منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26 - 01 - 2021, 03:41 PM   رقم المشاركة : ( 32781 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,580

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

عاموس والعبادة الكاذبة



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



كانت العبادة الكاذبة فى إسرائيل أس الداء وأساس البلاء ، وقد وقف منها عاموس موقف التنديد والهجوم الصارخ ، وكان من المستحيل عليه أن يهدأ أو يسكن ، والعبادة الوثنية الشريرة تتفشى فى كل البلاد ، ففى كل إسرائيل من دان إلى بئر سبع أقيمت المرتفعات المحلية والأنصاب لتمجيد البعل والعجل الذهبى ، ويرجح أن بئر سبع والجلجال كانتا المكانين الرئيسيين لعبادة البعل ، بينما كانت السامرة وبيت إيل مخصصتين للعجل الذهبى ، ومما يدعو إلى الأسف والحزن والغرابة معاً ، أن الإسرائيليين أرادوا أن يخلطوا بين النور والظلمة ، والحق والباطل ، واللّه والشيطان ، إذ كانو يحفظون الطقوس ،الفرائض ، الأعياد ، ويقدمون المحرقات والتقدمات والذبائح، ولكن على هذه المذابح الوثنية وبأسلوبها المنحرف الشرير ، وها نحن نرى عاموس يتحدث عنها فى أسلوب تهكمى لاذع فيقول : « هلم إلى بيت إيل وأذنبوا إلى الجلجال وأكثروا الذنوب وأحضروا كل صباح ذبائحكم وكل ثلاثة أيام عشوركم » " عا 4 : 4 " وقد رأى عاموس كذب العبادة من أكثر من وجه :


 
قديم 26 - 01 - 2021, 03:42 PM   رقم المشاركة : ( 32782 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,580

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

عاموس وعبادة من صنع الإنسان



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




فالعبادة التى أقامها بنو إسرائيل فى دان وبيت إيل والجلجال وبئر سبع ، عبادة من صنع الإنسان وتفكيره ، وما عجول الذهب التى صنعها يربعام بن نباط إلا وليدة فكرة سياسية ، فقد أراد أن يبتعد بالإسرائيلين بعد انقسام المملكة عن أورشليم وعبادتها السماوية ، ولذا أقام فى دان وبيت إيل عجلى الذهب ، ... وأما بعد فهو الصورة التى ابتكرها الخيال الوثنى ، لتعبر للعابدين عن الإله الذى يتخيلونه أو يتصورونه ، وهنا يتم فيهم قول الرسول . « وبينما هم يزعمون أنهم حكماء صاروا جهلاء ، وأبدلوا مجد اللّه الذى لا يفنى يشبه صورة الإنسان الذى يفنى والطيور والدواب والزحافات » ... " رو 1 : 22 و 23 " إن كل عبادة كاذبة من أصل بشرى !! ..

 
قديم 26 - 01 - 2021, 03:42 PM   رقم المشاركة : ( 32783 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,580

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

عاموس وعبادة الإغراق فى الطقوس



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



والملاحظ فى العبادة التى تحدث عنها عاموس ، أنها عبادة طقسية ، بل عبادة عمادها الأول والأخير الإغراق فى الطقوس ، فالتقدمات والمحرقات والنذور كانت هائلة ، وقد سخر النبى من العابدين وهو يقول : « وأحضروا كل صباح ذبائحكم ، وكل ثلاثة أيام عشوركم » ... والعشور سنوية ، وكل ثلاث سنوات ، ولكنهم أكثروا من تقدمتها بكيفية مذهلة عجيبة ، والواقع أن الإغراق فى الطقوس نوع من الخداع النفسى الذى يلجأ إليه الإنسان لإراحة نفسه وتهدئة ضميره فى العبادة ، ... وماذا نقول اليوم عن الطقوس التى تصاحب العبادة والأعياد والأفراح والجنائز ، الطقوس التى غدت ترتد بنا فى بعض المواطن ، إلى ما يشبه الوثنية القديمة التى ندد بها عاموس!!..

 
قديم 26 - 01 - 2021, 03:44 PM   رقم المشاركة : ( 32784 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,580

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

عاموس والعبادة التى لا خير فيها



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




هذه العبادة لا خير فيها على الإطلاق سواء للأمة أو للأفراد ، ولعل الدليل على هذا هو المصير المفزع الذى سينتهى إليه الجميع ، وما سيصيب أماكن العبادة التى ستدمر تدميراً ، فالجلجال ستسبى سبياً ، وبيت إيل تصير عدماً ، وسيقتحم الرب بيت يوسف كنار تحرق ولا يكون من يطفئها من بيت إيل ، .. " انظر عا 5 : 5 و 6 " ولو أن العبادة كان فيها أدنى خير لغيرت حياة المتعبدين ، الذين ظلوا على ما هم فيه من شرور ، بل أمعنوا فى آثامهم وضلالهم حتى قال لهم النبى : « يا أيها الذين يحولون الحق إفسنتينا ويلقون البر إلى الأرض » !! .. " عا 5 : 7 " .
 
قديم 26 - 01 - 2021, 03:44 PM   رقم المشاركة : ( 32785 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,580

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

عاموس والعبادة الصادقة




لم يكتف عاموس بالتنديد بالعبادة الكاذبة ، بل وجه الأنظار إلى العبادة الصادقة ، وكشف عن إتجاهها ومضمونها !! .. وهى :



عاموس والعبادة التى تطلب اللّه



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




«اطلبوا " الرب " فتحيوا » "عا 5 : 4 و 6 " ولم يكن هذا الإله مجهولا أو محدوداً أو ضعيفاً أو مصنوعاً وفق الخيال البشرى ، بل هو الإله المتعالى السامى المقتدر « الذى صنع الثريا والجبار ويحول ظل الموت صبحاً ويظلم النهار كالليل الذى يدعو مياه البحر ويصيبها على وجه الأرض يهوه اسمه » " عا 5 : 8 " هو الإله الذى: « السموات تحدث بمجــــده والفلك يخبر بعمـــل يديـــه » " مز 19 : 1 " الذى يستطيع أن يجعل القوى ضعيفاً ، والضعيف قوياً يخرج النور من الظلمة ، ويرسل الظلمة إلى النور ، إله الطبيعة والإنسان ، العارف بكل الأمور ، والقادر على كل شئ..!!

هذا الإله العظيم يقترب إلى الناس ، ويقول : « اطلبونى فتحيوا » . ولعله من اللازم أن نشير دائماً ، إلى أن العبادة ، وإن بدت لأول وهلة طلب الإنسان للّه ، إلا أنها فى الحقيقة هى طلب اللّه للإنسان ، والدليل على ذلك مستمد من القول الإلهى : « اطلبوا الرب » ... وهو قول يجاهد فيه اللّه وراء الإنسان ، ويتجه إلى إرجاعه إلى الوضع الصحيح ، فإذا نظرنا إلى العبادة بهذا المعنى ، أضحى اللّه أسمى هدف يتجه إليه الإنسان ، فهو يتجه إلى الحياة نفسها ، فهنلك علاقة دائمة بين وجه اللّه والحياة ، وبين الشركة مع السيد ، وأفضل ما يمكن أن نصل إليه على الأرض ، ... إذ أن اللّه - فى الواقع - هو الحياة نفسها ، ومن ثم كان الرسول بولس دقيقاً أبلغ الدقة وهو يقول : « لأن لى الحياة هى المسيح » " فى 1 : 21 ".. وكان أوغسطينوس على حق وهو يقول: « قد خلقتنا لنفسك وقلوبنا لن تجد الراحة إلا عندك » ..



عاموس والعبادة التى تطلب البر



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


إن العبادة فى إتجاهها إلى اللّه ، لابد تتجه حتما إلى حياة البر والحق والقداسة ، وهنا يقول عاموس : « أطلبوا الخير لا الشر لكى تحيوا فعلى هذا يكون الرب إله الجنود معكم كما قلتم . ابغضوا الشر وأحبوا الخير وثبتوا الحق فى الباب لعل الرب إله الجنود يتراءف على بقية يوسف » .. " عا 5 : 14 و 15 " « وليجر الحق كالمياه والبر كنهر دائم » " عا 5 : 24 " لقد ضاق اللّه بالطقوس والفرائض : « بغضت كرهت أعيادكم ولست ألتذ بأعتكافاتكم . إنى إذا قدمتم لى محرقاتكم وتقدماتكم لا أرتضى وذبائح السلامة من مسمناتكم لا ألتفت إليها . أبعد عنى ضجة أغانيك ونغمة ربابك لا أسمع » " عا 5 : 21 - 23 " هل نعلم أن اللّه يهتم بحياة الحق والخير والبر والأستقامة ، وأن هذا أجمل وأفضل وأقدس أمامه ، من الاهتمام ببناء الكنائس ، ورسومها ، وجوقات الترنيم ، وما أشبه ؟!! ..

 
قديم 26 - 01 - 2021, 03:44 PM   رقم المشاركة : ( 32786 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,580

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

عاموس والعبادة التى تطلب اللّه



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




«اطلبوا " الرب " فتحيوا » "عا 5 : 4 و 6 " ولم يكن هذا الإله مجهولا أو محدوداً أو ضعيفاً أو مصنوعاً وفق الخيال البشرى ، بل هو الإله المتعالى السامى المقتدر « الذى صنع الثريا والجبار ويحول ظل الموت صبحاً ويظلم النهار كالليل الذى يدعو مياه البحر ويصيبها على وجه الأرض يهوه اسمه » " عا 5 : 8 " هو الإله الذى: « السموات تحدث بمجــــده والفلك يخبر بعمـــل يديـــه » " مز 19 : 1 " الذى يستطيع أن يجعل القوى ضعيفاً ، والضعيف قوياً يخرج النور من الظلمة ، ويرسل الظلمة إلى النور ، إله الطبيعة والإنسان ، العارف بكل الأمور ، والقادر على كل شئ..!!

هذا الإله العظيم يقترب إلى الناس ، ويقول : « اطلبونى فتحيوا » . ولعله من اللازم أن نشير دائماً ، إلى أن العبادة ، وإن بدت لأول وهلة طلب الإنسان للّه ، إلا أنها فى الحقيقة هى طلب اللّه للإنسان ، والدليل على ذلك مستمد من القول الإلهى : « اطلبوا الرب » ... وهو قول يجاهد فيه اللّه وراء الإنسان ، ويتجه إلى إرجاعه إلى الوضع الصحيح ، فإذا نظرنا إلى العبادة بهذا المعنى ، أضحى اللّه أسمى هدف يتجه إليه الإنسان ، فهو يتجه إلى الحياة نفسها ، فهنلك علاقة دائمة بين وجه اللّه والحياة ، وبين الشركة مع السيد ، وأفضل ما يمكن أن نصل إليه على الأرض ، ... إذ أن اللّه - فى الواقع - هو الحياة نفسها ، ومن ثم كان الرسول بولس دقيقاً أبلغ الدقة وهو يقول : « لأن لى الحياة هى المسيح » " فى 1 : 21 ".. وكان أوغسطينوس على حق وهو يقول: « قد خلقتنا لنفسك وقلوبنا لن تجد الراحة إلا عندك » ..


 
قديم 26 - 01 - 2021, 03:45 PM   رقم المشاركة : ( 32787 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,580

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

عاموس والعبادة التى تطلب البر


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


إن العبادة فى إتجاهها إلى اللّه ، لابد تتجه حتما إلى حياة البر والحق والقداسة ، وهنا يقول عاموس : « أطلبوا الخير لا الشر لكى تحيوا فعلى هذا يكون الرب إله الجنود معكم كما قلتم . ابغضوا الشر وأحبوا الخير وثبتوا الحق فى الباب لعل الرب إله الجنود يتراءف على بقية يوسف » .. " عا 5 : 14 و 15 " « وليجر الحق كالمياه والبر كنهر دائم » " عا 5 : 24 " لقد ضاق اللّه بالطقوس والفرائض : « بغضت كرهت أعيادكم ولست ألتذ بأعتكافاتكم . إنى إذا قدمتم لى محرقاتكم وتقدماتكم لا أرتضى وذبائح السلامة من مسمناتكم لا ألتفت إليها . أبعد عنى ضجة أغانيك ونغمة ربابك لا أسمع » " عا 5 : 21 - 23 " هل نعلم أن اللّه يهتم بحياة الحق والخير والبر والأستقامة ، وأن هذا أجمل وأفضل وأقدس أمامه ، من الاهتمام ببناء الكنائس ، ورسومها ، وجوقات الترنيم ، وما أشبه ؟!! ..
 
قديم 26 - 01 - 2021, 03:45 PM   رقم المشاركة : ( 32788 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,580

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

عاموس والشرور الاجتماعية


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


هاجم عاموس الشرور الاجتماعية التى أبصرها فى إسرائيل ، هجوماً عنيفاً صريحاً لاذعاً ، وهذه الشرور الاجتماعية ليست قاصرة على إسرائيل القديمة ، إذ أن جرثومتها تكمن فى أعماق النفس البشرية الخاطئة ، ولذلك ما أكثر ما نراها فى قصة التاريخ فى الشرق والغرب معاً ، وما أكثر ما تراها - على وجه أدق وأخص - قبيل سقوط الدول العظيمة ، فالذين قرأوا تاريخ سقوط الدولة الرومانية القديمة ، أو الثورة الفرنسية ، أو الثورة الشيوعية يعلمون أن جميع هذه الدول سقطت بسبب نفس الشرور التى هاجمها عاموس قديماً .. والتاريخ يعيد نفسه كما يقولون ، ولذا سنرى :



عاموس والشهوات الحسية



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




إن أقسى مأساة تصاب بها أمة أو أسرة أو فرد ، هى الاستسلام للشهوات الحسية العالمية ، وقد انغمس إسرائيل فى هذه الشهوات إلى آخر مدى ، وليس أدل على ذلك من إنحراف الطبقة الأرستقراطية من النساء والرجال وراء جميع المتع واللذات ، وها عاموس فى الأصحاح الرابع من سفره يدعو النساء « بقرات باشان » إذ أبصرهن يرتعن كالبهائم دون فهم أو عقل أو إدراك ، فى رياض المتعة والشهوة والشرور ، بل كن يحرضن أزواجهن على الطاس والكأس ، وفى الأصحاح السادس يتحدث عما يصحب هذا الإغراق الحسى من آثام ودنايا ... فساسة صهيون والرؤساء فى جبل السامرة ، والنقباء فى أفضل مملكة فى الأرض ، الذين يأتى إليهم بيت إسرائيل ، يلتمسون الرأى والمعونة والإرشاد والمشورة ، هؤلاء قد استكانوا إلى الراحة والأطمئنان والكسل والجمود ، وإهمال الواجب ... ولم ينتهوا إلى هذا فحسب بل نسوا العبرة التى كان يمكن أن تأتى إليهم ممن سلكو ا ذات السبيل قبلهم من الأمم المجاورة ، وخربوا وهلكوا وضاعوا .. « أعبروا إلى كلتة وانظروا واذهبوا من هناك إلى حماة العظمة ثم انزلوا إلى جت الفلسطينيين » " عا 4 : 2 " ثم تأمل رعونتهم وحمقهم وغباوتهم إذ « يبصرون يوم البلية » بمثل ما تفعل النعامة الحمقاء المطاردة الهاربة المعيية ، عندما تدفن فى الرمال رأسها لتبعد عنها سهم الصياد وقوسه ، ... وانظر إليهم وقد أصيبوا بالبطنة ، فهم يتهالكون على الطعام : « الآكلون خرافاً من الغنم وعجولا من وسط الصيرة » " عا 4 : 4 " ومثل هؤلاء ، ليس أمتع إلى نفوسهم أو أحلى من جلسات الغناء الماجنة الخليعة : « الهاذرون مع صوت الرباب المخترعون لأنفسهم آلات الغناء كداود . الشاربون من كؤوس الخمر والذين يدهنون بأفضل الأدهان » " عا 4 : 5 و 6 " مع الجمود التعس عن الإحساس بالمسئولية وآلام الآخرين : « ولا يغتمون على انسحاق يوسف » ... وهل يفعل الإغراق فى الشهوات الحسية فى كل الأجيال والأمم والجماعات والأفراد ، غير ما فعل أيام عاموس ؟ وأليست الشراهة والدعارة ، والبلادة والاستهتار ، والإستباحة والحيوانية ، والضعة والبوهيمية ، وجمود الفكر تبلد الشعور والضمير ، هى الظواهر التى تصاحب عادة وأبداً - عابدى الجسد وأسرى البطن والشهوة واللذة ؟ !! ..



عاموس والظلم



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




وهل يمكن للشهوات أن تنمو فى تربة دون أن يتبعها الظلـــــم ؟ ، والظلــــم الرهيب الصارخ القاسى ؟؟ ! وقد صدر هذا الظلم أول ما صدر عن المرأة ، المرأة التى كان ينبغى أن تكون شعاراً للحنان والرقة والعطف ، فبقرات باشان يصفهن عاموس بالقول : « الظالمة المساكين الساحقة البائسين » " عا 4 : 1 " وأغلب الظن أن نساء إسرائيل قد ظلمن هؤلاء المساكين البائسين عن طريق أزواجهن وقد قسا الرجال بدورهم حتى كان يبلغ هذا الظلم مرتبة الإفناء : « المتهمون المساكين لكى تبيدوا بائسى الأرض » "عا 8 : 4 " وقد صاحب هذا الظلم الكثير من الآثام والدنايا والشرور ، فالرؤساء قبلوا الرشوة ، ومن ثم تفشى فى القضاء الاعوجاج ، ولم يستطع المسكين البائس أن يقف على قدميه ، فجاع وتعرى ، وبيع بثمن بخس رخيص : « الضعفاء بفضة والبائـــس بنعلين » " عا 8 : 6 " وغمر الغش الأسواق ، لنصغر الإيفة ونكبر الشاقل وتعوج موازين الغش » "عا 8 : 5 " كان ظلمهم الأكبر لنفوسهم وللحياة وللواجب ، هو طرحهم اللّه وراء الظهر ، وضياع العبادة الحية الحيقية الكريمة .



عاموس والعقاب القاسى




وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





وهذا ينتهى بنا آخر الأمر ، إلى ما أعلنه عاموس عن العقاب الإلهى ... فالإله العادل القدوس ، هيهات أن يسكت أو يتغاضى أو يرضى عن آثام الناس وشرورهم ، أو كما قال أحدهم : « قد ينجو الناس من العقاب البشرى كثيراً ، فالعدالة البشرية ، إذ هى بشرية ، بعيدة عن الكمال ، ومع ذلك فإن من لا ينجون من هذا العقاب أكثر كثيراً ممن ينجون ، وقد يتأخر العقاب ، ولكنه سيأتى فى صورة ما ، بهذه الكيفية أو بتلك ، ولنفرض أن الناس نجوا من العقاب البشرى ، فهل يمكن أن ينجوا من مواجهة الضمير؟ ، ... وإذا أمكنهم إسكات الضمير ، فهل يمكنهم أن يخلصوا أولادهم من نتائج ما ارتكبوا من خطايا وشرور ؟؟ .. كلا ، فليس هناك من نجاة .. » ... لأن من يزرع للجسد فمن الجسد يحصد فساداً ، ... وقد زرع الإسرائيليون فحصدوا ، وحصدوا حصاداً قاسياً شديداً ، فقد جاءتهم الساعة التى تحول فيها كل مجدهم وعزهم إلى الهوان والجوع ، والخوف والشقاء ، فأين أيام بقرات باشان !! ؟ . لقد أخذن بخزائم فى الأنوف، وأخذت ذريتهن بشصوص السمك ، ومن الشقوق خرجن إلى السبى والعار والتعاسة والفجاعة ، ... وهكذا أيضاً سادة صهيون ونقباء السامرة الذين ألفوا الناعمات نراهم وقد سيقوا سوق الماشية إلى السبى والعار والتشريد !! ..

جاء تغلث فلاسر ملك آشور وقضى على بيت إيل ، وجاء بعده شلمناصر وأخذ السامرة ، ... وعندما تبدأ أمة حياتها بالأصنام ، كما بدأ يربعام بعجول الذهب ، فإنها - إن آجلا أو عاجلا - ستتحطم هى وأصنامها معاً كما حدث لإسرائيل عام 722 ق. م. وليست إسرائيل وحدها بل كل أمم الأرض كما تشهد وتؤكد فصول التاريخ !! ... أو كما قال أحدهم : عندما لم يبق فى قرطاجنة سوى الغنى الفاحش ، والفقر الذريع ، سقطت قرطاجنة تحت أقدام الرومان ، وعندما نسيت روما هذا الدرس وتلاشت منها الطبقة المتوسطة سقطت عند أقدام الغزاة البرابرة الذين وفدوا إليها من الشمال !! .. هل لنا - كأفراد أو جماعات أو أمم - أن نطلب طلبة أجور ابن متقية مسا : « اثنتين سألت منك فلا تمنعهما عنى قبل أن أموت : أبعد عنى الباطل والكذب لا تعطنى فقراً ولا غنى ، أطعمنى خبز فريضتى لئلا أشبع وأكفر وأقول من هو الرب ، أو لئلا أفتقرو أسرق وأتخذ اسم إلهى باطلا » " أم 30 : 7 - 9 " .
 
قديم 26 - 01 - 2021, 03:46 PM   رقم المشاركة : ( 32789 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,580

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

عاموس والشهوات الحسية


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




إن أقسى مأساة تصاب بها أمة أو أسرة أو فرد ، هى الاستسلام للشهوات الحسية العالمية ، وقد انغمس إسرائيل فى هذه الشهوات إلى آخر مدى ، وليس أدل على ذلك من إنحراف الطبقة الأرستقراطية من النساء والرجال وراء جميع المتع واللذات ، وها عاموس فى الأصحاح الرابع من سفره يدعو النساء « بقرات باشان » إذ أبصرهن يرتعن كالبهائم دون فهم أو عقل أو إدراك ، فى رياض المتعة والشهوة والشرور ، بل كن يحرضن أزواجهن على الطاس والكأس ، وفى الأصحاح السادس يتحدث عما يصحب هذا الإغراق الحسى من آثام ودنايا ... فساسة صهيون والرؤساء فى جبل السامرة ، والنقباء فى أفضل مملكة فى الأرض ، الذين يأتى إليهم بيت إسرائيل ، يلتمسون الرأى والمعونة والإرشاد والمشورة ، هؤلاء قد استكانوا إلى الراحة والأطمئنان والكسل والجمود ، وإهمال الواجب ... ولم ينتهوا إلى هذا فحسب بل نسوا العبرة التى كان يمكن أن تأتى إليهم ممن سلكو ا ذات السبيل قبلهم من الأمم المجاورة ، وخربوا وهلكوا وضاعوا .. « أعبروا إلى كلتة وانظروا واذهبوا من هناك إلى حماة العظمة ثم انزلوا إلى جت الفلسطينيين » " عا 4 : 2 " ثم تأمل رعونتهم وحمقهم وغباوتهم إذ « يبصرون يوم البلية » بمثل ما تفعل النعامة الحمقاء المطاردة الهاربة المعيية ، عندما تدفن فى الرمال رأسها لتبعد عنها سهم الصياد وقوسه ، ... وانظر إليهم وقد أصيبوا بالبطنة ، فهم يتهالكون على الطعام : « الآكلون خرافاً من الغنم وعجولا من وسط الصيرة » " عا 4 : 4 " ومثل هؤلاء ، ليس أمتع إلى نفوسهم أو أحلى من جلسات الغناء الماجنة الخليعة : « الهاذرون مع صوت الرباب المخترعون لأنفسهم آلات الغناء كداود . الشاربون من كؤوس الخمر والذين يدهنون بأفضل الأدهان » " عا 4 : 5 و 6 " مع الجمود التعس عن الإحساس بالمسئولية وآلام الآخرين : « ولا يغتمون على انسحاق يوسف » ... وهل يفعل الإغراق فى الشهوات الحسية فى كل الأجيال والأمم والجماعات والأفراد ، غير ما فعل أيام عاموس ؟ وأليست الشراهة والدعارة ، والبلادة والاستهتار ، والإستباحة والحيوانية ، والضعة والبوهيمية ، وجمود الفكر تبلد الشعور والضمير ، هى الظواهر التى تصاحب عادة وأبداً - عابدى الجسد وأسرى البطن والشهوة واللذة ؟ !! ..

 
قديم 26 - 01 - 2021, 03:46 PM   رقم المشاركة : ( 32790 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,580

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

عاموس والظلم


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




وهل يمكن للشهوات أن تنمو فى تربة دون أن يتبعها الظلـــــم ؟ ، والظلــــم الرهيب الصارخ القاسى ؟؟ ! وقد صدر هذا الظلم أول ما صدر عن المرأة ، المرأة التى كان ينبغى أن تكون شعاراً للحنان والرقة والعطف ، فبقرات باشان يصفهن عاموس بالقول : « الظالمة المساكين الساحقة البائسين » " عا 4 : 1 " وأغلب الظن أن نساء إسرائيل قد ظلمن هؤلاء المساكين البائسين عن طريق أزواجهن وقد قسا الرجال بدورهم حتى كان يبلغ هذا الظلم مرتبة الإفناء : « المتهمون المساكين لكى تبيدوا بائسى الأرض » "عا 8 : 4 " وقد صاحب هذا الظلم الكثير من الآثام والدنايا والشرور ، فالرؤساء قبلوا الرشوة ، ومن ثم تفشى فى القضاء الاعوجاج ، ولم يستطع المسكين البائس أن يقف على قدميه ، فجاع وتعرى ، وبيع بثمن بخس رخيص : « الضعفاء بفضة والبائـــس بنعلين » " عا 8 : 6 " وغمر الغش الأسواق ، لنصغر الإيفة ونكبر الشاقل وتعوج موازين الغش » "عا 8 : 5 " كان ظلمهم الأكبر لنفوسهم وللحياة وللواجب ، هو طرحهم اللّه وراء الظهر ، وضياع العبادة الحية الحيقية الكريمة .

 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:58 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025