![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 32431 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() عوبديا وخداع أدوم
![]() سقط أدوم فريسة الخداع ، ويبدو أن خداعه جاء من اتجاهين : خداع الأصدقاء ، وخداع النفس : « طردك إلى التخم كل معاهديك . خدعك وغلب عليك مسالموك . أهل خبزك وضعوا شركاً تحتك . لا فهم فيه » … ” عو 7 ” والذين يخدعون الآخرين قد يكونون مدفوعين بالخوف أو التملق أو المصلحة ، … كان نيرون صاحب صوت منكر ، ولكنه كان يعتقد أن صوته من أرخم الأصوات ، وكان يلزم الآخرين أن يسمعوا غناءه ، وكانوا يبدون إعجابهم الكبير بالصوت ، خوفاً على حياتهم من بطشه وانتقامه ، … وقد تملق الصوريون والصيداويون وهم « يلتمسون المصالحة لأن كورتهم تقتات من كورة الملك ، وفى يوم معين لبس هيرودس الحلة الملوكية وجلس على كرسى الملك ، وجعل يخاطبهم . فصرخ الشعب : هذا صوت إله لا صوت إنسان. ففى الحال ضربه ملاك الرب لأنه لم يعط المجد للّه . فصار يأكله الدود ومات .. » ” أع 12 : 20- 23 ” والإنسان متى سمح للآخرين أن يخدعوه ، فسينتهى به الأمر إلى الاتجاه الآخر ، إن يخدع نفسه بنفسه ، « تكبر قلبك قد خدعك » ” عو 3 ” .. «والقلب أخدع من كل شئ وهو نجيس من يعرفه » . ” إر 17 : 9 ” والإنسان من تاريخه الأول إلى اليوم ضحية الخداع ، .. وكما ذهب الشيطان إلى أبوينا الأولين فى جنة عدن، وبدأ معهما هناك بقصة الخداع ، فهو إلى اليوم يضلل ويخدع فى كل مكان وزمان !! .. ولعله يوحنا ويسلى الذى وعظ ذات يوم عظة رائعة عظيمة ، وما أن نزل من المنبر ، حتى استقبله أحد السامعين بالقول … « ما أروعها وأعظمها من عظة » . وإذا بالواعظ العظيم يقول : لقد قال لى غيرك ذلك !! .. وقال السامع : ومن هو !! ؟ وأجاب الواعظ : إنه الشيطان !!؟ .. قالها له قبل أن ينزل من فوق المنبر ، … وإذا كان يفعل ذلك فى أقدس الأماكن ، فكيف يكون الأمر فى أحطها وأشرها ؟!! . |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 32432 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() عوبديا وسقوط أدوم ![]() ونتعرض أخيراً لسقوط أدوم البشع ، ولعل أول مظهر من مظاهر سقوطه ، كان فى الفرصة الضائعة ، لقد أصيب أخوه يعقوب بالنكبة التى كانت تقتضى منه المسارعة إلى المعونة ، لا الوقوف موقف المتفرج ، أو الإجهاز على بقايا المنفلتين . وما أكثر ما يقف الناس على الطريق فى موكب الحياة ، موقف أدوم القديم : « يوم وقفت مقابله يوم سبت الأعاجم قدرته ودخلت الغرباء أبوابه وألقوا قرعة على أورشليم كنت أنت أيضاً كواحد منهم . ويجب أن لا تنظر إلى يوم أخيك يوم مصيبته ولا تشمت ببنى يهوذا يوم هلاكهم ولا تغفر فمك يوم الضيق. ولا تدخل باب شعبى يوم بليهم . ولا تنظر أنت أيضاً إلى مصيبة يوم بليته ولا تمد يداً إلى قدرته يوم بليته . ولا تقف على المفرق لتقطع منفلتيه ولا تسلم بقاياه يوم الضيق » … ” عو 11 – 14 ” وما أكثر ما يفعل الناس هكذا وهم مشغولون بأنانيتهم وكبرياء قلوبهم .. فى أسطورة وثنية قديمة ، أن واحداً من الرؤساء القدامى حفر بئراً ، وأمر بألا يشرب منها أحد غيره وغير عائلته ، وكانت النتيجة أن البئر لم تعط ماء ، فطلب العرافين الذين قالوا له إن البئر لا يمكن أن تعطى ماء إلا إذا شارك الشعب فى الانتفاع بها ، فما كان منه ، مدفوعاً بأنانيته ، إلا أن يصدر قراراً بأن يشرب الشعب منها فى الليل ، وهو وبيته يشربون منها فى النهار ،… وحدث أن البئر فاضت بالماء عند غروب الشمس ، وظلت طوال الليل تعطى ماء ، وفى الصباح جفت ، وعندئذ علم أن المشاركة الصحيحة هى أن يشرب هو والشعب فى وقت واحد ، … وفاضت البئر عندئذ ليلا ونهاراً .. إن الحياة فى حقيقتها هى الإيثار لا الاستئثار وهى الخدمة الباذلة المضحية ، وليست الأنانية أو الوصولية أو النفعية التى يعيشها ملايين الناس على الأرض !! .. فى ساحة إحدى الكنائس عبارة مكتوبة : « ما أعطيه أملكه وما أحفظه أفقده » ، .. لقد زمجر عاموس – فيما ذكرنا عند التعرض لشخصيته – لحياة الأنانية التى تنسى آلام الآخرين : « ويل للمستريحين فى صهيون .. أنتم الذين تبعدون يوم البلية وتقربون مقعد الظلم ، المضطجعون على أسرة من العاج والمتمددون على فرشهم والآكلون خرافاً من الغنم وعجولا من وسط الصيرة ، الهاذرون مع صوت الرباب ، المخترعون لأنفسهم آلات الغناء كداود ، الشاربون من كؤوس الخمر والذين يدهنون بأفضل الأدهان ولا يغتمون على انسحاق يوسف » .. ” عا 6 : 1 – 6 ” إن الأنانية وحدها بشعة كل البشاعة ، ولكنها أكثر بشاعة عندما تكون فى مواجهة النفس والمنكوب والمتألم والمتضايق !! .. وسقط أدوم أيضاً عندما لم يدرك أن الزمن دوار ، وطوبى للرحماء لأنهم يرحمون…. فى أساطير عيسوب أن الحمار الضعيف المسكين توسل إلى زميله الحصان أن يحمل عنه بعض حمله ، وقال له إنه إن لم يفعل فالنتيجة ستكون أنه سيموت ، وسيحمل الحصان الكل ، … ولم يبال الحصان بالكلام ، فسقط الحمار تحت ثقله ومات ، ونقل صاحبهما كل حمل الحمار ووضعه على الحصان ، بل أكثر من ذلك أنه وضع عليه جثة الحمار الميت ، وقال الحصان : يا لى من أحمق ! لقد رفضت أن آخذ شيئاً من حمل الحمار ، وها أنا لا آخذ حمله فحسب ، بل أحمل جثته أيضاً !! .. لعل من أطرف ما قيل ، أن أحد المرسلين – وكان جراحاً فى مدارس بالهند رأى ذات يوم عند بابه كلباً صغيراً مكسور القدم ، فما كان منه إلا أن جبر ساقه ، وقال المرسل إن الشئ الغريب الذى حدث أنه أحس بخربشة فى اليوم التالى عند الباب وعندما فتح الباب وجد الكلب ، وقد صحب كلباً آخر صغيراً مكسور الساق ، وقد جاء به ليعالج،.. لئن صحت الرواية ، فإن الإنسان مرات كثيرة يكون أحط من الحيوان ، وأكثر أنانية،… ولعل هذا ما حد برئيس الأساقفة هو يتلى أن يقول : إذا سألتنى أن أخبرك عما يسبب الاضطراب الأكبر ، والذى يهدد بأقسى الأخطار ، فإنى أستطيع أن أقول لك إنك إذا تطلعت إلى المرآة ، هناك سترى أصدق صورة لذلك ! .. ومن المؤسف حقاً أن الناس فى كثير من أدوار الحياة تنسى أن الدنيا لا تبقى إنساناً على حال فهى ترفع المنخفض ، وتخفض المرتفع ، وهى تغنى الفقير وتفقر الغنى ، وهى تقوى الضعيف ، وتضعف القوى .. إنها الساقية التى تدور بسرعة أو ببطء ، لكنها على أية حال تدور!!… وقديماً قال أحدهم للنعمان : إن كنت تعلم يا نعمان أن يــــدى قصيرة عنك ، فالأيام تنقلـــــب وقال آخر : أحسنت ظنك بالأيام إذ حسنت ولم تخف سوء ما يأتى به الغيـر وسالمتك الليالى فاغتررت بهــــــا وعند صفو الليالى يحدث الكدر والمثير فى الأمر على الدوام ، أن الجزاء من جنس العمل : « كما فعلت يفعل بك ، عملك يرتد على رأسك . لأنه كما شربتم على جبل قدسى يشرب جميع الأمم دائماً يشربون ويجرعون ويكونون كأنهم لم يكونوا » ” عو 15 و 16 ” .. عندما قبض الإسرائيليون على أدونى بازق وقطعوا أباهم يديه ورجليه ، قال الرجل : « سبعون ملكاً مقطوعة أباهم أيديهم وأرجلهم كانو يلتقطون تحت مائدتى . كما فعلت كذلك جازانى اللّه » … ” قض 1 : 7 ” وقال جدعون ، « لزبح وصلمناع : كيف الرجال الذين قتلتماهم فى تابور ؟ فقالا مثلهم مثلك . كل واحد كصورة أولاد ملك . فقال هم اخوتى بنو أمى . حى هو الرب لو استحييتماهم لما قتلتكما » .. ” قض 8 : 18 و 19 ” ولم يدر هامان وهو يجهز الصليب المرتفع ليصلب عليه مردخاى ، أنه يجهز لنفسه المصير التعس الذى سيصل إليه !! .. كان أدوم يرى نفسه ، كما لاحظنا ، القوة والمنعة ، وهو « القائل فى قلبه من يحدرنى إلى الأرض » ( عو 3 ) لقد وضع عشه بين النجوم أو أعلى من أن تصل إليه يد بشرية ، ولكن المثل الشائع يلحقه : |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 32433 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() عبوديا ما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع ![]() لقد فكر أدوم فى قدرة البشر وهو يلقى على نفسه السؤال : « من يحدرنى إلى الأرض » ، … ونسى أنه توجد يد أعلى من كل يد بشرية ، خالقة الكواكب والنجوم ذاتها ، … « ومن هناك أحدرك يقول الرب !! … ” عو 4 ” وحسب المقاييس البشرية ماذا ينقص أدوم وقد ارتفع بعشه فوق الزوابع والعواصف والمحن التى تتلف الكرة الأرضية ، ولكنها تغلف جوها دون أن تبلغ النجوم ، أما الذى يبلغ من المناعة ما يعلو به على الريح ، فهو آمن من ثورة الطبيعة والإنسان ، ومن غدر الزمان ، كما يحلو للمخدوع أن يتصور ولكن هذا الإنسان ، فرداً كان أو أمة ، ينسى أن المصير دائماً تحكمه اليد الإلهية العليا ، … وأن هذه اليد تسمح أن يرتفع الجبار إلى أعلى ما يتصور الخيال البشرى ، حتى يسقط سقوطاً ملحوظاً من كل البشر ، بل ومن كل التاريخ أيضاً!! .. ويكون سقوطه عظيماً !! ..كان سقوط أدوم رهيباً ، لأنه كان سقوطاً من النجوم العالية إلى الأرض أو الحضيض كما يقولون ، … وها نحن لا نعرف عن أدوم الآن شيئاً ، لقد ضاع وانتهى إلى الأبد ، وتحولت جباله وصخوره إلى مقابر رهيبة لمجده وجلاله ومتعته وتاريخه بأكمله ،.. ونحن لا نستطيع أن ننهى القصة دون أن نتعمق إلى ما هو أعظم وأكمل وأبهى ، إذ أن الدورة عادت لتصحح الوضع المقلوب ، لقد أضحى القوى ضعيفاً ، وعاد الضعيف قوياً ، وجاءت نهاية أدوم بيد يعقوب جزاءاً وفاقاً لإثمه وشره وخطيته وحقده وانتقامه ، ولذلك نقرأ : « ويكون بيت يعقوب ناراً وبيت يوسف لهيباً وبيت عيسو قشا فيشعلونهم ويأكلونهم ولا يكون باق من بيت عيسو لأن الرب تكلم » … ” عو 18 ” ونحن نسأل عن السر ، وهل هو نوع من الانتقام رد به يعقوب على عيسو فى يوم من الأيام !! .. لا نظن إذ أن الأمر أعلى وأسمى ، وليس هو مجرد صراع بين جماعات تدور بها الأيام وتلف ، بين غالب ومغلوب ، لقد أعطانا عوبديا الصورة الصحيحة الحقيقية ، إذ ختم نبوته بما يمكن أن نطلق عليه « مسك الختام » فى القول : « ويكون الملك للرب » … ” عو 21 ” وهذا يحولنا بدورنا من الأرض أو النجوم ، إلى من هو فوق الاثنين ، إلى الحاكم المطلق الأبدى الذى يضع ولا أحد يرفع ، ويرفع ولا أحد يضع !! .. ويقود التاريخ فى كل أدواره صوب النهاية المؤكدة ، التى تجعلنــــا نغنى مـــع عوبديا بكل بهجة ويقين : « ويكون الملك للرب |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 32434 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() تفسير سفر عوبديا ابونا تيموثاوس ميلاد
مقدمة عامة لا نعرف عن النبي كاتب هذا السفر إلا إسمة العبري الذي معناه " عبد أو خادم يهوه " و تشير محتويات السفر إلى أنه كان من مواطني مملكة يهوذا (عد 10 , 11-12 , 17 , 21 )تنقسم الآراء حول تاريخ كتابة سفر عوبديا إلى مجموعتين و يفصل بينهما عام 586 ق.م و هو تاريخ سقوط أورشليم في يد الكلدانيين و سبي يهوذا إلى بابل. و يتوقف تحديد تاريخ كتابة السفر على تحديد الغزو الذي تعرضت له أورشليم و فيه أتخذ الأدوميون موقفا عدائيا من يهــوذا و هو الموقف الذي ذكره عوبديا فى ( عد 11 – 14 ) ، فإن بعض الشراح يعتبرونه أحد الغزوات التى سبقت سبي بابل سنة 586 ق.م بينما يعتبره آخرون هو نفس الغزو الذي صاحب ذلك السبي . أما أصحاب الرأي الذي يأخذ بالتاريخ السابق على سنة 586 ق.م فمنهم (J.D.DAVIS –J.H.RAVEN) اللذان رجعا بتاريخ هذا السفر إلى أيام أحاز ملك يهوذا (743 – 728 ق.م ) الذي في عهده أتى الأدوميون و ضربوا يهوذا و سبوا سبيا و أقتحم الفلسطينيون مدن السواحل و جنوبي يهوذا و أخذوا عدة مدن (2 أيام 28: 17-18) ولكن ( ) و آخرون فأنهم يركزون بصفة خاصة على الغزو الذي كان في أيام يهورام (2مل8: 20-22 ، 2 أيام 21: 8-20) v و يقدمون الأسباب الأتية تأكيدا لرأيهم : 1_ لم يذكر عوبديا خرابأ للهيكل و لا سيما للشعب بكاملة كما قيل عن سبي سنة 586 ق . م . 2_ أن الأسرى كما ذكر عوبديا قد مضوا بهم إلى "صفارد" (عد 20) التي قيل أنها كانت في أسيا الصغرى أو أسبانيا و لم يمضوا بهم إلى بابل كما حدث في سبي سنة 586 ق.م 3_ لم يذكر عوبديا اسم نبوخذ نصر و لا الكلدانيين الذين جاء ذكرهم في حديث الأنبياء المتأخرين عن سبي سنة 586ق.م 4_ يظهر من كتابات عاموس (سنة 760ق.م ) و أرميا (سنة 627 ق.م ) أنهما اقتبسا من عوبديا الذي سبقهما تاريخيا . أما الذين ينسبون نبوة عوبديا بعد سنة 586 ق.م فأنهم يستندون على عدم ذكر عوبديا و سفر الملوك لغزو الفلسطينيين و العرب لأورشليم و عدم ذكر أدوم في (2 أيام21: 16) و يرد على ذلك : - أن عوبديا كان تركيزه على خيانة أدوم لأخيه فلم يذكر الغزاة - و إن كان سفر الملوك لم يذكر الغزاة فقد ذكرهم سفر أخبار الأيام الثاني (ص 21: 16 ) - و إن كان اسم أدوم لم يرد في (2 أيام 21: 16-17) فأنه أيضا لم يرد الدور الذي لعبته أدوم في سبي سنة 586 ق.م. أک بين عوبديا و كل من يوئيل و عاموس و أرميا: يرجع الشراح اقتباس هؤلاء من عوبديا ، و ستأتي - بمشيئة الله - الإشارة الى كل من هذه النصوص في التفسير المفصل للسفر . o أقسام السفر : ينقسم السفر الى ثلاثة أقسام رئيسية : o أولا : الأنباء بدمار أدوم (عد 1 – 9 ) : 1_ دعوة الأمم لخراب أدوم (عد1، 2) 2_ الخراب عقوبة التجبر و الكبرياء (عد3، 4) 3_ سلب كنوز أدوم (عد 5، 6) 4_ خيانة حلفاء أدوم لها (عد 7) 5_ قتل حكماء و أقوياء أدوم (عد 8، 9) o ثانيا : أسباب خراب أدوم (عد 10 - 14) : 1_ ظلمة لأخيه يعقوب (عد 10) 2_ اشتراكه مع الأعداء ضد يعقوب (عد 11) 3_ موقفه الشامت من يعقوب (عد 12) 4_ سلبه غنائم أورشليم (عد 14) o ثالثا: يوم الرب للدينونه و إستعادة الماضي (عد 15- 21) : 1_ محاكمة الأمم في يوم الرب (عد 15، 16) 2_ يكون الملك للرب (17، 21) أولا : الأنباء بدمار أدوم ( عد 1- 9) 1_ دعوة الأمم لخراب أدوم (عد 1، 2)1رُؤْيَا عُوبَدْيَا: هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ عَنْ أَدُومَ (سَمِعْنَا خَبَراً مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ وَأُرْسِلَ رَسُولٌ بَيْنَ الأُمَمِ: «قُومُوا وَلْنَقُمْ عَلَيْهَا لِلْحَرْبِ»): 2«إِنِّي قَدْ جَعَلْتُكَ صَغِيراً بَيْنَ الأُمَمِ. أَنْتَ مُحْتَقَرٌ جِدّاً. (عد 1):كان إعلان الرب لعوبديا بأن سمع النبي خبرا من قبل الرب عن أدوم ، و فيه يقيم الرب رسولا يدعو الأمم أن تقوم للحرب ضدها , فتجاوبه الأمم"لنقم عليها للحرب (عد 2): كانت أدوم قد انتفخت بالكبرياء و التجبر , فيواجهها الرب بكونها صغيرة بين الأمم و محتقرة . لاحظ : اقتباس أرميا لهذة العبارات كما جاءت في (ص49: 14 - 16) 2- الخراب عقوبة التجبر و الكبرياء (عد3، 4) 3تَكَبُّرُ قَلْبِكَ قَدْ خَدَعَكَ أَيُّهَا السَّاكِنُ فِي مَحَاجِئِ الصَّخْرِ رِفْعَةَ مَقْعَدِهِ الْقَائِلُ فِي قَلْبِهِ: مَنْ يُحْدِرُنِي إِلَى الأَرْضِ؟» 4إِنْ كُنْتَ تَرْتَفِعُ كَـالنَّسْرِ وَإِنْ كَانَ عُشُّكَ مَوْضُوعاً بَيْنَ النُّجُومِ فَمِنْ هُنَاكَ أُحْدِرُكَ يَقُولُ الرَّبُّ. انخدعت أدوم بطبيعة موقعها على الجبال فملأ الغرور قلبها , و لم تدرك إن إستراتيجية موقعها لا ينجيها من انتقام الرب منها .(عد 3) : "تكبر قلبك قد خدعك أيها الساكن في محاجئ الصخر" كانت قبائل أدوم تسكن في "محاجئ" الصخر - و كلمة محاجئ تعني مخابئ أو شقوق و قد وردت في ( نش2: 14 ، ار 49: 16)و كان سكان هذه الأماكن قبل الأدوميين هم "الحوريون" سكان جبل سعير (تك14: 6 ،تث2: 12 و 22 ) - و هي منطقة جبلية مليئة فعلا بالمغارات و الكهوف . لقد ظن الأدوميون أنهم في حماية هذه الأماكن الحصينة , التي لا تصل إليها جيوش الغزاة أوالأعداء , فتكبرت قلوبهم مخدوعين بمناعة بلادهم . " رفعة مقعدة " أي مسكنة المرتفع بين الصخور- و في الترجمة الكاثوليكية " في أوج مثواه"" القائل في قلبه من يحدرني إلى الأرض ؟" توهم الأدوميون أن قوتهم لا يمكن التغلب عليها من آخرين و كأنهم بلغة التحدي يفتخرون في مواجهة الآخرين معبرين عما في قلوبهم "من يحدرني إلى الأرض"؟ أو يمكنه إيقاع الهزيمة بي ؟(عد 4 ): " إن كنت ترتفع كالنسر " يواجهه الرب منذرا إياه بعدم الاعتماد على قوته فيقول له " إن كانت لك القدرة أن تحلق في أعلى الأجواء كالنسر .. و قد قال الرب لأيوب : أو بأمرك يحلق النسر و يعلى وكره ؟" مشيرا بذلك إلى قوة النسر على الإرتفاع ." و إن كان عشك موضوعا بين النجوم فمن هناك أحدرك يقول الرب ": و لو جعل أدوم مسكنة بين النجوم الشاهقة الارتفاع فإن الرب قادر على إسقاطهإن هذا القول هو إنذار من الله لكل من تأخذه نشوة الغرور معتمدا على أية قدرات مادية أو معنوية فالرب يسقط الجبابرة و يرفع المتضعين . 2_ سلب كنوز أدوم (عد5، 6) 5إِنْ أَتَاكَ سَارِقُونَ أَوْ لُصُوصُ لَيْلٍ. كَيْفَ هَلَكْتَ. أَفَلاَ يَسْرِقُونَ حَاجَتَهُمْ؟ إِنْ أَتَاكَ قَاطِفُونَ أَفَلاَ يُبْقُونَ خُصَاصَةً؟ 6كَيْفَ فُتِّشَ عِيسُو وَفُحِصَتْ مَخَابِئُهُ؟ § يصف الرب في هذين العددين مقدار الخراب الشامل الذي سيحل بأدوم مقارنا بين ما يحدث في حالات السرقة و في قطف العنب و بين ما كان عتيدا أن يكون لأدوم . فلو أنة تعرض للسلب من سارقين أو لصوص لكان هؤلاء ينهبون ما يحتاجون إلية فقط و يتركون بقية له .§ و لو كان قاطفو العنب يجمعون المحصول فأنهم _ بحسب ما كان متبعا _ يتركون ما في الزوايا أو يتركون خصاصة أي ما يتبقى في الكرمه بعد القطاف (و كلمة خصاصة تشير إلى الشئ القليل) أما بالنسبة لأدوم فأنة سيتعرض للسلب و النهب بصورة كاملة فلا يتبقى له شئ [IMG]file:///C:/DOCUME~1/MARK/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image002.gif[/IMG] و كانت "بترا" عاصمة أدوم سوقا عظيمة للبضائع السورية والعربية فتوفرت لها الثروات الضخمة و الكنوز الهائلة و لكنها كانت كلها عتيدة أن يسلبها الناهبون وهكذا يكون الدمار رهيبا .... (4: 5) خيانة خلفاء أدوم لها و قتل حكماءها وأقوياءها (عد 7- 9) 7طَرَدَكَ إِلَى التُّخُمِ كُلُّ مُعَاهِدِيكَ. خَدَعَكَ وَغَلَبَ عَلَيْكَ مُسَالِمُوكَ. أَهْلُ خُبْزِكَ وَضَعُوا شَرَكاً تَحْتَكَ. لاَ فَهْمَ فِيهِ. 8أَلاَ أُبِيدُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَقُولُ الرَّبُّ الْحُكَمَاءَ مِنْ أَدُومَ وَالْفَهْمَ مِنْ جَبَلِ عِيسُو؟ 9فَيَرْتَاعُ أَبْطَالُكَ يَا تَيْمَانُ لِيَنْقَرِضَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ جَبَلِ عِيسُو بِـالْقَتْلِ. (عد 7):كان لأدوم حلفاء من جيرانة الموابيين و العمونيين و العرب الذين آكلوا من خبزه علامة على مواثيق و عهود الصداقة _لكن هؤلاء تخلوا عن مساعدة أدوم في محنته و خانوه و خدعوه _ و صنعوا له شركا تحته و طردوه إلى التخوم و يرى بعض المفسرين أنة ربما كان أدوم قد أرسل رسلا في طلب المساعدة من أصدقائه و لكن هؤلاء الأصدقاء طردوا الرسل إلى التخوم و يرى أخرون أن المقصود هو مساعدة حلفائه لأعداء أدوم في مطاردته . فلا فهم فى أدوم . (عد 8، 9 ): سيبيد الرب الحكماء و الأقوياء من أدوم من سعير جبل عيسو حيث كان يقيم فيرتاع أبطال "تيمان" و لعله القسم الجنوبي من أدوم (عا 1: 12) و ينقرض كل واحد من أدوم بالقتل . ثانيا : أسباب خراب أدوم (عد10، 14) : 10 مِنْ أَجْلِ ظُلْمِكَ لاخِيكَ يَعْقُوبَ يَغْشَاكَ الْخِزْيُ وَتَنْقَرِضُ إِلَى الأَبَدِ. 11يَوْمَ وَقَفْتَ مُقَابِلَهُ يَوْمَ سَبَتِ الأَعَاجِمُ قُدْرَتَهُ وَدَخَلَتِ الْغُرَبَاءُ أَبْوَابَهُ وَأَلْقُوا قُرْعَةً عَلَى أُورُشَلِيمَ كُنْتَ أَنْتَ أَيْضاً كَوَاحِدٍ مِنْهُمْ. 12وَيَجِبُ أَنْ لاَ تَنْظُرَ إِلَى يَوْمِ أَخِيكَ يَوْمَ مُصِيبَتِهِ وَلاَ تَشْمَتَ بِبَنِي يَهُوذَا يَوْمَ هَلاَكِهِمْ وَلاَ تَفْغَرَ فَمَكَ يَوْمَ الضِّيقِ 13وَلاَ تَدْخُلَ بَابَ شَعْبِي يَوْمَ بَلِيَّتِهِمْ وَلاَ تَنْظُرَ أَنْتَ أَيْضاً إِلَى مُصِيبَتِهِ يَوْمَ بَلِيَّتِهِ وَلاَ تَمُدَّ يَداً إِلَى قُدْرَتِهِ يَوْمَ بَلِيَّتِهِ 14وَلاَ تَقِفَ عَلَى الْمَفْرَقِ لِتَقْطَعَ مُنْفَلِتِيهِ وَلاَ تُسَلِّمَ بَقَايَاهُ يَوْمَ الضِّيقِ. يذكر عوبديا أربعة أسباب لخراب أدوم :1_ ظلمه لأخيه يعقوب (عد 10) 2_ اشتراكه مع الأعداء ضد يعقوب (عد 11) 3_ موقفه الشامت و المعادي ليعقوب في يوم بليته (عد 12- 13) 4_ وقوفه في وجه المنفلتين من يعقوب ( عد 14) (عد 10 ) : 10مِنْ أَجْلِ ظُلْمِكَ لأَخِيكَ يَعْقُوبَ يَغْشَاكَ الْخِزْيُ وَتَنْقَرِضُ إِلَى الأَبَدِ. إتخذ عيسو موقف الظلم ضد أخية يعقوب و لعل ذلك كان بدافع الحقد و الكراهية من جانب عيسو و ذلك بسبب الأمتيازات التي تمتع بها يعقوب و كان الرب قد أوصى بني إسرائيل "لا تكره أدوميا لأنة أخوك" (تث 23: 7) و لكن بني عيسو لم يحتفظوا بروابط الأخوة .... و كان أدوم عتيدا أن يغشاه الخزي في محنته و أن ينقرض فيما بعد و هذا سيأتي التعرض له بعون الله عند الكلام عن تحقيق النبوة( عد 11 ) 11يَوْمَ وَقَفْتَ مُقَابِلَهُ يَوْمَ سَبَتِ الأَعَاجِمُ قُدْرَتَهُ وقف أدوم مقابل بني إسرائيل موقفا سلبيا و معاديا حينما سبى الغرباء أورشليم و قدرتها أي رجال جيشها.وَدَخَلَتِ الْغُرَبَاءُ أَبْوَابَهُ أي غزت الأعداء مدن يهوذا و سلبت و نهبت ما بهاوَأَلْقُوا قُرْعَةً عَلَى أُورُشَلِيمَ أي قسموا المسبيين و الغنائم فيما بينهم بالقرعة .كُنْتَ أَنْتَ أَيْضاً كَوَاحِدٍ مِنْهُمْ أي أنك اشتركت معهم في السلب و النهب و يستخدم النبي هنا الزمن الماضي تأكيدا للأحداث التى كانت عتيدة أن تكون و هذا الأسلوب يكثر استخدامه في النبوات .عد (12 ) : 12وَيَجِبُ أَنْ لاَ تَنْظُرَ إِلَى يَوْمِ أَخِيكَ يَوْمَ مُصِيبَتِهِ وَلاَ تَشْمَتَ بِبَنِي يَهُوذَا يَوْمَ هَلاَكِهِمْ وَلاَ تَفْغَرَ فَمَكَ يَوْمَ الضِّيقِ يوجه عوبديا إلى أدوم ما يجب علية اتخاذه في موقفة من أخيه في يوم ضيقة فلا ينظر إلية كمتفرج و لا يشعر بروح شامتة في بليته و لا يتكلم بشئ متكبرا علية .(عد 13): 13وَلاَ تَدْخُلَ بَابَ شَعْبِي يَوْمَ بَلِيَّتِهِمْ لعل المقصود هنا بالباب مدينة أورشليم عاصمة يهوذاوَلاَ تَنْظُرَ أَنْتَ أَيْضاً إِلَى مُصِيبَتِهِ يَوْمَ بَلِيَّتِهِ لا تتخذ الموقف السلبي كمن يتفرج مبتهجا بمصيبة وقعت على خصمه وَلاَ تَمُدَّ يَداً إِلَى قُدْرَتِهِ يَوْمَ بَلِيَّتِهِ لا تمد يدك بالاساءه إلى قدرته أي إلى رجاله المحاربين عنه و ذلك يوم هزيمته.(عد 14): 14وَلاَ تَقِفَ عَلَى الْمَفْرَقِ لِتَقْطَعَ مُنْفَلِتِيهِ وَلاَ تُسَلِّمَ بَقَايَاهُ يَوْمَ الضِّيقِ احتل الأدميون بعض المواقع التي مكنتهم من منع المنفلتين (و هم الذين أستطاعوا الهروب من الغزاة و النجاة من الأسر) من مواصلة هروبهم إذ سدوا الطريق أمامهم و سلموهم لأعدائهم و كان ذلك خيانة منهم , و غدرا ببني أخيهم يعقوب .------------------------------------------------- بهذه الأسباب و الحقائق التاريخية واجه عوبديا أدوم منذرا بما كان سيحل به من قصاص و عقوبة الخيانة ..... ثالثا: يوم الرب للدينونه (عد 15_ 16 ) : 15فَإِنَّهُ قَرِيبٌ يَوْمُ الرَّبِّ عَلَى كُلِّ الأُمَمِ. كَمَا فَعَلْتَ يُفْعَلُ بِكَ. عَمَلُكَ يَرْتَدُّ عَلَى رَأْسِكَ. 16لأَنَّهُ كَمَا شَرِبْتُمْ عَلَى جَبَلِ قُدْسِي يَشْرَبُ جَمِيعُ الأُمَمِ دَائِماً يَشْرَبُونَ وَيَجْرَعُونَ وَيَكُونُونَ كَأَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا. (عد 15)" فأنه قريب يوم الرب على كل الأمم " يرجح أن المقصود هنا بيوم الرب هو يوم الرب إعلان قوته و نقمته على قوى العالم المضادة لسلطانة و عبادته ممثلة في الأمم بصفة عامة و في أدوم بصفة خاصة . بالنسبة لأدوم يرجح أنة كان يوم سقوطه أمام جيوش نبوخذ نصر بعد سقوط أورشليم بفترة قصيرة . وقد أعلنت فكرة سقوط أمم العالم تمهيدا لقيام ملكوت الله منذ وقت مبكر في العهد القديم و تتابع ذكرها على ألسنة الأنبياء .فقد تنبأ بلعام : " أراه و لكن ليس الآن أبصرة و لكن ليس قريبا . يبرز كوكب من يعقوب فيحطم طرفي موآب و يهلك كل بني الوغي ..... و يتسلط الذي من يعقوب.. " (عد 17:24_ 19 ) و تنبأت حنة أم صموئيل : " مخاصموا الرب ينكسرون . من السماء يرعد عليهم الرب يدين أقاصي الأرض و يعطي عزا لملكة و يرفع قرن مسيحه (1 صم 2: 10) . _ و قال داود : "اسألنى فأعطيك الأمم ميراثا لك وأقاصي الأرض ملكا لك (مز 2: 8) _و قال يوئيل : "آه على اليوم لأن اليوم الرب قريب يأتي كخراب من القادر على كل شئ ( 1 : 15 ) _ و قال أيضا: "أضربوا بالبوق في صهيون صوتوا في جبل قدسي ليرتعد جميع سكان الأرض لأن يوم الرب قادم لأنه قريب " (2: 1) _ و قال صفنيا : "قريب يوم الرب العظيم قريب و سريع جدا صوت يوم الرب يصرخ حينئذ الجبار مرا " (1: 14) " كما فعلت يفعل بك .عملك يرتد على رأسك " : أن مبدأ الذي تعلنه لنا كلمة الله هو : " فإن الذي يزرعه الإنسان اياه يحصد أيضا (غل 6: 7)و على هذا المبدأ قال المرنم :" يا بنت بابل المخربة طوبى لمن يجازيك جزاءك الذي جازيتنا " (مز 137: 8) و قد جاء في (قض 1: 5 _7) عن أدونى بازق أحد ملوك الكنعانيين حينما أمسكه بنو يهوذا و شمعون و قطعوا أباهم يديه و رجليه قولة " سبعون ملكا مقطوعه أباهم أيديهم و أرجلهم كانوا يلتقطون تحت مائدتي كما فعلت كذلك جازاني الله " (عد 16) : 16لأَنَّهُ كَمَا شَرِبْتُمْ عَلَى جَبَلِ قُدْسِي يَشْرَبُ جَمِيعُ الأُمَمِ دَائِماً يرى البعض أن هذا الكلام موجة إلى اليهود بمعنى أنهم كما شربوا (مجازيا) كؤوس الألم من الغزاة هكذا سيشرب (مجازيا) جميع الأمم من كأس غضب الرب و يستند أصحاب هذا الرأي على ما جاء في (أر 5: 15 _29) حيث أمر الرب أرميا أن يأخذ كأس سخط الرب و يسقي جميع الشعوب فسقى أرميا أولا و أورشليم و مدن يهوذا و ملوكها و رؤساءها لجعلها خرابا و دهشا و صفيرا و لعنة .و لكن يرد على هذا الرأي بأن الكلام في هذا العدد مرتبط بما جاء في العدد السابق الموجة إلى أدوم بأنه سيلاقي عقابا مماثلا لما فعلة مع يهوذا فيكون المعنى هو كما أن الأدوميين حينما سقطت أورشليم شربوا (حرفيا) و سكروا هم و أصحابهم على جبل قدس الرب محتفلين بانتصارهم بحسب عادة الغزاة الوثنيين هكذا كانوا عتيدين أن يشربوا (مجازيا) من كأس سخط و غضب الرب و يدوم شربهم من كأس هذا الغضب الالهى مع باقي الأمم التي تتخذ نفس موقفهم العدائي من الله . يَشْرَبُونَ وَيَجْرَعُونَ وَيَكُونُونَ كَأَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا. يشربون و يجرعون (أي يبلعون جرعات مملوءة) بمعنى أن قصاص الله يقع عليهم كاملا و ينتهي بهم الأمر بابادتهم و يصيرون كلا شئ و كأنهم لم يكونوا .تعقيب: جاء بالسنن القويم / تفسير عوبديا تعقيبا على ما ذكر أعلاه : " و لا يخفي أن هذا الكلام لا يوافق تعليم يسوع في العهد الجديد فأنه لا يجب على أتباع المسيح أن ينتقموا من أعدائهم و لا أن يفرحوا بهلاكهم بل أن يحبوهم و يصلوا لأجلهم و لعل النبي رأى في الأدوميين جميع الذين يقاومون الحق في كل جيل و رأى في (يهوذا) الذين يطلبون انتشار الإنجيل و خلاص جميع الناس و انضمامهم إلى ملكوت المسيح و رأى في رؤياه إنتشار الحق و ملاشاه كل أنواع الشرور " . رابعا : إستعادة الماضي و يكون الملك للرب : (عد 17_ 21 ) 17وَأَمَّا جَبَلُ صِهْيَوْنَ فَتَكُونُ عَلَيْهِ نَجَاةٌ وَيَكُونُ مُقَدَّساً وَيَرِثُ بَيْتُ يَعْقُوبَ مَوَارِيثَهُمْ. 18وَيَكُونُ بَيْتُ يَعْقُوبَ نَاراً وَبَيْتُ يُوسُفَ لَهِيباً وَبَيْتُ عِيسُو قَشّاً فَيُشْعِلُونَهُمْ وَيَأْكُلُونَهُمْ وَلاَ يَكُونُ بَاقٍ مِنْ بَيْتِ عِيسُو لأَنَّ الرَّبَّ تَكَلَّمَ. 19وَيَرِثُ أَهْلُ الْجَنُوبِ جَبَلَ عِيسُو وَأَهْلُ السَّهْلِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَيَرِثُونَ بِلاَدَ أَفْرَايِمَ وَبِلاَدَ السَّامِرَةِ وَيَرِثُ بِنْيَامِينُ جِلْعَادَ. 20وَسَبْيُ هَذَا الْجَيْشِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ يَرِثُونَ الَّذِينَ هُمْ مِنَ الْكَنْعَانِيِّينَ إِلَى صَرْفَةَ. وَسَبْيُ أُورُشَلِيمَ الَّذِينَ فِي صَفَارِدَ يَرِثُونَ مُدُنَ الْجَنُوبِ. 21وَيَصْعَدُ مُخَلِّصُونَ عَلَى جَبَلِ صِهْيَوْنَ لِيَدِينُوا جَبَلَ عِيسُو وَيَكُونُ الْمُلْكُ لِلرَّبِّ. يتحدث عوبديا النبي في هذه الأعداد عن نجاة بيت يعقوب و عودة ازدهار و استعادة ميراثه و امتداد ممتلكاته بينما تقع الدينونه على الأمم الوثنيه .(عد 17 ): 17وَأَمَّا جَبَلُ صِهْيَوْنَ فَتَكُونُ عَلَيْهِ نَجَاةٌ لقد تعرض الجبل للتدنيس و العربدة من الأدوميين و الأمم الوثنية الأخرى و لكنة يصبح الأن كرسيا للرب و تكون عليه نجاة للبقية من شعب الله .وَيَكُونُ مُقَدَّساً أي أنه لا يتعرض لنجاسة أو تدنيس من الوثنيين .وَيَرِثُ بَيْتُ يَعْقُوبَ مَوَارِيثَهُمْ المقصود حرفيا بيت يعقوب يهوذا و بنيامين و لكن بالمفهوم الروحي يقصد بهم المؤمنون في العهد الجديد أي كنيسة المسيح .أما المواريث فهي كانت بالنسبة لبيت يعقوب ممتلكاتهم التي كانت سابقا في أيام داود و سليمان أما بالنسبة للمؤمنين في العهد الجديد فإن ميراثهم الروحي يمتد إلى كل بقاع العالم التي تمتد إليها رسالة الإنجيل . . 18وَيَكُونُ بَيْتُ يَعْقُوبَ نَاراً وَبَيْتُ يُوسُفَ لَهِيباً وَبَيْتُ عِيسُو قَشّاً.. يشير ذكر بيت يعقوب و بيت يوسف إلى عودة إتحاد المملكتين كشعب واحد (أنظر مز 77: 15 ) .أما النار التي تبيد عيسو فهي تذكرنا بقول السيد المسيح "جئت لألقى نار على الأرض فماذا أريد لو إضطرمت "(لو 12: 49) إنها نار عمل الروح القدس و كلمة الله التي تحرق أشواك الخطية و هي نار الحب المسيحي التي تحرق كل كراهية و كل بغضة و كل عداوة (عد 19) : 19وَيَرِثُ أَهْلُ الْجَنُوبِ جَبَلَ عِيسُو وَأَهْلُ السَّهْلِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَيَرِثُونَ بِلاَدَ أَفْرَايِمَ وَبِلاَدَ السَّامِرَةِ وَيَرِثُ بِنْيَامِينُ جِلْعَادَ يشير هذا العدد إلى إمتداد و إتساع ممتلكات العائدين من السبي و على المدى النبوي البعيد يشير إلى إمتداد ملكوت المسيح إلى أقصاء الأرض .(عد 20) : 20وَسَبْيُ هَذَا الْجَيْشِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ يَرِثُونَ الَّذِينَ هُمْ مِنَ الْكَنْعَانِيِّينَ إِلَى صَرْفَةَ. يشبه النبي العائدين من السبي بالجيش و ذلك بالنظر إلى كونهم كانوا تحت قيادة مؤيدة بقوة من الله .. و يتنبأ بامتلاكهم الأرض مَن كانوا من الكنعانيين حتى صرفة (التي تقع على مسافة 8 أميال جنوب صيدا ) .وَسَبْيُ أُورُشَلِيمَ الَّذِينَ فِي صَفَارِدَ يَرِثُونَ مُدُنَ الْجَنُوبِ اختلف الآراء بشأن تحديد "صفارد" فقد قيل أنها كانت في أسبانيا (كما في الترجمة الأراميه و كما يقول الربيون و حتى اليوم يسمون اليهود الذين في أسبانيا صفارديين) و ذكرت بسفورو في ترجمة الفولجاتا و افترض "keil" أنها "سبرطة" و يرجح آخرون أنها في بلاد بابل قال "ewald" أنها في شمال فلسطين.(عد 21): 21وَيَصْعَدُ مُخَلِّصُونَ عَلَى جَبَلِ صِهْيَوْنَ لِيَدِينُوا جَبَلَ عِيسُو وَيَكُونُ الْمُلْكُ لِلرَّبِّ. المخلصون هنا هم أولئك الذين لعبوا دورا في عودة اليهود من السبي مثل زربابل و عزرا و نحميا الذين قادوا مجموعات كبيرة من الراجعين من بابل و يمكن أيضا أن تنطبق على المكابيين الذين أخضعوا الأدوميين.و كان هؤلاء المخلصون رموزا للمسيح المخلص الحقيقي الذي وهب الخلاص الكامل لكل من يؤمن به و يذكر هنا "جبل صهيون" الذي يمثل كرسي الرب مقابل "جبل عيسو" الذي يمثل أعداء الرب و يختتم عوبديا نبوته بقوله " و يكون الملك للرب" _ الأمر الذي تم بمجيء المسيح ملكا على قلوب مؤمنية ملكا روحيا أبديا . متى تمت نبوءة عوبديا بخراب أدوم؟ تمت هذه النبوة على مراحل 1_ فقد بدأ إتمام هذه النبوة على أيدي الكلدانيين (ار ص49 ،حز ص35) 2_ و في القرن الخامس قبل الميلاد قام الأنباط بطرد الأدوميين من جبلهم سعير 3_ و في القرن الثاني قبل الميلاد استولى المكابيون على المدن التى كان الأدوميون قد أخذوها . و قد أرغمهم يوحنا هركانوس على قبول الختان و إدخالهم ضمن جماعة اليهود. 4_ و أكمل الرومان القضاة على أدوم مع خراب أورشليم سنة 70 م |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 32435 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() شرح سفر عوبديا
السّنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم مقدمة تفتقر خزانة الأدب المسيحي إلى مجموعة كاملة من التفاسير لكتب العهدين القديم والجديد. ومن المؤسف حقاً أنه لا توجد حالياً في أية مكتبة مسيحية في شرقنا العربي مجموعة تفسير كاملة لأجزاء الكتاب المقدس. وبالرغم من أن دور النشر المسيحية المختلفة قد أضافت لخزانة الأدب المسيحي عدداً لا بأس به من المؤلفات الدينية التي تمتاز بعمق البحث والاستقصاء والدراسة، إلا أن أياً من هذه الدور لم تقدم مجموعة كاملة من التفاسير، الأمر الذي دفع مجمع الكنائس في الشرق الأدنى بالإسراع لإعادة طبع كتب المجموعة المعروفة باسم: «كتاب السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم» للقس وليم مارش، والمجموعة المعروفة باسم «الكنز الجليل في تفسير الإنجيل» وهي مجموعة تفاسير كتب العهد الجديد للعلامة الدكتور وليم إدي. ورغم اقتناعنا بأن هاتين المجموعتين كتبتا في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين إلا أن جودة المادة ودقة البحث واتساع الفكر والآراء السديدة المتضمنة فيهما كانت من أكبر الدوافع المقنعة لإعادة طبعهما. هذا وقد تكرّم سينودس سوريا ولبنان الإنجيلي مشكوراً - وهو صاحب حقوق الطبع - بالسماح لمجمع الكنائس في الشرق الأدنى بإعادة طبع هاتين المجموعتين حتى يكون تفسير الكتاب في متناول يد كل باحث ودارس. ورب الكنيسة نسأل أن يجعل من هاتين المجموعتين نوراً ونبراساً يهدي الطريق إلى معرفة ذاك الذي قال: «أنا هو الطريق والحق والحياة». القس ألبرت استيرو الأمين العام لمجمع الكنائس في الشرق الأدنى عوبديا لا نعرف شيئاً عن النبي عوبديا إلا المذكور في نبوته. ومعنى الاسم عبد الله. ويذكر الكتاب المقدس ظ،ظ£ شخصاً بهذا الاسم. ولا يقتبس كتاب العهد الجديد من هذه النبوة. ومضمونها أولاً انتقام الرب من أدوم من أجل ظلمهم لإسرائيل يوم سبيهم ومجيء يوم الرب على كل الأمم ونجاة شعب الله ورجوع الملك لهم. ويقول البعض أن سبي يهوذا ودخول الأجانب أبواب أورشليم المشار إليه في (ع ظ،ظ،) كان في أيام يهورام ملك يهوذا (انظر ظ¢أيام ظ¢ظ،: ظ،ظ¦ وظ،ظ§) نحو سنة ظ¨ظ¥ظ* ق م. والأرجح أنه كان عند سقوط أورشليم الأخير (انظر ظ¢ملوك ظ¢ظ¥: ظ¨ - ظ،ظ*) من الكلدانيين نحو سنة ظ¥ظ¨ظ¦ ق م فتنبأ عوبديا بعد ذلك وقبل سقوط أدوم أي نحو ظ¥ظ¨ظ£ ق م. ظ، - ظ© «ظ، رُؤْيَا عُوبَدْيَا: هظ°كَذَا قَالَ ظ±لسَّيِّدُ ظ±لرَّبُّ عَنْ أَدُومَ سَمِعْنَا خَبَراً مِنْ قِبَلِ ظ±لرَّبِّ وَأُرْسِلَ رَسُولٌ بَيْنَ ظ±لأُمَمِ: قُومُوا وَلْنَقُمْ عَلَيْهَا لِلْحَرْبِ: ظ¢ إِنِّي قَدْ جَعَلْتُكَ صَغِيراً بَيْنَ ظ±لأُمَمِ. أَنْتَ مُحْتَقَرٌ جِدّاً. ظ£ تَكَبُّرُ قَلْبِكَ قَدْ خَدَعَكَ أَيُّهَا ظ±لسَّاكِنُ فِي مَحَاجِئِ ظ±لصَّخْرِ، رِفْعَةَ مَقْعَدِهِ، ظ±لْقَائِلُ فِي قَلْبِهِ: مَنْ يُحْدِرُنِي إِلَى ظ±لأَرْضِ؟ ظ¤ إِنْ كُنْتَ تَرْتَفِعُ كَظ±لنَّسْرِ، وَإِنْ كَانَ عُشُّكَ مَوْضُوعاً بَيْنَ ظ±لنُّجُومِ، فَمِنْ هُنَاكَ أُحْدِرُكَ يَقُولُ ظ±لرَّبُّ. ظ¥ إِنْ أَتَاكَ سَارِقُونَ أَوْ لُصُوصُ لَيْلٍ. كَيْفَ هَلَكْتَ. أَفَلاَ يَسْرِقُونَ حَاجَتَهُمْ؟ إِنْ أَتَاكَ قَاطِفُونَ أَفَلاَ يُبْقُونَ خُصَاصَةً؟ ظ¦ كَيْفَ فُتِّشَ عِيسُو وَفُحِصَتْ مَخَابِئُهُ؟ ظ§ طَرَدَكَ إِلَى ظ±لتُّخُمِ كُلُّ مُعَاهِدِيكَ. خَدَعَكَ وَغَلَبَ عَلَيْكَ مُسَالِمُوكَ. أَهْلُ خُبْزِكَ وَضَعُوا شَرَكاً تَحْتَكَ. لاَ فَهْمَ فِيهِ. ظ¨ أَلاَ أُبِيدُ فِي ذظ°لِكَ ظ±لْيَوْمِ، يَقُولُ ظ±لرَّبُّ، ظ±لْحُكَمَاءَ مِنْ أَدُومَ، وَظ±لْفَهْمَ مِنْ جَبَلِ عِيسُو؟ ظ© فَيَرْتَاعُ أَبْطَالُكَ يَا تَيْمَانُ، لِيَنْقَرِضَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ جَبَلِ عِيسُو بِظ±لْقَتْلِ».رُؤْيَا عُوبَدْيَا أي إعلان له ولعله لم ير شيئاً بل سمع خبراً فقط من قبل الرب وقيل «سمعنا خبراً» أي سمع النبي أولاً ثم أخبر الشعب. عَنْ أَدُومَ انظر «أدوم» و«أدوميون» في قاموس الكتاب. موقعها إلى جنوبي البحر الميت على تخوم موآب وضمنها جبل سعير واشتهرت بتجارتها ومناعة حصنها وبينهم وبين الإسرائيليين حروب كثيرة ودموية مع أنهم كلهم من نسل إسحاق وإبراهيم. وبلاد أدوم اليوم قفر بلقع واسع يعمه الجدب ولا يقدر القلم أن يصف حاله الحاضر وصفاً أوضح مما وصفه الأنبياء (انظر إشعياء ص ظ£ظ¤ وإرميا ظ¤ظ©: ظ§ - ظ¢ظ¢). والآيات ظ، - ظ¤ أتت في إرميا ظ¤ظ©: ظ،ظ¤ - ظ،ظ¦ مع اختلاف لا يُذكر في بعض كلمات. والمظنون أن النبيين أخذاها من كاتب غير معروف. أُرْسِلَ رَسُولٌ بَيْنَ ظ±لأُمَمِ أي يقيم الرب الأمم لمحاربة أدوم والرسول يقول للأمم «قوموا» والأمم يجاوبونه قائلين لنقم عليها للحرب. قَدْ جَعَلْتُكَ صَغِيراً (ع ظ¢) كانت قوة أدوم بالمدافعة فقط وليس بالحرب وكان صغيراً بالنسبة إلى أشور وبابل ومصر. مَحَاجِئِ ظ±لصَّخْرِ (ع ظ£) كانت بلاد أدوم أكثرها جبالاً وفيها مغر كثيرة كان أهل البلاد يسكنون فيها (انظر تثنية ظ¢: ظ،ظ¢) وبنو عيسو أخذوها من الحوريين وكلمة حور بالعبرانية «مغارة» والحوريون هم سكان المغر. وعاصمة أدوم سالع (انظر إشعياء ظ،ظ¦: ظ،) أو بيترى واسم المكان اليوم وادي موسى وموقع المدينة في واد بين الجبال العالية والطريق الوحيد لهذا الوادي ضيق عرضه ما بين أربعة أذرع وظ،ظ£ ذراعاً فقط وعلى الجانبين جبال واقفة كحائط بيت وعالية جداً وطول هذا الطريق نحو ميلين فيقدر مئة من أهل البلاد أن يردوا عشرة آلاف من المهاجمين ولذلك تكّبر قلب الأدوميين. رِفْعَةَ مَقْعَدِهِ مسكنه المرتفع بين الصخور قال سائح هل كان للأدوميين أجنحة كجناحي النسر حتى يصعدوا إلى مساكنهم في هذه الجبال الشامخة. اتكل أدوم على رفعة مقعده وقال لا يقدر أحد أن يحدرني إلى الأرض. والكبرياء خطية عظيمة لأن المتكبر يفتخر بقوته دون الاتكال على الله. سَارِقُونَ (ع ظ¥) يتركون شيئاً والقاطفون يتركون خصاصة وأما سالبو أدوم فلا يتركون شيئاً. وعندما يرى النبي هذا الأمر في الرؤيا يقول قبل أن يكمل كلامه كيف هلكت. وتتميم هذه النبوة كان أولاً عن يد نبوخذ ناصر بعدما أخذ أورشليم (انظر إرميا ظ¢ظ§: ظ، - ظ¨) وبعد ذلك استولى عليها الأنباط وهم من نسل نبايوت بن إسماعيل. وأخذها الرومانيون في سنة ظ،ظ*ظ¥ ب م وكان خراب أدوم التام عن يد الإسلام في القرن السابع وهي باقية إلى أيامنا خربة. طَرَدَكَ إِلَى ظ±لتُّخُمِ (ع ظ§) المعاهدون هم جيرانهم كالموآبيين والعمونيين والعرب وكانوا عاهدوا أدوم وأكلوا من خبزها علامة العهد ولكن لما وقع الضيق على أدوم تركوها. وربما أرسلت أدوم رسلاً ليطلبوا المساعدة منهم ولكنهم رفضوا الرسل وطردوهم إلى التخم وربما أناس منهم كانوا دخلوا أدوم وخدعوا الأدوميين وخانوهم. لاَ فَهْمَ فِيهِ أي في أدوم فإنه ليس له سياسة ولا إدراك. اشتهر الأدوميون بالحكمة. كان أليفاز التيماني من أدوم (انظر أيوب ظ¤: ظ، وظ،ملوك ظ¤: ظ£ظ،) ومعنى كلمة تيمان الأصلي الجنوب والظاهر أن تيمان كانت القسم الجنوبي من أدوم. لِيَنْقَرِضَ (ع ظ©) كما أن كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله هكذا تعمل معاً للشر للذين لا يحبونه. ظ،ظ* - ظ،ظ¦ «ظ،ظ* مِنْ أَجْلِ ظُلْمِكَ لأَخِيكَ يَعْقُوبَ يَغْشَاكَ ظ±لْخِزْيُ وَتَنْقَرِضُ إِلَى ظ±لأَبَدِ. ظ،ظ، يَوْمَ وَقَفْتَ مُقَابِلَهُ يَوْمَ سَبَتِ ظ±لأَعَاجِمُ قُدْرَتَهُ، وَدَخَلَتِ ظ±لْغُرَبَاءُ أَبْوَابَهُ، وَأَلْقَوْا قُرْعَةً عَلَى أُورُشَلِيمَ، كُنْتَ أَنْتَ أَيْضاً كَوَاحِدٍ مِنْهُمْ. ظ،ظ¢ وَيَجِبُ أَنْ لاَ تَنْظُرَ إِلَى يَوْمِ أَخِيكَ يَوْمَ مُصِيبَتِهِ، وَلاَ تَشْمَتَ بِبَنِي يَهُوذَا يَوْمَ هَلاَكِهِمْ، وَلاَ تَفْغَرَ فَمَكَ يَوْمَ ظ±لضِّيقِ، ظ،ظ£ وَلاَ تَدْخُلَ بَابَ شَعْبِي يَوْمَ بَلِيَّتِهِمْ، وَلاَ تَنْظُرَ أَنْتَ أَيْضاً إِلَى مُصِيبَتِهِ يَوْمَ بَلِيَّتِهِ، وَلاَ تَمُدَّ يَداً إِلَى قُدْرَتِهِ يَوْمَ بَلِيَّتِهِ، ظ،ظ¤ وَلاَ تَقِفَ عَلَى ظ±لْمَفْرَقِ لِتَقْطَعَ مُنْفَلِتِيهِ، وَلاَ تُسَلِّمَ بَقَايَاهُ يَوْمَ ظ±لضِّيقِ. ظ،ظ¥ فَإِنَّهُ قَرِيبٌ يَوْمُ ظ±لرَّبِّ عَلَى كُلِّ ظ±لأُمَمِ. كَمَا فَعَلْتَ يُفْعَلُ بِكَ. عَمَلُكَ يَرْتَدُّ عَلَى رَأْسِكَ. ظ،ظ¦ لأَنَّهُ كَمَا شَرِبْتُمْ عَلَى جَبَلِ قُدْسِي يَشْرَبُ جَمِيعُ ظ±لأُمَمِ دَائِماً، يَشْرَبُونَ وَيَجْرَعُونَ وَيَكُونُونَ كَأَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا».وسبب غضب الله عليهم هو خطيتهم إلى أخيهم يعقوب. وظهر فيهم منذ القديم روح الحسد والبغض نحو اليهود (انظر عدد ظ¢ظ*: ظ،ظ¤ - ظ¢ظ، وظ،صموئيل ظ¢ظ¢: ظ© وظ¢ملوك ظ¨: ظ¢ظ* - ظ¢ظ¢). يَوْمَ سَبَتِ ظ±لأَعَاجِمُ قُدْرَتَهُ (ع ظ،ظ،) الأرجح أن هذا القول يشير إلى نبوخذ ناصر وخراب أورشليم عن يده. (انظر مزمور ظ،ظ£ظ§: ظ§) «بَنِي أَدُومَ يَوْمَ أُورُشَلِيمَ، ظ±لْقَائِلِينَ: هُدُّوا هُدُّوا حَتَّى إِلَى أَسَاسِهَا» أي كان يجب على أدوم أن يحزن ولا يفرح في بلية أخيه وأن يكون مع أخيه وليس مع الأعاجم والغرباء. وَلاَ تَدْخُلَ بَابَ شَعْبِي (ع ظ،ظ£) أي لا يدخل لينهب ويقتل. لِتَقْطَعَ مُنْفَلِتِيهِ (ع ظ،ظ¤) لئلا يخلص أحد من اليهود وهذا مما يدل على قساوة عظيمة. فإن الحرب وإن كانت من أعظم الشرور لها بعض قوانين منها أنه لا يجوز قتل العدو بعد ما يسلّم ويترك المحاربة ولا يجوز قتل غير المحاربين ولا قتل النساء والأولاد والعواجز. قَرِيبٌ يَوْمُ ظ±لرَّبِّ (ع ظ،ظ¥) يوم انتقام الرب من أدوم والأرجح أنه يوم سقوطه عن يد نبوخذ ناصر وبعد خراب أورشليم بقليل من الزمان. فرحوا ببلية أورشليم ولكنهم لم يكترثوا بأن تلك البلية عليهم أيضاً. كَمَا شَرِبْتُمْ (ع ظ،ظ¦) كما نبهوا اليهود وشربوا وسكروا لما سقطت أورشليم حسب عادة الغزاة هكذا سيشربون من كأس سخط الله (انظر إرميا ظ¢ظ¥: ظ،ظ¥ وظ¢ظ، وملاخي ظ،: ظ، - ظ¥) يشربون ويتلاشون والقول على جميع الأمم وليس فقط على أدوم. ولا يخفى أن هذا الكلام لا يوافق تعليم يسوع في العهد الجديد فإنه لا يجب على أتباع المسيح أن ينتقموا من أعدائهم ولا أن يفرحوا بهلاكهم بل أن يحبوهم ويصلّوا لأجلهم. ولعل النبي رأى في الأدوميين جميع الذين يقاومون الحق في كل جيل ورأى في الإسرائيليين الذين يطلبون انتشار الإنجيل وخلاص جميع الناس وانضمامهم إلى ملكوت المسيح. ورأى في رؤياه انتشار الحق وملاشاة كل أنواع الشرور. ظ،ظ§ - ظ¢ظ، «ظ،ظ§ وَأَمَّا جَبَلُ صِهْيَوْنَ فَتَكُونُ عَلَيْهِ نَجَاةٌ، وَيَكُونُ مُقَدَّساً، وَيَرِثُ بَيْتُ يَعْقُوبَ مَوَارِيثَهُمْ. ظ،ظ¨ وَيَكُونُ بَيْتُ يَعْقُوبَ نَاراً وَبَيْتُ يُوسُفَ لَهِيباً وَبَيْتُ عِيسُو قَشّاً، فَيُشْعِلُونَهُمْ وَيَأْكُلُونَهُمْ وَلاَ يَكُونُ بَاقٍ مِنْ بَيْتِ عِيسُو لأَنَّ ظ±لرَّبَّ تَكَلَّمَ. ظ،ظ© وَيَرِثُ أَهْلُ ظ±لْجَنُوبِ جَبَلَ عِيسُو، وَأَهْلُ ظ±لسَّهْلِ ظ±لْفِلِسْطِينِيِّينَ، وَيَرِثُونَ بِلاَدَ أَفْرَايِمَ وَبِلاَدَ ظ±لسَّامِرَةِ، وَيَرِثُ بِنْيَامِينُ جِلْعَادَ. ظ¢ظ* وَسَبْيُ هظ°ذَا ظ±لْجَيْشِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ يَرِثُونَ ظ±لَّذِينَ هُمْ مِنَ ظ±لْكَنْعَانِيِّينَ إِلَى صِرْفَةَ. وَسَبْيُ أُورُشَلِيمَ ظ±لَّذِينَ فِي صَفَارِدَ يَرِثُونَ مُدُنَ ظ±لْجَنُوبِ. ظ¢ظ، وَيَصْعَدُ مُخَلِّصُونَ عَلَى جَبَلِ صِهْيَوْنَ لِيَدِينُوا جَبَلَ عِيسُو، وَيَكُونُ ظ±لْمُلْكُ لِلرَّبِّ».رجوع اليهود من السبي وهلاك الأدوميين. وامتداد مملكة اليهود وإقامة ملكوت الرب. جَبَلُ صِهْيَوْنَ أي الجبل الجنوبي الغربي من أورشليم وأحياناً جبل صهيون هو مدينة أورشليم كلها وهنا شعب الله كلهم وأورشليم مركزهم السياسي والروحي. وَيَكُونُ مُقَدَّساً أي يكون للرب وخالياً من كل عبادة وثنية. يَرِثُ بَيْتُ يَعْقُوبَ أي الإسرائيليون كلهم وليس فقط يهوذا. فَيُشْعِلُونَهُمْ (ع ظ،ظ¨) كان خراب أدوم عن يد نبوخذ ناصر بعد سقوط أورشليم بنحو خمس سنين أي أن انتقام الإسرائيليين من أدوم كان بواسطة نبوخذ ناصر وبعده بواسطة المكابيين وأخيراً بواسطة الرومانيين. وَيَرِثُ أَهْلُ ظ±لْجَنُوبِ الخ (ع ظ،ظ©) الجنوب اسم القسم من فلسطين الواقع جنوبي اليهودية سكنه بعض الأدوميين بعدما طُردوا من بلادهم وخضعوا لليهود فبهذا المعنى أهل الجنوب ورثوا جبل سعير أي أدوم. والسهل اسم الهضاب السفلى عند سفح جبال اليهودية. وسواحل البحر هي بلاد الفلسطينيين وكان شمشون من صرعة من عشيرة الدانيين أي من أهل «السهل» وكان يذهب إلى بلاد الفلسطينيين أي سواحل البحر إلى تمنة وغيرها. أَفْرَايِمَ... ظ±لسَّامِرَةِ،... جِلْعَادَ في الشمال والشرق أي سيمتلك الإسرائيليون كل البلدان المجاورة جنوباً وغرباً وشمالاً وشرقاً. ويذكر بنيامين لأنه على تخم اليهودية وبالأول كان له قسم من أورشليم. وَسَبْيُ هظ°ذَا ظ±لْجَيْشِ (ع ظ¢ظ*) لا نعرف لماذا يقول «هذا» الجيش ويظن البعض أن النبي كان من المسبيين في بابل فعزى رفقاءه بالنبوة بأنهم يرجعون إلى بلادهم ويملكون أرض الكنعانيين إلى صرفة أي صرفند الحالية جنوبي صيدا وعلى بعد ظ¨ أميال منها. ولا نعرف موقع «صفارد». يقول اليهود إنها في أسبانيا وحتى اليوم يسمون اليهود في أسبانيا صفارديين. والأرجح أن صفارد في الشرق في بلاد بابل. وَيَصْعَدُ مُخَلِّصُونَ (ع ظ¢ظ،) كزربابل الذي كان رئيس الراجعين من السبي أو المكابيين الذين أخضعوا الأدوميين. ولا يقول «مخلص» بالمفرد إشارة إلى المسيح مع أن المسيح هو المخلص الحقيقي الذي رمز إليه جميع المخلصون. وَيَكُونُ ظ±لْمُلْكُ لِلرَّبِّ في خاتمة هذه النبوة رفع النبي نظره عن المخلصين من البشر وعن ممالك العالم وعن الانتقام والمجد العالمي وصرّح أن الرب هو الحاكم في العالم فيعمل كل شيء حسب مشيئته ويجعل كل الأشياء أن تعمل معاً للخير وينتصر على كل مقاوميه ويمتد ملكوته في كل العالم كما في السماء كذلك على الأرض. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 32436 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() عن السفر عبوديا ![]()
|
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 32437 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() دينونة أدوم ![]()
نتعلّم إيه؟ |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 32438 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() دينونة الأمم و خلاص صهيون ![]()
نتعلّم إيه؟ |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 32439 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() تأملات مُختصرة في نبوه عوبديا
![]() سفر عوبديا هو أقصر أسفار العهد القديم، حتى أنه غير مقسم إلى أصحاحات، أعداده واحد وعشرون عددًا. وهو في ذلك يُشبه رسالة فليمون ورسالتي يوحنا الثانية والثالثة، ورسالة يهوذا في العهد الجديد. وفي دراستنا لهذا السفر، لن نركز على الجانب النبوي، لكن على الحقائق الروحية والمبادئ الأدبية التي نتعلمها منه. كاتب النبوة غير معروف، ولا نعرف عنه شيئًا سوى معنى اسمه ”خادم يهوه، أو عبد يهوه“. وإن كان هناك اثنا عشر شخصًا - غير كاتب النبوة - تسَّموا بهذا الاسم في الكتاب، لكننا لا نستطبع أن نجزم بأن واحدًا منهم هو كاتب النبوة. فلم يذكر لنا الكتاب مَنْ هو عوبديا، ولا أين ولد، ولا من أي سبط هو، أو ما الوقت بالضبط الذي عاش فيه. وكل هذا لا يهمنا، بل الذي يهمنا ما دوّن في هذه النبوة من حقائق روحية هامة. تاريخ كتابة النبوة إن كان كاتب النبوة غير معروف، فتاريخ كتابة النبوة غير معروف أيضًا. والذين يتهجمون على الكتاب، يقولون: إن هذه النبوة ليست ذات أهمية. وهذا قول تجديفي، لأنها جزء من الكتاب، وكاتبها سيق من الروح القدس لكي يكتبها (2بط1: 21)، وينطبق عليها ما قيل عن كل الكتاب، إنه موحى به من الله، ونافع (2تي3: 16). أقسام النبوة للنبوة موضوع واحد، وهو أدوم وعداوته لإسرائيل، وقضاء الرب عليه، الذي سيقع مستقبلاً. ويمكن تقسيم النبوة إلى الأقسام الآتية: 1. المقدمة (ع1) 2 . الأحكام القضائية التي يوقعها الرب على أدوم (ع2- 9) 3 . الأمور التي بسببها يوقع الرب القضاء عليه (ع10- 14). 4 . يوم الرب ومصير أدوم في ذلك اليوم (ع15، 16). 5 . القضاء الذي يسبق إقامة المُلك (ع17- 20). 6 . المُلك للرب (ع21). الحقائق الروحية المُستفادة من النبوة أولاً: عداوة أدوم لإسرائيل ترمز هذه العداوة في الكتاب لمقاومة الجسد للروح، كما يقول الرسول: «لأن الجسد يشتهي ضد الروح، والروح ضد الجسد، وهذان يقاوم أحدهما الآخر» (غلا5: 17). فواضح من رموز الكتاب، أن عيسو (أدوم) يشير إلى الجسد في مقاومته للروح. وأدوم اسم عبري معناه ”أحمر“، وقد سُمي به لأنه اشتهى العدس الأحمر الذي طبخه يعقوب (تك25: 30- 34). كما يُطلق الاسم على الإقليم الذي سكنه نسل عيسو، وهو جبل سعير. وهو عبارة عن مجموعة جبال تمتد من جنوب البحر الميت إلى خليج العقبة، وقد سكنه الحوريون قبل نسل عيسو (تك14: 6). ومعنى الحوريون: ”ساكني الصخور“. فيقول الوحي: «وفي سعير سكن قبلاً الحوريون فطردهم بنو عيسو وأبادوهم من قدامهم وسكنوا مكانهم» (تث2: 12). فعيسو الأحمر والأشعر يعني أنه أرضي وقوي. ولقد كان إنسانًا وحشيًا وصيادًا، كنمرود الذي كان بلا مُبالاة يتعقب الوحوش أو البشر. كان عيسو طليقًا، لكنه في الوقت نفسه مُقيَّد بسلاسل شهواته الشخصية، جاد في طلب أغراضه وتنفيذ إرادته الذاتية، وسرعان ما انكشفت حياة عيسو، فنراه مُحتقرًا البكورية، زانيًا ومستبيحًا. وهو في ذلك رمز واضح للجسد بشهواته وأعماله. وأول ما نقرأ في الكتاب عن عداوة أدوم لإسرائيل، التي تُشير إلى عداوة الجسد ومقاومته للروح، نجدها في سفر الخروج الأصحاح السابع عشر. ولنلاحظ دقة الرمز، فلم يظهر عماليق في المشهد في عداوته لإسرائيل، إلا بعد حادثة ضرب الصخرة، التي خرج منها الماء الذي يشير إلى الروح القدس. كما نلاحظ أيضًا أن الذي بدأ الحرب هو عماليق حفيد عيسو وليس يشوع، لأن الرب قال لإسرائيل: «لا تهجموا عليهم (أي على أدوم ونسله) (تث2: 7). وهنا نقرأ «وأتى عماليق وحارب إسرائيل في رفيديم» (خر17: 8). وهو عين ما ذكره الرسول بولس: «لأن الجسد يشتهي ضد الروح، والروح ضد الجسد». وفي هذه القصة، نجد الحقائق الروحية الآتية: 1 ـ ضرب الصخرة (خر17: 6). «وعصاك التي ضربت بها النهر خُذها في يدك ... فتضرب الصخرة فيخرج منها ماء ليشرب الشعب» (ع5، 6). لقد ضرب موسى الصخرة بعصا القضاء التي ضرب بها النهر، والصخرة رمز جميل للرب يسوع، صخر الدهور الأزلي، الذي ضُرب بسيف القضاء ـ سيف العدل الإلهي (زك13: 7). وأنه ضُرب من أجل ذنب شعبه (إش53: 8). وبعد أن أتم العمل فوق الصليب، قام من الأموات، وصعد إلى السماء، ومن هناك أرسل الروح القدس يوم الخمسين، المُشار إليه هنا بالماء. 2 ـ الماء (ع6) «فيخرج منها ماء ليشرب الشعب» (ع6). يشير الماء إلى الروح القدس الذي قال عنه الرب: «مَنْ آمن بي كما قال الكتاب، تجري من بطنه أنهار ماء حي، قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به مُزمعين أن يقبلوه، لأن الروح القدس لم يكُن قد أُعطيَ بعد، لأن يسوع لم يكن قد مُجّد بعد» (يو7: 38، 39). وهكذا بعد أن مُجِّد الرب يسوع بالقيامة والصعود والجلوس، أرسل الروح القدس يوم الخمسين، ليسكن في المؤمنين كجماعة وكأفراد. ومما تجدر ملاحظته أن الماء لم يُعط عندما كان إسرائيل عابدًا وساجدًا وشاكرًا، لكن أُعطيَ والشعب في حالة عدم إيمان عندما تذمروا وقالوا: «لماذا أصعدتنا من مصر لتُميتنا وأولادنا؟». وقمة عدم إيمانهم عندما قالوا: «أ في وسطنا الرب أم لا؟» (ع2، 3، 7). وهكذا أعطي الماء على مبدأ النعمة، وعلى أساس البر المُتمثل في ضرب الصخرة. وهكذا أيضًا أُعطيَ الروح القدس بالنعمة على أساس البر. 3 ـ موسى على رأس التلة (خر17: 9). «وغدًا أقف أنا على رأس التلة» (ع9). ويشير موسى إلى الرب يسوع المسيح الموجود الآن في الأعالي، كالكاهن العظيم، والشفيع العظيم الذي يشفع لنا (رو8: 34؛ عب7: 25؛ 1يو2: 1). 4 ـ يشوع تحت التلة (ع8- 10) ويشوع هنا يشير إلى عمل الروح القدس في المؤمن، ضد الجسد المرموز إليه بعماليق. ففي الوقت الذي فيه نرى موسى واقفًا على رأس التلة أثناء المعركة، كرمز للقوة والسلطان الإلهي، المتصل اتصالاً وثيقًا بالكهنوت السماوي، مُمثلاً في الرمز بهارون، والمسيح الشفيع البار، مُمثلاً في الرمز بحور (الأبيض) (انظر 1يو2: 1)؛ نجد يشوع في الوادي رمزًا للرب يسوع عاملاً فينا بقوة الروح القدس. وما أجمل دقة انطباق الرمز على الحقيقة، حيث يُقال عن يشوع إنه رجل فيه روح (عدد27: 18). وهذا الوضع الرمزي: موسى على رأس التلة، ويشوع تحت التلة، يشير إلى الوقت الحاضر الذي لم يكن موجودًا من قبل صعود الرب وجلوسه على عرش الآب، وإرسال الروح القدس يوم الخمسين. فمن امتيازنا نحن مؤمني الوقت الحاضر أن يكون لنا شفيعان: الرب يسوع المسيح في المجد يشفع لنا (رو8: 34)، والروح القدس على الأرض يشفع فينا (رو8: 26). يا لسعدنا نحن مؤمني الوقت الحاضر، حيث لنا إنسان في المجد عن يمين الله، هو الرب يسوع المسيح، ولنا الروح القدس فينا على الأرض! فقد ارتبطنا بالإنسان الممجد في السماء بالروح القدس الذي فينا على الأرض. 5 ـ عماليق (ع8) «وأتى عماليق وحارب إسرائيل من رفيديم» (ع8). عماليق هو حفيد عيسو (أدوم) فنقرأ «وهذه مواليد عيسو أبي أدوم في جبل سعير. هذه أسماء بني عيسو، أليفاز بن عدا امرأة عيسو ... وكانت تمناع سُرية لأليفاز بن عيسو، فولدت لأليفاز عماليق» (تك36: 9- 12). ويشير عماليق إلى الجسد في عداوته للروح، وهو الذي بدأ المعركة كما رأينا قبلاً. وكان هذا في بداية الرحلة، بعد خروجهم من مصر. وفي نهاية الرحلة، نجد أيضًا أدوم يقاوم إسرائيل (عدد20: 14- 20). ومما تجدر ملاحظته أيضًا أن مقاومة أدوم لإسرائيل في نهاية الرحلة، كان أيضًا بعد خروج الماء من الصخرة (عدد20: 6- 11). ثم إن حفيد عيسو، أعني عماليق، الذي حارب إسرائيل في بداية الرحلة، لا يزال موجودًا. فقد ظهر أيام شاول الملك، عندما لم يحرّم كل ما لعماليق، وعفا عن خيار الغنم، وعفا عن أجاج ملك عماليق (1صم15). وبعد ذلك ظهر هذا العدو أيام الملكة أستير في شخص هامان بن همداثا الأجاجي (أس3: 1). معنى هذا أن الجسد لا يزال موجودًا، ذلك الجسد الكريه الذي طالما تجبَّر حتى في المؤمن، وهو يحمله متعاليًا على كل ما هو من الله، بل نتجاسر ونقول: إن الجسد (الطبيعة الساقطة) في المؤمن أشرّ في عمله من غير المؤمن، ولن ينتهي منه إلا بانطلاقه إلى الفردوس ليكون مع المسيح، أو بمجيء الرب، حيث سيغير شكل جسد تواضعنا، ليكون على صورة جسد مجده. وهنا سينتهي الجسد، وتبطل كل شروره وأعماله، حيث نبقى مع المسيح إلى أبد الآبدين بالأجساد المُمجدة. وهذا ما نجده في تطبيق الرمز على الحقيقة في نبوة عوبديا، فسيظهر أدوم في المشهد في الأيام الأخيرة، ويقضى عليه، ولن يكون له نصيب في البركات الألفية، يوم يكون المُلك للرب، فنقرأ «ويكون بيت يعقوب نارًا، وبيت يوسف لهيبًا، وبيت عيسو قشًا، فيشعِلُونَهم ويأكلونهم ولا يكون باقٍ من بيت عيسو لأن الرب تكلم» (ع18). وأيضًا «ويصعد مخلصون على جبل صهيون ليدينوا جبل عيسو، ويكون المُلك للرب» (ع21؛ انظر أيضًا حز35). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 32440 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() أوعوا تخافوا من ظلم البشر خليكم متأكدين إن كل ظلم تتحملوه مهما كان تقله أنا حاسس بيه وهرد لكم اعتباركم ومقامكم اصبروا أنا صانع الخير لكم |
||||