15 - 05 - 2012, 06:52 PM | رقم المشاركة : ( 321 ) | ||||
† Admin Woman †
|
495 - يا ويل من يسقط بعد ارتفاع ، كما يقولون : اذا سقطت البقرة كثرت السكاكين . ما أن يهوي شخص كان في ملء السمع والبصر حتى يتسابق الناس ليذبحوه . ما أن يترك حاكم ٌ أو رئيس ٌ أو مدير ٌ كرسيّه ، حتى ترتفع الاصوات تحاربه . ما يكاد النجم العالي يهبط الى الأرض ، حتى تمتد الايدي تمزق وتنهش وتفتك به . هكذا العالم ، هكذا طبيعة البشر ، هكذا يفترس الانسان أخاه ُ الانسان . لا يسعى أحد لجمع شتاته وترميم حطامه واعادة بناء وشفاء نفسه المحطمة . لكن الله في محبته السامية يعمل على اقامة الساقط ومساعدة المرتد واستعادته . محبة الله تمتد نحو الانسان لتقيمه من عثرته ، محبة ٌ تجبر كسوره ، تسوّي وقفته . هوى بطرس التلميذ الشجاع المقدام وانكر سيده أمام الجواري والخدم . هوى في نظر زملائه التلاميذ ، هوى في نظر الناس ، هوى في نظر نفسه . لم يتركه المسيح ملقى ً حطاما ً مبعثرا ً ، مجروحا ً ، مهانا ً ، مرفوضا ً ، تتكاثر حوله اللعنات . لم يعتبره مثل يهوذا الذي خانه . كان يعلم ما بقلب بطرس من حب ٍ مخلص ٍ له ، فمد يده اليه ، اظهر اهتمامه به . لم تتغير معاملاته له بالعكس ، زاد منها . قدّمه الى الامام ، رفعه امام اخوته ، رفعه امام نفسه ، كلفه بمهمة ٍ كبيرة ، إئتمنه على غنمه ، اوكل اليه رعاية رعية الله ، أعاد اليه نشاطه وثقته بنفسه .
كم من مرة ٍ تسقط منا تحفة ٌ ثمينة تتحطم وتتناثر أشلائها . ماذا نفعل ؟ هل نلقي بها الى القمامة ؟ هل نتخلص منها ؟ أم نحاول لصق أجزائها ؟ ما دامت غالية الثمن ، ما دامت عزيزة علينا ، ما دامت محبتنا لها باقية ، فنحن نرممها ونستعيد تكوينها ونجددها ونجبرها ونبنيها من جديد . قد نسقط ، نسقط في خطية أو ننساق لشهوة أو ننحرف عن الطريق . نتكبر ونغتر ونشمخ فنسقط . نغضب ونثور ونحتد ونخطئ . قد نتردى في محبة المال وننسى الله وننتشي بالنجاح والاعتماد على الثروة . ننساق مع الزحام نحو الشر ، نلوك مرارة ً داخلية ونكره ونحقد ، نأثم ، يهتز ايماننا ، يهاجمنا الشك ، نسقط في اليأس ونتبعثر في الارض ، فيأتي الله بمحبته ليستعيدنا ، ينحني على الحطام ويجمع الاجزاء بصبر ، ويعيد لصقها بحب ، يركز نظره ويعمل باصابعه ، يصب محبته وهو يرممنا . لا تخشى السقوط فالكل يسقط . اصرخ اليه ، يأتي اليك ويستردك . لا تشمت لسقوط الآخرين ، اعمل على اقامتهم من عثراتهم . |
||||
15 - 05 - 2012, 06:53 PM | رقم المشاركة : ( 322 ) | ||||
† Admin Woman †
|
496 - دخلت الخطية جوف آدم وحواء ، جرت في عروقهما وسرت في دمائهما . لم تكن عضو ظاهر في الجسد يمكن التخلص منه بقطعه او بتره . تغلغلت في آدم جسدا ً ونفسا ً وروحا ً ، صبغته بصبغتها السوداء ، تسللت الى روحه واستولت عليها واستعبدتها ، اخترقت كل انسجتها . وتوارثناها ، اصبحت جزءا ً من كيان كل البشر ، عاشت في روح كل انسان ، لكن الله يحب الانسان ويريد ان يطهّر روحه مما حل به من إثم ٍ وشر . ولم يكن الامر سهلا ً هينا ً . كان عليه ان يحرر الروح مما علق بها من ادران . وجاء المسيح وارتدى جسدا ً بشريا ً وعاش حياة الانسان ثم اعتلى الصليب ، ومن فوق الصليب جذبت محبة الله من أرواح البشر جميعا ً كل خطاياهم . قوة محبة الله كانت كمغناطيس عملاق ، سحب خطايا الانسان ماضيا ً وحاضرا ً ومستقبلا ً . انجذبت الخطية ، كل الخطية وحلت بالجسد المصلوب ، ومات المسيح عن الجميع . بذل دمه ، أمات الخطية بالدم المسفوك على الصليب ، تحررت الروح ، روح الانسان . لم يعد يشوب روح الانسان إثم . اعتدلت الروح واستقامت بعمل المسيح الفدائي . كان المسيح يعلّم في احد المجامع في السبت وكانت هناك امرأة " بِهَا رُوحُ ضَعْفٍ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً ، وَكَانَتْ مُنْحَنِيَةً وَلَمْ تَقْدِرْ أَنْ تَنْتَصِبَ الْبَتَّةَ." تعاني . كانت منحنية ، وجهها الى الارض دائما ً . لا تستطيع ان ترفع رأسها الى أعلى ، ورآها المسيح . امرأة ٌ مسكينة محنية ، دعاها فاقتربت منه ، لم ترى وجهه ، الضعف كان قد قوّس بدنها . قال لها : " يَا امْرَأَةُ ، إِنَّكِ مَحْلُولَةٌ مِنْ ضَعْفِكِ . وَوَضَعَ عَلَيْهَا يَدَيْهِ ، فَفِي الْحَالِ اسْتَقَامَتْ وَمَجَّدَتِ اللهَ " ( لوقا 13 : 12 ، 13 ) . . رفعت وجهها ورأت السماء ، رأت وجه المسيح يملأ السماء ، فمجدت الله . كانت روح الانسان منكسرة بالخطية ، محنية ً تحت ثِقَل الإثم القديم ، كسر قيود الانسان وحطم سلطان الخطية ، واستقامت الروح . لا سبيل لتحرير الانسان من سلطان الخطية الا بدم المسيح ومحبة الله . بدم المسيح يستقيم البشر ، يمشون رافعي الرؤوس ، تُرد لهم كرامتهم . بدم المسيح لا نتحرر فقط بل نرتفع ، نعلو ، نسمو ، نحكم الارض معه ، ب " يَسُوعَ الْمَسِيحِ الشَّاهِدِ الأَمِينِ ، الْبِكْرِ مِنَ الأَمْوَاتِ ، وَرَئِيسِ مُلُوكِ الأَرْضِ: الَّذِي أَحَبَّنَا ، وَقَدْ غَسَّلَنَا مِنْ خَطَايَانَا بِدَمِهِ ، وَجَعَلَنَا مُلُوكًا وَكَهَنَةً للهِ أَبِيهِ " ( رؤيا 1 : 5 ، 6) . دم المسيح يطهرك . دم المسيح يحررك . محبة المسيح غسّلتك من خطاياك . دم المسيح يرفعك . دم المسيج يمجدك ، يجعلك ضمن ملوك الله وكهنته .
|
||||
15 - 05 - 2012, 06:53 PM | رقم المشاركة : ( 323 ) | ||||
† Admin Woman †
|
497 - محبة الله تحررنا ، تكسر القيود القديمة الثقيلة وتطلقنا أحرارا ً . ومحبة الله تحصرنا ، تأسرنا ، تملأ قلوبنا وحياتنا ، فتتلون قلوبنا وحياتنا بها . نصطبغ بها ، ننتمي اليها ، نخضع لسلطانها ، نضع نيرها على اعناقنا " إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا " ( 2 كورنثوس 5 : 17 ) ما كنا مستعبدبن له قد تحررنا منه . لم نعد عبيدا ً للشر ولا الشرير . لم تعد الخطية قادرة ً ومسيطرة علينا ، محبة الله حررتنا وانقذتنا منها . المسيح مات بخطايانا على الصليب ، حمل خطايا الجميع على كتفيه ومات وأماتها وقام . " وَهُوَ مَاتَ لأَجْلِ الْجَمِيعِ كَيْ يَعِيشَ الأَحْيَاءُ فِيمَا بَعْدُ لاَ لأَنْفُسِهِمْ ، بَل ْلِلَّذِي مَاتَ لأَجْلِهِمْ وَقَامَ. " . فالمسيح المقام هو حبنا وهو حياتنا ، ولائنا له وانتمائنا الآن اليه . لم نعد نعيش في عبودية ابليس . نحن نعيش في ملكوت محبة الله . محبة الله ملكوت . نخضع لله بدافع محبتنا له ، نحيا له بسبب محبتنا له . محبة الله حررتنا ، اصبحنا أحرارا ً في المسيح بموت المسيح وقيامته لاجلنا ، ومحبة الله تحصرنا ، اصبحنا نعيش حرية الحياة في محبة الله ومحبتنا لله . ليس احد منا يعيش لذاته ، ولا أحد يموت لذاته " لأَنَّنَا إِنْ عِشْنَا فَلِلرَّبِّ نَعِيشُ، وَإِنْ مُتْنَا فَلِلرَّبِّ نَمُوتُ. فَإِنْ عِشْنَا وَإِنْ مُتْنَا فَلِلرَّبِّ نَحْنُ " ( رومية 14 : 8 ) . أصبحنا للرب بسبب محبة الله لنا التي تجسدت بالمسيح وحررتنا من الخطية . واصبح الرب لنا ، هو كل حياتنا . حياتنا له ، وموتنا له . للرب نحن . يحصرنا في نطاق طاعة الله والخضوع له . حبٌ قوي ، حي يضعنا في دائرة الله . مهما احاطت بنا اغراءات العالم ، تدعونا ، تجذبنا ، تُبهر انظارنا ، تُغرينا . لم تقدر أن تُبعدنا عن محبة الله ولم تُبعد محبة الله عنا ، لا تقدر . ومهما تراكمت علينا تجارب العالم واحزانه وآلامه ، مهما ثقلت الأيادي علينا لم تقدر أن تبعدنا عن محبة الله ولم تبعد محبة الله عنا ، لا تقدر . " فَإِنِّي مُتَيَقِّنٌ أَنَّهُ لاَ مَوْتَ وَلاَ حَيَاةَ، وَلاَ مَلاَئِكَةَ وَلاَ رُؤَسَاءَ وَلاَ قُوَّاتِ، وَلاَ أُمُورَ حَاضِرَةً وَلاَ مُسْتَقْبَلَةً ، وَلاَ عُلْوَ وَلاَ عُمْقَ، وَلاَ خَلِيقَةَ أُخْرَى ، تَقْدِرُ أَنْ تَفْصِلَنَا عَنْ مَحَبَّةِ اللهِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا. " ( رومية 8 : 38 ، 39 ) . محبة الله حررتك . انت الآن تعيش حرا ً طليقا لا سلطان عليك ، الا محبتك لله ، تخضع له بالحب . الحب الذي يملأ قلبك بالحرية . الحب الحر في المسيح .
|
||||
15 - 05 - 2012, 06:53 PM | رقم المشاركة : ( 324 ) | ||||
† Admin Woman †
|
498 - اقترب بطرس من المسيح وسأله : " «يَا رَبُّ ، كَمْ مَرَّةً يُخْطِئُ إِلَيَّ أَخِي وَأَنَا أَغْفِرُ لَهُ ؟ هَلْ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ ؟ " ( متى 18 : 21 ) . كان بطرس قد تأثر من كلام المسيح عن محبة القريب وواجب الانسان نحو اخيه ، وكان يعلم ان اقصى ما يعلّم به المعلمون هو ان يغفر الاخ لأخيه حتى اربع مرات ، واراد ان يزيد على ذلك ، وقاده تفكيره الى أن يزيد غفرانه حتى سبع مرات . وقال له المسيح : " لاَ أَقُولُ لَكَ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ ، بَلْ إِلَى سَبْعِينَ مَرَّةً سَبْعَ مَرَّاتٍ. " لم يخطر على بال بطرس هذا العدد الكبير ، كيف يعد سبعين مرة سبع مرات ؟ لم يكن المسيح يريده أن يعد على اصابعه عدد مرات غفرانه لاخيه ، أراده أن يحب ، والذي يحب لا يعد ، الذي يحب لا يحصي عدد مرات عطائه أو غفرانه . واراد المسيح ان يقرّب الأمر الى ذهن بطرس والى اذهان تلاميذه ، قال : " إِنْسَانًا مَلِكًا أَرَادَ أَنْ يُحَاسِبَ عَبِيدَهُ . فَلَمَّا ابْتَدَأَ فِي الْمُحَاسَبَةِ قُدِّمَ إِلَيْهِ وَاحِدٌ مَدْيُونٌ بِعَشْرَةِ آلاَفِ وَزْنَةٍ ( تساوي ملايين الدنانير ) وَإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَا يُوفِي أَمَرَ سَيِّدُهُ أَنْ يُبَاعَ هُوَ وَامْرَأَتُهُ وَأَوْلاَدُهُ وَكُلُّ مَا لَهُ ، وَيُوفَي الدَّيْنُ. فَخَرَّ الْعَبْدُ وَسَجَدَ لَهُ قَائِلاً: يَا سَيِّدُ ، تَمَهَّلْ عَلَيَّ فَأُوفِيَكَ الْجَمِيعَ . فَتَحَنَّنَ سَيِّدُ ذلِكَ الْعَبْدِ وَأَطْلَقَهُ ، وَتَرَكَ لَهُ الدَّيْنَ . وَلَمَّا خَرَجَ ذلِكَ الْعَبْدُ وَجَدَ وَاحِدًا مِنَ الْعَبِيدِ رُفَقَائِهِ ، كَانَ مَدْيُونًا لَهُ بِمِئَةِ دِينَارٍ، فَأَمْسَكَهُ وَأَخَذَ بِعُنُقِهِ قَائِلاً: أَوْفِني مَا لِي عَلَيْكَ.فَخَرَّ الْعَبْدُ رَفِيقُهُ عَلَى قَدَمَيْهِ وَطَلَبَ إِلَيْهِ قَائِلاً: تَمَهَّلْ عَلَيَّ فَأُوفِيَكَ الْجَمِيعَ . فَلَمْ يُرِدْ بَلْ مَضَى وَأَلْقَاهُ فِي سِجْنٍ حَتَّى يُوفِيَ الدَّيْنَ. فَلَمَّا رَأَى الْعَبِيدُ رُفَقَاؤُهُ مَا كَانَ، حَزِنُوا جِدًّا. وَأَتَوْا وَقَصُّوا عَلَى سَيِّدِهِمْ كُلَّ مَا جَرَى . فَدَعَاهُ حِينَئِذٍ سَيِّدُهُ وَقَالَ لَهُ: أَيُّهَا الْعَبْدُ الشِّرِّيرُ، كُلُّ ذلِكَ الدَّيْنِ تَرَكْتُهُ لَكَ لأَنَّكَ طَلَبْتَ إِلَيَّ.أَفَمَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّكَ أَنْتَ أَيْضًا تَرْحَمُ الْعَبْدَ رَفِيقَكَ كَمَا رَحِمْتُكَ أَنَا ؟. وَغَضِبَ سَيِّدُهُ وَسَلَّمَهُ إِلَى الْمُعَذِّبِينَ حَتَّى يُوفِيَ كُلَّ مَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِ." ( متى 18 ) هكذا يكون لكل من لا يغفر لأخيه . أوصانا المسيح أن نغفر للمذنبين الينا . علمنا ان نصلي كل يوم ونقول " وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضًا لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا. " ( متى 6 : 12 ) الذين يغفرون يُغفر لهم . وقال : " فَإِنَّهُ إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَلاَتِهِمْ ، يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضًا أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ." كيف يغفر لي الله إن كنت ُ لا أغفر لأخي ؟ عدم مغفرتي يقيّد غفرانه . كيف يسدد الله لي الملايين وأنا لا أترك لأخي الديون الصغيرة ؟ هل أساء اليك أحد حين وجه اليك قولا ً قاسيا ً أو كلمة ً جارحة ؟ كم تحمّل المسيح عنك ولأجلك ، اللعنات والاستهزاء والضرب والبصق ؟ هل خانك أحد ؟ هل خلف وعده لك ؟ هل اساء اليك بسلوكه ؟ وأنت ألم تخن الله وتخلف وعدك له ؟ ألم تسئ اليه بسلوكك ؟ الله في محبته غفر لك ، القى بذنوبك في اعماق أعماق بحر النسيان . وأنت ألا تحب أخاك كما أوصاك الله ؟ ألا تنسى وتغفر اسائته لك ؟ كما غفر لك اغفر له ، كما سامحك سامحه ، كما أحبك احببه ، والمحبة تغفر .
|
||||
15 - 05 - 2012, 06:54 PM | رقم المشاركة : ( 325 ) | ||||
† Admin Woman †
|
499 - رأى المسيح يعلّم الناس انكار الذات ومحبة القريب وغفران الزلات ، فاقترب منه وعرض عليه مشكلته . كان هناك ميراث ٌ بينه وبين أخيه . أراد أن يتدخل المسيح بينهما قاضيا ً وحكما ً . قال له : " قُلْ لأَخِي أَنْ يُقَاسِمَنِي الْمِيرَاثَ " ( لوقا 12 : 13 ) . نظر المسيح اليه ، اخترقت نظراته قلبه ، كشفت داخله وعرف ما به فقال : " انْظُرُوا وَتَحَفَّظُوا مِنَ الطَّمَعِ ، فَإِنَّهُ مَتَى كَانَ لأَحَدٍ كَثِيرٌ فَلَيْسَتْ حَيَاتُهُ مِنْ أَمْوَالِهِ " الطمع يقتل محبتك لاخيك ، الطمع يدفعك لان تسعى للحصول على القسم الاكبر . الطمع يوجد صراعا ً . الطمع جشع . الطمع ظالم ٌ ، قاس ٍ . الطمع لص ٌ يسرق الحقوق . حين تطمع في أخيك تسعى لأن تأخذ أكثر من حقك وتحرمه من حقه . الطمع تركيز ٌ على النفس . الطمع محبة ٌ للذات . الطمع يحمل في طياته غيرة ً وصراعا ً . لو لم يكن قلب ذلك الرجل مملوء ً بالطمع لما لجأ الى المسيح يحتكم اليه في قسمة الميراث . لو كان قلبه عامرا ً بالمحبة الاخوية لعرف كيف يقتسم الميراث مع أخيه دون وسيط . كان فكّر في العطاء قبل الأخذ . كان يقدّم لا يُحجم . كان يمد اليد لا يقبض اليد . محبة المال تنتج الطمع . محبة المال تدفع الى الصراع والكراهية ومحبة الذات . حذرنا المسيح من محبة المال . المال سيد ٌ قاس ٍ أناني . " مَحَبَّةَ الْمَالِ أَصْلٌ لِكُلِّ الشُّرُورِ " ( 1 تيموثاوس 6 : 10 ) . يتصور البعض إن في المال أمانا ً ، يتصورون أن الحصول عليه واكتنازه ضمان ، لكن المسيح بادر الرجل والمستمعين بقوله : " مَتَى كَانَ لأَحَدٍ كَثِيرٌ فَلَيْسَتْ حَيَاتُهُ مِنْ أَمْوَالِهِ " ( لوقا 12 : 15 ) مال الدنيا كله لا يستطيع ان يضيف الى حياة من يحصل عليه يوما ً واحدا ً . لم يحيا الانسان بسبب مال ٍ كثير ٍ يقتنيه ولن يموت انسان بسبب عدم وجود مال لديه . وضرب المسيح لذلك مثالا ً : غني اخصبت كورته ، زادت ثمارها وجاء الحصاد وفيرا ، هدم الاسوار ووسع المخازن وجمع الغلات والخيرات ، واستراح لما جمع واطمأن ، هلل للسنوات الكثيرة التي امامه ، ينعم بما جمع ويفرح بالمأكل والمشرب والمال الوفير . وجائت الساعة ، حلت ساعته . في ليلة اطمئنانه ناداه المنادي يطلب نفسه ( لوقا 12 ). مهما امتلئت ايدينا من خيرات يأتي وقت ٌ ترتخي الايدي ، تنفتح الاصابع وينفلت ما بينها ويسقط وتذهب اليد منبسطة فارغة تقبض الهواء . ايها الغني لا تفرح وتتكالب على الثروة ، المال يطير كالدخان . ايها الفقير لا تبتئس وترثي لحالك ، التذمر لا يُجدي .
|
||||
15 - 05 - 2012, 06:54 PM | رقم المشاركة : ( 326 ) | ||||
† Admin Woman †
|
500 - كان شعب الله يسير في الصحراء ، أقدامه المتعبة كانت تُهيل الرمال . جروا اطفالهم ورائهم ، ساروا واللون الاصفر يملأ عيونهم بشحوبه . لسعتهم حرارة الشمس ، احرقت اجسادهم ، جف ّ جوفهم وتشقق . هدم الجوع أمعائهم ، ومزق العطش داخلهم . تألموا وعانوا وصرخوا : أين الله في هذا التيه ؟ " هَلْ يَقْدِرُ اللهُ أَنْ يُرَتِّبَ مَائِدَةً فِي الْبَرِّيَّةِ ؟ ......... هَلْ يَقْدِرُ أَيْضًا أَنْ يُعْطِيَ خُبْزًا ، أَوْ يُهَيِّئَ لَحْمًا لِشَعْبِهِ ؟ " ( مزمور 78 : 19 ، 20 ) هل يقدر الله ، هل يستطيع ؟ " فَأَمَرَ السَّحَابَ مِنْ فَوْقُ ، وَفَتَحَ مَصَارِيعَ السَّمَاوَاتِ. وَأَمْطَرَ عَلَيْهِمْ مَنًّا لِلأَكْلِ ، وَبُرَّ السَّمَاءِ أَعْطَاهُمْ . أَكَلَ الإِنْسَانُ خُبْزَ الْمَلاَئِكَةِ . أَرْسَلَ عَلَيْهِمْ زَادًا لِلشِّبَعِ ....... فَأَكَلُوا وَشَبِعُوا جِدًّ " . استطاع الله ان يخرج من الصخرة ماء ً لهم : " هُوَذَا ضَرَبَ الصَّخْرَةَ فَجَرَتِ الْمِيَاهُ وَفَاضَتِ الأَوْدِيَةُ." ، وأن يُمطر عليهم طعاما ُ من السماء . ورغم ذلك وعلى مدى 40 سنة ، شكَوا وتذمروا وتسائلوا : هل يستطيع الله ؟ وافواههم مملوءة بالطعام ، وايديهم واقدامهم تخوض الماء في الصحراء ، يشكْون . نظروا الى سكان الأرض ، رأوهم في شكهم جبابرة ورأو انفسهم كالجراد ، حين نظروا الى انفسهم وجدوا انفسهم جرادا ً حقيرا ً ( عدد 13 : 33 ) وهكذا رآهم الآخرون . لو رفعوا اعينهم الى فوق لوجدوا الله يُعلن انهم خاصته ، ورثته واولاده . الروح يشهد اننا أولاد الله : " اَلرُّوحُ نَفْسُهُ أَيْضًا يَشْهَدُ لأَرْوَاحِنَا أَنَّنَا أَوْلاَدُ اللهِ. " ( رومية 8 : 16 ) ، وإن كنا أولاد الله فنحن ورثة الله ، وارثون مع المسيح : " فَإِنْ كُنَّا أَوْلاَدًا فَإِنَّنَا وَرَثَةٌ أَيْضًا ، وَرَثَةُ اللهِ وَوَارِثُونَ مَعَ الْمَسِيحِ. " ، وأولاد الله ليسوا جرادا ً ، أولاد الله جبابرة ، أقوى من كل الجبابرة . وحين نرى انفسنا أولادا ً لله . حين نثق ونؤمن ونعتمد عليه ، لا نخشى الجوع وسط الصحراء ، لا نخاف العطش في البرية الجافة . الايمان يفتح عيوننا فنعرف ونتأكد ونقر : أن الله قادر ، الله يستطيع . لا يصعب على الله شيء ، كل شيء ٍ مستطاع لديه ، وكل شيء ٍ مستطاع لنا . الله يستطيع ، الله يقدر ، الله يهب ويُعطي ، الله يحمي ويحفظ . يد الله قوية .
حين تتكاتف قوى الشر وتتحالف وتندفع نحوك ، تهاجمك وتعتدي عليك ، لا تشك بوجود الله بجوارك ، لا ترتعب وترتجف وتتسائل : هل يقدر الله ؟ حين تنزل عليك تجربة ، حين يصرعك مرض ، حين يحيط بك ظلم ُ وغدر ، لا تُغمض عينيك خوفا ً وفزعا ً ويأسا ً . افتح عينيك لترى الله يقدر . الله لا يتركك ، لن يتركك . انظر خلفك وتذكر اعماله معك . الله لا يتغير ، لن يتغير ، هو ، هو ، أمسا ً واليوم والى الأبد . الله يقدر ، نعم يقدر . الله يرى ، نعم يرى . الله معك ، دائما ً معك . |
||||
15 - 05 - 2012, 06:54 PM | رقم المشاركة : ( 327 ) | ||||
† Admin Woman †
|
501 - بعض الناس يعيشون الحياة حزانى ، بائسين . يلفهم حزن ٌ ويغطيهم بؤس ، يجرّون أقدامهم على الطريق منكّسي الرؤوس ، منكسري القلوب ، تعساء . حين يرفعون انظارهم يرون السماء ملبدة ً بالغيوم تُخفي نور الشمس . اذا أصاغوا السمع المريض تصوروا تغريد الطيور بكاء ً وعويلا ً . اعصابهم متوترة ، عضلاتهم مشدودة ، عيونهم دامعة ، ارواحهم حزينة . يجدون في كل شيء ٍ سببا ً للأكتئاب ، يصرخون كل الوقت بالتذمر والشكوى . ينفثون دخانا ً أسود من أجوافهم يملأ الجو ظلاما ً وسوادا ً واكتئابا ً . اذا حل بهم شر صرخوا وولولوا ، واذا حل بهم خير لا يحسون به . اذا هبت عليهم ريح ضجوا واشتكوا ، واذا مرت بهم نسمة تشائموا . بعكس هؤلاء هناك من يسيرون في الحياة هاشين ، فرحين ، حولهم سعادة وبهجة . يقفزون في سيرهم ، يرقصون . اصوات اقدامهم موسيقى ، اقوال افواههم غناء . وجوههم تشع بشاشة وملامحهم تعكس السعادة ، عيونهم تُطلق نظرات ٍ نيرة . بسمات شفاههم تبعث أضواء ٌ مبهرة ، مبهجة ترطّب القلوب وتُسعد النفوس . الفرح يملأ النفس قوة ، قوة ً تواجه مشاكل الحياة وتطردها وتغلبها . الفرح يخلق جوا ً مريحا ً رطبا ً يفيض حولك فتشع محبة ً وسلاما ً . الذي يواجه الحياة بقلب ٍ متشائم ٍ حزين ، تبتلعه دوامات الحياة السوداء . والذي يخترق الحياة بقلب ٍ متفائل ، مبتهج ، يمتطي قمم الحياة وينجح . الله مصدر الفرح . الله يريدنا دائما ً أن نفرح . يقول الرب : " افْرَحُوا كُلَّ حِينٍ. " ( 1 تسالونيكي 5 : 16 ) حين يحل روحه القدوس في القلب يُنتج ويثمر محبة وفرحا ً وسلاما ً وراحة . الطبل والزمر لن يجلب الفرح ، الملذات والشهوات لم تحقق السعادة " فَرَحًا أَفْرَحُ بِالرَّبِّ. تَبْتَهِجُ نَفْسِي بِإِلهِي ، لأَنَّهُ قَدْ أَلْبَسَنِي ثِيَابَ الْخَلاَصِ . كَسَانِي رِدَاءَ الْبِرِّ " ( اشعياء 614 : 10 ) وينمو الفرح ويكبر بالشكر ، الشكر كل حين يأتي بفرح ٍ كل حين ، الشكر وقود الفرح . حين تواجه تجربة قاسية ، اشكر ، يتحول حزنها الى فرح ونصرة وغلبة . اذا حل بساحتك حزن ، اشكر ، يخف الحزن ويذوي ويختفي ويهرب . حين ينزل بك مرض ، اشكر ، يتقوى الجسم ويصح . الشكر يخلق قوة . اذا هاجمك عدو غاضب ، اشكر وارفع سلاحك بوجه مبتسم ، تغلب . داخلك يلون خارجك ، الحزن والشكوى يجعلان حياتك مرة . الله داخلك يُسعد خارجك . الفرح والشكر يجعلان حياتك ترنيمة .
|
||||
15 - 05 - 2012, 06:54 PM | رقم المشاركة : ( 328 ) | ||||
† Admin Woman †
|
502 - أوصانا الله أن نحب بعضنا بعضا َ ، والمحبة ليست كلاما ً ولسانا ً فقط . لا يكفي أن نعلن محبتنا بالقول والالفاظ المنمقة الجميلة العاطفية الرقيقة . لا بد أن تترجم المحبة عملا ً بجوار القول . لا بد أن تمتد أيدينا مع نبض قلوبنا . يقول يوحنا الرسول : " وَأَمَّا مَنْ كَانَ لَهُ مَعِيشَةُ الْعَالَمِ ، وَنَظَرَ أَخَاهُ مُحْتَاجًا ، وَأَغْلَقَ أَحْشَاءَهُ عَنْهُ ، فَكَيْفَ تَثْبُتُ مَحَبَّةُ اللهِ فِيهِ ؟ ( 1 يوحنا 3 : 17 ) هل يملأ الحب جوفه ؟ ، هل يسد الحب وحده جوعه ؟ همس المسيح الى بطرس وسأله : " يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا ، أَتُحِبُّنِي أَكْثَرَ مِنْ هؤُلاَءِ ؟ " وبسرعة ٍ انطلق حب بطرس للمسيح ، بسرعة قال : " نَعَمْ يَا رَبُّ أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ " وقال له المسيح : " ارْعَ خِرَافِي " ( يوحنا 21 : 15 ) ثلاث مرات يسأل ، وثلاث مرات يكلفه برعاية غنمه . المحبة ُ عرجاء إن لم تتحرك وتعمل وتُعطي وتخدم . المحبة العاملة قوية ٌ ، عفية . قال بولس الرسول : " اِحْمِلُوا بَعْضُكُمْ أَثْقَالَ بَعْضٍ ، وَهكَذَا تَمِّمُوا نَامُوسَ الْمَسِيحِ ." ( غلاطية 6 : 2 ) المحبة تتقدم الى الأخ وتنحني وتحمل الحمل على الكتف ، تحمل الأثقال . المسيح نادى وقال : " تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ . " ( متى 11 : 28 ) محبة المسيح كانت متحركة وعملية ، كان يجول بين الناس يعلّم ويشفي ويُعين . إذا وجدت أخا ً يعاني من احتياج ، محبتك له تدفعك لأن تسدد إحتياجه . إذا سمعت بكاء أخ ٍ وشكواه ، محبتك له تربت على كتفه وتعزيه وترفع ألمه . المحب تتحرك أحشائه ليرفع معاناة المحبوب . المحب تسرع يده لتقديم العون للمحبوب . المحبة تجعلنا نقف في صف من نحبهم ، نواجه معهم هجمات التجارب وطعناتها . المحبة تدفعنا لأن نمد أيدينا لنسند الضعيف ونشجع المحبط ونرفع الساقط . حين يلازم أخٌ فراشه بسبب مرض ، يحتاج الى محب ٍ يخفف عنه آلام المرض . حين يفقد أحدهم عزيزا ً لديه ، يكون في أشد الاحتياج الى محب ٍ يشاركه أحزانه . الصديق يظهر وقت الاحتياج . والمحب يتقدم بالعون عند التجارب . المحبة تُترجم : " فَرَحًا مَعَ الْفَرِحِينَ وَبُكَاءً مَعَ الْبَاكِينَ." ( رومية 12 : 15 ) المحبة تخطو وتتقدم وتبادر . أعمال المحبة تقوي الضعيف ، وتعزي الحزين ، وتشد ازر المهزوم . أحب الله الانسان حتى بذل ، ونحن علينا عندما نحب أن نحول حبنا بذلا ً . اجعل قلبك ينبض حبا ً ويدك تمتد عطاء ً . وللمحبة فضل لذلك سوف تجد حولك من يحب ويعطي .
|
||||
15 - 05 - 2012, 06:55 PM | رقم المشاركة : ( 329 ) | ||||
† Admin Woman †
|
503 - عندما بدأ يسوع المسيح ارساليته على الارض ، ابتدأ يجمع التلاميذ حوله . اختارهم من عند بحر الجليل وناداهم ليتبعوه ، وتركوا قواربهم وشباكهم وساروا خلفه . وتجمع حوله إثنا عشر رجلا ً سمعوا دعوته وجاؤوا ليصبحوا صيادي ناس خلفه . زاد الملتفون حوله ، سمعوا تعاليمه ورأوا أعماله وعاينوا معجزاته . أرادوا أن يتبعوه ويكونوا ضمن تلاميذه ، فوضع المسيح شروطا ً لتلمذته . وبينما هم يتزاحمون بكثرة حوله وهم يقتربون منه ليكونوا في رفقته وصحبته ، قال لهم : " إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَيَّ وَلاَ يُبْغِضُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَامْرَأَتَهُ وَأَوْلاَدَهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ ، حَتَّى نَفْسَهُ أَيْضًا ، فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذًا. وَمَنْ لاَ يَحْمِلُ صَلِيبَهُ وَيَأْتِي وَرَائِي فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذًا......... كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ لاَ يَتْرُكُ جَمِيعَ أَمْوَالِهِ ، لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذًا. " ( لوقا 14 : 26 ، 27 ، 33 ) شروط ٌ صعبة ، وتضحيات ٌ كبيرة ، واختيار ٌ صعب ، وقرار ٌ كبير أن تكون للمسيح تلميذا ً . كم من مرة ٍ جائه من يظن نفسه قادرا ً أن يتبع المسيح فيصدم ويفهم ويُحجم . بينما هم سائرون في الطريق ، جائه من يقول يا سيد " أَتْبَعُكَ أَيْنَمَا تَمْضِي " . نظر اليه المسيح وقال : " لِلثَّعَالِب أَوْجِرَةٌ وَلِطُيُورِ السَّمَاءِ أَوْكَارٌ، وَأَمَّا ابْنُ الإِنْسَانِ فَلَيْسَ لَهُ أَيْنَ يُسْنِدُ رَأْسَهُ " ( متى 8 : 20 ) ليس في اتباع المسيح راحة ، وليس له مكان اقامة . وقال لآخر : " اتْبَعْنِي " فوجئ الرجل وتردد ، قال : " ائْذَنْ لِي أَنْ أَمْضِيَ أَوَّلاً وَأَدْفِنَ أَبِي " ( لوقا 9 : 59 ) راعى المسيح تردده فقال له : " دَعِ الْمَوْتَى يَدْفِنُونَ مَوْتَاهُمْ ، وَأَمَّا أَنْتَ فَاذْهَبْ وَنَادِ بِمَلَكُوتِ اللهِ." " وَقَالَ آخَرُ أَيْضًا: أَتْبَعُكَ يَا سَيِّدُ، وَلكِنِ ائْذَنْ لِي أَوَّلاً أَنْ أُوَدِّعَ الَّذِينَ فِي بَيْتِي. فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ : لَيْسَ أَحَدٌ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى الْمِحْرَاثِ وَيَنْظُرُ إِلَى الْوَرَاءِ يَصْلُحُ لِمَلَكُوتِ اللهِ " اتّباع المسيح مكلّف ، ليس نزهة أو لهوا ً ، أو ارتخاء عزيمة ، أو نعومة يد . السير خلف المسيح أولوية ، لم ينادي بالبغضة ، هو لا يريدك أن تبغض أحدا ً ، لكنه يريدك أن تحسب النفقة جيدا ً ( لوقا 14 : 28 ) . اتّباع المسيح أول الاهتمامات ، بجواره لا منافسة . محبته واتّباعه يتقدمان كل شيء وكل شخص وكل ارتباط . اتّباع المسيح حمل الصليب ، الصليب خشن ٌ ، قاس ٍ ، ثقيل ٌ ، طريقه ُ وعر . العثرات الرخوة تنوء تحت ثقله ، الأيدي الناعمة تُجرح وتنزف دما ً . الصليب ليس حملا ً فقط ، بل هو طريق ٌ للألم والمعاناة والاستشهاد . التلمذة للمسيح تنازل ٌ عن كل الحقوق . احسب النفقة والتكلفة جيدا ً لتتبعه وتسير خلفه.
|
||||
15 - 05 - 2012, 06:55 PM | رقم المشاركة : ( 330 ) | ||||
† Admin Woman †
|
504 - اجتمع الشعب وسط المدينة والتفوا حول عزرا الكاتب وهو يقرأ لهم سفر الشريعة . في سكون ٍ وخشوع شخصوا بعيونهم واشرأبوا باعناقهم واستمعوا لكلمات الرب . دخلت الكلمات اسماعهم واهتزت لها قلوبهم ، ورفعوا أيديهم " وَخَرُّوا وَسَجَدُوا لِلرَّبِّ " . قال لهم نحميا وعزرا : " هذَا الْيَوْمُ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ إِلهِكُمْ ، لاَ تَنُوحُوا وَلاَ تَبْكُوا " ( نحميا 8 : 9 ) لا تحزنوا لأن فرح الرب هو قوتكم . كل انسان يسعى ليسعد ويفرح ، وفرح الشعب وسعد بشريعة الرب التي قُرأت عليهم بواسطة نحميا وعزرا . فرح الشعب لأنه قد سمع وفهم أقوال الله . كلمات الكتاب المقدس تفرّح القلب ، وحين تدخل الى القلب والعقل ، حين نلهج فيها ، تتفجر فينا ينابيع السعادة والفرح . يا رب " كَمْ أَحْبَبْتُ شَرِيعَتَكَ الْيَوْمَ كُلَّهُ هِيَ لَهَجِي " ( مزمور 119 : 97 ) " أَتَلَذَّذُ بِوَصَايَاكَ الَّتِي أَحْبَبْتُ " . فرح الشعب لانه شارك كلمات الرب مع الذين لم يسمعو بها ويعرفوها من قبل . قال نحميا للشعب : " اذْهَبُوا كُلُوا السَّمِينَ ، وَاشْرَبُوا الْحُلْوَ، وَابْعَثُوا أَنْصِبَةً لِمَنْ لَمْ يُعَدَّ لَهُ " ما أروع حمل أخبار الله السارة الى الذين يعيشون في ظلام الجهل بها ، ما أروعه . يقول داود النبي : " وَأَتَكَلَّمُ بِشَهَادَاتِكَ قُدَّامَ مُلُوكٍ وَلاَ أَخْزَى " ( مزمور 119 : 46 ) ما اجمله . ويقول المسيح : " إِنْ حَفِظْتُمْ وَصَايَايَ تَثْبُتُونَ فِي مَحَبَّتِي ، كَمَا أَنِّي أَنَا قَدْ حَفِظْتُ وَصَايَا أَبِي وَأَثْبُتُ فِي مَحَبَّتِهِ. كَلَّمْتُكُمْ بِهذَا لِكَيْ يَثْبُتَ فَرَحِي فِيكُمْ وَيُكْمَلَ فَرَحُكُمْ . " ( يوحنا 15 : 10 ، 11 ) يكمل فرحنا . وفرح الشعب لانه اطاع كلمة الله ونفذ شريعته وحفظ وصاياه . ما ان سمعوا كلام الله ، ما أن كشف الله لهم عن عن شريعته ووصاياه حتى اسرعوا بالطاعة ، لم يؤجلوا ، لم يترددوا ، نفذوا كلام الله . بعد أن أكمل المسيح عظته على الجبل ، نظر الى الجماهير المأخوذة بما سمعت . سمعوا وفرحوا ، أدركوا معنى الكلمات ، وفهموا قصد الله ، سمعوا وعرفوا . وماذا بعد ؟ هل تضيع الكلمات بعد ذلك في الهواء ؟ هل تذرّى بفعل الرياح ، أم تثبت في القلب وتأسر العقل وتحرّك الارادة وتشكّل السلوك ؟. قال المسيح : " كُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالِي هذِهِ وَيَعْمَلُ بِهَا ، أُشَبِّهُهُ بِرَجُل عَاقِل ، بَنَى بَيْتَهُ عَلَى الصَّخْرِ . فَنَزَلَ الْمَطَرُ، وَجَاءَتِ الأَنْهَارُ، وَهَبَّتِ الرِّيَاحُ ، وَوَقَعَتْ عَلَى ذلِكَ الْبَيْتِ فَلَمْ يَسْقُطْ ، لأَنَّهُ كَانَ مُؤَسَّسًا عَلَى الصَّخْرِ. وَكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالِي هذِهِ وَلاَ يَعْمَلُ بِهَا ، يُشَبَّهُ بِرَجُل جَاهِل ، بَنَى بَيْتَهُ عَلَى الرَّمْلِ .فَنَزَلَ الْمَطَرُ، وَجَاءَتِ الأَنْهَارُ، وَهَبَّتِ الرِّيَاحُ ، وَصَدَمَتْ ذلِكَ الْبَيْتَ فَسَقَطَ ، وَكَانَ سُقُوطُهُ عَظِيمًا " ( متى 7 : 24 - 27 ) أنت تقرأ كلام الله وتفرح ، ليزيد فرحك ويفيض ، قدّمه الى غيرك ليسمع ويفرح .
|
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|