منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23 - 01 - 2021, 05:27 PM   رقم المشاركة : ( 32711 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,423

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

النبي هوشع وزوجته جومر

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



من يقبل أن يحب ويتزوج من امرأة زانية؟

من يقبل أن يتزوج بامرأة زانية فنحن نعلم أن اختلاف نظرة

الإنسان للإنسان مبنية على العقاب حين يخطئ ووضع مقصلة

الخطيئة على رقاب البشر وخصوصًا إذا كانت من النساء،

ولكن الغريب والعجيب والنادر في قصة النبي هوشع وزوجته

جومر أنه قبل بها وهي في أعماق بئر الخطية، لم يعيره الأمر

بأن جومر زانية بل كان يراها إنسانة تصيب وتخطئ، يرى

جوهرها الداخلي يعلم أنه أنقى من بشر كثيرين، ولكنه أحبها

وبرغم ما فعلته معه وتركها له واستمرارها في الخطية لم

يتركها ولم يقل في نفسه (الثأر ولا العار) كما هو حال

مجتماعاتنا العربية التي تعلق المشانق لكل زانٍ أو ضال ضلّ

لطريقه الصحيح.

بل وظل يبحث عنها وعندما عثر عليها وجدتها عبدة أسيرة

لدى رجلٍ آخر دفع ثمن حريتها وقدم لها محبة من أعظم

قصص الحب في التاريخ كله والأهم من ذلك أن جومر تابت

عن ما كانت تفعله وصارت قديسة في رحاب رجل حقيقي بين

حب الله الغير المشروط برسالة نبيَّ عظيم.
 
قديم 23 - 01 - 2021, 05:30 PM   رقم المشاركة : ( 32712 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,423

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

من هو هوشع؟ وما معنى اسمه؟




وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




الأنبياء الصغار
يحتوي العهد القديم على نوعيات مختلفة من الأسفار فمنها التاريخية (مثل الأخبار والملوك) ومنها الشعرية (مثل المزامير ونشيد الأنشاد)، ومنها النبوية والتي تنقسم لقسمين الأنبياء الكبار (إشعياء، وإرميا، وحزقيال، ودانيال) والأنبياء الصغار (هوشع، حجي، ..إلخ ظ،ظ¢ سفر)، ولأننا بصدد دراسة بعض هذه النبوات لذلك نقف قليلاً لنتعرف على الأنبياء الصغار، وبداية من سفر هوشع إلى سفر ملاخي تلك هي الأسفار التي يُطلق عليها هذا المسمى (الأنبياء الصغار). ولا تعني هذه التسمية أنهم أقل أهمية أو قيمتهم النبوية أقل. ولكن لصغر حجمها بالمقارنة ببقية أسفار الأنبياء الكبار. على أن هذا التفسير ليس دقيقـًا مئة بالمئة لأن سفر هوشع مثلاً أطول من سفر دانيال. كما أن عدد الكلمات في سفر زكريا تزيد عن عدد الكلمات في سفر دانيال والحقيقة الهامة أن كل واحد من هؤلاء الأنبياء هو نجمٌ لامعٌ في الرسالة التي قام بها وتكلم فيها الروح القدس من خلاله. أما السمة الغالبة في هؤلاء الأنبياء أنهم قوميون ولكنهم ليسوا انعزاليون، وتدور أغلب هذه النبوات حول عدة نقاط مشتركة وهي:
ظ،. فساد شعب الله الذي تعدى وصاياه وكسر قوانينه.. "الخطية هي التعدي".
ظ¢. تحذيرات إلهية من الارتداد والزنى الروحي ومصاهرة الشعوب والأمم المحيطة "قضاء الله الآتي"
ظ£. دعوة ونداء إلهي للشعب لكي يتوب راجعـًا للرب هاربـًا من الفساد الأخلاقي ووعود بالبركة.
وتنقسم الأسفار إلى قسمين
قبل السبي
بعد السبي
ظ،. هوشع (نبوة تخص مملكة الشمال العشرة أسباط إسرائيل "أفرايم")
ظ،. حجي (من هذا اليوم أبارك)
ظ¢. عاموس (نبي الزلزلة العظيمة) تنبأ عن مملكة إسرائيل.
ظ¢. زكريا (نبي الرجاء).
ظ£. ميخا (تنبأ عن السامرة وأورشليم)
ظ£. ملاخي (الصوت الأخير)
ظ¤. حبقوق (قضاء الله على الكلدانيين).
ظ¥. عوبديا (لأدوم والأدوميين نسل عيسو، نبوة الزرع والحصاد)
ظ¦. يونان (رسالة شفقة على أشور بالأخص نينوى)
ظ§. ناحوم: نبوة عن لطف الله وصرامته، سخط وغيرة الرب.. دمار للآشوريين.
ظ¨. يوئيل: بركات يوم الرب العظيم الذي سيأتي.
ظ©. صفنيا: نبوات تخص يهوذا وإسرائيل (دينونة ثم نعمة)


سفر هوشع
زمن كتابة السفر
كُـتِب سفر هوشـع في أيام الملك يربعام الثاني (ظ§ظ¨ظ¢ – ظ§ظ¥ظ£ ق. م) فبعد موت الملك سليمان، لم يكن لابنه رحبعام حكمة وكياسة كأبيه، فانقسمت المملكة إلى قسمين: مملكة الشمال (عشرة أسباط وأطلق عليها أفرايم آنذاك) وملك عليها يربعام ومملكة الجنوب (سبطين يهوذا وبنيامين وتسمى يهوذا أحيانـًا) وملك عليها رحبعام بن سليمان (ظ،ملوك ظ،ظ¢، ظ¢ أخبار الأيام ظ¢ظ¦ – ظ£ظ¢) وبسبب خوف يربعام أن يعود شعب الشمال إلى مملكة الجنوب حيث الهيكل وأورشليم، صنع لهم عجل ذهبي للعبادة والسجود ووضعه في بيل أيل ودان. فزنى شعب إسرائيل ورائه.
من هو هوشع؟ وما معنى اسمه؟
هو نبي لمملكة الشمال المتمردة "إسرائيل" وتمتعت هذه المملكة بالرخاء والازدهار سياسيـًا واقتصاديـًا، ولكنها انحدرت انحداراً متواليـًا بعيدًا عن الرب.
"هوشع" معناه الخلاص "بن بئيري" معناه "بئر مياه عميقة" .. فكأن اسمه يحمل أهم المعاني، المخلص والمياه الحية العميقة، خدم حوالي ظ¦ظ* سنة، عاصر ملوك كثيرين ليهوذا "عزيا، ويوثام وآحاز، وحزقيا" وتنبأ في أيام إشعياء في يهوذا وأيام ميخا ويوئيل وعاموس.
فكرة عامة عن رسالة سفر هوشع
يعرض هذا السفر صورة توضيحية لمحبة الله وأمانته ومراحمه التي لا تزول مع شعبه بالرغم من عدم أمانتهم ورفضهم له.
الرسالة الروحية للسفر:
ظ،. الارتداد عن الله، في نظر الرب زنى روحي "لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْدِمَ [يعبد] سَيِّدَيْنِ" (متى ظ¦: ظ¢ظ¤)
ظ¢. الرب يؤدب شعبه، يدين الشر، لكنه لا يشاء موت الخاطئ "هَلْ مَسَرَّةً أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ؟ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. أَلاَ بِرُجُوعِهِ عَنْ طُرُقِهِ فَيَحْيَا؟" (حزقيال ظ،ظ¨: ظ¢ظ£)
ظ£. الطريق لاسترداد البركة هو التوبة والرجوع لله، يعود فيرحمهم وينجيهم من الهلاك والموت الأبدي
الآية المفتاحية: " أَخْطُبُكِ لِنَفْسِي بِالأَمَانَةِ فَتَعْرِفِينَ الرَّبَّ " (هوشع ظ¢: ظ¢ظ*)
تقسيم السفر وأهم الشخصيات
· الأصحاحات ظ، – ظ£: صورة لإسرائيل وارتدادها عن الله "صورة رمزية لزواج النبي من امرأة تتركه لتزني مع آخرين".
· الأصحاحات ظ¤ – ظ،ظ£ حث الله لشعبه ليتوب ويرجع – تهديدات وقضاء
· إصحاح ظ،ظ¤: البركة ومواعيد الله للشعب
أهم الشخصيات:
هوشع، جومر (زوج مخلص، زوجة خائنة).
بعد قراءتك لهذه المقدمة. أدعوك للصلاة معي كي يفتح الرب وينير عيون أذهاننا لنفهم الكتب ولتُـثمر فينا الكلمة وتسكن فينا بغنى.
الإصحاح الأول
- في بعض الأحيان كان الرب يطلب من الأنبياء طلبات صعبة، بل وغير عادية ليكونوا مثالاً أو صورة توضيحية للشعب، فمثلاً ها هو إشعياء يمشي حافيـًا ولابسـًا كأسير الحرب، لشهور عديدة، يلفت نظر الشعب أنه يحمل لهم رسالة من الله (إشعياء ظ¢ظ*: ظ¢ – ظ¤). وإرميا يحمل نيرًا على عنقه (إرميا ظ¢ظ§: ظ¢).. وحزقيال يأمره بحلق رأسه بطريقة ما (حزقيال ظ¥: ظ، – ظ¥)، وحين تموت زوجته، يحول الأمر إلى عظة للشعب ، أما السبب وراء كل هذه الأمثلة التوضيحية أن شعب الله كثيرًا ما انصرف عن سماع صوت الله وطاعته ولهذا يطلب الرب من أولئك الأنبياء أشياء غريبة ليلفت نظرهم. أما أصعب عظة تمثيلية فهي ما حدث مع هوشع، حين طلب الرب منه أن يذهب ويقترن بامرأة ستتركه لتذهب لرجل آخر بعد أن أنجبت منه ثلاثة أبناء.. والأصعب أن يطلب الرب منه أن يذهب ليشتريها ويستردها كزوجة.
- ما تفسير كل هذا؟ هذا ما فعله شعب الرب بزناهم الروحي إذ صاروا عبدة أوثان منذ أيام يشوع، حين قال لهم: "انْزِعُوا الآلِهَةَ الْغَرِيبَةَ الَّتِي فِي وَسَطِكُمْ وَأَمِيلُوا قُلُوبَكُمْ إِلَى الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ (يشوع ظ¢ظ¤: ظ¢ظ£)، فعدم الأمانة لله سماها الزنى الروحي (إرميا ظ¢ – ظ£، حزقيال ظ،ظ¦: ظ£ظ£)، وكان الرب قد اقترن بشعبه وقال لهم: "تَكُونُونَ لِي مَمْلَكَةَ كَهَنَةٍ وَأُمَّةً مُقَدَّسَةً " (خروج ظ،ظ©: ظ¦)، وحزن عليهم حين تركوه وعبدوا آلهة كاذبة في أرض كنعان مثل جومر امرأة هوشع.
- هل كان من السهل على خادم أمين مثل هوشع أن يطلب الرب منه أن يتزوج بامرأة سيئة؟ ثم تنجب منه أولاً "يزرعيل" (هوشع ظ،: ظ¤ – ظ¥)، ومعناه الله يزرع، وهذا الاسم يُطلق على مدينة في سبط يساكر بالقرب من جبل جلبوع وحدث فيها قضاء بشع، ففيها تم القضاء على بيت أو عائلة آخاب (ظ¢ملوك ظ©: ظ¦، ظ،ظ، – ظ£ظ*). كان ياهو مندفعـًا وغيورًا جداً، ففعل أكثر مما طلبه الرب منه. فأعلن الرب قضاءه على ظلم آخاب لإسرائيل (ظ¢ملوك ظ،ظ*: ظ£ظ*).
- ثم جاءت الابنة الثانية "لورحامة" ومعناها غير المحبوبة. التي لا يُشفق عليها وكانت الرسالة الثانية أن المحبة غير المشروطة لهذا الشعب ستتوقف ولن يُـرحم فيما بعد وسيسمح الله أن تقتلع مملكة أشور المملكة الشمالية ولكنه سيحمي المملكة الجنوبية من الغزاة ولكن إلي حين (إشعياء ظ£ظ¦ – ظ£ظ§، وظ¢ ملوك ظ،ظ©).
- ثم الابن الثالث "لوعمي" (هوشع ظ،: ظ¨ – ظ©). ومعنى الاسم ليس شعبي. لم يكتف الرب بأن ينزع رحمته من شعبه.. كما لو طلق رجلاً امرأته وأدار لها ظهره أو تنكر لأبنائه (هوشع ظ،ظ،: ظ،).
أسماء وبركات جديدة (هوشع ظ،: ظ،ظ* – ظ،ظ،)
الله يبين محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا (رومية ظ¥: ظ¨)، أولئك الذين ليس لهم حق في أن يكونوا شعب الله، ستتغير أسماؤهم وسيُدعون "أبناء الله الحي.. والذي ليس شعبي سيصير شعبي والغير محبوبة تصير محبوبة.. أنها إشارة للعلاقة الجديدة مع الله. فيهوذا وإسرائيل سيصيرا أبناء الله الحي.. سيجتمعا معـًا ويكون لهما رأسـًا واحدًا.
للدراسة الشخصية:
أطاع هوشع إرادة الله بالرغم من صعوبتها. قارن مع كلمات الرب عن التبعية في (متى ظ،ظ©: ظ¢ظ§ – ظ£ظ*).
(قضاة ظ¢: ظ،ظ§، ظ¨: ظ¢ظ§، مزمور ظ،ظ*ظ¦: ظ£ظ©، ظ،أخبار الأيام ظ¥: ظ¢ظ¥) من الشواهد السابقة ما هو الزنى الروحي؟
 
قديم 23 - 01 - 2021, 05:32 PM   رقم المشاركة : ( 32713 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,423

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

هل هوشع اتخذ امراة زانية بأمر من الله ؟




وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




هل هوشع اتخذ امراة زانية بأمر من الله ؟


ج » إن هدف هذه القصة هو التعبير عن أن إسرائيل بكامله, بمن فيه هوشع و عائلته, يخطئون وسوف يتلقون, بكل تأكيد, العقاب المناسب.
حتى نحاول إعطاء جوابنا الخاص على هذا السؤال القديم فلنبدأ بتفحص التعابير الفعلية المستعملة في النص العبري الأصلي.
ينصّ هوشع 1: 2 أَوَّّلَ مَا كَلَّمَ الرَّبُّ هُوشَعَ قَالَ الرَّبُّ لِهُوشَعَ: “اذْهَبْ خُذْ لِنَفْسِكَ امْرَأَةَ زِنًى (وليس زانية) وَأَوْلاَدَ زِنًى (وليس أولاد زناة … لم يكبروا بعد) لأَنَّ الأَرْضَ قَدْ زَنَتْ زِنًى تَارِكَةً الرَّبَّ.”
لاحظ ما يأتي:
1.لو كان قصد الكاتب أن يقول إن جومر كانت بالفعل زانية, لكان النص العبري أورد “أيشا زوناه” ??? (إمرأة/زوجة زانية). لكن بدلاً من ذلك نجد التعبير الفريد “ايشيت زونيئيم“(إمرأة/زوجة زنى). ?????


2.يُدعى نسلُ هوشع بمن فيه ابناه, (أولاد زنى) (زُنيئيم). لو كان كاتب هذا النص عنى “بشخص زنى” مجرّد “زانٍ”, لانطوى هذا التعبير على أن أولاد هوشع كانوا زناةً, بمن فيهم الصبيان!


ماذا يعني إذاً “شخص زنى”؟ إذا استعرضنا الأمثلة الأُخر لاستعمال “زُنيئيم” في هوشع يتضّح لنا أنها تشير كلها إلى تصرف إسرائيل الخائن تجاه الرب , ونزوعه إلى التخلي عنه و الذهاب وراء آلهة أُخر (2: 2, 4 / 4: 12/ 5: 4) تحمل كلمة “زنى” المعنى ذاته في حزقيال 23: 11, 19. و 2ملوك 9: 22. يأتي الاستشهاد الأول من كتاب نبوي , و الثاني من تاريخ التثنية المتأثر بالتقليد النبوي.
هل لهذه العبارة المعنى ذاته عندما تطبق على عائلة هوشع ؟ نعم تتورط زوجة هوشع وأولاده “بالزنى” بقدر ما هم جزء و قسم من الأمة “الزانية“, إسرائيل بكاملها. فلا حاجة لنا إذاً أن نعتبر زواج هوشع و إنجابه استعاريين. أو أن نتصور أن الله أرغمه على الزواج بزانية. فالأشياء الوحيدة التي فرضت عليه هي أسماء أولاده, فرسالة الإصحاح الأول بكاملها تتمحور حول القيمة الرمزية لهذه الأسماء


عن كتاب : مدخل إلى العهد القديم للأب بولس نديم طرزي و من تعريب نقولا مراد”بتصرف”
الرد بقلم خادم الكلمة ROMANOS_777
من مدونة مسيحيو الشرق الاوسط
كيف يأمر الله نبيه هوشع أن يتخذ زوجة زانية ؟

بقلم الاب مرقس عزيز خليل
ربما يندهش البعض كيف يأمر الرب نبيه هوشع أن يرتبط بإمرأة زانية كزوجة له و ينجب منها أولاد زني، إذ يقول: " إذهب خذ لنفسك إمرأة زني و أولاد زني، لأن الأرض قد زنت زنا تاركة الرب" ( هوشع 2:1 ).
فتعبير أمرأة زني في الأنجليزية تترجم harlot و ليس adulteress ,أي أنها لا تعني مجرد إمرأة زانية بطريقة جسدية حسب المفهوم العام و إنما تعني إنسانة مكرسة حياتها للبعل، فتحسب زانية من أجل أرتباطها بالبعل، خاصة و أن عبادة البعل إرتبطت بأرتكاب الزنا، فقد وجدت ناذرات يكرسن حياتهن للبغي لحساب البعل، و لعل جومر بنت دبلايم "زوجة هوشع" من فئة هؤلاء النازرات.
في الواقع أن العبادة الوثنية في ذاتها كانت تدعي زنا harlotry ، حتي أن مجرد الأرتباط بالعابدين للبعل يكفي أن يعطي للإنسان هذا اللقب حتي و أن لم يمارس الزنا. فقد إرتبطت غالبية الأسرائيليات في ذلك الحين إن لم يكن كلهن بعبادة الوثن، حتي صار يصعب و ربما يستحيل أن يجد النبي إمرأة له إلا من عابدات البعل، لكن ليس جميعهن كن يمارسن الزني جسديا.
و بالرجوع إلى الآية كاملة يتضح التفسير " قال الرب لهوشع إذهب خذ لنفسك إمرأة زني و أولاد زني، لأن الأرض قد زنت زنا تاركة الرب" ( هوشع 2:1 ).
يتضح من الآية بصورة واضحة أن الزنا هنا بمعني ترك الله و
الذهاب إلى عبادات أخري.
و بالرجوع إلى معني كلمة جومر و أولادها يتضح المغزي العميق لطلب الله من هوشع ..فكلمة جومر في العبرية تعني نهاية الكمال و خاصة كمال الفشل، أما "دبلايم" فتعني كعكة مزدوجة من التين المضغوط أو أقراص الزبيب. و كان هذا النوع من الكعك يستخدم في الأحتفالات الخاصة بعبادة البعل، إذ قيل عن بني إسرائيل أنهم " ملتفون إلى الآلهة الغريبة و محبون لأقراص الزبيب " ( هوشع 1:3)
وكان أكل الكعك المحشو بأقراص الزبيب أو التين قد أرتبط إرتباطا وثيقا بعبادة الآلهة الغريبة. هكذا زواج هوشع النبي بجومر إبنة دبلايم إنما هو يشير إلى الأرتباط بشعب إسرائيل الذي بلغ كمال الفشل (جومر) المولود من العبادة الوثنية ورجاساتها (دبلايم)، أو كأن إسرائيل و قد صارت جومر إنما هي أبنة دبلايم، أي إبنة الحفلات الرجسة التي أنتشرت في كل البلاد و صارت أشبه بكعكة مقدمة للبعل، طعاماً رجساً و مائدة نجسة للشيطان و أتباعه !!!
كما بقيت جومر في شرها تلد أبناء زنا بالرغم من زواجها من رجل طاهر و نبي مبارك هكذا بقي إسرائيل في زناه الروحي بالرغم من أعلانات الله له عن إتحاده معه لم يتنجس هوشع بسبب جومر، بل صارت جومر في دينونة أقسي من أجل زواجها بالنبي ما لم تكن قد ندمت و رجعت بالطهارة إلى رجلها. و هكذا إن لم يرجع أسرائيل بالإيمان إلى الله تكون عقوبة أشد و أمر
 
قديم 23 - 01 - 2021, 05:34 PM   رقم المشاركة : ( 32714 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,423

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

عن كتاب : مدخل إلى العهد القديم للأب بولس نديم طرزي و من تعريب نقولا مراد”بتصرف”
الرد بقلم خادم الكلمة ROMANOS_777
من مدونة مسيحيو الشرق الاوسط
كيف يأمر الله نبيه هوشع أن يتخذ زوجة زانية ؟

بقلم الاب مرقس عزيز خليل
ربما يندهش البعض كيف يأمر الرب نبيه هوشع أن يرتبط بإمرأة زانية كزوجة له و ينجب منها أولاد زني، إذ يقول: " إذهب خذ لنفسك إمرأة زني و أولاد زني، لأن الأرض قد زنت زنا تاركة الرب" ( هوشع 2:1 ).
فتعبير أمرأة زني في الأنجليزية تترجم harlot و ليس adulteress ,أي أنها لا تعني مجرد إمرأة زانية بطريقة جسدية حسب المفهوم العام و إنما تعني إنسانة مكرسة حياتها للبعل، فتحسب زانية من أجل أرتباطها بالبعل، خاصة و أن عبادة البعل إرتبطت بأرتكاب الزنا، فقد وجدت ناذرات يكرسن حياتهن للبغي لحساب البعل، و لعل جومر بنت دبلايم "زوجة هوشع" من فئة هؤلاء النازرات.
في الواقع أن العبادة الوثنية في ذاتها كانت تدعي زنا harlotry ، حتي أن مجرد الأرتباط بالعابدين للبعل يكفي أن يعطي للإنسان هذا اللقب حتي و أن لم يمارس الزنا. فقد إرتبطت غالبية الأسرائيليات في ذلك الحين إن لم يكن كلهن بعبادة الوثن، حتي صار يصعب و ربما يستحيل أن يجد النبي إمرأة له إلا من عابدات البعل، لكن ليس جميعهن كن يمارسن الزني جسديا.
و بالرجوع إلى الآية كاملة يتضح التفسير " قال الرب لهوشع إذهب خذ لنفسك إمرأة زني و أولاد زني، لأن الأرض قد زنت زنا تاركة الرب" ( هوشع 2:1 ).
يتضح من الآية بصورة واضحة أن الزنا هنا بمعني ترك الله و
الذهاب إلى عبادات أخري.
و بالرجوع إلى معني كلمة جومر و أولادها يتضح المغزي العميق لطلب الله من هوشع ..فكلمة جومر في العبرية تعني نهاية الكمال و خاصة كمال الفشل، أما "دبلايم" فتعني كعكة مزدوجة من التين المضغوط أو أقراص الزبيب. و كان هذا النوع من الكعك يستخدم في الأحتفالات الخاصة بعبادة البعل، إذ قيل عن بني إسرائيل أنهم " ملتفون إلى الآلهة الغريبة و محبون لأقراص الزبيب " ( هوشع 1:3)
وكان أكل الكعك المحشو بأقراص الزبيب أو التين قد أرتبط إرتباطا وثيقا بعبادة الآلهة الغريبة. هكذا زواج هوشع النبي بجومر إبنة دبلايم إنما هو يشير إلى الأرتباط بشعب إسرائيل الذي بلغ كمال الفشل (جومر) المولود من العبادة الوثنية ورجاساتها (دبلايم)، أو كأن إسرائيل و قد صارت جومر إنما هي أبنة دبلايم، أي إبنة الحفلات الرجسة التي أنتشرت في كل البلاد و صارت أشبه بكعكة مقدمة للبعل، طعاماً رجساً و مائدة نجسة للشيطان و أتباعه !!!
كما بقيت جومر في شرها تلد أبناء زنا بالرغم من زواجها من رجل طاهر و نبي مبارك هكذا بقي إسرائيل في زناه الروحي بالرغم من أعلانات الله له عن إتحاده معه لم يتنجس هوشع بسبب جومر، بل صارت جومر في دينونة أقسي من أجل زواجها بالنبي ما لم تكن قد ندمت و رجعت بالطهارة إلى رجلها. و هكذا إن لم يرجع أسرائيل بالإيمان إلى الله تكون عقوبة أشد و أمر
 
قديم 23 - 01 - 2021, 05:37 PM   رقم المشاركة : ( 32715 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,423

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

هوشع وجومر، يهوه وشعبه



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






هناك نصوص(1) في الكتاب المقدّس لا تخضع لتحليلاتنا. فالشرّاح بمجهوداتهم ما استطاعوا حتّى الآن أن يقدّموا جوابًا مرضيٌّا لمسائل تطرحها هذه النصوص. ومنها خبر »زواج هوشع وقيمته الرمزيّة« (هو 1-3). فدراسات هذا المقطع عديدة(2) وقد نتساءل: ماذا يضيف مقال جديد؟(3) ولكنّ النهوج التفسيريّة تعرف تحوّلات هامّة إلى بعض الجديد الذي نكتشفه.

وطرح تأليفُ هذه الفصول الثلاثة أسئلة مختلفة. نجد فيها أوّلاً خبرَ زواج هوشع وولادة أبنائه الثلاثة في نصّ سيرويّ (هو 1). والفصل اللاحق يُعتبر عادة قولاً نبويٌّا (هو 2)، تصوَّر فيه، بشكل رمزيّ، علاقةُ يهوه بإسرائيل، والربّ بشعبه. وأخيرًا، في ف3، نعود إلى خبرة النبيّ نفسه، في نصّ سيرة ذاتيّة. وطرح الشرحُ التاريخيّ النقديّ سؤالين كبيرين: الأوّل، ماذا حصل في حياة هوشع؟ والثاني، ما هو التأليف الأدبيّ في هذه الفصول؟

حاول الشرّاح اكتشاف خبرة النبيّ الشخصيّة، فدرسوا مرارًا الفصلين الأوّل والثالث، ذاك الخبرَ السيرويّ. واتّفقوا على أننا لسنا أمام رؤية أو مثل من الأمثال، بل أمام خبرة عاشها النبيّ. ولكن ما الذي حصل حقٌّا في حياته الزوجيّة؟ أكّد بعض الشرّاح أنّنا أمام خبرين متوازيين، متكرّرين. فالفصلان واحد وثلاثة يرويان الدراما الواحدة. ولكنّ الفصل الأوّل يورد كلام تلاميذ النبيّ. والفصل الثالث ما قاله النبيّ عن نفسه. وقليلون هم الذين يعتبرون أنّ ف 3 يسبق ف 1(4). فهم يراعون بشكل عامّ ترتيب الكاتب بحيث يأتي ف 3 بعد ف 14، وذلك سواء كنّا أمام زواجين مختلفين مع امرأتين اثنتين، أو أمام زواج جديد مع جومر المرأة الأولى.

بحسب هذه الفرضيّة الأخيرة، نستطيع أن نوجز الخبر كما يلي: تزوّج هوشع جومر. فولدت له ثلاثة أولاد. ولكنّ جومر كانت خائنة، زانية (ف 1). غير أن النبيّ استعادها بعد حقبةٍ تنقّت هي فيها عبر المحنة(5) (ف 3). في هذه المقاربات، يُترك جانبًا ف 2 الذي يُدرَس بعد إيجاد حلّ لمسألة زواج هوشع. اعتُبر هذا الفصل أقوالاً نبويّة جاءت مستقلّة قبل أن تُجمَع بشكل فيه بعض المنطق(6)، هذا ما نسمّيه المقاربة الدياكرونيّة (التطويريّة، حيث يتطوّر النصّ مع الزمن).

ويُطرح السؤال: هل ينجح البحث عن »هوشع التاريخيّ«؟ وهل هذا ما رَمى إليه النصّ؟ فالأسئلة العديدة التي تبقى بدون جواب، تدعونا لأن نترك هذا البحث الذي يتوخّى أن يعرف »بدقّة«(7) ما حصل. ونودّ أن نعرف تفاصيل أكثر عن اسم المرأة (3: 1). أو: لمن دفع النبيّ المال لكي يقتنيها أو يسترجعها؟ (3: 2). لا يقدّم لنا النصّ هذه المعلومات التي تبدو غريبة عن اهتماماته.

إنّ المقاربة الدياكرونيّة للنصّ، على أهمّيّتها، هي خيار بين خيارات أخرى. فنلاحظ في الوقت الحاضر اتّجاهًا تفسيريٌّا من أجل قراءة سنكرونيّة تتوقّف عند النصّ في شكله التامّ، النهائيّ. وكانت محاولات عديدة لقراءة ف 2. وبدلاً من أن نتوقّف عند اللاتناسقات في النصّ، يلفت انتباهَنا تماسكُه البنيويّ(8) والموضوعيّ(8). وراح بعضهم يتكلّمون عن وحدة منذ البداية، فأبرزوا بنيات متداورة مستندين إلى المواضيع أو إلى الألفاظ(9).

أمّا موقع تحليلنا ففي هذا الاتّجاه الأخير: قراءة سنكرونيّة، إجماليّة للنصّ، قراءة متواقتة، متزامنة (لا كلام عن تطوّر في النصّ، فكأنّه منزَل). نأخذ هذا النصّ في أيدينا كما هو في وضعه الحاليّ. أمّا إعادة البناءات التطوّريّة، فتحمل فرضيّات قد لا ترضي الجميع(10). فهناك أمرٌ لا جدال فيه: أمامنا نصّ محدّد. ونودّ أن نواصل دراساتٍ حصرت نفسها في هو 2، وطبّقته على هو 1 و3(11). فقد بيّن هذان الكاتبان أنّهما تركا موقّتًا الرباط بين ف 2 وما يحيط به (ف 1، 3). والحال أنّ ف 2 هو جزء واضح في هو 1-3. والرباطات واضحة بين هذه الفصول الثلاثة، ودراستنا المتواقتة يمكن أن تكون تحليلاً بنيويٌّا أو تأليفيٌّا.

في قسم أوّل، نُبرز البنية الإجماليّة في ف 1-3: كيف يتوزّع هذا النصّ؟ وما الذي يجعله متماسكًا؟ نحصر كلامنا في الترابطات الكبرى دون أن ندخل في جميع التفاصيل، بعد أن قام آخرون بهذا العمل. وفي قسم ثانٍ، نستخلص في قراءتنا بعضَ الاستنتاجات التعليميّة واللاهوتيّة.

1- بنية هو 1-3

أ- خبرة هوشع الشخصيّة: 1: 2-9 (2: 1-3)

يتألّف الجزء الأوّل من أمرٍ وجّهه الربّ إلى هوشع: »امضِ خذْ لك امرأة« (آ 2). نال هذا الأمر شرحًا: »لأن زنت الأرض« (خانت الربّ، تركته). ونفَّذ النبيّ ما طُلب منه: »فذهب وأخذ جومر« (آ3). هي بنية معروفة في الأخبار التي تتضمّن رسالة: إمضِ... فمضى. والشرح المضافُ يدلّ أيضًا أنّ هذه الرسالة هي عمل رمزيّ. إنّ العلاقة بين هوشع وجومر، تُشير بعض الشيء إلى العلاقة بين يهوه وشعبه.

وتُستعَاد البنيةُ عينُها جزئيٌّا من أجل الأسماء التي تُعطى للأولاد الثلاثة. هناك الأمر: »ادعُه« (آ4، 6، 9). ثمّ الشرح: »لأنّ«. لا يُذكر تنفيذُ الأمر بصريح العبارة، ولكنّه يُفترَض.

هذا القسم الأوّل من النصّ يستعرض الممثّلين: هوشع، جومر، الأولاد الثلاثة: يزرعيل، لامحبوبة. لاشعبي. واضحٌ منذ البداية أنّ هؤلاء الممثّلين لهم قيمة رمزيّة. يهوه وإسرائيل، الأرض. الأولاد الثلاثة، السلالة، الشعب. وتدلّ رمزيّة الاسم أنّ المستقبل ليس بواعد. هو كلام عن الخيانة وعن العقاب.

وما يلي من النصّ يدهشنا، لأنّنا نجد فيه وعدًا بالسعادة (2: 1-3). اعتبر شرّاح كثيرون هذه القطعة على أنّها مضافة. ثمّ يجب أن نشرح لماذا جُعلت هنا. إنّ هذه الآيات الثلاث تعلن انقلابًا في الشقاء الآتي. والكارثة لن تكون الكلمة الأخيرة. أمّا الشقاء فيتحوّل إلى سعادة. نحن هنا أمام استباق لم يحصل بعد.

ب- أقوال شقاء (2: 4-15)

ويتواصل النصّ: »حاكموا أمَّكم حاكموها. فما هي امرأتي ولا أنا رجلها« (آ4). هنا يبدأ موضوع الشقاء الذي أُعلن في 1: 2-9. ولكن قُطع في استباق لإعادة الهناء (2: 1-3). تدلّ قراءة أولى إلى النصّ على أنّ النبيّ يتوجّه إلى أبنائه الثلاثة، ويدعوهم إلى اتّهام أمِّهم (امرأته) ومحاكمتها. لا شيء في هذه الآية يشير أنّنا على مستوى الرموز. رذل هوشع امرأته جومر ودعا أولادَه ليحكموا عليها كما هو حكَمَ، بل هو سيطلق تهديداته تجاهها: »سأعرّيها عريانة وأردّها إلى أصلها كما كانت في يوم ولادتها« (آ5أ)

ويتواصل هذا التهديد: »أجعلها شبيهة بالقفر« (آ 5ب). هنا تختفي امرأة هوشع، وتحلّ الأرضُ محلَّها. وهكذا ننتقل إلى مستوى الرمز. كان هوشع قد أُمِرَ بأن يتزوّج جومر »لأنّ الأرض تَركت الربّ« (1: 2). والانتقال من محاكمة جومر إلى محاكمة إسرائيل يتمّ في قلب آ5(12). وهذا ما تثبتُه الآيةُ التالية: »لا أُحبّ بنيها«. فلو كان هوشع يتكلّم بعد، لقرأنا: »لن أحبّكم«. وذلك لأنّ هوشع تحدّث إلى أبنائه مباشرة في صيغة المخاطب الجمع: »حاكموا أنتم« (آ 4).

هي مهمّة دقيقة أن نحدّد موقع هذه الانتقالات في نصوص أمثاليّة، رمزيّة. غير أنّنا نخطئ إن أردنا أن نفهم آ4 بواسطة الآيات التالية. فإذا تنبّهنا إلى مسيرة النصّ، نلاحظ القَطْع في منتصف آ5: نترك وضع النبيّ ليحلّ يهوه محلّه. ونلاحظ أيضًا تبديلاً آخر: صيغة الغائب في ف 1، حلّت محلّها صيغةُ المتكلّم.

لهذا يجب أن نحافظ على القطع في هذا الموضع. حينئذ نكتشف فاعلاً آخر في خبر زواج هوشع وجومر. اتّهم هوشع امرأته بالزنى والبغاء (آ4). إذًا، الممثّلون هم هوشع، جومر، الأولاد، العشّاق. ويقابل هؤلاء الأشخاص في الرمزيّة الأمثاليّة: يهوه، إسرائيل (الأرض)، أولاد إسرائيل (الملكيّة، الشعب)، بعل.

امتلك 2: 4-15 ميزات أقوال الشقاء(13). نجد عناصر معروفة: إتّهام بسبب خطايا مقترفة، ثم إعلان العقاب. ويبدأ هذا الجزء الثاني من القول بالأداة »ل ك ن«، لذلك. هذا ما يدلّ على الرباط بين العلّة والنتيجة: الذنوب هي التي تحرّك العقاب. هناك ثلاثة أقوال تتعاقب في هذا المقطع:

* القول الأوّل: آ4-6

- إتّهام بالخيانة بشكل دعوى: اتّهموا، حاكموا (آ4).

- إعلان مشروط يتطوّر نحو إعلان العقاب: وإلاّ، لئلاّ (آ5، 6)

* القول الثاني: آ7-9

- إتّهام جديد بشكل توصيف (آ7)

- إعلان العقاب مع »ل ك ن«، لذلك (آ 8-9).

* القول الثالث: آ10-15

- إتّهام جديد بشكل شكوى (آ10)

- إعلان عقاب مع »ل ك ن«، لذلك (آ 11-15)

كلّ هذه المجموعة تنتهي مع »يقول يهوه« (آ15)، وهي عبارةُ تنهي عادةً القولَ النبويّ وتبدو هنا وكأنّها نقطة تختم ثلاثة أقوال الشقاء.

ج- قول انتقالة (2: 16-17)

ومع ذلك يتواصل النصّ، ومع الأداة »ل ك ن«، لذلك (آ 16). في ما سبق، بدأت »ل ك ن« مرّتين، فأعلنَتْ الشقاء كما في عدد كثير من الأقوال النبويّة عن الشقاء. وانتهت آ15 مع شكوى: »نسيتني«. إذًا، إعلان عقاب جديد يأتي في وقته. ويبدأ القول النبويّ: »لذلك سأفتنها وأجيء بها إلى البرّيّة« (آ16). هذا يعني: الجفاف، الجوع، العطش. وفجأة يتسرّب تبدّلٌ في الآية، كما في آ 5أ وآ 5ب. وتتواصل الآية: »وأخاطب قلبها« (آ16). وفي آ17: »أُعيد إليها كرومها«. وتتواصل الآية: »فتجيب هناك«(14). انتظر القارئ إعلان شقاء، فوجد إعلان بناء جديد.

د- أقوال سعادة (2: 18-25)

إنّ القول النبويّ في آ16-17 يشكّل جسرًا بين مقطعين. من جهة، يرتبط بأقوال الشقاء السابقة (آ14-15). ومن جهة ثانية، يعلن البناء الجديد، كما تتوسّع فيه الآيات اللاحقة (آ18-25). تتألّف هذه القطعةُ (آ18-25) من ثلاثة أقوال سعادة. وكلّ قول يبدأ بعبارة: في ذلك اليوم. ويضيف القولان الأوّل والثالث: نأمة يهوه (يقول الربّ بصوت هامس). هذا يبيّن أنّ هذه الأقوال الثلاثة تتميّز تميّزًا واضحًا عن القول السابق (آ16-17) الذي اعتبرناه قولاً انتقاليٌّا.

هذه الأقوال الثلاثة عن السعادة لها بنية مماثلة، وميّزاتُها ميّزات فنّ أدبيّ معروف: أقوال سعادة(15). هناك وعدٌ بعمل خلاصيّ يقوم به الله، وهو وعدٌ يحرّك جواب الخضوع من قبل الإنسان(16).

* القول الأوّل: آ18-19: في ذلك اليوم... نأمة يهوه.

- الوعد (آ18-19أ)

- الخضوع: فلا تذكره من بعد باسمه (آ 19ب). وكان استباق في آ18: تدعوني

* القول الثاني: آ20-22: في ذلك اليوم

- الوعد (آ20-22أ)

- الخضوع: »فتعرفين أنّي أنا الربّ« (آ22ب)

* القول الثالث: آ23-25: في ذلك اليوم... نأمة يهوه.

- الوعد (آ23-25أ)

- الخضوع: »وهو يقول لي: أنت إلهي (آ25ب)

إذًا، بُني هو 2 في بنى متوازية. هناك ثلاثة إعلانات شقاء تجد ما يقابلها في ثلاثة أقوال سعادة. وإذا قابلنا تأليف قول الشقاء مع تأليف قول السعادة، نلاحظ بنية متصالبة: في هذين النوعين من الأقوال، نعود إلى عمل إسرائيل وإلى عمل الله، ولكن بشكل معاكس. فقول الشقاء يبدأ بخيانات إسرائيل التي تحمل إليه عقابَ الله. أمّا قول السعادة، فهو عمل الله الخلاصيّ يدعو إسرائيل إلى الخضوع: من الإنسان إلى الله، ومن الله إلى الإنسان.

إنطلاقًا من 2: 5ب، الرمزيّة الزوجيّة لدى هوشع تتوسّع في هذه الأقوال. فهي تعالج قبل كلّ شيء العلاقات بين يهوه وإسرائيل. سيعاقَب إسرائيل بسبب خيانته. ولكنّ الله يعيد بناء شعبه، بنعمة منه. في القول الأخير (2: 23-25)، تعود الأسماء الرمزيّة التي أعطاها هوشع لأولاده، وينقلبُ بُعدُها السلبيّ، كما سبق وأُعلن 2: 1-3. وإذ يذكر النصّ ثلاثة أسماء: يزرعيل، لامحبوبة، لاشعبي، يقودنا إلى ما وراء الرموز ليذكّرنا بأولاد حقيقيّين يحملون هذه الأسماء، أسماء أولاد النبيّ. وهكذا يدعونا النصّ لكي نعود إلى وضع النبيّ نفسه. وفي هذا الخطّ يواصلُ النصّ مسيرته.

ه- خبرة هوشع الشخصيّة (3:1-5)

بعد الأقوال النبويّة، يأتي الخبر الذي هو سيرة ذاتيّة، وقد سجَّل جدالات عديدة بسبب خبر البداية (1: 2-9)، الخبر السيرويّ. فمجمل هو 1-3 مليء بهذه التبدّلات اللامتوقّعة والانسيابات. ففي جميع الأقوال التي سبقت، نجد دومًا صيغة المتكلّم المفرد (أنا) حتّى في 2: 4. وسبق ولاحظنا أنّ الآية الأخيرة في هذه الأقوال تتضمّن شكل حوار. أنا أقول أنت شعبي. وهو يقول: إلهي (2: 25). إذًا من الطبيعيّ أن نجد »أنا« في هذا الحوار الجديد بين الربّ وهوشع.

بنيةُ هذا الجزء الأخير معروفة أقلّه جزئيٌّا. هناك الأمر: امضِ (ل ك) وأضيف تشبيهٌ يعطيه قوّة فيدعو بحرارة إلى التنفيذ: »كما يحبّ الربّ« (آ1) ويلي ذاك تلبيةُ الأمر (آ2: فاشتريتها). ولا يُذكر اسمُ المرأة. من هنا الجدالات لتحديد الموضوع. حين نتبع مسيرة النصّ والتشبيه، لن نجد الكثير من المسائل. قال التشبيه: »كما يحبّ الربّ بني إسرائيل، فيما هم يحوّلون وجوههم إلى آلهة أخر« (آ1). إذًا الممثّلون، الفاعلون الثلاثة هم هنا: يهوه، إسرائيل، بعل. وينطلق النصّ من خبرة هوشع فيقول: »محبوبةُ آخر، فاسقة«، تستسلم للزنى (آ1). بما أنّ النصّ يقابل وضعين مع الأداة »كما«، يدفعنا الأمرُ لكي نعتقد أنّنا هنا أمام الممثّلين الثلاثة الذين صادفناهم في البداية: هوشع، جومر، العشّاق(17). وكما في أقوال السعادة وعدَ الربّ بإعادة البناء (2: 18-25)، كذلك طُلب من هوشع أن يفعل بالنسبة إلى جومر.

مع أنّ هوشع استعاد امرأته، فقد أخضعها إلى فترة من التنقية. »تقعدين معي أيّامًا كثيرة« (آ3). ويتواصل النصّ فيطبق الرمز كما في ف 1: »فبنو إسرائيل يقعدون أيّامًا كثيرة« (آ 4-5). فزمنُ المحنة يسبق إعادة البناء. يتضمّن هذا الطلب الثاني الذي وجّهه الربّ إلى هوشع، عملاً رمزيٌّا. هو يشبه الطلب الأوّل.

بالرغم من الصعوبات الحقيقيّة أو الوهميّة، تبدو مجموعة هو 1-3 وحدة أدبيّة حاولنا أن نتبع التسلسل فيها. وقد لاحظنا تداخلاً متواصلاً بين وضع هوشع وجومر، والتطبيق الرمزيّ على يهوه وإسرائيل. هذا ما تشير إليه الأداة »لأنّ«، ك ي (1: 2، 4، 6، 9؛ 3: 4) والأداة »كما« (الكاف 3: 1). هذه القراءة المتوازنة لا تتيح لنا ربّما أن نقول بتأكيد ما حصل في حياة النبيّ، ولكن أن نكتشف ما يقول النصّ عنه. فهذا النصّ يكوّن سردًا كاملاً نستطيع أن نتصوّره في رسمة سريعة:

أ- خبرة هوشع

ب- ثلاثة أقوال شقاء

ج- أقوال انتقاليّة

ب ب- ثلاثة أقوال سعادة

أ أ- خبرة هوشع

سبق وبيّنّا كيف أنّ كلّ قسم يرتبط بالآخر عبر انسيابات دقيقة. من وضع هوشع الشخصيّ (2: 5أ) ننتقل إلى الرمزيّة (2: 5ب). ومن الشقاء (2: 16أ) ننتقل إلى السعادة (2: 16أ). وذكرُ أسماء الأولاد في القول الأخير (2: 23-25) يهيّئ العودة إلى خبرة هوشع (3: 1).

انطلق السرد من وضع أوّل: زواج بين هوشع وجومر. وتوقّف عند وضع أخير: عودة الزواج بين هوشع وجومر. وما حرّك الخبر هو خيانة جومر بحيث أبعدها هوشع وطلّقها. لا تُروى هذه الخيانة بشكل صريح، بل يتضمّنها الاتّهام (2: 4) وأمرُ الله إلى النبيّ بأن يستعيدها (3: 1). ففي قلب خبر هوشع وجومر، وفي موازاته، يسير خبر الربّ وشعبه.

وينتقل الخبر باستمرار من إعلان شقاء إلى الوعد بخلاص، ولكنّه يندرج بشكل خاصّ. فيعيد توصيف مُسبَق لعنصر من العناصر، يعود النصّ إلى الوراء. فالقسم الأوّل (1: 2-9) عن الزواج والأولاد يُعلن الشقاءَ الآتي. وحالاً بعد ذلك، نقرأ تحوّل أسماء الأولاد إلى وعد بإعادة البناء (2: 1-3). ولكنّنا سبّقنا الكلام عن هذه السعادة. فالنصّ يعود إلى موضوع الشقاء في الأقوال الثلاثة التالية (2: 4-16أ) التي ستغلبها ثلاثةُ أقوال من السعادة (2: 16ب-25). واستعادة العهد بين يهوه وشعبه تكون مثالاً لهوشع فتدعوه لأن يستعيد امرأته (3: 1-2). ويذكر الخبرُ في نظرة أخيرة إلى الوراء، أنّ فترة من التنقية (3: 3-4) تسبق إعادة البناء الأخير (3: 5). وهكذا تكون رسمة مثلّثة: شقاء – سعادة، شقاء – سعادة، شقاء – سعادة.

2- استنتاجات تعليميّة

عديدة هي التعاليم التي نستطيع أن نستخلصها من هو 1-3. قالها الشرّاح وكرّروها. أمّا نحن فنتوقّف عند استنتاجين تعليميّين هامّين أوصلتهما المقاربة السنكرونيّة، المتواقتة، التي أتاحت لنا أن نكتشف الطريقة التي بها بُنيَ النصّ في جملته.

أ- النبيّ، عمل رمزيّ وكرازة

الأنبياء هم رجال الكلمة. هم يتكلّمون باسم الربّ. وحين يريدون أن يجعلوا تعليمهم مقنعًا، يضيفون إلى الكرازة فعلات رمزيّة. تتوخّى هذه الفعلات أن تمثّل الحدث بشكل منظور ورمزيّ. فالنبيّ أخيا الذي مضى للقاء يربعام، مزّق معطفه الجديد اثنتي عشرة قطعة. فأعطى عشرًا لمن سيكون ملك إسرائيل، ملك الشمال، وقال: »خذ لك عشر قطع، لأنّ الربّ إله إسرائيل يقول لك: ها أنا آخذ المملكة من سليمان وأعطيك عشرة أسباط« (1مل 11: 31). ونستطيع أن نورد أمثلة أخرى: أشعيا يمشي حافيًا، عريانًا (أش 20: 2-6) على مثال ما يحصل لمصر وكوش. وحزقيال يتمدّد على جنبه الأيسر (حز 4: 4ي).

حركات كثيرة كانت في طبيعتها فعلات عابرة. وأخرى اتّخذت طابع الاستمراريّة. فالأنبياء الذين يعطون اسمًا لأولادهم يقدّمون علامة تدوم. فيحمل الأولاد هذه الأسماء طوال حياتهم. ذاك هو وضع أولاد هوشع. وأخيرًا هناك فعلات رمزيّة عميقة. نستطيع أن ندعوها: خبرة حياة: عزوبة إرميا (إر 16: 1ي: لا تأخذ لك امرأة ولا يكون لك أولاد) وزواج هوشع. مثل هذه الخبرة الشخصيّة ليست فقط كرازة للآخرين، بل تؤثّر على النبيّ في حياته الحميمة. أن يشكّل زواج هوشع مثل هذا العمل الرمزيّ، نستنتجه من الأداة »لأنّ« التي قرأناها مرّاتٍ في الخبر (1: 2، 4، 6، 9؛ 3: 4). فزواج هوشع وجومر يعبِّر بعض الشيء عن علاقة الربّ بشعبه. وقد بيّن الشرّاح كيف أنّ هذه المحنة للنبيّ، أثّرت في كرازته كلّها(18). فالألم الذي سبّبته خيانةُ جومر، كشف للنبيّ مدى الجرح الذي سبّبه إسرائيل للربّ. وحين عزم هوشع أن يطلّق امرأته، وعي أنّ الصبر الذي أظهره الربّ لشعبه وصل إلى النهاية. سيحطّم يهوه عهده مع شعبه. ففعلةٌ رمزيّة، ملموسة، إنسانيّة، تعلّمنا الكثير عن تصرّف الله تجاه شعبه. وفي هذا، تحدّد موقعُ هوشع في خطّ سائر الأنبياء الذين لجأوا إلى هذا الأسلوب، أسلوب الفعلة النبويّة.

غير أنّ خبرة هوشع لا تتوقّف هنا. فإيمانُ هوشع بالربّ لا يمكن أن يتصّور أنّ العقاب سيكون الكلمة الأخيرة عند الله. بعد أقوال ثلاثة من الشقاء، تجرّأ النبيّ فأعلن أنّ يهوه يُعيد النظر في حكمه. فبالرغم من كلّ خيانات إسرائيل، يستعيد الربُّ شعبه بنعمة مجّانيّة من لدنه، ودون أيّ استحقاق لدى إسرائيل. حينئذ أضاف هوشع ثلاثة أقوال سعادة. واللقاء الجديد بين يهوه وإسرائيل سيكون »كما في أيّام الصبا« (2: 17). هي أيّام خطبة »إلى الأبد« (2: 21). لن يكون انفصالٌ بعدُ.

اعتقد هوشع اعتقادًا عميقًا بأنّ غفران الله أقوى من القصاص. وفي مكان آخر، عبّر النبيّ عن هذا الاعتقاد بشكل صريح: الله لا يريد أن يدمّر. »كيف أتخلّى عنك يا أفرائيم... قلبي يضطرب في صدري، وكلّ مراحمي تتّقد. لن أعاقبكم في شدّة غضبي، فأدمّركم بعد يا أفرائيم، لأنّي أنا الله، لا إنسان، وقدّوس بينكم فلا أعود أغضب عليكم« (11: 8-9) لكي أدمّركم. نستطيع أن نقابل هذا المقطع مع نصّ نبويّ آخر: »هكذا قال الربّ: أين كتاب طلاق أمّكم التي طلقتها«؟ (أش 50: 1).

إنطلق النبيّ من إيمانه بالله الغافر، فشرع الآن يتساءل حول حياته الخاصّة. أما يكون تصرّفُ الربّ تجاه شعبه دعوةً لكي يعيد هوشع النظر في موقعه تجاه امرأته جومر؟ ويعود الخبر إلى خبرة النبيّ الشخصيّة. كان هوشع قد عزم، بمبادرة منه، أن يرذل جومر الخائنة: »حاكموا أمَّكم، اتّهموا أمَّكم« (2: 4). ولكنّ إيمانه بهذا الإله الرحيم، يدعوه. أحسّ النبيّ بنداء مباشر يأتيه من الله. »قال لي الربّ: إذهب أيضًا« (3: 1). هذا يشرح لماذا ندعو النصّ سيرة ذاتيّة. هو كلام شخصيّ. فالطلب الثاني الذي تلقّاه النبيّ من الله، أكثر تطلّبًا وصعوبة من الطلب الأوّل، ساعة الزواج. وشدّد النصّ فقال إنّ هوشع دُعيَ ليفعل كما فعل الله: »كما أحبّ الربّ بني إسرائيل. مع أنّهم يحوّلون وجوههم إلى آلهة أخر« (3: 1). الأداة »كما« مهمّةٌ جدٌّا في الخبر. وهي تختلف عن »لأنّ« التي كشفناها في الفعلات الرمزيّة، في بداية الخبر (1: 2، 4، 6، 9).

وهكذا تفتحُنا هذه الفصولُ الثلاثة الأولى من سفر هوشع، على وجهة من الحياة النبويّة لا تُذكر مرارًا. لا شكّ في أنّ الخبرة التي عاشها النبيّ صارت تعليمًا للشعب حول تصرّف يهوه تجاهه. وهذا ما نقوله أيضًا عن كلّ الفعلات الرمزيّة. غير أنّ هذه الوجهة لا تغطّي سوى القسم الأوّل من المجموعة (1: 2 - 2: 61أ). فحين وعى النبيّ غفران الله وأعلن العودة إلى العهد وإعادة البناء، بدأ تعليمُه يواجهه حول حياته الشخصيّة (2: 16ب، 3: 5). إذًا، هناك علاقة متبادلة بين حياة النبيّ وكرازته. وهذا ما تبيّن لنا بنيَةُ المجموعة.

في سائر الأخبار النبويّة، نجد أوّلاً وصفًا للفعلة الرمزيّة، ثمّ التطبيق. ولكنّ الوضع يختلف هنا. فكما بيّنت رسمةُ الخبر، ننطلق من وضع النبيّ لننتقل إلى المعنى الرمزيّ، لكي نعود أيضًا إلى حياة النبيّ. فحياة النبيّ تعليم للآخرين. ولكنّ تعليمه بدّل حياته الخاصّة. من الصعب أن نعيش ما نكرز به. وقد قال يسوع: »فافعلوا كلّ ما يقولونه لكم واعملوا به، ولكن لا تعملوا مثل أعمالهم، لأنّهم يقولون ولا يفعلون« (مت 23: 3). وفهمَ هوشع أنّ عليه أن يجعل حياته توافق إيمانه وكرازته، إذا أراد أن يحافظ على مصداقيّته كنبيّ.

في تحليل الفعلات الرمزيّة، لا يهتمّ الشرّاح مرارًا بالواقع المرموز، وهذا ما حصل حين استخلاص تعليم هو 1-3. هم يشدّدون على التعليم الذي يجدون في هذا النصّ عن تصرّف يهوه تجاه شعبه. حين نحصر نفوسنا في هذه الوجهة، نخفّف من بُعد الخبر. فالفصول الثلاثة الأولى في هوشع تكشف، في جملتها، شيئًا عن الوظيفة النبويّة. فالنبيّ ليس فقط ذاك الذي يكلّم الآخرين، بل أيضًا ذاك الذي يمتلك الشجاعة فيترك كلمتَه تواجهُه، تسائله. فعلى النبيّ الحقيقيّ أن يسعى لكي تتناسق حياتُه الشخصيّة مع تعليمه النبويّ.

وفي النهاية، نستطيع أن نتساءل: أما تقول لنا هذه الفصول الثلاثة شيئًا عن الزواج(19)؟ فزواج هوشع رمزٌ إلى العهد بين الله وشعبه. ولكنّ هذا العهد صار بدوره رمزًا للزواج. وهكذا نُدعى لكي نطرح السؤال على نفوسنا حول قيم الزواج والانفصال والغفران واللقاء من جديد. دعا الربّ هوشع لكي يأخذ جومر (1: 2). ودعاه مرّة ثانية بعد أن طلّقها (3: 1). طلّقها هوشع بمبادرة خاصّة منه (2: 5). وها هو الربّ يدعوه لكي يستعيدها. هكذا يكون لنا خطّ سيوصلنا إلى كلام يسوع: »ما جمعه الله، لا يفرّقه الإنسان« (مت 19: 6).

ب- النبيّ والتقليد

في دراسة(20) ظهرت سنة 1979، برزت حرّيّة هوشع بالنسبة إلى التقليد التاريخيّ. نستطيع أن نتخيّل إلى أيّ حدّ راعى الشعبُ تقاليد الآباء. وبالتالي نلاحظ جرأة هوشع في كلامه. هذا النبيّ مارس رسالته في مملكة الشمال، حيث كان لوجه يعقوب الاحترام الكبير. غير أنّ سلوك يعقوب طرح أكثر من سؤال. عذره القدّيس أوغسطين في كذبه: »ما هو كذب، بل سرّ«(21). ما خاف هوشع أن ينتقد أبا الآباء هذا (12: 3-7، 13-14). قال: »فيعقوب وهو في البطن، قبضَ على عقب أخيه« (12: 4). أزاحه عن البكوريّة كما نقرأ في تك 25: 19-28. ويتابع النصّ: »وفي أوان رجولته، صارع الله« (آ4). هو تلميح إلى تك 32: 23-33. وتصرّفُ يعقوب الذي صار عبدًا من أجل امرأة (آ13) يلمّح إلى إقامة يعقوب لدى لابان (تك 29)، ويعارض معارضة كبيرة تصرّف موسى النبيّ (آ14). إذًا، لا يقدَّم جدُّ الشعب على أنّه بطلٌ مثاليّ بحيث نُخفي أخطاءه. تجرّأ هوشع فندّد بكذبه، ودعا الأشياء بأسمائها. فكلّ ما في تاريخ شعب إسرائيل ليس بصالح. والعهد القديم هو مسيرةُ خطيئة الإنسان وغفران الله.

وانتقاد هوشع للتقليد التاريخيّ في شعبه، يَبرز أيضًا في الاسم الذي أعطاه لولده الأوّل: »يزرعيل«، الله يزرع. »بعد وقت قصير، أعاقب بيت ياهو على الدماء التي سفكها في يزرعيل« (1: 4). حارب ياهو بيت عمري التي انتمى إليها آخاب وإيزابيل، اللذين أدخلا ديانة البعل إلى مملكة إسرائيل (2مل 9-10). وافق الشعب على ما فعله ياهو، لأنّه ردّة فعل من قبل الإيمان اليهويّ. أمّا هوشع فحكم على بيت ياهو. فالقتلُ الذي اقترفه خطير كأصناميّة أسلافه. وهكذا اختلف هوشع هنا كلّ الاختلاف عن النبيّ أليشع، ساعة حصلت هذه الأحداث الدامية (2مل 9: 1-10).

هنا دلّ هوشع على حرّيّته تجاه التقليد النبويّ، ولا سيّما في ف 1-3. فالقول النبويّ المتحدّث عن الشقاء، هو القول الأدبيّ التقليديّ عند الأنبياء22. وسوف ينتشر »التهديد« انتشارًا واسعًا بحيث يكاد يؤدّي إلى اليأس. ماذا بعد ذلك؟ ألا يرى النبيّ سوى الخطأ؟ وأين كلام التشجيع والرجاء؟ فكلّ هذا »التهديد« يتضمّن عنصرين: الاتّهام والخيانة. ثمّ: إعلان العقاب مع الأداة »ل ك ن«، لذلك، وكأنّ العقاب هو النتيجة الحتميّة للخطيئة. استعمل هوشع مرّتين هذه الطريقة، في السلسلة الأولى من أقواله، في القول الثاني (2: 7-9) وفي القول الثالث (2: 10-15). وما يلفت النظر، هو أنّ القول الانتقاليّ (2: 16-17) يقلب هذه البنية قلبًا تامٌّا. فبعد مجموعة أقوال الشقاء، التي تنتهي مع »وأنا نسيتني« (2: 15)، تابع النبيّ: »لذلك« (2: 15). وانتظرنا أن يُعلَن الشقاء. ولكنّه لم يُعلَن. بل توسّع القولُ النبويّ في إعلان السعادة. وهكذا نكون أمام قطيعة جذريّة مع التقليد.

فخيانةُ الشعب لا تحرّك العقاب، بل »لذلك«، بسبب خيانات إسرائيل عينها، الله يعد بالسعادة: »أردّ لها« (2: 17). هذا العطاء المجّانيّ يطلب جوابًا من قِبَل الخاطئ ويثير فيه رغبة بالعودة: »حينئذ تقول: أعود إلى زوجي الأوّل« (2: 9). ولكنّ الغفران المجّانيّ أكثر فاعليّة، وهذا أمر واضح. لأنّ العودة لا تبقى مجرّد رغبة، بل تصبح حقيقة وواقعًا: »هناك تجيب« (2: 17). أَعلن عددٌ من الأنبياء إعادة البناء فقالوا أقوال السعادة، ولكنّ الوضع الحالي يدهشنا. لا، »بالرغم من الخيانات«، بل »بسبب الخيانات«، منح الله غفرانَه. فالله يحتفظ لنفسه بالحقّ بأن يجعل فينا الدهشة والتعجّب. »أيجب أن تكون حسودًا لأنّي أنا صالح؟« (مت 20: 15).

كان هوشع حرٌّا بالنسبة إلى التقاليد التاريخيّة، والتقاليد النبويّة. وكان حرٌّا أيضًا تجاه تقليد الشريعة. اعتبر بعض الشرّاح أنّ عبارة »ما هي امرأتي ولا أنا زوجها بعد« (2: 4) تقابل عبارة الطلاق(23). لقد أعلن الزوج نهاية ارتباطه بزوجته ورأي الشرّاح أنّ لا حاجة إلى دعوة علنيّة أمام محكمة قانونيّة. فهو قرار اتُّخذ في قلب العائلة(24). والمرأة المطلّقة تعود في شكل طبيعيّ إلى أبيها (لا 22: 13؛ قض 19: 2). وبما أنّه ينبغي على الرجل أن يؤمّن اللباس لامرأته (خر 21: 10 مع الطعام وسائر الحقوق الزوجيّة)، فهو يقدر أن يستعيد، في وقت الطلاق، ما أعطاها(25). إذا الطلاق أُعلن بسبب الزنى، يُبرز هذا الطقسُ الطابعَ المشين لهذه الفعلة. حينئذ تعامَل المرأة كزانية وبغيّ (2: 12).

هل استند هوشع إلى حقّه هذا؟ يشير النصّ إلى أنّه وجّه إليها كلامًا أخيرًا »تنزع عن وجهها« (2: 4). ثمّ هدّد بأن يستعيد اللباس: »وإلاّ سأعرّيها« (2: 5). فالمرأة الزانية تُسحَق حتّى الموت، بحسب الشريعة (لا 20: 10). ما تعلّق هوشع بحقّه، أيٌّا كان الثمن. وما أراد أن يطالب في الحال ومن دون تأخير. ولكن هنا تمّت القطيعة مع الشريعة، ساعة استعاد زوجتَه الزانية. فنقرأ ما يُقال في سفر التثنية (24: 1-4): »إذا تزوّج رجل بامرأة، ولم تعد تجد حظوة في عينيه... ويصرفها من بيته... فإن تزوّجت رجلاً آخر، لا يحلّ لزوجها الأوّل الذي طلّقها أن يعود ويتزوّجها«. ارتبط سفر التثنية بإصلاح يوشيّا سنة 622 ق.م. فجاء بعد هوشع بمئة سنة ونيّف. ثمّ إنّ هذا السفر مرتكز على تقاليد قديمة قد تعود إلى مملكة الشمال حيث مارس هوشع رسالته. ربّما نحتفظ ببعض الشيء أمام تفصيل أو آخر من الشريعة، لا ينطبق على النبيّ. ومع ذلك، فهذه الشريعة تفهمنا أنّ الرجل لا يستعيد امرأته.

ذاك كان أيضًا موقف إرميا النبيّ، على ما يبدو: »إن طلّق رجلٌ امرأته فتركته وتزوّجت بآخر، فهل يحقّ بعد لها أن تعود إليه؟« (إر 3: 1). إذًا، تصرّف هوشع في شكل يعارض الشريعة. فكما غفر الربّ لإسرائيل الخائن، كذلك غفر هوشع لجومر الزانية. فالحبّ هو فوق الشريعة. وهكذا كان النبيّ هوشع سابقًا ليسوع المسيح الذي فيه تصبّ أقوال الأنبياء: »قالوا له: لماذا إذًا أمر موسى بأن تُعطى كتاب طلاق حين تطلّق؟« نجد هنا تلميحًا إلى شريعة تث 24: 1. وماذا كان جواب يسوع؟ »بسبب قساوة قلوبكم سمح لكم موسى بأن تطلّقوا نساءكم. ولكن لم يكن في البدء هكذا« (مت 19: 7-8). وهكذا يمكن أن نتساءل: أما تكون فعلة هوشع حين استعاد امرأته، الوجهة اللافتة في كلّ خبرته الزواجيّة، وهي تقدر أن تكلّمنا نحن اليوم؟

الخاتمة

حاولنا في هذه الدراسة أن نراعي النصّ كما هو في الكتاب. فاستعملنا مقاربة سنكرونيّة، تواقتيّة، فتسلسلت الأقسام تسلسلاً كاملاً. وأتاحت لنا انتقالاتٌ دقيقة أن ننتقل من قسم إلى آخر. ما طلبنا أن نُبرز كلَّ البنى التفصيليّة وتكرار الألفاظ، وسائر العناصر الأسلوبيّة، بعد أن سبَقنا آخرون إلى ذلك. فنستخلص من هذه المجموعة نتيجتين اثنتين. الأولى: حياة النبيّ هي كرازة. وكرازته بدّلت حياته الخاصّة. قَبِل النبيّ بأن يواجه نفسه ويسائلها بما يقوله للآخرين. النتيجة الثانية: تحطّمت التقاليد التاريخيّة والنبويّة والتشريعيّة، وتمّ تجاوُزها. فالخبر لا يصدر من شرّ يتكاثر فيه عدد القتلى. وحيث الخيانة تسبّب العقاب، نتجَ الوعد. وحين لا مجال للعودة بعد القطيعة، يتمّ الاجتماع ويعود الرباط الزوجيّ. في هذه الحالات الثلاث، أتيح للنبيّ بأن يتجاوز التقاليد: فالحبّ أقوى من الموت.

في خطّ أوّل، برزت أمانة النبيّ تجاه جومر، بالرغم من كلّ شيء، بل بسبب كلّ شيء. وفي خطّ ثانٍ، بانت حرّيّة النبيّ تجاه التقليد. هكذا يكون النبيّ الحقيقيّ: يمارس أمانة هي حرّيّة، ويمارس حرّيّة هي أمانة.
 
قديم 23 - 01 - 2021, 05:38 PM   رقم المشاركة : ( 32716 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,423

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

خبرة هوشع الشخصيّة: 1: 2-9 (2: 1-3)




وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يتألّف الجزء الأوّل من أمرٍ وجّهه الربّ إلى هوشع: »امضِ خذْ لك امرأة« (آ 2). نال هذا الأمر شرحًا: »لأن زنت الأرض« (خانت الربّ، تركته). ونفَّذ النبيّ ما طُلب منه: »فذهب وأخذ جومر« (آ3). هي بنية معروفة في الأخبار التي تتضمّن رسالة: إمضِ... فمضى. والشرح المضافُ يدلّ أيضًا أنّ هذه الرسالة هي عمل رمزيّ. إنّ العلاقة بين هوشع وجومر، تُشير بعض الشيء إلى العلاقة بين يهوه وشعبه.

وتُستعَاد البنيةُ عينُها جزئيٌّا من أجل الأسماء التي تُعطى للأولاد الثلاثة. هناك الأمر: »ادعُه« (آ4، 6، 9). ثمّ الشرح: »لأنّ«. لا يُذكر تنفيذُ الأمر بصريح العبارة، ولكنّه يُفترَض.

هذا القسم الأوّل من النصّ يستعرض الممثّلين: هوشع، جومر، الأولاد الثلاثة: يزرعيل، لامحبوبة. لاشعبي. واضحٌ منذ البداية أنّ هؤلاء الممثّلين لهم قيمة رمزيّة. يهوه وإسرائيل، الأرض. الأولاد الثلاثة، السلالة، الشعب. وتدلّ رمزيّة الاسم أنّ المستقبل ليس بواعد. هو كلام عن الخيانة وعن العقاب.

وما يلي من النصّ يدهشنا، لأنّنا نجد فيه وعدًا بالسعادة (2: 1-3). اعتبر شرّاح كثيرون هذه القطعة على أنّها مضافة. ثمّ يجب أن نشرح لماذا جُعلت هنا. إنّ هذه الآيات الثلاث تعلن انقلابًا في الشقاء الآتي. والكارثة لن تكون الكلمة الأخيرة. أمّا الشقاء فيتحوّل إلى سعادة. نحن هنا أمام استباق لم يحصل بعد.
 
قديم 23 - 01 - 2021, 05:41 PM   رقم المشاركة : ( 32717 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,423

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

سيرة النبي هوشع

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




اسم عبري معناه الخلاص هو ابن بئيري وهو نبي من الأنبياء الصغار تنبأ ايلم عزريا ويوثام واحاز وحزقيا ملوك يهوذا ويريعام الثاني ملك المملكة الشمالية ( هذه كلمة الرب التي كلم بها هوشع بن بئيري في أيام عزيا ويوثام وآحاز وحزقيا ملوك يهوذا وفي أيام يربعام بن يوآش ملك إسرائيل ) ( هوشع 1 : 1 )

كان هوشع نبيًا للمملكة الشمالية إسرائيل وكانت المملكة تحت حكم يربعام الثاني تعيش رخاء ماديًا لكنها انحطت روحيًا وتميز الناس بالجشع وتبنوا أخلاقيات الكنعانيين وديانتهم الوثنية وكان دور هوشع أن يظهر كيف خانت المملكة الشمالية الرب زوجها وراعيها وتزوجت بالبعل وآلهة كنعان وقد أنذرهم إن لم يتوبوا ويرجعوا إلى الرب فسيواجهون الهلاك كسر الشعب عهدهم مع الله واستحقوا أن ينالوا العقوبات التي وعد الله بها ويظن ان فترة نبواته دامت حوالي اربعين سنة في القرن الثامن قبل الميلاد وقد عاصر هوشع سقوط السامرة وكان ينتمي الى مملكة الشمال وإلى تلك المملكة أي السامرة تنبأ وكان معاصراً لاشعياء الذي تنبأ لمملكة الجنوب يهوذا قابل هذا مع إشعيا ( هذه رؤيا إشعيا بن آموص رآها على يهوذا وأورشليم في أيام عزيا ويوثام وآحاز وحزقيا ملوك يهوذا ) ( إشعيا 1 : 1 )

النبي يرى الأمور الحاضرة من منظار الله ذاك هو طابع الكتاب كله في الحرب على أورشليم رؤية النبي غير رؤية الملك وكذلك الحياة في المنفى وما بعد المنفى نحن بعيدون عن ظواهر خارقة ومعرفة سابقة فالوحي الذي تلقّاه إشعيا يعطي أقواله النبويّة سلطة كلام الله فنقرأه اليوم لكي ينير حياتنا إشعيا الرب يخلص أو الربّ خلاص وأشخاص عديدون حملوا هذا الاسم وكما أن هوشع عاصر عاموس في الملكة الشمالية وميخا في المملكة الجنوبية وسفر هوشع أول أسفار الأنبياء الصغار في ترتيب وضعها في الكتاب المقدس وهو السفر الثامن والعشرون، في العهد القديم ويتألف من قسمين من فصل 1-3 ، 4-14

والقسم الاول يرجع إلى السنوات الأولى من عهد بنوة هوشع وهو يفسر إصحاحات القسم الثاني التي تدور حول عدم وفاء شعب بني إسرائيل في تاريخهم الطويل ( إسمعوا كلمة الرب يا بني إسرائيل للرب خصومة مع سكان الأرض فما في الأرض أمان ولا رحمة ولا معرفة الله بل اللعنة والغدر والقتل والسرقة والفسق هذه كلها تجاوزت كل حد والدماء تلحق بالدماء لذلك تنوح الأرض ويذبل كل ساكن فيها مع وحش البرية وطير السماء بل سمك البحر أيضا يهلك ولكن لا يخاصم أحد شعبي ولا يوبخه فخصومتي معكم أنتم أيها الكهنة تسقطون في النهار وفي الليل ويسقط الأنبياء أيضا معكم فأنتم علة دمار شعبكم ) ( هوشع 4 : 1-4 )

فسر الله أسباب معاناة بني إسرائيل فقد جلب عليهم سلوكهم في ازدياد العنف والأزمات البيئية وإلى اغتيالات الملوك أثناء أيام هوشع فقد قتل شلوم زكريا ثم قتل منحيم شلوم ودمر مدينة بأكملها لأنها رفضت الاعتراف به ملكًا وسجل الله أنه حتى القتل كان يرتكب بطريقة عادية في إسرائيل ووجه هوشع الاتهامات إلى القادة الدينيين فمن كانوا هؤلاء القادة؟عندما تمرد يربعام على رحبعام ابن سليمان وأسس مملكة منافسة في الشمال فقد أسس أيضًا نظامه الديني الخاص وفي كسره لوصية الله صنع عجلين ذهبيين وطلب من الشعب أن يعبدوهما ورسم أيضًا كهنته الذين لم يكونوا من أبناء هرون واستمر المقيمون في المملكة الشمالية يعبدون الرب في البداية ثم ما لبثوا أن عبدوا آلهة الكنعانيين وقبل مضي وقت طويل استبدلوا عبادة الله بعبادة البعل وما عادوا يعبدون الله نهائيًا فليس عجيبًا أن كهنة يربعام المزيفين قد عجزوا عن الحفاظ على عبادة الله الحقيقية وحول ضرورة الطهارة والاعتراف بمحبة يهوه ويرمز إلى خيانة بني إسرائيل لله في الاصحاحات الثلاثة الأولى بالخيانة الزوجية ( تعالوا نرجع إلى الرب لأنه يمزق ويشفي يجرح ويضمد يحيينا بعد يومين ويقيمنا في اليوم الثالث فنحيا لنعرف الرب كل المعرفة ونتبعه فيكون ضياؤه كالفجر ورجوعه إلينا كالمطر كمطر ربيعي يروي الأرض ) ( هوشع 6 : 1-3 )

في هذه الايات الناس لم يفهموا عمق خطاياهم ولم يرجعوا عن الأصنام أو يندموا على خطاياهم أو يتعهدوا بالتغيير وظنوا أن عقاب الله وغضبه لأيام قليلة ولم يكونوا يعرفون أن أمتهم ستؤخذ عن قريب في السبي لم تكن إسرائيل تهتم بالله إلا من أجل عطاياه المادية ولم يقدروا المكاسب الأبدية الآتية عن طريق عبادته لا تبادر وتحكم على بني إسرائيل قبل أن تراجع موقفك ( بنبي أصعد الرب إسرائيل من مصر وعن يد نبي حفظهم سالمين ) ( هوشع 12 : 14 )

وقد أثارت بعض مواد هذا السفر تساؤلات كثيرة أهمها خبر زواج النبي بأمر من الرب من امرأة زانية وولادة ثلاثة أبناء له منها هم يزرعيل ولورحامة ولوعمي ( لما بدأ الرب يتكلم بلسان هوشع قال الرب لهوشع خذ لك امرأة زنى وليكن لك منها أولاد زنى لأن أهل الأرض كلهم يزنون في الخفية عني أنا الرب فذهب وأخذ جومر بنت دبلايم فحبلت وولدت له ابنا فقال الرب لهوشع سمه يزرعيل لأني بعد قليل أعاقب بيت ياهو على الدماء التي سفكها ياهو في يزرعيل وأضع حدا لمملكة بيت إسرائيل وفي ذلك اليوم أكسر قوس بني إسرائيل في وادي يزرعيل ثم حبلت جومر ثانية وولدت بنتا فقال الرب لهوشع سمها لا رحمة لأني لا أعود أرحم بيت إسرائيل بل أجعلهم نسيا منسيا أما بيت يهوذا فأرحمهم وأخلصهم أنا الرب إلههم ولكن لا أخلصهم بالقوس ولا بالسيف ولا بالخيل ولا بالفرسان ولا بأدوات الحرب كلها ولما فطمت جومر ابنتها لا رحمة حبلت وولدت ابنا فقال الرب لهوشع سمه لا شعبي لأن لا شعب إسرائيل لي ولا أنا له ) ( هوشع 1 : 2-9 )

من الصعب تخيل مشاعر هوشع عندما أخبره الرب بالزواج من امرأة سوف تخونه إلا أنه أطاع كثيرًا ما طلب الله أشياء غير عادية من أنبيائه الذين واجهوا ظروفًا غير عادية تنبأ إيليا بهلاك عائلة أخاب ملك إسرائيل بسبب شرهم جومر أنجبت لهوشع ابنًا وأنجبت طفلين آخرين لكن ليست هناك أي دلالة على أن هوشع هو والدهم الطبيعي وبصرف النظر عن كونهم أبناءه من عدمه فإن مفتاح هذا الجزء من القصة هو تلك الأسماء التي اختارها الله لهم إشارة إلى موقفه من خيانة إسرائيل قال الرب إنه شخصيًا سينقذ شعب يهوذا من أعدائهم ليس بقوة جيوشهم أو أسلحتهم فالله يختار عادة أن يعمل من خلال الناس فقط لأن ذلك لخيرهم هنا كان الرب أساسًا يمزق أواصر العهد ويحمل اسم الطفل الثالث تبليغًا بأن حكم الله نهائي وبدأت تتحقق تحذيرات الله إسرائيل كانت تترك الله وتركهم الله بدوره وحدهم وبدون بركاته وهناك تفسيرات متعددة حول هذا الموضوع الأمر مجرد حلم أو رؤيا ولم يتحقق أنه مثل ذات مغزى وليس حقيقة أنه كلام رمزي إذ من غير المعقول أن يأمر الله نبياً بالخطيئة لأن ناموس موسى كان يحرم الكهنة من الزانيات حتى ولم يكن هوشع كاهناً فمن غير المعقول أن يدعوه الله إلى فعل ما لا يحق للكهنة فعله ذلك حصل بالفعل لأمر إلهي وهو إعطاء درس للبشر أو انه حصل بالفعل إلا أن هوشع لم يعرف أن امرأته زانية إلا فيما بعد أو أن امرأته صارت زانية بعد الزواج اما القسم الثاني هو ملخص تعاليم سجلها في آخر عهده بالنبوءة أو قام بتسجيلها أحد تلاميذه بعد وفاته وكلها تنديد بمفاسد عصره ونصائح للشعب كي يرعوي ويثوب ولكن نصائحه تنطوي على محبة عميقة لذلك فهو نبي المحبة ويمكن أن تقسم محتويات السفر إلى ما يأتي أولاً محبة هوشع لزوجته الخائنة والخطيئة والإدانة والرد وثانياً محبة الله لشعب بني إسرائيل الخائن وتكرار الأقوال النبوية التي تؤكد وقوع الخطيئة والإدانة والتوبة وتكرار الأقوال النبوية التي تؤكد توقيع القضاء والخطيئة والإدانة والرد وتكرار الأقوال النبوية التي تؤكد أن الله سيرد الشعب إليه وإلى مكانته منه الخطيئة والإدانة والرد وأما المميزات الأدبية لهذا السفر فهي إن السفر مليء بالتشبيهات والاستعارات وهي الماء والعث والنخر والاسد والحمامة الحمقاء والقوس الخادعة والنسر والريح والزوبعة والمحبون المأجرون والطائر والعجلة وابني والأسد والسحابة والندى والعصافة والدخان والأسد والنمر والدب والماخض التي تلد والندى والسوسن وشجرة الزيتون والحنطة والكرم والخمر والسروة الخضراء ويحمل السفر رسائل إلى البشر عدة رسائل وهي محبة الله للخطاة وغضب الله على الخطيئة وخيانة الله هي الزنى الروحي وخيانة الله تسير بالإنسان إلى خيانة للإنسان الله يتطلب الأمانة أكثر مما يتطلب المراسيم الدينية وعدم معرفة الله وعدم معرفة شرائعه يؤديان بالإنسان على الخطيئة

الله يرحب بالتائب اسم يشوع الأصلي قبل أن يتحول إلى يشوع بأمر من موسى ابن عززيا رئيس سبط افرايم أيام داود ابن ايلة آخر ملوك المملكة الشمالية بدا عهده كصنيعة لتغلث فلاسر ملك أشور فتآمر معه ضد فقح ملك السامرة وقتله وجلس على العرش مكانه وحكم تسع سنوات ومع أنه عمل الشر أمام الرب فإنه كان خيراً من باقي ملوك دولته وقد بقي في الحكم إلى أن غضب شلمناسر ملك آشور عليه لأنه تحالف مع فرعون ملك مصر وقام بحملة على السامرة واضر هوشع إلى دفع الضرائب إلى أن أمل أن يحصل على معونة من فرعون يصد بها الآشوريين فرفض مواصلة دفع الضرائب وامتنع عن الخضوع لأشور فأتى شلمناسر واحتل السامرة وأخذ هوشع أسيراً وقد أتم الفتح سرجون بعد أن مات شلمناسر وسبى سرجون سكان المدينة كلهم وأجلاهم عن فلسطين ويسمى هذا سبي الأسباط العشرة ودفع هوشع ثمن مساوي وخطايا غيره من ملوك اليهود وكان النبيان هوشع وميخا قد تنبأ عن ذلك المصير أحد الذين ختموا العهد مع نحميا بعد العودة من السبي أمين
 
قديم 23 - 01 - 2021, 05:45 PM   رقم المشاركة : ( 32718 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,423

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أين تقف ؟

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كان شابا في زيارة لكنيسة شُيدَت حديثاً،

فلما اقترب منها وقف يتأمل منظرها من الخارج..

كانت الشمس تنتصب وراءه وتلقي بأشعتها القوية على زجاج نوافذ الكنيسة .

دقق النظر لكي يرى الصور المرسومة على الزجاج فلم يقدر أن يميز شيئاً..

لكنه عندما صار داخل الكنيسة وتطلع إلى النوافذ كان الأمر مختلفاً تماماً ..

رأى أشعة الشمس تنساب إليه من خلال زجاجها

بعد أن فقدت شدتها بينما ظهرت الصور غاية في الجمال و الروعة..

هناك فرق الرؤية بين أن تكون واقفاً والشمس خلفك .. أو أمامك..

هكذا أمور الحياة . إذا نظرت إليها وكنت تضع الرب إلهك خلفك،

فسوف تراها مشوهة بلا معنى ولن تلمس فيها أي جمال حقيقي ..

أما إذا كان الله حياً في داخلك وكنت تراه أمامك دائماً،

فسوف ترى في ضوء حبه العجيب كل شيء بطريقة مختلفة،

وسوف تشهد لصدق الوعد الإلهي

كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله رومية 28:8

هل هناك مشكلة قاسية تعاني من آلامها؟ .

ضع الله أمامك، اُنظر إليه .. تمسك بحبه،

ثق في أمانته وسوف ترى المشكلة بطريقة جديدة

لا تنزع منك سلامك.. تمتع دائماً برؤية إلهك،

ولن تنهزم قط من الخوف أو القلق ..

يعظم انتصارنا بالذي أحبنا رومية 37:8.
 
قديم 23 - 01 - 2021, 05:47 PM   رقم المشاركة : ( 32719 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,423

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

TAMAV IRINI تماف إيرينى تحكى عن ما رأته في الفردوس





 
قديم 23 - 01 - 2021, 05:49 PM   رقم المشاركة : ( 32720 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,423

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

قداس عيد الغطاس - هوذا حمل الله - القس أغسطينوس موريس - 18 - 1 - 2021





 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:51 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025