![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 32851 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() حوار عبر الزمن مع عاموس نبي العدالة ![]() مقدمة إستطاع عاموس أن يرى أنه تحت المظهر الخارجي للقوة والإزدهار في إسرائيل يكمن فساد في الأمة حتى النخاع. إن الخطايا التي يوبخ عاموس الشعب بسببها متعددة وكثيرة: إهمال كلمة الله، وعبادة آلهة متعددة، عبادة أوثان، الطمع، فساد القادة وإقماع الفقراء. بدأ عاموس بإعلان الدينونة على كل الأمم المحيطة، ثم على يهوذا أمته، وأخيراً أعلن أقسى الدينونة على إسرائيل. أعلنت كل الرؤى التي أعطاه إياها الله نفس الرسالة المشددة: قد إقتربت الدينونة. وينتهي السفر بوعد الله لعاموس بإسترداد البقية الباقية في المستقبل. ولمعرفة المزيد عن الأحداث كان لنا مع عاموس الحوار التالي: س: عرفنا بنفسك ، ولماذا كتبت هذا السفر؟ أنا اسمي عاموس، ومعناه: المحمل أوالمثقل، لانني كنت أحمل رسالة ثقيلة إلى شعب ساقط هي رسالة الدينونة .نشأت في بلدة تقوع الواقعة علي بعد عشره أميال من أورشليم وخمسه أميال من بيت لحم، وعرف أهل هذه البلدة بالغيرة الشديدة لبناء سور أورشليم. كنت اعمل كراعي غنم وجاني جميز ودعاني الرب رغم انني ليس من بيت نبوي ولم أنحدر من سلاله أنبياء لكني اظهر طاعة للدعوة ولم اكن معاندا له (عا : 7 14-15). دعاني الله بالرغم من إفتقاري للتعليم أو الخلفية الكهنوتية. كانت مهمتي موجهة إلى جيراني الشماليين، أي إسرائيل. ولكن رسالتي المحملة بالدينونة القادمة والأسر للأمة بسبب خطاياها كانت غير مقبولة أو مسموعة على نطاق واسع لأنه منذ أيام سليمان الملك لم تكن الأمور أفضل مما هي عليه في ذلك الوقت. جاءت خدمتي أثناء حكم الملك يربعام على إسرائيل والملك عزيا على يهوذا. وكتبت هذا السفر ما بين عام 760 ق.م. وعام 753 ق.م. س: حدثنا عن الحالة الاقتصادية والاجتماعية والدينية التي عاصرتها؟ لقد كان لهذا الزمان سماته الخاصة والتي يمكن تحديدها في بعض النقاط: أولا: الجانبي الاقتصادي والاجتماعي: لقد تطورت الامة من النواحي الاقتصادية والاجتماعية اذ ان اساس البلاد تغير من الزراعة التي كانت منتشرة قبل ذلك الى التجارة. فكان هنالك تبادل تجاري بين الدول ساعد الطبقة الحاكمة في السامرة على الاثراء السريع، وبذلك انقسم الشعب الى طبقتين طبقة التجار اي الاغنياء وطبقة الفلاحين اي الفقراء. فقد استغل الاغنياء للفقراء فقسوا عليهم وباعوهم عبيداً وجردوهم اراضيهم. اما الاغنياء فقد بنوا بيوت من الحجر (5: 11) وشيدوا القصور (3: 10) فقد عاشوا حياة الرخاء واللهو (4: 1) واكلوا الخراف وشربوا الخمر وكان فرشهم من الريش (6: 4)، لكن باقي الشعب المسكين كانوا ينامون في العراء دون لقمة الخبز (6: 6). وبتأثير من الامم المجاورة دخلت على اسرائيل عبادة الالهة الغريبة وصنعوا لانفسهم الصنم والمذابح، وأصبحت عبادة الرب مزيفة وفاسدة ، مجرد طقوس لا أكثر ولا أقل. لذلك فالعدالة الاجتماعية شكلت محور رسالتي. وبالنسبة للقضاء، فقد انحاز للطبقة الغنية، فعندما يتعرض المسكين لقسوة الأغنياء لا يصبح أمامه سوى اللجوء للقضاء، وكان القضاة في تلك الأيام يجلسون في أبواب المدن يقضون للشعب، ولكن للأسف هؤلاء الجالسون في الأبواب كانوا يبغضون مَن ينذرهم بالحق ويكرهون المتكلم بالصدق، إذا أتاهم المسكين في مسألة يدوسونه أكثر ويأخذون منه رشوة ليبنوا لأنفسهم بيوتاً من حجارة منحوتة، وأما البائس العاجز عن دفع الرشوة فيضايقونه ويصدُّونه حتى وإن كان باراً يستحق الانصاف . (5: 10-12) ثانيًا: الجانب الديني أن أكثر ما يجعل الزمن رديئاً هو ازدياد الممارسات الدينية بصورة شكلية بالتوازي مع الانحطاط الأخلاقي المتفشي في المجتمع، كلما أمعن الأغنياء في ظلم المساكين، كلما بالغوا في الممارسات الدينية بشكل ملفت للنظر، وربما كان السبب في هذا هو التغطية على سلوكياتهم الخاطئة المملوءة ظلماً، وما أسوأ استخدام الدين كستار لتغطية انحرافات السلوك!! وما أبلغ كلمات الرب التي أرسلها على فمي «بغضتُ وكرهتُ أعيادكم ولست ألتذ باعتكافاتكم، إني إذا قدمتم لي محرقاتكم وتقدماتكم لا أرتضي وذبائح السلامة من مسمناتكم لا ألتفت إليها، أبعد عني ضجة أغانيك ونغمة ربابكم لا أسمع» (5: 21-23). كما ادى الرخاء والتطور الاقتصادي إلى ابتعاد الشعب عن الله فقد كانت علاقتهم به شبه معدومة، فقد انجرفوا وراء الملذات متناسين نداء الرب. لقد وصل الشر لمرحلة مستحيل العفو فيها فالشر عميق ولا دواء له. اذ صرخت بهم: ان الله لا يسر بصلاتنا وتنقلنا من معبد الى آخر وشروعنا في الخطيئة، بل أن نطلب الخير وأن نقيم العدالة فهذه هي الديانة الحق: ” فاطلبوا الخير لا الشر لتحيوا، فيكون الرب اله القوات معكم كما قلتم، ابغُضوا الشر، وأَحبّوا الخير، وأقيموا الحق في الباب…..” (عاموس 5: 14 – 15) وليجر الحق كالمياه، والعدل كنهر لا ينقطع” (عاموس 5: 24). س: بلغنا أنه كان هناك مشكلة بينك وبين أمصيا، من هو أمصيا ؟ وما نوع المشكلة؟ أمصيا هو كاهن بيت ايل ، رأى في شخصي تهديدا لمجده وكهنوته، ومركزه وسط الشعب، فحاول طردي من أرض أسرائيل، بدعوى أنني من المملكة الجنوبية، وأن رسالتي لا يجوز أن تتعدى أرض يهوذا أي المملكة الجنوبية، فكان ردي عليه بالقول: “إنّي لست نبيًا ولا ابن نبي، إنما أنا راعيَ بقر وجاني جمَّيز، فأخذني الرب من وراء الغنم وقال لي الرب انطلق وتنبأ لشعبي اسرائيل” (7 /14- 15). ولم تدم رسالتي بضعة أشهر حتى منعني الكاهن امصيا من التنبؤ في بيت ايل، لانني أنبأت بموت الملك وبجلاء اسرائيل عن أرضه. “فالارض لم تعد تطيق احتمال جميع كلامي”. (7 /10- 13) . فقد كنت من الأنبياء المتنبئين بالسبي، وطوال السفر كنت أؤكد لشعوب يهوذا واسرائيل أن قضاء الرب آتٍ لا محالة، وأن الرخاء المؤقت الذي يعيشونه هو الهدوء الخادع الذي يسبق العاصفة، وأن يوم قضاء الرب سيأتي عليهم ظلاماً لا نوراً وقتاماً لا نور له (5: 16-20)!. س: لماذا ناديت بالعدالة الاجتماعية؟ كانت الصدمة قوية والدهشة عنيفة لما وصلت إلى السامرة ووجدت فيها الترف والبزخ والفجور، فمن أين للشعب المختار بحبوحة العيش هذه بعد حياة البداوة؟! وكانت الصدمة أعنف لمّا رأيت ذلك الفرق الشاسع بين طبقة الأغنياء وطبقة الفقراء. ومَثَله كمثل من يزور العواصم الكبيرة ويكتشف بلوعة اكواخ الفقراء بجوار ناطحات السحاب. من هنا كان جوهر رسالتي هو العدالة الاجتماعية ببعديها الرأسي والأفقي، العدالة الإلهية والعدالة الاجتماعية. فقد دافعت عن العدالة الالهية واضعًا اسرائيل في قفص الاتهام فكشفت جرائمه وفضحت أساليبه واكدت أن من حق الله الامين لوعوده أن يتخذ كل الاجراءات تجاه من خان العهد ونكر الجميل: “اياكم وحدكم عرفت من بين جميع عشائر الارض. فلذلك سأعاقبكم على جميع آثامكم” (3 /2.) ودافعت أيضًا عن العدالة الاجتماعية مطالباً بالنزاهة والصدق ومحبة القريب والعدل: “الويل لكم، انكم تحوِّلون القضاء علقما، وتهملون العدل على الأرض” (5 /7 و6 /13). سفر عاموس وحياتنا س1: يا عاموس، ماذا تريد أن تقول لنا اليوم؟ أحياناً نعتقد أن الرب يدعو العظماء والأشخاص الذين نراهم مهمين في نظرنا بسبب حالتهم الاجتماعية، فيرى الشخص نفسه أنه مجرد بائع، أو مزارع أو ربة منزل. ولكن الرب دعاني أنا عاموس رغم أني لم أكن نبياً أو كاهناً أو إبن أي من هؤلاء، فقد كنت مجرد راعي غنم، عامل بسيط في يهوذا. فمن ذا الذي يصغي إليُ؟ ولكني بدل أن اختلق الأعذار، أطعت وأصبحت صوت الله القوي الداعي للتغيير. لقد إستخدم الله أناساً “بسطاء” مثل الرعاة والنجارين وصيادي السمك في الكتاب المقدس. ومهما كانت مكانتك في هذه الحياة، يستطيع الله أن يستخدمك أنت. لم أكن ذا شأن. كنت مجرد… خادم لله. وهذا أمر جيد. س2: هل يمكنك أن تقول لنا في سطور ما هي خلاصة نبوتك؟ نعم يمكنني أن اوضح لكم خلاصة نبوتي فيما يلي : 1- . ان الهيئة الاجتماعية مؤسسة على العدل والحق. 2- ان الذين ينالون خيرات الرب مسؤولون عن استعمالها. 3- ان الذين لا يستعملون هذه الخيرات كما يريد الرب يعاقبون وافضل هذه الخيرات معرفة الحق. 4- ان أجمل عبادة وأحسن طقوس ليست الا اهانة للرب، ان كانت بلا قلوب طاهرة وسلوك حسب مشيئته. س: يقال أن رسالتك دعوة معاصرة ، ما معنى ذلك؟ حقًا أن رسالتي دعوة معاصرة ، حيث أن زمن الأنبياء لم ينتهِ ، فلكل عصر أنبياؤه يحملون المشعل من أسلافهم ويتابعون السير كي ينيروا طريق الانسانية مبشرين بكلام الرب. وهذه البشارة تستحيل إلى صراخ يتمخض عنه عالم الغد. فرسالتي لم يطوها الزمان وهي لا تزال تدعونا اليوم بلسان جديد ولغة عصرية لنحقق كلام الله في حياتنا اليومية. إنّ المسيحي يجد عن حق في الله أبًا محبًا وربً، ولكن لا ينسى أنه سيَمثل أمام هذا الاله الديان العادل، فتصبح التوبة المبنية على الثقة والرجاء طريقًا ضروريًا للسير قدماً في الحياة الروحية. “لأن كل شجرة لا تثمر ثمراً طيباً تقطع وتلقى في النار” (متى 3 /8). فليس للمسيحي أي فضل، ولا تكفيه الهوية المسيحية إن لم يتحمل مسؤولية خلاصه بحفظ الوصايا وإتمام مشيئة الله، لان من يعمل مشيئة أبي الذي في السماوات هو أخي وأختي وأمي” (متى 12/50). إن الكنيسة، أم ومعلمة، لا تستطيع اهمال العدالة الاجتماعية لأنها ضرورة ملحة في عالم تخلّفت فيه شعوب لتستفيد شعوب أخرى، وفي مجتمعات مبنية على التفاوت الطبقي حيث يتنعم الغني على حساب الفقير، وفي مؤسسات تفشت فيها الرشوة والربح الحرام وروح الاستغلال والاحتكار… فأنَّى للمسيحي أن يقف مكتوف الأيدي وملجوم اللسان أمام الظلم والجشع واللامساواة وكل أنواع القهر والحرمان التي تمارَس على الأفراد والشعوب. إنّ العدالة والرحمة هما من صميم الحياة الانجيلية. فعبثاً يدّعي المسيحي بالمسيحية إن لم يسعَ إلى تحقيق العدالة الاجتماعية التي هي طريق السلام. لقد ساهم الأنبياء في صنع التاريخ لأنه تاريخ الله، وسعوا إلى تطوير الأحداث وقلب المفاهيم لأن الشعب هو شعب الله، فهم من المجتمع وإليه. ولم يكن بوسعي أن أتكلم عن الله وباسم الله دون الكلام عن الناس ومشاكلهم ، لأن الله في قلب كل انسان وكل انسان في قلب الله. إنّ نبوتي لم تفقد قوتها ومغزاها، بل تدعوكم إلى قراءة الازمنة بعين جديدة، بعين الله. والآن أوجه كلماتي اليكم من عمق التاريخ بكل قوتها الآنية وقيمتها الثابتة ونضارتها الخالدة: “اطلبوا الله فتحيوا… “اطلبوا الخير لا الشر لتحيوا”، (5 /13). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 32852 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() قال لي الربّ: اذهب، تنبّأ، عاموس ![]() **(الرعيَّة، آذار 2011) قال لي الربّ: اذهب، تنبَّأ الخوري بولس الفغالي كان عاموس في بيت إيل يتكلَّم باسم الربّ. جاءه أمصيا، كاهن المعبد، وكاهن يربعام الملك (790-750ق.م.)، هدَّده "لأنَّه يجرُّ الشؤم على بني إسرائيل، والبلاد لا تقدر أن تحتمل كلامه" (عا 7: 60). بما يتَّهمه؟ إنَّه "يرى رؤى"، أنَّه "يتنبَّأ" بالمعنى الضعيف للكلمة، أي يتحدَّث عن المستقبل وما ستصير إليه المملكة. وبما أنَّه يفعل ذلك، فهو يربح المال ويستطيع أن يعتاش. قال له أمصيا: "اذهب، اهرب إلى أرض يهوذا، وهناك تنبَّأ وكلْ خبزك" (آ12). لماذا يقول له الكاهن هذا الكلام؟ لأنَّ عاموس ليس من بيت إيل، المعبد الرسميّ في مملكة إسرائيل، بل هو من مملكة يهوذا! هنا نتذكَّر أنَّ الشمال والجنوب، القبائل العشر والقبيلتان، لم تتَّحد إلاَّ في أيّام داود وسليمان. ولكن بعد سليمان الذي كان حكمه قاسيًا، بالضرائب وأعمال السخرة، عاد الشمال فانقسم عن الجنوب، فبنى ملك الشمال معبدًا في بيت إيل، بحيث لا يذهب شعبُه بعد إلى أورشليم ويعود يحبُّ مملكة يهوذا وملكها. اختارت مملكة الشمال بيت إيل، لأنَّها مدينة مقدَّسة منذ زمن بعيد جدًّا. كان اسمها "لوز"، قبل أن ينتهي إليها العبرانيُّون. نلاحظ هنا أهمِّيَّة اللوز في الشرق منذ العصور القديمة. ويشير إلى ذلك أسماء القرى في لبنان وسورية: اللويزة، أتراها كانت "شجرة مقدَّسة"؟ ربَّما. هذه المدينة تقدَّست، لأنَّ أبرام (أو: إبراهيم) "نصب خيمته" بقربها (تك 12: 8). وخصوصًا لأنَّ يعقوب قضى ليلته فيها في انطلاقه إلى مدينة حاران (في شمال العراق الحاليَّة). هناك حلم حلمًا "رأى سلَّما منصوبة على الأرض، رأسها إلى السماء، وملائكة الله تصعد وتنزل عليها. وكان الله واقفًا على السلَّم" (تك 28: 12-13). وإذ أفاق يعقوب من نومه، وفهم وجود "الربِّ في هذا الموضع" (آ16)، قال: "ما هذا إلاَّ بيت إيل (أو: بيت إلهيم، بيت اللهمَّ، بيت الله)، وكانت المدينة من قبل تدعو لوز" (آ19). موضع مقدَّس. صار مكان حجٍّ في زمن القضاة (قض 20: 18ي). وزاره صموئيل، سامع كلام الله ومؤسِّس الملكيَّة في القبائل العبرانيَّة. كما أقام فيه بنو الأنبياء. ولكن من المؤسف أنَّ الملك جعل فيه صنم "عجل"، كما فعل العبرانيُّون في البرِّيَّة مع هارون، وهذا مع أنَّ الربَّ قال في الوصايا: "لا تصنع لك تمثالاً منحوتًا ولا صورة شيء ما..." (خر 20: 4). وضحك النبيُّ هوشع من هذه العبادة فقال: "زنخ عجلك...". فتحوَّل الاسم مع تبديل الحروف. كان بيت "إ ي ل"، فصار بيت "أون". كان بيت الله، فصار بيت الإثم. فهل يرضى الله بذلك؟ وهل يرضى النبيّ؟ حاشا وكلاّ. لهذا هدَّد عاموس بالعقاب الإلهيّ. وأوَّل من يصيبه العقاب يربعام، ذلك الملك العظيم، الذي عرفت البلاد الازدهار الكبير في أيّامه. ولكن في نظر الكاتب الملهم "عمل الشرَّ في عيني الربّ، وما عاد عن خطايا" آبائه (2 مل 14: 24). تكلَّم عاموس عن الملك وعن الكهنة وعن الشرِّ الذي يعمُّ البلاد، فهدَّده أمصيا رئيس الكهنة. "اذهب، اهرب". هو لا يستطيع أن يبقى هنا. عليه أن يهرب وينجو بنفسه من الموت. عليه أن يعود إلى بلاده، إلى أرض يهوذا. * * * ومن هو عاموس؟ معنى اسمه: الرجل حمَلَ. أصله من تقوع (عا 1: 1) وهي قرية من يهوذا، تبعد 18 كلم إلى الجنوب من أورشليم، و9 كلم إلى الجنوب الشرقيّ من بيت لحم. هذا يعني أنَّ موطنه بعيد عن بيت إيل. ومع ذلك دعاه الربُّ من الجنوب وأرسله إلى الشمال. جعله نبيًّا باسمه، فقال عن نفسه (3: 7-8): السيِّد الربُّ لا يفعل شيئًا إلاَّ إذا كشف سرَّه لعبيده الأنبياء. زأر الأسد، فمن لا يخاف؟ تكلَّم الربُّ فمن لا يتنبَّأ؟ من هو النبيّ؟ هو شخص قريب من الله. والله يفتح له سرَّه فيخرجه إلى العلن. عاموس هو نبيّ، والله بيَّن له أنَّه غير راضٍ عن "عبادة الصنم" في بيت إيل. النبيُّ يرى بعيني الربّ، أمّا الناس العاديُّون فلا يرون. اعتادوا على هذا الأمر. كانوا يأتون إلى بيت إيل، بيت الله، ولبثوا يقومون بهذا الحجّ بحيث يرضون الملك مبتعدين عن أورشليم، الموضع الذي جعله الربُّ لسكناه. ووُضع "العجل". لا بأس. المهمّ أن يرضى الملك. نفعل ما يفعله الجميع ولا نعاند. على مثال ما قيل: "إن رأيت الناس يعبدون العجل، اجمع الحشيش وأطعمه". وهناك مثل آخر: "ضع رأس بين الرؤوس وقُلْ: يا قطَّاع الرؤوس". لماذا الفلسفة؟ ذاك كان الوضع في بداية المسيحيَّة. الكلُّ يأتون إلى الصنم الذي يمثِّل الإمبراطور. يسجدون له، يحرقون كالبخور كما يفعلون للإله!! أمّا المسيحيّ فلا يفعل. لهذا قيل فيه: "لا يحقُّ للمسيحيّ أن يعيش". واعتبروا أنَّ رفضه يدلُّ على عدم ولائه للسلطة! لا يمكن للسلطة أن تحلَّ محلّ الله. قال بطرس للرؤساء: أنسمع من الله أم نسمع من الناس؟ وقال الربُّ: "أعطوا ما لقيصر لقيصر، وما لله لله". واصل الرسول: "الجزية لمن له الجزية، والجباية لمن له الجباية" (رو 13: 7). وهنا يتوقَّف واجب المؤمن تجاه السلطة. أمّا الضمير والعقيدة والإيمان، فلا تربطنا بالله. ما قبِلَ عاموس بهذا الوضع، لأنَّه نظر بعين الله. الشعب نظر في عين مصالحه. وهذا ما نقوله أيضًا عن إبراهيم وابن أخيه لوط. فرح لوط بأن يقيم في وادي الأردنّ التي حسبها "جنَّة الله" ولكن أين تقع هذه "الجنَّة"؟ في مدينة سدوم، بأهلها الأشرار الخطأة. لا بأس. المهمّ أن يكون الإنسان مرتاحًا، يأكل ويشرب ويلبس وينام. مثل تلك الفتاة المسيحيَّة التي تركت إيمانها وتزوَّجت. فسألتُها: "ماذا فعلت؟" قالت: "نحن لا دين لنا، وأنا أعيش في الترف مع زوجي!" وماذا حصل بعد وقت قليل؟ رُميَت كما تُرمى النواة من المشمش. أمّا إبراهيم، ففضَّل أن يبقى بعيدًا عن سدوم وسوف يفهم أنَّ مستقبل ابن أخيه ليس هنا. من أعلمه بذلك؟ الله. أجل، الربُّ أدخل إبراهيم في سرِّه. يقول الكتاب بفم الله: "هل أُخفي عن إبراهيم ما أنا فاعله؟" (تك 18: 17). فالله هو صديق النبيّ، فكيف يخفي الصديق شيئًا عن صديقه! ولعب إبراهيم دور المتشفِّع من أجل المدينة، لعلَّها تنجو من الدمار إذ وُجد فيها بعض الأبرار. وفي النهاية نجا فقط لوط وابنتاه، ولبث صهراه في المدينة وسط النار والكبريت، وامرأته نظرت إلى الوراء وكأنَّها تتحسَّر على الماضي فلبثت مثل "صخرة ملح" في الصحراء. * * * وكيف يكون النبيّ؟ هل القضيَّة وراثة كما كان وضع الكهنة في الهيكل؟ أبي كاهن، إذًا أنا كاهن. لا تعب ولا شقاء. ونستطيع أن نجعل الكهنة في الشعب الأوَّل مثل "وظائف" هذا العالم و"مراكزه". أبي طبيب، أنا طبيب. أبي زعيم. أنا زعيم... أمّا النبيّ فهو بعيد كلَّ البعد عن هذا المنطق. حسِبَ أمصيا أنَّ عاموس هو "نبيّ"، أي "يتنبَّأ"، أي "يخبر بالغيب". هكذا كان أبوه. وهكذا كان جدُّه. وهكذا يكون ابنه. أوضح عاموس: "ما أنا نبيّ ولا ابن نبيّ" (7: 14). لست نبيًّا كما تفكِّر أنت، وكما عرفتم في قصر أخاب وزوجته إليصابات، 400 نبيّ، يعملون لحساب الملك. صوتهم واحد وهم يستلهمون الملك وأمواله. قالوا لأحد الذين دعاهم الملك: "تكلَّم جميع الأنبياء بفم واحد، فليكن كلامك مثل كلامهم" (1 مل 22: 13). هؤلاء قطيع من الغنم، يسير الواحد ويضع رأسه في آليَّة الذي يسبقه. ولا يرى شيئًا آخر. فهم يشبهون عميانًا يقودهم بصير واحد، وربَّما يرميهم في البحر أو في النار. أما هذا الذي حصل لأنبياء البعل حين أرادوا أن يبارزوا إيليّا على جبل الكرمل. هو وحده وهم بالمئات. النبيّ يجيب الملك ومرسله: "ما يقوله لي الربُّ أقوله" (آ14). لا، عاموس، ليس من هؤلاء الأنبياء. وأضاف: "لستُ ابن نبيّ". ولم يكن والدي نبيًّا لكي أرثه. بل لم أكن أبدًا معَدًّا لهذا العمل. فما مرَّ في مدرسة الأنبياء، ولا تربَّى على يد نبيّ آخر كما كان الوضع بالنسبة إلى إليشع، تلميذ إيليّا. قال: أنا راعي غنم (أو: بقر) وقاطف جمَّيز". نتذكَّر أنَّ عمل الرعاة هو الأسهل في المجتمع العبريّ. ضعيف الصحَّة والذي لا يستطيع أن يعمل في الحقل يُرسَل مع الخراف. هنا نتذكَّر "هابيل"، راعي الغنم، تجاه أخيه قايين القويّ، الغنيّ، صاحب المقتنى. ونتذكَّر داود. لم يكن بين المقاتلين مثل إخوته الكبار. ومع ذلك اختاره الله. ونصل إلى ميلاد الربّ. من جاء إليه؟ الرعاة، "اختار الله جهّال العالم ليخزي الحكماء، واختار ضعفاء العالم ليخزي الأقوياء". مضى الربُّ إلى البرِّيَّة، برِّيَّة تقوع، في الجنوب. واختار واحدًا من الرعاة. ربَّما هم رعاة قطعان الملك. أي لا يملك الخراف، هو أجير. أهكذا يختار الله؟ لماذا لم يمضِ إلى بيت لحم، مدينة داود؟ وخصوصًا، لماذا لم يَدعُ أحدًا من "المتعلِّمين" في أورشليم؟ مضى إلى البرِّيَّة! ومن هناك اختار شخصًا يعمل "عملين" لكي يؤمِّن حياته وحياة عياله. بالإضافة إلى عمل الرعاية، هو يقطف الجمَّيز. أي "ينكز" الغصن فيسرع الثمر وهكذا يتأمَّن الطعام للماشية وسائر الحيوانات. إلى هناك مضى الله. إلى "وراء الغنم" ليكلِّم نبيَّه. كما راح يسوع إلى شاطئ البحر حيث الشبّان يغسلون الشباك. اتركوا الشباك وأنا أدعوكم إلى مهنة جديدة: تصطادون البشر للخلاص. ذاك ما قال الربُّ لتلاميذه الأوَّلين. كما راح إلى مائدة الجباية. يدعى متّى العشّار. وقال الله لعاموس: كنت تقود الخراف إلى المراعي والراحة، فامضِ إلى قيادة عابدي "العجل" في بيت إيل، المعبد الدينيّ القريب من السامرة. * * * "اذهب تنبَّأ". ذاك ما قال الله لعاموس: اذهب. إلى أين؟ عندي وظيفتي، شغلي، لا همّ لي، ولا تعب. لماذا هذا الاقتلاع؟ لا يقول لنا الكتاب شيئًا. قال النبيّ عن نفسه: قال لي الربّ: اذهب. ما أشار إلى أنَّه عاند أو جادل. ويبدو أنَّه ذهب. فشابه التلاميذ قبل التلاميذ. سمعان، اتبعني، أندراوس اتبعني... تركا كلَّ شيء وتبعاه. ويعقوب ويوحنّا تركا الشباك، لا الشباك فقط، بل أباهما أيضًا والعمّال. قال السروجيّ عن هؤلاء الرسل: لم يتركوا الشيء الكثير. هل المهمّ أن يترك الشيء الكثير أو القليل؟ المهمّ أن نترك كلَّ شيء. يروي الكتاب عن إليشع الذي كان يرافق البقر. طرح عليه إيليّا رداءه (1 مل 19: 19)، وكأنَّه يقول: أنت للربّ كما أنا للربّ. ترك إليشع البقر ومضى وراء إيليّا وقال: "دعني أقبِّل أبي وأمِّي وأسير وراءك". فقال له إيليّا: "اذهب راجعًا". وكأنَّه يقول له: لا بأس. افعل ما تشاء. لهذا عاد إليشع إلى البيت، وبعد أن تخلَّى عن كلِّ شيء "مضى وراء إيليّا" (آ21). مثل إليشع فعل أحد التلاميذ مع يسوع. قال له: "أتبعك يا ربّ، ولكن اسمح لي أوَّلاً أن أودِّع أهل بيتي" (لو 9: 61). أمّا يسوع فما فعل مثل إيليّا. فهو متطلِّب جدًّا. لهذا أتى جوابه قاسيًا: "من وضع يده على المحراث ونظر إلى الوراء لا يصلح لملكوت الله" (آ62). في هذا المجال نفهم كلام الربّ: "من أراد أن يتبعني، ليكفر بنفسه ويحمل صليبه ويتبعني". أما هكذا فعل عاموس. اذهب. فذهب. تنبَّأ. فراح يتنبَّأ. لا في قريته، ولا في منطقته، ولا حتّى في مملكة يهوذا. بل في مملكة إسرائيل التي كانت مرارًا على خصام مع أختها. من يؤمِّن حياة هذا الرجل الغريب؟ من يسنده؟ من يدافع عنه؟ لا أحد. والعلامة: لم نعد نسمع صوت هذا النبيّ؟ طُرد من البلاد. فيه نستطيع أن نطبِّق كلام الرسول: "أرى أنَّ الله جعلنا نحن الرسل آخر الناس، كأنَّه حُكم علينا بالموت، لأنَّنا صرنا منظرًا للعالم، للملائكة والناس. نحن جهّال من أجل المسيح، وأمّا أنتم فحكماء في المسيح! نحن ضعفاء، وأمّا أنتم أقوياء! أنتم مكرَّمون، وأمّا نحن فبلا كرامة! إلى هذه الساعة نجوع ونعطش ونُعرى ونُلكم، وليس لنا إقامة. ونتعب عاملين بأيدينا. نُشتَم فنبارِك. نُضطهَد فنحتمل... (1كو 4: 9-12). صرنا منظرًا. هكذا جاء الناس إلى الجلجلة لينظروا المصلوب. ليهزأوا منه. ليدعوه لكي ينزل عن الصليب. وهنا يردِّد المزمور هزءهم: "ها ها! رأتهم عيوننا!". ماذا انتفع من كلامه وتصريحاته؟ حسب أنَّ الله يحميه، فإذا الله تخلَّى عنه! هذا ما يفعل الأشرار. مضى عاموس، ولبث أمصيا جالسًا على العرش الكهنوتيّ ينعم بصداقة الملك يربعام الثاني. ولكنَّ يسوع يقول لمثل هؤلاء: "طوبى لكم إذا عيَّروكم واضطهدوكم وقالوا عليكم كلَّ كلمة شرِّيرة من أجلي، كاذبين. افرحوا وتهلَّلوا، لأنَّ أجركم عظيم في السماوات. فهكذا اضطهدوا الأنبياء الذين كانوا من قبلكم" (مت 5: 11-12). عاموس. الأنبياء. الرسل. كلُّهم هؤلاء سعداء. طوبى لهم. هنيئًا لهم. هنيئًا لهم، يقول لهم. يقول فيهم سفر الحكمة: "أمّا الأبرار فيحيون إلى الأبد. يجازيهم الربُّ خيرًا، وبهم يهتمُّ العليّ. ينالون من الربِّ مجدًا ملوكيًّا، وتاجًا جميلاً من يده" (5: 15-16). أمّا الأشرار، "فيندمون ويقولون في أنفسهم وهم يئنُّون من الحسرة: هؤلاء هم الذين احتقرناهم حينًا، وحسبناهم مثلاً للعار. وما كان أحمقنا حين حسبنا حياتهم جنونًا وآخرتهم بلا كرامة" (آ3-4). * * * "اذهب، تنبَّأ". وماذا يقول؟ أوَّلاً، بدأ بشعبه. ينبِّههم إلى خطاياهم ويدعوهم إلى التوبة. ولكنَّهم رفضوا. وجاء كلام النبيِّ مع ردَّة تتكرَّر: "ما تُبتم إليَّ". انطلق من صعوبات الحياة وحسبها تنبيهًا من قبل الله. جاء الجوع. ثمَّ غاب المطر، فراح الناس من قرية إلى قرية "ليشربوا ماء فما ارتووا" (4: 8). الإنسان العاديّ يتطلَّع إلى المطر أو الجفاف فيعتبرها من أعمال الطبيعة التي تمرُّ فيها الفصول، ولاسيَّما فصلين مميَّزين في فلسطين: الشتاء بمطره، والصيف بجفافه. أمّا النبيّ، فيرتفع فوق الطبيعة ليرى يد الربِّ الذي تنبِّه شعبه وتعاقبه. أما هكذا أعلن إيليّا لأخاب ومملكة السامرة: "حيٌّ هو الربّ الذي أقفُ أمامه. لا يكون ندى ولا مطر في هذه السنين إلاَّ عند قولي" (1 مل 17: 1). إذا كان الربُّ هو من يعطي المطر، فيدلُّ الوضع أنَّ الربَّ "يمنع" البركة عن الشعب. ذاك ما قاله سفر التثنية، رابطًا قلَّة المطر بخيانات الشعب: "ويجعل الربُّ مطر أرضك غبارًا، وترابًا ينزل عليك من السماء حتّى تهلك" (28: 24). تلك تكون مكافأة الأمانة لله. ولكن رأى عاموس كيف أنَّ الشعب رفض أن يتوب. فوبَّخه. وقرأ أمامه ما يحصل في الطبيعة من وباء ودمار. وما يصيب الزراعة بسبب "اللفح واليرقان" (عا 4: 9). وذكَّره بما حلَّ بسدوم وعمورة اللتين احترقتا. فهذا ما يصيب السامرة، لا بفعل بركان، بل بفعل الجيش الغريب الذي ينهب المدينة قبل أن يحرقها. كلُّ هذا فعلته لكم، "وما تُبتم إليَّ، يقول الربُّ الإله". فالله أبعد ما يكون عن الأصنام، التي لها عيون ولا ترى، ولها آذان ولا تسمع، لها الأيدي ولا تفعل، بل هي لا تستطيع أن تتحرَّك. أمّا الله، لو تعرفون من هو؟ ويأتي فعل إيمان بقدرته: فالذي يصوِّر الجبال ويخلق الريح (العاصفة) ويبيِّن للبشر فكره والذي يجعل الظلمة فجرًا ويطأ مشارف الأرض اسمه الربُّ الإله الغيور (آ13). * * * وممَّ يجب أن تتوب الشعوب، والحكّام في الدرجة الأولى؟ من غياب العدالة الاجتماعيَّة، وما يرتبط بها من كبرياء لدى عظماء البلاد والوجهاء. هنا يفترق نظر النبيّ عن نظر العامّة من الناس. هؤلاء يرون القصور الفخمة، والهياكل الرائعة، والقلاع الحصينة، يشاهدون الأعياد، ويشارك البعض فيها فيفرحون بسخاء الملك. أمّا النبيّ فيرى غير ما يرون. رأى "الشغب العظيم". فالعيد يطول ويطول، والشراب والهرج والمرج. ساعة الفقراء بجانب القصور لا يجدون ما يسدُّون به رمقهم، ومن أين يأتي المال والبذخ؟ فالنبيّ يرى المظالم (5: 9). وهل أبشع من الظلم يذوقه الفقراء؟ سأل النبيّ حبقوق الله: "هل ترضى أن تبصر الجور وترى الظلم ولا تتحرَّك؟" (آ3). وسبق فقال: "حتّى متى أدعو وأنت لا تسمع؟ حتّى متى أصرخ إليك من الظلم ولا تخلِّص؟" (آ2). فيجيب الربُّ: أرسلت كهنتي. فيجيب الشعب: "تعاهد كهنتك ورؤساء كهنتك مع العظماء وهم يستفيدون منهم. على مائدة إيزابيل، زوجة الملك أخاب تستضيف على مائدتها المئات" (1 مل 18: 19). هم أكلوا، شبعوا، قبضوا بعض المال، هل نريدهم أن يتحدَّثوا عن المظالم؟ يا ليت إيليّا عمل مثلهم، لكان عاش في الغنى والرخاء. ولكنَّه راح يعيش في البرِّيَّة، أو عند أرملة مسكينة في صرفت صيدا (الصرفند، في جنوب لبنان). ويا ليت يوحنّا المعمدان أرضى هيرودس، لكان عاش في اللباس الناعم، وأقام في بيوت الملوك (مت 11: 8). أرسل الربُّ عاموس، فرفض أن يمالق العظماء، بل حمل كلمة الله ودافع عن المساكين. واسمعوا كيف كلَّم نساء "الأغنياء" وما خاف أن يزعجهم: "اسمعن هذه الكلمة، يا بقرات باشان، يا من ترعين على جبل السامرة. تظلمن الفقراء وتسحقن البؤساء" (4: 1). وهدَّدهنَّ النبيّ بالعقاب الآتي. وفي الواقع، جاء المحتلّ، وكلُّنا يعرف كيف كان المحتلّ يفعل بالنساء والأطفال. كان الأساقفة عديدين في السلفادور، في أميركا الوسطى. ولكنَّ واحدًا فقط كان نبيًّا. اسمه أوسكار روميرو. اعتاد أن يكون على مائدة الأغنياء. ولكنَّ يومًا من الأيّام دعاه الربّ، فرأى الفقراء يُظلَمون تؤخذ منهم أرضهم، يقادون إلى السجون، تسحق نساؤهم وأطفالهم. تصرَّف مثل عاموس. ما أراد أن يبقى في "اللباس الناعم"، فكان عقابه كبيرًا. مات على المذبح بطلقة رصاص، من أحد الزعماء والأغنياء. يجب أن يسكت الأنبياء. وهكذا أطلَّ صوت متّى النبويّ، حاكمًا على الكتبة والفرِّيسيِّين، الذين يمثِّلون الرؤساء الدينيِّين في كلِّ زمان ومكان: "ويل لكم أيُّها الكتبة والفرِّيسيُّون: لأنَّكم تبنون قبور الأنبياء وتزيِّنون مدافن الصدِّيقين. وتقولون: لو كنّا في أيّام آبائنا، لما شاركناهم في دم الأنبياء. فأنتم تشهدون أنفسكم أنَّكم أبناء قتلة الأنبياء... أيُّها الحيّات أولاد الأفاعي، كيف تهربون من دينونة جهنَّم؟" (23: 29-33). هذا ما يذكِّرنا بما صُنع ليوحنّا الذهبيّ الفم. عادت عظامه في 27 كانون الثاني سنة 438 في احتفال مهيب، ودُفنَتْ في كنيسة الرسل في القسطنطينيَّة. وكان الإمبراطور تيودوز، ابن الإمبراطورة أودكسية، على رأس المستقبلين، فبان أنَّه ابن "قتلة الأنبياء". فيوحنّا مضى إلى المنفى لأنَّه بدأ فباع كلَّ الغنى في القصر البطريركيّ. فبنى مستشفى وأعان الفقراء. وخصوصًا دافع عن المظلومين، فبان قريبًا من إيليّا النبيّ حين شجب ما عمله أخاب حين رجم نابوت وأخذ منه حقله. ما هي خطيئة الذهبيّ الفم؟ لأنَّه وعظ ضدَّ تصرُّفات القصر الإمبراطوريّ. فحنقت عليه الإمبراطورة وساندها أساقفة جبلة وحلب (في سورية) وعكّا في فلسطين. وكان أكبر عدوّ ليوحنّا، بطريرك الإسكندريَّة. أرسل الذهبيّ مرَّة أولى إلى المنفى، فما سكت ولاسيَّما حين جعلت الإمبراطورة تمثالها أمام الكاتدرائيَّة. فكانت عظة البطريرك: "مرَّة ثانية غضبت هيرودية (التي طلبت رأس المعمدان). مرَّة ثانية سخطت سخطًا. مرَّة ثانية رقصت. مرَّة ثانية طلبت رأس يوحنّا على طبق". سمع الإمبراطور من زوجته وطلب إيقاف الذهبيّ الفم عن ممارسة كهنوته. فما انصاع لأمر الإمبراطور. وإذ كان يعمِّد الموعوظين، دخل الجنود إلى الكنائس ومزجوا ماء المعموديَّة بالدم. وما حصل في الماضي، حصل في أيَّامنا مع المطران غريغوار حدَّاد، الذي اعتُبر "هرطوقيًّا" لأنَّه قريب من الفقراء، ولأنَّه رفض أن يلبس... ورفض أن تكون له السيّارة الفخمة. ورفض أن يتصرَّف بمال المطرانيَّة إرضاء لسيِّده. وما دافع عنه أحد. ونتذكَّر البطرك يوسف التيّان الذي وقف في وجه الأمير بشير الذي أراد أن يزيد على الميرة قرشًا واحدًا. فساند الأميرَ من وجب عليه أن يساند البطريرك. ففضَّل البطريرك أن يعتزل وهو المحبُّ النسك والصلاة، وفي النهاية دُفن في قنّوبين مع أسلافه. ويوم التهجير واستبداد الناس بالمهجَّرين وغلاء الأسعار تجاه "الأمن" الذين يبيعون، لم نسمع صوت الكنيسة. وفي التهجير الأخير، تظاهر أحد "الأمراء" أنَّه لم يعلم بتهجير الناس من الجنوب. أجل، مات الأنبياء وكثر الكهنة. وكم نحتاج إلى عاموس جديد، يتكلَّم باسم الله، لا باسم مصلحة شخصه أو طائفته أو قرينته! * * * ولماذا غياب الأنبياء؟ لأنَّ النبيّ يجب أن يتجرَّد عن كلِّ شيء. أن يستعدَّ لأن يخسر كلَّ ما عنده. بل يخسر حياته. نتخيَّل عاموس ذاك النبيّ في معبد الملك، قرب العاصمة الكبيرة، السامرة، يعود إلى قطيعه وإلى جمَّيزاته! قيل: فوق القائد العسكريّ هناك الأمير، وفوق الأمير الوزير، وفوق الوزير الملك. ولكن ماذا بعد الملك؟ فقالوا له: لا شيء. أنريد ممّن اعتاد أن يكون في صدور المجالس والمجامع وينال التحيَّة في الساحات أن يصبح "لا شيء"؟ كلاّ. أمّا البطريرك تيّان فصار لا شيء في نظر الناس، وجاء حالاً من يحلَّ محلَّه. وما ارتفع صوت يسانده. هناك الخوف المثلَّث. الخوف على المال الذي نخسره. قال الربّ: لا تعبدوا ربَّين، الله والمال. ولكن يجب أن نقول: نعبد المال أوَّلاً، وإذا بقي بعض الضمير نحاول أن نعبد الله. وهكذا صرنا مثل عابدي البعل في زمن إيليّا: تارة مع الله، وطورًا مع المال. أتريدون أن نكون أنبياء ونخسر الجاه والعظمة والمال؟! يجب أن تكون الكنيسة حاضرة بعظمائها ليكون للاحتفال رهجته. أمّا الكلمة النبويَّة، فانسوها، لأنَّها ليست في محلِّها. وهناك الخوف على المركز وعلى ما تعوَّدنا العيش فيه. أتذكَّر أحد الموظَّفين الكبار الذي راح إلى التقاعد. أخذت صحَّته تستاء وجسمه ينحلّ. قلت له: ماذا أصابك؟ أجاب: كنتُ سعادة المدير. التلفون وراء التلفون. الناس يريدون رضاي. أمّا الآن فيكادون يدعونني باسمي. صرت تقريبًا "لا شيء"، بانتظار أن أختفي ولا يعود أحد يسأل عنِّي. ما هذه البدعة أن يستقيل من اعتاد على "الكرامات"!؟ يجب أن يموت ويميت هذه المؤسَّسة أيًّا كانت. وأخيرًا هناك الخوف على الحياة. مسكين المطران روميرو في نظر العالم. كان بإمكانه أن يبقى صديقًا للعظماء، ولا "يطوِّل" لسانه. ماذا نفعه الفقراء الذين أراد أن يدافع عنهم؟ ولكنَّه رفض هذا المنطق وعاش كلام الربّ: "الفقراء يبشَّرون وطوبى لمن لا يشكُّ فيَّ". والذهبيّ الفم حُمل على الراحات. ولكن "مصيبته" أنَّه أراد أن يأخذ على محمل الجدِّ كلام الربّ: "امضِ وبعْ كلَّ ما تملكه ووزِّعه على المساكين، ثمَّ تعال واتبعني". ولكنَّنا نستطيع أن نتبع غير الربّ. أيُّ عظيم في أرضنا، على جميع المستويات، لم يترك مركزه إلاَّ وثروته كبيرة جدًّا! وإذا لم يكن متزوِّجًا يكون الخلاف بين أولاد إخوته وأخواته. وما أجمل هذا الأسقف يقول لكهنته: "جئت إلى المطرانيَّة ولا شيء معي، وأترك المطرانيَّة ولا آخذ معي شيئًا". فقيل له: "وكيف تعيش؟" أجاب: "أعود إلى ديري". وما أتعس ذاك الذي يخاف من القيِّم العامّ أو يطرده لأنَّه يقيِّد له تحرُّكاته! في زمن عاموس، كان اختيار بين عبادة الله وعبادة "العجل الذهبيّ". فقال النبيّ مندِّدًا (4: 4): تعالوا إلى بيت إيل وارتكبوا المعاصي وفي الجلجال أكثروا من ارتكابها. عند الصباح قرِّبوا ذبائحكم وفي اليوم الثالث، عشورَكم أحرقوا من الخمير ذبيحة حمد ونادوا بتقدمات وأذيعوها، هذا ما تحبُّونه يا بني إسرائيل. أعمال ليتورجيَّة تقام في بيت إيل، أمام العجل الذهبيّ، أمام الإله مامون، أي ذاك الذي يعطينا الأمان. فالله لا يُرى ولا يُلمَس. أمّا الصنم فنراه، نلمسه، نقبِّله، وهو يفيدنا. هو إلهنا. والإنسان يُحكم عليه بقدر الثروة الذي يملك. ويختار أبناء الكنيسة المكان الأفضل، لا من أجل الرسالة، بل من أجل أمور لاحاجة إلى ذكرها. والناس يتهيَّبوننا لأنَّهم يحتاجون إلينا في مظاهرنا الخارجيَّة. ويا ليتنا نعرف ما في قلوبهم من عواطف. وما هو جواب الله لاحتفالاتنا الفخمة بما فيها من صنميَّة. لنسمع أيضًا عاموس النبيّ في 5: 21ي: 21 أبغضت أعيادكم ورفضتها ولا أرتاح لاحتفالاتكم. 22 إذا أصعدتم لي محرقاتكم، لا أرضى بها وتقدماتكم، ولا أنظر إلى ذبائح السلامة من عجولكم المسمَّنة. 23 أبعدوا عنِّي هزيج أغانيكم فأنا لا أسمع نغم عيدانكم 24 بل ليجرِ العدلُ كالماء والصدقُ كنهر لا ينقطع. ما قيمة مثل هذه الاحتفالات إذا لم ترافقها العدالة الاجتماعيَّة. هنا يكون النبيّ، فيرفض أن نخبِّئ ظلمنا للناس وراء احتفالات وقدّاسات وغيرها من الأمور. مثل هذه الأمور يكرها الله الذي يهمُّه خير أبنائه وبناته قبل أيِّ شيء آخر. ماذا يهمُّ أمصيا، رئيس الكهنة؟ رضى الملك. وكذلك أنبياء البعل. المهمّ أن لا نقول الحقيقة "للكبير" لئلاَّ نخسر رضاه. * * * اذهب، تنبَّأ. بهذين اللفظين نختصر انطلاقة عاموس من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال. يكفي أنَّ الله قال له: اذهب. فذهب. يكفي أنَّ الله قال له: تنبَّأ، فمضى يتنبَّأ، بعد أن وضع الله كلامه في فم نبيِّه. كلام قاسٍ. لا خوف. فالكلام هو كلام الربّ. لا خوف على مالٍ، لأنَّه إلى السامرة وبيت إيل وليس معه شيء، ويعود إلى قطيعه ولا شيء معه. قام برسالته واختفى. كيف انتهت حياة عاموس؟ لا أحد يعرف. هل هرب كما قيل له؟ يبدو أنَّه واصل الكلام. هل قُتل؟ كلُّ شيء ممكن. ونصيبه لا يكون أفضل من سائر الأنبياء. ويسوع نفسه قال: "لا يمكن أن يهلك نبيٌّ خارجًا عن أورشليم" (لو 13: 33). من يقول الحقيقة، يدفع الثمن. من يدافع عن الفقراء يكون حظُّه حظَّ الفقراء. ولكن لا بأس. فالفقراء يستقبلوننا في المظالِّ الأبديَّة، كما قال الربّ. هكذا استقبلوا المطران روميرو والبطريرك التيّان وأنطون عريضة المطران والبطريرك. ما قيمة كاهن لا يكون نبيًّا؟ لا شيء. وكذا نقول عن الأسقف. وعظمة يوحنّا بولس الثاني أنَّه كان نبيَّ العالم في القرن العشرين. لهذا، بعد موته، نرى الناس في بيته، في بولونيا، ليل نهار، يتطلَّعون إلى كلمة تفهمهم أنَّ كلمة الله لا تموت وإن مات حاملها. مات عاموس، ولكن بقي لنا سفر عاموس: "وستأتي أيّام (يقول الربّ) أرسل فيها الجوع على الأرض، لا الجوع إلى الخبز، ولا العطش إلى الماء، بل إلى استماع كلمة الربّ" (8: 11). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 32853 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() النَّبي عاموسُ (عا 1/1- 9/15)
![]() 1 النَّبي عاموسُ (عا 1/1- 9/15) 2 إنَّ عاموسَ النَّبِيَّ هُوَ أقْدَمُ نَبِيِّ، وَالأوَّلُ مِنْ سُلالَةٍ جَديدَةٍ هِيَ سُلالَةُ الأنْبِياءِ الَّذينَ جَرَتِ العادَةُ في تَسْمِيَتِهِم ”الأنْبِياءُ الكُتَّابُ“. 3 زَمانُ النَّبي وَشَخْصِيَّتُهُ 4 إنَّ زَمانَ تَدَخُّلِ النَّبيِّ عاموسَ هُوَ في الرُّبْعِ الثاني مِنَ القَرْنِ الثامِنِ قَبْلَ المَسيحِ، الَّذي اشْتَهَرَ فيهِ مُلْكُ يارُبْعامَ الثّاني في إسْرائِيلَ( )وَمُلْكُ عُزِّيَّا في يَهُوذا( )، كَما وَرَدَ في عُنْوانِ سِفْرِ عاموسَ(1/1). 5 إنَّهُ يَتَقَدَّمُ هُوشَعَ النَّبِيَّ بِنَحْوِ عَشْرِ سَنَوات إنَّهُ يَتَقَدَّمُ هُوشَعَ النَّبِيَّ بِنَحْوِ عَشْرِ سَنَوات. وَيُوْحِيَ اسْمُ عاموسَ في العِبْرِيَّةِ بِفِعْلِ «حَمَلَ». لَعَلَّهُ الصّيغَةُ المُخْتَصَرَةُ لاسْمِ عامُوشِيا، أيْ «حَمَلُ اللَّهِ». 6 يُعَرِّفُ عاموسُ نَفْسَهُ بِأنَّهُ راعِيَ بَقَرٍ (1/1و7/14) يُعَرِّفُ عاموسُ نَفْسَهُ بِأنَّهُ راعِيَ بَقَرٍ (1/1و7/14). إنَّهُ مِنْ سُكَّانِ اليَهودِيَّةِ، يُقيمُ في تَقوَع وَهْيَ قَرْيَةٌ قَريبَةٌ مِنْ بَيْتَ لَحْمَ، في أرْضِ تِلالٍ صالِحَةٍ لِتَرْبِيَةِ الدَّواجِنِ. 7 رِسالَةُ عاموسَ 8 تَتَّسِمُ رِسالَةُ عاموسَ بِطابَعٍ ”مَسْكونِيٍّ“ خاصٍّ: فَذاكَ الَّذي هُوَ مِنْ رَعايا مَمْلَكَةِ يَهوذا يُؤْمَرُ بَالتَّنَبُّؤ لإسْرائيلَ(1/1و7/15). 9 قُدومُهُ إلى مَمْلَكَةِ الشَّمالِ عَلامَةُ وَحْدَةٍ، فَإسْرائيلُ، وَإنْ كانَ مُنْقَسِمًا عَلى الصَّعيدِ السِياسِيِّ، بَلْ عَلى الصَّعيدِ الدِّينِيِّ أيْضًا، 10 لا يَزالُ شَعْبًا واحِدًا في نَظَرِ اللَّهِ الَّذي اخْتارَهُ وَالَّذي سَيُحاسِبَهُ.وَمَهْما يَكُنْ مِنْ أمْرٍ، لَمْ تَتَجاوَزْ رِسالَةُ عاموسَ بِضْعَةَ أشْهُرٍ، خِلافًا لِرِسالَةِ كِبارِ الأنْبِياءِ الَّذينَ جاؤوا بَعْدَهُ. 11 مِنَ الراجِحِ أنَّها توَقَّفَتْ حينَ أبْلَغَ كاهِنُ بَيْتَ إيلَ المَلِكَ عَنْ عامُوسَ، فَطَرَدَهُ لأنَّهُ يُخِلُّ بِالنِّظامِ العام(7/10-17). 12 مَضْمونُ رِسالَتِهِ اللائحة رجوع التالي 13 كانَ اللَّهُ قَدْ ظَهَرَ لِعامُوسَ مِنْ خِلالِ خَمْسِ رُؤًى هِيَ المَوضوعُ الرَّئيسِيُّ لِفُصولِ الكِتابِ الثلاثةِ الأخيرَةِ(7-9). فَبَعْدَ أنْ تَشَفَّعَ عامُوسُ لِشَعْبِهِ وَنالَ لَهُ الغُفْرانَ مَرَّتينِ، 14 عَلِمَ مِنَ اللَّهِ بِأنْ لَنْ يَكونَ غُفْرانٌ بَعْدَ ذلِكَ: ”فَقالَ لِيَ الرَّبُّ: «ماذا أنْتَ راءٍ، يا عاموس»؟ فَقُلْتُ: مِطْمارًا. فَقالَ السَّيِّدُ: ”هاءَنَذا أجْعَلُ مِطْمارًا في وَسْطِ شَعْبي إسرائيلَ، وَلا أعودُ أعْفُوَ عَنْهُ“(7/8). وَبِأنَّ بَيْتَ يَعْقوبَ سَيُدَّمَرُ، وَلكِنْ لا تَدْميرًا تامًّا(9/8). 15 وَمَوضوعُ رِسالَةِ عاموسَ هُوَ عَظَمَةُ اللَّهِ وَسُلْطانُهُ وَبِرُّهُ، وَهْيَ أمورٌ تَشْمُلُ جَميعَ الأمَمِ، يُضافُ إلَيها عَطْفُهُ الخاصُّ عَلى شَعْبِ إسْرائيلَ وَالَّذي لا رَجْعَةَ عَنْهُ. 16 إلهُ عامُوسَ إلهٌ غَيورٌ ذُو مَحَبَّةٍ لا تَنْثَني، قَدْ يُقَرِّرُ أنَّ ثِقَلَ العالَمِ الشِّريرِ سَيَجُرُّ النَّاسَ بَعيدًا عَنْهُ. 17 وَتَتَضَمَّنُ رِسالَةُ عاموسَ، مِنْ جِهَةٍ، كَشْفًا مُثَقَّلاً بِالإنْذاراتِ وَالتَّهْديداتِ لإسْرائِيلَ(3/1-6/14) وَكَشْفًا يَتَفَتَّحُ لِلرَّجاءِ، مِنْ جِهَةٍ أخْرَى(5/15 و9/8). 18 فَمَعَ أنَّ اللَّهَ وَعَدَ بَني إسْرائِيلَ بِالعِقابِ، بِسَبَبِ سُوءِ سُلوكِهِمْ، فَإنَّهُ لا يَحْرُمُهُمْ مِنْ كُلِّ رَجاءٍ(9/11-15). عودة |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 32854 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() عاموس النبى ![]() عاموس كلمه عبريه معناها ثقل أو حامل الثقل , وقد جاء فى التقليد اليهودى ان عاموس كان ثقيل اللسان . وقد نشأ عاموس فى تقوع بارص يهوذا , على بعد 12 ميلا جنوب أورشليم كراع للغنم وجانى جميز ولم يكن هو أو والده من مدرسه الانبياء . وبرغم انه لم يكن من الانبياء لكنه انطلق الى بيت ايل حيث الهيكل الرئيسى لمملكه اسرائيل وتنبأ بخرابها مما أثار أمصيا الكاهن هناك فكتب عنه تقرير ليربعام الثانى كخائن مطالبا اياه بترك المدينه . وقد عاش عاموس فى أيام عزيا ملك يهوذا ويربعام الثانى ملك اسرائيل وسجل نبوته باسلوب شعرى عذب وبسيط , مشحون بالتمثيلات والصور المأخوزة عن القرى والبريه التى عاش بقربها .ولكنه ظهر حوالى عام 760 قبل الميلاد , عاصره هوشع فى أواخر أيامه كما عاصر بدء خدمة أشعياء وفى أيامه تنبأ يونان النبى .وفى أيام عاموس كانت مماكتا يهوذا واسرائيل مستقرتين فمن جهه كان عزيا ملك يهوذا رجلا ناجحا وقويا واشتهر يربعام الثانى ملك يهوذا حفيد القائد العظيم ياهو الذى قتل ايزابل الملكه الشريرة بالقوة والصلابه ,بجانب هذا كانت سوريا قد انشغلت بحرب مع أشور ,فأنهكت قوتها مما جعل اسرائيل يستر كثير من اراضيه التى اغتصبها ارام منه ,وكانت أشور فى هذا الحين تحمل اتجاها مسالما مع مصر فلم تقم مع مصر بغارات ضدها مخترقه اسرائيل لتنهب وتقتل وتشرد أثناء العبور . هذا الاستقرار السياسى تبعه اذدهار التجاره الخارجيه فى المملكتين ,فظهرت طبقه تتجر غنيه جدا تمارس حياة الطرف والظلم . وطبقه الفلاحين المعدمه , التى عاش فى وسطها عاموس ليرى بعينيه غنيا ينام على سرير من عاج بينما يباع اخوه الفقير بزوج نعال وكذلك فان كثرة الاموال فى أيدى الاغنياء يجعلهم ينظرون الى العبادة كنوع من التقدمات الماديه , وكأن الله يمكن شراؤه بالاموال , الامر الذى أفقد الطقس الخاص بالتقدمات والذبائح روحيته ومفاهيمه . ونجاحهم السياسى هذا جعل اليهود متعصبين وكأن الله اله خاص بهم وليس للجميع يحابيهم حتى فسدوا . فجاء النبى عاموس يوضح لهذا الشعب مفاسدة واخلاقه السيئه وينصحهم بان يعملوا أعمالا تليق بالتوبه , قبل حلول يوم الانتقام الالهى . وقد تنبأ عاموس عن الام الرب يسوع وعن ظلام الشمس فى يوم الامه , وما سيصيب بنى اسرائيل بعد ذلك من الحزن والالم , ويحرمون معونه الرب , ويجوعون ويعطشون من عدم التعليم والمعرفه , ويتفرقون فى بلاد كثيره بين الشعوب , وقد تم كل هذا , وقيل ان هذا النبى مات قتيلا بسبب شدته فى تبكيت الخطاة , وفاضت روحه فى مثل هذا اليوم الى الاله الذى أحبه . بركه القديس عاموس النبى تكون مع جميعنا امين |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 32855 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() عاموس
![]() كان قد أُرسل رجل من يهوذا إلى بيت إيل إلى مملكة إسرائيل ليوبخ يربعام الأول ملك إسرائيل على تقديمه الذبائح للأوثان. وأُرسل رجل آخر من ذلك السبط عينه يتنبأ في بيت إيل مدة حكم يربعام الثاني أخذ من وراء الغنم وهو عاموس. وكثيراً ما دعا الله أفراداً من الناس من أشغالهم اليومية، وكلفهم بخدماته المقدسة. في مرتفعات يهوذا، على مسافة اثني عشر ميلاً جنوبي أورشليم، في بلدة يقال لها تقوع كان عاموس يرعى قطعان الغنم. وفي أثناء ذلك أعده الله للرسالة، وعلمه رأساً ما يحتاج إلى معرفته لأداء هذه المأمورية. فكان أسلوب تعبيره مزداناً ببساطة أهل البادية. فطن إلى قدرة الله وحكمته من المناظر الطبيعية: النجوم والليل، الليل والنهار، الرياح والعواصف. فكان من هذا القبيل شبيهاً بداود النبي كما كان شبيهاً به في رعاية الغنم. لا شك أنه – شأن كل راعً أمين – كان قد تدرب على حماية الأغنام من سطو الوحوش. ولا يبعد أن تكون مقالته في هذا المعنى "كما ينـزع الراعي من فم الأسد كُراعَين أو قطعة أذن الخ." وتكون واقعة حال له اختبر فيها كيف يكون الدفاع عن الغنم من هجمات الأشبال. ألفَ فخ الصياد الذي ينصب للطير وأفعى البرية إلى غير ذلك مما استعار منه مواعظه. وكان عاموس فضلاً عن رعاية الغنم جانياً للجميز وهو ثمر شبيه بالتين ولكنه أقل منه زكاوة، لا يأكله إلا الفقراء. يُجرَح ثمره على شجره ليبلغ حه في الإستواء والنمو. واقتبس عاموس كثيراً من أمثاله وتشابيهه من الأودية والسهول التي رآها في حداثة سنه أو فطن لها وهو كبير، لتوقد إحساساته، فاستعار أقواله من البلوط والأرز والكرم والتين والزيتون والبساتين والحارث والزارع والحاصد والعجلة التي يحمل عليها الحزم. الزلزلة: افتتح عاموس نبوته بما افتتح به يوئيل "الرب يزمجر من صهيون ويعطي صوته من أورشليم". وقال في العدد السابق ما مضمونه أنه تنبأ "قبل الزلزلة بسنتين". وقال يوئيل "قدامه ترتعد الأرض وترجف السماء". وعليه فقد أشار كلاهما إلى تلك الزلزلة التي يظهر أنها كانت عظيمة جداً. فزكريا يتكلم عنها وقد مضى عليها ثلثماية عام كحادثة معلومة لم تعفِّ أثرها حادثة السبي (زك 14: 5). قال بعض المؤلفين المسيحيين عن عاموس أنه تنبأ عن مصيبة ستحل بالبلاد، ووصفها وصفاً دقيقاً يصدق على مصيبة الزلزلة التي حدثت بعد ذلك بسنتين من الزمن. على أنه حين وصف المصيبة لم يعلم بأنها ستكون زلزلة قال (في 8: 8 و 9: 5) "ترتعد الأرض وينوح كل ساكن فيها وتطمو كلها كنهر وتفيض ونتضب كنيل مصر" وهذا الوصف للمتأمل ينطبق على الزلازل العظيمة. ثم إن كانت هذه الزلزلة التي انتشر خبرها في بلاد فلسطين أوحي بها إلى عاموس حرفياً في أقواله المكررة جملة مراراً في الإصحاح الأول والثاني "أرسل ناراً فتأكل قصورها" يلزم أن تكون قد امتدت من صور إلى غزة على ساحل البحر الأبيض المتوسط ومن دمشق إلى ربة نبي عمون شرقي الأردن. وقيل إن كل حوض نهر الأردن بركاني أي يوجد تحته قوات إن شاء الله سخرها لتنفيذ مقاصده. هذا وغني عن البيان أن النار دائماً ترافق الزلازل الهائلة. وإن قرأنا سفر عاموس باعتبار الزلزلة نجده أنبأ بحوادث مختلفة منها اضطرام النيران. وذكرت مراراً من أول السفر إلى آخره "يدعو مياه البحر ويصبها على وجه الأرض" (5: 8) "ويضرب البيت الكبير ردماً والبيت الصغير شقوقاً" "وترتعد الأرض" (8: 8) "ويمس الأرض فتذوب" (9: 5) "إضرب تاج العمود حتى ترتجف الأعتاب وكسرها على رؤوس جميعهم" (9: 1). ولنلاحظ أن لهذه النبوات التي عددناها إتماماً عدا الزلزلة ألا وهو هجوم الجيوس الآشورية على البلاد اليهودية وأسر الشعب (5: 27 و 6: 14). وعدا هذا وذاك تتم النبوات المذكورة على وجه أجلي وأصرح في "يوم الرب" "استعد للقاء إلهك يا إسرائل" (4: 12). القضاء على الأمم: يستهل عاوس النبي رسالته معلناً حلول دينونة الله على ست من الأمم المجاورة: دمشق (سوريا) وغزة (فلسطين) وصور (فينيقيا) وأدوم وعمون وموآب. فلما فرغ من إنذار هذه الأمم تمهدت له الأسباب إلى إنذار بني أمته فبدأ بإنذار يهوذا (2: 4) ثم إسرائيل (2: 6) ثم الأمة كلها (3: 1 و 2). وقد يكون البعض ارتابوا في صحة رسالته. من أجل ذلك نجده يسألهم سبعة أسئلة إنكارية ليظهر لهم إن سر الرب لعبيده الأنبياء ولهذا لا يجد مناصاً من تبليغ رسالته إليهم (3: 3 – 8). شهّر عاموس وشنع بخطايا إسرائيل أكثر من يهوذا. وخص بالذكر من خطاياهم حياة البذخ والغفلة مع مضايقة المساكين والسلب والكذب والغدر والرياء. وتأسف الرب عليهم لأنهم لا يقابلون قصاصاته بالإقلاع عن معاصيهم "وأنا أيضاً أعطيتكم نظافة الأسنان في جيمع مدنكم وعوز الخبز في جميع أماكنكم فلم ترجعوا إلي يقول الرب". وكرر هذا الاحتجاج مراراً، وختمه بدعوة جديدة إلى التوبة "اطلبوني فتحيوا". خمس رؤى: تتضمن الإصحاحات الثلاثة الأخيرة خمس رؤى كشف الله بها لعاموس عن قضائه ودينونته. الأولى الجراد، الثانية النار. أما هاتان الضربتان فرفعهما الله عن الشعب بوساطة عاموس. والثالثة الريح وهذه الأخيرة لم يرفعها الله عنه لأنه قال: "لا أعود أصفح له بعد" فهاجت هذه الضربة غضب امصيا الكاهن على عاموس فوشى به عند الملك "قد فتن عليك عاموس في وسط بيت إسرائيل لا تقدر الأرض أن تطيق كل أقواله". وأثار عليه الشعب وفي الوقت نفسه نصح له أن يهرب إلى أرض يهوذا ويتنبأ هناك ويكف عن التنبؤ في عاصمة الملك. أما عاموس فلم يخش بأسه وأراه بصريح العبارة كيف أخذه الله من وراء قطعان الغنم وقلده النبوة حيث يقول "لست أنا نبياً ولا أنا ابن نبي بل راع وجاني جميز فأخذني الرب من وراء الضان وقال لي اذهب تنبأ لشعبي إسرائيل". ثم نطق عليه بالقضاء الذي يصيبه هو نفسه، ثم ذكر بقية الرؤى غير مكترث بتهديد أمصيا ولا الملك. والرؤيا الرابعة سلة القطاف التي هي السلة الأخيرة "قد أتت النهاية على شعبي إسرائيل". ورأى النبي أن خطية الأمة نضجت وآن أوان القصاص. وفي الرؤيا الخامسة رأى الربَّ نفسه قائماً على المذبح. وختم الرائي سفره بذلك الوعد المجيد ألا وهو رجوع الشعب المختار وإقامة مظلة داود الساقطة وتحصين شقوقها أي مجيء المسيح وملكه عليهم. واقتبس هذا الوعد في سفر الأعمال (15: 15 – 17) ذكره يعقوب الرسول وطبقه على جميع المؤمنين من الأمم لأن مقاصده الصالحة إلى الأمم واليهود جميعاً وفي الوقت نفسه يقيم خيمة داود الساقطة. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 32856 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الصديق عاموس النبي
![]() هو أحد الأثنى عشر نبيا الصغار ، تنبأ في زمان عزيا ملك يهوذا ويربعام بن يوآش ملك إسرائيل وقد أرسله الله إلى بني إسرائيل لينبههم وينصحهم ليعملوا أعمالا تليق بالتوبة قبل حلول يوم الانتقام كما تنبأ عن آلام الرب وعن ظلام الشمس في ذلك اليوم وما أصاب بني إسرائيل بعد ذلك من الألم والحزن وكيف تنعكس أعيادهم إلى حزن وفرحهم إلى بكاء ويحرمون معونة الرب ويجوعون ويعطشون من عدم التعليم والمعرفة ويتفرقون في بلاد بين الشعوب وقد تم هذا كله وقيل أن هذا النبي مات قتيلا بسبب شدته في تبكيت الخطاة . وقد سبق مجيء السيد المسيح بما يقرب من الثمانمائة سنة . صلاته تكون معنا . آمين |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 32857 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() يارب أشكرك لأجل صوتك الذي ترسله من خلال كلمتك ، امنحني القوة لأقبل باتضاع التوبيخ وأرجع إليك ، ساعدني ألا أقبل أو استخدم أنصاف الحقائق لتشويه الآخرين ، وأتمسك بالخدمة والرسالة التي أعطيتها لي مهما كانت المساومات والمعوقات في اسم المسيح آمين. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 32858 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() أعلن الحق عاموس 7 : 10 - 8 : 3 ![]() سيهلك نسل الملك ظ،ظ* فَأَرْسَلَ أَمَصْيَا كَاهِنُ بَيْتِ إِيلَ إِلَى يَرُبْعَامَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ قَائِلاً: «قَدْ فَتَنَ عَلَيْكَ عَامُوسُ فِي وَسَطِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ. لاَ تَقْدِرُ الأَرْضُ أَنْ تُطِيقَ كُلَّ أَقْوَالِهِ. ظ،ظ، لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ عَامُوسُ: يَمُوتُ يَرُبْعَامُ بِالسَّيْفِ، وَيُسْبَى إِسْرَائِيلُ عَنْ أَرْضِهِ». ظ،ظ¢ فَقَالَ أَمَصْيَا لِعَامُوسَ: «أَيُّهَا الرَّائِي، اذْهَبِ اهْرُبْ إِلَى أَرْضِ يَهُوذَا وَكُلْ هُنَاكَ خُبْزًا وَهُنَاكَ تَنَبَّأْ. ظ،ظ£ وَأَمَّا بَيْتُ إِيلَ فَلاَ تَعُدْ تَتَنَبَّأُ فِيهَا بَعْدُ، لأَنَّهَا مَقْدِسُ الْمَلِكِ وَبَيْتُ الْمُلْكِ». ظ،ظ¤ فَأَجَابَ عَامُوسُ وَقَالَ لأَمَصْيَا: «لَسْتُ أَنَا نَبِيًّا وَلاَ أَنَا ابْنُ نَبِيٍّ، بَلْ أَنَا رَاعٍ وَجَانِي جُمَّيْزٍ. ظ،ظ¥ فَأَخَذَنِي الرَّبُّ مِنْ وَرَاءِ الضَّأْنِ وَقَالَ لِي الرَّبُّ: اذْهَبْ تَنَبَّأْ لِشَعْبِي إِسْرَائِيلَ. ظ،ظ¦ «فَالآنَ اسْمَعْ قَوْلَ الرَّبِّ: أَنْتَ تَقُولُ: لاَ تَتَنَبَّأْ عَلَى إِسْرَائِيلَ وَلاَ تَتَكَلَّمْ عَلَى بَيْتِ إِسْحَاقَ. ظ،ظ§ لِذلِكَ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: امْرَأَتُكَ تَزْنِي فِي الْمَدِينَةِ، وَبَنُوكَ وَبَنَاتُكَ يَسْقُطُونَ بِالسَّيْفِ، وَأَرْضُكَ تُقْسَمُ بِالْحَبْلِ، وَأَنْتَ تَمُوتُ فِي أَرْضٍ نَجِسَةٍ، وَإِسْرَائِيلُ يُسْبَى سَبْيًا عَنْ أَرْضِهِ». سينتهي الشعب ظ، هكَذَا أَرَانِي السَّيِّدُ الرَّبُّ وَإِذَا سَلَّةٌ لِلْقِطَافِ. ظ¢ فَقَالَ: «مَاذَا أَنْتَ رَاءٍ يَا عَامُوسُ؟» فَقُلْتُ: «سَلَّةً لِلْقِطَافِ». فَقَالَ لِي الرَّبُّ: «قَدْ أَتَتِ النِّهَايَةُ عَلَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ. لاَ أَعُودُ أَصْفَحُ لَهُ بَعْدُ. ظ£ فَتَصِيرُ أَغَانِي الْقَصْرِ وَلاَوِلَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، الْجُثَثُ كَثِيرَةٌ يَطْرَحُونَهَا فِي كُلِّ مَوْضِعٍ بِالسُّكُوتِ». سيهلك نسل الملك ( 7 : 10 – 17 ) وصلت نبوات عاموس لأمصيا رئيس كهنة المملكة الذي يكهن في بيت إيل مركز عبادة إسرائيل (المملكة الشمالية). فوشى أمصيا هذا بعاموس عند الملك، ويظهر أنه كان مقربًا عند الملك. وبدلًا من أن يقدموا توبة بعد أن سمعوا هذه الإنذارات، حنقوا على النبي، فهكذا كل شرير لا يطيق أن يستمع لأي إنذار أو توبيخ. وأمصيا هذا حوَّل "الحق سمًا" واعتبر إنذارات النبي خيانة وثورة ضد الملك وإثارة للشعب ضده. وهذا ليس عجيبًا فقلب رئيس الكهنة ليس متجهًا لله بل للمجد العالمي، لأنهم لو سمعوا كلام النبي لكان عليهم أن يمتنعوا عن عباداتهم كلها ويغلقوا هياكلهم ويهدموا عجولهم، وأن الأغنياء عليهم أن يردوا ما سلبوه من الفقراء المساكين. ويبدو أن الملك لم يهتم بعاموس بل احتقره فقرر أمصيا أن يطرده هو. فهو ظنه مثله أتي ليتنبأ ليأكل خبزًا، أي النبوة له مجرد عمل وظيفي يتعيش منه. والحق أن أمصيا كانت له هذه الصفة وهو خاف من التوبة لئلا تنقص أرباحه .وكان كلام أمصيا فيه كثيرًا من الدهاء ليقنع عاموس بترك إسرائيل، فبيت إيل مركز ملك مستقر وهي لا تقبلك، وأنت متضايق هنا من خطايانا، فاذهب ليهوذا حيث تجد كل التقدير والأمان. ولكن عاموس الخادم الحقيقي لا يبحث عن مكان آمن يأكل فيه خبزًا بل عن المكان الذي أرسله له الله. سينتهي الشعب ( 8 : 1 – 3 ) السبب الرئيسي الذي يجعل الخطاة يؤجلون توبتهم من يوم إلى يوم أنهم يظنون أن الله يؤجل قصاصه. ولذلك فهنا يشبه الله إسرائيل بسلة للقطاف أي سلة مملوءة بفاكهة الصيف يتهيأ من حولها لالتهامها. فهم مهيأون فورًا للهلاك، فقد أتت النهاية وكلمة النهاية قريبة من كلمه القطاف أو فاكهة الصيف. فالخطاة إن لم يضعوا نهاية للخطية وضع الله نهاية لهم.و أغاني القصر هي أغاني أفراحهم أو أغاني هياكل أوثانهم. والموت يسود أي الجثث كثيرة يطرحونها بسكوت وهم خائفين من أن العدو يسمع صوت ولولتهم فينقلهم هم أيضا. فالله أعطاهم فرصًا كثيرة بطول أناة وهم استهانوا بها فأتي الهلاك عليهم. تطبيق تعامل مع التوبيخ بتواضع وتوبة ولا تتعامل معه بكبرياء ،واقبل التوبيخ وصحح مسارك . لا تسمح للشيطان أن يحجب عنك أنصاف الحقائق ،أو يستخدمك في ذلك لتشوه آخرين في خدمة الله . لا تقبل المساومة على الحق ، وتمسك بخدمتك و رسالتك حتى النهاية . صلاة يارب أشكرك لأجل صوتك الذي ترسله من خلال كلمتك ، امنحني القوة لأقبل باتضاع التوبيخ وأرجع إليك ، ساعدني ألا أقبل أو استخدم أنصاف الحقائق لتشويه الآخرين ، وأتمسك بالخدمة والرسالة التي أعطيتها لي مهما كانت المساومات والمعوقات في اسم المسيح آمين. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 32859 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() القديس الرسول تيموثاوس
![]() تيموثاوس، الاسم، يوناني معناه "عابد الله" أو من يكرم الله". من أب وثني وأم يهودية تدعى أفنيكي (أعمال1:16:2 تيمو5:1) وله جدّة اسمها لوئيس. كان لأمه وجدّته، بشهادة الرسول بولس، إيمان عديم الرياء أخذه تيموثاوس عنهما (2 تيمو5:1). عرف الكتب المقدّسة منذ الطفولية (2تيمو15:3) لكنّه لم ينضمّ إلى أمّة اليهود بدليل إنه لم يختتن (أعمال1:16-3) إلا بإيعاز من الرسول بولس لضرورات بشارية. أغلب الظّن أن تيموثاوس كان من لسترة. أغلب الظنّ أيضاً أن أمّه وجدّته قبلتا الإيمان بالرب يسوع إثر قدوم الرسول بولس إلى دربة ولسترة خلال رحلته التبشيرية الأولى. متى انجذب تيموثاوس نفسه إلى الإيمان بالمسيح؟ لا نعلم تماماً. ولكن ثمّة ما يشير إلى أنه تتبّع الرسول بولس وتأثّر بتعليمه وآلامه، ربما في أنطاكية وربما في إيقونية ولسترة لأن الرسول المصطفى قال في رسالته الثانية له: "أما أنت فقد تبعت تعليمي وقصدي وإيماني وأناتي ومحبّتي وصبري واضطهاداتي وآلامي مثل ما أصابني في أنطا كية وإيقونية ولسترة، أيّة اضطهادات احتملت" (2تيمو10:3-11). أنّى يكن الأمر فإن بولس، لما أتى إلى دربة ولسترة، سمع من الإخوة في لسترة وإيقونية شهادة حسنة عن تيموثاوس. فلما كان بحاجة إلى رفيق معاون له في أسفاره وكرازته فقد أخذ تيموثاوس معه. تيموثاوس، إذأ، كان قد اقتبل الإيمان وكان ناشطاً في كنيسة المسيح قبل ذلك. ولعل الرسول بولس هو الذي عمّده. هو كان في كل حال أحد أو من وضع يده عليه بعدما استبانت موهبة الله فيه وسبق عليه بعض النبوءات (1تيمو18:1-19، 12:4-16). جال تيموثارس مع الرسول المصطفى في فيرجيا وغلاطية وتسالونيكية وبيرية وأثينا وسواها وتبعه إلى قيصرية فلسطين وإلى رومية. وكان له موفداً شخصياً إلى أماكن عدّة كتسالونيكي وكورنثوس وفيليبي وأفسس. كان لتيموثاوس في كل هذه الجولات دور فاعل. لأهل كورنثوس قال عنه بولس إنه يعمل عمل الرب كما هو أيضاً (1كور16:10-11) ولأهل تسالونيكي قال إنه العامل معنا في إنجيل المسيح. كذلك كان لتيموثاوس دور تثبيت الكرازة (1تسا2:3-3) والتذكير بطرق الرسول بولس في المسيح (1كور17:4). في كل شيء أبدى تيموثاوس أمانة للرسول المصطفى لا غش فيها. لذا قال عنه الرسول إنه الأمين في الرب ويعلّم كما يعلّم هو نفسه في كل مكان وفي كل كنيسة (1كور17:4). ولم يكن للإناء المصطفى من يتّكل عليه بالكامل غير تيموثاوس. في بعض الحالات اعتبره كنسخة عنه، فقد قال لأهل فيليبي إنه ليس له أحد آخر نظير نفسه يهتم بأحوالهم بإخلاص (فيليبي2:19-22). إذن كانت علاقة بولس بتيموثاوس دافئة مميّزة. كولد مع أبيه خدم معه لأجل الإنجيل (فيليبي أيضاً). من هنا طريقة مخاطبته الخاصة له. أسماه "تيموثاوس الأخ" (2 كور1:1) و"إنسان الله" (1تيمو11:6) ودعاه "ابني (2تيمو1:2) و"ابني الحبيب" (1كور17:4) و"الابن الصريح في الإيمان" (1تيمو2:1). وخاطبه بكثير من العطف والحنان والمحبة. في رسالته الثانية إليه قال له: "أذكرك بلا انقطاع في طلباتي ليلاً ونهاراً مشتاقاً أن أراك ذاكراً دموعك لكي امتلئ فرحاً" (3:1-4). وعندما كان بولس في المعتقل في رومية وتخلى عنه الكثيرون، إلى تيموثاوس اتّجه ذهنه ليكون بقربه. "بادر أن تجيء إليّ سريعاً... الجميع تركوني... لوقا وحده معي...". وقد حرص بولس على تزويد تلميذه بكل ما رآه محتاجاً إليه من الوصايا والنصائح والدعم. تيموثاوس كان شاباً معرَّضاً لكل أنواع الشهوات والنزوات والنزاقة الشبابية. لذا حثّه على الهرب من الشهوات الشبابية والمباحثات الغبيّة لأنها تولّد الخصومات (2تيمو22:2-23) ودعاه إلى الصحو في كل شيء (2تيمو4:5) وإلى الإعراض عن الكلام الباطل الدنس (1تيمو20:6) وإلى التعامل مع الشيوخ كآباء والأحداث كإخوة والعجائز كأمّهات والحدثات كأخوات بكل طهارة (1تيمو1:5-2)، وإلى اجتناب حبّ المال الذي هو أصل الشرور وطعن للنفس بأوجاع كثيرة (1تيمو10:6-11). كما دعاه، بعامة، لأن يكون قدوة للمؤمنين في الكلام والتصرّف والمحبّة والروح والإيمان والطهارة وإلى الانكباب على القراءة والوعظ وملاحظة نفسه والتعليم (12:4-16). وحثّ المؤمنين على احتضانه وإكرامه والتعاون معه (1كور10:16-11). هذا ويبدو إن صحة تيموثاوس كانت، أقلّه في وقت من الأوقات، رقيقة ولعله كان متشدِّداً في إمساكه. قال له الرسول المصطفى: "لا تكن في ما بعد شرّاب ماء بل استعمل خمراً قليلاً من أجل معدتك وأسقامك الكثيرة" (1تيمو23:5). ثم يبدو إن تيموثاوس كان إنساناً حييّاً وكان عرضة، لحداثته، أن يستخفّ الآخرون به. لهذا السبب نبّهه: "لا يستهن أحد بحداثتك" (1تيمو12:4) ودعاه لأن يوبّخ وينتهر ويعظ المخالفين (2تيمو2:4). "الذين يخطئون وبّخهم أمام الجميع لكي يكون عند الباقين خوف"(1تيمو5:20)، على أن يكون هذا بلا غرضيات ومن دون محاباة (21). والظاهر من كلام الرسول بولس إن تلميذه تعرّض للسجن ثم أُطلق سراحه. هذا حدث في إيطاليا. وثمّة إشارة إلى ذلك في الرسالة إلى العبرانيين التي كُتبت على يد تيموثاوس (انظر عبرانيين23:13). أما الرسالتان اللتان وجّههما رسول الأمم إلى تيموثاوس فكانت أولاهما في حدود السنة 64. يومها كان قد تمّ إطلاق سراحه من سجنه الأوّل في رومية بعدما اشتكى عليه أهل أمّته كما هو مبيّن في سفر أعمال الرسل (الإصحاح 21 وما يتبعه). أما الرسالة الثانية، فكانت بعد القبض على الرسول المصطفى للمرة الثانية، نحو السنة 67، إثر حرق نيرون لرومية. في الأولى عالج بعض الصعوبات التي تعرّض لها التلميذ وبسط لصفات معلّمي الكنيسة وخدّام الإنجيل وواجباتهم. أما في الثانية فشدّد تلميذه وحضّه على الثبات في البشارة والتمسّك بالأمانة عارفاً ممن تسلّمها (14:3)، والاشتراك في المشقات كجندي صالح ليسوع المسيح (2تيمو1:2-3). ويشير رسول الأمم إلى قيوده وإلى ارتداد العديدين عنه بسبب ذلك (15:1)، ويعلن عن قرب حضور وقت انحلاله. "أنا الآن أسكب سكيباً ووقت انحلالي قد حضر. جاهدت الجهاد الحسن أكملت السعي حفظت الإيمان. أخيراً وُضع لي إكليل البرّ الذي يهبه لي في ذلك اليوم الربّ الديّان العادل" (6:4-8). ثم يطلب منه أن يوافيه سريعاً قبل الشتاء (16:4-21). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 32860 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ألقاب شخصيات من الكتاب المقدس
![]() + ابن الضحك = اسحق ( تك12:18). + ابن الماء = موسى ( خر11:2). + ابن الهلاك = يهوذا ( يو12:17). + ابن الوعظ = برنابا ( اع36:4). + ابن حلفا “ارامى” ( مت3:10) – ابن كلوبا “يونانى” (يو25:19) – الصغير – احد ال12( مت3:10) – كاتب الرساله ( يع1:1) – ابن خالة المسيح ( مت55:13) = يعقوب الرسول. + ابو الاسباط = يعقوب اسرائيل ( تك1:49). + الابن الحبيب ( 2تى2:1) – الابن الصريح فى الايمان (1تى2:1) = تيموثاوس. + الابن الصريح = تيطس ( تى4:1). + الاحمر = عيسو ( تك 25:25). + الاشقر = داود (1صم 42:17). + الحكيم = سليمان (1مل9:2). + الدباغ = سمعان ( اع 43:9). + الرجل الناجح = يوسف ( تك2:39). + الرجل المتوح العينين = بلعام (عد3:24). + المسكين = لعازر ( لو 20:16). + النبى الاقرع = اليشع ( 2مل33:2). + النبى الانجيلى = اشعيا. + النبى الباكى = ارميا( ار1:9). + النبى البانى = نحميا ( نح22:2). + النبى الجانى الجميز = عاموس (عا 14:7). + النبى الحليم (عد3:12) – الخادم الامين فى كل بيت الله ( عب5:3) = موسى. + النبى الرائى = دانيال ( دا19:2). + النبى المتألّم = ايوب ( اى1). + النبى المستشار = ناثان (1اى17: 1- 15). + النبى المنذور – ماسح الملوك = صموئيل (1 صم 11). + النبى المطارد (1صم21:9) – سراج (2صم17:21) – مرنم اسرائيل الحلو(2صم1:23) = داود. + النبى النارى = ايليا (2مل11:2). + النبى الهارب = يونان ( يون3:1). + ايليا الثانى ( مت14:11) – اعظم مواليد النساء ( مت11:11) – السابق الصابغ ( يو15:1) – السراج المنير( يو35:5) – الكاهن ابن الكاهن ( لو5:1) = يوحنا المعمدان + حبيب الرب = لعازر (يو35:11). + خادم سر التجسد الالهى = يوسف النجار( مت20:1). + خليل الله = ابراهيم ( يع23:2). + رئيس الشمامسه ( اع5:6) – اول الشهداء ( اع60:7) = استفانوس. + رئيس جند الرب = الملاك ميخائيل ( يش14:5). + رسول الامم (غل8:2) – رسول الايمان = بولس. + رسول الختان (غل8:2) – رسول الرجاء (1بط1: 3 ,13 ,21 ,3: 15)= بطرس. + رسول المحبه = يوحنا. + صاحب الاحلام = يوسف الصدّيق (تك5:37). + معلم الناموس = غمالائيل (اع 34:5). + مكدّر اسرائيل = عاخان بن كرمى (2اى7:2). + ملك البر = ملك صادق ( عب 2:7). + نبى التوبه = يوئيل(يؤ11:1). + نبى الرجاء = زكريا ( زك12:9). + نبى العهدين = يوحنا المعمدان ( لو76:2). |
||||