتاعب التي تجتاز فيها، عندها أرجوك أن تدرك أن اللّه حيٌّ إلى جوارك، وأنه يريدك أن تتحدَّث إليه. فعندما تغلق باب غرفتك عليك، أو عندما تنغلق نفسياً وأنت وحيد بسبب الآلام التي تجوز فيها، أرجوك أن تدرك أن اللّه يخبّئك لتختلي به ولتتحدث إليه، ولتكون قريباً من قلبه.
وكم كان غريباً أن يطعم اللّه نبيه بأمْر الغربان أن تعوله، فكانت الغربان تأتي إلى إيليا بخبز ولحم صباحاً وبخبز ولحم مساء، وكان يشرب من ماء نهر كريث. يوماً بعد يوم، ظلت الغربان تجيء بالطعام إلى إيليا. لا شك أنه كان ينتظر في مطلع كل يوم أن تجيء الغربان إليه حاملة طعامه. ترى هل تساءل إيليا يوماً: هل ستجيئني الغربان بالخبز واللحم هذا المساء، أو هل ستتوقَّف عن أن تطعمني؟ ربما سأل هذا السؤال، لكن المهم أن اللّه عاله، وكلَّف تلك الطيور التي تخطف أن تخدم خادمه. وعندما نصلي نحن الصلاة الربانية قائلين: «خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا ظ±لْيَوْمَ» (متى ظ¦: ظ،ظ،) ندرك أن إلهنا يدبّر كل ما نحتاج إليه.
ونلاحظ أن اللّه قال لإيليا: «أمرتُ الغربان أن تعولك هناك». وكلمة هناك مهمة، لأنها تحدد المكان الذي يريد اللّه أن يكون نبيُّه فيه. وأنت، عندما تطيع اللّه وتتواجد في المكان الذي يريدك أن تكون فيه، عندها يعولك ويضمن احتياجاتك، لذلك قال السيد المسيح: «ظ±طْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ ظ±للّظ°هِ وَبِرَّهُ، وَهظ°ذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ» (متى ظ¦: ظ£ظ£). وعندما تطلب بر اللّه وملكوته سوف يزيد اللّه لك البركات التي تحتاج إليها.

ايليا وحفاف النهر



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





وبعد مدة من بقاء إيليا بجوار نهر كريث، تقول التوراة إن النهر يبس بسبب عدم هطول المطر. لقد جفَّت مراعي الجبال، وكأنَّ ألسنة نيران اندلعت فأفنَتْها، ولم يعد الندى يبلّل الأرض. ترى ماذا جال في خاطر إيليا في ذلك الوقت؟ لا بد أنه كان ينتظر اللّه صامتاً، يفعل ما قاله المرنم في مزموره: كان يسكّت نفسه كفطيم نحو أمه (مزمور ظ،ظ£ظ،: ظ¢) وهو يقول: «إِنَّمَا لِلّظ°هِ ظ±نْتَظِرِي يَا نَفْسِي، لأَنَّ مِنْ قِبَلِهِ رَجَائِي» (مزمور ظ¦ظ¢: ظ¥). عندما تيبس كل الأنهار، يريد اللّه أن يعلّمك أن تتكل على شخصه وليس على عطاياه، ويريدك أن تدرك أن سواقي اللّه ملآنة ماء (مزمور ظ¦ظ¥: ظ©). فتُلقي اتكالك بالتمام عليه وعلى حكمته. وتختبر معنى قول السيد المسيح: «كُلُّ مَنْ يَشْرَبُ مِنْ هظ°ذَا ظ±لْمَاءِ يَعْطَشُ أَيْضاً. وَلظ°كِنْ مَنْ يَشْرَبُ مِنَ ظ±لْمَاءِ ظ±لَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا فَلَنْ يَعْطَشَ إِلَى ظ±لأَبَدِ» (يوحنا ظ¤: ظ،ظ£ ، ظ،ظ¤).
أحياناً نطمئن إلى وضع معيَّن ونستقر عليه، ويريدنا اللّه أن نعتمد عليه وحده. ترى ماذا تفعل لو أنك واجهت مثل هذا الموقف الذي واجهه إيليا؟ هل تظن أن اللّه نسيك؟ هذا ما لم يحدث مع إيليا، ففي الوقت المناسب تماماً أصدر اللّه أوامره مرة أخرى إلى نبيّه، وهو دوماً يرشد الذين يحبونه في الموعد المناسب ليتخذوا القرار المناسب. فتقول التوراة إنه «بعد مدة من الزمان يبس نهر كريث، لأنه لم يكن هناك مطر». وجعل إيليا يرقب هذا النهر وهو ييبس أسبوعاً بعد أسبوع. ولا بد أن الشكوك هاجمته، ولكنه لم يسمح لظروفه أن تعطّل إيمانه. صحيح أن الشك ينظر إلى اللّه من خلال الظروف، أما الإيمان فإنه يضع اللّه بينه وبين الظروف. الإيمان ينظر إلى ظروفه عن طريق اللّه.

أرملة تعول إيليا



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



وفي الموعد المناسب أمر اللّه نبيه إيليا: «قُمِ ظ±ذْهَبْ إِلَى صِرْفَةَ ظ±لَّتِي لِصَيْدُونَ وَأَقِمْ هُنَاكَ. هُوَذَا قَدْ أَمَرْتُ هُنَاكَ أَرْمَلَةً أَنْ تَعُولَكَ» (ظ،ملوك ظ،ظ§: ظ©) فأطاع إيليا فوراً. ولما وصل إلى باب المدينة رأى أرملة تقشُّ عيداناً فناداها وقال: «هاتي لي قليل ماء في إناء لأشرب» ربما نظن أن النبيَّ إيليا التقى بها من باب الصدفة، لكن ليس عند اللّه صدفة، فإن ما تراه العين البشرية صدفة تراه عين الإيمان تدبيراً من العناية الإلهية، ولا شك أن اللّه كان قد دبَّر قدوم الأرملة لتلتقي بإيليا، لأن اللّه كان قد قال له: «هوذا قد أمرتُ هناك أرملة لتعولك». ولعل هذا هو السبب الذي جعلها تطيع أمر إيليا، فتذهب في صمت وهدوء لتأتي إليه بكأس ماء بارد. ووجد النبي في قبول الأرملة لطلبه ما شجَّعه أن يطلب منها أيضاً أن تأتيه بكسرة خبز. وكان هذا طلباً متواضعاً، ولكنه حرَّك أوجاعاً كامنة في نفس المرأة، فلم يكن لديها كسرة خبز، بل كان كل ما تمتلكه ملء كف من الدقيق وقليل من الزيت، كانت تريد أن تعمل منه كعكة لها ولابنها ثم يموتان جوعاً. ولكن إيليا المؤمن قال للمرأة: «لاَ تَخَافِي. ظ±دْخُلِي وَظ±عْمَلِي كَقَوْلِكِ، وَلظ°كِنِ ظ±عْمَلِي لِي مِنْهَا كَعْكَةً صَغِيرَةً أَوَّلاً وَظ±خْرُجِي بِهَا إِلَيَّ، ثُمَّ ظ±عْمَلِي لَكِ وَلظ±ِبْنِكِ أَخِيراً. لأَنَّهُ هظ°كَذَا قَالَ ظ±لرَّبُّ إِلظ°هُ إِسْرَائِيلَ: إِنَّ كُوَّارَ ظ±لدَّقِيقِ لاَ يَفْرُغُ، وَكُوزَ ظ±لّزَيْتِ لاَ يَنْقُصُ، إِلَى ظ±لْيَوْمِ ظ±لَّذِي فِيهِ يُعْطِي ظ±لرَّبُّ مَطَراً» (ظ، ملوك ظ،ظ§: ظ،ظ£ وظ،ظ¤).
إننا نقف في انذهال أمام عظمة إيمان النبي إيليا في توجيه الرب له: «أمرت أرملة أن تعولك» - ولا شك أن الأرملة لن تعول إيليا بما عندها، لكن بما يعطيه الرب لها. ولما كان كل ما عندها قليل من الدقيق، وقليل من الزيت، فإن اللّه لا بد أن يبارك في هذا القليل ليكون كثيراً. وينقلنا هذا إلى مشهد أقام فيه المسيح وليمة أطعم فيها خمسة آلاف بخمس خبزات وسمكتين، إذ أخذ وبارك وأعطى تلاميذه ليوزّعوا على الجموع، فوجد كل إنسان احتياجه، وأكل بحسب ما احتاج. وهذا ما حدث مع الأرملة التي أطاعت نداء اللّه، فإن كُوَّار الدقيق لم يفرُغ، وكوز الزيت لم ينقص حسب قول الرب الذي تكلم به بواسطة إيليا.
ونقف أيضاً في انذهال أمام عظمة إيمان الأرملة التي قالت لإيليا: «حي هو الرب إلهك». إنها تعلم أن الإله الذي أرشد إيليا هو الإِله الحقيقي وهو الإِله الحي. ففي وسط الظلمة التي سادت البلاد في عبادة الأوثان، وُجدت تلك السيدة التقية التي علمت أن اللّه حي وموجود، يستطيع أن يعمل المعجزة ويدبّر، لأنه إله المستحيلات. إن لم تنفع الطرق العادية لتساعدنا، فإن اللّه يدبّر لنا احتياجنا بطرق معجزية، والمطلوب منا أن نحيا حياة الطاعة للّه.
وأنت أيها القارئ، عندما تقول «إن الرب حي» كَرِّرْها لأنك تؤمن بها، ولأنك تدرك أن إلهك الحي يدبر احتياجاتك. وما أجمل ما قال السيد المسيح: «لاَ تَهْتَمُّوا لِحَيَاتِكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَبِمَا تَشْرَبُونَ، وَلاَ لأَجْسَادِكُمْ بِمَا تَلْبَسُونَ. أَلَيْسَتِ ظ±لْحَيَاةُ أَفْضَلَ مِنَ ظ±لطَّعَامِ، وَظ±لْجَسَدُ أَفْضَلَ مِنَ ظ±للِّبَاسِ؟ اُنْظُرُوا إِلَى طُيُورِ ظ±لسَّمَاءِ: إِنَّهَا لاَ تَزْرَعُ وَلاَ تَحْصُدُ وَلاَ تَجْمَعُ إِلَى مَخَازِنَ، وَأَبُوكُمُ ظ±لسَّمَاوِيُّ يَقُوتُهَا. أَلَسْتُمْ أَنْتُمْ بِظ±لْحَرِيِّ أَفْضَلَ مِنْهَا» (متى ظ¦: ظ¢ظ¥ ، ظ¢ظ¦).

ابن الأرملة صرفة يموت ويقوم


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





كان لأرملة صرفة، حيث أقام النبي إيليا، ابن وحيد، اشتدَّ به المرض ذات يوم ومات. فجاءت الأرملة إلى إيليا تصرخ: «ما لي ولك يا رجل اللّه. هل جئت إليَّ لتذكير إثمي وإماتة ابني؟» يبدو من كلام المرأة أن حياتها تلوَّثت من قَبْل بلوثة أخلاقية، بقيت جاثمة أمامها كإثم لا يُغتفَر. ونحن لا ندري ما هو ذلك الإِثم. هل كان يتعلق بميلاد ولدها هذا؟ إن ضمير الإِنسان منّا قد ينام فترة، لكن هناك دوماً ما يوقظه. وعلينا ألا نسكت على إثم إلا ونعترف به، لأنه: «إِنِ ظ±عْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ» (ظ،يوحنا ظ،: ظ©).
ولما سمع إيليا الكلمات القاسية التي وجَّهتها له الأرملة لم يوبخها، ولم يجاوب عليها بخشونة، ولكنه قال لها: «أعطيني ابنك». وأخذه من حضنها وصعد به إلى العلية التي كان مقيماً بها، وأضجعه على سريره، وصرخ إلى الرب وقال: «أَيُّهَا ظ±لرَّبُّ إِلظ°هِي، أَأَيْضاً إِلَى ظ±لأَرْمَلَةِ ظ±لَّتِي أَنَا نَازِلٌ عِنْدَهَا قَدْ أَسَأْتَ بِإِمَاتَتِكَ ظ±بْنَهَا؟» (ظ،ملوك ظ،ظ§: ظ¢ظ*).
لا شك أن إيليا كان متألماً من توبيخ الأرملة له، كما كان متألماً من الكارثة التي حلَّت بها. وإيليا في هذه الكلمات يذكِّرنا بما سبق أن قاله كليم اللّه موسى عندما رجع إلى الرب وقال: «يَا سَيِّدُ، لِمَاذَا أَسَأْتَ إِلَى هظ°ذَا ظ±لشَّعْبِ؟ لِمَاذَا أَرْسَلْتَنِي؟» (خروج ظ¥: ظ¢ظ¢).
ولم يغضب الرب من إيليا، ولكنه غفر له، لأن اللّه يعرف اللغة الصادرة من قلب متألم مُخْلص. واللّه يفضّل أن نأتي إليه بإخلاص، مهما كان هذا الإِخلاص ضعيفاً، مهما كان التعبير عنه غير لائق. إن اللّه يريد أن تتعانق روح المؤمن مع روحه هو، في الحب والألم، مهما كانت الظروف التي نعيش فيها.
ثم أخذ إيليا جثة الولد وتمدَّد عليها ثلاث مرات وصرخ إلى الرب قائلاً: «يا رب إلهي، لترجع نفس هذا الولد إلى جوفه». فسمع الرب صلاة إيليا وقام الولد من موته. فأخذه إيليا ونزل به من عِليته إلى البيت، ودفعه إلى أمه وقال لها بلهجة الشكر للّه والانتصار: «أُنظري، ابنك حي». فقالت المرأة لإيليا: «هظ°ذَا ظ±لْوَقْتَ عَلِمْتُ أَنَّكَ رَجُلُ ظ±للّظ°هِ، وَأَنَّ كَلاَمَ ظ±لرَّبِّ فِي فَمِكَ حَقٌّ» (ظ،ملوك ظ،ظ§: ظ¢ظ£ ، ظ¢ظ¤).

من هو النبي الحقيقي؟

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





النبي الحقيقي هو الذي يستخدمه اللّه ليقيم موتى الخطية لحياة التقوى ومخافة اللّه. وهو الذي يؤازره اللّه بمعجزات من عنده، كما آزر موسى وإيليا وبطرس وبولس وغيرهم من رجاله الصادقين.
كانت معجزة إقامة الميت معجزة كبيرة، أجراها اللّه على يد نبيه إيليا.
فكيف حقق إيليا هذه المعجزة؟ لقد أخذ الولد الميت من حضن أمه وصعد به إلى العِلية التي كان مقيماً فيها، وأضجعه على سريره وصرخ إلى الرب. وفي تواضع تمدَّد على الولد. أليس عجيباً أن نرى رجلاً عظيماً يصرف وقتاً ومجهوداً على هذا الهيكل الجسدي الفاني، ويرضى أن يلتصق بذلك الميت، الذي تقول شريعة موسى إنه ينجّسه؟ لكن إيليا في تواضع حقيقي تناسى هذا كله وبدأ يصلي للولد وهو متمدّد عليه في مثابرة، وصرخ إلى الرب ثلاث مرات دون أن يتطرَّق اليأس إلى قلبه. إن صلاة إيليا الثلاثية تجعلنا نتذكر قول السيد المسيح: «يَنْبَغِي أَنْ يُصَلَّى كُلَّ حِينٍ وَلاَ يُمَلَّ» (لوقا ظ،ظ¨: ظ،). ولقد لقي تضرع إيليا نعمة عند اللّه، فسمع الرب صلاته وأقام الولد من موته، ويقول التقليد اليهودي الذي وصلنا بالتواتر إن هذا الولد كبر ليكون يونان النبي، الذي أرسله اللّه إلى نينوى كارزاً بالخلاص.
أيها القارئ الكريم، إننا نوجِّه إليك دعوة الآن أن لا تخبئ خطيتك داخل نفسك كما فعلت تلك الأرملة، بل أن تعترف بها للّه الذي يغفر لك ويطهر قلبك من دنس الذنوب. ونريد أن نؤكد لك أن المسيح الحي يريد أن يهبك الحياة الأبدية، إن أنت وضعت ثقتك فيه، «لأَنَّهُ هظ°كَذَا أَحَبَّ ظ±للّظ°هُ ظ±لْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ظ±بْنَهُ ظ±لْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ ظ±لْحَيَاةُ ظ±لأَبَدِيَّةُ» (يوحنا ظ£: ظ،ظ¦). كما نؤكد لك أن الإِله المحب سيبارك حياتك لتعمل معه على إقامة غيرك من موتى الخطية للحياة الجديدة في المسيح.
ونوجه إليك دعوة أخرى: قد تكون ساكناً في أمان، كما سكن إيليا عند أرملة صرفة، ولكن اللّه يكلّفك أن تقوم بخدمة خطيرة له - كن مستعداً أن تحيا في سلام، وأن تجاهد أيضاً في سبيل اللّه. إن الجهاد هو الذي يقوي عضلات الإيمان ويزيده.

إيليا - الشجاعة تواجه الخوف

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة







بعد أيام كثيرة تكلم الرب مع إيليا مرة أخرى وأمره أن يرحل عن بيت الأرملة. لقد مرَّت عليه عدة شهور وهو في عزلته في صرفة، في أثنائها التصقت نفسه بنفس الأرملة وابنها بأقدس الروابط، كما تقدَّس ذلك البيت وعليته وكُوَّار الدقيق وكوز الزيت بأبهج الذكريات عن عناية اللّه العجيبة بشعبه.
وتقول التوراة: «بَعْدَ أَيَّامٍ كَثِيرَةٍ كَانَ كَلاَمُ ظ±لرَّبِّ إِلَى إِيلِيَّا فِي ظ±لسَّنَةِ ظ±لثَّالِثَةِ: «ظ±ذْهَبْ وَتَرَاءَ لأَخْآبَ فَأُعْطِيَ مَطَراً عَلَى وَجْهِ ظ±لأَرْضِ» (ظ،ملوك ظ،ظ¨: ظ،). لقد كان هذا التكليف الإِلهي صعباً. كيف يلتقي إيليا بالملك أخآب، والملك يبحث عنه في كل الممالك المجاورة ليوقع به الأذى، بعد أن امتنع هطول المطر على البلاد ثم سادها الجفاف القاتل؟ ولكن النبي إيليا أطاع هذا الأمر الإِلهي، وخرج عن عزلته في صرفة ليلتقي بالملك. ولا شك أن إيليا شجَّع نفسه بالكلمات التي تعلَّمها عندما التقى بالملك الشرير أخآب في المرة الأولى، وقال له: «حيٌّ هو الرب الذي أنا واقف أمامه». ولا شك أن إيليا تشجع بكلمات مثل الكلمات التي جاءت في المزمور السابع والعشرين لداود: «اَلرَّبُّ نُورِي وَخَلاَصِي، مِمَّنْ أَخَافُ؟ ظ±لرَّبُّ حِصْنُ حَيَاتِي، مِمَّنْ أَرْتَعِبُ؟ عِنْدَ مَا ظ±قْتَرَبَ إِلَيَّ ظ±لأَشْرَارُ لِيَأْكُلُوا لَحْمِي، مُضَايِقِيَّ وَأَعْدَائِي عَثَرُوا وَسَقَطُوا» (مزمور ظ¢ظ§: ظ، وظ¢).
وعندما خرج إيليا من مخبئه عند الأرملة، بدأ يسير وسط البلاد قاصداً العاصمة. ولا شك أن قلبه انكسر حزناً على جوع الجائعين. ولكن عندما وصل إلى السامرة كان الجوع هناك أكثر، لأن التوراة تقول: «كَانَ ظ±لْجُوعُ شَدِيداً فِي ظ±لسَّامِرَةِ» (ظ،ملوك ظ،ظ¨: ظ¢). وكنا ننتظر أن يخصّص الملك أخآب وقته لتخفيف بؤس شعبه، أو أن يرجع إلى اللّه تائباً حتى يرسل اللّه المطر. لكن شيئاً من هذا لم يحدث بل بالعكس، فقد حَصَرَ الملكُ همَّه كله في إطعام خيله وبغاله، ووجَّه كل اهتمامه إلى إنقاذ ما يمكن إنقاذه من حيواناته، ولذلك قام برحلة بحث عن العشب، وكان أوْلَى به قبل أن يبحث عن العشب أن يبحث عن رضى اللّه عليه.
إن الملك أخآب في تصرُّفه هذا يذكّرنا بالذين يركبون السيارات الفخمة ويأكلون الطعام الفاخر، دون أن يبالوا بالجائعين المساكين الذين هم أصل ثروتهم. إن محبة الذات هي التي تنفق على أثاث البيوت، وعلى كلاب الصيد والملاهي، أكثر مما يحتاجه الأمر لاستمرار عمل اللّه.
إيليا يقابل عوبديا


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





في أثناء خروج نبي اللّه إيليا ليلتقي بالملك أخآب، التقى بشخص يشغل مركزاً خطيراً في البلاط الملكي اسمه عوبديا، كان الوكيل المتصرف على القصور، وهي وظيفة تعادل اليوم وزير القصور والتشريفات الملكية. وكان عوبديا رجلاً تقياً يخشى الرب منذ صباه. وقد بيَّن عوبديا محبته للّه، لأنه عندما اضطهدت إيزابل رجال اللّه وطاردت أنبياءه لتقتلهم، نجَّى عوبديا الصالح مئة من هؤلاء الأنبياء، وخبأهم خمسين خمسين في المغاير، وعالهم بخبز وماء. ومع أن عوبديا كان رجلاً صالحاً، إلا أنه لم يكن يملك الشجاعة الأدبية، وإلا لما استطاع أن يبقى في وظيفته بالقصر، يخدم أخآب الشرير وزوجته الوثنية إيزابل. كان عوبديا لا يؤمن بأن يكون متطرّفاً. صحيح أنه لم يكن راضياً عن الحوادث التي تجري حوله، ولا بد أنه كان يتألم مما يراه في القصر الملكي من تحطيم لشريعة اللّه، لكنه كان يدرك أن طَرْده من الوظيفة لن يُصلِح تلك الأخطاء. وكان واثقاً أن الملك سيطرده من وظيفته لو أنه جاهر بآرائه. وكلما فكر عوبديا فيما يقاسيه أنبياء اللّه، اشتد حزنه، وفكَّر أن يدافع عن قضيتهم. لكنه كان يرى أن شخصاً واحداً مِثْلَه لن يقدر أن يفعل شيئاً ليغيّر سياسة الدولة بكاملها، ولذلك فضَّل أن يساعد أنبياء اللّه بطريقة هادئة، ويظل في مكانه، ولو كان في ذلك كسر لمبادئه. ولعله لهذا السبب قال إيليا لعوبديا: «ظ±ذْهَبْ وَقُلْ لِسَيِّدِكَ: هُوَذَا إِيلِيَّا» (ظ،ملوك ظ،ظ¨: ظ¨).
هناك كثيرون يعرفون الحق، ويحاولون أن يفعلوه سراً، لكنهم لا يتكلمون عنه إلا نادراً. ولا يوبّخون الخطية مطلقاً، ولا يُظهِرون حقيقة أمرهم، كما فعل عوبديا. وعندما يسمعون عن اضطهاد يحلّ بالمؤمنين يشتدّ حزنهم، ولكن لا يخطر ببالهم أن يقفوا بجانبهم أو يشجعوهم، ويسكّتون ضمائرهم الثائرة عليهم بتقديم بعض الخدمات البسيطة لرجال اللّه المطارَدين. وبينما هم يُخْفُون هذه المساعدات عن العالم، يُبْرزونها أمام أولاد اللّه كدليل على إخلاصهم وغيرتهم. فقد جاوب عوبديا إيليا بقوله: «أَلَمْ يُخْبَرْ سَيِّدِي بِمَا فَعَلْتُ... إِذْ خَبَّأْتُ مِنْ أَنْبِيَاءِ ظ±لرَّبِّ مِئَةَ رَجُلٍ؟» (ظ،ملوك ظ،ظ¨: ظ،ظ£).
وما أعظم الفرق بين إيليا الشجاع الذي وقف وقفة قوية للّه، لأنه يعلم أن إلهه حي، وهو يقول: «الرب الذي وقفتُ أمامه». وبين عوبديا الذي يخبّئ عبادته داخل قلبه، لأنه يخاف على مركزه وعلى مكانته. إن هناك فرقاً كبيراً بين التقوى السلبية والتقوى الإيجابية، وهناك فرق بين الإحتياط للظروف وبين جسارة الإيمان - ذلك أن الإيمان الحقيقي يقف في مواجهة الصعوبات في غير خوف، لأن صاحبه يدرك أن اللّه معه وأنه حي، ويدرك معنى قول المسيح: «طُوبَى لَكُمْ إِذَا عَيَّرُوكُمْ وَطَرَدُوكُمْ وَقَالُوا عَلَيْكُمْ كُلَّ كَلِمَةٍ شِرِّيرَةٍ، مِنْ أَجْلِي، كَاذِبِينَ. اِفْرَحُوا وَتَهَلَّلُوا» (متى ظ¥: ظ،ظ، وظ،ظ¢).


ايليا واللّه يواجه الوثن


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





في السنة الثالثة أمر الرب نبيَّه إيليا أن يتَّجه إلى الملك أخآب ليقول له إن الرب سيعطي مطراً على وجه الأرض. وكان الجوع شديداً، وكان الملك يفتّش على مراعٍ لمواشيه، دون أن يهتم بمصلحة الشعب الفقير البائس. واتَّجه إيليا إلى حيث كان أخآب، فقال له الملك: «هل أنت مكدّر إسرائيل؟». فأجاب إيليا: «لم أكدر إسرائيل، بل أنت وبيت أبيك، بترككم وصايا الرب وسيركم وراء الأصنام والأوثان». ثم طلب النبي من الملك أن يجمع له أنبياء الصنم ليواجههم في امتحان قاس يشهده الشعب جميعاً. ووافق الملك على تلك المواجهة (ظ،ملوك ظ،ظ¨: ظ،ظ§-ظ¢ظ،).
وفي اليوم المحدد جاء أنبياء الأوثان، كما جاء كثيرون من الشعب. فقال إيليا للشعب: «أَنَا بَقِيتُ نَبِيّاً لِلرَّبِّ وَحْدِي، وَأَنْبِيَاءُ ظ±لْبَعْلِ أَرْبَعُ مِئَةٍ وَخَمْسُونَ رَجُلاً. فَلْيُعْطُونَا ثَوْرَيْنِ، فَيَخْتَارُوا لأَنْفُسِهِمْ ثَوْراً وَاحِداً وَيُقَطِّعُوهُ وَيَضَعُوهُ عَلَى ظ±لْحَطَبِ، وَلظ°كِنْ لاَ يَضَعُوا نَاراً. وَأَنَا أُقَرِّبُ ظ±لثَّوْرَ ظ±لآخَرَ وَأَجْعَلُهُ عَلَى ظ±لْحَطَبِ، وَلظ°كِنْ لاَ أَضَعُ نَاراً. ثُمَّ تَدْعُونَ بِظ±سْمِ آلِهَتِكُمْ وَأَنَا أَدْعُو بِظ±سْمِ ظ±لرَّبِّ. وَظ±لإِلظ°هُ ظ±لَّذِي يُجِيبُ بِنَارٍ فَهُوَ ظ±للّظ°هُ». فَأَجَابَ جَمِيعُ ظ±لشَّعْبِ: «ظ±لْكَلاَمُ حَسَنٌ» (ظ،ملوك ظ،ظ¨: ظ¢ظ¢-ظ¢ظ¤).
ايليا والوثنيون

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة







وقال إيليا لأنبياء الأوثان: «ظ±خْتَارُوا لأَنْفُسِكُمْ ثَوْراً وَاحِداً وَقَرِّبُوا أَوَّلاً، لأَنَّكُمْ أَنْتُمُ ظ±لأَكْثَرُ، وَظ±دْعُوا بِظ±سْمِ آلِهَتِكُمْ، وَلظ°كِنْ لاَ تَضَعُوا نَاراً». فَأَخَذُوا ظ±لثَّوْرَ ظ±لَّذِي أُعْطِيَ لَهُمْ وَقَرَّبُوهُ، وَدَعُوا بِظ±سْمِ ظ±لْبَعْلِ مِنَ ظ±لصَّبَاحِ إِلَى ظ±لظُّهْرِ: «يَا بَعْلُ أَجِبْنَا». فَلَمْ يَكُنْ صَوْتٌ وَلاَ مُجِيبٌ. وَكَانُوا يَرْقُصُونَ حَوْلَ ظ±لْمَذْبَحِ ظ±لَّذِي عُمِلَ. وَعِنْدَ ظ±لظُّهْرِ سَخِرَ بِهِمْ إِيلِيَّا وَقَالَ: «ظ±دْعُوا بِصَوْتٍ عَالٍ لأَنَّهُ إِلظ°هٌ! لَعَلَّهُ مُسْتَغْرِقٌ أَوْ فِي خَلْوَةٍ أَوْ فِي سَفَرٍ، أَوْ لَعَلَّهُ نَائِمٌ فَيَتَنَبَّهَ!» فَصَرَخُوا بِصَوْتٍ عَالٍ، وَتَقَطَّعُوا حَسَبَ عَادَتِهِمْ بِظ±لسُّيُوفِ وَظ±لرِّمَاحِ حَتَّى سَالَ مِنْهُمُ ظ±لدَّمُ. وَلَمَّا جَازَ ظ±لظُّهْرُ وَتَنَبَّأُوا إِلَى حِينِ إِصْعَادِ ظ±لتَّقْدِمَةِ، وَلَمْ يَكُنْ صَوْتٌ وَلاَ مُجِيبٌ وَلاَ مُصْغٍ» (ظ،ملوك ظ،ظ¨: ظ¢ظ¥-ظ£ظ*)، بدأ إيليا يرمّم مذبح الرب المنهدم، وأخذ اثني عشر حجراً بعدد أسباط بني إسرائيل، وعمل قناة حول المذبح ثم رتَّب الحطب وقطَّع الثور ووضعه على الحطب، وطلب أن يملأوا أربع جرات من الماء وأن يصبّوه على المحرقة وعلى الحطب. وطلب منهم أن يفعلوا ذلك ثلاث مرات، فسكبوا اثنتي عشرة جرة ماء على الذبيحة، فجرى الماء حول المذبح، وامتلأت القناة بالماء.
ثم صلى إيليا: «أَيُّهَا ظ±لرَّبُّ إِلظ°هُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَإِسْرَائِيلَ، لِيُعْلَمِ ظ±لْيَوْمَ أَنَّكَ أَنْتَ ظ±للّظ°هُ فِي إِسْرَائِيلَ، وَأَنِّي أَنَا عَبْدُكَ، وَبِأَمْرِكَ قَدْ فَعَلْتُ كُلَّ هظ°ذِهِ ظ±لأُمُورِ. ظ±سْتَجِبْنِي يَا رَبُّ ظ±سْتَجِبْنِي، لِيَعْلَمَ هظ°ذَا ظ±لشَّعْبُ أَنَّكَ أَنْتَ ظ±لرَّبُّ ظ±لإِلظ°هُ، وَأَنَّكَ أَنْتَ حَوَّلْتَ قُلُوبَهُمْ رُجُوعاً» (ظ،ملوك ظ،ظ¨: ظ£ظ¦ وظ£ظ§). واستجاب اللّه صلاة نبيِّه إيليا، فنزلت نار من السماء أكلت المحرقة والحطب والحجارة والتراب، وتقول التوراة إنها لحست المياه التي في القناة. وما أن رأى جميع الشعب ذلك حتى سقطوا على وجوههم يصرخون: «ظ±لرَّبُّ هُوَ ظ±للّظ°هُ! ظ±لرَّبُّ هُوَ ظ±للّظ°هُ!» (ظ،ملوك ظ،ظ¨: ظ£ظ©). فأمرهم إيليا أن يُمسكوا أنبياء البعل ويقتلوهم. وهنا قال إيليا للملك أخآب: «أسرع إلى بيتك فإن المطر سوف ينهمر» (ظ،ملوك ظ،ظ¨: ظ¢ظ¥-ظ¤ظ،).

ايليا ومواجهة كبيرة


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





لقد تمَّت المواجهة بين الإله الحي الحقيقي القادر على كل شيء، والأوثان التي لا تنفع ولا تفيد. ولم تستطع الأوثان أن تُعين الذين صرخوا إليها، لكن الرب استجاب بنار من السماء. وهكذا استطاع الجميع أن يميّزوا من هو الإله الحقيقي صاحب السلطان في السماء وعلى الأرض. وقال النبي إيليا للملك أخآب: «أسرع إلى بيتك فإنه بعد سقوط العبادة الوثنية، سوف يُنزِل الرب المطر من السماء، لتعود للأرض ثمارُها وغلَّتها».
كان إيليا ممتلئاً بالغيرة على ملكوت اللّه، حتى أنه دعا اللّه قائلاً: «ليُعْلَم اليومَ أنك أنت اللّه». وكانت نفسه مليئة بالحزن على ضلال الشعب وارتداده عن العبادة الحقيقية، فكان قلبه يأكله لأنه يريد أن يُرجع الناس للعبادة الحقيقية. وهذا يذكّرنا بالقول الكريم: «غَيْرَةُ بَيْتِكَ أَكَلَتْنِي» (يوحنا ظ¢: ظ،ظ§).
وكان يرغب أن يعرف خطة اللّه ليتمّمها، فقال: «ليُعْلم اليوم أنك أنت اللّه، وأني أنا عبدك، وبأمرك قد فعلت كل هذه الأمور». وعندما عرف إيليا خطة اللّه لحياته، اندفع يتمّمها بغير خوف من الملك الشرير أخآب.
هل تعلم أن اللّه جهَّز خطة جميلة لحياتك رتَّبها لك؟ فعليك أن تعرفها لتسلك فيها. وما أجمل ما قال الإنجيل: «مَخْلُوقِينَ فِي ظ±لْمَسِيحِ يَسُوعَ لأَعْمَالٍ صَالِحَةٍ، قَدْ سَبَقَ ظ±للّظ°هُ فَأَعَدَّهَا لِكَيْ نَسْلُكَ فِيهَا» (أفسس ظ¢: ظ،ظ*).
ثم قال إيليا لبني إسرائيل «حَتَّى مَتَى تَعْرُجُونَ بَيْنَ ظ±لْفِرْقَتَيْنِ؟ إِنْ كَانَ ظ±لرَّبُّ هُوَ ظ±للّظ°هَ فَاتَّبِعُوهُ، وَإِنْ كَانَ ظ±لْبَعْلُ فَاتَّبِعُوهُ» (ظ، ملوك ظ،ظ¨: ظ¢ظ،). لقد كان الشعب يعبد الوثن، وفي الوقت نفسه يعبد اللّه. ولم يكن اللّه ولا إيليا راضيين عن هذا.
ألا ترى أن كثيرين في أيامنا هذه يعيشون ساعة لربهم وساعة لشهواتهم. إنهم يُشبِهون في سيرهم رجلاً أعرج، رجلاه غير متعادلتين، أو يشبهون خادماً يخدم سيدين وهو يحاول أن يرضيهما كليهما في وقت واحد، ولكنه لن يستطيع أن يُرضي أياً منهما. ولذلك فإن النبي إيليا، في غيرته للرب، لم يحتمل هذه الغباوة من جانب الشعب، وأعلن أنه قد حان الوقت ليقف الشعب كله وراء الرب الإله، بدون أن يُشرك في عبادته أحداً. ومن الغريب أن الشعب عندما سمع كلام إيليا: «إن كان الرب هو اللّه فاتَّبعوه» لم يجيبوا إيليا بكلمة واحدة، ولم يستطيعوا أن يدافعوا عن عَرجهم المؤلم بين عبادة اللّه وبين عبادة الوثن.
وقدم إيليا لمستمعيه تحدياً آخر. قال: «إن الإِله الذي يُجيب بنار فهو اللّه». وهنا تكلم الشعب وأجابوا: «الكلام حسن». لقد قدم إيليا اقتراحه وهو واثق أن اللّه لا يمكن أن يخيِّب منتظريه. فاللّه هو الحي، وهو الذي كلَّف إيليا بخدمته، وهو الذي يرسله ليقوم بتلك الرسالة. إن اللّه لا يخيّب رجاء الإنسان الذي يُلقي عليه كل اتكاله. وأنت إن كنت واثقاً أنك تتمّم خطة اللّه، فنرجوك أن تتقدم باسم اللّه، وعندئذ ستجد أن قُوى الطبيعة سارت في طاعتك.
ونلاحظ أن النبي إيليا خاطب مستمعيه من أنبياء البعل بكلمات سخرية لاذعة. لقد ظلوا يدْعون باسم صنمهم من الصباح إلى الظهر، وهم يرقصون حول المذبح مراراً. ولكن كما يقول كاتب المزمور المئة والخامس عشر: «أَصْنَامُهُمْ فِضَّةٌ وَذَهَبٌ، عَمَلُ أَيْدِي ظ±لنَّاسِ. لَهَا أَفْوَاهٌ وَلاَ تَتَكَلَّمُ. لَهَا أَعْيُنٌ وَلاَ تُبْصِرُ. لَهَا آذَانٌ وَلاَ تَسْمَعُ. لَهَا مَنَاخِرُ وَلاَ تَشُمُّ. لَهَا أَيْدٍ وَلاَ تَلْمِسُ. لَهَا أَرْجُلٌ وَلاَ تَمْشِي، وَلاَ تَنْطِقُ بِحَنَاجِرِهَا. مِثْلَهَا يَكُونُ صَانِعُوهَا، بَلْ كُلُّ مَنْ يَتَّكِلُ عَلَيْهَا» (مزمور ظ،ظ،ظ¥: ظ¤-ظ¨).

ايليا وقتل انبياء الوثن


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





ونحن في هذه الأيام وإن كنا لا نعبد أصناماً، لكننا نعبد المادة، والمراكز، وشهواتنا. ولقد آن الأوان لندرك أن هذه الآلهة لن تجيب ولن تصغي لنا. وستظل حياتنا بلا دفء ولا معنى حتى نجيء إلى اللّه الحي الحقيقي.
ونلاحظ أن النبي إيليا قتل أنبياء الوثن جميعاً. وهذه هي النهاية الطبيعية للذين يتركون اللّه ويعبدون أوثاناً من صُنع أيديهم، فالكتاب المقدس يقول إن أجرة الخطية هي موت، وإن النفس التي تخطئ تموت. وكل من يبتعد عن اللّه يحكم على نفسه بالموت، لأنه يفصل نفسه عن مصدر الحياة. ما أجمل ما قاله الكتاب المقدس: إننا باللّه نحيا ونتحرك ونوجد. وما أجمل ما قال السيد المسيح: «إِنِّي أَنَا حَيٌّ فَأَنْتُمْ سَتَحْيَوْنَ» (يوحنا ظ،ظ¤: ظ،ظ©).
ندعوك أن تتخذ اللّه إلهاً لك وسيداً لحياتك، تسلّمه القلب والحياة وتعيش في إرادته الصالحة باستمرار، لتختبر الحياة ذات المعنى وذات القيمة، كما اختبرها نبيُّ اللّه إيليا.

دروس لنا من حياة ايليا

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





  1. طلب اللّه من إيليا أن يجاهد في سبيله، ليرُدَّ الشعب إلى العبادة الصحيحة. وأعطى إيليا الإيمان والشجاعة ليقوم بهذه المسئولية. وعندما يكلفك اللّه بعمل خدمة له فإنه يؤهلك لتقوم بها على أحسن وجه.
  2. عندما قابل إيليا الملك أخآب كان يمكن أن يغضب الملك عليه ويقتله، ولكن اللّه حفظ إيليا. ولقد جاء المسيح إلى العالم ليُلقي سيفاً روحياً لمحاربة إبليس وأتباعه، وليس فقط سلاماً - وقال سمعان الشيخ وهو يحمل الطفل يسوع: «هظ°ذَا قَدْ وُضِعَ لِسُقُوطِ وَقِيَامِ كَثِيرِينَ فِي إِسْرَائِيلَ، وَلِعَلاَمَةٍ تُقَاوَمُ. وَأَنْتِ أَيْضاً يَجُوزُ فِي نَفْسِكِ سَيْفٌ، لِتُعْلَنَ أَفْكَارٌ مِنْ قُلُوبٍ كَثِيرَةٍ» (لوقا ظ¢: ظ£ظ¤ ، ظ£ظ¥). هو في وسط هذه الحروب كلها يستر أولاده بستر جناحيه.
    وكل الذين يخدمون اللّه يطلق العالم عليهم لقب «مكدّر» - كما قال أخآب عن إيليا. وهكذا «يكدر» النورُ العينَ المريضة، و «يكدر» الملحُ الجسمَ المجروح. ولو كانت حياة المؤمنين مع الخطاة بغير تكدير للخطاة، لكانت حياة المؤمنين مثل الملح الذي فقد ملوحته.
  3. يعلن اللّه عن نفسه بالنار، فحسناً قيل: «إلهنا نار آكلة» (عبرانيين ظ،ظ¢: ظ£ظ©). لقد قطع اللّه عهداً مع إبراهيم بمرور مصباح نار بين قطع الذبائح (تكوين ظ،ظ¥: ظ،ظ§). وأحرق اللّه سدوم وعمورة بالنار (تكوين ظ،ظ©: ظ¢ظ¤). وأهلك المئتين والخمسين رجلاً الذين تعاونوا مع بني قورح بالنار (العدد ظ،ظ¦: ظ£ظ¥). وفي يوم الخمسين حل الروح القدس على التلاميذ واستقرَّ عليهم بألسنة كأنها من نار (أعمال ظ¢: ظ£).


 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:01 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025