26 - 06 - 2012, 04:51 PM | رقم المشاركة : ( 3221 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: قاموس الكتاب المقدس
الضباب
سحاب يغشي الأرض كالدخان، ويكثر في الصباح الباكر، وهو "الشبورة". ويتكون الضباب من ذرات متجمعة من بخار الماء، حتى تكاد تمنع الرؤية (انظر اش 59: 10، حز 34: 12). ولا يحدث الضباب كثيرا في فلسطين وسورية على السهول، ولكنه كثير الحدوث في الوديان الجبلية، فيتكاثف في الليل، ويختفي بشروق شمس الصباح (انظر حكمة سليمان 2: 4). ونقرأ في قصة الخليقة: "كان ضباب يطلع من الأرض ويسقى كل وجه الأرض" (تك 2: 6)، مما يدل على أن الجو كان دافئًا رطبًا في العصر الكربوني، وهو ما يتفق تماما مع ما يقول به العلم الحديث. ويقول أليهو – أحد أصحاب أيوب – في وصف قدرة الله: "هوذا الله عظيم... لأنه يجذب قطار الماء. تسح مطرًا من ضبابها" (أي 36: 26 و27)، وهو وصف لدورة الماء في الطبيعة، فيتصاعد الماء بخارًا من المسطحات المائية مكونا للضباب والسحاب، ثم يتساقط مطرًا على الأرض. وعندما نزل الرب على جبل سيناء، ودعا موسى للصعود إلى رأس الجبل "وقف الشعب من بعيد. وأما موسى فاقترب إلى الضباب حيث كان الله" (خر 20: 21 انظر ايضا تث 4: 11، 2 صم 22: 10، عب 12: 18، 1 مل 8: 12، 2 أخ 6: 1، أي 38: 9، مز 18: 11، 97: 2). ويوصف يوم الرب بأنه " يوم ظلام وقتام، يوم غيم وضباب" (يؤ 2: 2، صف 1: 15)، لأنه يوم دينونة للخطاة. وعندما قاوم عليم الساحر الرسول بولس وهو يخاطب الوالي سرجيوس بولس في بافوس في جزيرة قبرس، قال لعليم الساحر: "أيها الممتلئ كل غش وكل خبث، يا أبن ابليس يا عدو كل بر، ألا تزال تفسد سبل الله المستقيمة؟ فالآن هوذا يد الرب عليك، فتكون أعمى لا تبصر الشمس إلى حين. ففي الحال سقط عليه ضباب وظلمة، فجعل يدور ملتمسا من يقوده بيده" (أع 13 10 و11). |
||||
26 - 06 - 2012, 04:52 PM | رقم المشاركة : ( 3222 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: قاموس الكتاب المقدس
ضَبُع
(ار 12: 9). نوع من الضواري كثير الوجود في الشرق حجمه بحجم الذئب واسمه باللاتينية Hyaena striata وهو كامد اللون مخطط بخطوط قاتمة تقاطع طوله على زاوية قائمة وعلو جسمه عند كتفيه 3 أقدام وأقل من ذلك بنحو ستة قراريط عند كفله وله عرف ينتصب إذا هاج. والضبع بين ذوات الأربع كالعقاب بين الطير فيقتات باللحم المنتن وكثيرًا ما يحفر القبور فيأكل لحم الجثث ورائحة جسمه كريهة جدًا وهو جبان الطبع ومع ذلك إذا هاج فهو شرس. وإذا مست الحاجة أمات الحيوانات الأليفة وافترسها. وعضته شديدة حتى إنه يكسر عظام الثور بسهولة ليستخرج نقيها. وهو يخاف من الإنسان غير أنه إذا اجتمع أسرابًا قد لا يخاف الأسد ولا النمر الهندي. ويأوي إلى المغاور والكهوف والمقابر وأحيانًا يبيت في البرية دون مأوى. أما لفظة صبوعيم (1 صم 13: 18 ونح 11: 34). فهي في العبرية للضبع. |
||||
26 - 06 - 2012, 04:54 PM | رقم المشاركة : ( 3223 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: قاموس الكتاب المقدس
ضحك
ويكون الضحك مرغوبا فيه متى جاء في أوانه (تك 21: 6 ، مز 126: 2)، ويكون أحيانًا مستهجنا متى كان في غير موضعه (أم 10: 23، 17: 5، جا 7: 6). وسيختلف ضحك الأبرار وفرحهم في النهاية عن ضحك الأشرار الآن (أي 5: 22، 8: 21 و22، أنظر أيضا 22: 19، لو 6: 21). ويقول الحكيم عن المرأة الفاضلة: "العز والبهاء لباسها وتضحك على الزمن الآتي" (أم 31: 25)، لأنها قد هيأت كل ما تحتاج إليه هي وأهل بيتها، كما يقول: "في الضحك يكتئب القلب، وعاقبه الفرح حزن" (أم 14: 13) متى كان على غير أساس صحيح، إذ يكون "ضحكًا مجنونًا" (جا 20: 2)، لذلك كان "الحزن خير من الضحك" (جا 7: 3). ويقول يعقوب: "نقوا أيديكم أيها الخطاة.. اكتئبوا ونوحوا وابكوا، ليتحول ضحككم إلى نوح وفركم إلى غم" (يع 4: 8 و9). |
||||
26 - 06 - 2012, 04:56 PM | رقم المشاركة : ( 3224 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: قاموس الكتاب المقدس
ضَرْبةَ | الضربات مصيبة يرسلها الله اقتصاص من الخطيئة. وفي أكثر الأحوال المذكورة في الكتاب المصيبة هذه وباء أو مرض آخر وقد تكون حكمًا من نوع آخر. وليس من الضروري أن يكون المرض فجائيًا ليعتبر ضربة ولكن العلة الخاصة التي يؤتيها الله من خالف هذا الناموس الطبيعي أو العقلي يمكن أن تسمى ضربة إذا كان الفعل ذا طابع أدبي. وأول ضربة ذكرها الكتاب هي التي أرسلها على فرعون معاصر إبراهيم ليحمي سارة (تك 12: 17). ثم كانت ضربات المصريين العشر. ولم تكن هذه الظواهر بغريبة عن المصريين. ولكن في أكثر الأحوال إن لم يكن في كلها، شملت هذه الويلات البلاد كلها. وهذه لم تكن مجرد ظواهر طبيعية بل كانت ترتدي طابع المعجزات. أول هذه الضربات هو تحويل مياه النيل إلى دم أو شيء مثيل له (خر 7: 14-25)، والثانية ضرب الضفادع (ص 8: 1-15)، والثالثة ضربة البعوض (ع 16-19)، والرابعة ضربة الذباب (ع 20-32)، والخامسة الوباء على البهائم (9: 1-7)، والسادسة ضربة الدمامل على الإنسان والحيوان (ع 8-12)، والسابعة ضربة البرد (ع 13-35)، والثامنة ضربة الجراد (10: 1-20)، والتاسعة ضربة الظلام (ع 21-29)، والعاشرة موت الأبكار (11: 1-12: 30). وضرب الله بني إسرائيل لأنهم صنعوا عجل الذهب وعبدوه (خر 32: 35). وضربهم لأنهم تذمروا بسبب القوت الذي قاتهم الله به (عد 11: 33 و34). وقتل وباء الجواسيس "الذين أشاعوا المذمة الرديئة على الأرض" (عد 14: 37). وحلّت ضربة على القوم الذين تذمروا بسبب قصاص قورح وداثان وأبيرام العصاة، وفني في هذا الافتقاد 14700 شخص (عد 16: 46-50). وحلّ وباء آخر بالشعب عندما أقام في شطيم وأخذ يزني مع بنات موآب ويسجد لآلتهن. وتعلق بنو إسرائيل ببعل فغور فمات منهم أربعة وعشرون ألفًا (عد 25: 9 ويش 22: 17 ومز 106: 28-30). ودعيت البواسير التي أصابت الفلسطينيين ضربة (1 صم 6: 4). وقد أباد وباء سبعين ألف نفس بعد إحصاء داود الشعب (2 صم 24: 13-25 و1 أخبار 21: 12-30). وتوعد الرب بوباء يهورام ملك يهوذا وشعبه (2 أخبار 21: 14 و15). وأحيانًا كانت تستعمل لفظة الضربة للإشارة إلى أمراض غير وبائية كنزيف الدم مثلًا (مر 5: 29 و34 حيث الكلمة المستعملة تعني الضربة) والبرص عند الأفراد (لا 13: 3-6). وكذلك انتشار بعض الأشكال النباتية السفلى على جدران البيوت الرطبة غالبًا (لا 14: 35). |
||||
26 - 06 - 2012, 04:58 PM | رقم المشاركة : ( 3225 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: قاموس الكتاب المقدس
ضَفْدَع | ضِفْدِع | الضفادع
دابة برية مائية (خر 8: 3). وفي العهد القديم اغلب الظن أنها الضفدع المصرية المسماة باللاتينية Rana Punctata. وهي من النوع المأكول. والضفدع رمز عن النجاسة (رو 16: 13). وكانت الضربة الثانية المصرية بتكثير هذا النوع - إلى أن امتلأت أرض مصر منه فأنتنت من رائحة جثثه البلاد كلها. |
||||
26 - 06 - 2012, 04:58 PM | رقم المشاركة : ( 3226 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: قاموس الكتاب المقدس
ضَفْر
(1 بط 3: 3). كان ذلك صناعة خاصة بالنساء وكن يجعدّن الشعر ويعقدنه ويرتبنه على هيئة قرون وأبراج وكن يستعملن عدة آلات لذلك (اش 3: 18 و24). |
||||
26 - 06 - 2012, 04:59 PM | رقم المشاركة : ( 3227 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: قاموس الكتاب المقدس
ضَمِير
لم ترد لفظة في العهد القديم وجاءت مرة في حكمة سليمان 17: 10. ومع ذلك فالروح والنفس والقلب مرادفات لها فالله فاحص "القلوب والكلى" (مز 7: 9). والخطيئة تحزن النفس (اش 65: 14). والقلب يشي أو يوبخ (أيوب 27: 6 و2 صم 24: 10). في العهد القديم الله يخاطب الإنسان (تك 4: 9-12). وهو المرشد الشخصي لضمائرنا التي تحكم على أنفسها من خلال علمه ونظرته إليها. الضمير حاكم ولكن الضمير يتقسى ويضعف ويذهب صفاؤه، والضمائر تتباين في وضوحها فإذا انحدر هكذا يفسد حكمه "قال الجاهل في قلبه ليس إله" (مز 53: 1). وربما سقط الضمير سقوطًا عظيمًا "فإن كان النور فيك ظلامًا فالظلام كم يكون" (مت 6: 23 ولو 11: 33-36). ومع ذلك فالأممي متى فعل بالطبيعة ما هو في الناموس ويصبح ناموسًا لنفسه ويشهد له ضميره (رو 2: 14 و15). وأما المسيحي فضميره ينيره، والضمير والإيمان متصلان اتصالًا لا تنفصم عراه (1 تي 3: 9 راجع 1: 19). ولا يكفي أن يفعل الإنسان ما هو مسموح في حدّ ذاته كي يكون مبررًا بل ينبغي أن يحب الآخرين ولا يكون لهم معثرة عن معرفة (1 كو 8: 7-13 و10: 28-31). وإننا ننال الضمير الطاهر بواسطة دم المسيح (عب 10: 22). |
||||
26 - 06 - 2012, 05:00 PM | رقم المشاركة : ( 3228 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: قاموس الكتاب المقدس
ضَامر الشاكلة
زرزير بالعبرية (ام 30: 31) فذهب بعضهم إلى انه الكلب السلوقي، والكلب السلوقي مرسوم في الآثار الآشورية وذهب آخرون إلى أنه جواد الحرب إذا زين عند خاصرتيه بالحزم والقرط أو هو الزرزور للتقارب بين الكلمة العبرية واللاحقة لعصر الكتاب المقدس وبعضهم يظنون أنه الديك. |
||||
26 - 06 - 2012, 05:01 PM | رقم المشاركة : ( 3229 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: قاموس الكتاب المقدس
ضَمِن | يضْمَنُ | ضمنًا | ضمانًا الضمن من يكفل التزامات شخص آخر (ام 22: 26 و27). فكان يضمن القيام بعمل ما (تك 44: 32). وفي المعاملات التجارية كانت تطلب كفالة قبل الدين. وكانت شكليات الضمان بأن يتصافق الضامن والدائن ويعد الأول الآخر بالدفع إذا خلف المدين (ام 6: 1 و2 و17: 18). وكان ضمان الغريب يعتبر جهلًا (ام 11: 15 و17: 18 و20: 16). ولكنه استسيغ في بعض الظروف وإذا كان المبلغ باهظًا ولحسن الجوار (ابن سيراخ 8: 13 و29: 14 و20). ولكنهم قالوا بأخطاره وبسوء استعماله من مدين غير أمين (ابن سيراخ 29: 16-18). |
||||
26 - 06 - 2012, 05:16 PM | رقم المشاركة : ( 3230 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: قاموس الكتاب المقدس
الاضطهاد | اضطهد اضطهده: بالغ في ظلمه وإذلاله، وبخاصة في حالة الاختلاف في العرق أو الوطن أو الرأي أو الدين. هو استعمال الغصب في أمور الضمير وإيقاع القصاص على المغتصب لأجل مخالفته الشريعة الدينية وكان من النظام الموسوي أن الشريعة الدينية تحكم على جميع الناس لأن الله كان ملكًا للأمة العبرانية ولذلك كانت عبادة إله آخر تحسب خيانة لبني إسرائيل والحكومة فترتب لذلك القصاص الصارم على مرتكبيها بموجب نص إلهي (تث ص 13). ومع أنه لم يضطر الوثنيون الساكنون في فلسطين أن يتهودوا لم يكن لهم حق الرعوية إلا إذا اعتنقوا الموسوية (خر 12: 48). وكانوا يقاصّون على عبادة الأوثان (لا 18: 26 و20: 1-5). وأما الديانة المسيحية فهي مبنية على أساس آخر وهو الأخوة بين جميع أفراد الإنسان وأبوة الله لكل فرد من الجنس البشري وعلى حرية الإقبال إلى الخلاص فاضطهاد أفرادها لغيرها مخالف لمبدئها الأساسي ولقدوة المسيح ورسله (يو 18: 36 و2 كو 10: 4). على أنه يجوز للكنيسة أن تقطع عضوًا لسبب آراء هرطوقية أو تصرف غير لائق (1 كو 5: 3-5 و13). والأمر ظاهر أن قول بولس "لهلاك الجسد" فيعني إحلال القصاص بجسد الإنسان المقطوع عن شركة الكنيسة حتى يعود إلى المصالحة. فالقصاص هنا معالجة وتهذيب ويقبله المؤمن طوعًا وهو لا يحمل طابع العنف والاغتصاب. فليس القصاص اضطهادًا إلا إذا فرض باسم الدين على إنسان خرج على هذا الدين أو رفض فكرة التأديب. أولًا: الاضطهاد في العهد القديم: فالاضطهاد قديم لازم الإنسان منذ البداية، وقد قال الرب للفريسين: "أنتم تشهدون على أنفسكم أنكم أبناء قتلة الأنبياء.. لكي يأتي عليكم كل دم زكي سُفك على الأرض، من دم هابيل الصديق إلى دم زكريا بن برخيا الذي قتلتموه بين الهيكل والمذبح" (مت 23: 31 – 35). ويقول الرسول بولس عن إسماعيل وإسحق ابني ابراهيم، إن اسماعيل " الذي وُلد حسب الروح" (غل 4: 29)، وأستمر اضطهاد الأشرار لأولاد الله، مما يلخصه كاتب الرسالة إلى العبرانيين بالقول: و" آخرون عُذِّبوا ولم يقبلوا النجاة لكي ينالوا قيامة أفضل، وآخرون تجربوا في هزء وجلد، ثم في قيود أيضًا وحبس رُجموا، نُشروا، جُربوا ماتوا قتلًا بالسيف، طافوا في جلود غنم، وجلود معزى، معتازين مكروبين مذلين. وهم لم يكن العالم مستحقًا لهم، تائهين في براري وجبال ومغاير وشقوق الأرض" (عب 11: 35 – 38). ثانيًا – الاضطهاد في أيام العهد الجديد: (أ) في سفر الأعمال: وصف أحدهم (ك. س لاتوريت) مسار الكنيسة في التاريخ، ابتداء من أعمال الرسل بأنها " سارت في مهب العاصفة " فما أن تأسست الكنيسة في يوم الخمسين حتى قبض على الرسولين بطرس ويوحنا ومثلا أمام السنهدريم (أع 4: 1 – 22) وسرعان ما أدى ذلك إلى قتل استفانوس أول شهداء المسيحية (أع 6: 8 – 7: 60) وأعقب ذلك وقوع " اضطهاد عظيم على الكنيسة التي في أورشليم، فتشتت الجميع في كور اليهودية والسامرة" (أع 8: 1)، وكان شاول الطرسوسي 0 قبل تجديده – " ينفث تهديدًا وقتلًا على تلاميذ الرب" (أع 9: 1). وكان " له سلطان من قبل رؤساء الكهنة أن يوثق جميع الذين يدعون " باسم الرب يسوع المسيح" (اع 9: 14). وقد أمر هيرودس الملك بقتل يعقوب الرسول (أع 12: 1 و2)، وكان مزمعًا أن يقتل بطرس أيضًا لولا أن الرب أنقذه بمعجزة" (أع 12: 3 – 10). " والذين تشتتوا حالوا مبشرين بالكلمة" (أع 8: 4)، اتمامًا لأمر الرب: "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس، وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به، وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر" (مت 28: 19 و20)، كما قال لهم: "لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم، وتكونون لي شهودًا في أورشليم، وفي اليهودية والسامرة وإلى اقصى الأرض" (أع 1: 8). وكان الرب قد سبق أن أنبأ بهذه الاضطهادات (مت 5: 11، مرقس 4: 17، لو 6: 22، يو 16: 2 و33). وقد تعرض الرسول بولس ورفقاؤه للاضطهاد في أيقونية ولسترة (أع 14: 5 و19)، وفي فيلبي (أع 16:19 - 40)، وفي كورنثوس (أع 18: 12 – 17)، وفي أورشليم (أع 21: 27 – 33، 22: 23، أنظر 2 كو 11: 24 – 33). (ب) في رسائل العهد الجديد: تكشف رسائل العهد الجديد عن نفس الصورة، فقد صارت الكنيسة على الدوام وسط أتون النيران، فكانت مثل " العليقة التي تتوقد بالنار ولكنها لم تحترق" (انظر خر 3: 2). ففي الرسالة الأولى إلى الكنيسة في تسالونيكي، يكتب الرسول بولس: "وأنتم صرتم متمثلين بنا وبالرب إذ قبلتم الكلمة في ضيق كثير بفرح الروح القدس" (1 تس 1: 6)، وقد أرسل لهم الرسول بولس ابنه تيموثاوس: "حتى يثبتكم، فإنكم تعلمون أننا موضوعون لهذا" (1 تس 3: 2 و3). كما يقول إن " جميع الذين يريدون أن يعيشوا بالتقوى في المسيح يسوع يضطهدون" (2 تي 3: 12). ويقول أيضًا: إننا من أجلك نمات كل النهار، قد حسبنا مثل غنم للذبح (رو 8: 36). كما يشجع الرسول بطرس المؤمنين أن يبتهجوا، " مع أنكم الآن -أن كان يجب – تحزنون يسيرًا بتجارب متنوعة، لكي تكون تزكية إيمانكم - وهي أثمن من الذهب الفاني، مع أنه يمتحن بالنار – توجد للمدح والكرامة والمجد عند استعلان يسوع المسيح" (1 بط 1: 6 و7، انظر أيضًا 4: 12 – 16). ونجد تلميحًا إلى استشهاد الرسول بولس الذي كان يتوقعه (2 تى 4: 6 – 8)، كما أن الرب نفسه أنذر بطرس بكيفية استشهاده (يو 21: 18 و19). (ج) في سفر الرؤيا: يكتب الرسول يوحنا: انا يوحنا أخوكم وشريككم في الضيقة. وفي ملكوت يسوع المسيح وصبره، كنت في الجزيرة التي تدعى بطمس، من أجل كلمة الله ومن أجل شهادة يسوع المسيح" (رؤ 1: 9)، وقد تعرضت الكنائس في آسيا الصغرى للاضطهاد. فيكتب لملاك الكنيسة في سميرنا: " لا تخف البتة مما أنت عتيد أن تتألم به. هوذا ابليس مزمع أن يلقي بعضًا منكم في السجن لكي تجربوا كن أمينًا إلى الموت فسأعطيك إكليل الحياة" (رؤ 2: 10). أما الاضطهاد في برغامس، فكان قد أدى فعلًا إلى استشهاد أنتيباس الشهيد الأمين للرب" (رؤ 2: 13)، كما يمتدح الرسول يوحنا المؤمنين في أفسس وثياتيرا لأجل احتمالهم وصبرهم (2: 2،19). كما يمتدح المؤمنين في فيلاديفيا لأنهم لم ينكروا اسم الرب، مما يعني أنهم تعرضوا للاضطهاد في سبيل ذلك، فصبروا (3: 8 و10)، ولما فتح الختم الخامس رأى يوحنا " تحت المذبح نفوس الذين قُتلوا من أجل كلمة الله ومن أجل الشهادة التي كانت عندهم "، كما " قيل لهم أن يستريحوا زمانا يسيرا أيضًا حتى يكمل العبيد رفقاؤهم وأخوتهم أيضًا العتيدون أن يُقتلوا مثلهم" (3: 9 – 11) أي أن الاضطهاد لم يكن ليتوقف (انظر رؤ 20: 4). دقلديانوس - واسمه بالكامل جايوس أوريليوس فاليريوس ديوكلتيانوس (244-311)، حاكم روماني في الفترة من 284-305 ثالثًا – الاضطهاد من الدولة الرومانية: لا يكتفي الكتاب المقدس بأن يسجل اضطهاد الكنيسة، بل يبين أنها نمت وازدهرت في جو الاضطهاد، وكان الدافع الأول لاضطهاد المؤمنين، هو الكراهية الشديدة التي يكنها العالم لله ولمسيحه. فالإنسان الطبيعي " عدو لله" (رو 5: 10). ومحبة العالم هي عداوة لله، إذ " لا يقدر أحد أن يخدم سيدين" (مت 6: 24)، والنور قد جاء إلى العالم، وأحب الناس الظلمة أكثر من النور" (يو 3: 19). و" اهتمام الجسد هو عداوة لله، إذ ليس هو خاضعًا لناموس الله، لأنه أيضًا لا يستطيع" (رو 8: 7). واذا كان الدافع لاضطهاد أولاد الله هو الكراهية لله، فإن الهدف منه، هو القضاء على الله لو يستطيعون، وقد صلبوا فعلًا ابن الله " رب المجد" (1 كو 2: 8)، ولما لم يكن في استطاعتهم أن يقضوا على الله نفسه، فإنهم صرفوا جهدهم إلى القضاء على الشهادة له، والتخلص من أولاده، وعندما كان شاول الطرسوسي يضطهد المؤمنين، قال له الرب من السماء: "أنا يسوع الذي أنت تضطهده" (أع 9: 5) فاضطهاد المؤمنين هو اضطهاد للرب نفسه. ومما يستلفت النظر، أن كلمة " شاهد " و" شهيد " و" شهادة " من أصل واحد، و" الشهيد " هو " الشاهد " الذي ختم شهادته لله بدمه. ويقول الرسول بولس: "و لا نفسي ثمينة عندي حتى أتمم بفرح سعيي والخدمة التي أخذتها من الرب يسوع لأشهد ببشارة نعمة الله" (أع 20: 24)، فالاضطهاد يكشف عن معدن المؤمن الحقيقي الذي فيه " من تعب نفسه يرى (المسيح) ويشبع" (إش 53: 10 و11). ولا شك في أن غضب الإنسان لا يصنع بر الله" (يع 1: 20)، ولكن الله يستطيع أن " يجعل غضب الإنسان يحمده" (مز 76: 10)، لذلك لم يكن المؤمنون يطلبون من الله حمايتهم من الخطر، بل أن يمنحهم الشجاعة ليتكلموا بكلامه بكل مجاهرة (أع 4: 24 – 30). والاضطهاد يؤول إلى تمجيد الله، فالعالم الشرير يهاجم القطيع الصغير بعنف وبلا هوادة،ولكن ماذا كانت النتيجة ؟ كان العالم يدمر نفسه، بينما كانت الكنيسة تزداد نموًا وقوة، وما أعجب أن يهاجم الذئب الحمل، فيعيش الحمل ويموت الذئب ! ومن غير الله يستطيع ان يفعل هذا، ويحِّول محاولات العالم للقضاء على كنيسته، إلى بركة لها !. كان إدراك هذه الحقيقة لازمًا بشدة للكنيسة، فقد تحقق وعد المسيح لها عن طريق الاضطهاد، فقد وعد بأن أبواب الجحيم لن تقوى عليها (مت 16: 18). وقد قابل المؤمنون الاضطهاد بفرح " لأنهم حسبوا مستأهلين ان يهانوا من أجل اسمه" (انظر أع 5: 41). وقد حدث أول اضطهاد للكنيسة من الدولة الرومانية في زمن نيرون (64 – 68 م) في مدينة روما نفسها أولًا، كما يذكر تاسيتوس الروماني. فعندما ثار الرأي العام ضد نيرون لاتهامه بحرق روما، اتخذ هو من المسيحيين كبش فداء واتهمهم بأنهم هم الذين اقترفوا تلك الجريمة، وفي هذا الاضطهاد استشهد كل من الرسولين بولس وبطرس مع كثيرين غيرهم. ولكن حدث اضطهاد أشد عنفًا في أجزاء مختلقة من الامبراطورية في أيام تراجان (98 – 117 م)، وفي أيام هادريان (117 – 138 م)، ولكنه بلغ أقصى مداه في أيام ديسيوس ودقلديانوس في القرن الثالث والرابع. فقد كتب إغناطيوس رسائله وهو في طريقه إلى روما ليستشهد فيها في 115 م، بإلقائه إلى الوحوش، كما استشهد بوليكاربوس أسقف سميرنا وتلميذ يوحنا الحبيب، حرقًا بالنار في 155 م. وفي 248 م كانت روما تحتفل بالعيد الألفي لتأسيسها، وكانت ذكريات الماضي المجيد، في ضوء الظروف التي كانت كائنة وقتئذ، التي زادها سوءًا تهديد القبائل المتبربرة للامبراطورية، جعلتهم ينسبون كل ذلك لغضب الالهة، لهجران المسيحيين للمعابد الوثنية وتحريضهم الآخرين على ذلك، فرأى الأباطرة أنه لإرضاء أولئك الألهة، يلزمهم القضاء على المسيحيين " الملحدين "، وإجبارهم على العودة إلى عبادة " الآلهة " لدفع الخطر عن الامبراطورية، وقد أصدر الامبراطور " ديسيوس" (249 – 251 م) مرسومًا بإجبار كل المسيحيين على تقديم الذبائح للالهة. ومن لم يقبل منهم ذلك، تعرض لمصادرة ممتلكاته، وللسجن والتعذيب والنفي أو الموت. ولكن رغم قسوة هذا الاضطهاد ووصوله إلى كل أجزاء الامبراطورية، فقد صمدت الكنيسة الحقيقية أمامه، كما صمدت أمام الاضطهاد الذي اعقبه في عهد " جالوس" (251 – 253 م). وإذ شعرت روما بأن تركيز الاضطهاد العنيف على قادة الكنيسة، قد يكون أجدى لاستئصال المسيحية، أصدر فاليريان (253 – 260 م)، مرسومين في 257، 258 م، فلم يكتف بأن يأمر رجال الدين المسيحي بضرورة تقديم ذبائح للالهة، بل حرم عليهم القيام بعبادة إلههم علنًا، مما أدى إلى استشهاد أعداد كبيرة من الأساقفة والشيوخ والشمامسة، كما تعرض الكثيرون من الرجال والنساء – من علية القوم – للتعذيب والموت لرفضهم الامتثال لتلك الاوامر " فسال دم الشهداء كالأنهار "، ولكن عنف هذه الاضطهادات وامتدادها، جعلا من المستحيل الاستمرار فيها، فألغى جالينوس (260 – 268 م) المراسيم التي أصدرها أبوه، فهدأ الجو بالنسبة للمسيحيين لمدة أربعين سنة. وبعد هذه السنوات، واجه المسيحيون أعنف موجات الاضطهاد في عهد دقلديانوس وجالريوس، فقد أراد دقلديانوس أن يستعيد للامبراطورية مجدها الغابر، فعانى المسيحيون في عهده أعنف اضطهاد، فقد أرادها أن تكون المعركة الفاصلة بين الكنيسة والامبراطورية، فأصدر أوامره في 295 م بإلزام الجنود المسيحيين بتقديم الذبائح للألهة. وفي 298 م استشهد أحد كبار قادة الجيش، واستشرى الاضطهاد في الجيش. وفي 303 م أصبح الاضطهاد عامًا، بناء على ثلاثة مراسيم صدرت تباعًا، بل بلغ به الأمر أن أمر زوجته المسيحية وابنته بتقديم الذبائح للألهة، كما أمر بهدم المباني المسيحية وسجن عددًا كبيرًا من الأساقفة والشيوخ، وأحرق الكتب المقدسة، وحُرم المسيحيون من كل حقوقهم الشرعية، وتعرض الجميع للتعذيب، وظل الأمر كذلك حتى 305 م في الغرب، وحتى 311 م في الشرق، وبخاصة في فلسطين ومصر التي عانت كثيرًا، مما جعل الكنيسة المصرية تعتبر سنة اعتلائه عرش الامبراطورية في 284 م، بداية تقويمها القبطي. لقد استشهدت أعداد كبيرة من المسيحيين في عهده، ولكن أيضًا أنكر كثيرون – من المسيحيين بالاسم – الإيمان، وسلموا كتبهم المقدسة للحريق، ولكن هذا الاضطهاد العنيف، اثبت أنه من العبث محاولة القضاء على المسيحية، بل قد يمكن أن تنهار الامبراطورية، ولكن من المستحيل القضاء على الكنيسة، فلم يعد هناك خيار أمام الامبراطورية إلا أن تصطلح مع الكنيسة، وهو ما حدث فعلًا في عهد قسطنطين الذي أصدر مرسوم ميلان بحرية العقيدة في مارس 313 م، ثم انفرد قسطنطين بالعرش في 323 م، وجعل من المسيحية دينًا رسميًا للدولة، وهكذا " انتصر الناصري " وبدأت مرحلة جديدة في تاريخ الكنيسة المسيحية. رابعًا: نتائج الاضطهاد: لقد كان للاضطهاد نتائجه الطيبة، فالله وحده هو الذي يقدر أن يخرج من الآكل أكلا ومن الجافي حلاوة:
|
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
قاموس أعلام الكتاب المقدس أ |
قاموس أعلام الكتاب المقدس الحرف ( ب ) |
[أ] من قاموس الكتاب المقدس |
قاموس كلمات فى ايات من الكتاب المقدس |
حرف (ذ) من قاموس الكتاب المقدس |